emamian

emamian

رغم ان فرنسا وألمانيا وبريطانيا ارسلت مبعوثين لإقامة علاقات مع السلطات الانتقالية في سوريا، قبل زيارة الوفد الامريكي، الا ان الانظمة العربية لم تجد فيها ضوء اخضر، لذلك كانت تنتظر الضوء الاخضرالامريكي، الذي جاء قويا، بعد أن أبلغت باربرا ليف الجولاني إلغاء بلادها المكافأة المرصودة للقبض عليه والبالغة قيمتها 10 ملايين دولار، والتي عرضتها واشنطن سابقا مقابل الحصول على معلومات عنه.

وزادت باربرا على ذلك عندما وصفت الشرع (الجولاني) بأنه براغماتي و رحبت بـالرسائل الإيجابية التي أعرب عنها خلال المحادثات وتضمنت تعهدا بمحاربة الإرهاب. كما سمعت منه تصريحاتعملية ومعتدلة للغايةحول قضايا المرأة والحقوق المتساوية، مؤكدة أن المناقشات معه كانت جيدة ومثمرة للغاية ومفصلة.

ووفقا لوسائل اعلام امريكية، فان الشرع دعا السلطات الامريكية ، خلال اللقاء الذي استمر اكثر من ساعتين مع الوفد الامريكي، الى إزالة تصنيف الإرهاب عن "هيئة تحرير الشام" ورفع العقوبات الامريكية المفروضة على سوريا في زمن النظام السابق.

اللافت ان المبعوثة الأميركية، وفي موقف في غاية الوقاحة والصلف قالت أنه لن يكون لإيران أي دور على الإطلاق في سوريا، ولا ينبغي لها ذلك. وفي المقابل أكدت أن تركيا لها دور كبير ونفوذ تاريخي ومصالح أمنية وطنية في سوريا!!.

هذه المواقف كانت كفيلة لدفع كبار المسؤولين في الانظمة العربية للحج الى دمشق حيث شهدت العاصمة السورية حراكا عربيا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة، تميز بتوافد مسؤولين عرب لإجراء مباحثات مع الشرع ، من بينهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الدولة بالخارجية القطرية محمد الخليفي، ووفد سعودي، بالاضافة الى مسؤوالين اتراك كبار من بينهم رئيس المخابرات إبراهيم قالن، ووزير الخارجية هاكان فيدان. واللافت ان الجميع اكدوا عن استعدادهم لمد يد العون والمساعدة للشعب السوري، ورفع العقوبات المفروضة عليه، منذ عام 2011 وحتى اليوم، وهذه الظاهرة، ظاهرة تفتق المشاعر الانسانية لهؤلاء المسؤولين العرب والمسلمين ومن قبلهم الامريكيين والغربيين على الشعب السوري، اثارت العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة هذه المشاعر الانسانية ازاء معاناة الشعب السوري المظلوم.

رغم اننا نتفهم معاداة هذه الانظمة للنظام السوري السابق، ولكن ما لا نفهمه هو لماذا حبست هذه الانظمة كل هذه المشاعر الانسانية الجياشة ازاء الشعب السوري المحاصر على مدى 13 عاما؟. لم يكن مطلوبا من هذه الانظمة ان تقيم جسورا جوية وبرية وبحرية لمساعدة الشعب السوري، وكان من المنتظر منها ان تخفف على الاقل جانبا من هذه المعاناة، وهو ما لم يحصل ابدا، بل على العكس تماما كانت كل شاحنة تحاول الدخول الى سوريا كانت تستهدف من قبل الطيران الاسرائيلي تحت ذريعة انها تحمل اسلحة الى النظام السوري.

كان حريا على هذه الانظمة واغلبها ترفع شعارات رنانة، تدافع فيها عن الشعب الفلسطيني، ان تفيض من مشاعرها الانسانية التي تحاول اغراق سوريا بها اليوم، ان تفيض على غزة واهلها الذين يتعرضون لابادة جماعية منذ اكثر من عام واربعة اشهر!.

من الواضح ان المايسترو الذي يحرك هذه الجوقة هو الذي يحرك فيهم ايضا المشاعر الانسانية في الوقت الذي يراه مناسبا، ولكن بامكان اي انسان ان يكشف نفاق وزيف السردية الامريكية لما يحدث في الشرق الاوسط، وبكل بساطة، فهي سردية تتحدث "عن احتلال ايراني لسوريا"، بينما على الارض لم يكن لايران عجلة عسكرية واحدة في سوريا. في المقابل تقول هذه السردية ان تركيا لديها دور كبير ونفوذ تاريخي ومصالح أمنية وطنية في سوريا!!. بينما على الارض الامر مختلف تماما.

هنأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في رسالة الى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بذكرى ميلاد السيد المسيح (ع) كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "اسماعيل بقائي" إن الاحتفال بميلاد السيد المسيح (ع) هو فرصة لتذكر التعاليم الإلهية لذلك النبي العظيم الذي يدعو الجميع إلى العدل والسلام والمحبة.

 

وبمناسبة عيد الميلاد وذكرى ميلاد المسيح بن مريم (ع)، وجه رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، رسالة تهنئة الى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اكد فيها ان تكريم ذكرى ميلاد السيد المسيح (ع) يمثل ارضية معنوية للتذكير بالاوامر الالهية والتعاليم القيمية لجميع الانبياء لإرساء العدالة والسلام والحرية.

