emamian

emamian

الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 15:02

غزة تفضح "إزدواجية المعايير" الغربية

نبيل الجبيلي

أوقع الهجوم الإسرائيلي على غزة مئات الضحايا وجلهم من النساء وأطفال

منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري، والحكومات الغربية وسائل إعلامها، يمارسون إزدواجية فاضحة في المعايير، تكاد تصل إلى حدود النفاق والرياء: انحياز إلى إسرائيل لا يُوصف، وتبنّي أكاذيب وتلفيق أخبار زائفة مع تناقل قصص عن قتل أطفال وقطع رؤوس وذبح واغتصاب إسرائيليات.. وكل ذلك من أجل تصوير إسرائيل على أنّها ضحية مظلومة، وقعت فريسة سهلة بين أنياب الفلسطينيين "المجرمين"!

خلال الصراع في أوكرانيا، اتهمت الدول الغربية، أولاً وقبل كل شيء، موسكو بممارسة (العدوان على دولة ذات سيادة)، فضلاً عن اتهامها باحتلال وقصف مرافق البنى التحتية

هذا الانحياز، دفع بالعديد من السياسيين والصحافيين العرب والأجانب وكذلك المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى رفع شعار "إزدواجية المعايير". فأجرى العديد من بين هؤلاء مقارنات بين أسلوب تعاطي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع حالات مشابهة ومنها مثلاً الحرب في أوكرانيا والمسارعة إلى اتهام موسكو زوراً بارتكاب الجرائم والضغط من أجل إعلاء معايير حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي.. وكيف أنهم أنفسهم يغضون الطرف اليوم، عن كل المخالفات الإسرائيلية لتلك القوانين والمعايير في قطاع غزة.

خلال الصراع في أوكرانيا، اتهمت الدول الغربية، أولاً وقبل كل شيء، موسكو بممارسة "العدوان على دولة ذات سيادة"، فضلاً عن اتهامها باحتلال وقصف مرافق البنى التحتية، من مستشفيات ومدارس ومنشآت للطاقة ومراكز حكومية مدنية، بلا أدلة ومن أجل أجندات سياسية باتت واضحة اليوم.

بينما تستهدف إسرائيل المنشآت المدنية، وتنفّذ هجمات واسعة النطاق على البنى التحتية المدنية في غزة، وكذلك في الضفة الغربية، الخالية من حركة "حماس" التي تتحجج بها إسرائيل من أجل قتل الفلسطينيين، وهذا يدل أنّ "حماس" لم تكن سوى حجة من أجل تنفيذ ما تطمح إليه إسرائيل، وهو تهجير الفلسطينيين من غزة، والتخلّص منهم إلى الأبد.

فوق ذلك، يقوم الجيش الإسرائيلي بـ"قصف عشوائي" شامل، لا يستثني الأفران ولا المدارس ولا حتى دور العبادة من مساجد وكنائس، ولم يكن آخر جرائمه إستهداف مستشفى المعمداني، ثم بعد أيام كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس التي تُعدّ ثالث أقدم كنيسة في العالم، فأوقع الهجوم مئات الضحايا، وجلهم من النساء وأطفال.. وبرغم ذلك لم يرَ الغرب ولا إعلامه كل هذه الممارسات!

على مدى الأيام الـ19 لاندلاع الحرب في غزة، توسعّ استخدام مصطلح "إزدواجية المعايير"، فكانت الدوائر الروسية من بين أولى الجهات الرسمية التي نبّهت من مغبة ممارسة تلك الازدواجية.

عدد من الصحافيين العرب والأجانب وكذلك رواد التواصل الاجتماعي قد نشروا تصريحات لمسؤولين غربيين تفضح أكاذيبهم، وتكشف انحيازهم الأعمى إلى جانب إسرائيل، وذلك من خلال عرض مقاطع فيديو تظهر حماستهم المفرطة في الوقوف ضد روسيا، ثم دفاعهم عن إسرائيل في إبادة أهل غزة

ثم خرج ممثل فلسطين في مجلس الأمن ليتحدث عن تلك الإزدواجية وسلب فلسطين "حق الدولتين" الذي تنكر له الإسرائيليون منذ ما يقارب 75 سنة.

وكذلك فعل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي قال بعيد جلسة مجلس الأمن المنعقدة للبحث في حرب غزة، إن إسرائيل تبدو كأنها فوق القانون الدولي، وحث على إنهاء ما وصفها بـ"المعايير المزدوجة" في التعامل مع الصراع في غزة.

وقبل السياسيين، كان عدد من الصحافيين العرب والأجانب وكذلك رواد التواصل الاجتماعي قد نشروا تصريحات لمسؤولين غربيين تفضح أكاذيبهم، وتكشف انحيازهم الأعمى إلى جانب إسرائيل، وذلك من خلال عرض مقاطع فيديو تظهر حماستهم المفرطة في الوقوف ضد روسيا، ثم دفاعهم عن إسرائيل في إبادة أهل غزة، ومنها تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بداية الحرب في أوكرانيا.

في حينه أطلت فون دير لاين من كييف، واتهمت روسيا بقتل الأطفال وتفجير المدارس والمستشفيات والبنى التحتية، ودعت دول العالم إلى مواجهة ما اعتبرته في حينه "الإجرام الروسي"… ثم هي نفسها ظهرت قبل أيام في تل أبيب بمقطع فيديو وهي تعتمر خوذة، وتقف في صفّ الجهة القاتلة، وتقول: "نقدّم دعماً غير مشروط لإسرائيل من أجل الدفاع عن نفسها".

حتى إنّ موظفي الاتحاد الأوروبي لم يستطيعوا تحمّل هذه الازدواجية وتبرير القتل، فتوجهوا قبل أيام بكتاب إلى فون دير لاين (وقعه 842 مسؤولاً في المفوضية الأوروبية) واتهموها فيه بـ"إطلاق اليد لتسريع الجريمة في غزة"، كما انتقدوها على تهشيم مصداقية الاتحاد الأوروبي

على مدى تلك السنوات، أوجد الغرب لإسرائيل الحجج من أجل التمدّد استيطانياً، ثم اليوم يمنحونها الحق في "الدفاع عن النفس".. وكان آخر ذلك البيان المشترك المخزي، الذي وقعته كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد الفائت

أمّا وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينك، فهو الآخر سقط في امتحان الحياد والموضوعية، حينما حضر على وجه السرع إلى تل أبيب معلناً وقوفه إلى جانب إسرائيل بصفته اليهودية قبل أن يكون وزيرَ خارجية الولايات المتحدة.

هذا الموقف المعطوف عن تبني البيت الأبيض بشكل متسرع روايات قتل الأطفال، ثم التراجع عنه بعد فضح الأكاذيب الإسرائيلية، أسقط صفة الولايات المتحدة كـ"وسيط نزيه ومحايد"، وجعلها طرفاً في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مما وضعها بالمصاف نفسه مع إسرائيل حيال تحمّل مسؤولة الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في غزة.

