
emamian
وزير الخارجية الجزائري: آن الأوان لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية
شدد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يوم الأربعاء على أنه الأوان قد آن لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وصرح لعمامرة بأن كرسي سوريا يجب أن يعود إليها دون التدخل في سياساتها وفي من يحكمها.
وأكد الدبلوماسي الجزائري على أن بلاده لم توافق أصلا في تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، مشيرا إلى أن ذلك لم يسهم ذلك في الحلول.
وتابع لعمامرة قائلا: "والآن سننظر إلى المستقبل".
وأوضح الوزير الجزائري أنهم سيعملون على تقريب وجهات النظر بين الإخوة العرب في القمة العربية والتحلي بقسط من الواقعية.
وبارك لعمامرة زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق، مؤكدا أنه يامل في أن تسهم في تذليل العقبات بين سوريا ودول عربية أخرى لنبلغ هدف جمع الشمل.
والاثنين أعلن الرئيس عبد المجيد تبون أن الجزائر ستحتضن القمة العربية شهر مارس المقبل.
وقال تبون خلال إشرافه على إفتتاح أشغال مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بقصر الأمم بنادي الصنوبر (الجزائر العاصمة) إن الجزائر ستحتضن القمة العربية شهر مارس 2022.
وأكد في كلمته أنه ينبغي مواصلة الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك من خلال تهيئة الظروف اللازمة لإنجاح القمة.
المصدر: RT
ليبيا.. 9 مرشحين محتملين لانتخابات الرئاسة أبرزهم الدبيبة (إطار)
طرابلس/ محمد ارتيمة/
تعتزم 9 شخصيات ليبية بارزة الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ضمن خارطة طريق تدعمها الأمم المتحدة على أمل إنهاء النزاع في البلد الغني بالنفط، بحسب ما أعلنته بعض هذه الشخصيات وكشفت عنه مصادر مطلعة للأناضول.
وأعلنت مفوضية الانتخابات فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية الإثنين 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، على أن يستمر للأولى حتى 22 من الشهر نفسه، وللثانية إلى 7 ديسمبر المقبل، فيما لم تعلن المفوضية بعد عن تلقيها طلبات ترشح.
وجاء فتح باب الترشح بالرغم من خلافات مستمرة حول قانوني الانتخاب بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي من جانب آخر.
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية على جولتين، الأولى تبدأ في 24 ديسمبر، والثانية تبدأ مع الانتخابات البرلمانية بعد 52 يوما من الجولة الأولى، وفق رئيس المفوضية، عماد السائح.
والمرشحون التسعة المحتملون، وفق رصد الأناضول هم:
1- عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الحالية
قال مصدر حكومي مقرّب من رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، في تصريح الأحد، إن الأخير يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية، من دون تفاصيل.
ولد الدبيبة في مدينة مصراتة (غرب) عام 1958، ويحظى بدعم قبائل في غربي البلاد، ولديه قاعدة شعبية كبيرة.
تمكن الدبيبة من إحداث تغييرات في الوضع المعيشي للمواطن، منذ أن تولى منصبه في 16 مارس/ آذار الماضي، ضمن سلطة انتقالية مؤقتة مهمتها الأساسية قيادة البلاد إلى الانتخابات.
ومن أبرز إجراءاته، دعم الشباب المقبل على الزواج بمنحة نحو 9 آلاف دولار لكل زوجين، وزيادة رواتب المعلمين لأكثر من الضعف، فضلا عن تحقيق استقرار أمني في بلد يعصف به صراع مسلح منذ سنوات.
ولفترة، ترأس الدبيبة "الاتحاد" أحد أقوى الأندية الرياضية الليبية بعد ثورة فبراير/ شباط 2011، التي أطاحت بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي (1969-2011).
2- خليفة حفتر
لم يعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر رسميًا رغبته الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو يُلقب نفسه بـ"القائد العام للجيش الوطني الليبي"، منازع المجلس الرئاسي في اختصاصاته.
لكن توقف حفتر عن أداء "مهامه" وتسليمها لـ"رئيس أركانه"، عبد الرازق الناظوي، قبل الانتخابات بثلاثة أشهر يشير، وفق مراقبين، إلى رغبته بالترشح، إذ ينص قانون الانتخاب الرئاسية على ذلك.
وتدعم دول غربية وعربية، بينها مصر والإمارات والسعودية والأردن، حفتر الذي يسعى للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، بعد أن فشل هجوم عسكري شنته مليشياته للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني السابقة المعترف بها دوليا (مارس 2016- مارس 2021).
وبوتيرة شبه يومية، تكتشف السلطات الليبية مقابر جماعية وتنتشل جثث ضحايا في مناطق تواجدت فيها مليشيات حفتر، ولاسيما مدينة ترهونة جنوبي طرابلس.
