Print this page

السكتة الدماغية.. ما هي أعراضها وكيف نتجنب مخاطرها؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
السكتة الدماغية.. ما هي أعراضها وكيف نتجنب مخاطرها؟

لم تعد السكتة الدماغية خطراً على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ60 عاماً بل باتت تصيب الأشخاص الأصغر سناً في السنوات الأخيرة.. تعرّف على أعراض السكتة الدماغية لتتجنب مخاطرها.

بينما ارتبطت إصابات السكتة الدماغية بالأعمار التي تزيد فوق الستين، فإنّ السنوات الأخيرة شهدت مزيداً من الإصابات في المرحلة العمرية الأصغر سناً بكثير، بسبب نمط الحياة، وكذلك إهمال المشكلات الصحية المزمنة، ولهذا فالتعرّف إلى أعراض هذا الطارئ الخطير أمر ضروري يمكنه أن ينقذ حياة الكثيرين.

تقول منظمة الصحة العالمية إنّ "15 مليون شخص سنوياً يصابون بالسكتة الدماغية، ثلثهم يفقدون حياتهم، وثلث منهم يعيشون مع الإعاقة بشكل دائم، إذ أنّ انقطاع أو انخفاض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ يحرم الأنسجة من الأوكسجين، ومن ثمّ تموت خلايا الدماغ خلال وقت قصير للغاية".

وتضيف المنظمة أنه "كلما تأخرت مدة الإسعاف كان الضرر أكثر، حيث تترافق إصابات السكتة الدماغية الأكثر ضرراً مع أنماط من أسلوب حياة يعتمد على التدخين الشره، وكذلك إهمال في ضبط الدم المرتفع، وكذلك وجود تاريخ مرضي مثل السكري واضطرابات القلب".

وفي حين ظلّ هذا التدهور الصحي الخطير مرتبطاً بكبار السن، ومن يتجاوزون الستين من أعمارهم، فإنّ مستشفى "كليفلاند كلينك" الأميركية، كانت قد حذّرت من ارتفاع أعداد المصابين بالسكتة الدماغية دون الـ45 من أعمارهم بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بل أنّ ربع المصابين الذين ترددوا على المنشأة كانوا في هذه السن الصغيرة، لهذا فإنه من الضروري الاطلاع على أعراض الجلطة الدماغية التي تشكل إنذاراً لا ينبغي تجاهله.

اختبار السكتة الدماغية أو نظام Fast

منذ نهاية التسعينيات طوّر أطباء متخصصون في المملكة المتحدة ما يعرف باختبار أو نظام FAST لسرعة التعرف إلى السكتة الدماغية، ومن ثم طلب المساعدة الطارئة، فحروف الكلمة التي تعني "سريع" كل منها يشير إلى عنصر ينبغي وضعه في الاعتبار وملاحظته جيداً. فإذا كان الوجه متدلياً من أحد جانبيه أو به خدر فهذا يشير إلى احتمالية التعرض لضرر بالمخ، ولهذا يطلب من الشخص المرافق للحالة المشكوك بإصابتها أن يجعلها تبتسم، ومن ثم مقارنة جانبي الوجه.

كذلك يمكن اختبار الذراعين بتحريكهما لاستيضاح ما إذا كان أحدهما ثقيلاً أو به ضعف وتنميل، كذلك يدل التشويش والتلعثم في الكلام على وجود خطب ما في الدماغ، ثم يأتي دور "الوقت" الذي يرمز له الحرف الأخير T، فالسرعة هنا عامل حاسم في إنقاذ المصاب قبل أن تتمكن منه الأعراض، وبحسب جمعية القلب الأميركية فإنّ الدماغ يفقد 1.9 نحو مليون خلية عصبية في كل دقيقة تمر من دون إسعاف المصاب بالسكتة الدماغية.

مشكلات في الرؤية وصداع حاد

هناك قائمة أخرى من الأعراض التي قد تظهر على الأشخاص الذين على وشك أن يعانوا من جلطة دماغية، وهي وفقاً لما جاء على الموقع الرسمي لكلية الطب بجامعة "هارفارد" الأميركية، تشمل الصداع الحاد والمفاجئ، والدوخة وعدم التوازن أثناء المشي والحركة، وكذلك مشكلات قوية في الرؤية تحدث غالباً بشكل مفاجئ، ويمكن للشخص اختبارها في عين واحدة أو كلتيهما، وصولاً إلى مواجهة صعوبة في فهم المتحدثين.

أعراض أخرى أقل شيوعاً

لكن اللافت أنّ هناك أعراضاً أخرى أقل شيوعاً تصاحب السكتة الدماغية، غالبيتها تكون مرتبطة بالنساء، حيث إنهن يعانين أعراضاً غير اعتيادية، وفقاً لدراسات أجراها أطباء بـ"مركز ويكسنر الطبي" بجامعة ولاية أوهايو الأميركية، ومن بين تلك الأعراض: الضعف العام، وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية، إضافة إلى الغثيان وحتى القيء والحازوقة، وصعوبة التنفس وضبابية الدماغ، وذلك على الرغم من أنّ العديد من هذه الأعراض تبدو مشتركة مع حالات طبية أخرى أقل قلقاً لدى النساء.

لكن المتخصصين يحذّرون من أنها إذا حدثت بوتيرة شديدة وترافقت مع عوارض أخرى فإنه ينبغي عدم التهاون بشأنها.

كما نبهت طبيبة الأعصاب بجامعة نيويورك إليزا ميلر، من أنّ هرمون الأستروجين في صورته الطبيعية قد يحمي النساء من أخطار السكتة الدماغية، لكن في المقابل فإنّ تناوله في صورة مركبات كيماوية يمكن أن يزيد من خطر تعرض النساء للجلطة الدماغية، لا سيما أولئك الذين يعانون من حالات صحية أخرى تسهم في تفاقم الوضع.

يجب الانتباه لهذه الأعراض وتجنّب السيناريوهات الأكثر خطورة، خصوصاً أنه حتى السكتة الدماغية العابرة يمكن أن تكون تمهيداً لحدوث سكتة دماغية كبيرة تنقطع فيها إمدادات الدم لجزء من الدماغ أو تؤدي إلى تمزق أحد الأوعية الدموية، والنتيجة هي حدوث تلف في الخلايا..إلخ، ولهذا يشدد موقع "مايو كلينك" الأميركي على الاتصال بالطوارئ فور الاشتباه بأي من تلك الأعراض، فيما تحذّر منظمة الصحة العالمية من أنّ ضحايا هذه الإصابات قد يصلون إلى 10 ملايين حالة وفاة سنوياً بحلول 2050.

قراءة 9 مرة