على مدى تلك السنوات، أوجد الغرب لإسرائيل الحجج من أجل التمدّد استيطانياً، ثم اليوم يمنحونها الحق في "الدفاع عن النفس"… وكان آخر ذلك البيان المشترك المخزي، الذي وقعته كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد الفائت، ومُنحت إسرائيل من خلاله المزيد من الموافقة على الاستمرار في إبادة الفلسطينيين، فكان أقوى غاراتها على قطاع غزة في اليوم نفسه.

أما اليوم، وبعد انقضاء قرابة 19 يوماً على بدء الحرب، بدأ العالم الغربي يعود شيئاً فشيئاً إلى رشده. بدأ يقتنع بأن العنف لا يولّد إلاّ العنف، خصوصاً بعد الإجرام المنقطع النظير الذي أظهرته إسرائيل في الردّ على عملية 7 تشرين الأول (أكتوبر). استطاعت تلك "الردّة" الإعلامية، أن تكشف بعض الحقائق حول مقاربة الغرب للجرائم الإسرائيلية ومحاولة البحث لها عن مبررات، مقابل اتهام الفلسطينيين زوراً بـ"الإرهاب"

الأحد, 29 تشرين1/أكتوير 2023 14:56

الفوبيا التي ترعبهم ويحاولون اخفاءها

 علم النفس يؤكد أن كثرة التوعد والهستيريا والهياط والتخبط والتصرفات العشوائية كل هذا يدل على أن صاحب هذه الصفات يعاني من عقدة نفسية وفوبيا من أمر معين ويخاف من أن يكتشفها الآخرون فيحاول المغالطة بافتعال ردود فعل عكسية ظنا منه أنه بهذا سيشغل المتلقي عن معرفة الحقيقة التي يعرفها ويؤمن بها ولكنه لا يستطيع مواجهة المجتمع بها فيضطر للحديث عن أمور كثيرة ويرتكب التصرفات الغبية الحمقاء التي ما كان بحاجة لأن يفعلها ولكنه بتلك التصرفات يلفت الأنظار أكثر ويجعل من حوله يشّكون في حقيقة ما يخفيه هذا الشخص المريض.

العالم - مقالات وتحليلات

وهذه حقيقة مسلمة لا خلاف حولها وقد جرّبها علماء النفس في اختبارات كانوا يجرونها على بعض اللصوص عندما يلاحظون تصرفاتهم الغريبة والمبالغ فيها محاولين نفي التهمة عنهم , فيجعلون من أنفسهم عرضة للشك دون أن يشعروا بعد أن كانوا بعيدين كل البعد عن التهمة.

لعلّي استطعت إيصال الفكرة لأقول لكم هل تلاحظون ردة الفعل المبالغ فيها من كل دول محور الشر في العالم وهي تعلن ما بين الوقت والآخر دعمها للكيان الصهيوني بكل ما تستطيع , وكأنها تواسيه وتطبطب عليه بأن لا تخاف نحن معك ؟ لا يخاف من ماذا ؟ ما الذي يجعله يتصرف بهذا الخوف والجنون ويسفك دماء المدنيين بهذه الصورة الوحشية المقيتة والتي رغم أنه يحاول اظهار قوته ويستعرض عضلاته ولكن الامر في الحقيقة هو استخدام قوة مفرطة تجاه مدنيين عزّل ما يدل على الخوف والضعف.. وأيضا الجُين !

وكلما زادت جرائم هذا الكيان الوحشية ونشرت على مستوى العالم وتعاطف الجميع مع غزة وخرجوا معبرين عن سخطهم تجاه تلك الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال , كلما زادت الطبطبة على هذا الكيان الدموي اللقيط من نفس الدول التي تمثل محور الشر في العالم وجرائمها معروفة ويرفعون أصواتهم بالتحالف لدعم هذا الكيان الاجرامي ! فكيف يكون هو القوي ومن يقتل مئات المدنيين في اليوم ومن يبيد الحجر والشجر ومن لا يردعه رادع ولا خلق ولا إنسانية وهو يستعرض عضلاته المفتوبة على الأبرياء ويعتقدون في نفس الوقت أنهم يحتاجون لرعاية ودعم نفسي ؟؟ فالقوي والشجاع المنتصر لا يحتاج لإعلانات ما بين الفينة والأخرى لدعمه معنويا ونفسيا إذ يفترض أنه يكون في نشوة النصر التي يعيشها بعد ارتكابه كل تلك المذابح وجرائم الإبادة الوحشية بحق أبناء فلسطين المظلومين !

مالذي يحصل ؟

ما هي العقدة التي يخفونها ويفعلون جهدهم أن لا يكتشفها أحد ؟ ما هذه التحالفات والاعلانات والتصريحات والقلق وتأكيدهم كل يوم أن من حق هذا الكيان الدفاع عن نفسه ؟؟؟

تصريحاتهم مؤشر أيضا على أن هذا الكيان رغم كل جرائمه لكنه لا يزال عاجزا عن الدفاع عن نفسه ! وهذا يؤكد المؤكد ويؤكد الفوبيا والعقدة التي يحاولون اخفاءها رغم أنهم مؤمنون بها , فجميع دول الشر أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا كل هؤلاء يصنعهم ويحركهم اللوبي الصهيوني ويتحكمون في مراكز صنع القرار عندهم , وطبعا الصهاينة أهل عقيدة وكتاب والجميع يعرفون باقتراب موعد حتمية الزوال لكيانهم المغتصب , وهنا مربط الفرس زوال هذا الكيان من الشرق الأوسط يعني زوال الغدة السرطانية التي تدمر بلاد العرب والمسلمين وتقف عائقا دون التنمية ودون النهضة ودون العزة ودون التطور ودون العودة لكتاب الله ولعترة رسول الله ,

هذه الغدة السرطانية أفسدت الأمة الإسلامية بالحروب الطائفية والمذهبية ونشر العنصرية والحروب والفتن في كل الدول العربية والإسلامية، فهم من دمروا العراق وسوريا واشعلوا الحروب والفتن في اليمن وهم من تسببوا بحرب بين العراق وايران في مطلع الثمانيات استمرت 8 سنوات خوفا من نهوض الدولة الإسلامية في ايران بعد ثورة الامام الخميني (رضوان الله عليه).

فزوال هذه الغدة السرطانية من جسد الأمة العربية والإسلامية يعني تعافي تام لكل الأنظمة فالعضو عندما يصاب بمرض خطير سيؤثر على كل الجسد وعند استئصاله سيتعافى كل الجسد , وعند تعافي الجسد كاملا وانهاء الغدة السرطانية هذا يعني انهيار كل الدول التي تتدخل في الشرق الأوسط وانهاء مصالحها للأبد بإذن الله وهذا هو سر هياطها ونواحها ودعمها لكيان الاحتلال الصهيوني .

