Print this page

الزيدية - عوامل الظهور

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الزيدية - عوامل الظهور

إحدى الفرق الإسلامية الشيعية تبلورت كفرقة في أوائل العصر العباسي في القرن الثاني الهجري، واتخذت من زيد بن علي الشهيد (رضوان الله تعالى عليه) رمزاً لتحركها وانتسبت إليه.

وتبنت منهجاً عقائدياً وفقهياً كان حصيلة جهود أعلام المذهب على اختلاف طبقاتهم، اعتماداً على قواعدهم الاجتهادية، وتأثرت أصولياً بالمعتزلة، وفقهياً بالمذهب الحنفي.

عوامل الظهور:

1 ـ كان لثورة زيد بن علي الأثر البالغ في نفوس المسلمين، وتعدّ الدعامة الأساسية التي اعتمدت عليها الزيدية، واستقطبت الجماهير وارتكزت على تراث هذه النهضة الضخم، واعتبروها رصيدهم الفكري والسياسي في التحرّك والتغيير.

2 ـ غيرّت الثورات والانتفاضات الشيعية التي أعقبت ثورة زيد ـ كثورة يحيى، وعيسى، والحسين بن علي الفخي، ومحمد بن القاسم بن علي، ويحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ـ مجرى التاريخ، فقد بذل قادة الانتفاضات مهجهم، وجاهدوا لنشر العدل وأشعلوا فتيل الثورة، وكسحوا الظلم والفساد، فكان لدمائهم الزكية الأثر البارز في ترسيخ روح الثورة، ومقاومة الطغيان، وتثبيت الفكر، والروح الثورية الزيدية في كُلّ البقاع التي وصلت إليها رسل انتفاضاتهم ونهضتهم.

3 ـ الدوافع السياسية والعقائدية كانت الركيزة الأساسية للمذهب الزيدي، والنافذة التي اطلّ من خلالها على المجتمع الإسلامي، وحاول التغيير والإصلاح ويظهر ذلك من خطب وبيانات الشهيد زيد بن علي بن الحسين (رضوان الله تعالى عليه)، فتراه يبوح بين آونة وأخرى ،ويبين أسباب التحرّك والثورة، كما في قوله (رضوان الله تعالى عليه) : ( إنما خرجت على الذين أغاروا على المدينة يوم الحرّة، ثُمّ رموا بيت الله بحجر المنجنيق ) ، وفي خبر آخر يقول إنما خرجت على الذين قاتلوا جدّي الحسين (عليه السّلام). وفي أخرى يصف مسيرته ونهضته بأبيات من الشعر حين دخوله على هشام :

شـرده الخوف وأزرى به * كذاك من يكره حر الجــلاد

منخرق الكفين يشكو الجوى * تنكثه أطراف مــرو حداد

قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد

إن يـحـدث الله لـه دولة * يترك آثار العدا كـالرمــاد

وقد انتخب زيد الشهيد طريق الكفاح والنضال، وإحياء الشريعة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوطين النفس على الشهادة والقتل في سبيل القيم والمبادئ.

4 ـ سوء السياسة التي انتهجها ملوك بني أمية وبني العباس، ومطاردتهم للبيت العلوي وأتباعهم، وملاحقتهم للذرية الطاهرة من أبناء الأئمة أينما وجدوا، وتهاونهم بالأمور الدينية، وطعن المعارضين عن طريق لصق التهم الكاذبة بهم، دفع أعلام الهاشميين وقيادات الأمّة إلى الثورة والتصدي، وتوجيه الأمّة في نضالها المرير لمواجهة الظلم والإرهاب الأموي والعباسي.

قراءة 3305 مرة