برز حفتر في بداية انتفاضة 2011 ضد نظام القذافي، وشارك فيها بعد خروجه من المشهد لأعوام.
وفي 1969، شارك في انقلاب عسكري أطاح بنظام الملك إدريس السنوسي وقاد القذافي إلى السلطة.
وحفتر قائد الحرب ضد تشاد (1978-1987)، وقد أُسر في معركة "وادي الدوم" على الحدود مع الجارة الجنوبية، قبل أن يعلن انشقاقه عن نظام القذافي.
وجرى إطلاق سراحه بمبادرة لا تزال غامضة من الولايات المتحدة، التي منحته حق اللجوء السياسي.
وفي الولايات المتحدة، انضم حفتر إلى المعارضة الليبية، وبعد انطلاق الثورة عاد بعد 20 عامًا من المنفى إلى مدينة بنغازي (شرق)، في مارس/آذار 2011.
ولا يزال حفتر يتصرف بمعزل عن الحكومة الشرعية، ويقود مليشيا مسلحة تسيطر على مناطق عديدة.
3- فتحي باشاغا
وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني السابقة، وكان منافسا للدبيبة في انتخابات ملتقى الحوار السياسي في فبراير/ شباط الماضي.
وباشاغا شخصية قيادية ومؤثرة في الغرب الليبي على الصعيدين العسكري والسياسي.
وهو من مواليد مصراتة عام 1962، وتخرج من الكلية الجوية برتبة ملازم، ثم استقال عام 1993، وعمل في التجارة.
وعقب اندلاع ثورة 17 فبراير/ شباط 2011، التحق بالمجلس العسكري في مصراتة، وفي 2014 انتُخب لعضوية مجلس النواب عن مصراتة، لكنه قاطع المجلس بسبب خلافات سياسية.
4- محمد خالد عبد الله الغويل
صرح رئيس حزب "السلام والازدهار" محمد خالد عبد الله الغويل،بأنه يرغب بالترشح للانتخابات الرئاسية.
والغويل من مواليد طرابلس عام 1965، وتنحدر أصوله من مصراتة، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء.
وكان أحد المنافسين لحكومة الدبيبة خلال انتخاب السلطة الانتقالية المؤقتة، في ملتقى الحوار السياسي.
ويحمل الغويل شهادة ماجستير في الهندسة البيئية، وعمل في القطاع الحكومي لمدة 26 عاما، كما عمل مستشارا في القطاع الخاص لتسع سنوات.
وتقلد مناصب حكومية عليا، وأسس الشركة العامة للمياه والصرف الصحي، ثم عمل وكيلا لوزارة التخطيط.
5- علي زيدان
نقل عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الليبي الأسبق علي زيدان (2012-2014)، أنه يرغب بالترشح للانتخابات الرئاسية.
وولد زيدان في منطقة "ودان" التابعة لمدينة الجفرة (جنوب شرق طرابلس) عام 1950، ويرأس حزب "نداء القرضابية".
التحق بالعمل الدبلوماسي بعد أن درس العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وفي 1980 انضم إلى "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا"، وهي حركة عارضت من الخارج نظام القذافي.
6- عثمان عبد الجليل
أعلن وزير التعليم السابق عثمان عبد الجليل، الإثنين، اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك عبر كلمة مصورة بثها عبر صفحته على "فيسبوك".
وعبد الجليل كان وزيرا للتعليم في حكومة الوفاق الوطني السابقة (المعترف بها دوليا) برئاسة فائز السراج، وهو من مدينة الزنتان في الجبل الغربي، وولد عام 1967.
ويحمل شهادة الدكتوراه في الجينات والهندسة الوراثية، وهو عضو بهيئة التدريس في الجامعات الليبية.
وكان عبد الجليل أحد المنافسين للدبيبة في انتخابات ملتقى الحوار السياسي.
7- عارف النايض
أعلن عارف النايض، رئيس تكتل "إحياء ليبيا"، اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة، عبر مقطع مصور على صفحته بـ"فيسبوك".
والنايض مولود في بنغازي (شرق) عام 1962، وهو سفير سابق لدى الإمارات (2011 - 2016) ومقرب منها، كما عمل مستشارا للأمن القومي لرئيس الوزراء الأسبق، عبد الله الثني.
8- فتحي بن شتوان
أعلن فتحي بن شتوان، رئيس اللجنة التسييرية لحزب "تيار المشروع الوطني"، ترشحه للانتخابات الرئاسية، عبر "فيسبوك".
وهو حاصل على بكالوريوس في الهندسة عام 1975، وعمل وزيرا للصناعة ووزيرا الطاقة قبل ثورة 2011.