طوفان الأقصى مستمر في الردود وتأديب العدو رغم كل ما يرتكبه العدو من اجرام وأصبحت بشائر الطوفان ترصد وتنشر بشكل يومي بنفس رصد جرائم الاحتلال الوحشية بحق الأبرياء العزّل , التعاون والتنسيق بين محور الجهاد والمقاومة في لبنان واليمن والعراق وايران في استمرار , ولا يستطيع أحد تجاهله.

على مدى أكثر من سبعين عاما ظل الفلسطينيون يتعرضون للقتل والتهجير والمجازر والاقتحامات وحملات الدهم والاعتقالات وكان العالم يتابع ذلك بصمت وبصورة كأنها روتينية طبيعية مسلّم بها وكادت قضية فلسطين أن تموت في نفوس الشعوب إلا القليل منها وأصبحت الحقوق شبه ميتة.

واليوم وبعد طوفان الأقصى عادت قضية فلسطين لتحيا من جديد وعاد الجميع بمن فيهم غير المسلمين يخرجون في وسائل الاعلام ليتكلموا عن حقوق الشعب الفلسطيني وخرجت الشعوب لتهتف غاضبة من جرائم هذا الكيان المؤقت وتؤكد بأن الأرض هي لأصحاب الأرض وذلك بعد سنوات طويلة من الصمت حتى كاد كيان الاحتلال يصدق أنه فعلا دولة ولها حدود وله حق في البقاء في ارض ليست له.

شاهد العالم أجمع غضب واستنكار لجرائم الاحتلال حتى من بعض اليهود انفسهم وشاهدوا تضامنات مع فلسطين في دول ما كانت حتى تسمع بفلسطين واليوم يتحدثون عن أحقية الفلسطينيين في تحرير أراضيهم المحتلة , وكل هذا يزيد في رعب هذا الكيان ويزيد في تخبطه لأنه لم يكن يسمع أبدا بهذا الحديث من أحد سوى من حزب الله وانصار الله وايران واليوم أجمع كل العالم بتلك الحقيقة المّرة والقاسية على كيان العدو والتي لا بد منها، وأصبحت المسألة اليوم فقط مسألة وقت, ويكفينا من طوفان الأقصى هو توحد كل المسلمين الأحرار من كل المذاهب ونبذ الخلافات والفرقة واجماعهم على معاداة اليهود الصهاينة وعلى نصرة الفلسطينيين وهذه النتيجة هي من ثمار دماء الشهداء الأبرياء من النساء والأطفال والتي والله لن تذهب هدرا بل ستزيد وقودا للطوفان ليتحرك بشكل أسرع وأسرع حتى يتحقق الوعد الإلهي..

والحمدلله رب العالمين والعاقبة دائما هي للمتقين..

بقلم الباحثة والكاتبة اليمنية أمة الملك الخاشب (حفظها الله)

 )

وسائل إعلام إسرائيلية: هتافات المصريين لنصر الله غير مسبوقة

علّقت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، على إطلاق المتظاهرين المصريين شعارات تطالب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بضرب "تل أبيب"، في أثناء مسيرة خرجت من المسجد الأزهر، شارك فيها عشرات الآلاف، تنديداً بالمذابح التي يرتكبها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للمتظاهرين، طالبوا فيه السيد نصر الله بمهاجمة "إسرائيل"، الأمر الذي وصفنه "القناة الـ12" الإسرائيلية بـ"غير المسبوق".

وهتف المتظاهرون: "يا نصر الله يا حبيب، اضرب اضرب تل أبيب"، و"هيلا هيلا هيلا هالله، اضرب اضرب يا نصر الله".

ورأت القناة أنّ "إسرائيل أمام بركان"، وأن "القتال لن يكون في شوارع غزة فقط، بل سيكون هناك قتال آخر في شوارع القاهرة وعمّان وأماكن أخرى".

وشهد عدد من العواصم العربية والإسلامية، اليوم الجمعة، خروج تظاهرات شعبية تنديداً بالجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ عملية طُوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحيث تخطى عدد الشهداء 4000 شهيد و 13 ألف جريح حتى الآن، فضلاً عن تضرر ما لا يقل عن 30 في المئة من الوحدات السكنية في قطاع غزة.

قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” (سورة غافر المباركة – آية:44).

بين (معرفة) الله تعالى و (تفويض) الأمر اليه مسيرة فيها كل مراحل تكامل الإنسان، ونقطة البداية هي أن يتعلم الإنسان (أدب العبودية) وبدونه لا يمكن أن يتقدم على هذا الطريق اللاحب الطويل.

والمرحلة الأخيرة هي التفويض وهو أن يذوب الإنسان في إرادة الله. وأكبر عائق أمام هذه المسيرة التكاملية هو صنم « الذات » و « الأنا » ، وإذا تم للعبد إفناء (الأنا) فقد وقع بالكامل في امتداد إرادة الله العزيز القهّار.

والغاء الأنا ليس تعطيلا للإرادة وإنما هو ارتفاع الإنسان إلى مستوى تسديد الله سبحانه لإرادة هذا الانسان، وبين المعرفة والتفويض مراحل تكاملية متوسطة تشدّ العبد بالله تعالى بوثاق الحبّ والهيام والوجد.

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): « أول العلم معرفة الجبّار وآخر العلم تفويض الأمر إليه ».

المصدر: تأملات في السلوك والعرفان للشيخ محمد مهدي الآصفي (رض).

الخميس, 26 تشرين1/أكتوير 2023 07:20

العدل في روايات أئمة أهل البيت

في العدل في أصول الدین

إشتهر عليٌّ عليه‌ السلام وأولادُه بالعدل ، وعنه أخذت المعتزلة ، حتى قيل : « التوحيد والعدل علويان والتشبيه والجبر أمويان ».
واليك بعض ما أثِرَ عنهم عليهم‌ السلام:

1- سئل عليّ عليه‌ السلام عن التوحيد والعدل ، فقال : « التَوْحِيدُ أنْ لا تَتَوَهَّمَهُ والعَدْلُ أنْ لا تَتَّهِمَهُ » (1) وقد فُرض كونه سبحانه عادلاً فطلب معناه.

قال ابن أبي الحديد : « هذان الركنان هما ركنا علم الكلام وهما شعار أصحابنا المعتزلة لتفيهم المعاني القديمة التي يثبتها الأشعري وأصحابه ، ولتنزيههم الباري سبحانه عن فعل القبيح ، ومعنى قوله : « أنْ لا تتوهمه » : أنْ لا تتوهمه جسماً أو صورة أو في جهة مخصوصة أو مالئاً لكل الجهات ، كما ذهب إليه قوم ، أو نوراً من الأنوار ، أو قوة سارِيّة في جميع العالم كما قاله قوم ، أو من جنس الأَعراض التي تحل الحالّ أو تحل المَحَل وليس بعَرض ، كما قاله النصارى ، أو تحله المعاني والأعراض فمتى تُوُهّم على شيء من هذا فقد خولف التوحيد.

