Print this page

الانتخابات العراقية.. رسائل الى من يهمه الامر

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الانتخابات العراقية.. رسائل الى من يهمه الامر

الجميع متفق على ان الشعب العراقي صنع ملحمة من خلال مشاركته الواسعة في الانتخابات التشريعية، وهي مشاركة اذهلت الاصدقاء قبل الاعداء، نظرا للضغوط التي مورست على العراقيين، من اكثر من جهة اقليمية ودولية، تختلف اساليبها الا انها تتفق على امرين، اول اهدافها، فصل العراق عن محور المقاومة، والثاني خلق حالة من الياس والاحباط والشك بين العراقيين ازاء نظامهم السياسي برمته، والمحصلة النهائية لهذين الامرين هو ادخال العراق في متاهات تنتهي بالتطبيع والسير في الفلك الامريكي.

من اجل تحقيق هذه الاهداف لم يدخر الاعداء والمبغضون والموتورون والطائفيون، وسيلة الا واستخدموها، مثل المال وشراء الذمم والحملات الاعلامية والضغوط السياسية وحتى التهديدات، بشكل غير مسبوق، الا ان نتائج الانتخابات جاءت مخيبة لامال تلك الجهات، فكان العراقيون اكبر من تلك الاغراءات والضغوطات والتهديدات، كما كانوا اذكى بكثير من الهجمة الاعلامية الشرسة والحرب النفسية، التي تعرضوا لها، وارسلوا بذلك رسائل الى كل من يهمه الامر، داخل العراق والاقليم والعالم، ومنها:

-ان العراقيين متمسكون بنظامهم السياسي، الذي يعتبر صمام الامان للعراق، للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بعد عام2003 ، والحيلولة دون الوقوع في فخ الدكتاتوريات او الصراعات الطائفية والعرقية مرة اخرى، وسد الطريق امام الفاسدين والمنبطحين والتطبيعيين للوصول الى مجلس النواب والعمل كطابور خامس لاعداء العراق.

-ان العراقيين استشعروا الاخطار المحدقة بهم، فكان لابد من وادها قبل ان تستفحل، على ضوء التطورات التي شهدتها المنطقة منذ اكثر من عامين، وخاصة الاحداث التي شهدتها سوريا وغزة ولبنان واليمن والسودان، فكان لابد من ايصال رجال يملكون الحكمة والشجاعة،للتصدي لهذه الاخطار والجهات التي تقف وراءها.

-العديد من المراقبين توقعوا مشاركة شعبية ضعيفة في الانتخابات، لاسيما بعد وصول منسوب التهديدات الامريكية الى مستويات عالية، خاصة التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع العراقي، عندما كشف عن مضمون الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه نظيره الامريكي هيغيسث، وتهديده العلني للعراق وفصائل الحشد الشعبي. وكذلك تصريحات مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى العراق مارك سافيا، والتي تضمنت اهداف مهمته في العراق، والتي كانت عبارة عن تهديدات صارخة ووقحة، لم تضع اي اعتبار للسيادة العراقية، فاذا بنتائج الانتخابات تنزل على هيغيسث وسافيا كالصاعقة، بعد ان ضرب العراقيون بتهديداتهما بعرض الحائط.

-اثبت العراقيون من خلال مشاركتهم بالانتخابات، ان العراق اكبر من المؤامرات، واقوى من ان يتحكم به سفير او مبعوث امريكي. بل واكثر من ذلك اثبتت نتائج الانتخابات ان العراقيين مازالوا متمسكين بخيار المقاومة امام التدخل الامريكي، وبرفض التبعية الامريكية.

-اسدل العراقيون الستار على مرحلة الفتن والحروب والتفجيرات والقتل على الهوية والاغتيالات للوصول الى الحكم، وأظهروا انهم شعب يحترم العملية السياسية القائمة على الانتخابات، وحكم الأغلبية، واحترام تطلعات الاقليات، وافساح المجال امام كل مكونات الشعب العراقي في المشاركة في الحكم، دون اقصاء، الامر الذي سيحمي الانزلاق في متاهات الجميع فيها خاسر.

اخيرا، لابد من التاكيد على حقيقة باتت بحكم البديهية، وهي انه لولا المرجعية الرشيدة العليا، المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني، الذي انقذ العراق اكثر من مرة، ما كانت هذه الانتخابات ان تنجح، وبذلك تمكنت المرجعية الحفاظ على بقاء العراق على السكة الصحيحة المتمثلة بالنظام الديمقراطي القائم على اصوات الشعب وارادته الحرة.

قراءة 9 مرة