Print this page

بريطانيا كانت دوماً مصدراً للخطر والفساد والنكبة لمنطقة غرب آسيا

قيم هذا المقال
(0 صوت)
بريطانيا كانت دوماً مصدراً للخطر والفساد والنكبة لمنطقة غرب آسيا

أكد قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (السبت:2016/12/17) رؤساء السلطات الثلاث وكبار المسؤولين وسفراء الدول الاسلامية والضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الثلاثين وحشداً من مختلف أبناء الشعب بمناسبة الذكرى العطرة لمولد النبي الاكرم (ص) والإمام جعفر الصادق (ع): هنالك اليوم في المنطقة إرادتان متناقضتان؛ "ارادة الوحدة" و"ارادة التفرقة" وفي مثل هذه الاوضاع الحساسة فان "التمسك بالقرآن وتعاليم النبي الاكرم (ص)" كدواء ملهم للوحدة هو سبيل الحل لمحن العالم الاسلامي.

 وهنأ سماحته بميلاد خاتم الانبياء محمد بن عبدالله (ص) والامام جعفر الصادق (ع) واضاف: إن أهمية الوجود المقدّس للنبي الاكرم (ص) بلغ حدا بحيث ان الخالق الكريم منّ على البشرية بمنحهم هذه النعمة منقطعة النظير.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى التعبير القرآني وهو "رحمة للعالمين"، واعتبر تعاليم النبي الاكرم (ص) سبيلا لانقاذ البشرية كلها واضاف: ان اعداء البشرية واصحاب القوة والمال يعارضون هذه التعاليم الملهمة للسعادة ولهذا السبب فقد أمر الباري تعالى النبي (ص) بالامتناع عن مساومة الكفار والمنافقين والعمل على الجهاد ضدهم والتعامل بغلظة معهم.

وتابع سماحته في تبيين هذا الجانب من كلمته: ان الجهاد ضد اعداء الاسلام والبشرية يكون بما يتناسب مع الظروف بطبيعة الحال، فتارة يكون الجهاد عسكريا وتارة اخرى سياسيا وفي ظروف اخرى ثقافيا او حتى علميا، وينبغي على الشعوب الاسلامية خاصة الدعاة والشباب العمل بالتعاليم الإلهية الملهمة للحياة التي جاء بها النبي الاكرم (ص)، من خلال المزيد من دراستها ومعرفتها.

ونوّه قائد الثورة الاسلامية المعظم الى المحاولات المستمرة للاستكبار والاستعمار لاثارة التفرقة واضعاف المسلمين واضاف: ان العالم الاسلامي يعاني اليوم من الكثير من المشاكل والمصائب وان السبيل لحلها يكمن في "الوحدة والتلاحم والتعاون وتجاوز الخلافات المذهبية والفكرية، في ظل المشتركات الاسلامية الكثيرة".

واكد سماحة آية الله الخامنئي: في حال توحد الشعوب والحكومات الاسلامية، سيفقد الاميركيون والصهاينة قدرة فرض مطالبهم على المسلمين وسيتم إحباط مؤامرة نسيان فلسطين.

واعتبر سماحته المذابح التي يتعرّض لها المسلمون من ميانمار في شرق آسيا الى نيجيريا في غرب افريقيا والنزاعات بين المسلمين في منطقة غرب آسيا المهمة جداً، بأنها من تداعيات مؤامرات المستكبرين المثيرة للتفرقة واضاف: في مثل هذه الاوضاع، ينهمك "الشيعة البريطانية" و"السنة الاميركية" كشفرتي مقص واحد باثارة الحروب والتناحر والخلاف.

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى المواجهة بين "ارادة التفرقة الشيطانية" و"ارادة الوحدة المانحة للعزة" وقال: إن سياسة البريطانيين القديمة المبنية على قاعدة "فرّق تسد" مدرجة بصورة جدية في جدول اعمال اعداء الاسلام.