9- إسماعيل الشتيوي
قالت مصادر مقربة من رجل الأعمال إسماعيل الشتيوي، إنه يعتزم الإعلان خلال أيام عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.
ولد الشتيوي عام 1966، وتنحدر أصوله من مدينة الأصابعة في الجبل الغربي (غرب طرابلس).
يقيم حاليا في دولة الإمارات، ولديه قاعدة شعبية من الجمهور الرياضي الليبي، وترأس اللجنة الإدارية في النادي "الأهلي" الرياضي عامي 2006 و2007.
المصدر:الاناظول
فوائد صحية مذهلة لتناول الجزر وعصيره!
يعتبر الجزر مصدرًا جيدًا للبيتا كاروتين وهو صبغة طبيعية يستخدمها الجسم لصنع فيتامين أ ويحتوي على كمية جيدة من الألياف.
من حيث أن الجزر النيئ يعالج مشكلة الإمساك يوميا، ويساعد الجزر أيضا في الحفاظ على الكوليسترول الصحي والوقاية من أمراض القلب،فينصح خبراء التغذية والأطباء بإدراجه في النظام الغذائي اليومي خاصة في موسم البرد.
ويعتبر الجزر مصدرا كبيرا للفيتامينات والمعادن الهامة. يمكن أن يمنحك نصف كوب ما يلي:
73 ٪ من احتياجاتك اليومية من فيتامين أ
9 ٪ من فيتامين ك الذي تتناوله يوميًا
8 ٪ من البوتاسيوم والألياف التي تتناولها يوميًا
5 ٪ من فيتامين سي الذي تتناوله يوميًا
2 ٪ من الكالسيوم والحديد يومياً
فوائد الجزر
بالإضافة إلى النكهة الحلوة، فإن الجزر مليء بالبيتا كاروتين والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، فيما يلي الفوائد الصحية المدهشة للجزر التي يجب أن تعرفها.
- يعزز صحة العين
يُنظر إلى الجزر على أنه العلاج التقليدي لتحسين البصر، فإن الجزر غني باللوتين والليكوبين اللذين يساعدان في الحفاظ على بصر جيد ورؤية ليلية، وتساعد الكمية العالية من فيتامين (أ) أيضًا على تعزيز البصر الصحي.
- يساعد على فقدان الوزن
إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا لفقدان الوزن، فيجب أن يشتمل نظامك الغذائي على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، والجزر مع الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان يناسب الفاتورة تمامًا.
تستغرق الألياف وقتًا أطول في الهضم وبالتالي تعزز الشعور بالامتلاء وتمنعك من الإفراط في تناول الأطعمة الأخرى التي تسبب السمنة.
- انتظام الأمعاء وسهولة الهضم
تلعب الكمية الكبيرة من الألياف الغذائية الموجودة في الجزر دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، الألياف تجعل البراز سهلًا، مما يساعده على المرور بسلاسة عبر الجهاز الهضمي ويمنع حالات مثل الإمساك.
- يحارب الكوليسترول ويعزز صحة القلب
كما أن حاصل الألياف المرتفعة للجزر، تعزز صحة القلب وتزيل الكوليسترول الضار من جدران الشرايين والأوعية الدموية، فإن الجزر يحتوي على شكل من أشكال الكالسيوم يمتصه الجسم بسهولة والذي قد يساعد في خفض مستويات الكوليسترول غير الصحية.
- يخفض ضغط الدم
إلى جانب خفض مستويات الكوليسترول السيئ، فإن الجزر مليء بالبوتاسيوم، يساعد البوتاسيوم على استرخاء التوتر في الأوعية الدموية والشرايين، مما يعزز تدفق الدم ويخفض ضغط الدم المرتفع.
يرتبط ارتفاع ضغط الدم بحالات مثل تصلب الشرايين والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، لذا تناول الجزر كخطوة نحو صحة القلب.
- يعزز صحة الجلد
يمكن أن تساعد العجائب الحمراء في منح بشرتك توهجًا مشعًا أيضًا، بصرف النظر عن البيتا كاروتين واللوتين والليكوبين، فإن المحتوى العالي من السيليكون للجذر يمكن أن يعزز صحة الجلد والأظافر، للحصول على أقصى استفادة من التغذية، تناولها نيئة.
- يقوي المناعة
الجزر مليء بالعديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة مثل الفيتامينات B6 وK والبوتاسيوم والفوسفور وما إلى ذلك والتي تساهم في صحة العظام وتقوية الجهاز العصبي وتساعد على تحسين قوة الدماغ.
وبصرف النظر عن مضادات الأكسدة التي تساعد الجسم ضد أضرار الجذور الحرة، فإنها تحمي الجسم من البكتيريا الضارة والفيروسات والالتهابات.
