emamian

emamian

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، ان صمود الشعب الإيراني هزم الضغوط القصوى للأعداء وقد اعترف الغرب بذلك.

والقى الرئيس الايراني كلمة أمام الحشود الجماهيرية المشاركة في مسيرات إحياء الذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الإسلامية المجيدة، وصف فيها انتصار الثورة الاسلامية بأنه يوم بداية الاستقلال ونهاية الاستبداد وتحقق إرادة الشعب الإيراني العظيم.

وأضاف قائلا: "اليوم حضر الشعب إلى الساحات والميادين ليجدد البيعة للإمام والقائد والشهداء ولثوابت الثورة ومبادئها."

وقال: نحن لم نجتمع اليوم لنخلد ذكرى الثورة فحسب بل جئنا في 11 شباط/ فبراير هذا العام لنقول إننا انتصرنا من جديد على مخطط العدو.

وأكد أن الشعب الإيراني سجل اليوم ملحمة كبيرة وأفشل مخططات الأعداء.

وشدد على أن الشعب الإيراني سيواصل طريق التقدم والازدهار رغم مؤامرات الأعداء وفرضهم حروبا عليه وقد خرج منها منتصراً.

ولفت رئيسي إلى أن "الغريب إزالة الكونغرس الأميركي كيانات إرهابية عن لائحته السوداء، وهذا الأمر وصمة عار على الولايات المتحدة."

وأكد أن صمود الشعب الإيراني هزم ضغوط الأعداء القصوى وقد اعترف الغرب بذلك.

وقال: إن بلادنا ورغم الحظر الجائر عليها تتمتع باستثمارات كبيرة وثابتة، وتعاظمت قدراتنا في كل المجالات.

ونوه إلى أن الغرب أراد من خلال مشروع اعمال الشغب إثارة الفتنة في بلادنا، وشنّوا حرباً هجينة عليها على مختلف الصعد.

وأوضح، أن الغرب خطط لمشروع الاحتجاجات بعد فشل كل ضغوطه وعقوباته على شعبنا.

وأضاف: صوت الملايين من شعبنا اليوم هو أبلغ رد على مؤامرات الأعداء.

وقال الرئيس الإيراني: إن مكانة المرأة لدينا هي في أعلى المقامات بينما مكانتها لدى الأعداء هي في الدرك الأسفل.

وأضاف: نساؤنا حرائر ويتمتعن بالحرية ويحضرن في كل المجالات بفضل الثورة، ولنا كلمتنا العليا في مكانة المراة المرموقة لدينا.

وقال رئيسي: على الرغم من اجراءات الحظر ، حققت البلاد النمو الاقتصادي، الأعداء رأوا أننا نحقق نموا في الإنتاج، لقد رأوا أننا كنا نحقق النمو في كل مؤشر كان مهمًا لهم ، حققت ایران تقدما في العلوم المعرفیة، تآمر الاعداء وظنوا أن بامكانهم اعاقة تقدمنا ​​من خلال خطة اعمال الشغب.

وأكد الرئيس الايراني أن "الأعداء شارکوا في حرب هجينة في كل المجالات، متجاهلين أن الشعب الإيراني یعرفهم ، وعندما يتحدثون عن حياتهم، یرى الشعب كان وجودهم في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا خيرًا؟

ووجه رئيسي كلامه الى الغرب واميركا قائلا: في أي مكان في العالم وهبتم الحياة للشعوب؟ هل وهبتموها لأبناء أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا وغيرها التي تتشدقون بها حاليا؟ حتى انكم تزعمون اليوم بانكم حريصون على الشعب الايراني. تريدون استهداف وحدتنا الوطنية، إذا كنتم تريدون الاستماع إلى الشعب الايراني ، فها هو الشعب الإيراني العظيم، أنتم تتحدثون عن حقوق المرأة، بفضل الثورة الإسلامية أصبح الشعب الإيراني حرا، ونساؤنا كأساتذة وطالبات ، لهن حضور بارز للغاية في المجالات السياسية والاجتماعية وفي جميع المجالات. وفيما يتعلق بحقوق المرأة، نحن في موقع المدعي وأنتم في وضع المتهم، لقد حولتم المرأة إلى أداة وسلعة.

واضاف: في المجال النووي نحن في موقف المدعي وأنتم في موقع المتهم، لقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية 15 مرة أن إيران لم ترتكب أي انحراف في برنامجها النووي، لكنكم تمتلكون قنابل ذرية وأنتم في وضع المتهم.

واردف آية الله رئيسي أن: الغرب هو من أنشأ داعش وموله وسلحه لقتل الأبرياء، لكن شهداءنا وفي مقدمهم الحاج قاسم سليماني قضوا على هذا التنظيم الإرهابي.

وقال: نفخر بأننا نراعي حقوق الإنسان بينما الغرب شوهها، ومثال على ذلك الانتهاكات بحق شعوب فلسطين واليمن وأفغانستان.

وشدد على أن الغرب هو الذي ينتهك حقوق الإنسان ويرتكب الجرائم البشعة.

واضاف الرئيس الإيراني: الحرب الیوم هي حرب الارادات، إرادة شعبنا وقيادته الحكيمة والقوات المسلحة ونسائنا ورجالنا ومتمسكون باستقلالنا وإنجازاتنا.

وأضاف: رايتنا نريدها دائماً مرفوعة عالية خفاقة ويجب أن تزداد قوة وشموخاً، ومتمسكون باستيفاء حقوقنا وبإيران واحدة لا شرقية ولا غربية.

وقال: شعبنا ما زال متمسكاً بشعارات الثورة.. وأعداؤها يريدون بث اليأس لكنهم تلقوا رسالة جديدة اليوم عبر الحشود الجماهيرية وهي رسالة الأمل.

