Print this page

رمضان ـ شهر الله ـ شهر الکرم و الإحسان

قيم هذا المقال
(11 صوت)
رمضان ـ شهر الله ـ شهر الکرم و الإحسان

فها نحن نستقبله ومعنا من معنا کتب الله لهم الحیاه، وفقدنا من فقدنا من الأحبه الذین أسأل الله العلی القدیر أن یعمهم برحمته ورضوانه، فنحن فی شهر السعید منّا من أدرکه، فعلینا فی البدایه أن نحمد الله تعالى على أنّه بلغنا هذا الشهر العظیم لننعم بالخیر الوفیر، فما أعظم هذه الأیام ونحن نحیا مع هذا الزائر العزیز على قلوب جمیع المسلمین!

فنسعد بلقائه، فما أکرمه من ضیف تمضی زیاراته لنا کلمح البصر! لذا لابدّ أن نعامله ونستقبله أحسن إستقبال، ونغتنم ساعاته ولیالیه بالعمل الصالح وشکر الله بالقلب واللسان والجوارح، وأن نلتقی دوماً بالصدق والإخلاص والمحبه والوفاء، ولا نضیّع على أنفسنا فرصه التوبه والدعاء والتطهر وطلب المغفره والرحمه، ولنجاهد أنفسنا ونغسل قلوبنا وألسنتنا قبل أجسادنا وأیدینا.

فهو شهر وحید فی فضله.. عظیم فی أجره، فالملائکه تستغفر للصائمین حتى یفطروا، فعلینا أن نتسامح مع من أسأنا لهم، ونصل من قطعنا، ونعطی من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، ونراجع کشف حسابنا، وما حصدناه طوال حیاتنا السابقه.

ونبتهل إلى الله أن یغفر لنا ما اقترفناه فی حق أنفسنا وفی حق من حولنا، ونتمنّى الخیر لنا ولکل الناس، وعلینا أن نتزود بکل ما هو کفیل بأن یخفف علینا الحساب، ویثقل میزان حسناتنا فلعلنا لا نلحق به فی العام المقبل.. وینبغی لنا ألا نترک هذه الفرصه ونتکاسل فی هذه اللیالی المعدوده ونحرم أنفسنا من أجرها، فهی لیالٍ مبارکه فیها لیله خیر من ألف شهر.

فما أجمل أن نلتقی فی رمضان بالصدق والإخلاص والوفاء والمحبه! فبالحب نعیش ونسعد من دون لوم أو تجریح، فنطوی آلامنا، ونفتح قلوبنا للمحبه، ونتمنّى الخیر لنا ولکل الناس، فالحیاه قصیره، وکل شیء إلى زوال، فلا شباب دائماً، ولا غنی سیدوم، ولا فقیر سیخلد،

والباقی هو الذکرى الجمیله والکلمه الطیبه والعمل الصالح، فهناک فرق بین أن یعیش الإنسان بقلب محب وبین قلب حاقد، وبین أفکار صادقه وأخرى تتصارع وتعصف بکل ما حولها، وبین مشاعر صافیه وأخرى تعیش الخوف، وبین نظره تتمنّى الخراب وأخرى تتمنّى العمار، فیا لیت العام کله رمضان لنکسب ثوابه وأجره العظیم.

وبقدر فرحتنا بإستقباله بقدر ما نرفع أیدینا بالدعاء، راجین من المولى أن یعیده علینا ونحن أسعد حالاً وأکثر إیماناً وحباً.. اللّهمّ أعنَّا على صیامه وقیامه والعمل الصالح فیه وفی غیره من الشهور، وثبّتنا على الطاعه حتى نلقاک على الوجه الذی یرضیک عنّا، وأقرر عینی سیدنا محمد (ص)، بأُمّته، إنّک سمیع مجیب الدعاء.

وکل رمضان ونحن وجمیع الأُمّه الإسلامیه والعربیه ننعم بالصحه والعافیه والخیر والمحبه والعدل والسلام.

قراءة 1666 مرة