emamian

emamian

يشير الإفراج عن جزء من الارصدة الايرانية المجمدة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدخل الجولة الجديدة من مفاوضات الاتفاق النووي بخطوة حازمة وبشروط مسبقة من غير المرجح أن يتم تنفيذ أجزاء أخرى منها في الأيام المقبلة.

فلم تعد طهران تتعهد بالتزامات تطبقها على الارض مقابل وعود مؤجلة وقد تكون هذه العبارة خلاصة لمقاربة حكومة السيد إبراهيم رئيسي فيما يتعلق بالمفاوضات مع الغرب في اطار الاتفاق النووي .

لا نتفاوض تحت الضغط

قال الرئيس الايراني في 4 سبتمبر "إن العودة إلى المحادثات النووية على جدول أعمال حكومته ، لكن لا ينبغي إجراء هذه المحادثات تحت الضغط" ، مضيفًا "إننا لا نتطلع إلى مفاوضات من أجل المفاوضات ، نحن نتطلع إلى نتائج- المفاوضات الموجهة ". والنتيجة التي نبحث عنها هي رفع الحظر  ".

وكرر رئيسي هذا الموقف عدة مرات في أدبيات مختلفة ووجه رسالة إلى الغرب مفادها أن الباب لم يعد يدور على نفس المحور وأن المفاوضات مع إيران ستكون بشروط مسبقة .

الإفراج عن الارصدة، ثم المفاوضات

وعلى هذا الأساس قال وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان في مقابلة تلفزيونية مباشرة مساء السبت 2 أكتوبر / تشرين الأول ، أنه خلال زيارته الأخيرة لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كان الأميركيون يسعون باستمرار للتواصل وارسال الرسائل الى الجانب الايراني وفي إشارة إلى استعداد المسؤولين في ادارة بايدن للاتصال بالحكومة الايرانية  وقال : "إذا كان لدى الأميركيين نية حقيقية ، فسوف يفرجون عن بعض الأصول الإيرانية المجمدة ".

واكد وزير الخارجية الايراني إن "طهران ستعود إلى عملية التفاوض قريباً ، لكنها ستختبر على طاولة المفاوضات نوايا الطرف الاخر ، وسيكون الإجراء العملي الأميركي في هذا الصدد هو المعيار".

تاريخ العودة إلى طاولة المفاوضات

وكتب نائب وزير الخارجية الايراني علي باقري كني على تويتر يوم 3 نوفمبر / تشرين الثاني أن "محادثات فيينا الهادفة إلى رفع اجراءات الحظر الأميركية غير القانونية عن إيران ستبدأ يوم الاثنين 28 ديسمبر".

ومع ذلك ، اثار تصريح باقري التساؤل في الأذهان عما إذا كانت تصريحات أمير عبد اللهيان حول شرط إيران المسبق البالغ 10 مليارات دولار لدخول محادثات فيينا مجرد مبالغة لا أكثر ام علينا ان ننتظر حدثا جديدا من قبل الاميركيين في الأيام التي تسبق الثامن والعشرين من ديسبمبر .

الإفراج عن 3.5 مليار دولار

في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) ، كتب علي نادري ، الرئيس التنفيذي لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ، على حسابه على تويتر: "بعد أقل من 100 يوم من بداية الحكومة الثالثة عشرة ، أصبح أكثر من 3.5 مليار دولار من الارصدة الإيرانية المجمدة في أحد البلدان متاحة مؤخرًا وان جزءا كبيرا من هذه الارصدة تدخل تدريجيا في دورة النشاط التجاري في البلاد."

النبأ أكده ضمنيًا قمري وفا ، مدير العلاقات العامة بالبنك المركزي وكتب "اليوم ، تم تخصيص حوالي مليار دولار لاستيراد السلع الأساسية ، جزء من هذا المليار دولار تم تامينه من الموارد التي تم توفيرها مؤخرًا للبنك المركزي".

شيئًا فشيئًا ، يتم تحرير الارصدة

وكان آخر تأكيد لهذا الخبر من قبل المتحدث باسم وزارة الخارجية حيث اعلن خلال مؤتمره الصحفي يوم الاثنين أنه تم الإفراج عن 3.5 مليار دولار من ارصدة ايران المجمدة ، مضيفا انها "لم تكن من مصدر واحد فقط".

التفاوض النقدي

تشير الأنباء المذكورة أعلاه ، والتي ايدتها معظم المصادر الرسمية في البلاد ، إلى أن الجمهورية الإسلامية الايرانية قد دخلت الجولة الجديدة من مفاوضات الاتفاق النووي بخطوة حازمة وبشروط مسبقة وأنه ليس مستبعدا أن يتم تنفيذ أجزاء أخرى منها في الأيام المقبلة "فانعدام الثقة" الذي هو نتاج معاملة الأميركيين السيئة دفع الحكومة وعلى عكس ما كانت عليه الأمر في السنوات الثماني الماضية  الى التفاوض على مايجري ترجمته على الارض وليس على الوعود المؤجلة . فالأموال التي تم الإفراج عنها ، من أي دولة كانت قطعا تمت بإذن من الأميريكيين ، وهذا يعني أن الموقف الدبلوماسي للحكومة دفع الأميركيين خطوة إلى الوراء قبل الدخول في ساحة التفاوض.

 

الخميس, 18 تشرين2/نوفمبر 2021 05:27

الأردن والسلفية التكفيرية

موفق محادين 
حدث في الأردن، أن ترافق إلغاء كِتاب الفلسفة، وكِتاب تاريخ الحضارات القديمة في الشرق مع فرض كِتاب مدرسي لأهم مراجع الوهّابية في العالم.

الأردن، كما غيره، لم يولَد استجابة لمصالح برجوازية محلية، على غرار الدولة القومية في أوروبا ولا في سياق أيّ شروط موضوعية للدولة المعاصرة.
ما هو السرّ في أن قادةً ينتمون إلى السلفية التكفيرية المعروفة بالسلفية الجهادية، والذين تتراوح فتاويهم التكفيرية بين تكفير المجتمع وتكفير الحاكم، خرجوا من الأردن أو مروا فيه؟ ناهيك بالسلفيات الأخرى، التي وجدت بيئة ملائمة في الأردن، مثل السلفية الألبانية، نسبةً إلى الشيخ ناصر الدين الألباني، ومثل السلفية الإصلاحية، وكان من عناوينها السعوديان سلمان العودة وسفر الحوالي، وكذلك سلفية التوقف والتبيّن في الحكم على المسلمين.

سؤال مطروح للنقاش، كما سنرى، مع التذكير بعدد من الأسماء والظواهر التالية، والتي خرجت من الأردن وفلسطين:

1- صالح سرية، مؤسس تنظيم الكلية الفنية العسكرية في مصر عام 1974، وتمّ إعدامه.

2- سالم رحال: مؤسس تنظيم "الجهاد" في الإسكندرية عام 1976، ثم "جيش محمد".

3- عبد الله عزام: أحد مؤسسي تنظيم "القاعدة" ومنظّري "فكره" بين باكستان وأفغانستان، وكان مدرِّساً قبل ذلك في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، ثم في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وقُتل في بيشاور عام 1989.