وأما الركن الثاني فهو « أنْ لا تتهمه » : أي أَنْ لا تتهمه في أنَّهُ أَجبرك على القبيح ويعاقبك عليه ، حاشاه من ذلك ولا تتهمه في أنَّه مكّن الكذّابين من المعجزات فأضل بهم الناس ، ولا تتهمه في أَنَّه كلّفك ما لا تطيقه وغير ذلك من مسائل العدل التي يذكرها أَصحابنا مفصلة في كتبهم ، كالعوض عن الأَلم فإِنه لا بدّ منه ، والثواب على فعل الواجب فإِنه لا بد منه ، وصدق وعده ووعيده فإِنه لا بد منه.

وجملة الأمر أَنَّ مذهب أَصحابنا في العدل والتوحيد مأخوذ عن أمير المؤمنين عليه‌ السلام. وهذا الموضع من المواضع التي قد صرّح فيها بمذهب أصحابنا بعينه وفي فرض كلامه من هذا النمط ما لا يحصى (2).

2- روى ( الصدوق ) عن الصادق عليه‌ السلام أَنَّ رجلاً قال له : إِنَّ أساس الدين التوحيد والعدل ، وعلْمُهُ كثيرٌ ، ولا بُدّ لعاقل منه ، فاذكر ما يَسْهُلُ الوقوفُ عليه ويتهيّأ حفظُه. فقال عليه‌ السلام : « أَمّا التّوحِيدُ فَأَنْ لا تُجَوِّزَ عَلى رَبِّك ما جازَ عليكَ ، وأَمّا العَدْلُ فَأَنْ لا تَنْسبَ إلى خَالِقِكَ ما لاَمَكَ عَلَيْهِ » (3).

٣ ـ وقال علي عليه‌ السلام : « وأَشْهَدُ أنَّه عَدْلٌ عَدَل ، وحَكَمٌ فَصَل » (4).

4- وقال عليه‌ السلام : « الذي صَدَقَ في ميعادِهِ ، وارتَفَعَ عن ظُلْمِ عبادِهِ ، وقامَ بالقِسْطِ في خَلْقِهِ ، وعَدَلَ عليهم في حُكْمِهِ » (5).

5- وقال صلوات الله عليه : « الذي أعْطى حِلْمُهُ فَعَفَا ، وعدَلَ في كل ما قَضَى » (6).

6- وقال عليه‌ السلام : « اللّهُمَّ احمِلني على عَفْوِكَ ، ولا تَحْمِلني على عَدْلِكَ » (7).

إلى غير ذلك من المأثورات عن أَئمة أَهل البيت ، وسيوافيك قسم منها عند البحث عن القضاء والقدر ، والبحث عن الجبر والاختيار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نهج البلاغة ـ قسم الحكم ـ رقم ٤٧٠.
2- شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، ج ٢٠ ، ص ٢٢٧.
3- التوحيد ، باب معنى التوحيد والعدل ، الحديث الأول ، ص ٩٦.
4- نهج البلاغة ، الخطبة ٢١٤.
5- نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٥.
6- نهج البلاغة ، الخطبة ١٩١.
7- نهج البلاغة ، الخطبة ٢٢

 

الخميس, 26 تشرين1/أكتوير 2023 07:15

العمر واغتنام اللحظة

نُسِبَ إلى الإمام علي(ع) شعر لطيف هو:
لو عاش الفتى ستين عاماً               فنصف العمر تمحقه الليالي
ونصف النصف يذهب ليس يدري        لغفلته يميناً عن شمالاً
وباقي العمر أسقام وشيب               وهمٌّ بارتحال وانتقال
فحبُّ المرء طول العمر جهل              وقسمته على هذا المثال