- السيطرة على مرض السكري
الجزر له نكهة حلوة ويحتوي على سكريات طبيعية، تشكل الكربوهيدرات حوالي 10٪ من الجزرة، ونصفها تقريبًا سكر، 30٪ أخرى من هذه الكربوهيدرات هي الألياف، توفر الجزرة المتوسطة 25 سعرة حرارية.
بشكل عام، هذا يجعل الجزر طعامًا منخفض السعرات الحرارية وغنياً بالألياف ومنخفضاً نسبيًا في السكر، لهذا السبب فإنه يسجل درجات منخفضة على مؤشر نسبة السكر في الدم، يمكن أن يساعد هذا المؤشر مرضى السكري على فهم الأطعمة التي من المحتمل أن ترفع مستويات السكر في الدم لديهم.
الجزر المسلوق له مؤشر جلايسيمي قدره حوالي 39، وهذا يعني أنه من غير المحتمل أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وهي آمنة للأشخاص المصابين بداء السكري لتناولها.
- تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان
قد تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالكاروتينات في الحماية من عدة أنواع من السرطان، وهذا يشمل سرطان البروستاتا والقولون والرئة والمعدة.
النساء اللواتي لديهن مستويات عالية من الكاروتينات قد يقل لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي، واقترح بحث مؤرخ أن الكاروتينات يمكن أن تحمي من سرطان الرئة، لكن الدراسات الأحدث لم تحدد أي ارتباط.
فوائد عصير الجزر
على الرغم من أنه ليس مشروباً شائعاً بمفرده، لكن عصير الجزر يحتوي على العديد من الفوائد الصحية المذهلة، والتي منها ما يلي:
- فيتامين أ الداعم
يلعب فيتامين أ دورًا مهمًا في البصر، تحتوي الأطعمة ذات اللون الأحمر البرتقالي مثل الجزر والقرع والبطيخ على صبغة تعرف باسم بيتا كاروتين، والتي تتحول إلى فيتامين أ عندما يستهلكها الجسم، هذا يساعد في الحفاظ على بصر جيد بصرف النظر عن الخصائص الأخرى المفيدة للصحة.
تتمثل الأعراض الرئيسية لنقص فيتامين أ في فقدان البصر أو العمى الليلي، لذلك من المهم تناول الأطعمة الغنية بفيتامين أ بانتظام.
- المضاد للأكسدة
تعمل الكاروتينات الموجودة في الجزر أيضًا كمضادات للأكسدة، وبالتالي تحارب الجذور الحرة في جسمك وتبطئ أيضًا عملية الشيخوخة، وهي الأطعمة الغنية المضادة للأكسدة الضرورية لصحة جيدة لأنها تساعد في إزالة السموم من الجسم، ويمكن أن تساعد في الوقاية من السرطان وأمراض القلب.
- يمنع السرطان
بعد عملية الهضم، تبقى بعض جزيئات الفضلات في أجسامنا، والتي تُعرف بالجذور الحرة وتميل إلى إتلاف الخلايا، يساعد تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة في مكافحة هذه الجذور الحرة وبالتالي منع احتمالات نمو الخلايا السرطانية.
تكشف الدراسات أن كل 100 جرام من الجزر تحتوي على حوالي 33٪ فيتامين أ و 9٪ فيتامين ج و 5٪ فيتامين ب 6، مما يساعد بشكل جماعي في مكافحة الجذور الحرة.
- يقوي المناعة
يعطينا عصير الجزر شكله المركز مع جميع العناصر الغذائية الأساسية، يقال إن تناول كوب يوميًا يعمل على تعزيز المناعة، بصرف النظر عن مساعدة الجسم ضد أضرار الجذور الحرة، فإنه يحميه أيضًا من البكتيريا الضارة والفيروسات والالتهابات.
يحتوي عصير الجزر أيضًا على فيتامينات ومعادن مختلفة مثل B6 و K والبوتاسيوم والفوسفور وغيرها التي تساهم في صحة العظام وتقوية الجهاز العصبي وتحسين قوة الدماغ.
- صحة القلب
من أجل الحفاظ على صحة القلب، فمن الضروري أن يكون هناك نشاط بدني، الحصول على كمية كافية من النوم وخفض مستويات التوتر الخاص بك، كما يجب موازنة كل هذا مع اتباع نظام غذائي مدروس جيدًا حتى يكون له تأثير إيجابي.
يعمل الجزر الغني بمضادات الأكسدة والألياف الغذائية، على الحفاظ على صحة قلبك عن طريق إزالة الترسبات من الشرايين والحفاظ على الدورة الدموية.
- بشرة متوهجة
يساهم وجود مضادات الأكسدة والمعادن الأساسية مثل البوتاسيوم في منع تدهور الخلايا، وبالتالي الحفاظ على بشرتك صحية وشابة، تعمل هذه العناصر الغذائية أيضًا على حماية بشرتك من الجفاف وتحسين لون البشرة وتقليل الندبات والعيوب.