کما ثمن رئيس الجمهورية العفو الذي اصدره قائد الثورة الاسلامية عن الآلاف من المدانين باعمال الشغب الاخيرة، لافتا انه سيتم توسيع النظرة الأبوية لقائد الثورة لعودة المغرر بهم الى المؤسسات الحكومية والإدارية.

وتابع قائلا: مع النظرة الكريمة لقائد الثورة فإن الطريق مفتوح للعودة والتسامح لمن خدعتهم أعمال الشغب ، واحضان الشعب مفتوحة لهم أيضًا، وطريق العودة مفتوح والحكومة تعتبر نفسها ملزمة بهذا النهج.

ومضى قائلاً: ندرك أن الغرب أراد فقط زرع الفتنة وأسر إيران ولم يكن ابداً يريد إرساء حقوق شعبنا.

واردف الرئيس الايراني: سنواصل مسيرنا، وحكومتنا بدأت بمواجهة القضايا الطارئة كما حصل في أزمة كورونا حيث وصلت أعداد الوفيات إلى الصفر.

وقال آية الله رئيسي: حكومتنا تمكنت من تجاوز العجز الذي بلغ المليارات، وكذلك مشاكل الاستثمارات، وقد تمكنا من حل الكثير من المشاكل.. وقادرون على تجاوز كل المشاكل الاقتصادية التي يعانيها شعبنا.

وفي جانب آخر من كلمته قال الرئيس الإيراني: أتقدم بأخلص التعازي للشعبين التركي والسوري في البلدين الصديقين والشقيقين لنا، وشعبنا أثبت أنه الصدّيق الوفي لحلفائه.

وأضاف: نحن أصدقاء لجميع الأصدقاء، وعلى الأعداء أن يعلموا أنهم لن يتمكنوا من إيجاد موطئ قدم لهم في منطقتنا.

وتابع یقول : يجب أن تتركز الطاقات على تعزيز الامل في النفوس، ومن يزرع اليأس بين شعبنا فهو ينفذ مخطط الأعداء.

واختتم الرئيس الايراني قائلا: بصفتي خادماً لكم.. إعلموا أن مستقبل بلدكم مزدهر.

 

قبل أربعة وأربعين عاما، حصل إتفاق نادر في التاريخ، بين الغرب، بقيادة أميركا، والشرق، بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، على وأد ثورة الشعب الإيراني، التي قادها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وخرجت من هذا الاتفاق، فتن واضطرابات عرقية ومذهبية، واغتيالات طالت رجال الثورة، وحصارات خانقة، وحرب مدمرة استمرت ثماني سنوات، ولكن رغم كل ذلك خرجت الثورة، من وسط كل تلك النيران، كالعنقاء، أكثر قوة وحيوية وإندفاعا.

الكتلة الشرقية، أو المعسكر الشوعي، والكتلة الغربية، أو المعسكر الرأسمالي، رأوا في الثورة الإسلامية في إيران، تهديدا حقيقيا للأيديولوجيتين الشوعية والرأسمالية، اللتان كانتا تعتبران نفسيهما الخيار الأخير للإنسانية، بعد أن أعلنا أن الدين بات شيئا من التاريخ، ولا مكان له في مستقبل البشرية، فإذا بثورة، يقودها مصلح ديني كبير، تتخذ من تعاليم الدين الإسلامي، منطلق لها، وتقيم نظاما إسلاميا، على أنقاض أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، والمتمثلة بإيران الشاه.

إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، كان دليلا عمليا ودامغا على تهافت الفلسفة الماركسية، التي كانت ترى في الدين "إفيونا للشعوب"، الأمر الذي جعل الاتحاد السوفيتي السابق، يناصب الثورة الإسلامية العداء، رغم أنه عداء لم يستمر طويلا بسبب انهياره عام 1991، إلا أن هذا العداء هو الذي جعل الاتحاد السوفيتي، يقف إلى جانب الطاغية صدام في الحرب التي فُرضت على الجمهورية الإسلامية الفتية، ثماني سنوات.

أما عداء أميركا والغرب، للثورة الإسلامية، فكان بسبب تحرير الثورة إيران من التبعية لأميركا، وطرد سفير الكيان الإسرائيلي، وتسليم مبنى السفارة للفلسطينيين، وافتتاح أول سفارة لفلسطين في العالم وذلك في قلب طهران، وإعلان قائد الثورة موقفا واضحا صريحا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة أرضه بالكامل، هذا بالإضافة إلى خطاب الثورة المناهض للاستكبار والداعم للمستضعفين، في جميع أنحاء العالم.

أن سر انتصار وديمومة الثورة الإسلامية في إيران، يكمن في الاتكال المطلق للشعب الإيراني، على الله سبحانه وتعالى، كما يكمن بحكمة مفجر الثورة ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني رضون الله تعالى عليه، وكذلك بحكمة تلميذه والسائر على دربه سماحة السيد علي الخامنئي، وعجز اعداء الثورة عن درك حقيقة هذا السر، بسبب الايديولوجيات المادية التي تتحكم في نظرتهم للعالم والوجود، جعلهم يتخبطون وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، في كيفية التعامل مع هذه الثورة.

أعداء الثورة الإسلامية، أرادوا محاصرتها و وأدها، فاذا بها اليوم تحاصرهم في كل منطقة غرب آسيا، كما وأدت مخططاتهم، فلم ينجحوا في حذف فلسطين من الذاكرة، وفي تسويق التطبيع مع "إسرائيل" كـ"قدر"، بل باتت "إسرائيل" تُقهر، وتعيش خوفا مقيما من هاجس شطبها من الوجود، وباتت أميركا تُضرب، دون أن تملك الجرأة على الرد.. هذا هي الثورة الإسلامية التي أرادت أميركا وأدها قبل أربعة وأربعين عاما.