وأضاف بزشكيان أن المجتمع في العصر الحاضر، بحاجة إلى رؤية جديدة لمعالجة قضايا المجتمعات الانسانية، لذلك فان التفكير والتامل في الخصائص السامية للانبياء الالهيين، يمكن أن يشكل سبيلا للبشرية المعاصرة لبلوغ الكمال الانساني.

وأعرب الرئيس الإيراني عن تمنياته عشية حلول السنة الميلادية الجديدة ان نشهد اجراءات مؤثرة على طريق السلام والامن والحرية للشعوب المضطهدة والمظلومة لا سيما الشعب الفلسطيني المظلوم.

ميلاد المسيح(ع) فرصة لتذكر العدل والسلام والمحبة

هذا وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "اسماعيل بقائي" إن الاحتفال بميلاد السيد المسيح (ع) هو فرصة لتذكر التعاليم الإلهية لذلك النبي العظيم الذي يدعو الجميع إلى العدل والسلام والمحبة.

وكتب إسماعيل بقائي في حسابه الرسمي على منصة "ایکس" بمناسبة ميلاد السيد المسيح (ع) : نهنئ بميلاد السيد المسيح (ع) وبداية العام الجديد لجميع المسيحيين في العالم وخاصة المسیحیین الایرانیین.

وأضاف أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح (ع) هو فرصة لتذكر التعاليم الإلهية لذلك النبي العظيم الذي يدعو الجميع إلى العدل والسلام والعطوفة.

وقال إن إيران کدولة ذات تاريخ غني في التعايش والمودة بين الأديان والثقافات، تفتخر بالتراث المشترك للديانات الإبراهيمية.

العالم

الأربعاء, 25 كانون1/ديسمبر 2024 20:07

7 من صفات الإمام المهدي (عج) ... تعرف عليها

إن عناصر الإمام المنتظر (عليه السلام) وصفاته النفسية مشابهة تماماً لصفات آبائه الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم وعليه) ، الذين هم من عناصر الرحمة والإشراق في الأرض، فقد خلقهم الله أنواراً، هداية لعباده وإرشادا لخلقه، وأدلاء على مرضاته، وطاعته، ومن بين مثله العليا، وصفاته الرفيعة:

١ - سعة علومه:

والشيء المحقق أن الإمام المهدي (عليه السلام) من أوسع الناس علماً، ومن أكثرهم دراية وإحاطة بجميع أنواع العلوم والمعارف فهو من ورثة علوم جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن خزنة حكمته ومن بين علومه إحاطته الكاملة بأحكام الدين وشؤون شريعة جده سيد المرسلين وقد أدلى الأئمة الطاهرون بسمو مكانته العلمية قبل أن يخلق استمعوا إلى أقوالهم.

١ - قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفته"هو أوسعكم كهفاً وأكثركم علماً وأوصلكم رحماً"(1).

٢ - روى الحرث بن المغيرة النضري قال قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) بأي شيء يعرف المهدي قال: "بمعرفة الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد"(2).

٣ - قال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): "فيكون هذا الأمر أي الحكم - في أصغرنا سناً وأجملنا ذكراً، ويورثه الله علما ولا يكله إلى نفسه"(3).

٤ - قال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام)"إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه ينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته فمن بقي منكم حتى يراه، فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة(4).

وقد ورد عن سعة علومه ومعارفه أنه: "إذا ظهر (عليه السلام) يحاجج اليهود بأسفار التوراة فيسلم أكثرهم "(5).

وكان (عليه السلام) المرجع الأعلى للعالم الإسلامي في أيام الغيبة الصغرى فقد كان نوابه الأربعة يرفعون إليه المسائل التي يسأل المسلمون عن أحكامها فيجيبهم عنها وقد حفلت موسوعات الفقه والحديث بالكثير من أجوبته وإليها يستند فقهاء الإمامية فيما يفتون به من الأحكام ومن الجدير بالذكر أن الشيخ الصدوق نضر الله مثواه قد احتفظ بالقسم الكثير من تلك الفتاوى المكتوبة أجوبتها بخطه الشريف.

٢ - زهده:

أما أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فقد تشابهت سيرتهم في جميع مجالاتها الفكرية والعملية والتي منها (الزهد في الدنيا) والرفض الكامل لجميع لذائذها ومباهجها فلا تكاد تقرأ سيرة أحد منهم إلا وتجد البارز فيها الإعراض عن الدنيا فقد طلق سيد العترة وباب مدينة علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الدنيا ثلاث مرات لا رجعة له فيها وعلى هذا المنهج المشرق سار أبناؤه وأحفاده الأئمة الطيبون الطاهرون وقد أثرت جمهرة من أحاديث الأئمة الطاهرين في زهد الإمام المنتظر (عليه السلام) قبل أن يولد وهذه بعضها:

١ - روى معمر بن خلد عن الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: "وما لباس القائم (عليه السلام) إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب)(6).

٢ - روى أبو بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "ما تستعجلون بخروج القائم فوالله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الشعير الجشب (7).

٣ - روى كل من علي بن أبي حمزة ووهب عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال بحق الإمام المنتظر (عليه السلام): (ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب)(8).

ومن المحقق أن هذه سيرته في جميع مجالات حياته ولو لم يكن سلوكه بهذا النحو المشرق لما اختاره الله تعالى للقيام بأعظم دور إصلاحي في جميع فترات التاريخ، فهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً وينقذ الإنسانية من غطرسة الحاكمين، ويوزع خيرات الله على جميع البؤساء والمحرومين.