4- خطّاب: عاش في الزرقاء، قبل أن ينتقل إلى الشيشان، حيث قُتل هناك عام 2002.

5- أبو محمد المقدسي، في أسمائه المتعددة (البرقاوي، العتيبي، والشركسي): عاش في الكويت، قبل أن يتنقّل بين الأردن وأفغانستان. واتُّهِم، تحت تأثير الفكر السروري القطبي، بتأسيس بيعة الإمام، واعتُقل في إثر ذلك عام 1995.

6- أبو مصعب الزرقاوي (أحمد فاضل الخلايلة – بني حسن): تأثّر بالبرقاوي، وتنقَّل بين الأردن وأفغانستان والعراق وكردستان العراق. وساهم في تأسيس تنظيم "التوحيد والجهاد"، ثم "الدولة الإسلامية" ("داعش")، وقُتِل عام 2006 في العراق.

7- أبو قتيبة الأردني (عبد المجيد المجالي): تنقَّل بين الأردن والسعودية وباكستان وأفغانستان.

8- أبو قتيبة الفلسطيني (عمر محمود عثمان).

9- أبو سياف (معان).

10- أبو محمد الطحاوي.

11- آخرون، مثل رائد خريسات (أبي عبد الرحمن الشامي)، ونضال عربيات وعزمي الجيوسي ومعمر الجغبير.

12- مؤسّسو تنظيم "حُرّاس الدين"، وذلك بحسب ما جاء في كتاب محمد أبو رمان وحسن أبو هنية ("تنظيم حُرّاس الدين")، كامتداد لتنظيم "القاعدة" في سوريا: 

- خالد العاروري (أبو القسام الأردني): قُتِل في إدلب عام 2020.

- اياد الطوباسي (أبو جلبيب الأردني): قُتِل في درعا عام 2018.

- بلال خريسات (أبو خديجة الأردني): قُتِل في إدلب عام 2019.

- ساري شهاب (خالد المهندس): قُتل في إدلب عام 2019.

جَذْر التكفير في الأردن اجتماعياً وفكرياً

يبدو أن البيئة الوهّابية لا تقتصر على جذورها النجدية والقَطَرية، فثمة ما يؤشر على أنها وجدت بيئة ما في الأردن. فماذا عن الأسباب الاجتماعية لها، وماذا عن سِماتها؟

من جهة أولى، نعرف أن المناهج خضعت لهذه الظاهرة في أكثر من بلد عربي وإسلامي، بعد انحسار المد القومي عام 1970، والانقلاب الساداتي الرجعي النفطي على الناصرية.

وحدث في الأردن، أن ترافق إلغاء كِتاب الفلسفة، وكِتاب تاريخ الحضارات القديمة في الشرق (بابل وسومر وآشور وأوغاريت وكنعان والبتراء والأهرام... إلخ)، مع فرض كِتاب مدرسي لأهم مراجع الوهّابية في العالم: أبي الأعلى المودودي.

وليس بلا معنى أن يستمر هذا التأثير حتى عام 2021، عندما سمعنا من البعض تحفُّظاً على مصطلح الفلسفة خلال لقاء جمع وزارة الثقافة والجمعية الفلسفية الأردنية. كما نعرف من ذاكرة الوطنيين الأوائل أن خبيراً ألمانياً شهيراً كان يصف الشيوعيين والقوميين بالكفّار.

من جهة ثانية، فإن الأردن، كما عدد من شظايا "سايكس – بيكو" والهويات الكيانية المختلَقة والمقتطَعة من لحم الأُمة، كان صورة أخرى من صور المجاميع الرملية الكيانية العربية وتعبيراتها السياسية والأيديولوجية والاجتماعية (الرمل، كما يقول أرنست رينان، لا يذوب ولا يندمج)، ويمكن تكديسه على شكل هويات وكيانات.

فالأردن، كما غيره، لم يولَد استجابة لمصالح برجوازية محلية، على غرار الدولة القومية البرجوازية في أوروبا (دولة وستفاليا)، ولا في سياق أيّ شروط موضوعية للدولة المعاصرة، وهي الدولة القومية المدنية، بل في سياقات خارجية، كما معظم البلدان العربية. ولم يتمكن، مثلها، من توفير الشروط المعاصرة لتحويل المجاميع الرملية ما قبل الرأسمالية (طوائف وعائلات وقبائل) إلى مجتمع مدني ضمن تشكيلات طبقية.

ومع التحفُّظ على القراءات الاستشراقية فيما يخص البنى الاجتماعية في الشرق، إلاّ أن المجتمعات التي تقطَّعت بها السبل بين حالة الطبيعة الأولى (ما قبل الدولة والمجتمع والهوية المدنية) و"حالة الحضارة" (الثورة الصناعية البرجوازية في أوروبا وأميركا، والثورة الاشتراكية في الصين وتعبيراتها: العقل النقدي الشكّاك، المواطَنة ضمن تشكيلات طبقية، العقد الاجتماعي الحديث)، توصَف من كل علماء الإثنولوجيا والاجتماع بمجتمعات الطفولة البشرية والمراهقة السياسية في التعاطي مع الشأن العام ومع الآخر، تبعيةً أو تكفيراً.

وغالباً ما تحتل استدعاءات ساذجة للموروث أهمية بالغة في المراهقة المذكورة المدجَّجة بالتأويلات والعيش في الماضي، ولاسيما في حالة الدفاع الجمعي وميكانيزماته في لحظات الأزمات والانحطاط، وتراجع الحركات الوطنية والقومية واليسارية الراديكالية، كما في المجتمعات التي لم تدخل الأزمنة الحديثة، اجتماعياً وثقافياً وفكرياً، بما في ذلك القدرة على إنتاج ذائقة متحضِّرة للفنون والآداب الرفيعة (فيروز وسيد درويش والنحات محمود مختار والأدباء الكبار، عربياً وعالمياً).

أما السِّمات المشتركة لمجاميع الطفولة الرملية والمراهقة الأيديولوجية والتأويلية المرتبطة بها، تبعيةً أو تكفيراً، فأبرزها:

1- ظاهرة الدهماء، الذين يُقادون من أشخاص مبرمَجين وفق أجندة سياسية، ولاسيما المقاربات المهمة لغوستاف لوبون في "سيكولوجيا الجماهير".

2- تلازُم ظاهرة النيكروفيليا (عشق الموتى) مع ظاهرة النوستالجيا (الحنين المفرط إلى الماضي).

3- غياب ثقافة الاختلاف والحوار، والتي تحتاج إلى مجتمعات مدنية متطورة، في مقابل ثقافة الكراهية والتكفير، والتي تزدهر في بيئات التخلُّف والنقص الاجتماعي والتطور الكولونيالي المشوَّه.

4- الانفصام، ولعله أكثر وضوحاً وحِدّةً ومرضاً لدى المتعصِّبين ومفاتيح الحملات المعروفة، وذلك باستدعاءات متناقضة من الموروث وتأويلاته، بحسب أجندة محدَّدة. فهم، من جهة، أقرب إلى ابن تيمية من غيره من سادة التأويلات، وهم، من جهة أخرى، على نقيضه عبر الاستخدام المفرط والعفوي، لما يعرف بالقياس الأرسطي الصُّوَري أو الشكلي الفاسد، لعدم احترامه الزمانَ والمكان والسياقات التاريخية الخاصة، وهو القياس الذي نهى عنه ابن تيمية نفسه.

