
emamian
موسكو: لا طريق سوى الحوار لحل للقضية النووية الإيرانية
وصف سفير روسيا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف محاولة الترويكا الأوروبية تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بأنها غير قانونية، مؤكدًا أن القضية النووية الإيرانية لا يمكن حلها إلا بالدبلوماسية.
الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد
وشدد أوليانوف خلال الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة في فيينا على أن "الحل السياسي والدبلوماسي يظل الخيار الوحيد لمعالجة الملف النووي الإيراني"، معلناً أن روسيا، بالتعاون مع الصين، تقدمت بمشروع قرار لتمديد العمل بقرار مجلس الأمن 2231 ستة أشهر إضافية، داعياً الأطراف المعنية بالاتفاق النووي إلى عقد مشاورات عاجلة في فيينا لتفادي تفاقم الأزمة.
العدوان الأمريكي والإسرائيلي قوّض أنشطة الوكالة في إيران
وانتقد أوليانوف، الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً أنها أعاقت بشكل مباشر عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال التحقق والرصد.
انتقادات لتقرير الوكالة
وقال أوليانوف إن تقرير المدير العام "تجاهل الإشارة إلى حجم الدمار الذي لحق بالمنشآت الإيرانية الخاضعة للضمانات"، معتبراً أن تضمين هذه المعطيات كان سيمنح صورة أوضح للوفود حول الجهد الذي تبذله طهران لإزالة الآثار الكيميائية والإشعاعية وتقييم حالة المنشآت النووية.
الاتفاق النووي.. إنجاز أُحبط بالقوة
وتطرق المندوب الروسي إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، مذكراً بأنها مثلت "أنجح نموذج لحل قضية معقدة بالوسائل الدبلوماسية"، قبل أن تعرقلها الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية باعتماد سياسة "الضغط الأقصى" ومحاولات تفعيل آلية الزناد.
ازدواجية المواقف الأوروبية
وانتقد أوليانوف الدول الأوروبية الثلاث، مؤكداً أنها لم تلتزم بتعهداتها برفع القيود في أكتوبر 2023، بل "برّرت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران". واعتبر أن محاولات معاقبة طهران عبر مجلس الأمن "لعب بالنار يقوض استقرار الشرق الأوسط".
رفض شرعنة الهجمات
وأشار المندوب الروسي إلى أن واشنطن وزعت وثيقة غير رسمية تزعم أن القانون الدولي لا يحظر استهداف المنشآت النووية، واصفاً هذا الموقف بـ"الاستخفاف الصارخ بالقانون الدولي" وبأنه يمثل سابقة خطيرة.
البرلمان الإيراني يوافق على خطة لتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة
أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، عن الموافقة على خطة لتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة في مواجهة جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني، وذلك في لجنته الخاصة.
وقال إبراهيم رضائي للصحفيين بشأن جلسة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي اليوم (الأحد 7 سبتمبر/أيلول): "في الجزء الأول من الجلسة، التي عُقدت بحضور ممثلين عن مختلف الجهات، بما في ذلك وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، تمت مناقشة اعتراضات مجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام على مشروع قانون تنظيم الطائرات بدون طيار أو الطائرات المدنية المسيرة، وتمت معالجة اعتراضات مجلس صيانة الدستور ومجلس الشورى الإسلامي.
وأضاف: وفي جزء آخر من جلسة اليوم، تمت الموافقة بالإجماع على خطة تعزيز قوة القوات المسلحة في مواجهة جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني بأغلبية ساحقة من أعضاء اللجنة.
في معرض شرحه لهذه الخطة، صرّح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي: "تتألف هذه الخطة من مادة واحدة وستة بنود، وقد وُضعت بهدف تعزيز القدرة الدفاعية للقوات المسلحة في مواجهة شاملة لجرائم واعتداءات الكيان الصهيوني خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا، وذلك في لجنة الدفاع بحضور مختلف الجهات، وقد أُقرّت بأغلبية ساحقة من الأصوات".
وأوضح رضائي: "في الفقرة الأولى من هذه الخطة، يُلزم كلٌّ من هيئة التخطيط والميزانية ووزارة النفط بدفع 100% من ميزانية عام 1404 المتعلقة بتعزيز القدرة الدفاعية للقوات المسلحة، والجزء المتبقي من الميزانية غير الممولة لعام 1403". كما يُلزم الفقرة الثانية هيئة التخطيط والميزانية بدفع 100% من الحصة السنوية من موافقات المجلس الأعلى للأمن القومي المتعلقة بموارد تعزيز القدرة الدفاعية من الوفورات في نفقات الميزانية العامة للبلاد أو من تحويل حصة مبيعات النفط".
وذكّر: في الفقرة الثالثة، يُلزم البنك المركزي بتوفير ما يصل إلى ملياري يورو من الموارد المجمدة أو غيرها من موارد العملات الأجنبية في الخارج أو التي بحوزته على شكل تسهيلات بنسبة صفر بالمائة مع ضمان سدادها من قبل منظمة التخطيط والميزانية، أو، في حال تفويض القائد الأعلى، من موارد صندوق التنمية الوطني إلى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لتنفيذ خطط الدفاع الطارئة.
وأضاف عضو هيئة رئاسة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان: في الفقرة الرابعة، طُلب من هيئة التخطيط والميزانية التعاون مع البنك المركزي ووزارة الاقتصاد لتزويد وزارة الدفاع بما يعادل ملياري يورو للمشتريات الخارجية من المواد الدفاعية الرئيسية بالتنسيق مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
وبخصوص الفقرة الخامسة من الخطة، قال رضائي: في هذه الفقرة، يُفوض كل من هيئة التخطيط والميزانية ووزارة النفط بتحويل مليار و500 مليون دولار كمخصصات نفطية إلى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لدعم الدفاع. كما تنص الفقرة السادسة على تخصيص 30% من الموارد الناتجة عن استخدام الممر الجوي أو النقل الجوي للبلاد سنويًا للجيش لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي.