هذا هو السبب الذي يجعلك تجد الجزر غالبًا يستخدم في العلاجات المنزلية الطبيعية للجمال.
- المحافظة على نسبة الكوليسترول والسكر في الدم
يعمل عصير الجزر كمعجزة في الحفاظ على مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، وذلك بفضل محتواه من البوتاسيوم.
يحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والسكر والفيتامينات والمعادن الأساسية الموجودة فيه تعمل بشكل جماعي على الوقاية من مرض السكري، كما أنه يزيد من إفراز العصارة الصفراوية، مما يساعد في حرق الدهون وبالتالي المساعدة في إنقاص الوزن.
"الكحة الجافة".. أسبابها، أعراضها، وعلاجها العشبي والدوائي!
الكحة الجافة هو مرض يُصيب الجهاز التنفسي، وسمّي بالجاف؛ بسبب عدم خروج بلغم أثناء السعال، ولكنّه قد يتحول إلى سعال يرافقه بلغم بعد تطور الحالة المرضية، أو عند حدوث تأثيرات مترافقة مع الزُكام.
تظهر الكحّة الجافة عند الشعور بنوع من الحكة البسيطة، أو الجفاف في الحلق، وفي العادة ترافق حدوثها بعض الأمراض التنفسية، وبالتالي يعتمد علاجها على علاج المرض المؤدّي لها، وأيضاً من الواجب تناول أدوية تُخفّف من حدتها.
وفي هذا المقال سنتحدث عن أسباب الكحة الجافة، واعراضها، علاجها الدوائي والعشبي وطرق الوقاية منها:
أسباب الكحة الجافة
الإصابة بالإنفلونزا، ويعدّ من أكثر الأسباب انتشاراً.
كثرة التدخين، أو التعرّض لبعض أنواع الدُخان المنبعث من الحرائق.
الإصابة بمرض الربو، وهو مرض رئوي مزمن.
التعرّض للغبار.
الإصابة بالحساسية.
التهاب الجيوب في الأنف.
قد تسبّب بعض أنواع الأدوية حدوث كحة جافة؛ كالمستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع.
أعراض الكحة الجافة
السعال المستمر لفترات زمنية طويلة.
عدم الشعور بالرّاحة أثناء بلع الطعام.
عدم القدرة على النوم ليلاً.
الشعور بألمٍ في منطقة الرئتين.
ظهور احتقان في الحلق.
عدم القدرة على التنفّس بسهولة، وخصوصاً أثناء فترة الليل.
العلاج العشبي للكحة الجافة
خليط الليمون، والعسل مع الماء الدافئ، وأثبت هذا العلاج فاعليته مع الكحة الجافة.
تناول الزنجبيل مع الملح: عن طريق تقطيع الزنجبيل لقطعٍ صغيرة، ورش الملح عليها، أو غلي القطع وشرب الماء الناتج، ومن الممكن إضافة العسل من أجل التخفيف من نكهة الزنجبيل الحادة. استخدام بهار الكركم، عن طريق إضافة ملعقةٍ صغيرة منه إلى ملعقة عسل، وخلط المزيج معاً، ويساعد هذا المزيج على النوم ليلاً.
العلاج الدوائي للكحة الجافة
يعتمد العلاج الدوائي على زيارة الطبيب، حتى يُشخّص الحالة المرضية، ويقيّم درجة تأثيرها بالاعتماد على الأعراض الظاهرة على المريض، ليصف الدواء المناسب؛ فقد يحتاج المريض إلى استخدام أدوية أخرى مرافقة لدواء السعال.
طرق الوقاية من الكحة الجافة
يجب الحرص على شرب الماء بكميّاتٍ كافية؛ لحماية الحلق من الجفاف.
تجنب التدخين.
الابتعاد عن شرب القهوة بكميات كبيرة؛ لأنها تؤدّي إلى التخلّص من السوائل في الجسم بشكل أسرع، وقد تسبب الجفاف.
المحافظة على تهوية المكان الموجود فيه سواء في المنزل أو العمل أو غيره من الأماكن.
الخارجية الروسية تعتبر أن التوتر في الخليج الفارسي هو نتيجة سياسات واشنطن غير المسؤولة
علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الحادث بين إيران والولايات المتحدة في خليج عمان مؤكدة أن التوتر في الخليج الفارسي هو نتيجة سياسات واشنطن غير المسؤولة، مشيرة إلى أن موسكو تحث على عدم تصعيد الموقف.