* أحمد محمد

 

إن حیاة الإمام موسى بجمیع أبعادها تتمیز بالصلابه في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النیر الذي لم یؤثر فیه أي انحراف أو التواء، وإنما کان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سیرة الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) وهدیه واتجاهه، والتزامه بحرفیه الإسلام.

وکان من بین تلك المظاهر الفذه التی تمیزت بها شخصیته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقه التی لاقاها من طغاه عصره، فقد أمعنوا فی اضطهاده، والتنکیل به، وقد أصر طغاه عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه فی ظلمات السجون، وبقی فیها حفنه من السنین یعانی الآلام والخطوب. ولم یؤثر عنه أنه أبدی أی تذمر أو شکوى أو جزع مما ألم به، وإنما کان على العکس من ذلک یبدی الشکر لله، ویکثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته.

فکان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعه، وأکثرهم عباده لله تعالى، حتى بهر هارون الرشید بما رآه من تقوى هذا الإمام وکثره عبادته فراح یبدی إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بنی هاشم).

ولما سجن فی بیت السندی بن شاهك، کانت عائله السندی تطلّ علیه فترى هذه السیره التي تحاکي سیره الأنبیاء، فاعتنقت شقیقه السندي فکره الإمامة، وکان من آثار ذلک أن أصبح حفید السندي من أعلام الشیعة في عصره.

إنها سیره تملک القلوب والمشاعر فهی مترعه بجمیع معانی السمو والنبل والزهد فی الدنیا والإقبال على الله. لقد کانت سیره الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضیء بها حیاتنا.

ومن ظواهر شخصیته الکریمه هي السخاء، وإنه کان من أندى الناس کفاً، وأکثرهم عطاءً للمعوزین. لقد قام الإمام موسى (علیه السلام) بعد أبیه الإمام الصادق (علیه السلام) بإداره شؤون جامعته العلمیة التی تعتبر أول مؤسسة ثقافیة في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه کوکبة من العلماء وقد قامت بدور مهم فی تطویر الحیاه الفکریة، ونحو الحرکة العلمیة في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهدیه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر والیقظة الفکریة، لقد کان الإمام موسى (علیه السلام) من ألمع أئمه المسلمین فی علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامیة وإبراز الواقع الإسلامی وحقیقته.

ویضاف إلى نزعاته الفذّة التی لا تُحصى حلمه وکظمه للغیظ، فکان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه کان یقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه فی ذلک شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) وقد قابل جمیع ما لاقاه من سوء وأذى، ومکروه من الحاقدین علیه، بالصبر والصفح الجمیل حتى لقب بالکاظم وکان ذلک من أشهر ألقابه.

وما أحوج المسلمین إلى التوجیه المشرق، والرسالة التی سطرها لنا هذا الإمام فی التضحیة فی سبیل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء.

واستقبل قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي الیوم الاربعاء حشدا من اهالي محافظة آذربايجان الشرقية (شمال غرب ايران) في حسينية الامام الخميني (رض) بطهران.
ویأتي هذا اللقاء بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي مدينة تبريز يوم 18 شباط/فبراير عام 1978 اي قبل نحو عام من انتصار الثورة الاسلامية في 11 شباط عام 1979.
وقال قائد الثورة الاسلامية خلال هذه اللقاء : أنحني اجلالا امام ابناء الشعب الايراني على هذه الخطوة القيمة التي قطعوها في 11 شباط من العام الجاري من خلال اقامة المسيرات الحاشدة.
ووصف هذا اليوم بانه كان يوما تاريخيا وقال: سطر الشعب في جميع أنحاء البلاد ملحمة بالمعنى الحقيقي للكلمة في هذا اليوم.
وأضاف الامام الخامنئي أن الشعب شارك بالمسيرات بحماس وبكل كيانه وجوارحه رغم كل الدعايات المغرضة واستفزازات الأعداء والطقس البارد، لافتا الى ان الشعب تجاهل المشاكل التي يعاني منها، تحت تأثير الإيمان والبصيرة.
 وقال سماحته ان هذه المشاركة كشفت العديد من الحقائق، مضيفا: كانت رسالة الشعب الإيراني في 11 شباط هي الدعم الكامل للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية وكان صوته أعلى من كل الأصوات.
وتابع سماحته: كانت وستکون أصواتا مناهضة وأعداء، وتحاول إمبراطورية الإعلام العالمي، التي تخضع للصهاينة والأمريكيين، رفع الاصوات المناهضة ضدنا لكنها لم تنجح وغلب صوت الشعب على الاصوات  الاخرى.
وصرح قائد الثورة الاسلامية:إن صمود الأمم ومثابرتها يمنحها الهوية والشخصية والمجد ويساعدهم في الحفاظ عن أنفسها وثقافتها، قائلا: ان ما يمنح الأمم هويتها وشخصيتها وعظمتها ويساعد على حمايتها وثقافتها هو صمودها ومثابرتها ، معتبرا ان يوم 11 شباط/فبراير 2023  هو مثال آخر على هذا الصمود .
وتابع الامام الخامنئي: كانت اعمال الشغب التي شهدناها في طهران وبعض المناطق الأخرى في موسم الخريف تهدف الى جعل الناس ينسون يوم 11 شباط. وعدم مشارکتهم بالملايين في ذكرى انتصار الثورة الإسلامیة لکن الشعب صمد وشارك بالمسیرة.
وأکد سماحته: انه لا ينبغي للمرء أن يتعب، و أن يخيب أمله ، کما لا يجب أن يخاف من صرخات العدو.
وأشار إلى إنفاق بعض الدول الغنية التي تتحرك على عكس الاتجاه الذي یتحرك فيه الشعب الإيراني، مليارات الدولارات لإسقاط نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقال : البعض یزعمون إن الجمهورية الإسلامية وصلت إلى طريق مسدود، فإذا وصلنا إلى طريق مسدود، فلماذا ينفق العدو كل هذه الأموال لإسقاطنا ؟ لا داعي لإنفاق الأموال لإسقاط حكومة وصلت إلى طريق مسدود.
واعتبر سماحته ان الوحدة الوطنية من العوامل المؤثرة في تعزيز وتقویة البلاد، داعيا إلی إلى عدم المجادلة والصراع حول القضايا الصغيرة التي لا قيمة لها وقال هناك اختلافات في الرأي، والنقاش حول هذه الاختلافات جيد ولكن الصراع ليس جيدًا.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية: يقولون أحيانًا ، لماذا بذلتم كل جهودكم في صنع الأسلحة والطائرات المسیرة والصواريخ وذلك من أجل عرقلة مسار التقدم.
وقال سماحته: الجواب هو أن البلاد الذي لديه أعداء يجب أن تفكر في نفسها، ولدينا أعداء والعقل يملي علينا تعزيز قوتنا الدفاعية. كما یوصي الشرع: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَیْلِ».
وصرح أن الشعب لم یول الاهتمام لهذه الفتن وهذا ما يجعل عدونا عصبيا  و هذا هو التقدم الذي يغضب العدو. الأعداء لا يرغبون في أن يقولوا شيئاً عن التقدم الصناعي لإيران ، بل إنهم يحاولون تجاهله.

اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله السيد ابراهيم رئيسي ان طهران تعتبر بكين شريكا تجاريا موثوقا لها، وبما يتيح امكانية استخدام الطاقات المنبثقة عن التعاون الثنائي لخدمة التنمية في ايران.

جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس الايراني، على امتداد زيارته الحالي لبكين، مع ممثلي العشرات من كبرى الشركات الاقتصادية الصينية؛ حيث استمع الى اراء اكبر عشر شركات منها وعدد من الشركات الايرانية الناشطة في هذا البلد.

ولفت آية الله رئيسي، الى اتفاقه مع الرئيس الصيني، حول تظافر الجهود الثنائية من اجل التصدي للنزعات احادية الجانب في المجتمع الدولي.

واضاف، ان الجانبين توصلا الى توافقات جيدة في هذه الزيارة، وبما يسمح للشركات الاقتصادية الصينية والايرانية، اتخاذ خطوات كبيرة من اجل تطوير التعاون مع بعضهما الاخر.

ومضى الى، انه اتفق مع نظيره الصيني على انه هناك الكثير من الطاقات التي لم تستخدم لحد الان وضرورة تسخيرها من قبل البلدين لخدمة العلاقات الثنائية اكثر فاكثر.

كما نوّه بالطاقات "الجيو- ستراتيجية" التي تتمتع بها ايران الاسلامية على صعيد التعامل التجاري مع دول منطقة القوقاز واسيا الوسطى واوروبا، قائلا : ان الشركات الصينية تستطيع الاستفادة من هذه الطاقات في مجال تبادل السلع ونشاطها الاستثماري ايضا.

ودعا رئيس الجمهورية وفقا لارنا، الى توسيع التعاون بين الشركات المعرفية الايرانية ونظيراتها الصينية الناشطة في التقنيات الحديثة.

وفي الختام، دعا رئيسي الى تظافر الجهود بين ايران الصين وتذليل العقبات التي تعترض مسار التعاون بين الشركات الاقتصادية لكلا البلدين.

الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2023 21:03

الرئيس الصيني يستقبل آية الله رئيسي

أقام الرئيس الصيني شي جين بينغ، مراسم استقبال رسمية لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله السيد إبراهيم رئيسي في مبنى المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني.

ووصل رئيسي في جولته الخارجية العاشرة إلى بكين، عاصمة الصين ثاني أكبر المدن الصينية صباح اليوم الثلاثاء وكان في استقباله وزير الثقافة والسياحة في جمهورية الصين الشعبية. 

وأقيم حفل الاستقبال الرسمي لآية الله رئيسي اليوم الثلاثاء في الساعة - 17:00 بتوقيت بكين.

وعندما دخل آية الله رئيسي مبنى المؤتمر الوطني، قام ثلاثة من حرس الشرف بعزف الموسيقية للترحيب، ثم أطلقت 21 قذيفة مدفعية تكريما للرئيس الإيراني والوفد رفيع المستوى المرافق له.

وتم عزف النشيدين الوطنيين للبلدين بحضور آية الله رئيسي وشي جين بينغ، واستعرض رئيسا إيران والصين حرس الشرف وبعد التقاط صورة تذكارية لرئيسي إيران والصين، تم تقديم أعضاء الوفدين رفيعي المستوى من البلدين وتم عقد المحادثات الثنائية للوفدين مباشرة بعد حفل الاستقبال الرسمي.

وبعد هذا الاجتماع، سيتم التوقيع على وثائق مهمة للتعاون الثنائي بين إيران والصين من قبل مسؤولي البلدين بحضور الرئيسين.

نظم الشعب الإيراني صباح اليوم السبت الموافق( ٢٢ بهمن/١١ فبراير) مسيرات مليونية بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران.