٣ - صبره:

وظاهرة أخرى من نزعات الإمام المنتظر (عليه السلام) وصفاته النفسية الصبر وهو من أعظم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) محنة وأشدهم بلاء فهو يرى في هذه الفترات الطويلة من الزمن الأحداث الجسام التي داهمت العالم الإسلامي ومزقت أشلاءه ووقعت الأمة بجميع شرائحها صريعة بأيدي المستعمرين والكافرين فأشاعوا فيها الباطل والجور وعطلوا أحكام الله وحدوده ونهبوا ثروات الأمة وتحكموا في قضاياها ومصيرها وكل هذه الأحداث بمرأى من الإمام ومسمع وقد نخر الحزن قلبه فإنه بحكم قيادته الروحية والزمنية وأبوته العامة لهذه الأمة يتحرق ألما على جميع ما يحل بها من الخطوب والنكبات وقد خلد (عليه السلام) إلى الصبر وفوض جميع أموره وشؤونه إلى الله تعالى فبيده مقاليد الأمور وهو الحاكم المطلق في عباده، وليس لغيره أي حكم أو رأي.

٤ - عبادته:

والشيء المحقق أن عبادة الإمام المنتظر (عليه السلام) كعبادة آبائه الأئمة الطاهرين الذين وهبوا حياتهم لله تعالى وسرى حبه في أعماق قلوبهم ودخائل نفوسهم وقد قطعوا معظم حياتهم صائمين في نهارهم قائمين في لياليهم قد أحيوها بالصلاة والدعاء والابتهال إلى الله تعالى وقد نقل الرواة جمهرة من أدعيته الشريفة التي كان يدعو في بعضها في قنوته بصلاته، وبعضها في غيرها وهي تنم عن مدى تعلقه بالله تعالى وانقطاعه إليه وفيما يلي:

بعض تلك الأدعية:

دعاؤه في قنوت صلاته:

كان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء الشريف في قنوت صلاته وهذا نصه:

"اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير يا ماجد يا جواد يا ذا الجلال والإكرام يا ذا البطش الشديد يا فعال لما يريد يا ذا القوة المتين يا رؤوف يا رحيم يا حي حين لا حي أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم الذي استأثرت به في علم الغيب عندك ولم يطلع عليه أحد من خلقك وأسألك باسمك الذي تصور به خلقك في الأرحام كيف تشاء وبه تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق والعظام وأسألك باسمك الذي ألفت به بين قلوب أوليائك وألفت بين الثلج والنار لا هذا يذيب هذا ولا هذا يطفئ هذا.

وأسألك باسمك الذي كونت به طعم المياه وأسألك باسمك الذي أجريت به الماء في عروق النبات بين أطباق الثرى وسقت الماء إلى عروق الأشجار بين الصخرة الصماء وأسألك باسمك الذي كونت به طعم الثمار وألوانها وأسألك باسمك الذي به تبدي وتعيد وأسألك باسمك الفرد الواحد والمتفرد بالوحدانية المتوحد بالصمدانية وأسألك باسمك الذي فجرت به الماء في الصخرة الصماء وسقته من حيث شئت باسمك الذي خلقت به خلقك ورزقتهم كيف شئت وكيف تشاء.

يا من لا تغيره الأيام والليالي أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك فأنجيته ومن معه وأهلكت قومه وأدعوك بما دعاك به إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته وجعلت النار عليه بردا وسلاما وأدعو بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففلقت له البحر فأنجيته وبني إسرائيل، وأغرقت فرعون وقومه في اليم، وأدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك فنجيته من أعدائك وإليك رفعته وأدعوك بما دعاك به حبيبك وصفيك ونبيك محمد (صلى الله عليه وآله) فاستجبت له ومن الأحزاب نجيته وعلى أعدائك نصرته وأسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت.

يا من له الخلق والأمر يا من أحاط بكل شيء علما يا من أحصى كل شيء عددا يا من لا تغيره الأيام والليالي ولا تتشابه عليه الأصوات ولا تخفى عليه اللغات ولا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد خيرتك من خلقك فصل عليهم بأفضل صلواتك وصلى على جميع النبيين والمرسلين الذين بلغوا عنك الهدى وعقدوا لك المواثيق بالطاعة وصل على عبادك الصالحين يا من لا يخلف الميعاد انجز لي ما وعدتني واجمع لي أصحابي وصبرهم وانصرني على أعدائك وأعداء رسولك ولا تخيب دعائي فإني عبدك وابن أمتك أسير بين يديك سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام وتفضلت به علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجز لي ما وعدتني إنك أنت الصادق ولا تخلف الميعاد وأنت على كل شيء قدير...(9)

وحكى هذا الدعاء الشريف مدى القدرات الهائلة لله تعالى خالق الكون وواهب الحياة فهو المكون والمبدع لجميع ما في الكون من مخلوقات كما حكى دعاء الإمام (عليه السلام) طلبه للنصر من الله على أعدائه وأعداء رسوله وأن يجمع له أصحابه ليقوم بإحياء الدين وإعلاء كلمة التوحيد.