وأشار إلى أنه بموافقة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان على هذه الخطة، نتوقع أن تُحل مشاكل القوات المسلحة، وأن يحدث تغيير في وضع مرافقها ومعداتها وسبل عيشها، وأن يُناقش هذا الأمر ويُعالج في جلسة علنية للبرلمان في الجلسات المقبلة.
قائد الثورة: على الدول الإسلامية قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني
أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، ان على الدول الإسلامية، أن تقطع علاقاتها التجارية والسياسية مع الكيان الصهيوني الخبيث وان تفرض العزلة عليه.
قائد الثورة: يجب مواجهة المأسي التي يسببها الكيان الصهيوني الخبيث في غزة
وتطرق قائد الثورة الى الوضع المأساوي في قطاع غزة، وقال: "على الدول التي تحتج اليوم، خاصة الدول الإسلامية، أن تقطع علاقاتها التجارية تمامًا مع الكيان الصهيوني، بل حتى تقطع علاقاتها السياسية وان تعزله."
وأضاف: "الكيان الصهيوني هو الآن أكثر حكومة منعزلة وممقوتة في العالم، ولكن يجب إغلاق طرق الاتصال أكثر من ذلك. هذه مسؤولية تقع على عاتق جميع الحكومات."
وتابع قائد الثورة الإسلامية: وأكد قائد الثورة الإسلامية: برأيي، ينبغي أن يكون أحد أهم محاور دبلوماسيتنا هو حثّ الحكومات على قطع علاقاتها مع هذا الكيان، أولًا في المجال التجاري، ثم في المجال السياسي.

قائد الثورة: معيشة الشعب من أهم القضايا في البلاد
وصف قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة الايرانية، "قضية معيشة الشعب"، بأنها من أهم القضايا في البلاد، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز مقومات القوة والكرامة الوطنية.
وأكد على الإجراءات الجادة التي اتخذتها الحكومة في مجال "ضبط السوق" ومعالجة مخاوف الشعب من الارتفاع غير المنضبط لأسعار السلع، وقدم توصياتٍ مهمة بشأن ضرورة "تغليب مناخ العمل والجهد والأمل" على "حالة اللاحرب والسلم"، وتعزيز الإنتاج، ومتابعة القرارات حتى تحقيق النتائج، واغتنام الفرصة المتاحة لبناء توافقٍ في الآراء لتنفيذ المهام المهمة، وحل مشكلة الإسكان، وتجنب الهدر، لا سيما في الجهات الحكومية، ولفت انتباه المسؤولين والكتاب والمتحدثين إلى توضيح مواطن القوة الحقيقية والمفعمة بالأمل.
مباركة قائد الثورة لأعضاء الحكومة، وشكر خاص لرئيس الجمهورية، وتقديره لزيارته الأخيرة إلى الصين
في جانب آخر من اللقاء، قال آية الله السيد علي الخامنئي: نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأعزاء في الحكومة ، من مديرين ومسؤولين فاعلين، وموظفين محترمين في مختلف الأجهزة، وخاصةً أولئك الذين تألقوا في هذا الاختبار الذي استمر 12 يومًا (الحرب المفروضة من قبل الكيان الصهيوني)، وكان لهم دور مؤثر.
وأضاف: كما ذكر الدكتور بزشكيان، فقد دخلت وزارة الصحة وبعض الأجهزة الأخرى الميدان بتفانٍ حقيقي، وبذلت جهودًا جبارة خلال هذه الفترة. ونحن أيضًا على دراية بهذه الجهود، ونقدرها جميعًا بصدق.
وتابع قائد الثورة: كما أتقدم بالشكر الخاص لرئيس الجمهورية الموقر على الأنشطة المكثفة والمتواصلة والمفيدة التي قاموا بها خلال هذه الفترة. إن هذا النهج في العمل، بحافز ومعنويات عالية، هو بالضبط ما يحتاجه بلدنا.
ومضى من بين الإجراءات الجديرة بالملاحظة زيارته الأخيرة إلى الصين، والتي تُعتبر زيارة ناجحة وقيّمة للغاية. تُمهّد هذه الزيارة الطريق لأحداث عظيمة، لا نقول إنها تحدث بالفعل، ولكن من المحتمل أن تُهيأ قدرات تُلبّي بعض احتياجات البلاد الملحّة، اقتصاديًا وسياسيًا. ولحسن الحظ، شهدت هذه الزيارة أيضًا إنجازات تستحق المتابعة بكلّ عناية واهتمام، إن شاء الله.

قائد الثورة: على المسؤولين أن يكونوا رواةً لقوة البلاد ومواطن قوتها وقدراتها
وفي جانبٍ آخر من كلمته، أكد آية الله السيد علي الخامنئي: على الأصدقاء الذين يتحدثون إلى الشعب من مسؤولي البلاد أن يكونوا رواةً لقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدراتها وإمكاناتها؛ كما شهدنا في هذا الخطاب اليوم. لا ينبغي أن يكونوا رواةً لنقاط الضعف فحسب. نعم، كأي بلدٍ آخر، لدينا نقاط ضعف نقائق ونواقص، ولكن لدينا أيضًا العديد من نقاط القوة والإنجازات؛ يجب إطلاع الشعب على الجهود المبذولة والتقدم المُحرز.
واضاف: في هذا المجال، لوسائل الإعلام أيضًا مسؤولية كبيرة؛ سواء كانت الصحافة، أو الإذاعة والتلفزيون، وحتى الأهم من ذلك، المسؤولون الحكوميون. عندما يكونون أمام أعين الشعب وخلف الميكروفونات، لا ينبغي أن يكونوا رواة للعجز واليأس والإحباط.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: "على من يكتبون مقالات في وسائل الإعلام، أو ينشطون في الفضاء الإلكتروني، أو لديهم برامج في الإذاعة والتلفزيون ، أن يحرصوا على عدم التصريح بأي شيء يضر بالبلاد. عليهم ألا يركزوا فقط على نقاط الضعف، بل عليهم أن يُطلعوا الشعب على نقاط القوة الحقيقية والقدرات الفعلية للبلاد، من أجل تعزيز الروح المعنوية الوطنية والحفاظ على ثقة الشعب".