بدأت المسيرات اليوم في 38 ألف قرية و 1400مدينة عند الساعة التاسعة والنصف صباحا وسط مشاركة شعبية حماسية حیث يغطيها نحو 200 صحفي ومصور أجنبي وأکثر من 6 آلاف و 500 من الإعلامیین المحلیین ما مجموعه أکثر من 6 آلاف و700 صحفي ومصور.

نظرا لأن 22 بهمن یعرف في الخارج باعتباره اليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الاحتفال الخاص بالذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الإسلامية واليوم الوطني سيقام في جميع السفارات والقنصليات ودور الثقافة الإیرانیة في 70 مكتبا تمثيليا وأكثر من 50 دولة بحضور إيرانيين.

کما یلقي رئیس الجمهوریة إبراهیم رئیسي کلمة خلال احتفاقات یوم الله.

أعلن المجلس التنسيقي للتبلیغ الإسلامي عن الشعار الرئيسي للفجر الرابع والأربعين وهو "إيران ثابتة ، 44 عاما من الفخر" ولليوم السبت 22 بهمن 1401(11 فبرایر/شباط 2023) بعنوان «الثورة الإسلامية؛ إحتفال الوجود، إيران الموحدة».

ورفع المشارکون في المسیرات شعارات «الموت لأمریکا» و «الموت لإسرائیل» و «الموت للمنافق» و «الإستقلال، الحریة، الجمهوریة الإسلامیة» وغیرها.

من المعلوم أن شهر رجب[1] من الأشهر الحُرُم[2]، قال الله - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾[3]. من ميزات هذه الأشهر الأربعة هو حرمة الظلم والقتال، ليكون ذلك سبيلًا إلى حرمة الظلم بشكل عام والنفس بشكل خاص[4].
 
والظلم للنفس هو هتك أي حرمة من حرمات الله، عبر اقتراف المعصية، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "ظلم نفسَه من عصى الله وأطاع الشيطان"[5]، وفي رواية أخرى "ظَلَم نفسَه مَن رضِيَ بدار الفَناء عِوَضاً عن دار البقاء"[6]. والإنسان عندما يصدر منه الذنب، يُنزِل نفسه منزلة الحيوانية، ويخرجها عن حياض الإنسانية[7] - مهما كان مظهره الخارجي - فيتلبس بحقيقة أخرى قد تكون مساوية أو أقل من الأنعام؟!
 
ولا بدّ من الالتفات إلى أن باطن هذه الأشهر الرحمةُ، فكيف تقابَل الرحمة بالظلم؟! ومما يُدلل على هذه الرحمة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وَسُمِّيَ شَهْرُ رَجَبٍ‏ شَهْرَ اللَّهِ الْأَصَبَّ لِأَنَّ الرَّحْمَةَ عَلَى أُمَّتِي تَصُبُّ صَبّاً فِيهِ"[8]، فالحريّ بنا أن نستفيد من هذه الرحمة النازلة لنكون عطرًا فواحًا، ينشر العبير فيفوح لك ولغيرك.
 
التوبة والاستغفار:
التوبة إلى الله، والعودة إليه، بحيث يلقي الإنسان في شهر رجب الأصبّ ما علق به من أدران الذنوب والخطايا، الصغيرة منها والكبيرة. إنها لفرصة كبيرة وذهبية ربما لا تعوّض ولن تتكرر، فمن يدري، ربما يكون هذا الشهر هو الأخير في حياتنا! قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا الشهر العظيم إنه شهر الاستغفار: "رَجَبٌ شَهْرُ الِاسْتِغْفَارِ لِأُمَّتِي. أَكْثِرُوا فِيهِ الِاسْتِغْفَارَ، إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏"[9].
 
ومن الملاحَظ في هذا الشهر العظيم كثرة الاستغفار، بصيغ خاصة ومختلفة. وبالدخول إلى حقيقة الاستغفار يتمّ التغيير والانقلاب، فلا بدّ من أن يكون لنا مع الله تعالى وقفة؛ لنصلح ما أفسدنا معه، فنأوب إليه، ونعود إلى رضوانه، فنرجع إليه تائبين مستغفرين، وإن لم نعد فعلينا التنبُّه إلى ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "تعطّروا بالاستغفار، لا تفضحكم روائح الذنوب"[10].
 
شهر رجب هو شهر الإنابة إلى الله - عزّ وجلّ -، ويسمّى بالأصبّ؛ لأن الرّحمة على أمتي تصب صبّاً فيه، كما في الرواية، فليستكثر من قول "أَسْتَغْفِر اللهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ". لذا فإنه يجب على الإنسان، خلال هذا الشهر، أن ينظف بيت الروح الذي أهمله لتسعة أشهر، وذلك باتّخاذ أول خطوة وهي الاستغفار.
 
والاستغفار هو حقيقة بالقلب، يكشف عنها اللسان، ولا يكتمل إلا بالندامة الباطنية، والأخيرة لا تتمّ إلا بالتعرف على حقيقة الحرام. ومع التعرف عليه، يعرف الإنسان عظيم ما فعل، وجليل ما اكتسب، وكثير ما فرّط في جنبه، فيتألم عندها لما صدر منه، ويحترق القلب بعظم المصاب، فيقوم ليغسله بماء الأواب، ويذوب خجلًا أمام عظم النعم، فالتائب حين استغفاره يكون بين الخشوع لعظمته - عزّ وجلّ -، والذلّ لحقارته، فيبقى في داخله هذا الشعور، فينبري بطلب التوبة بمعنى حقيقي: "إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِيْنَ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ، وَلا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَلا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ، وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، وَغَلَبَنِي هَوَايَ، وَأَعانَنِي عَلَيْها شِقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخَى عَلَيَّ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخالَفْتُكَ بِجُهْدِي، فَالانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي، وَمِنْ أَيْدِي الخُصَماءِ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي، وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي"[11]، فتكون هذه الحركة الأولى في سبيل التطهير، ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾[12].
 