دعاء آخر له في القنوت:

وكان الإمام (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء الشريف في قنوت بعض صلواته وهو:

"اللهم صل على محمد وآل محمد وأكرم أوليائك بإنجاز وعدك وبلغهم درك ما يأملونه من نصرك واكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك وتمرد بمنعك على ركوب مخالفتك واستعان برفدك على فل حدك وقصد لكيدك بك وأوسعته حلما لتأخذه على جهرة وتستأصله على غرة فإنك اللهم قلت وقولك الحق (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)(10) وقلت (فلما آسفونا انتقمنا منهم)(11) وإن الغاية عندنا قد تناهت وإنا لغضبك غاضبون وإنا على نصر الحق متعاصبون وإلى ورود أمرك مشتاقون ولإنجاز وعدك مرتقبون ولحلول وعيدك بأعدائك متوقعون، اللهم فأذن بذلك وافتح طرقاته وسهل خروجه ووطئ مسالكه واشرع شرائعه وأيد جنوده وأعوانه وبادر بأسك القوم الظالمين واسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين وخذ بالثأر إنك جواد(12) وأعلن الإمام (عليه السلام) في هذا الدعاء الشريف عن شوقه العارم إلى الظهور ليقيم معالم الدين ويحيي سنة جده سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) وينتقم من أعداء الإسلام وأعداء التوحيد.

٥ - شجاعته:

أما الإمام المنتظر (عليه السلام) فهو من أشجع الناس ومن أربطهم جأشا وأقواهم عزيمة فهو كجده رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوة بأسه وشجاعته لقد قاوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوى الشرك وحطم ركائز الجهل والبغي وأعلن حقوق الإنسان وكرامته وحقه في الحياة وقد قابل (صلى الله عليه وآله) ذئاب الشرك وضروس الكفر الذين جهدوا على أن يلغوا لواء الإسلام ويقبروا الدين في مهده إلا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) سحق رؤوسهم ومزق جنودهم ورفع كلمة الله عالية في الأرض وبنفس هذا الدور المشرق يقوم سبطه وخليفته الإمام المنتظر (عليه السلام) فيسقي الظالمين والمتجبرين كأساً مصبرةً ويعيد للإسلام كرامته ومجده بحزم ثابت لا يعرف الوهن ولا يخضع لأي عامل من عوامل الضعف والخوف.

٦ - صلابته في الحق:

الإمام المنتظر (عليه السلام) من أصلب المدافعين عن الحق ومن أكثرهم تفانياً واندفاعاً لنصرة المظلومين والمضطهدين لا تأخذه في إقامة الحق لومة لائم شأنه شأن الأئمة المطهرين الذين ناصروا الحق وقاوموا الباطل وقدموا أرواحهم قرابين للعدل الاجتماعي بين الناس.

وإذا أشرقت الدنيا بظهور قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) وسعدت الإنسانية بخروجه فإنه سلام الله عليه يقيم الحق بجميع رحابه ومفاهيمه ولا يدع ظلا للغبن والظلم إلا حطمه وقضى عليه.

٧ - سخاؤه:

أما الإمام المنتظر (عليه السلام) فهو من أندى الناس يداً ومن أكثرهم جوداً وأعظمهم سخاءً ويجمع الرواة أنه في أيام دولته وحكومته يوزع خيرات الله على جميع الفقراء بحيث لا يبقى فقير أو محتاج على وجه الأرض وحتى لا يجد من وجبت عليه الزكاة فقيراً يعطيها له ولنستمع إلى بعض ما أثر عن كرمه من الأحاديث:

١ - روى أبو سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في قصة الإمام المهدي (عليه السلام) أنه قال: (فيجيء الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله)(13).

٢ - روى ابن عساكر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثياً(14).

٣ - روى جابر قال: "أقبل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: رحمك الله اقبض هذه الخمس مئة درهم فضعها في مواضعها فإنها زكاة أموالي، فقال له أبو جعفر :

بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن البر منهم والفاجر فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله فإنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وسائر الكتب من غار بـ (أنطاكية) فيحكم بأهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل الفرقان بالفرقان وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس:

تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله (فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله)(15).

إلى غير ذلك من الأخبار التي أعلنت أنه (سلام الله عليه) بحر من المكارم والجود وأنه يبر بخلق الله ويحسن إليهم وينقذهم من العرى والجوع والحرمان ويشيع فيهم الغنى والأمن والاستقرار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غيبة النعماني.

(2) عقد الدرر.

(3) عقد الدرر (ص ١٠٩).

(4) كمال الدين.

(5) البحار وغيره.

(6) غيبة النعماني.

(7) غبية الشيخ الطوسي.

(8) غيبة النعماني.

(9) مهج الدعوات (ص ٨٤ – ٨٦).

(10) سورة يونس آية ٢٤.

(11) سورة الزخرف آية ٥٥.

(12) مهج الدعوات (ص ٨٤).

(13) مصابيح السنة منتخب كنز العمال (٦ / ٢٩) ينابيع المودة (ص ٤٣١).

(14) تاريخ ابن عساكر ١ / ١٨٦ منتخب كنز العمال ٦ / ٣ إسعاف الراغبين.

(15) كمال الدين والبحار.

الأحد, 22 كانون1/ديسمبر 2024 21:45

دفع الشَّرِّ بالخير منهج إسلامي أخلاقي

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ دَفَعَ الشَّرَّ بِالْخَيرِ غَلَبَ، ومَنْ دَفَعَ الْخَيرَ بِالسُّوءِ غُلِبَ".
 
معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع)، تُرسي لنا منهجاً إسلامياً عظيماً في التعامل مع الآخرين والردَ على شرورهم ومكافئتهم على الخير حين يصدر منهم، وهذا منهج يمتاز به الإنسان الأخلاقي عن الإنسان الغير أخلاقي في تعامله مع الآخرين، فإذا كان سيِّءُ الأخلاق يدفع الشرَّ بالشَّرِّ، انتقاماً لنفسه، ويدفع الخيرَ بالسُّوء، جحوداً للخير والفضل، فإن الشخص الأخلاقي يعامل الآخرين بأخلاقه، ولا يعاملهم بمثل ما عاملوه به، وإلا صار مِثلهم، وانتفت ميزته التي تميِّزه عنهم.
 