ولو أخذنا إردوغان والموقف نفسه، كعيِّنة دراسية عشوائية، فهو أولاً تعبير عن حالة قياس صُوَري، وهو ثانياً صورة عن انفصام مريع. ولا يريدون أن يفكّروا، في لحظة واحدة، في أن هذا "البطل" يحتفظ بأكبر سفارة للعدو الصهيوني في بلاده، وبعشرين قاعدة عسكرية أميركية، فضلاً عن كون تركيا عضواً أصيلاً في الحلف الأطلسي والنظام الرأسمالي العالمي (الاقتصاد التركي اقتصاد رأسمالي، وليس اقتصاداً إسلامياً). وعندما يردّد زعماؤهم أن إردوغان ورث كل ذلك عن سابقيه، لا يقول هؤلاء الزعماء إن المؤسس الحقيقي، بين السابقين، للعلاقات بالعدو الصهيوني والحلف الأطلسي والبنك الدولي، هو عدنان مندريس، الأستاذ الأعظم لإردوغان.

كما ينسون لعبة القياس مع تشافيز المسيحي، والذي نسف سياسات سابقيه، ومنها إغلاق سفارة العدو الإسرائيلي في فنزويلا، وأكثر من قاعدة أميركية فيها، كما أوقف الاتفاقيات مع البنك الدولي، حجر الزاوية في الاقتصاد التركي.

يُشار أخيراً، إلى أن البيئة الوهابية وثقافتها المغرَمة بتركيا الإردوغانية، هما اللَّتان حظيتا مبكّراً بدعم الاستخبارات البريطانية في شركة الهند الشرقية ضد تركيا العثمانية، والتي جرى تكفيرها من الوهابية، وكادت تسقط إسطنبول تحت الضربات الوهابية لولا الجيوش المصرية، التي أرسلها محمد علي من أجل دكّ الدرعية، وإرسال رؤوس قادتها الوهابيين في سِلال من التمر إلى السلطان العثماني.

المصدر:المیادین


هو الامام الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام. وهو الامام الحادی عشر من أئمة أهل البیت علیهم السلام الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.

 


ولد الامام أبو محمد الحسن العسکری (ع) - کما علیه اکثر المؤرخین - فی الثامن من شهر ربیع الآخر سنة (232) للهجرة المشرفة فی المدینة المنورة. أطلق على الامامین علی بن محمد والحسن بن علی علیهم السلام (العسکریان) لان المحلة التی کان یسکنها هذان الامامان -فی سامراء- کانت تسمى عسکر.
نشأ الامام أبومحمد (ع) فی بیت الهدایة ومرکز الامامة الکبرى، ذلک البیت الرفیع الذی اذهب الله عن أهله الرجس وطهرهم تطهیرا.
وقد وصف الشبراوی هذا البیت الذی ترعرع فیه هذا الامام العظیم قائلا: "فلله درَ هذا البیت الشریف، والنسب الخضم المنیف، وناهیک به من فخار، وحسبک فیه من علوَ مقدار، فهم جمیعا فی کرم الارومة وطیب ... کأسنان المشط متعادلون، ولسهام المجد مقتسمون، فیاله من بیت عالی الرتبة سامی المحلة، فلقد طاول السماء عُلا ونُبلا وسما على الفرقدین منزلة ومحلا ... وکم اجتهد قوم فی خفض منارهم، والله یرفعه ورکبوا الصعب والذلول فی تشتیت شملهم والله یجمعه، وکم ضیَعوا من حقوقهم ما لایهمله الله ولا یضیعه.
صحب أباه اثنین وثلاثا وعشرین سنة وتلقَی خلالها میراث الامامة والنبوة فکان کآبائه الکرام علما وعملا وقیادة وجهادا وإصلاحا لامة جده محمد (ص).
وقد ظهر امر امامته فی عصر ابیه الهادی (ع) وتاکد لدی الخاصة من اصحاب الامام الهادی والعامة من المسلمین انه الامام المفترض الطاعة بعد ابیه علیهما السلام.
تولی مهامَ الامامة بعد أبیه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فیا مسؤولیاته الکبری فی أحرج الظروف وأصعب الایام علی اهل بیت الرسالة بعد أن عرف الحکام العباسیون - وهم احرص من غیرهم علی استمرار حکمهم - أن المهدی من اهل بیت رسول لله (ص) ومن ولد علی ومن ولد الحسین (علیهم السلام) فکانوا یترصدون أمره وینتظرون أیامه کغیرهم، لا لیسلَموا له مقالد الحکم بل لیقضوا علی آخر أمل للمستضعفین.
لقد کان الامام العسکری (ع) استاذ العلماء وقدوة العابدین وزعیم المعارضة السیاسیة والعقائدیة فی عصره، وکان یشار إلیه بالبنان وتهفو إلیه النفوس بالحب والولاء، کما کانت تهفو الی ابیه وجده اللذین عُرف کل منهما بابن الرضا (ع) کل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البیت علیهم السلام وملاحقتها لهم ولشیعتهم.
لقد کان الامام ابو محمد الحسن العسکری (ع) فی معالی اخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامیة فقد کان علی جانب عظیم من سمو الاخلاق یقابل الصدیق والعدو بمکارم اخلاقه ومعالی صفاته، وکانت هذه الظاهرة من ابرز مکوناته النفسیة ورثها عن آبائه وجده رسول الله (ص) الذی وسع الناس جمیعا بمکارم اخلاقة.
وکان الامام حسن العسکری علیه السلام - بالرغم من حراجة ظروفه السیاسیة - جادا فی الدفاع عن الشریعة ومحاربة البدع وهدایة المترددین والشاکین وجذبهم الی حضیرة الدین.
وعاصر الامام علیه السلام، مدة امامته القصیرة جدا کلا من الخلیفة المعتز والمهتدی والمعتمد العباسی ، ولاقی منهم أشد العنت والملاحقة والارهاب کما تعرض للاعتقال عدة مرات.
واغتیل الامام العسکری (ع) فی عصر الخلیفة المعتمد فدسَ له السمَ، وقضی نحبه صابرا شهیدا محتسبا، فی الثامن من ربیع الاول عام 260 للهجرة ، وعمره الشریف دون الثلاثین عاما، ودفن الامام العسکری علیه السلام الی جانب ابیه الامام الهادی علیه السلام فی سامراء. 

 

كشفت مصادر مصرية عن اجتماع عقده مدير إدارة المخابرات العامة السورية، حسام لوقا، مع رئيس المخابرات السعودية، خالد الحميدان في مصر، حيث انتشرت صور تجمع المسؤولين في اجتماع رسمي.

وجاء لقاء لوقا والحميدان على هامش "المنتدى العربي الاستخباراتي" في العاصمة المصرية القاهرة والذي وجرى افتتاحه في 9 نوفمبر، ويعد الأول من نوعه في المنطقة، بحسب ما وصفته وسائل إعلام مصرية.

وألقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كلمة خلال هذا المنتدى، وشارك به عدد من رؤساء أجهزة المخابرات العربية، حيث بحث المشاركون الكثير من الملفات في المنطقة والعالم.

ونشر موقع الرئاسة المصرية مقطع فيديو لكلمة السيسي، التي ألقاها عبر "الفيديو كونفرانس"، ووجهها لرؤساء أجهزة المنتدى العربي الاستخباري.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن عبد الفتاح السيسي أعرب عن" ترحيبه بالوفود المشاركة في "المنتدى العربي الاستخباري"، مثمنًا سيادته مجهوداتهم لإثراء أعمال المنتدى منذ تدشينه، باعتباره محفلا فريدا مـن نوعه في المنطقة، على نحو يعزز من التعاون العربي المشترك في المجالات الأمنية والمعلوماتية، وهو ما تجسد من خلال المبادرات التي أطلقهـا أعضاء المنتدى خلال الفترة الماضية للعمل الأمني المشترك، وتبادل التقييمات في إطار من الشفافية الكاملة حول مصادر التهديدات المحيطة بالمنطقة العربية".

وشدد الرئيس السيسي على "مبدأ المسؤولية المشتركة في مجابهة التحديات التي تواجه المنطقة، خاصة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، والتي تستدعي انتهاج مقاربات شاملة خلال التعامل مع الأزمات الإقليمية، من خلال التركيز على إنهاء التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة العربية، واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية ومؤسساتها، بما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها".

وأكد السيسي أن "مصر لم ولن تألوا أي جهد في مساعدة أشقائها على الوصول ببلادهم إلى بر الأمان، من خلال الحل السياسي الشامل الذي يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، وتفعيل إرادة الشعوب".

من جانبهم، وجه الحضور من رؤساء أجهزة المخابرات العربية الشكر للرئيس المصري على الرعاية المستمرة لأعمال "المنتدى العربي الاستخباري"، مشددين على "أهمية المنتدى كآلية قوية وداعمة للتعاون الاستخباراتي الوثيق بين الدول العربية الشقيقة، فضلا عن مساهمته في إرساء منظومة متكاملة ومحكمة لمكافحة الإرهاب تعتمد على تكامل الأدوار وتبادل الخبرات والتحديث والتطوير المستمر لآليات المواجهة في هذا الشأن، بما يساعد على صون الأمن القومي العربي وتحقيق الآمال المنشودة لشعوبها".

 

المصدر:العالم

السبت, 13 تشرين2/نوفمبر 2021 20:10

لماذا يصاب بعض الناس بضعف الإيمان؟


 
لكي نستطيع التعرُّف إلى أسباب الابتلاء بالذّنوب والوقوع بها، ينبغي التنبّه إلى أسباب هذه الذنوب، مع الإشارة إلى أنَّه يوجد العديد من الأسباب والعوامل سوف نقتصر على ذكر عاملين أساسين منها، هما:

1- ضعف الإيمان في النفس:
إنَّ أهمَّ سببٍ من أسباب الوقوع في المعاصي هو ضعف الرَّادع الدِّيني لدى الإنسان، أو ما يُسمَّى بـ "ضعف الإيمان". فالإيمان أمرٌ يقبل الزيادة والنقصان، والشدّة والضعف، فنحن نشاهد في مجتمعنا كثيراً من النَّاس يشكون من قسوة قلوبهم، ومن قلّة خشوعهم في صلاتهم، ونرى من سلوكيَّات بعضهم غلبةَ حرصهم على الدُّنيا ويأسهم وقنوطهم وحزنهم في الظُّروف والمصائب القاسية، بالإضافة إلى الأنانيَّة والغرور والتعصُّب، إلى غيرها من الأمراض المتعدِّدة، والتي ترجع إلى سببٍ واحدٍ وهو ضعفُ الإيمان، الذي يزدادُ ويشتدُّ عبر الطاعات وينقص ويضعف بالمعاصي، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾[1].
 
ولا شكّ أنّ هذا الضعف أو القوّة في الإيمان لا يولد مع الإنسان، ولا يُجبر عليه أحد، فهذا ينافي مبدأ الاختيار وعقيدة "أمر بين أمرين" التي تعني نفي الجبر والتفويض للنّاس، وإثبات اختيارية التكليف الذي تؤمن به مدرسة أهل البيت عليهم السلام. فمن خلال هذا البيان نفهم أنّ هناك أسباباً تؤدّي إلى ضعف الإيمان، بل إلى تلاشيه في بعض الأحيان، وكأنّه غير موجود.
 
فما هي تلك الأسباب التي قد تؤدّي إلى اضمحلال الإيمان والتي تجرّ الإنسان إلى الذنوب والمعاصي؟
 
من أبرز أسباب ضعف الإيمان:
- الجهل وعدم المعرفة، فهو من أعظم أسباب ضعف الإيمان.
- غلبةُ الهوى وطولُ الأمل، فغلبة الهوى تجعل الإنسان يميل إلى الشّهوات، وطول الأمل يُنسيه الآخرة ويجذِبُه إلى الدُّنيا.
- مصاحبة السفهاء والفجّار.
- ارتياد أماكن المعصية.
- ترك تعاهد القرآن، وعدم الذهاب إلى المساجد والأماكن المقدَّسة.
- ترك مجالسة العلماء وأهل العبادة.

2- سيطرة الشهوات والغرائز على الإنسان:
نقصد بها مجموعة الغرائز والقوى الموجودة في باطن الإنسان التي إن لم يعرفها ولم يسعَ إلى تعديلها فإنّها ستؤدّي به إلى الهلاك الحتمي، والوقوع في المعاصي. فينبغي عليه أوّلاً معرفتها والسعي في تعديلها، بمعنى إخراجها عن حدِّ الإفراط والتفريط، لأنّ عدم ذلك سيؤدّي إلى طغيانها وعدم استقرارها، وهذا ما سيدفع بالإنسان إلى ارتكاب المعاصي.
 
إنّ هذه القوى الباطنية المودعة في الإنسان قد تؤثّر سلباً أو إيجاباً على سلوكه وعلاقته بالله تعالى، فالله تعالى أوجد في الإنسان "قوّة العقل" وأعطاها جنوداً، وأوجد فيه "قوّة الجهل" أيضاً وأعطاها جنوداً.
 
فالإنسان في حركته التصاعدية العقلية قد يصل إلى درجة أعلى من درجة الملائكة إذا ابتعد عن الذَّنب بإرادته واختياره وتحكيمه لعقله وسيطرته على غرائزه، وقد يصل في حركته التنازلية من خلال اتّباعه للشهوات إلى درجةٍ يُصبح فيها كالأنعام، بل أضل سبيلاً، كما في قوله تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً﴾[2]، وما ذلك إلا لأنّه حكَّم هواه على عقله، واتَّبع غرائزه وشهواته النَّفسية.
  
هدى وبشرى، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

 

هل راتبك هو المصدر الوحيد لدخلك في الوقت الحالي؟ إذا كانت الإجابة هي نعم فإن الوقت قد حان لتطوير سياستك المالية الشخصية.