التخلية[13] من المعاصي والذنوب:
بعد الاستغفار والتوبة، والوصول إلى الطهارة، أفضل ما يلتزم به المؤمن هو المحافظة على عدم الوقوع في الذنب والمعصية؛ ليلتزم مع الله - عزّ وجلّ -، ويعاهده بلسان الحال: "وَخُذْ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ، وَأَعِنِّي عَلى نَفْسِي بِما تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ عَلى أّنْفُسِهِمْ"[14]، وبلسان العمل بعدم ارتكاب الذنب والمعصية، وفي الرواية العلوية: "اجتناب السيّئات أَولى من اكتساب الحسنات"[15].
 
فيبدأ من أول رجب إلى منتصف شهر شعبان لمدة أربعين يومًا، على قاعدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أخلص لله أربعين يومًا فجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه"[16]. فمن قدر على الأربعين قدر على غيرها، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما ضَعُفَ بَدَنٌ عَمّا قَوِيَتْ عليهِ النيّة"[17].
 
تذكرة لمن يخشى...، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] رجب من الترجيب، أي التعظيم، والمرجَب يعني المعظَّم.
[2] الأشهر الحُرُمْ هي أربعة أشهر من الأشهر القمرية، حُرِّمَ فيها القتال منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان هذا التحريم نافذًا حتى زمن الجاهلية قبل الإسلام، وعندما جاء الإسلام أقرَّ حرمته، ولذلك تُسَمَّى بالأشهر الحُرُمْ. وقد أشار القرآن الكريم إلى حرمة ابتداء قتال الأعداء في هذه الأشهر، كما أشار إلى لزوم مقاتلتهم إذا إنتقضوا حرمة هذه الأشهر وبدؤوا القتال.
[3] سورة التوبة، الآية 36.
[4] معني "حرم" أنه يعظم انتهاك المحارم فيها أكثر مما يعظم في غيرها، وكانت العرب تعظمها حتى أن الرجل لو لقي قاتل أبيه لم يهجه لحرمته. وإنما جعل اللّه تعالى بعض الشهور أعظم حرمة من بعض لما علم في ذلك من المصلحة في الكفّ عن الظلم فيها، فعظّم منزلتها، وإنه ربما أدّ ذلك إلي ترك الظلم أصلًا، لانطفاء النائرة تلك المدة، وانكسار الحمية، فإن الأشياء تجرّ إلى أشكالها. الشيخ الطوسي، التبيان، ج5، ص214.
[5]  كافي الدين، ش أبي الحسن علي بن محمد الواسطي الليثي، عيون الحكم والمواعظ ، ص324.
[6] م.ن، ص324.
[7] عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إن الله - عزّ وجلّ -: ركّب في الملائكة عقلًا بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في بني آدم كليهما. فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم. علل ‏الشرائع، ج1، ص 5.
[8] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج94، ص39.
[9] المصدر نفسه.
[10] الشيخ الطوسي، الآمالي، ص372.
[11] من دعاء أبي حمزة الثمالي.
[12] سورة البقرة، الآية 222.
[13] التخلية: هي تطهير النفس من رذائل الأخلاق، كالحسد والرياء والكبر والعجب وحبّ الدنيا وغيرها من الرذائل التي يذكرها علماء الأخلاق. يعتبر علماء الأخلاق أن التخلية هي الخطوة الأولى، وبدونها لا تحصل الفائدة الكاملة، لأن النفس تكون غير مستعدة للفيوضات القدسية إذا لم تكن النفس صافية قابلة لانعكاس الفيوضات فيها. ويمثلون لذلك بالمرآة التي ما لم تذهب الكدورات عنها لا تستعدّ لارتسام الصور فيها، وكالبدن الذي ما لم تزل عنه العلة لم تتصور له إضافة الصحة، وكالثوب الذي ما لم يـنـقَ عن الأوساخ لم يقبل لوناً من الألوان. فالمواظبة على الطاعات الظاهرة لا تنفع بصورة كاملة ما لم تتطهّر النفس من الصفات المذمومة.
[14] من دعاء أبي حمزة.
[15] اليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص126.
[16] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 67، ص249.
[17] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص400.

خدمة الناس هدف الأنبياء
 إن لخدمة الناس مكانة خاصة عند الله سبحانه وتعالى أكدت عليها الكثير من النصوص الإلهية، وما إرسال الأنبياء وإنزال الكتب إلا خدمة للناس كما تشير إليه الايات القرانية الكريمة، حيث يقول تعالى ﴿الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد﴾، فالكتاب لم ينزل إلا خدمة للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور وقد تحمل الأنبياء ما تحملوه من الام ومصاعب وجهاد لتحقيق هذه الخدمة، فالأنبياء جاؤوا لخدمة البشرية.
 
يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن لأولياء الله والأنبياء نفس هذا الإحساس وهو أنهم جاؤوا لهداية الناس وإرشادهم وأداء الخدمة لهم".
 
إنه لأمر عظيم هذا الذي جاء الأنبياء لأجله وأنزلت الكتب الإلهية لتحقيقه!
 
لقد جاء الإسلام ليخدم الناس ويرفع النواقص التي يمكن أن تكون موجودة عندهم لاسيما لدى المستضعفين منهم الذين أُهملوا في المجتمعات البشرية، يقول الإمام الخميني قدس سره: "لقد جاء الإسلام من أجل المستضعفين وأولاهم الأهمية الأولى".
 