قائد الثورة: علينا أن نُغلب روح العمل والجهد على حالة "لا حرب ولا سلم"
واضاف سماحته: "يجب أن نعزز في البلاد روح العمل والجهد والبناء وأن نغلبها على الوضع الذي يريد الأعداء فرضه علينا؛ أي حالة 'لا حرب ولا سلم'. هذه الحالة هي إحدى الأضرار والمخاطر الجسيمة على البلاد؛ إنها وضعية غامضة ومُنهكة تُعيق فرص التقدم وتُبقي الأجواء العامة للمجتمع في حالة من التردد وعدم الاستقرار."
ومضى قائلا: "لتجاوز هذه الأجواء، يجب أن نبرز في المجتمع روح المبادرة والحماس والأمل والعمل والابتكار؛ ليس بالكلام فقط، بل من خلال التنفيذ، وتحقيق النتائج، وإظهار الآثار الملموسة للتقدم. أينما سادت هذه الروح، تقدّمت البلاد؛ واليوم أيضًا، فإن طريق تجاوز التحديات يقوم على نفس هذه الإرادة والعزيمة الوطنية."

قائد الثورة: من أهم واجبات الحكومات تعزيز عناصر الاقتدار والعزة الوطنية
وقال آية الله السيد علي الخامنئي: من أهم واجبات الحكومات تعزيز عناصر الاقتدار والعزة الوطنية. جميع حكومات العالم عليها هذا الواجب، أي تعزيز عناصر الاقتدار الوطني. ومن أهم هذه العناصر معنويات الشعب ودوافعه ووحدته. وإذا أردنا أن نحصي عناصر الاقتدار، فإن من أهمها بلا شك أن يكون الشعب موحد، متحمسا، متفائلا، ومبتهجا.
وأضاف: علينا في أدائنا، وفي خطابنا، وفي التزامنا بواجباتنا، أن نعمل بطريقة تُنشئ هذه الروح المعنوية في الشعب، وإن وُجدت، فعلينا أن نعززها ونمنع زوالها.
قائد الثورة: متابعة القضايا حتى الوصول إلى النتيجة هي إحدى الأولويات
وأكد قائد الثورة الاسلامية: من أهم المواضيع التي أودّ التركيز عليها مسألة المتابعة.
وأضاف: هذه المتابعة، ولله الحمد، موجودةٌ على مستوى رئيس الجمهورية. وهو فاعلٌ جدًا في هذا المجال؛ فزياراته للمحافظات، وتواصله المباشر مع الشعب، وتواجده بين الوزارات، وتواصله الوثيق مع المديرين والموظفين، كلها مؤشراتٌ على متابعته الفعّالة والقيّمة، وهي متابعةٌ مفيدةٌ ومُقدّرة.
واردف سماحته: لكن الأمر لا يقتصر على هذا المستوى فقط؛ بل يجب أن تُشكّل المتابعة في الجهاز التنفيذي، وأن تُرسّخ في القيادات الوسطى. أحيانًا، عندما يُصدر الوزير قرارًا، يُؤمن به، ويميل إلى تنفيذه، بل ويُصدر أمرًا به. لكن عندما يُنقل هذا القرار نفسه إلى المستويات الأدنى عبر عدة وسطاء، فإنه يضعف تدريجيًا ويتلاشى، حتى يختفي تمامًا في النهاية. وأضاف: "هذا في حين أن أطراف الأصابع يجب أن تؤدي العمل؛ فالجسم هو الذي ينفذ العمل، والأيدي تتحرك، وليس فقط العقول التي تُعطي الأوامر. لذلك، يجب أن يستمر السعي حتى المرحلة الأخيرة؛ السعي حتى أطراف الأصابع، حتى الفعل النهائي، حتى تتحقق النتيجة الحقيقية".

قائد الثورة: من الفرص المتاحة حاليًا إمكانية بناء توافق في البلاد
ومضى قائد الثورة : لحسن الحظ، ثمة اليوم إمكانية لبناء توافق في الآراء في البلاد. فالوضع الراهن يجعل رؤساء السلطات الثلاث متفاهمين، ومتفقين في آرائهم، ومستعدين للتعاون فيما بينهم. كما تعمل العديد من دوائر صنع القرار معًا وفي نفس الاتجاه. برأيي، أصبح بناء التوافق اليوم أسهل من الماضي، ويجب استغلال هذه الفرصة على أكمل وجه؛ يجب أن ندفع قدمًا بالمهام التي هي محل توافق ونبدأ بالتحرك.
وأضاف: هذه مهام بالغة الأهمية. ومن بين هذه القضايا النقاط القليلة التي طُرحت اليوم، على سبيل المثال، مسألة تبسيط هيكلية الجهاز الحكومي. أي تقليص بعض الجهات التي تتداخل في وجودها أو وظائفها؛ أو تقليص عدد الموظفين في مجمع أو وزارة أو مؤسسة. هذه مهام كبيرة؛ وهي بالطبع مهام صعبة وليست سهلة. قال قائد الثورة الإسلامية: "لكن اليوم، عندما يسود جو من التعاطف، يُمكن اتخاذ هذه الإجراءات. يجب القيام بذلك؛ فهذه فرصة عظيمة للبلاد. بالطبع، هناك أذواق وعقبات مختلفة في الطريق، ولكن يجب إزالة هذه العقبات وعدم تفويت الفرص".
قائد الثورة: يجب استخدام أساليب وأدوات جديدة في التنقيب عن النفط
وفي جانب آخر من كلمته قال آية الله الخامنئي: إنتاج النفط في البلاد، بالنظر إلى أهميته الاقتصادية، منخفض. أساليب إنتاجنا لا تزال قديمة وتقليدية، ولم تُحدّث أدواتها. بالمقارنة مع العديد من الدول المنتجة للنفط في العالم، نحن متأخرون بشكل ملحوظ.