يقول الكاتب دييغو أورتيز في تقرير نشره موقع "إمبرنديندو إستورياس" (Emprendiendoh Istorias) الإسباني إن أغلبية النصائح المالية التي يقدمها الخبراء تركز على ادخار المزيد والتوقف عن الإنفاق بكثرة، إلا أن هذه النصائح وحدها لن تجعلك تحقق الاستقلال والرخاء المالي.

إن الادخار مسألة مهمة، ولكن النصيحة الأكثر أهمية هي التفكير في مصادر الدخل واستيعاب أهمية تنويع هذه المصادر.

وينصح الكاتب بضرورة التوقف عن الاعتماد على المرتب، ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تعثر على أنشطة أخرى، وأن تبذل مجهودا لإعادة برمجة دماغك، للانتقال من نمط الحياة الاستهلاكي إلى عقلية الاستثمار النشيط، وهذا يعني بكل بساطة تطوير عقلية استثمارية والإقدام في بعض الأحيان على المخاطرة من أجل الحصول على وسائل أخرى لكسب المال.

وإحدى الطرق الشائعة لجمع المال هي تقليل النفقات الشهرية والتحكم في الميزانية، ولكن هنالك خيار أفضل وهو القيام بالمزيد من العمل.

والأمر هنا لا يتعلق فقط بالحصول على مبالغ إضافية، بل يتعلق أساسا بإظهار قدرتك على تسويق نفسك وإظهار الشجاعة وروح المبادرة بشكل يتجاوز روتين متطلبات العمل التقليدي.

وهناك أيضا خيار آخر وهو عرض خدماتك أو مهاراتك على طرف ثالث أثناء أوقات فراغك، أو الحصول على وظيفة أخرى، أو إنشاء مشروع على شبكة الإنترنت يدر عليك بعض الأرباح.

أفضل طريقة للاستثمار هي تخصيص مبلغ مالي تكون مستعدا للمخاطرة به وخسارته (غيتي)

حان الوقت للمخاطرة

من المهم جدا أن تتعلم كيفية المخاطرة بعد أن اقتنعت بأهمية إيجاد مصادر متنوعة للدخل وقررت استثمار مالك وجهدك.

ويرى الكاتب أنك إذا لم تقم باستثمار بعض المال فإنه من الصعب عليك أن تحقق أهدافك، لذلك فإن أفضل طريقة هي تخصيص مبلغ مالي تكون مستعدا للمخاطرة به وخسارته.

وهناك العديد من الخيارات التي تساعدك على اتخاذ هذا القرار المالي، وهناك خبراء ومكاتب استشارات يشرحون لك حجم المخاطرة وحجم الربح المحتمل.

ومن أهم العوائق التي قد تواجهها خلال مغامرتك لتأمين مصدر دخل جديد مشكلة اللغة التي تعد مهمة جدا لكي تفهم مجال نشاطك الجديد وتتخذ القرارات الصحيحة بناء على ما تعرفه وليس ما يقوله الآخرون.

ومن المهم أن تفهم المصطلحات التقنية المعقدة التي يستخدمها المتخصصون في ذلك المجال الذي تستثمر فيه حتى تكون واعيا لكل ما يدور حولك، لذلك ينصح باستثمار بعض الجهد في تثقيف نفسك في مجال الاقتصاد والمحاسبة قبل أن تبدأ مغامرتك.

انتبه لهذه التفاصيل

كذلك ينصح بالانتباه إلى الرسوم والضرائب التي سيتوجب عليك دفعها خلال المعاملات والأنشطة التي تقوم بها، والحذر من المستشارين المزيفين الذين يسعون في الواقع لبيعك شيئا ما عوض تقديم النصح.

وفي هذا السياق، ينبه الكاتب إلى أنه يجب الابتعاد فورا عن المستشارين والخبراء الذين يجعلونك تشعر بأنك جاهل تماما ويحاولون أن يثبتوا لك أنك غير قادر بمفردك على اتخاذ أي قرار، لأنهم لن يمكنوك من اكتساب المعارف الضرورية لاتخاذ القرارات بنفسك، سواء تعلق الأمر بالأسهم أو بالسندات أو المشتقات المالية.

وعندما تصبح مستثمرا نشطا سوف تتغير نظرتك للعالم وتتطور أهدافك لتصبح إستراتيجية استثمارية متكاملة، حيث ستبدأ التفكير في خطوات مستقبلية طموحة، مثل العودة إلى مقاعد الدراسة الجامعية، أو شراء عقار ثان، أو التقاعد المبكر ومزاولة نشاط جديد مثل الكتابة.

وبعد كل هذه الأمور التي تثبت أهمية تنويع مصادر الدخل حان الوقت لتبدأ فورا في قراءة بعض الكتب حول الاستثمار، واستخدام بعض الأدوات المجانية المتاحة على شبكة الإنترنت، والتجريب بمبالغ مالية محدودة لاستكشاف هذا المجال.

المصدر : الصحافة الإسبانية

 

 

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مراسم التخريج لطلّاب جامعات الضباط التابعة للقّوات المسلّحة في جمهوريّة إيران الإسلاميّة 03/10/2021م

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولا سيّما بقية الله في الأرضين.

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع).

تُقام هذه المراسم[1] فيما لا يزال عطر الأربعين الحسيني ينفح عبيراً على القلوب والأرواح اليَقِظة. أتمنى أن نأخذ جميعنا دروساً في المدرسة الحسينية، وأتمنى أن تحصّلوا الدرجات، أيها الشباب في الجامعة الحسينية، كما حصّلتم الرّتب، بحمد لله، في جامعاتكم العسكرية.

أبارك لجميع خرّيجي جامعات الضباط في القوات المسلحة الذين يدخلون الدورة التنفيذية للقوات من اليوم، وكذلك لجميع الشباب الذين يحصلون على الرّتب العسكرية والذين يخطون الخطوة الأولى نحو دخول القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية.

وأبارك للشعب الإيراني أيضاً شبابَه المؤمنين والصالحين والشجعان وذوي العزم والبصيرة، والقادة الذين يربّونهم على هذا النحو وفي هذا الاتجاه وهذا الطريق.

أعزائي، إن افتخار قواتنا المسلحة هو أن القوات في بلدنا العزيز هي سياج قلعة مستحكمة للبلاد والشعب. كما قال أمير المؤمنين (ع): «فالجنود بإذن الله حصون الرعية» [2]. ولقد تحقق هذا في بلدنا بالمعنى الحقيقي للكلمة، واليوم صارت مؤسسات القوات المسلحة، الجيش و«حرس الثورة الإسلامية» وقوات الشرطة والتعبئة، بالمعنى الحقيقي للكلمة، درعاً دفاعياً أمام التهديدات الشديدة للأعداء الخارجيين والداخليين.

الخدمة العسكرية لمثل هذا الشعب هي افتخار. وأنتم الذين ارتديتم زي القوات المسلحة -التابعة لأيٍّ من المؤسسات والقوى- إنكم في الحقيقة مفتخَرون بأنكم أعددتم أنفسكم للدفاع عن الشعب الإيراني وعن الهوية الإسلامية والوطنية والثورية لهذا البلد وعن أمن البلد.