أحب الخلق إلى الله
قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: كيف يكون الأنبياء في خدمة الناس وهم أفضل الناس؟ فعندما يريد التاجر مثلاً أن يصرف مالاً فهو يصرفه في سبيل مال أوفر وأكثر، وليس من الحكمة أن أصرف الكثير لأحصل على القليل، فكيف يصح أن نجعل النبي يصرف طاقاته في خدمة من هو دونه؟
 
هذا السؤال والاستغراب سيزول عندما نعرف نظرة الله تعالى إلى خدمة عباده. إن الله سبحانه وتعالى يحب خدمة الناس ويحب من يخدمهم.
 
حيث ورد في الرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله"[1].
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس"[2].
 
فالأنبياء والأوصياء أعمالهم وخدمتهم هي في طريق حب الله تعالى وقربه ولا تقف في خلفيتها عند الإنسان المستفيد من الخدمة فحسب "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكور"[3].
 
 خدمة الناس هي خدمة لله تعالى‏
ومن هنا فإن حقيقة خدمة الناس هي خدمة لله سبحانه وتعالى كما أكدت الروايات، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله تعالى عمره"[4].
 
يذكر الإمام الخميني قدس سره ذلك في كلماته حيث يقول: "ليهيئ الأحبة الأعزاء أنفسهم لخدمة الإسلام والشعب المحروم، وليشدوا الأحزمة لخدمة العباد التي تعني خدمة الله".

إن حقيقة أن خدمة الناس تعني خدمة الله تعالى هي حقيقة أشارت إليها العديد من الروايات عن المعصومين عليه السلام.
 
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله تعالى عمره"[5].
 
فحق للأنبياء أن يفنوا أعمارهم في خدمة البشر والبشرية ما دامت هذه الخدمة في واقعها هي محبة وقرب من الله تعالى وتحسب كخدمة له تعالى! ومن الطبيعي أيضاً أن تنزل الكتب السماوية لأجل ذلك.
 
يقول الإمام الخميني قدس سره: "لا أظن أن هناك عبادة أفضل من خدمة المحرومين".
 
فخدمة الناس هي عبادة تقرب إلى الله تعالى وعلينا أن نقصد بها وجهه جل وعلا خصوصاً إذا كانت خدمة نرفع بها حرمان المحرومين ونلبي بها حوائج المحتاجين.

خدمة الناس في فكر الإمام الخميني (قدس سره)، مركز الإمام الخميني الثقافي.


[1] الرسالة السعدية، ص‏160.
[2] بحار الأنوار، ج‏71، ص‏339.
[3] سورة الإنسان، الاية/9.
[4] عوالي اللئالي، ج‏1، ص‏374.
[5] الرسالة السعدية، ص‏169.
 

الجمعة, 10 شباط/فبراير 2023 14:32

الإسلام والثورة في إيران

تبرز في صراع القوى المتسلطة مع الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية قضية الإسلام الصحيح، الخالي من تشويهات أيادي الاستكبار العالمي وتحريفاتهم. وبعبارة أخرى أنَّ القضية بالنسبة لنا في هذا الصراع وبالنسبة لأعدائنا على حد سواء، هي مسألة الإسلام. والاستكبار يواجهنا بسبب الإسلام.

إنّ هدف الاستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا، وفي قاعدته جميع الأجهزة الشيطانية المسلطة على العالم وحتى غير المسلطة التي تعمل من أجل مصالح الاستكبار، هدفها جميعاً من مواجهة إيران المسلمة هو الإسلام.. الإسلام فقط وليس أي شيء. إننا لا نخوض جهادنا من أجل أن تعم الحياة الإسلامية الطيبة بيننا وحدنا، بل من أجل أن تعم البشرية. فجهادنا هو من أجل الإنسانية أيضاً.
 
بيد أن ذلك لا يعني إننا نجهّز الجيوش، ونمضي بها حيثما تخل أيادي الاستكبار بالحياة البشرية الطيبة، فنخوض المعركة ضدّها، كلا، فهذه الحرب ليست من سنخ هذه المقولة.
 
إننا نسعى من موقع الإسلام وقاعدته أن نثبت أنَّ البشرية التي تعيش راهناً في ظلال وطأة حاكمية الاستكبار الخبيثة، تتجرع الآلام، وتقترب يوماً بعد آخر من الشقاء أكثر. والهدف من سعينا أنَّ الإسلام يمكن أن يكون رسالة إنقاذ للبشر.
 
لقد أثبتنا مرّة وما نزال نسعى أن نثبت أن الإسلام قادر على مواجهة القوى العالمية الكبرى، وضرب قواعد الأنظمة الظالمة في العالم.
 
الاستكبار يعيش حساسية من هذه المسألة. ولذلك تراه يبغض أيّة أمة أو دولة أو نظام يرفض ثقافة السلطة أي يرفض حاكمية أنظمة البيوتات والزور وإمبراطوريات السلطة العالمية.
 
وفي عالم اليوم، هذا هو الإسلام، وها نحن الذي نخوض معركة رفض نظام التسلّط في العالم، ونعتبر أن نظام الهيمنة العالمي هو المسؤول عن شقاء الإسلام والبشرية في كافة أرجاء العالم.
 
نحن لم نهلع من التهم التي تنهمر على ثورتنا وشعبنا من أجهزة الدعاية المرتبطة بالغرب، ولن نضطرب. فمنذ أوائل انتصار الثورة، راح أكثر الرجعيين رجعية في هذا العالم يرمون شعبنا وثورتنا بتهم الرجعية، رغم أن ثورتنا أنجزت في هذا العصر، أكثر الحركات التغييرية رقياً وتقدمية، ومع ذلك لم نهلع ولم نضطرب([1]).
 