وأضاف: في الوقت نفسه، يتمتع طلابنا وشبابنا المتعلمون اليوم بقدرات عالية في مجال النفط. لا شك أن قدراتهم العلمية وإبداعهم يمكن توظيفها للقيام بأعمال مهمة وأساسية في هذا المجال.
وأكد قائد الثورة الإسلامية: لدينا أيضًا تجربة ناجحة في هذا المجال. في إحدى الحكومات السابقة، طُرحت قضية مهمة في مجال النفط. تقدم إلينا اثنان أو ثلاثة طلاب شباب وقالوا: "بإمكاننا حل هذه المشكلة". قدّمتهم إلى وزير النفط آنذاك، وبعد فترة، أعلن الوزير أن المشكلة قد حُلّت. هذا يعني أن هؤلاء الطلاب الشباب الخبراء القلائل استطاعوا حل مشكلة مهمة.
وأضاف: من الممكن اليوم أن تُحدث هذه القوى الشابة ثورةً في أساليب إنتاج النفط واستخراجه. يجب توظيفها وإعطائها منصةً.
واضاف سماحته: نحتاج أيضًا إلى مزيد من المرونة في مجال صادرات النفط. وعلى وجه الخصوص، فإن مسألة تنويع العملاء وزيادة عددهم بالغة الأهمية، ويجب متابعتها بجدية إن شاء الله.
الوحدة الإسلامية إرتقَت من المستوى الداخلي إلى الإقليمي والعالمي
وأشار الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى مكانة سلاح المقاومة، مضيفاً: "الضغوط الإعلامية ضد حزب الله لن تكون مجدية أبداً، لأن هذا الحزب مستقل، وقادته المؤمنون والعقلاء لن يوافقوا أبداً على تسليم سلاحهم لأعداء العالم الإسلامي".
الوحدة الإسلامية والعناصر المقوّمة لها
مفهوم هذه الوحدة وحقيقتها بخدمة نجده إذا رجعنا إلى الأصل اللغوي للفظة الوحدة، يعود هذا اللفظ إلى الانفراد يقول: وَحَد، يَحِدُ، وحداً، وحوداً، وحدةً، ووحدةً، أي بقي منفرداً، ومنه اتَحَدَ أي انفرد وعندما نقول تَوَحَّدَ أي توحّد الأمران والشيئان ليصبحا شيئاً واحداً، وكل شيءٍ على حِدِتهِ إن أردنا أن نميز الشيء عن الآخر، ويقصد بالوحدة الإنسانية، أي اتحاد الشعوب فكرياً وسياسياً، واجتماعياً واقتصادياً وكذلك إذا قلنا بالوحدة الإسلامية، أي اتحاد الشعوب المسلمة لهذه المحاور الأربع، أي وكأن الأمة المسلمة باتحادها وانفرادها تكونت مميزة عن الأمم الأخرى، وإن قلنا بالمستوى الأعم وهي الوحدة الإنسانية، فتكون الإنسانية مميزة عن باقي المخلوقات والموجودات بهذه الصفات الأربع.
العناصر المقوّمة للوحدة
إذا كان ذلك هو المفهوم بالإجمال فإن الأمر لهذه المسائل يحتاج إلى مزيد بيان لحقيقة الوحدة وطبيعتها من خلال إبراز أهم عناصرها ومقوماتها، وهي الأشياء الأربعة التي ذكرناها.
"الفكر والاعتقاد" فمعنى الفكر والاعتقاد كما ذكر صاحب المصباح المنير، أي تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني، وفي العصر الحديث صار للفكر مدلول أوسع، وهو جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان وعاطفة، كما ذكر صاحب المعجم الفلسفي، والمقصود بالفكر هنا الجانب العقلي من الإنسان، وهو التعليم والتربية والتفكير، وأما الاعتقاد فهو عقد القلب على الشيء وإثباته في نفسه، وأما العقيدة الإسلامية هي أعلى ما يمكن أن تقوم عليه وحدة المسلمين، فهي الوشيجة الحقيقية التي تقوم عليها الأمة، ثم تنطوي تحتها كل العلاقات الأخرى التي تقوم عليها باقي الأمم، كالأرض واللغة والجنس واللون وغير ذلك. فتكون هذه روافد إضافية إذا وجدت، ولكنها لا تكون هي التي تكوِّن أمة ولو اجتمعت كلها في غياب العقيدة، فلا تكون الأمة من خلال اللون واللغة وغير ذلك فحسب، بينما تكوِّن العقيدة وحدها لو غابت الروافد الأخرى كلها الأمة. فإذاً العقيدة والفكر هو أمر مهم في تكوين وحدة الأمة.
أما الشيء الثاني هو العمل من خلال المجتمع، فالمجتمع ضروري بوحدته لتشكيل الوحدة العامة، وأعني بالعمل الاجتماعي كل العلاقات التي تكون بين الفرد والفرد، وبين الفرد والمجتمع، وبين المجتمع والفرد، فإذاً هذا الأس الثاني الضروري لتكوين الوحدة في الأمة.
وأما الأس الثالث هي السياسة، السياسة أمرٌ مهم لتوحيد الأمة، وما يتصل بنظام الحكم والإدارة والعلاقات الدولية، كل هذا أمر ضروري لتتكون الأمة في وحدتها.
والأمر الرابع هو الاقتصاد، وما يتصل بالجوانب المادية ونظمها.
فإذا توافرت هذه الأمور ممكن أن نسمِّي المجموعة بكليتها هي أمة مجتمعة.