الإنسان الأخلاقي تضبطه أخلاقه ويتعامل مع الناس على أساسها، والأخلاق لا تَشُعُّ وتتجوهر إلا في الخصومات والنزاعات والمعاملات، والإنسان الأخلاقي يعترف بالفضل ويشكره، ويمتدح صاحبه ولو كان خصماً له، ويدفع الشرَّ بالخير لأنه قد انتزع الشَّرَّ من نفسه، ولأنه يريد أن يُصلِح الشِّرير ويستنقذه من شَرِّه، ولهذا خاطب الله تعالى رسوله الأكرم (ص) وخاطب من خلاله كل الدُّعاة إليه بل كل مؤمن أن يدفع الإساءة بالحَسَنة، والشَّرَّ بالخير، ونَبَّه إلى أن دفع السَّيِّئة بالسَّيِّئة من هَمَزات الشيطان وقِيَمِه، ومن يستمع إلى الشيطان ويستجيب له ويعمل بقِيَمه، فهو مخذول مغلوب واقعاً، ولو كانت الغَلَبة له ظاهراً، فقال سبحانه: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴿96﴾ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿97﴾ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴿98/ المؤمنون﴾. 
 
وقال سبحانه: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿34﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿35﴾ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿36/ فُصِّلَت﴾.

 إن الحَسَنة لا تتساوى مع السَّيِّئة بحال من الأحوال في حكم العقل السليم والفطرة الصافية، والله يحبُّ الحَسَنَة ويكره السَّيِّئة، ويريد للمؤمن أن يكون حَسناً في أخلاقه، وحَسَناً في تعاملاته، وحَسَناً في ردود أفعاله، وحَسَناً في انفعالاته، كما يريد منه أن يُصلِح الآخر ويجتذبه، ويحوِّله من عَدُوٍ إلى وَلِيٍ حميم، ولا شكَّ في أن هذا النحو من التعامل يحتاج إلى صبر ووعي، وتهذيب للنفس، ومهارة الإمساك بنوازعها وغرائزها، والسيطرة على انفعالاتها، ولَمّا كان الشيطان لا يفتأ ينزغ الإنسان ويوَسوِس له فإن الاستعاذة بالله منه تقي من الاستجابة له، وتقي من القيام بردود أفعال غير أخلاقية تدوس على القيم لمصلحة الانتقام للذات، والاستجابة للهوى.    
 
إن دفع الشَّرِّ بالخير منهج إسلامي أخلاقي في التعامل مع هفوات الآخرين وزلاتهم وسقطاتهم ومواقفهم المتسرِّعة، وبه تكون الغَلَبة الأخلاقية والمعنوية، فإذا واجهك شخص بالعدوان أو الإساءة، وردَدْت عليه بالإحسان، فإنك تكسب احترامه أو على الأقل تُخمِد سَعير وسُعار شَرِّه، رد فعلك الطيب هذا يخلق أثراً إيجابياً في نفسه ويشجعه على تحسين سلوكه.

ودفع الخير بالسُّوء يعني مقابلة الإحسان بالإساءة، والمغلوب هنا ليس بالضرورة من منظور القوة، ولكن من منظور القيم والمبادئ الأخلاقية، فمن يرُدُّ بالإساءة على الإحسان يخسر احترام الناس ومكانته الأخلاقية، بل يخسر نفسه وأخلاقه، ويعيش في حالة سلبية ويمتلئ بالحقد والأنانية.
 
والشخص الذي يتحلّى بفضيلة العفو والصَّفح هو الغالب لأنه يتمتع براحة نفسية ويُنظرُ إليه باحترام، الغلبة هنا ليست بالقوة الجسدية أو المادية، بل بالهيمنة الأخلاقية والروحية التي تُكسِب الإنسان السكينة وتحفظ له مكانته.

انه جاء ذلك في بيان رسمي لمتحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، حيث أكد أن العملية تمت بالتزامن مع بدء الهجوم العدواني على اليمن مساء الأمس.

 

ونفذت القوات المسلحة العملية النوعية باستخدام 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة، وقد أسفرت العملية عن إسقاط طائرة "إف 18" أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيّرات والصواريخ اليمنية.

 

وأشارت القوات إلى أن معظم الطائرات الحربية المعادية غادرت الأجواء اليمنية إلى المياه الدولية في البحر الأحمر للدفاع عن حاملة الطائرات أثناء استهدافها.

 

وأفادت القوات المسلحة بأن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" انسحبت بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر، وذلك بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجو المسيّر.

 

وأكدت القوات المسلحة نجاحها في التصدي للعدوان الأمريكي البريطاني وإفشاله، مجددة التأكيد على استعدادها للتصدي لأي حماقة أمريكية بريطانية إسرائيلية خلال الفترة المقبلة.

 

كما حذرت العدو الإسرائيلي والأمريكي من العدوان على اليمن، مشددة على حقها الكامل في الدفاع عن البلاد.

 

وجددت القوات المسلحة التأكيد على استمرارها في إسناد الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، مشددة على ثبات موقف اليمن في دعم المقاومة الفلسطينية.