في عملية حسابية أوليَّة نحسب أوقات إنسان في السادسة والخمسين من عمره:
-لهو الطفولة في السنوات الست الأولى 6 سنوات.
-النوم: 8 ساعات 17 سنة.
-تناول الطعام 2/1:1 ساعة 3 سنوات.
-الدراسة والعمل 8 ساعات 17 سنة.
-التنقل من مكان إلى آخر 1 ساعة سنتان.
-الاتصالات الهاتفية 2/1 ساعة سنة.
-مراجعات حكومية وقانونية 2/1 ساعة سنة.
-لقاءات وديّة مع آخرين 1 ساعة سنتان.
-أعمال منزلية ورحلات 2/1 ساعة سنة.
مجموع السنوات في هذه العناوين: 50 سنة.
الباقي 6 سنوات,كل ساعة بـ سنتين.
توجيهات مقابل الحقائق
1-الإمساك بزمام المبادرة
عن الإمام علي(ع):” إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ، ويأخذان منك فخذ منهما” .
2-اغتنام عناصر القوَّة
قال النبي(ص) لأبا ذرّ(ره) : يا أبا ذر اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، و صحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك” .
3-ملء الوقت بالعمل الصالح
عن النبيّ(ص):” يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربع وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار ، فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً, فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وُزِّع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار وهي الساعة التي أطاع فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعه فيناله منها عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنَّة لنقص عليهم نعيمها وهي الساعة التي عصى فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها خالية ليس فيها ما يسره ولا يسوؤه, وهي الساعة التي نام فيها ، أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكِّناً من أنْ يملاها حسنات ما لا يوصف
4-المسارعة في عمل الصالحات
فالعمر السريع يوجب سرعة الاستفادة منه, قال الشاعر:
مضى أمسك الماضي شهيداً معدَّلاً وأصبحت في يومٍ عليك شهيدُ
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة فثنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ
ولا تُرجِ فعلَ الخير يوماً إلى غدٍ لعلَّ غداً يأتي وأنت فقيد
وورد أن ملك الموت إذا ظهر للعبد أعلمه أنّه بقي من عمره ساعة وأنّه لا يستأخر عنها, فيبدو للعبد من الأسف ما لو كانت له الدنيا كلُّها لخرج منها على أن يضمَّه إلى الساعة ساعة أُخرى, فيتدارك لا تفريطة فيها, فلا يجد إليها سبيلاً يقول لملك الموت: مهِّلني يوماً, يقول: ضيَّعت الأيام, فيقول العبد: مهّلني ساعة أتدارك فيها, فيقول: قد ضيّعت الساعات.
وورد عن الإمام علي(ع):” أيُّها الناس الآن الآن ما دام الوثاق مطلقاًَ, والسراج منيراً, وباب التوبة مفتوحاً من قبل أن يجفَّ القلم, وتطوى الصحف” .
5-القيام بأحسن الأعمال
قال تعالى:” الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ” .
العمل الحسن هو الذي يكون موافقاً للحكم الشرعي ويؤتي به بإخلاص لله تعالى.
وأحسن الأعمال هو ما جمع فيه الإنسان بين توجِّهه إلى الله تعالى وخدمة الناس, “الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله” .
6-اغتنام اللحظة الوقتية
عن النبيّ(ص): “كنّ على عمرك أشحَّ منك على دِرْهَمِك ودينارك” .
وقد يحقِّق الإنسان هذا الاغتنام من خلال تحويل كلّ عمله لله تعالى, فينام ويتناول الطعام ويمارس الرياضة بنيَّة التقّوي على عبادة الله تعالى والعمل في سبيله وهكذا…
7-اغتنام اللحظة النوعية
عن النبيّ: “ألا إنَّ لربكم في أيام دهركم نفحات, ألا فتعرَّضوا لها, ولا تعرضوا عنها”.
من هذه النفحات مناسبات زمنية كشهر رمضان وموسم الحجّ وأيام الجمعة وعيد الغدير ومنها فرص قد لا تتكرّر.
فلنعتبر من هذه القصّة:
كان النبي صلى الله عليه وآله إذا سئل شيئًا فإذا أراد أن يفعله قال : نعم ، وإذا أراد أن لا يفعل سكت ، وكان لا يقول لشيء : لا ، فأتاه أعرابي فسأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، ثم سأله فسكت ، فقال صلى الله عليه وآله كهيئة المسترسل : ما شئت يا أعرابي ؟ فقلنا : الآن يسأل الجنة ، فقال الأعرابي : أسألك ناقة ورحلها وزادا ، قال(ص) : لك ذلك ، ثم قال صلى الله عليه وآله : كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل ، ثم قال : إنَّ موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه وضربت وجوه الدواب رجعت ، فقال موسى(ع) : يا رب ما لي؟ قال : يا موسى, إنَّك عند قبر يوسف(ع) فاحمل عظامه ، وقد استوى القبر بالأرض ، فسأل موسى, قومه : هل يدري أحد منكم أين هو ؟ قالوا : عجوز لعلها تعلم ، فقال لها : هل تعلمين ؟ قالت : نعم ، قال : فدلينا عليه ، قالت : لا والله حتى تعطيني ما أسألك ، قال : ذلك لك. قالت : فاني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون في الجنة ، قال(ع) : سلي الجنة, قالت : لا والله إلا أنْ أكون معك ، فجعل موسى يراود, فأوحى الله إليه : أن أعطها ذلك ، فإنها لا تُنقصك ، فأعطاها ودلته على القبر .
عاشوراء واغتنام اللحظة
وعاشوراء مدرسة عظيمة في اغتنام اللحظة التي نقلت بعض من فيها من قعر جهنَّم إلى “عشّاقٍ, شهداء, لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم”.
فالحرّ بن يزيد الرياحي هو الذي حضر بالإمام الحسين(ع) إلى كربلاء, فهو الموطِّىء, والمهيئ لمذبحة كربلاء, لكنه اغتنم اللحظة حينما واجه الموقف الصعب.
ذهب إلى «عمر بن سعد» وسأله: أمقاتل أنت هذا الرجل؟،أي الحسين (ع).
فأجابه «عمر»: أي والله قتالاً أيسره أن تطيح الأيدي وتتقطع الرؤوس وتتطاير الأكفّ.
هنا اشتدّ الصراع في داخل «الحُرّ» وظلَّ يُفكّر في مصيره. وفيما هو يُفكّر أصابته رعشة فارتعد، ممّا أثار دهشة أحد رفاقه، فقال له:
إنّ أمرك لعجيب، فوالله لو سُئلت عن أشجع أهل الكوفة أو العراق لما عَدوْتُك، فماذا أصابك؟
فأجابه: إنّي مُخيّرٌ بين الجنّة والنار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً أبداً، وإن قُطِّعتُ ومُزِّقتُ وأُحرقتُ.
بعد ذلك ذهب «الحُرّ» إلى خيمة الإمام الحسين(ع) وجاء منادياً: «اللهمَّ إليك تبتُ فتب عليَّ، لقد أرعبتُ قُلوب أوليائك وأولاد نبيّك..»
وعندما وقف أمام خيمة الإمام كان رأسه منحنياً على سرج فرسه، فقال للإمام: «أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك الطريق، سيّدي ومولاي، جئتك تائباً إلى الله ممّا كانت منّي، فهل ترى لي من توبة؟ فقال له الإمام: نعم، يتوب الله عليك فأنت الحرّ في الدنيا وأنت الحرّ في الآخرة إن شاء الله» .

الخميس, 26 تشرين1/أكتوير 2023 07:12

تصريحات أردوغان حول حماس تثير غضب إسرائيل

رفضت إسرائيل تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد فيها أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست منظمة إرهابية.

وكتب المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليؤور حياط على منصة إكس "إسرائيل ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية".

وأضاف "حتى محاولة الرئيس التركي الدفاع عن المنظمة الإرهابية وكلماته التحريضية لن تغير من الفظائع التي شهدها العالم أجمع".

بينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري -أمس الأربعاء- إن ما فعلته حماس يوم السابع من الشهر الجاري "أسوأ من الإرهاب".

وقال هاجاري "سمعت ما قاله أردوغان" مضيفا "حماس أسوأ من كونها منظمة إرهابية، المسؤولون عن المذبحة أرادوا القتل والترويع، ومن واجبنا إظهار ذلك للعالم".

وكان أردوغان قد قال -في كلمة ألقاها باجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان- إن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرر ومجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها.

 وردا على تصريحات أردوغان، اتهم وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار -الرئيس التركي- "بدعم الإرهاب" وقال في حسابه على موقع إكس إنه حان الوقت "لإعادة حساب مسار علاقاتنا مع تركيا".

 وقالت القناة 12 العبرية إن إسرائيل تدين أردوغان بشدة، وإنها "ترفض باشمئزاز الكلمات القاسية للرئيس التركي. حماس منظمة إرهابية بغيضة أسوأ من داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)" ولكنها لم تنسب تلك التصريحات إلى جهة بإسرائيل.

تصريحات الرئيس التركي لم تثر ساسة إسرائيل فقط فقد كان أول من انتقدها ماتيو سالفيني نائب رئيسة وزراء إيطاليا واصفا تصريحات أردوغان بأنها "خطيرة ومثيرة للاشمئزاز".

وجاءت تصريحات أردوغان بينما واصل الاحتلال غاراته المكثفة على قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي مما أدى إلى استشهاد أكثر من 6500 مواطن، بينهم 2704 أطفال، في ظل حصار خانق يمنع دخول الوقود والغذاء والمياه للقطاع.

المصدر : وكالات

عاشت السيدة فاطمة المعصومة مع أخيها الإمام الرضا (عليه السلام) أكثر من عشرين عاماً على أقل التقادير ، إذا ما استبعدنا أن تكون ولادتها في سنة 183هـ، لأنها السنة التي استشهد فيها أبوها الإمام الكاظم (عليه السلام) في قول أكثر المؤرخين ، وإلا فتكون المدة التي عاشتها السيدة فاطمة مع أخيها سبعة عشر عاماً ، و ذلك لأنّ انتقال الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو في خراسان كان سنة 200 هـ وكانت ولادته (عليه السلام) سنة 148هـ كما هو المشهور، وقيل في سنة 153هـ ، (1). فعلى القول بأنّ ولادتها (عليها السلام) كانت سنة 179هـ يكون عمرها الشريف يوم رحلة أخيها من المدينة واحداً وعشرين عاماً، وعلى القول بأن ولادتها كانت سنة 173هـ كما رجّحه بعضهم يكون عمرها آنذاك سبعة وعشرين عاماً.