وهناك معوقات في أمة إن صحَّ أن يقال عنها أو إن أردنا أن نكون بها أمة واحدة متحدة، فإذا فقدت فلا يمكن للأمة أن تكون متحدة، بفقد السياسة الواحدة، أو بفقد التواصل الاجتماعي، أو بفقد التواصل العقدي، أو التواصل الفكري فيما بينها. لذلك نرى أن الله تعالى ركَّز علينا أن نكون أمة واحدة، وفرض أن نكون من خلال هذه الأمور على أمرٍ واحدٍ بمقابل الأمم الأخرى. فالوحدة بين المسلمين ليست أمراً اختيارياً بل هي فرضٌ دينيٌ إلزاميٌ.
ما هي عوامل الوحدة بين المسلمين؟
ألف ـ الأخوّة الإيمانيّة والإسلاميّة
جعل الإسلام في عصر البعثة من الناس المتفرقين والمختلفين والمتقاتلين، جبهة واحدة مقابلة للشرك والكفر والنفاق وكان هذا الاتحاد والانسجام تحت لواء التوحيد وقيادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاملاً مهمّاً في انتصارهم على كافّة الأعداء وأشدّهم مخالفة للإسلام. وفي العديد من الحالات كانت الأخوّة الإيمانية دليلاً على الاتحاد وعلى أساس ذلك كانت الدعوة إلى الوحدة والتعاون ومساندة المؤمنين.
جاء في القرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾[1].
عندما هاجر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة دوَّن منشوراً أساسيّاً عُرف بصحيفة المدينة، يقوم على أساس تعاليم القرآن الكريم، وحّد من خلاله القبائل المختلفة ـ وألّف أمة واحدة تتمحور حول الإيمان بالله والآخرة والعمل الصالح بدل القوميّة والعنصريّة[2].
يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "الإسلام هو الذي جمع الجميع مع بعضهم البعض والإسلام هو الذي نصركم والإسلام هو الذي يهيِّئ السعادة لكافّة البشر"[3], ويقول في مكان آخر: "هذا من ألطاف الإسلام أن يجتمع كافّة الأخوة من السنّة والشيعة فلا يكون بينهم أيّ اختلاف... أتمنى أن تستمرّ هذه الروية"[4].
وخاطب الإمام الخمينيّ قدس سره المسلمين العرب في لقاء مع إحدى الصحف العربيّة قائلاً: "تعالوا واتركوا الخلافات جانباً قدّموا أيدي الأخوّة لبعضكم البعض مع كافّة الأخوة والمسلمين غير العرب، واجعلوا الإسلام هو معتمدكم الوحيد. ويمكنكم من خلال الذخيرة الإلهيّة والمعنويّة والتي هي الإسلام أن تؤلّفوا قوّة لا تفكّر القوى الكبرى بالتسلّط عليكم على الإطلاق"[5].
ب ـ التقوى والفضيلة
عندما يتوجّه أفراد المجتمع نحو كلمة التوحيد ويلتزمون بالأوامر الإلهيّة، تشيع بينهم التقوى والفضائل العالية. وعندما تنتشر مكارم الأخلاق والخصال الحميدة في المجتمع ويتمّ إحياء السنن بالاعتماد على الإيمان والتقوى، يزول التفوّق القوميّ والعرقيّ والامتيازات الكاذبة.
يرفض الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الأفضليّة القوميّة ويدعو الناس إلى الإله الواحد والأفضلية الناشئة من التقوى: "أيّها الناس إنّ ربّكم واحد وأباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم وليس لعربيّ على عجميّ فضل إلّا بالتقوى"[6]. تحدّث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بهذه العبارات في حجّة الوداع.
ج ـ الحضور في التجمّعات العباديّة السياسيّة
كلّما كان أداء التكاليف الدينيّة يصدر عن إخلاص وفي الخلوة بعيداً عن أعين الناس، كانت قيمته أعلى وكان مؤثراً على مستوى الارتقاء المعنويّ للإنسان, ومع ذلك أمر الإسلام بأداء الصلاة جماعة وجعل ثوابها أكثر ممّا يتصوّر في غير ذلك, لأنّ حضور المسلمين مع بعضهم البعض يساهم في اطلاعهم على أوضاعهم وتقترب قلوبهم من بعضهم و.... صلاة الجماعة هي اجتماع عباديّ يوميّ، وصلاة الجمعة هي اجتماع أسبوعي أعمّ حيث يجب على إمام الجمعة تلاوة خطبتين بدل الركعتين يتحدث فيهما بالمواعظ، ويتناول مسائل العالم الإسلاميّ. ويبين خطط المستكبرين للنيل من العالم الإسلاميّ. وصلاة العيدين هي اجتماع آخر يقام مرّة في السنة. والأعمّ والأهمّ من ذلك برنامج الحجّ الواجب على كلّ مسلم عند القدرة البدنية والمالية. ويؤخذ بعين الاعتبار في هذه العبادة العظيمة الزمان الواحد والمكان الواحد واللباس الواحد.
يتحدّث الإمام عليّ عليه السلام مشيراً إلى فلسفة بعض العبادات الإسلامية كالحجّ ويقول: "والحج تقوية للدين (أو: تقربة للدين)"[7] والمقصود واحد.
يقول الشهيد مطهّري رحمه الله في هذا الخصوص: "إذا كان مفهوم الكلام أنّ فلسفة الحج، هي تقوية الدين، فالمقصود عندها أنّ اجتماع الحج يجعل العلاقات بين المسلمين أكثر استحكاماً وإيمانهم أكثر قوّة وبهذه الوسيلة يقوى الإسلام. وإذا كان مفهوم الكلام أنّ فلسفة الحج، هي القرب إلى الدين، عندها يكون المقصود هو تقريب قلوب المسلمين والنتيجة تقوية الإسلام"[8].
يقول الإمام عليّ عليه السلام حول بيت الله: "جعله سبحانه وتعالى للإسلام علماً"[9].
يعتقد الشهيد مطهّري كما أنّ الأعلام تكون رمز الاتحاد ووحدة الأمم وعلامة التضامن فيما بينهم ورفعها علامة على حياة تلك الأمم، كذلك الكعبة بالنسبة إلى الإسلام[10].