وأكدت زاخاروفا بأن "الوضع المتوتر في الخليج الفارسي هو إلى حد كبير نتيجة للسياسة غير المسؤولة لواشنطن، والتي بأفعالها الاستفزازية، تصعد باستمرار نحو إيران وفي المنطقة ككل".
واعتبرت بأن الحادث بين إيران والولايات المتحدة في خليج عمان جاء نتيجة تصعيد واشنطن تجاه إيران، مؤكدة أن موسكو تحث على عدم تصعيد الموقف.
ولفتت المتحدثة الروسية بأن روسيا قامت في السابق بتحديث مفهوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج الفارسي ، مشيرة إلى أن طهران باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، تدعم هذا المفهوم باستمرار.
وأضافت زاخاروفا "نعارض أي تصعيد للوضع في منطقة الشرق الأوسط، وندعو جميع الأطراف المعنية إلى البحث عن سبل لحل التناقضات الناشئة، وليس تفاقمها.
"فوبيا اللباس الإسلامي".. لماذا تخاف أوروبا من حجاب المسلمات؟
المهدي الزايداوي
مقدمة
مؤخرا، اضطر المجلس الأوروبي إلى سحب إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تُشجع على احترام حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب، بعد اعتراضات من قبل فرنسا، فيما يعد آخر خطوة في مسار التضييق الأوروبي على المسلمات المحجبات. يسلط هذا القرار، وغيره، الضوء على الهوس الغربي بالحجاب الذين لم يظهر بين عشية وضحاها، لكنه يُعدُّ نتاج تراكمات فكرية كوَّنها الأوروبيون طيلة قرون عن الشرق والإسلام.
نص التقرير
في يوم 15 يوليو/تموز الماضي، أصدرت محكمة العدل الأوروبية، ومقرها لوكسمبورغ، قرارا يقضي بأن منع ارتداء الحجاب الإسلامي في مكان العمل لا يدخل ضمن خانة القرارات التمييزية ضد الأقلية المسلمة، بل على العكس من ذلك تماما، إذ إنه يساعد على منع "النزاعات المجتمعية". (1) جاء قرار المحكمة ردا على الشكوى التي تقدَّمت بها مسلمتان تعيشان في ألمانيا، تعمل إحداهما مُمرضة بدار حضانة وتعمل الثانية موظفة في صيدلية، إثر إقدام أماكن عملهما على حظر الحجاب الإسلامي. وقد اعتبرت محكمة العدل الأوروبية أن صاحب العمل أثبت الحاجة الحقيقية إلى اتخاذ هذه الخطوة الهادفة إلى فرض الحياد الديني على جميع الموظفين.
يُعَدُّ هذا الحكم خطوة جديدة في مسار التضييق الأوروبي على المسلمات المحجبات، وهو يأتي بعد خطوات عديدة سابقة اتخذتها عدة دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك وبلغاريا بمنع النقاب تارة، وبمنع المحجبات من بعض الحقوق التي عُدَّت عادية حتى وقت قريبا، مثل الحق في الدراسة والعمل وممارسة الرياضة. بيد أن هذا الهوس الغربي بالحجاب (والنقاب)، لم يظهر بين عشية وضحاها، بل نتيجة تراكمات فكرية كوَّنها الأوروبيون طيلة قرون عن الشرق والإسلام، والحجاب الذي يُعَدُّ من مظاهر هذا الدين، قبل أن تنفجر هذه التراكمات في صورة حرب هوياتية على نساء الجاليات الإسلامية في أوروبا.
الاستشراق من وراء حجاب
"للنساء في الشرق عيون واسعة سوداء، يملؤها الحب والرغبة، لكنهن قابعات في أسر رجال أشرار".