وعلى أي تقدير فقد عاشت السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في كنف أخيها الرضا (عليه السلام) و رعايته مدّة من الزمن تمكّنها من تلقّي التربية و التعليم اللائقين بمقامها على يد أخ شقيق لم يكن في علمه و مقامه كسائر الناس، فهو الإمام المعصوم وهو المربّي و المعلم و الكفيل. و هذه المدة وإن لم تخل من مضايقات عانى منها الإمام الرضا (عليه السلام) الشدائد و المحن بعضها كان محصوراً في نطاق أسرته و أهل بيته ، و هو ما لاقاه الإمام (عليه السلام) من بعض أخوته و عمومته ، حيث اعترض بعضهم على تفضيله و تمييزه عليهم ، و لا نريد الولوج في تفاصيل هذا الموضوع الخاص خشية التعثّر في طريقه، على أنّه لا أثر يترتّب على الخوض في الحديث عنه.

و بعضها كان من بعض من كانوا في عداد شيعة أبيه حيث نجم قرن فتنة الواقفية الذين حليت الدنيا في أعينهم ، فحاولوا قطع الطريق على الإمام الرضا (عليه السلام) ، و ابتدعوا القول بأن الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يمت ، وأنّه غاب و سيعود، و في طليعة هؤلاء علي بن أبي حمزة البطائني، زياد بن مروان القندي ، و عثمان الرواس ، (2)، و أضرابهم من الذين أحدثوا هذه الفتنة وكانوا سبباً مباشراً وغير مباشر في تألم الإمام (عليه السلام) و إيذائه. و بعضها كان من السلطة الحاكمة حيث كانت تتحرّش ـ بين حين وآخر ـ بالإمام وتوعز إلى جلاّديها بالهجوم على بيت الإمام كما سيأتي تفصيله.

أقول: إن هذه الفترة و إن لم تصفُ للإمام (عليه السلام) ولم تخلُ من المضايقات إلا أن من اليقين أن الإمام قام بدوره مربّياً و معلّماً و راعياً و كفيلاً، و في طليعة من ربّاهم الإمام (عليه السلام) و علّمهم شقيقته السيدة فاطمة المعصومة ، فأخذت عنه العلم والمعرفة والفضائل والمناقب، حتى غدت ذات شأن عند الله تعالى كما جاء في زيارتها (عليها السلام)، وأنّ شفاعتها كفيلة بإدخال الشيعة بأجمعهم إلى الجنة، كما تحدّث بذلك جدّها الإمام الصادق (عليه السلام).

و المصادر وإن لم تسعفنا بذكر شيء ممّا تلقّته الأخت من أخيها ، وبماذا حدّثها، وكيفية حديثه إليها، إلا أن لدينا ما يكفي للكشف عن بلوغها مرتبة عالية من العلم والمعرفة والمقام، ومنه قول معلّمها ومربّيها الإمام الرضا (عليه السلام) إذ روي عنه أنه قال: من زار المعصومة بقم كان كمن زارني ، (3). و لا يغيب عن بالنا أن القائل معصوم لا ينطق عن الهوى، وأنّ وراء هذه الجملة على قصرها ما يدلّ على المقام الرفيع في العلم وغيره، ولولا أن السيدة فاطمة المعصومة بلغت من المنزلة مكانة عظيمة لما كان الإمام (عليه السلام) يقول ذلك. على أنّه هل من المعقول أن يقال في حقّها بأنّها معصومة ولا تكون قد بلغت من العلم مكانة يكشف لها الواقع على ما هو عليه، أليست العصمة تستلزم العلم والمعرفة؟!

و مما يؤيّد ذلك ما نقله العلامة الشيخ علي أكبر مهدي ‏پور حكاية عن أحد الفضلاء عن المرحوم السيد أحمد المستنبط عن كتاب كشف اللئالي لابن العرندس الحلي ، و حاصلها : أن جمعاً من الشيعة قصدوا بيت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) للتشرّف بلقائه والسلام عليه، فأخبروا أن الإمام (عليه السلام) خرج في سفر وكانت لديهم عدّة مسائل فكتبوها، وأعطوها للسيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) ثم انصرفوا.

و في اليوم التالي ـ وكانوا قد عزموا على الرحيل إلى وطنهم ـ مرّوا ببيت الإمام (عليه السلام)، و رأوا أن الإمام (عليه السلام) لم يعد من سفره بعد ، و نظراً إلى أنّه لابدّ لهم أن يسافروا طلبوا مسائلهم على أن يقدموها للإمام (عليه السلام) في سفر آخر لهم للمدينة، فسلّمت السيدة فاطمة (عليها السلام) المسائل إليهم بعد أن كتبت أجوبتها، ولمّا رأوا ذلك فرحوا وخرجوا من المدينة قاصدين ديارهم . و في أثناء الطريق التقوا بالإمام الكاظم (عليه السلام) وهو في طريقه إلى المدينة ، فحكوا له ما جرى لهم فطلب إليهم أن يروه تلك المسائل، فلمّا نظر في المسائل وأجوبتها، قال ثلاثاً: فداها أبوها.

فإن صحّت هذه الحكاية فهي تدلّ أولاً : على أن السيدة فاطمة المعصومة عاصرت أباها مدّة طويلة من الزّمن فيكون القول بأنّ ولادتها سنة 183هـ أو 179هـ غير صحيح قطعاً.

و ثانياً: تدلّ على المقام العلمي الرفيع الذي بلغته السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، بل كما قال الشيخ مهدي ‏پور إنّه دليل على أنّها عالمة غير معلّمة، هذا مع التوجه إلى أنّها كانت صغيرة السن آنذاك ،(4). ولئن لم يحفظ لنا التاريخ خصوصيّات ما تلقّته من العلم على أيدي أبيها وأخيها إلا أنه أبقى بين طياته نزراً من الروايات التي حدّثت بها هذه السيدة الجليلة. و مما لا شك فيه أن علم الحديث من أجلّ العلوم وأشرفها، فهو العلم الجامع للتفسير والفقه والأخلاق والكلام وغيرها من سائر المعارف الدينية.