يوصي الإمام القائد حفظه الله في هذا المجال ويقول: "الحجّ يمكنه إحياء روح التوحيد في القلوب، ويصل أوصال الأمّة الإسلاميّة الكبيرة، ويعيد للمسلمين عزّتهم وينجيهم ممّا يشعرون به من حقارة وذلّة فرضاً عليهم"[11].
د ـ المسجد
المساجد منذ فجر الإسلام، مركز للعبادة والعلاقة مع الله وتلاوة القرآن، وهي أماكن تواصل القوى المسلمة على مستوى الحركة الدينيّة والتبليغيّة ومواجهة المعاندين وإزالة آفات التوحيد.
يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "... بما أنّ الأمّة قد أدركت سرَّ الانتصار وأدركت بوعي أنّ التعبئة العامّة تبدأ من المتاريس الإلهيّة المساجد والمنابر والمحافل الدينيّة، لذلك يجب حفظ هذه المتاريس الإسلاميّة، يجب إقامة هذه الاجتماعات في المساجد والمحافل الدينية بعظمة أكبر"[12].
هـ ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أشرنا إلى أنّ الله تعالى أوصى المسلمين في الآية 103 من سورة آل عمران: التمسك بحبل الله وعدم التفرق وحذّرهم في الآية 105 من السورة عينها فقال: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
وتوضح الآية 104 من السورة نفسها والواقعة بين الآيتين المتقدّمتين: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾[13].
يبيّن القرآن الكريم أنّ الحفاظ على وحدة المجتمع يتمّ من خلال الدعوة إلى الصلاح والأمر بالمعروف والمنع عن القبائح. وإذا ساد المجتمع حالات الأمر بالمنكر، تغرب عنه الفضائل والمكارم.
[1] سورة الحجرات، الآية: 10.
[2] مسيرة ابن هشام، ج1، ص501.
[3] في البحث عن الطريق من كلام الإمام، ج15، ص129.
[4] المصدر نفسه، ص107.
[5] المصدر نفسه، ص146.
[6] تحف العقول، ص34.
[7] نهج البلاغة، الكلمات القصار، الحكمة 244.
[8] تعليقات الشهيد مطهري، ج2، ص215.
[9] نهج البلاغة، الخطبة 1.
[10] تعليقات الأستاذ مطهري، ج2، ص216.
[11]صحيفة كيهان، العدد 19939.
[12] صحيفة اطلاعات، العدد 22578، 19.
[13] سورة آل عمران، الآية: 104.
التربية الصحيحة في ظل العلم والتزكية
إنه لمن السذاجة أن يتصور الإنسان بأن نجعل من المعلم المنحرف والمعلم الذي يميل إلى الشرق أو الغرب، أو المتربي شرقياً أو غربياً، أن نجعله معلماً للأولاد الذين لهم نفوس صقيلة كالمرآة، وتعكس كل شيء. إن من السذاجة أن نسلّم شبابنا لمعلم متأثر بالشرق فيجعل منهم شرقيين، أو متأثر بالغرب فجعل منهم غربيين، إن من السذاجة أن نتصور بأن التخصص هو المعيار فقط، وإن العلم هو المعيار، بل إن العلم الإلهي ليس معياراً أيضاً وعلم التوحيد أيضاً ليس معياراً، وعلم الفقه والفلسفة أيضاً ليس معياراً، ليس هناك أي علم يكون هو المعيار، إنما المعيار هو ذلك العلم، وسعادة البشر في ذلك العلم الذي فيه تربية، الذي يُلقى من المربي، الذي يلقى البر من ذلك الذي تربى تربية إلهية.
لو كانت جميع مدارسنا هكذا، سواء مدارس العلوم الإسلامية أو مدارس العلوم الأخرى، ووجدت الاستقامة وزال الانحراف فإنه سوف لا تمضي فترة طويلة إلاّ ويصلح جميع شبابنا ـ الذين هم أمل هذه البلاد في المستقبل، وينشأ الجميع لا شرقيين ولا غربيين، ويسلكون جميعاً الصراط المستقيم.
إن من السذاجة أن نفكر بأنه يكفينا وجود أشخاص يملكون العلم، بل يجب أن يملكوا العلم والتربية، أو على الأقل أن يمتلكوا العلم ولا يكونوا منحرفين، إننا نريد نشر العلم ونستفيد من علم العلماء، فيجب أن يكون العلم غير منحرف على الأقل، ولا يرتبط بالشرق أو الغرب، أن لا يكون الوضع هكذا بحيث يكون معلمونا ومربوا شبابنا من المتربين في موسكو أو واشنطن.
إن من السذاجة أن نفكر بأننا نستطيع أن نستفيد من جميع أهل التخصصات مهما كان حالهم.
إنه لا يمكن الاستفادة منهم، فلو شافى المتخصص مرضنا الظاهري، فإنه سيوجد لنا أمراضاً باطنية، إنه سيرجنا من مرض ضعيف إلى مرض شديد، ومن مرض صغير إلى مرض كبير، يجب أن ننتبه إلى جميع الأمور.
لاحظوا حزب البعث الذي أوجد المشاكل لبلادنا والأكثر منها للبلد المسلم العراق، إن الكثير من هؤلاء المتخصصين ذهب الكثير منهم إلى الجامعة وتخرج منها لكنهم لم يتربوا ولم يزكوا أنفسهم. إذا وجد العلم دون تزكية فإنه سيوجد النظام، ويوجد نظام صدام هذا.
إذا لم نزكِّ أنفسنا ولم تكن التزكية إلى جانب العلم، فإن بلادنا سوف تجرّ لتلك الاطراف.. يجب أن تكون تربيتكم وتربية المعلم تربية إسلامية، وتربية إنسانية، تربية تسير على الصراط المستقيم، وإلاّ فإننا لا يمكننا أن نقبل بتربية موسكو وبتربية واشنطن أيضاً.
