Print this page

شُبهات وتساؤلات حول المرأة (7)

قيم هذا المقال
(0 صوت)
شُبهات وتساؤلات حول المرأة (7)

قيل من قديم : إنَّ المرأة هي عنصر الخطيئة والشر، وإن المرأة شيطان صغير، وإن للمرأة يداً في كل جريمة وخطأ يرتكبه الرجال، وقد جاء في بعض النصوص هذا الوصف للمرأة... فيا ترى ما هو معنى ومفهوم الشر في هذه الأقوال والأحاديث.؟

* * * * *

ينظر الإسلام إلى أن الوجود كله خير، لأن الوجود إما أنه هو الله عز وجل، وإما أنه مخلوقاته، وكلها خير. ونستطيع أن نستكشف هذه الحقيقة من خلال الآية التالية، حيث يقول تعالى: (الّذِيَ أَحْسَنَ كُلّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ)([1])، وتؤكد هذه الآية الشريفة أن كل ما خلقه الله فقد خلقه حسناً وخيراً.


أنواع الخير والشر
إن الخير والشر على نحوين:

النحو الأول: الخير المطلق والشر المطلق. أما الخير المطلق فهو الوجود غير المتناهي، وهو وجود الله سبحانه وتعالى، وهكذا سائر الوجودات بالنظر إلى ذواتها. وأما الشر المطلق فهو العدم المطلق.

النحو الثاني: الخير النسبي والشر النسبي. أما الخير النسبي فهو الوجود المحدود، وكذلك الشر النسبي فهو ينطبق على الوجود المحدود. مثلاً وجود الإنسان بما أنه محدود فخيره نسبي وشره نسبي، ومثال الشر النسبي الصدق فهو يتصف بالخير، ولكن في ظروف أخرى يتصف بالشر كما لو تَرَتَّبَت على الصدق مفسدة كبيرة، كتأديته لقتل مؤمن، والكذب أيضاً يتصف بالشر، ولكن في ظروف أخرى يتصف بالخير كما لو تَرَتَّبَت عليه مصلحة معينة، كالإصلاح بين المؤمنين، أو إنقاذ حياة مؤمن، وأيضاً هناك موجودات هي من جهة خير، ومن جهة أخرى شر، كما في الحشرات؛ فإن وجودها من جهة الإنسان شر، ولكن لنفسها خير، وهذا ما يطلق عليه الموجودات والصفات المتصفة بالخير والشر باعتبار الجهات أو الخير والشر الإضافي.

وصف المرأة بالخير والشر:
والآن هل أن وجود المرأة واتصافها بالخير أو الشر من النحو الأول أو الثاني؟ من الواضح جداً أن المرأة كالرجل في أن اتصافها بالخير أو الشر نسبي وبلحاظ الظروف والجهات، فإذا كان وجودهما لأجل الله تعالى، واتصفا بالإيمان والتقوى والعطاء فوجودهما خير، وأما إذا ارتكبا المعاصي والطغيان والتمرد وخلع زيّ العبودية فيتصف وجودهما بالشر، من دون أدنى فرق بين الرجل والمرأة، وأما اتصاف المرأة بالشر محضاً فليس بصحيح لا ذاتاً؛ لأنها من مخلوقات الله المتصفة بالخير، ولا عرضاً دائماً.

أما ما ورد في بعض النصوص من وصف المرأة بالشر، فغير ناظر إلى ذاتها وجنسها وواقع وجودها، بل بلحاظ الافتتان بها والتعلق بها بحيث إذا استخدمت فتنتها عادت بالشر على الرجل وعلى نفسها وعلى المجتمع عموماً.

وأما إذا كبحت جماح شهواتها، وعادت لتكون عنصر توازن واعتدال، وسارت وفق موازين الشرع والعقل والعرف، تصبح مؤمنة فاضلة، بل تفوق الكثيرين من الرجال في الفضل، ولذلك ضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون والسيدة مريم (عليها السلام) من الأولين، وما جاء عن النبي(ع) في حق السيدة خديجة والزهراء(عليها السلام)  من الآخرين.
 


[1] ـ السجدة: 7.

قراءة 1398 مرة