الأمن هو أهم قضية تجب مراعاتها عند النظر إلى القوات المسلحة. أمن أي بلد هو البنية التحتية الأساسية للفعاليات جميعاً نحو التقدم في هذا البلد. فالبنية التحتية لجميع الأنشطة الاقتصادية والعلمية والأنشطة المتعلقة بالصحة والسلامة، وتلك المتعلقة بالقضايا السياسية، وأنواع الخدمات كافة التي تُقدّمُ إلى البلاد والشعب، هي الأمن. إذا لم يكن هناك أمن في بلد ما، فسوف تختل كل هذه التقدّمات والأنشطة اللازمة والضرورية. لذلك، تفخر القوات المسلحة بتوفيرها هذه البنية التحتية الأساسية بعزمهم وإرادتهم وبأرواحهم. التفتوا إلى هذا، فكل خطوة تخطوها هي نحو هذا الهدف العظيم، وهذا عمل يقع في مرضاة الله وسرور أولياء الله.

هناك نقاط مهمة حول قضية الأمن هي أن أمن البلاد لا ينبغي أن يكون في قبضة الأجانب، هذه مسألة مهمة. اليوم، إنه أمر طبيعي لشعبنا وبلدنا أن يكون أمن البلاد في أيدي قواتها المسلحة وأبناء هذا البلد، لكن هذه ليست هي الحال في كل مكان من العالم، وحتى في الدول المتقدمة. لقد لاحظتم أنه في هذه السجالات الأخيرة بين أوروبا وأمريكا[3]، التي أعلن فيها الأوروبيون أن أمريكا طعنتهم في الظهر، فإن النقاش هو أن أوروبا بحاجة إلى توفير أمنها بقوتها الخاصة، بغض النظر عن «الناتو»[4] الذي تعدّ أمريكا المكوّن الرئيسي له، أي حتى الدول الأوروبية المتقدّمة أيضاً عندما يكون أمنها في قبضة قوة أجنبية أو مرتبطاً بها، حتى لو كان ظاهر تلك القوة الأجنبية لا يبدو معادياً لهم، أي في الظاهر كلهم من ضمن مجموعة واحدة، هم في الوقت نفسه يشعرون بالنقص. هذا هو الواقع، حقاً إنه كذلك: لديهم [شعور] بالنقص.

طبعاً، الدول الأقل تقدماً، التي تخضع جيوشها لسيطرة القوات المسلحة الأمريكية وأمثال أمريكا، هي بحثٌ آخر. إنه لافتخار عظيم لأي بلد أن يكون قادراً على توفير الأمن بقواته القاهرة والقادرة والمسيطرة. أما أولئك الذين يظنون أنهم يستطيعون توفير أمنهم بوَهم الاعتماد على الآخرين، وبالاعتماد على الآخرين، فليعلموا أنهم سيتلقون صفعةً من هذا قريباً.

من أفجع المصائب على دول العالم هي أن يتدخل الأجانب في مسائلهم الأمنية ويخططوا حربهم وسِلمَهم ويعطوهم التعليمات. هذه فاجعة كارثية على أي بلد، أن يصاب بمثل هذه الحالة. وقد لاحظتم، وقلنا اليوم إنه حتى الدول الأوروبية التي تتنفس تحت مظلة «الناتو» ترغب في التحرك باستقلالية.

بحمد اللّه، أثبتت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية قدرتها على توفير أمن البلاد في اختبارات صعبة ومهمة جداً، سواء أمن الحدود أو الأمن الداخلي. ومن الأمثلة المهمة والخالدة سنوات «الدفاع المقدس» الثماني، حين استطاعت قواتنا المسلحة أن تحفظ أمن البلاد باقتدار وافتخار وشموخ واعتزاز، وأن تُخرج القوات المحتلّة وتكبدهم الخسائر، وأن يخرجوا مرفوعي الرأس محققين [وصف] «حصون الرعية» بالمعنى الحقيقي للكلمة.

حسناً، ماذا يعني اقتدار القوات المسلحة؟ هذه نقطة مهمة. لا شكَّ أن اقتدار القوات المسلحة يعتمد على التدريب والمبادرات العملية والتقدّم في المجالات العلمية المختلفة والأدوات والانضباط التنظيمي، وهذه أمور ضرورية بحد ذاتها، والقوات المسلحة بحاجة إليها بالتأكيد، كما المجموعات الأخرى أو أكثر منها، ولكن هناك عامل مهم جداً هو الروحية والمعنوية والصلاح الديني والأخلاقي. هذه قضية مهمة للغاية وتلعب دوراً استثنائياً في اقتدار القوات. إذا لم يكن هذا العامل موجوداً في جيش ما، فلا يمكن لهذا الجيش أن يّدعي أنه مُقتدر مهما كانت المعدات والإمكانات التي يمتلكها.

لاحظتم أن الجيش الأمريكي، المجهّز بأنواع التجهيزات المختلفة، التقليدية وغير التقليدية، قد دخل البلد المجاور لنا، أفغانستان، للإطاحة بحكومة «طالبان». لقد مكثوا في هذا البلد عشرين سنة، فقتلوا وارتكبوا الجرائم ومارسوا الاحتلال وروّجوا للمخدرات ودمّروا البنى التحتية المحدودة لهذا البلد. بعد عشرين عاماً سلموا السلطة لـ«طالبان» وخرجوا. أي جاؤوا للإطاحة بـ«طالبان» وبقوا في هذا البلد عشرين عاماً على هذه الحال، وارتكبوا تلك الجرائم كلها، وتكبّدوا هذه الخسائر والنفقات المادية والبشرية كافة، وأخيراً تركوا الحكومة في أيدي «طالبان» وخرجوا من البلاد وعادوا! هذا يعني أن هناك عنصراً أساسيّاً وحيوياً مفقوداً في هذا الجيش، وهو العنصر المعنوي، عنصر الروحية الأخلاقية، عنصر التوجّه إلى الله -تعالى- والروحانية. هذا درس للبلدان جميعاً.

كذلك علينا أن نلتفت إلى أن هذه هي طبيعة الجيش الأمريكي. فتلك الصورة الهوليوودية التي تُقدمها دول مثل أمريكا وأمثال أمريكا عن جيوشها غيرُ صحيحة. واقع الجيش [الأمريكي] هو ما رأيتم. هكذا جاؤوا إلى أفغانستان [وذهبوا كذلك]، والأمر مشابه إلى حد ما في أماكن أخرى. في البلدان الأخرى التي [يتواجد] فيها الجيش الأمريكي، إذا لم تكن الغيرة لدى حكام تلك البلدان كافيةً لطردهم، فإنهم مكروهون بين الشعوب. أينما يكونوا، في دول شرق آسيا[5] [مثلاً] حيث يوجد الجيش الأمريكي منذ سنوات، فهم مجموعة بغيضة في نظر تلك الشعوب.