حدود الوحدة من وجهة نظر الإمام الخميني (قدس سره)
من المهمّ القول إنّ الوحدة المنشودة، من وجهة نظر الإمام، هي وحدة المسلمين أو المستضعفين لتحقيق الأهداف الدينيّة العامّة والوصول إلى الكمال والارتقاء المنشودين، وهذه الوحدة حدودها واسعة ومترامية الأطراف، ومطروحة في مجالات متعدّدة ومختلفة.
وقد كان هاجس الإمام قبل انتصار الثورة الوحدة بين العناصر الثقافية والدينيّة في البلاد أوّلاً وقبل كلّ شيء، فقد عمل بذكائه المتميّز على التقريب بين شريحة علماء الدين والجامعيّين ما أمكنه ذلك، مؤكّداً على حاجة كلّ منهما للآخر، ومنبّهاً كلّ طرف إلى أخطائه وزلاته بأسلوب ليّن ومتسامح، فكانت شخصيّته موضع احترام وقبول معظم علماء الدين والجامعيين. في هذا يقول سماحته:
"لقد بذلنا كلٍّ ما في وسعنا خلال السنوات الماضية للتقريب بين الجامعات والملالي ومدارس العلوم القديمة وطلبتها، وكذلك قرّبنا بين البازار وهاتين الطبقتين، وألّفنا بين هذه الجبهات المختلفة، وقرّبنا فيما بينها، وكنّا نوصي دائماً بوحدة الكلمة لكي تتمكّنوا من تحقيق ما تريدون"[1].
ثم يشير إلى اختصاص كل من الحوزة والجامعة، معتبراً أنّ هؤلاء مختصّون بقضايا الإسلام، وأولئك مختصّون في شؤون البلاد بالقضايا السياسيّة، وهذا يعني أنّ وجود كلّ منهما ضروريّ لتحقيق النصر الآتي.
لقد بنى الإمام آماله على وحدة هاتين الشريحتين معتبراً هذه الوحدة حجر الزاوية في المسيرة النضاليّة، إذ أنّهما - من خلال هذه الوحدة - يشكّلان عاملين رئيسين في إفشال مخطّطات القوى العظمى. وفي تحليله لنتائج الثورة الإسلاميّة، يقول: "لو لم تكن نتيجة هذه الثورة إلّا هذه الوحدة بين طبقة المثقّفين وبين رجال الدين لكفى بها ونعمت"[2].
وفي أحد تصريحاته المفصّلة حول هاتين الشريحتين الاجتماعيّتين المذكورتين، يقول الإمام: "بعد انتهاء الحرب سنبدأ بالحوزات العلميّة والجامعات التي تمثّل في الواقع القلب النابض للشعب، نحن نعلم بأنّ هذين المركزين الهامّين هما في الحقيقة غُصنان في شجرة طيّبة واحدة، وساعدان لرجل الدين الذي إذا أراد أن يقوم بالإصلاح ويعمل بواجبه والتزاماته الدينيّة، وأن يضع الجميع يدهم بيد بعض ويقفوا صفّاً واحداً لخدمة الحقّ والخَلق، فإنّهم سيأخذون بهذا الشعب إلى ذرى الكمال المنشود في كلا بُعديه المعنويّ والماديّ، ويحافظون على حريّة البلاد واستقلالها"[3].
بطبيعة الحال، هناك الكثير ممّا يمكن الحديث عنه في مجال الوحدة بين علماء الدين والجامعيّين، وبصرف النظر عن محاولات المستعمر الذي بذل مساعي كبيرة من أجل الوصول إلى أهدافه عبر زرع بذور الخلاف والاختلاف بين هاتين الشريحتين العلميّتين.
ولهذا فقد وظّف الإمام الخمينيّ جزءاً مهمّاً من حملته الدعويّة والتبليغيّة لترسيخ دعائم الوحدة بين طبقات المجتمع الإيرانيّ، والتأكيد على المحور الإسلاميّ الذي يجمع حوله أفراد الشعب الإيرانيّ.
وكانت الوحدة بين الحكومة والشعب واتّحاد الأجنحة المتعدّدة داخل الدولة مع بعضها، وكذلك وحدة الأهداف والاتّجاهات والتيارات السياسيّة والأحزاب وانضواؤها تحت راية الإسلام وحزبه الأوحد، كل هذه الأمور وغيرها شكّلت عناصر أخرى في الوحدة التي كان سماحة الإمام يرفع شعارها خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران. وأمّا على الصعيد الخارجيّ فقد كانت الوحدة بين مسلمي العالم وبين مستضعفيه حلمه القديم، والذي ظلّ يؤكّد عليه قبل الثورة وبعد انتصارها.
[1] صحيفة النور، ج 4، ص 92.
[2] م.ن، ج 5، ص 22.
[3] م.ن، ج 19، ص 104.
تشريع التوسل في الإسلام
لا شك أن هناك العديد من الطرق التي جعلها الله تعالى لتساعد العبد على الارتباط به فجعل الصلاة وجعل الصوم وجعل العبادات كلها بل جعل الكثير من الطرق حتى قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)[1].
ولم ينحصر الارتباط بأفعال عبادية معينة فقط، فحتى النظر إلى وجه العالم طريق ارتباط بالله تعالى كما في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "النظر إلى وجه العالم عبادة"[2].
وجعل الكثير من أبواب الرحمة التي أكثر تعالى منها لسعة رحمته وشدة رأفته، ففتح باب التوبة وباب الشفاعة...