يجب على المرأة المسلمة أن تجعل السیدة الزهراء(سلام الله عليها) أسوة وقدوة لها في حياتها لكي تترقى وتكون في مقامها الانساني العظيم، ولابدّ عليها أن تعرف منزلتها ومكانتها الانسانية والإلهية في الإقتداء والتأسي ببنت رسول الله(ص).

وللقدوة في حياة الإنسان رجلاً كان أم إمرأةً أهمية كبرى ولهذا  يفترض حسن اختيار الشخصية التي سترتسم له مثالاً أعلى يقتدي به ونموذجاً يستلهم من سيرته الدروس والعبر..

وبخصوص القدوة في حياة المرأة المسلمة على وجه التحديد يمكن الحديث عن النساء العظيمات اللواتي تركن نماذج خالدة في تاريخ الإسلام وعلى رأسهن سيدة نساء المسلمين بل "سيدة نساء العالمين" بما يستبطنه هذا اللقب من معاني العظمة والسمو الكافية لتجسيد الصورة الحقيقية للقدوة في حياة المرأة اليوم خصوصاً في ظل ما يشهده واقعها من تشويه وابتذال للقيمة الأنثوية التي تمتلكها واعتبارها كمقياس للتفاضل والتمايز على حساب المعايير المعنوية والروحية التي تضمن للمرأة المحافظة على الصورة الإنسانية في ظهورها العام والتي تؤهلها للقيام بأسمى الأدوار في المجتمع..

لذلك يجب على المرأة المسلمة ان تجعل الزهراء- سلام الله عليها- أسوة وقدوة لها في حياتها، لكي تترقى وتكون في مقامها الانساني العظيم، ولابد عليها أن تعرف منزلتها ومكانتها الانسانية والإلهية في الإقتداء والتأسي ببنت رسول الله(ص)، فكانت الزهراء(ع) في كل جوانب الحياة القدوة المثلى والنموذج الراقي للمرأة المسلمة، كيف لا، وهي من بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني، وجسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى، فكانت نعم القدوة ونعم الأسوة للمرأة المسلمة، ونعم الشاهدة على أن الله سبحانه وتعالى قد فتح للمرأة آفاق ومعارج الكمال الإنساني والإيماني وشرفها وأعلى من شأنها بالقيم والأخلاق والمبادئ العظيمة، هذه الشخصية العظيمة التي يعتبر الحديث عنها صورة حية للقيم والمبادئ والأخلاق والآداب والمثل العليا التي مثلتها وحملتها وعاشت بها.

 ولذلك كانت وستبقى أنموذجاً حياً لنساء العصر المسلمات اللآتي عرفنّ أن الله هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين بهنّ وأعلم بما يصلحهنّ ويحافظ على سترهنّ وكرامتهنّ ومنزلتهنّ التي شرفهنّ الله بها، إن حياة الزهراء البتول حياة فريدة ومليئة بالدروس التربوية للأمة الإسلامية عامة والمرأة المسلمة خاصة، ونحن هي في أمس الحاجة للتمسك بها والسير على نهجها وخطاها في واقع حياتنا قولاً وفعلاً، لا سيما العدوان الأمريكي الصهيو سعودي الغاشم والحصار الخانق، وحربهم الناعمة الممنهجة على المرأة اليمنية بالذات لمسخنا عن هويتنا الإيمانية وقداوتنا من نساء العالمين خاصة بنت الرسالة الخاتمة فاطمة الزهراء، لأنهم يعلمون بأنه إذا صلحت صلح المجتمع اليمني بأكمله أو العكس.

لذلك كانت المرأة أول المستهدفات عبر حربهم العسكرية بصواريخهم وطائراتهم وأسلحتهم الفتاكة فقتلوها وهدموا البيوت عليها، قتلوها في كل الأماكن حتى في صالات الأعراس والعزاء، أرادوا كسرها ليكون المجتمع لقمة سائغة لإحتلاله، ولكنها خرجت من تحت الركام والأشلاء ونفضت كل أحزانها ووقفت صامدة بكل شموخ وعنفوان تدفع لزوجها وأبنائها لميادين القتال، وتنفق مالها ومجوهراتها وكل ما تجود به، فما كان منهم  إلا أن يحاولوا استهدافها  عبر حربهم الناعمة لإفسادها فتارة باسم الحرية وأخرى باسم المساواة بالرجل وتارة باسم التحضر ومواكبة العصر، فأرادوا نزع حجابها واختاروا لها من القدوات الغربيات شرارهّن ليجعلوها  لاهثة وراء دور الأزياء وعمليات التجميل واقتناء كل ما يخل بدينها وعفتها وطهارتها.

ولكن المرأة اليمنية فشلت كل مخططاتهم، وتصدت لهجماتهم الشرسة بقوة إيمانها وتمسكها بقدواتها، ولهذا هي تحتفي في كل عام بيوم مولد الزهراء(س) الذي حدده الإمام الخميني -رحمة الله عليه- يوما عالميا للمرأة المسلمة ، لأن السيدة الزهراء قدوتها وعلى خطى سيرتها تسير وتقتفي أثرها كإمرأة مسلمة في مجتمعها وبيتها، الأمر الذي من شأنه حطِّم مكائد العدوان وأفشل مخططاتهم في حربهم الناعمة التي اتخذوها وسيلة للنيل منها، فطوبى للمرأة اليمنيّة التي سلكت سبيل الزهراء وسجلت أروع صور الصمود في مواجهة العدوان، وجسّدت عفتها وعفافها قولاً وفعلاً، واستمدت صبرها وصمودها من مواقف ومآثر الزهراء- عليها السلام، فكان طوق نجاتها  في الدنيا والآخرة.