ويعود انتشار معارف الدين و بقاؤها إلى هذا العلم الجليل ، و قد قام علماء الشيعة بمساندة أئمتهم (عليهم السلام) بتعاهد هذا العلم حفظاً و تنقية و تبويباً ، حتى وضعوا الموسوعات الروائية ، و اشتهرت بينهم جملة من الكتب أصبحت فيما بعد مرجعاً للشيعة يستقون منها معارفهم الدينية المختلفة ، و عليها تدور رحى مباحثهم العلميّة ، كالكتب الأربعة وغيرها من الكتب الكثيرة. كما تعاهد علماء الشيعة بالبحث والتحقيق أسانيد تلك الأحاديث ، و وضعهم الضوابط العلمية الرّصينة و المقاييس الدقيقة لمعرفة أحوال الرواة و طبقاتهم و مدى إمكان الاعتماد على رواياتهم و عدمه وانبثق عن ذلك علم آخر ، اقترن بعلم الحديث و هو علم الرجال، فوضع علماء الشيعة معاجم الرجال لدراسة أحوالهم من حيث الوثاقة و عدمها ، و اشتهار هذا العلم باسم الرجال لا يعني اختصاصه بهم ولا نصيب فيه للنساء ، و إنما كانت التسمية مراعاة للغالب على من تمرّس في هذا العلم ، و إلا فهناك من النساء اللائي بلغن مرتبة عالية في هذا العلم ، ولم تغفل المعاجم التي تناولت أحوال الرواة عن ذكرهن والإشادة ببعضهن وبيان طبقاتهنّ من حيث سلسلة السند، حتى أنّ الأجلاء من رواة الحديث قد رووا عن بعضهنّ، وفي طليعة أولئك النسوة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام).

ولكن ممّا يثير الغرابة أن لا نجد ترجمة لهذه السيدة الجليلة و المحدثة العظيمة في المعاجم التي عنيت بضبط أسماء الرواة ، ولذا ذكرها الشيخ النمازي في مستدركاته مشيراً إلى المواضع التي ذكرت فيه من كتب البحار ، (5) فقط ، مع أنّ أصحاب هذه المعاجم قد ذكروا نساءً أقل شهرة منها، وربّما أقل حديثاً، ولم ندر ما هو الوجه في ذلك؟! ، و على أي حال فقد كانت هذه السيدة الجليلة من المحدّثات، و ورد ذكرها في أسانيد رواها العامّة فضلاً عن الخاصّة ، منها ما ورد في كتاب المسلسلات لأبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي ، قال : حدّثنا محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثني أحمد بن زياد ، قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي العريضي ، قال : قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خليل ، قال: أخبرني علي بن محمد بن جعفر الأهوازي ، قال : حدّثني بكير بن أحنف ، قال : حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، قالت : حدّثتني فاطمة، و زينب ، و أم كلثوم بنات موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، قلن : حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد (عليه السلام) ، قالت : حدّثتني فاطمة بنت محمد بن علي (عليه السلام) ، قالت: حدّثتني فاطمة بنت علي بن الحسين ، قالت: حدّثتني فاطمة و سكينة ابنتا الحسين بن علي (عليه السلام)، عن أم كلثوم بنت عليه (عليه السلام)، عن فاطمة بنت رسول الله، قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ، فإذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوّفة، وعليها باب مكلّل بالدرّ و الياقوت ، و على الباب ستر ، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وليّ القوم، و إذا مكتوب على الستر بخ بخ من مثل شيعة علي (عليه السلام)، فدخلته، فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوّف ، وعليه باب من فضّة مكلّل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب: محمد رسول الله، علي وصي المصطفى، وإذا على الستر مكتوب: بشّر شيعة علي بطيب المولد، فدخلته، فإذا أنا بقصر من زمرّد أخضر مجوّف لم أر أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكلّلة باللّؤلؤ، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر: شيعة علي هم الفائزون، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟، فقال: يا محمد لابن عمّك ووصيّك علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحشر الناس كلّهم يوم القيامة حفاة عراة إلا شيعة علي (عليه السلام)، و يدعى الناس بأسماء أمّهاتهم إلا شيعة علي (عليه السلام)، فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم، فقلت: حبيبي جبرئيل وكيف ذاك؟ قال: لأنّهم أحبّوا عليّاً فطاب مولدهم ،(6).

و منها: ما رواه محمد الجزري في أسنى المطالب بإسناده عن علي بن محمد بن جعفر الأهوازي ، مولى الرشيد، عن بكر بن أحمد القصري، عن الفواطم، عن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قالت: « أنسيتم قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ وقوله (صلّى الله عليه وآله): أنت منّي بمنزلة هارون من موسى (عليهما السلام) » (7).

وقد عرف هذا النحو من الإسناد بالمسلسل ، وهو فن من فنون الضبط وضرب من ضروب المحافظة ، وفيه فضل للحديث من حيث الاشتمال على مزيد ضبط الرواة(8) وعرّفه المحق الدّاماد بأنّه هو ما تتابع فيه رجال الإسناد عند روايته على قول كسمعت فلاناً يقول: سمعت فلاناً.. أو أخبرنا فلان والله، قال: أخبرنا فلان والله، إلى آخر الإسناد ، (9). وذكر أكثر من خمسة عشر نحواً من أنحاء تتابع الرواة عند رواية الحديث. على أن هذين السندين عن فاطمة (عليها السلام) مسلسلان من وجه آخر وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن عمّة لها، فهو رواية خمس بنات أخ، كل واحدة منهنّ عن عمّتها. هذا وهناك روايات أخرى كانت السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في أسنادها وبعضها مسلسلة على النحو المتقدم.

وخلاصة القول أن هذه السيدة الجليلة نالت قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، قد تلقته من معدنه الصافي، وأخذته من منبعه العذب، حتى غدت ذات شأن ومقام وإن لم يصلنا منه إلا النّزر اليسير.

---------------------
الهوامش

1 - منتهى الآمال: ج2، ص403.

2 - معجم رجال الحديث: ج12، ص235-236.

3 - رياحين الشريعة: ج5، ص35.

4 - كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، ص62-64.

5 - مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص593-594.

6 - كتاب المسلسلات، ص250-251.

7 - كتاب المسلسلات، ص272-273.

8 - أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق، ص353.

9 - الرواشح السماوية، الراشحة السابعة والثلاثون، ص157-161.

نسبها

السيدة فاطمة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي ابن أبي طالب ع، سليلة الشجرة النبوية والدوحة الهاشمية، وثمرة من ثمار الشجرة العلوية، وبنت فاطمة وخديجة، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة صلوات الله عليهم أجمعين،. وتنتسب السيدة إلى الإمام الحسن ع عن طريق جدتها اُمّ الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى ع .

نشأتـها

أشرق نورها في مدينة جدها رسول الله في الأول من ذي القعدة عام 173 هجرية، وترعرعت في بيت الإمامة ومهبط الملائكة ومنزل الوحي، عند أبيها الإمام موسى كاظم الغيظ، وأخيها علي الرضا الإمام الرؤوف، فكانت مثالا للصبر والرأفة، والعطاء والبركة، وهي أخت الإمام الرضا من أم واحدة، وإسم أمهما نجمة  أو  تكتم.