(الكاتب البريطاني توماس مور)
لا يمكننا التحديد على وجه الدقة تاريخ بداية انتشار تلك الصورة النمطية السلبية حول الحجاب في الدول الغربية، واعتباره رمزا للقهر والهيمنة الذكورية على المرأة العربية والمسلمة، لكن هذه الفكرة على كل حال انتشرت بين الأوروبيين أثناء القرن التاسع عشر، رغم وجود بعض الأصوات المعارضة لهذا التنميط داخل أوروبا. (2) نظرت أوروبا إلى الشرق بوصفه مكانا غريبا ووحشيا تسود فيه البربرية والقسوة، لكنه مُفعم بالمتع الحسية الشهوانية والمجون الجنسي اللا محدود. (3) (4)
ظهرت الرومانسية في تلك المرحلة بوصفها مذهبا فنيا يسير على الخط نفسه مع الاستشراق الذي عُدَّ عِلما قائما بذاته في أوروبا، وارتبط مصير الرومانسية بمصير الاستشراق طيلة النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد دفع هذا الأمر بالعديد من الرومانسيين الغربيين إلى البحث عن ذلك الشرق الغامض الذي يفيض رومانسية وإثارة وجمالا. ثمَّ انشغل الغرب بخلق شرق جديد، يتماشى مع الأحلام التوسعية، شرق تنتظر "حريمه" ذلك الفارس الأوروبي القادم لإنقاذ الجمال الغامض الغريب والبعيد. (5)
حضر الجسد "الأنثوي" الشرقي حضورا كبيرا في رسومات المستشرقين التي تناولته من زاوية "الجمال والغريزة"، وأظهرت كتابات الاستشراق الكلاسيكي كذلك اهتماما خاصا بالجسد العربي، إذ تفنَّن "موباسون" و"أندريه جيد" و"فيكتور هوغو" في وصف مفاتن المرأة الشرقية ومغامراتها الجنسية بطريقة ساهمت في تشكيل النظرة الأوروبية عن نساء الشرق. (6) ففي تراجيديا "أنطونيوس وكليوباترا"، واحدة من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، نجد "ويليام شِكسبير" يُقدِّم شخصية كليوباترا الملكة الشرقية التي تُغوي "أنطونيوس" بالترف والملذات ليُضحِّي بالمال والسلطان مُكتفيا بها، أما "غوستاف فلوبير" فتناول شخصية ملكة سبأ التي حاولت إغواء ناسك بأساليب ماكرة حين قالت له: "أنا لست مجرد امرأة، أنا العالم بأسره، فمتى سقطت ثيابي عني، تتكشَّف الألغاز والأسرار، ومتى امتلكت جسدي، غمرك فرح عظيم لا يُدانيه فرح امتلاك أي قُطْر من أقطار الأرض".
في السياق نفسه، لعبت رواية "ألف ليلة وليلة" دورا كبيرا في تشكيل هذه الصورة الماجنة عن الشرق في العالم الغربي، ورسم الكتاب صورة مُثيرة عن عالم النساء الشرقيات، وظهر هذا التأثير بوضوح على كتابات المستشرقين، فلم يزر رحالة ولا مستشرق بلاد الشرق إلا وتحدَّث أثناء تجربته عن النساء والمتع الخاصة التي تمنحها المرأة العربية والمسلمة، فموباسون مثلا رأى الجزائر بوصفها مرتعا للرغبات والحواس. (7)
غير أن اقتحام هذا العالم المُثير للنساء الشرقيات لم يكن سهلا، بل تطلَّب حضورا سياسيا وسيطرة عسكرية وتبشيرا كاملا بالغرب وفرسانه الذين قدموا لتحريره بعد أن عاش حبيسا لسنوات، مُتستِّرا من وراء حجاب طويل لا يكشف مفاتن الجسد، ولا حتى ملامح وجه صاحبته. ومن ثمَّ بدأ الاستشراق يُحضِّر للحركة الاستعمارية، ومنحها صورة المهمة الحضارية لإنقاذ الشرق العربي الإسلامي الغارق في الخرافات والتخلُّف والمجون.
اعتبرت الحركة الاستعمارية الحجاب أداة فعلية لقهر المرأة، التي لن تنهض وتتحرَّر إلا حين تتبع الأفكار الغربية، فالحجاب حسب تلك المنظومة الاستشراقية يعني انحطاط المرأة التي تختار ارتداءه. ورغم أن هذه الأفكار موغلة في الذكورية الغربية التي صاغتها برغبة جنسية واضحة، فإن العديد من الفنانات والكاتبات من النسويات روَّجن لهذه الفكرة حول نساء الشرق بوصفهن مخلوقات جنسية خاضعة لسلطة الرجل العربي. (8) (9)
في كتابها "نظرة الغرب إلى الحجاب"، ذكرت الكاتبة الكندية "كاثرين بولوك" قصة محامٍ أوروبي أقام بالجزائر، وسمحت له طبيعة عمله رؤية النساء بدون نقاب، فقال مُتحدِّثا إلى أحد زملائه: "يقع على الرجال الجزائريين ذنب إخفاء هذه النماذج الجميلة من الحُسن الغريب، إن شعبا لديه هذا الكنز من الدرر ونماذج الكمال الطبيعي ينبغي ألا يحتفظ بها لنفسه وأن يكشفها ويعرضها وإن لم يكن من سبيل لذلك إلا إرغامهم عليه". ورغم أن الأمر لم يكن سوى أمنية من محامٍ أراد عرض جمال الشرق على العالم من دون حجاب، فإن السلطات الفرنسية في الجزائر شجَّعت بالفعل النساء على نزع حجابهن حين أقدم عدد من القادة العسكريين الفرنسيين بتنسيق مع زوجاتهم على تنظيم "مهرجان لخلع الحجاب" في 17 مايو/أيار 1958، إذ نزعت بعض الجزائريات حجابهن وحرقنه خلف بوابة الحكومة العامة بحماية جنود من الحركى (أ)، بعد أن عملت فرنسا كثيرا عبر النوادي النسائية ودور السنيما والمسرح على تكثيف المبادرات الموجَّهة للنساء من أجل تحريرهن من الحجاب والنقاب.
