مع تزايد حدة المنافسات بين مرشحي الكتل والإئتلافات السياسية وفي ظل أجواء الصراع القائم بينها، يتوجه العراقيون في الثلاثين من نيسان الجاري لصناديق الإقتراع لإختيار برلمان جديد من شأنه تجاوز أخطاء الماضي ورسم صورة مشرقة لمستقبل البلاد ليشهد العراق حينها الإستقرار الحقيقي وليتخلص من الإرهاب (الدخيل) عليه ويتنفس العراقيون الصعداء وتنجلي تلك الغبرة التي صنعها الظلاميون.
الإستحقاق الإنتخابي الثالث الذي سيخوضه أبناء العراق بعد أيام يستدعي منهم أن يتحلوا بالبصيرة والحصافة في إنتخاب الشخص الذي يجدون فيه المقومات والسلوكيات المطلوبة في أي نائب يمثل شعبه بإخلاص وتفانٍ، ويرجح المصالح الوطنية علي الحزبية الضيقة، ولا ينقض العهد الذي قطعه علي نفسه، ولا تدور حوله الشبهات بالإختفاء وراء الشعارات البراقة أو التعاون من وراء الستار مع جماعات تمارس الإرهاب أو العمل لعرقلة العملية الديمقراطية.
علي العراقيين معرفة كنه بعض الصراعات السياسية الدائرة قبل الإنتخابات البرلمانية المقبلة ليفهموا أن البعض يسعي إلي السلطة لإبقاء البلاد علي حالها كما يشير سجلهم، وبأن البعض الآخر علي الرغم من ماضيهم المعروف باتوا يتحدثون بخطاب جديد وفي ظل قوائم لا تتفق مع أفكارهم التي نبذها العراقيون.
إن العراق الذي شهد نظاماً فاشياً حكمه بالحديد والنار وبإغتيال نخبه ومنع الحرية والإزدهار عنه، تخلص من النظام المقبور بكل وعي ويقظة، واجتاز فترة تواجد القوات الأجنبية فيه بحنكة، يعي أبناؤه كل الألاعيب ويعرف الوجوه الوطنية ويميز بين الصالح والطالح، أياً كانت شعارات بعض المرشحين وإدعاءاتهم بخدمة المواطنين.
إن المرحلة الصعبة التي يمر بها العراقيون تتطلب منهم إنتخاب مرشحين قدموا إختبارهم في مرحلة مابعد السقوط وأثبتوا جدارتهم وصراحتهم في الدفاع عن المصالح الوطنية والعمل علي تشكيل الحكومة المبنية علي الدستور والدعوة إلي المؤسسات المدنية التي تحمي حقوق المواطنة والحريات الإجتماعية المنبثقة من الثقافة العراقية الأصيلة.
لقد كشف الإرهاب والمحسوبية والنزعة الطائفية عن الكثير من الوجوه التي كانت وراءه، وآن الأوان لنبذها ودفعها إلي الهامش بعيداً عن صنع القرارات الذي يجب أن يفوض إلي مخلصين للعراق وشعبه، وسيكون الإستحقاق الإنتخابي المقبل طريقاً لإنتخاب نواب لا يحملون إلتزامات لجهات أجنبية لا تنشد الخير للعراق و العراقيين و علي المرشحين كافة مهما كان إنتماؤهم الاخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب المغلوب علي امره و محاولة تحقيقها بما يكفل للعراقيين الكرامة و العيش الرغيد.