Print this page

الزيدية - النشأة والتطور

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الزيدية - النشأة والتطور

1 ـ اتخذت الفرقة الزيدية من زيد الشهيد رمزاً لتحرّكها، وعملت على الاقتداء بنهجه، وسيرته في النهوض والثورة بوجه الحكام المستبدين، فكان زيد إماماً لهم، انتسبوا إليه وسموا باسمه، ولم يكن زيد مفكراً كلامياً غارقاً في البحوث الكلامية، بل كان رجلاً ثورياً له صلة بتفسير القرآن، وجمع الروايات وعظة الناس، وهدايتهم إلى الطريق المستقيم. فزيد لم يقم بالثورة كي يوجد مذهباً مقابلاً للتشيع الذي يتبناه الأئمة المعصومون (عليه السّلام)، وإنما بذل دمه الزكي لأجل إصلاح الأمّة، وإعادة الحق المغتصب، نقل الزنوزي : إنّ زيد بن علي كان دائماً يفكر في الانتقام والأخذ بثأر جده الحسين (عليه السّلام) ،ومن هذه الجهة توهم بعضهم أنّه ادّعى الإمامة، وهذا الظنّ خطأ لأنّه كان عارفاً برتبة أخيه، وكان حاضراً في وقت وصية أبيه، ووضع أخيه في مكانه وكان متيقناً إنّ الإمامة لأخيه، وبعده للصادق (عليه السّلام).

2 ـ فتح باب الاجتهاد المطلق من قبل فقهاء المذهب، كان من العوامل الأساسية التي ساعدت كثيراً على انتشار المذهب الزيدي، وتطوره فكان باب الاختيار من المذاهب الأخرى باجتهادهم وتمكنهم على اخذ ما يتفق مع منطق مذهبهم وأصولهم، ومن هنا نرى إنّ جملة من أصولهم متحدة أو متقاربة مع جملة الأصول التي قررها فقهاء الإسلام.

ويمكن أن نقول أنّ من العوامل المهمة التي ساعدت على نضج المذهب الزيدي وازدهاره وتبلوره، هي بقاء الفكر الزيدي منفتحاً على جميع المذاهب الإسلامية، يأخذ منها ويستند عليها، ويواكب حالة الإصلاح والتجديد في المجتمع.

3 ـ تشعبت الفرقة الزيدية إلى عدّة فرق، وقد اختلف المۆرخون في عددها، فعدّهم الأشعري ستّ فرق، وهي الجار ودية، والسليمانية، والبترية، والنعيمية، وفرقة يتمأون من أبي بكر وعمر، ولا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم القيامة، وأخرى تولوا أبا بكر، وعمر، ولا يتبرۆون ممن برئ منهما ،وينكرون رجعة الأموات، ويتبرۆون ممن دان بها، وهم اليعقوبية، وحصرهم المسعودي بثماني فرق وهي الجارودية، والمرئية، والابرقية، واليعقوبية، والعقبية، والابترية، والجريرية، واليمانية.

وذهب نشوان الحميري إلى رأي ثالث، فقال الزيدية ثلاث فرق، بترية، وجريرية، وجارودية.

4 ـ استطاع رجال الزيدية إقامة دول لهم في اليمن، وطبرستان، والمغرب، حيث قادوا فيها انتفاضات ناجحة، كان لها الدور الفعال والمۆثر في تغيير الأوضاع السياسية، والاجتماعية، والفكرية وتربع المذهب الزيدي على شۆونها الدينية والإدارية، وقد استمر حكمهم في بلاد اليمن إلى سنة 1383 هـ حيث أزاحهم العسكريون وأقاموا الجمهورية، وفي طبرستان استمرّ حكمهم من سنة 250 هـ وحتى سنة 360 هـ ولا تزال لهم فيها آثار وقبور تزار، وفي المغرب شيدوا دولة عظيمة حكم فيها الادارسة، بقيادة إدريس بن عبد الله المحضّ، حيث تمتّ له البيعة فيها سنة 172 هـ وخلع طاعة بني العباس وتمّ له الأمر، ولم تستقر دولة الادارسة، بسبب منازعة الخوارج لهم برئاسة عبد الرزاق الخارجي الصفري، إلى أن انتهت عام 323 هـ.

قراءة 3222 مرة