حسناً، علينا الالتفات إلى أن وجود الجيوش الأجنبية في منطقتنا، بما في ذلك الجيش الأمريكي، يؤدي إلى الدمار وإشعال الحروب. ينبغي للجميع السعي إلى أن تكون الجيوش مستقلة ومعتمدة على الشعوب وتتآزر مع جيوش بقية الجيران والجيوش الأخرى في المنطقة، فهذا هو صلاح المنطقة. يجب ألّا نسمح، وألّا يسمحوا، للجيوش الأجنبية بالمجيء من آلاف الفراسخ من أجل [تحقيق] مصالحها التي لا علاقة لها بشعوبهم، والتدخل في هذه البلدان والحضور العسكري والتدخل في جيوشهم، لأن جيوش المنطقة وشعوبها قادرون على إدارتها، فلا تسمحوا للآخرين أن يدخلوا.

هذه الحوادث الواقعة شمال غربي بلادنا، عند بعض جيراننا، هي من الأمور التي تجب معالجتها بهذا المنطق. بالطبع إن بلدنا وقواتنا المسلحة يتصرفان بعقلانية. الأسلوبُ في الأمور كافة هو أسلوب العقلانية، الاقتدار مع العقلانية. من الجيد للآخرين أيضاً أن يتصرفوا بعقلانية وألّا يدَعوا هذه المنطقة تقع في مأزق. أولئك الذين يحفرون بئراً لإخوتهم هم أول من يسقط فيها؛ «مَنْ حَفَرَ بِئراً لِأَخِيهِ وَقَعَ فِيها»[6].

أسأل الله -تعالى- دوام التوفيق لكم جميعاً، يا أعزائي، القادة الموقّرين للقوات المسلحة، والقادة في مختلف الرّتب، وفي المحصّلة أنتم، أيها الشباب الأعزاء، الذين لكم حضور كبير وفعّال في القوات المسلحة حتى تتمكنوا من الاستمرار دائماً في شرف الخدمة لهذا البلد، وهذا النظام، وهذه الثورة، وهؤلاء الناس المؤمنين والأوفياء، وأن تزيدوا من قدراتكم يوماً بعد يوم.

لحسن الحظ، إن جامعات قواتنا المسلحة تقدمية. بالطبع، ليست جميعاً في المستوى نفسه، فهناك من يتحرك أسرع وأفضل وعلى نحو أكثر نجاحاً، فيما يتعين على الآخرين بذل الجهود واتخاذ خطوات ناجحة. إن التقارير التي تصلني من الجامعات مرضية عامة، وكما قلنا في البداية: علينا تهنئة الشعب الإيراني على وجودكم، أيها الشباب المؤمنون العازمون الشجعان. نسأل الله – تعالى - أن يحفظكم جميعاً، إن شاء الله، وأن يحشر الشهداء الأعزاء مع أوليائهم ومع النبي (ص).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] في بداية المراسم، قدّم رئيس الهيئة العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، وقائد جامعة الإمام الحسين (ع)، العميد نعمان غلامي، وقائد جامعة الشهيد ستاري، العميد الطيار علي رضا رودباري، وقائد جامعة أمين للعلوم الانتظامية، العميد لطف علي بختياري، تقارير عن الفعاليات والإجراءات والبرامج التعليمية لهذه الجامعات. وكان من بين برامج مراسم التخريج المشتركة للقوات المسلحة: قراءة القسم، وتسليم الراية من الطلاب القدامى للجدد، وأداء الطلاب المستقرين في الساحة نشيداً مشتركاً. كما منح رئيس الهيئة العامة للقوات المسلحة رتباً ودرجات لعدد من المتفوقين في جامعات الضباط، بعد أخذه الإذن من القائد العام للقوات المسلحة، الإمام الخامنئي.
[2] نهج البلاغة، ص 432، الرسالة 53 (الحكم إلى مالك الأشتر).
[3] بعد توقيع اتفاقية أمنية بين أمريكا وأستراليا وبريطانيا دخلت الحكومة الفرنسية في أزمة دبلوماسية مع الدول الثلاث، أدّت إلى فسخ الاتفاق بين فرنسا وأستراليا بشأن بيع غواصات. وتسببت هذه الخطوة في توتر علاقات فرنسا مع أستراليا وأمريكا، وقد وصفتها الحكومة الفرنسية بأنها «خنجر في الظهر». وعليه، دعا الرئيس الفرنسي في بيان إلى الاستقلال العسكري الأوروبي عن أمريكا وشدد على تجنب أوروبا الاعتماد على أمريكا في مجال الأمن والدفاع.
[4] منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قامت على معاهدة للتعاون السياسي-العسكري تضم أمريكا ودول أوروبا الغربية.
[5] في هذا الصدد، تمكن الإشارة إلى الحضور العسكري الأمريكي في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفيتنام والفيليبين وتايلاند وغوام. وبالإضافة إلى المعدات العسكرية الأمريكية في اليابان، يتمركز نحو 40 ألف جندي أمريكي في 112 قاعدة أمريكية في هذا البلد. كما يوجد نحو 23 ألف جندي أمريكي في 83 قاعدة أمريكية في كوريا الجنوبية و4000 في جزيرة غوام.
[6] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص88.

 

 

انطلقت تظاهرات "مليونية 13 نوفمبر" ظهر اليوم في العاصمة الخرطوم  تلبية لدعوة من تنسيقيات لجان المقاومة وتجمع المهنيين وبعض الاحزاب السياسية للمطالبة بعودة الحكومة المدنية واطلاق سراح المعتقلين السياسيين والالتزام ببنود الوثيقة الدستورية.

العالم - السودان

وبدأ تحرك المشاركين فى المظاهرات ،التى اتسمت بالسلمية، من أطراف مدن الخرطوم وامدرمان وبحري صوب المراكز المحددة للتجمع مرددين شعارت عودة المدنية وخدمة الانترنت.

وفيما يتعلق بمستجدات مواكب مليونية 13نوفمبر، أفاد مراسل قناة العالم عن سقوط قتيل من المتظاهرين، كما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية من جهتها عن "استشهاد متظاهر بنيران قوات الأمن التابعة لمجلس العسكري السوداني في أم درمان. واطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين".

وانطلقت مواكب من مختلف مدن السودان في الولايات الخارطوم، بورتسودان، دنقلا، مدني، كريمة، نيالا، كسلا، بارا، الأبيض، تندلتي القضارف المناقل سنار..

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية" إن مواكب مليونية 13 نوفمبر تتعرض للقمع المفرط الآن باستخدام كل أدوات البطش ومن بينها الرصاص الحي في بعض مناطق العاصمة الخرطوم".

ودعت اللجنة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات طارئة لوقف ماسمّته القمع وحماية حق الشعب السوداني الثائر في التعبير والتظاهر السلمي لانتزاع سلطته كاملة غير منقوصة.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس في تغريدة علي توتير أنه " في ضوء مظاهرات اليوم بالسودان ، أدعو مرة أخرى قوات الأمن لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، وعلى المتظاهرين أن يحافظوا على مبدأ سلمية الاحتجاج".

وكانت السلطات في ولاية الخرطوم قد اصدرت قرارا بإغلاق جميع الجسور الرئيسية المؤدية إلى العاصمة السودانية بدءا من منتصف ليل السبت.

