Print this page

ما هو رأی الاسلام فی حضور النساء فی المساجد؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ما هو رأی الاسلام فی حضور النساء فی المساجد؟

السؤال

بملاحظة الحدیثین التالیین، ما هو رأی الاسلام بحضور النساء فی المساجد و إقامة الصلاة جماعة و الاتیان بسائر العبادات؟
روی عن الامام الصادق(ع) أنه قال: "خَیْرُ مَسَاجِدِ نِسَائِکُمُ الْبُیُوت" وسائل الشیعة، ج‏5، ص: 237.
وعن النبی الاکرم(ص) أنه قال: "إِذَا اسْتَأْذَنَکُمْ نِسَاؤُکُمْ بِاللَّیْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ" صحیح البخاری حدیث رقم 865.

الجواب الإجمالي

المراد من الروایة الاولی هو ان المساجد مع کونها افضل محل لاقامة الصلاة و للصلاة فیها ثواب عظیم، و لکن افضل مسجد للنساء هو بیوتهن، لانهن فی مثل هذه الحالة سوف لا یختلطن بالرجال الاجانب. و هذه الروایة لا تحرّم حضور النساء فی المساجد.

و الروایة الثانیة ایضاً تقول فی حالة طلب النساء الاذن فی الحضور فی المساجد فلا تمنعونهن، لعدم حرمة هذا الحضور حتی لو کان لمجرد الصلاة. و أنهن یردن باختیارهن أداء الصلاة بثواب اقل. و بناء علی هذا فان الاسلام رغم انه لا یرغّب فی حضور النساء فی المساجد لمجرد الصلاة و لکنه لم یحرم ذلک فاذا اقترن ذلک بامور آخری کصلاة الجماعة و إقامة الدروس و المحاضرات الثقافیة و الدینیة فانه أمر محبذ جداً.

الجواب التفصيلي

رأی الاسلام حول اختلاط النساء بالرجال الاجانب هو التقلیل مهما امکن من الاختلاط و أن لا یخرجن من البیوت الا فی الحالات الضروریة. و هاتان الروایتان تفسران فی هذا الاطار. فانه طبقاً للروایة الاولی فقد قال الامام الصادق(ع): (خَیْرُ مَسَاجِدِ نِسَائِکُمُ الْبُیُوت) و المراد هو ان المساجد و ان کانت افضل محل لاقامة الصلاة و للصلاة فیها ثواب عظیم قیاساً بالصلاة فی اماکن آخری، و لکن افضل مسجد للنساء هو بیوتهن و ذلک لانهن فی تلک الحالة سوف لن یخرجن من البیت و لا یختلطن برجل أجنبی- فالامام یرید أن یقول: إن الاختلاط غیر الضروری بالاجنبی اذا لم یکن مرغوباً فیه حتی فی حالات الذهاب الی المساجد و صلاة الجماعة، فیکون من باب اولی غیر مرغوب فیه فی الامور غیر الضروریة الأخری، فالافضل اجتنابه. و مع ذلک فان هذه الروایة لم تحرم علی النساء الحضور فی المساجد. فاذا کانت هناک أمور أخری اضافة الی الصلاة- کاقامة الصلاة جماعة او تعلم المسائل التی یجب علی النساء تعلمها(بحیث لا یمکن مثل ذلک فی بیتها) فانه لا یمکن القول بعدم حضور النساء فی المساجد. بل لا یمکن إهمال هذا الحضور نظراً لهذه الآثار المهمة. و بالالتفات الی ما تقدم یتضح معنی الروایة الثانیة و یعلم جیداً بانها لا تتنافی مع الروایة الاولی أبداً لانها تقول اذا طلبن منکم الاذن فی الحضور فی المساجد فلا تمنعوهن، و أذنوا لهن بالحضور فی المساجد، و ذلک لان هذا الحضور حتی لو کان لمجرد الصلاة لیس حراماً. و انهن یردن باختیارهن أداء الصلاة بثواب اقل.

مع أن الحضور فی المساجد یقترن فی اکثر الموارد بمنافع و آثار ثقافیة و معنویة کثیرة بحیث انهن اذا لم یحضرن فی مثل هذه الامکنة، فانهن سیحرمن من تلک المنافع و بناء علی هذا فانه طبقاً للروایة الثانیة فان النبی الاکرم (ص) یقول اذا اردن الحضور فی المساجد فلا تمنعوهن.

المصدر:اسلام کوئیست

قراءة 1288 مرة