في سورة الكوثر المباركة، قد منّ الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم (ص) على أنه أعطاه "الكوثر" ليوحي له بأن من يجرح مشاعره بلسانه هو عقيم.

وتزوج النبي الأكرم (ص) من السيدة خديجة (س) عندما بلغ ثلاثة عقود من العمر، وكانت ثمرة هذا الزواج أولاد عدة ومن هؤلاء الأبناء السيدة فاطمة الزهراء (س) التي كان مولدها المبارك في السنة الخامسة من البعثة النبوية الشريفة.

وخلال السنة الرابعة والخامسة من البعثة النبوية الشريفة عندما أعلن النبي (ص) عن الدعوة اشتدت حرب قريش على النبي (ص)، وبعد أن توفي أبناء النبي ومحمد (ص)، قاسم وعبد الله، فرح الأعداء وقالوا أنه لم يعد له ذرية".

كما أن "عاصم بن وائل السهمي"، الذي كان أحد المستهزئين بـ رسول الله (ص)، وكان يستغلّ كل فرصة ليضطهد المسلمين، كان يتخذ من وفاة أبناء الرسول (ص) ذريعة ليطلق عليه لقب "الأبتر".

إن العرب کانون لايهتمون بالفتيات ولا يعتبرون أبناءهنّ جزءا من جيلهم. وسرعان ما انتشر هذا الاستهزاء والتباهي لـ"عاص بن وائل سمهی" بحیث أدّى إلى حزن النبي(ص) وكان له أثر سلبي على معنويات المسلمين.

وفي هذا الوقت قام القرآن الكريم بمواساة النبي (ص) ومواجهة دعاية قريش الشريرة، ونزلت لهذا الغرض سورة الكوثر المباركة وفي هذه السورة منّ الله تعالى على رسول الله (ص) و أعطاه "الكوثر" تشجيعاً له وإبلاغه بأن من يؤذيه هو الأبتر.

إِنَّا أعطيناك الكوثر

فصلِّ لرَبِّكَ وَانْحرْ

إِنَّ شَانّيَكَ هوَ الْابْتَرُ

يقول الفخر الرازي مفسر القرآن الكريم الكبير في تفسير هذه السورة: "معنى السورة هو أن الله يهب للنبي (ص) نسلاً يبقى على مرّ الدهر، فأنظر كم قُتل من أهل بيته (ع)، والدنيا مملوءة بذرية رسول الله (ص) ولا يعدله أحد من بني أمية في هذا الشأن، وانظر أيضاً كيف من سلالة النبي (ص) علماء كبار مثل الإمام الباقر (ع) والإمام الصادق (ع) والإمام الكاظم (ع) والإمام الرضا (ع).

والولد الذي استمر به نسل رسول الله (ص) هو السيدة فاطمة الزهراء (س) وبعد زواجها من الإمام علي بن أبي طالب (ع) أنجبت هذه الفتاة العزيزة أولاداً مثل الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما سيدا شباب أهل الجنة. لكن ابنة رسول الله (ص) كانت قصيرة العمر، وقد لحقت بأبيها الكريم في السنة الحادية عشرة للهجرة، بعد وفاة النبي (ص) بثلاثة أشهر أو ستة أشهر.

استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، جمعاً غفيراً من مداحي أهل بيت (ع).

هذا اللقاء، على غرار الأعوام الماضية، يعقد ابتهاجا بحلول ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين (سلام الله عليها) فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذي يتزامن أيضا مع ذكرى ولادة مؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران الإمام السيد روح الله الخميني (رض).

وخلال هذا اللقاء قال قائد الثورة الإسلامية: برنامج أمريكا للسيطرة على الدول يعتمد على أحد أمرين: إما خلق الاستبداد أو نشر الفوضى والاضطراب. في سوريا أوجدوا الفوضى، وهم الآن يظنون أنهم حققوا انتصارًا.

وأضاف، أحد العناصر الأمريكية يقول بشكل مبطن: "كل من يثير الفوضى في إيران سنقدم له الدعم" الحمقى ظنوا أنهم سيحصلون على شيء عظيم. الشعب الإيراني سيسحق تحت أقدامه أي شخص يقبل العمالة لأمريكا في هذا المجال.

كما قال سماحته، يقولون مرارا إن الجمهورية الإسلامية فقدت قواها الوكيلة في المنطقة! هذا أيضًا خطأ آخر! الجمهورية الإسلامية ليس لديها قوى بالوكالة. اليمن يقاتل لأنه مؤمن، وحزب الله يقاتل لأن قوته الإيمانية تدفعه إلى الساحة، وحماس والجهاد يقاتلان لأن عقيدتهما تدفعهما نحو ذلك. هؤلاء لا ينوبون عنا. إذا أردنا يوما ما أن نتخذ إجراءً، فلن نحتاج إلى قوى بالوكالة.

وحول التطورات في سوريا، أضاف قائد الثورة: أتوقع أن يشهد المستقبل ظهور مجموعة شريفة وقوية في سوريا أيضًا.

وتابع، الشاب السوري ليس لديه ما يخسره. جامعته غير آمنة، مدرسته غير آمنة، منزله غير آمن، شارعه غير آمن، حياته كلها غير آمنة. ماذا يفعل؟ يجب أن يقف بقوة وإرادة أمام أولئك الذين خططوا لهذه الفوضى وأولئك الذين نفذوها، وبإذن الله سيتغلب عليهم. مستقبل المنطقة سيكون، بفضل الله، أفضل من حاضرها.