وهذا أيضاً مما لا شك فيه، ولكن باعتبار أن فتح الأبواب بيد المولى تعالى يُطرح هذا السؤال: هل التوسل هو من الأبواب التي فتحها الله تعالى؟ وبالتالي يمكننا الدخول إلى ساحة رحمته من هذا الباب؟
لا مانع في الأصل من فتح هذا الباب، وهو لا يتنافى مع الصفات الإلهية بل على العكس فرحمته تعالى أوسع من أن تضيق عن فتح أبواب كهذه ليرد من خلالها العباد. فليس الكلام في إمكان ذلك، بل الكلام في ثبوته، فهل هناك دليل شرعي يدل على شرعية التوسل؟ عندما نراجع القرآن الكريم والروايات الشريفة سنجد الكثير من الأدلة الدالة على ذلك، وسنستعرضها فيما يلي:
أدلة التوسل:
هناك نوعان من الأدلة الدالة على تشريع التوسل:
النوع الأول: النصوص الشرعية التي تنقل قصص التوسل الواقعة من الأنبياء أو من غيرهم مع عدم الإعتراض عليهم في ذلك، ومن هذه النصوص:
1- إن آدم عليه السلام قد توسل بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما تقول الرواية: "... قال: ربّي أسألك بحقّ محمّد لما غفرتَ لي، فقال الله (عز وجل): يا آدم، كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه؟ قال: لأنك يا ربّ لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، فعلمت أنّك لم تُضِفْ إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك..."[3].
2- أبناء يعقوب عليه السلام بعدما كُشِفَ أمرهم وبان ظلمهم توسّلوا بدعاء أبيهم النبيّ وقالوا له: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)[4].
3- اليهود أيضا كانوا يتوسلون بنبينا الأكرم صلى الله عليه وآله ففي الرواية عن ابن عباس قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان... فكلّما التقوا هزمت اليهود، فعاذت بهذا الدعاء: "اللّهمّ إنّا نسألك بحقّ محمد النبي الاَمّي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان إلاّ نصرتنا عليهم"، فكانوا إذا دعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان... فلما بُعث صلى الله عليه وآله كفروا به فأنزل الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)[5].
النوع الثاني: النصوص الشرعية التي تشرّع التوسل بشكل صريح:
1- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[6].
وهذه الآية لا تدل على مجرد جواز التوسل، بل تعتبر أمراً مطلوباً وراجحاً.
2- قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيما)[7].
فهذه الآية الشريفة تؤكد التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله لمن ظلم نفسه، فعلى هؤلاء أن يأتوا إلى النبي صلى الله عليه وآله ليستغفر لهم الله تعالى، وحينئذٍ سيجدون الله تواباً رحيماً. وهذا واضح في كون التوسل باب من أبواب رحمته تعالى.
3- قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رُسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُسْتَكْبِرُون).
فهذه الآية الكريمة ذمت الذين يرفضون إتيان رسول الله صلى الله عليه وآله ليكون وسيلتهم إلى الله تعالى فيستغفر لهم، وذمت استكبارهم عن ذلك.
[1] - سورة فصلت، الآية/53.
[2] - بحار الأنوار، ج1، ص195.
[3] - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ج5، ص489، ط دار الكتب العلمية بيروت.
[4] - سورة يوسف، الآية/97.
[5] - سورة البقرة، الآية/89.
[6] - سورة المائدة، الآية/35.
[7] - سورة النساء، الآية/64.
الإمام العسكري (عليه السلام) والتمهيد لصاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه)
إنّ المهمّة المميّزة في إمامته عليه السلام كانت التمهيد لولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وغيبته الصغرى والكبرى، والارتباط الصحيح به وضرورة الانتقال بالشيعة من نقطة اتّصال مباشرة بالمعصوم إلى نقطة اتّصال غير مباشرة. وتعتبر هذه المرحلة من أدقّ المراحل على الفكر الشيعيّ منذ النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إلى عهد الإمام العسكريّ، لذلك كان على الإمام أن يكثّف أحاديثه وأن يقوم عمليّاً، كما سيتّضح، بالتمهيد للغيبة.
ويمكن تلخيص دور الإمام عليه السلام في هذا الاتّجاه بما يلي:
1- النصّ على الإمام وتعريف شيعته به:
عن محمّد بن عبد الجبّار قال: قلت لسيّدي الحسن بن عليّ عليه السلام: يا بن رسول الله، جعلني الله فداك، أحبّ أن أعلم من الإمام وحجّة الله على عباده من بعدك.
قال عليه السلام: "إنّ الإمام من بعدي ابني، سَميّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنيُّه، الّذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه".
قال: ممّن هو يا بن رسول الله؟ قال عليه السلام: "من ابنة قيصر ملك الروم، ألا إنّه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثمّ يظهر"[1].
عن يعقوب بن منقوش قال: "دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام وهو جالس على دكّان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل، فقلت: سيّدي، من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسيّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، درّيّ المقلتين، شثن الكفّين، معطوف الركبتين، في خدّه الأيمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمّد عليه السلام ثمّ قال لي: هذا صاحبكم، ثمّ وثب فقال له: يا بُنيّ ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثمّ قال لي: يا يعقوب، انظر من في البيت، فدخلت فما رأيت أحداً"[2].
2- التأكيد على الصبر وانتظار الفرج:
إنّ انتظار فرج الإمام عليه السلام من العبادات بل من أفضل الأعمال كما في الأحاديث المباركة. فإنّ أوّل ما يتوجّب على الإنسان هو الصبر عند طول الغيبة. وما يؤكّد على ذلك الرسالة التي أرسلها الإمام عليه السلام إلى عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، الّتي جاء فيها: "عليك بالصبر وانتظار الفرج".
روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج"[3].
3- التحذير من الشكّ والضعف:
فروي عنه عليه السلام: "إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط شوك القتاد بيده"[4].
4- التمهيد العمليّ للغيبة:
والمقصود بذلك أنّ الإمام عليه السلام عيّن وكلاء وسفراء من خاصّة أصحابه لتبليغ تعليماته وأحكامه إلى شيعته، وذلك بأسلوب التوقيعات والمكاتبات، وهذا يعتبر تمهيداً عمليّاً لما سيحصل في زمن الغيبة الصغرى.
[1] الميرزا حسين النوري الطبرسي، النجم الثاقب، ج1، ص 136.
[2] الشيخ الطبرسي، إعلام الورى، ص 413.
[3] الشيخ عزيز الله العطاردي، مسند الإمام العسكري عليه السلام، ص 19.
[4] ابن أبي زينب النعماني، الغيبة، ص 122.