وقد مرَّ على العلويين أقسى المحن وأشد الظلم، من خلفاء الجور، فكانوا مشردين ومبعدين عن ديارهم، وخصوصا ما أصاب الإمام الكاظم من السجن، وأولاده من التشريد، فكان ذلك سببا لعدم زواج الكثير من بنات الرسالة، لذا لم   تتزوج السيدة حتى  فارقت الدنيا،  والتحقت  بالرفيق الأعلى .

هجرتها

اُبعد الإمام الرضا ع في سنة 200 هجرية من المدينة المنورة الی مدينة مرو بأمر المأمون العباسي، وبعد مدة من الزمن تجهزت قافلتان إلى خراسان للالتحاق بالإمام ،إحداهما سلكت طريق مدينة شيراز وكانت تحمل أخوة الإمام الرضا ع ، والأخرى سلكت طريق مدينة قم حاملة السيّدة فاطمة المعصومة ع، وعندما وصلت القافلة إلى مدينة ساوة مرضت السيدة ع فسألت عن المسافة بين ساوة وقم ، ثم أمرت خادمها فذهب بها إلى بلدة قم.

نزولها في قم

لما وصل خبر وصول السيدة إلى آل سعد خرجوا إليها مستقبلين طالبين منها النزول في بلدة قم، فخرج من بينهم موسى بن خزرج زعيم الاشعريين، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها ليتشرف بخدمتها وقادها إلى قم وأنزلها في داره، في محلة تسمى اليوم (ميدان مير) في 23 ربيع الأول سنة 201 هجرية، وما زال أهل بلدة قم حتى عصرنا الحاضر يخلدون ذكرى قدومها الى قم ، ويجتمعون بمسيرات لزيارتها.

 وفـاتها

بقت السيّدة فاطمة المعصومة ع في هذه الدار سبعة عشر يوما ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه ومجاورة أجدادها الطاهرين في 10 ربيع الثاني سنة 201 هجرية ، وروي في تاريخ قم أنه لما توفيت فاطمة ع وغسلوها وكفنوها، ذهبوا بها إلى أرض لموسى بن خزرج تسمى بابلان، ووضعوها على سرداب حفروه لها، فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفنها فيه، فاتفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح، فلما بعثوا إليه رأوا راكبين سريعين متلثمين يأتيان من جانب الرملة، فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ودخلا السرداب وأخذا الجنازة فدفناها،  ثم خرجا   وركبا   وذهبا   ولم   يعلم أحد  من هما.

محرابها 

بقعة مباركة يقصدها المؤمنون للعبادة والدعاء وطلب البركة، وهي المحراب الذي كانت فاطمة ع تصلي إليه وتتعبد فيه في دار موسى بن الخزرج، وقد أُوقفت هذه البقعة بعد وفاة السيّدة فاطمة المعصومة، وعُرفت ببيت النور، وبُني موضع الدار مسجد  ومدرسة لطلاب العلوم  الدينية سميت  المدرسة بالستيّة .

قبـــرها

بعدما دفنت السيدة ع ، بنى موسى بن خزرج على قبرها سقفا من البواري، ثم بَنت السيدة زينب بنت الإمام الجواد في سنة 256 أول قبة علی قبر عمتها عرفت بالقبة الزينبية ع، وبعد فترة من الزمن دُفنت بعض السيدات بجوارها فبُنيت قبتان بجنبها، وكانت هذه القبب الثلاث مخروطية الشكل، وفي سنة 447 أبدلت القبب الثلاث بقبة واحدة مدورة، عالية مزينة بالنقوش الملونة والطابوق والكاشي المزين من دون إيوان وحجرات, وتـضم تـحتها قبور جميع العلويين لاسيما قبر السيدة معصومة ع، وفي سنة 925 هجري جُدّد بناء القبة، وزُيّن السطح الخارجي لها بالفسيفساء، وبُنيّ إيوان عالٍ مع منارتين في الصحن العتيق،  وزُينت القبة المطهرة  بالصفائح  الذهبية في  سنة 1218.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله اليوم، منظمي المؤتمر الوطني لإحياء ذكرى 6555 شهيداً في محافظة لرستان وجمعا من عوائل الشهداء في هذه المحافظة، إن تواجد رؤساء الدول الظالمة والشريرة مثل أمريكا وبریطانیا وفرنسا وألمانيا، في الأراضي المحتلة يعود الى انهم قلقون من تفكك الکیان الصهيوني وهذا یؤشر على أن عملية "طوفان الأقصى" وجهت صفعة قوية وحاسمة للكيان المحتل.

واضاف سماحته: لو لم يكن خطر الدمار يهدد الکیان الغاصب، لما اضطر هؤلاء الأشرار إلى التعبير عن تضامنهم الواحد تلو الآخر.

وتابع ، أن الکیان الصهيوني الجريح والمهزوم، الذي يساعده الغرب بقوة السلاح والقنابل، ينتقم من شعب فلسطين الأعزل والمظلوم لأنه لم ولن یمتلك القوة لهزيمة المقاتلین.

وصرح ان من يدافع عن بيته ووطنه ضد العدو ليس إرهابيا، بل ذلك الکیان المزيف والظالم الذي اغتصب منزله هو إرهابي مؤكدا بالقول : في هذه القضية الراهنة وفي القضايا المستقبلية فإن فلسطين ستنتصر حتماً ، وعالم المستقبل هو عالم فلسطين وليس عالم الکیان الصهيوني.

واستطرد: المقاتلون ما زالوا جاهزين للعمل، وقد حافظوا على معنوياتهم وحوافزهم وقدرتهم على العمل خلال هذه الفترة وسيواصلون القيام بذلك.

ودعا قائد الثورة الاسلامية الحكومات الإسلامیة إلی اتخاذ الموقف الصحيح في هذا الصدد وقال: علی هذه الحکومات ألا تغفل عن هذه القضية، ولا ينبغي لها أن تتصور أنها تستطيع تكرار الخطأ الذي ارتكبته أمريكا و بعض الدول الغربية في وصف أولئك الذين يدافعون عن بیوتهم ووطنهم بالإرهابيين.

وتابع قائلا : على الحكومات الإسلامية والمتحدثين السياسيين أن يحرصوا على عدم تكرار ما يقولونه (الغربيون)، وليعلموا أن فلسطين ستنتصر حتماً في هذه القضیة والقضایا المستقبلیة.

وأكد: أن هذا الظلم والجريمة والكارثة التي يقومون بها لا فائدة منها وبإذن الله لن تأتي ثمارها ولن تصل إلی نتیجة.

وأشار اية الله خامنئي إلى اقتدار أهالي غزة وقال: هناك نقطتان مهمتان؛ نقطة واحدة هي صبر وتوکل هذا الشعب، وأنهم كانوا صبورين. والنقطة المهمة الأخرى هي أن الضربة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للکیان الغاصب هي ضربة حاسمة، وحتى الآن لم يتلق الکیان مثل هذه الضربة التي سيثبت مع مرور الوقت أكثر فأكثر بأنها لا يمكن ترمیمها.