وأشار قائد الثورة الاسلامية الى جهود الأعداء في خلق الخوف والتفرقة واليأس في المجتمع، مؤكدا على أن صفة أتباع الشيطان هي المبالغة والكذب، والحل هو تبيين الحقائق وتقديم المنطق المقبول في هذا الخصوص.

ولفت سماحته الى ان الكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق اهدافه بالقضاء على حركة حماس وحزب الله ، مؤكدا على ان شعوب المنطقة الحرة وبعون الله ستعمل على القضاء على هذا الكيان البشع وخلق غد أفضل للمنطقة.

وذكر مجددا ان مجموعة مثيرة للقلق وبمساعدة وتخطيط حكومات أجنبية، تمكنت من استغلال نقاط الضعف الداخلية في سورية وجر هذا البلد إلى الفوضى.

وعن المستجدات في المنطقة، تساءل قائد الثورة الاسلامية عن الانتصار الصهيوني المزعوم والمبالغ فيه ، قائلا:" أيها البائسون أين انتصرتم؟ هل يعتبر انتصارا قتل 40 ألف امرأة وطفل بالقنابل وبالمقابل فشل تحقيق ولو هدف واحد من أهدافكم المعلنة في بداية الحرب؟ هل دمرتم حماس وأطلقتم سراح أسراكم في غزة؟ هل تمكنتم من تدمير حزب الله اللبناني رغم استشهاد شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله؟ "

ورأى سماحته بأن المقاومة في المنطقة، بما فيها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، مازالت نشطة وآخذة بالتوسع ، مخاطبا الصهاينة انهم ليسوا منتصرين بل مهزومين.

وعزا سبب تقدم الصهاينة في سورية واحتلال اراضيها بهذه السهولة الى عدم وجود مقاومة هناك ولو حتى جندي واحد يواجههم، معتبرا هذا الامر ليس انتصارا للصهاينة مؤكدا على ان الشباب السوري الغيور والشجاع سيطردهم من هناك لاحقا.

وذكر سماحته ان هناك حقائق ملموسة ومجربة تؤكد صلابة وقوة المقاومة بعد مواجهة الازمات التي عصفت بها، كما حصل لحزب الله اللبناني الذي نهض من قلب التهديدات والانفلات الأمني في الثمانينات واصبح اكثر قوة واقتدارا، وهذا هو حال المقاومة اليوم ايضا.

واعتبر آية الله الخامنئي مثلث "الترهيب والتفرقة واليأس" هو من أهداف العدو المعادية للإسلام ، مشيرا الى ان خدعة الشيطان وعمله الرئيسي هو خلق الخوف والذعر، وعلى أهل الأدب والشعر والتفكير أن ينقلوا "الشجاعة والوعي والمقاومة" الى الناس بمنطق لطيف ومقبول عند الناس.

محمد علي الحوثي بأن "ما تفعله الولايات المتحدة ربما تكتيك حتى لا يزداد انهيار معنويات جنودها".

وتابع إن "القيادة المركزية الأميركية لن تفصح عن حقيقة سقوط الطائرة الحربية الأميركية".

وتأتي تصريحات الحوثي، بينما أعلنت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، اليوم الأحد، عن أن مقاتلة أميركية من طراز "إف 18" أسقطت، فوق البحر الأحمر بـ"نيران صديقة".

وذكر بيان القيادة الأميركية أن الحادث وقع خلال غارات جوية ضد منشآت في اليمن.

وأشار إلى أن طراد "يو إس إس غيتيسبورغ" في مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" فتح النار بالخطأ وأسقط مقاتلة "إف/إيه 18" أقلعت من الحاملة.

وأضاف أن الطيارين تمكنا من القفز بالمظلة والنجاة، وأن أحدهما أصيب بجروح.

ووقع يوم أمس، انفجار على خلفية غارتين معاديتين من الطيران الحربي الأميركي - البريطاني استهدفتا جبل عطان جنوبي العاصمة صنعاء".

وحضر المؤتمر وفد مؤسسة الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية والفنية الايرانية برئاسة "ابوالفضل كودئي"، وهو مساعد وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الايراني ايضا.

واجرى كوده ئي على هامش هذا المنتدى محادثات مع نائب رئيس وكالة التعاون التنموي الدولي الصيني تناولت موضوع زيادة التعاملات الاقتصادية وخاصة تنفيذ المشاريع في ايران بتمويل من صندوق جنوب _ جنوب والمبادرة الصينية للتنمية العالمية.

وخلال اللقاء تم الاعلان عن تنفيذ مشروعين في ايران وتم التوقيع على مذكرة التفاهم المشار اليها بين البلدين.

والقى كوده ئي كلمة امام المنتدى تطرقت الى تبيين مجالات التعاون الثنائي والمتعدد الاطراف بين دول المحيط الهندي والصين، وتضمنت عرض مقترحات للاستثمار المشترك والاهتمام باقتصاد البحر ومؤهلات الاقتصاد المائي والتكنولوجيات الجديدة من اجل الاستفادة بشكل افضل من التعاون ورفع مستوى العلاقات الاقليمية.

وشارك في هذا المنتدى مساعدي وزراء الاقتصاد في باكستان وبنغلادش وتايلاند ونائب رئيس بنك الاستثمار الآسيوي للبنى التحتية وقد عقد الوفد الايراني لقاءات ثنائية معهم للتباحث حول التعاون الثنائي ومتعدد الاطراف.