الرئيس التركي يقول إن العلاقات التركية الأميركية وصلت إلى مفترق طرق نتيجة إصرار واشنطن على دعم الجماعات الإرهابية، ويجري اتصالين عاتفيين مع نظيريه الروسي والإيراني للتباحث حول آخر التطورات في الساحة السورية، ومصادر رئاسية تركية تؤكد اتفاق الأطراف الثلاثة على عقد لقاء قمة في اسطنبول، والخارجية الروسية تقول إن الوجود العسكري الأميركي في سوريا هو تحدٍ جاد للعملية السلمية وللحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إن العلاقات التركية الأميركية وصلت إلى "مفترق طرق" نتيجة إصرار واشنطن على دعم الجماعات الإرهابية.
وأضاف "ما نفعله الآن في سوريا هو جولات حتمية وسنقوم بحملات أكبر في المرحلة المقبلة".
وسبق تصريحات إردوغان، اتفاق تركي روسي خلال اتصال هاتفي للأخير مع مع نظيره فلاديمير بوتين على عقد لقاء قمة في اسطنبول قريباً، واتفقا على إقامة مواقع مراقبة جديدة في إدلب السورية في إطار تعزيز تطبيق اتفاق أستانة والتفاهم الروسي التركي على الأرض السورية في المرحلة المقبلة خاصة، وتعزيز مكافحة الإرهاب. كما أنهما سيبحثان الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية.
الكرملين من جهته قال اليوم الخميس إن بوتين وأردوغان بحثا "أهمية الالتزام الصارم باتفاقيات أستانة".
دول أوروبية ترغب بالمشاركة في القمة الثلاثية باسطنبول
ولاحقاً هاتف الرئيس التركي نظيره الإيراني وبحثا بدورهما آخر التطورات على الساحة السورية، وأكّدا أن مؤتمر سوتشي الذي استضافته روسيا حول سوريا تطوّرٌ إلى الأمام، وأعربا عن امتنانهما من زيادة التعاون بين البلدين حول القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب.
وقال الرئيس حسن روحاني إن هناك تطورات عديدة في المنطقة تهدد المصالح الإيرانية والتركية ومصالح بقية الدول الإسلامية، مشيراً إلى أنه نظراً لوجهات النظر المتقاربة جداً بين إيران وتركيا حيال القضايا الإقليمية والدولية فإنّه يجب استمرار التعاون والتنسيق السياسي المشترك بين البلدين.
وأوضح روحاني أنه من الضروري توسيع التعاون الثلاثي الإيراني التركي الروسي في القضايا الإقليمية .
كما رحب روحاني بعقد القمة الثلاثية الإيرانية الروسية التركية، داعياً وزراء خارجية الدول الثلاثة إلى التنسيق لتحديد جدول أعمالها وموعدها.
كذلك، أعرب الرئيس الإيراني عن سعادته لنتائج مباحثات وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو في طهران .
وبحسب بيان الرئاسة الإيرانية فإن إردوغان وجّه دعوة لروحاني للمشاركة في القمة الثلاثية وأكّد أن لدى تركيا وإيران وجهات نظر مشتركة حيال معظم القضايا الإقليمية والدولية.
وقال إردوغان إنّ التهديدات الإقليمية الجديدة أكّدت الأهمية الكبيرة للتعاون القريب بين تركيا وإيران، كاشفاً أنّ بعض رؤساء الدول الغربية يرغبون في المشاركة في القمة الثلاثية.
واعتبر الرئيس التركي أنّ لمؤتمر سوتشي نتائج كبرى في إطار توفير الأمن والاستقرار في سوريا، وفق ما نقل عنه بيان الرئاسة الإيرانية.
موسكو: واشنطن تتبع نهجاً "مزدوج المعايير"
وفي تطور لافت، رأت وزارة الخارجية الروسية إن الوجود العسكري الأميركي في سوريا هو "تحدٍ جاد للعملية السلمية وللحفاظ على وحدة أراضي البلاد".
وقالت موسكو إن واشنطن "تتبع نهجاً مزدوج المعايير" في تعاونها مع روسيا في مكافحة الإرهاب. وأشارت إلى أن التعاون بين موسكو وواشنطن مرّ بمراحل مختلفة، مؤكدة أن "الإدارة الأميركية تغض الطرف عن أمثلة محددة في الحرب ضد الإرهاب".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس عن خطط لاتصالات جديدة لأجهزة الأمن الروسية والأميركية.
كما رأت الخارجية أن تطورات الأوضاع في عفرين السورية قد تؤدي إلى "المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة"، مبدية أسفها "لأن بؤرة توتر أخرى تكبر في سوريا".
وأشارت الخارجية أيضاً إلى أن المصالح الأميركية والتركية في المنطقة "تتباعد وواقعياً"، لافتة "أضحى الحلفاء في الناتو على طرفي نقيض".
نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف قال إن "الاختلاف في المصالح الأميركية والتركية في المنطقة يتسع أكثر فأكثر". كما رأى أن تطور الأوضاع في عفرين "مفتعل بسبب تصرفات الأميركيين".
وقال سيرومولوتوف إن "موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع واشنطن حول المسائل الأكثر إلحاحاً في مجال مكافحة الإرهاب، لكنها لن تصرّ على ذلك كثيراً".
نائب وزير الخارجية الروسي تناول أيضاً العملية التركية في عفرين السورية فقال "تقنعنا أنقرة أن الجهود التي يبذلها العسكريون الأتراك، لا تتناقض مع العمل الذي تقوم به تركيا في مجال التسوية السياسية في سوريا".
هذا وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة في 5 شباط/ فبراير الجاري لمناقشة مسألة التخلص من السلاح الكيميائي في سوريا واستخدامه، وأشار المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا إلى أنّ بلاده تشكك في وجود مضاربة متعمدة حول موضوع التحقيق في حوادث استخدام الكيميائي، معبِّراً عن رفض بلاده إحياء آلية التحقيق الكيميائية المشتركة لأن نتائجها خلت من المصداقية، في حين قال بشار الجعفري المندوب السوري إن بلاده هي التي بدأت بطلب التحقيق باستخدام الغاز السام.
وترى موسكو من جهتها، أن الغرب يستخدم ملف الكيميائي السوري كذريعة لتوجيه الرأي العام ضد روسيا.