المصدر:العالم

من الزبادي والبروكلي إلى الفطائر، هناك العديد من الأطعمة التي تجعلك تشعر كأن بطنك أصبح بالونا منتفخا، ومنها أطعمة قد تبدو لك صحية ولا يخطر ببالك أنها قد تسبب هذا الشعور المزعج في ظروف معينة.

العالم- منوعات

وتقول الكاتبة أغاثي هاكون -في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية- إنه من المعروف أن الخبز الأبيض والخضار النيئ وتناول القهوة بكميات كبيرة كلها تسبب انتفاخ البطن، ولكن هناك أيضا أطعمة أخرى قد لا يخطر ببالنا أنها تسبب هذه المشكلة في المعدة والأمعاء، تقدمها لنا في ما يلي أخصائية التغذية والحمية ألكسندرا ريتيون.

1- البروكلي

هذا النوع من الخضار غني بالفيتامينات والعديد من المزايا الغذائية، ويعد جزءا هاما من النظام الغذائي في العديد من مطابخ العالم، ولكن له نفس تأثير الكرنب، إذ قد يؤدي إلى تكون الغازات المزعجة.

2- الفواكه

إذا كانت أمعاؤك حساسة، فإن كل الفواكه تؤدي إلى انتفاخ البطن لأنها غنية بالألياف.

3- بذور الشيا

رغم أن هذه البذور ممتازة للشعور بالشبع، وغنية بالأوميغا 3 والأملاح المعدنية، فإن ألكسندرا ريتيون تحذر من أنها قد تسبب لبعض المرضى مشاكل في البطن عندما يتم استهلاكها بكميات زائدة عن الحد. وتقول هذه الخبيرة في التغذية "إن بذور الشيا غنية بالألياف، وعندما تختلط مع الماء داخل الجسم فإنها تصبح لزجة وتتخمر، وهو ما يؤدي إلى الشعور بانتفاخ البطن".

4- بعض مشتقات الحليب

يواجه بعض الناس صعوبة في هضم اللاكتوز الموجود في الزبادي والحليب. وتقول ألكسندرا ريتيون "في أغلب الأوقات، عندما ينتفخ البطن فهذا يعني أن الجسم لم يفرز ما يكفي من إنزيمات اللاكتاز التي يتمثل دورها في هضم اللاكتوز".

5- الأطعمة المنتفخة

كل الأطعمة التي تنتفخ في أثناء إعدادها، مثل الفشار، يمكن أن تسبب الانتفاخ لأنها تحتوي على الهواء في داخلها.

6- المقليات

تنبه هذه الخبيرة إلى أن البطاطس المقلية والزلابية وغيرها تحتوي كلها على كمية كبيرة من الزيوت المحترقة في درجة حرارة عالية، وهو ما يجعلها تتعرض إلى تحولات كيميائية، تؤدي إلى مشاكل هضمية وصعوبات في عمل الجهاز الهضمي، خاصة أن هذه الأطعمة الدهنية لا تحتوي على ما يكفي من الألياف من أجل تسهيل عمل الأمعاء.

 

السبت, 13 تشرين2/نوفمبر 2021 20:02

أوامر ربّانية في آية قرآنية..

﴿قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾([1]).

إشارات:
‏- في هذه الآية والآيتين اللاحقتين تتمّ الإشارة إلی عدد من المبادئ والتعاليم المهمّة، والتي تعدّ من المشترکات التي تجتمع عليها کلّ الأديان السماوية. وقد ورد ما يشبه هذه التعاليم في التوراة في سفر الخروج الباب ٢٠.
‏- روي أنّ اثنين من زعماء المدينة جاءا إلی رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم، فلمّا تلا الرسول الکريم هذه الآيات أعلنا إسلامهما وطلبا منه أن يبعث معهما رجلاً داعياً يعلّم قومهما القرآن وشؤون الدين، فبعث النبي الکريم معهما مصعب بن عمير. ومنذ ذلک الحين أسّست قواعد الإسلام في المدينة وتغيّر وجه يثرب.
‏- يوصي القرآن الکريم في أربع آيات بالإحسان إلی الوالدين، وفي جميع هذه الآيات تقترن الوصيّة بمسألة التوحيد والنهي عن الشرک. ولمّا کانت هذه الآية تستعرض المحرّمات في الإسلام، فيکون، علی هذا الأساس، ترک الإحسان إلی الوالدين من المحرّمات([2]).
‏- التعاليم الخمسة المذکورة في هذه الآية متواشجة مع بعضها لدرجة أنّها تبدو وکأنّها تعليم واحد، «وَصَّاكُمْ بِهِ»؛ لاحظ أنّ الضمير "به" جاء في صيغة المفرد.
‏- سُئل الإمام جعفر الصادق عليه‌ السلام عن معنی الإحسان في قوله تعالی: «وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» فقال: "الإحسان أن تُحسن صُحبتهما وأن لا تُکلّفهما أن يسألاک شيئاً ممّا يحتاجان إليه وإن کانا مستغنيين"([3]).

التعاليم:
‏١- إحدی مسؤوليات الأنبياء تبيين الأحکام الإلهية للناس، «أَتْلُ مَا حَرَّمَ».
‏٢- لمّا کان الأصل هو حليّة الأشياء، من هنا، فإنّ الأشياء المحرّمة فقط هي المذکورة، «أَتْلُ مَا حَرَّمَ».
‏٣- لم يحرّم الأنبياء شيئاً من عند أنفسهم، فالله تعالی هو الذي شرّع محرّمات الدين، «حَرَّمَ رَبُّكُمْ».
‏٤- تحريم المنکرات هو من أجل تکامل الإنسان وتربيته، «حَرَّمَ رَبُّكُمْ».
‏٥- لمّا کان الشرک أساس کلّ المفاسد، فقد ذکر علی رأس المحرّمات، «ألّا تُشْرِكُوا».
‏٦- التوحيد أوّلاً ثمّ الإحسان بالوالدين، «وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا».
‏٧- تعاليم هذه الآية جاءت کلّها في صيغة النهي عدا الإحسان بالوالدين الذي جاء في صيغة الأمر، وهو لا يطلب عدم إيذائهما فحسب، بل الإحسان إليهما أيضاً، «وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا».
‏٨- قتل الأبناء والإجهاض خيفة العيلة والفقر هو من عمل الجاهلية، الله تکفّل برزقهم، فلِمَ الخشية من الفقر «نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ»؟
‏٩- المطلوب إصلاحان، إصلاح المجتمع من المفاسد، وإصلاح الروح من الرذائل، «مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ».
‏١٠- بعض المعاصي خطيرة لدرجة أنّه ينبغي عدم الاقتراب منها، «ولَا تَقْرَبُوا».
‏١١- التعاليم الإلهية تنسجم مع العقل أو أنّها مقدّمة لتفتّقه، «لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».
  
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي

([1]) الأنعام: 151
([2]) سورة البقرة، الآية ٨٣؛ سورة النساء، الآية ٣٦؛ سورة الأنعام، الآية ١٥١؛ سورة الإسراء، الآية ٢٣.
([3]) الکافي، ج ٢، ص ١٥٧؛ بحار الأنوار، ج ٧١، ص ٣٩.