ترى القوى الاستكبارية الغربية نفسها، إنها في مواجهة مع الإسلام اليوم. هم يخشون الإسلام ويعدّوه خطراً.. وكل مظهر إسلامي ينطلق يعتبرونه طليعة خطر جدي يهدّد قدرتهم ومصالحهم.
 
والشيء البديهي أنَّ الإسلام المحمدي هو خطر حقيقي للأنظمة التي تقوم على أُسس الظلم والفساد والانحطاط، لما ينطوي عليه من رفض للفساد والانحطاط الأخلاقي في محيط الحياة البشرية.
 
وهذا في الواقع ما يفسّر لنا سلوك جميع القوى الشيطانية العالمية اليوم، في مواجهتها لتجليات الإسلام ومظاهره، بأقسى ما تكون أساليب المواجهة وأعنفها، بحيث راحت تلك القوى تسحق بأقدامها أشد الأصول بداهة مما كانت تنطق به شعاراتها([2]).
إنّ القوى الكبرى التي انطوت على حال العداء الدائم للثورة الإسلامية لم تعلن ولن تعلن صراحة أسباب عدائها للجمهورية الإسلامية. فلو أنَّ أمريكا أعلنت صراحة أنَّ باعث عدائها لإيران، هو عداوتها للإسلام، لوضعت في الصف المقابل لها مليار مسلم في العالم يكونون في مواجهتها([3]).
 
في كل مكان تظهر فيه تجليات الإسلام الواقعي، ترى القوى الخبيثة تتوافق في الاصطفاف ضدّه. بيد أنَّ الذي يحصل أن تُبادر القوى الإنسانية الخيرة، والقلوب النقية، والأرواح السامية، والفطرة النظيفة، للدفاع عن الإسلام الواقعي وحماية وجوده، بإزاء ذلك الاصطفاف المعادي([4]).
 
منذ اللحظة التي انتصرت فيها الثورة الإسلامية في إيران، انطلق المؤمنون الملتزمون للعمل على أساس الإسلام. ومعنى ذلك أن الإسلام في بلدنا لم يكن لقلقة لسان ولن يكون. إنما اختار شعبنا التحرك على هدي ما أراده القرآن للمسلمين، من مواجهة للشياطين ومبارزة القوى الظالمة. لقد تخلّى شعبنا عن كلّ شيء، من أجل السير في سبيل الله، تماماً كما أراد الإسلام من المسلمين أن يبذلوا التضحيات من أجل الحفاظ على عزتهم في مقابل القوى العالمية.﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ المنافقون /8. العزة للمؤمنون، لأنَّ المؤمن هو الشخص الوحيد الذي يواجه بوجوده كلّه، أي بؤرة شرّ شيطاني وفساد. ومنذ اللحظة التي استطاع فيها الشعب الإيراني أن يجسِّد بانتصار الثورة، دين الله الإسلام في إطار نظام اجتماعي، انبثقت المخاوف في قلوب المستكبرين. فبدأوا جهودهم لمواجهة الإسلام بأي طريق ممكن.
 
من هنا فإنَّ مواجهة الجمهورية الإسلامية ونصب العداء لها كان بسبب الإسلام. وآية ذلك أنهم تعاملوا مع الجمهورية الإسلامية على أنّها خطر كبير، في اللحظة التي تمسكت بالتزام ثابت بالمعتقدات والأصول الإسلامية. ففي البداية لم تظهر منهم حساسية وردود فعل عنيفة وذلك حين لم تكن الأمور قد اتضحت لهم بشكل كامل، ولم يعرفوا ما هي الجمهورية الإسلامية، وإلى أي مدى يمكن أن تلتزم بمبانيها وثبتت على شعاراتها.

إنّنا اليوم إذن أمام حركتين متقابلتين، قد امتلأتا بالدروس والعبر بالنسبة لشعبنا. فمن جهة نرى الضغوط الاستكبارية المتزايدة، وعداء القوى المادية، ضدَّ أي مظهر من مظاهر الانبعاث الإسلامي، مما تصلنا أخباره يومياً ونلحظه باستمرار، حتى أنَّ هذه القوى لا توفّر في عدائها مظهراً منه، حتى تجلياً صغيراً من تجليات انبعاث الإسلام، يظهر في بلد أوروبي، إذ سرعان ما تتحوّل هذه الظاهرة، إلى مركز للصراع، يدفع المسؤولين والسياسيين لمواجهته!

 هذه هي الحركة الأولى في طرف القضية.
 
أما في الطرف الثاني، فإننا نجد أن قلوب البشر في العالم تنجذب إلى الإسلام، بالأخص ما يحصل للشباب والمثقفين والناس الواعين، فهم ينفتحون على الإسلام رغم شدّة الضغوط العالمية ضدَّ الإسلام والمسلمين.

 وهاتان الحقيقتان، هما اللتان تؤمّنان نمو الإسلام الحقيقي واتساع رقعته.
 
الثورة الإسلامية والغزو الثقافي، من كلمات ومحاضرات الإمام الخميني قدس سره


([1]) حديث قائد الثورة في لقائه مع ضيوف مؤتمر الفكر الإسلامي. 12/11/1368.
([2]) بيان قائد الثورة في تجمع قادة جيش العشرين مليون. 2/9/1368.
([3]) بيان قائد الثورة في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الإمام الخميني. 10/3/1369.
([4]) حديث قائد الثورة في مراسم بيعة مجموعة من أهالي شيراز وبندر عباسي وساري. 21/4/1368