واكد سماحته بأن بريطانيا ومنذ قرنين من الزمن كانت على الدوام مصدر شر وبلاء لشعوب المنطقة واضاف: خلال الايام الاخيرة وصف البريطانيون بمنتهى الوقاحة ايران المظلومة والعزيزة بأنها تشكل تهديداً للمنطقة، إلا أن الجميع يدرك بأنه خلافاً لهذه الاتهامات كان البريطانيون هم أنفسهم على الدوام مصدر وأساس التهديد والفساد والخطر والبلاء.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي تصاعد انشطة المستكبرين المناهضة للاسلام بعد انتصار الثورة الاسلامية بأنه يعود لخوفهم من إرساء وديمومة نظام إسلامي قوي ومتقدم وانموذج واضاف: ان الاعداء حتى لو إدّعوا المرونة وكان لهم مظهر أنيق، فهم في الباطن متوحشون وعنيفون بكل معنى الكلمة، وينبغي على الشعوب أن تتهيأ لمواجهة هؤلاء الأعداء عديمي الاخلاق والدين والإنصاف.

واعتبر سماحته "الوحدة" اهم عنصر يحتاجه العالم الاسلامي وأضاف: يتوجب على كافة الفرق الاسلامية سواء الشيعة او السنة الحذر من إثارة الخلاف وان تجعل وجود النبي الاكرم (ص) والقرآن المجيد والكعبة المشرفة محور الوحدة والتضامن.

ودعا قائد الثورة الإسلامية المعظم، الشعوب والحكومات لليقظة أمام ممارسات السلطويين الشريرة، وأضاف متسائلاً : لماذا تقبل الدول ذات المظاهر الاسلامية كلام الاعداء حول التهديدات والعداوات داخل العالم الاسلامي وتتبع سياساتهم بصراحة؟.

وفي ختام كلمته خاطب قائد الثورة الإسلامية المعظم، الشعب الايراني العزيز والممتحن قائلاً: ان "مواصلة طريق الامام والثورة المفعم بالفخر" و"الصمود امام الاعداء" و"الدفاع بلا محاباة عن الحق والحقيقة" ستجلب بالتأكيد العزة والسعادة في الدنيا والآخرة.

وقبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية معتبراً المولد النبوي الشريف يوم كمال الفضائل الاخلاقية والاعتدال مضيفا ان مولود اليوم جاء بالسلام والعزة والعظمة والحرية للعالم اجمع. واكد ان النبي الاعظم (ص) فتح مسار الهداية والسعادة العامة للناس.

واعتبر رئيس الجمهورية الاوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة والعالم الاسلامي بانها مقلقة للغاية وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت وستقف دائما الى جانب الشعوب المظلومة في مواجهة الارهاب.

ورأى ان الازمات الحالية واي ازمة جديدة تعصف بالمنطقة تعد مؤامرة تستهدف وحدة وعظمة المسلمين وقال: ان ما يهمنا في اطار عزة وحكمة ومصلحة العالم الاسلامي هو خفض التهديدات وزيادة الفرص والطاقات وبامكاننا معالجة المشاكل من خلال الوقوف بجانب بعضنا البعض وان نصل الى موقع نظهر فيه قدرة الاسلام في ظل السيرة النبوية للعالم وهذا اليوم لن يكون بعيدا.

وقال رئيس الجمهورية: ان ما يثير الاستغراب هو ان اعداء الاسلام كانوا بالأمس يسيئون للنبي الاكرم (ص) ويؤذون اتباعه، لكن وللاسف نرى اليوم جمعا يزعمون أنهم اتباع النبي (ص) لكنهم دنسوا المجتمع بالارهاب والعنف ويقدمون زيفا وكذبا النبي ودين الرحمة بأنهما نبي ودين العنف.

واعرب الرئيس روحاني عن استغرابه لان بعض الدول الاسلامية حزينة لنجاح الشعب والحكومة في مكافحة الارهاب وكانهم قلقون ايضا من انتصار الشعب والجيش العراقي والسوري على الارهابيين القتلة.

واضاف: يبدو ان تحرير اهالي حلب لم يُفرح بعض الدول الاسلامية بل احزنهم هذا! متسائلا: هل ان النبي الاكرم (ص) دعانا الى سلوك مثل هذا المسلك؟ وأليس طريق وسيرة النبي (ص) هي مكافحة الظلم والعدوان؟

واكد ان نشر الامن والرخاء في المجتمع الاسلامي هو فخر للجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: اننا نشهد اليوم ان بعض الدول الاسلامية قلقة تجاه مصير الارهابيين بدلا من ان تفكر بالشعب السوري المظلوم وجرحي حلب.

وفي ختام هذا اللقاء تحدّث عدد من ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية عن قرب مع قائد الثورة الإسلامية المعظم.

 

 

قراءة 1689 مرة