تجاوز الأمر محاولة إقناع النساء العربيات والمسلمات بنزع الحجاب. فقد عرض الكاتب الجزائري "مالك علولة" في كتابه "الحريم الكولونيالي" العديد من الصور الفوتوغرافية التي أخذها الفرنسيون لنساء مسلمات من المغرب والجزائر دون الإشارة إلى أسمائهن بعد تعرية أجسادهن، وتحويل صورهن إلى "بطاقات معايدة" أرسلها الفرنسيون المقيمون في الدول العربية المحتلة إلى ذويهم في فرنسا، وهي خطوة مَثَّلت استباحة كاملة للمرأة العربية مع تجريدها من حجابها الذي مَثَّل حاجزا صارما لا يمنح "فرسان الغرب" فرصة استكشاف جسدها الذي ألَّفوا وكتبوا عنه الكثير.
لم تكن الحضارة الغربية التي وصلت إلى قمة المجد، بعد أن أخضعت الدول العربية والإسلامية لسوط الاستعمار، لتقبل أن تخفى عنها خافية، فأعلنت حربا لا هوادة فيها على النقاب والحجاب. فكما قالت صحيفة التايمز سنة 1851 بمناسبة المعرض العالمي الكبير: "نحن شعب نحب أن نضع كل شيء في حوزتنا في صناديق زجاجية ثم ننظر إليه ما وسعنا النظر"، لذلك كان المطلوب، بل والمفروغ منه، أن يتمكَّن الرجل الغربي من النظر كيفما شاء وحيثما شاء إلى الرعايا الخاضعين له، طوعا أو كرها. (10)
صناعة العدو
"الحجاب الإسلامي غير مرحَّب به داخل مجتمعنا".
(جان ميشيل بلانكير، وزير التعليم الفرنسي)
خرجت أوروبا مع حلول منتصف القرن العشرين من معظم مستعمراتها، وعادت إلى أراضيها مُثقلة بخسائر عسكرية واقتصادية ليست بالهيِّنة، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية التي دمَّرت القارة وقتلت الملايين من سكانها، لذلك كان لزاما عليها البحث عن يد عاملة تُعيد بناء هذه البلدان وتُعيد القارة العجوز سيرتها الأولى. ومن ثمَّ انتقل الآلاف من العرب والمسلمين إلى الجانب الآخر من المتوسط بحثا عن مستقبل أفضل، مُلبِّين في الوقت نفسه حاجة أوروبا إلى اليد العاملة. لكن هذه الجاليات العربية والإسلامية لم تنتقل وحيدة، بل حملت معها عاداتها ومعتقداتها الدينية، ومن أبرز ما حملته معها ذلك الحجاب الذي ارتدته النساء عادة أو عبادة.
انتقلت بذلك المواجهة بين الغرب والحجاب إلى الداخل الأوروبي، وبدأت أزقة أوروبا تعرف هي الأخرى حضور النساء المحجبات اللائي عشن في منازل مُغلقة في الشرق، ومع مرور السنوات بات حضورهن يُشكِّل تحديا ثقافيا قويا لأوروبا، ما أفضى إلى تبلور معركة ضد الحجاب، الذي ظلَّ يُمثِّل عند قطاع مُعتَبر من المجتمع الغربي دليلا على غرابة الشرق وتخلُّفه واستعباده للنساء.
تجمع قضية الحجاب بين مشكلتين أساسيتين تعاني منها أوروبا حاليا، المشكلة الأولى تخص الأقليات المهاجرة التي تجمَّعت في ضواحي المدن بالأحياء المُصمَّمة خصيصا للجيل الأول من المهاجرين. أغلقت هذه الأقليات الأبواب على نفسها بعد أن عانت من عدم القبول السياسي والمجتمعي لها، وكوَّنت "جيتوهات" مغلقة شكَّلت تحديا كبيرا للسياسات العامة الأوروبية خصوصا في فرنسا، التي تحتضن أكبر جالية إسلامية في أوروبا.
أما المشكلة الثانية فهي مكانة المرأة في المجتمعات الغربية، إذ لا يزال إشكال عدم المساواة بين الرجال والنساء حاضرا في سوق العمل وفي الأجور وفي حجم المسؤوليات العملية التي يتحمَّلها كل جنس. ولأن الترسانة القانونية والفكرية والسياسية في أوروبا لم تتمكَّن من حل هذه الإشكاليات المعقدة، كان لا بد من إيجاد مسألة سهلة الحل تساعد على مواجهة مشكلات إدماج المهاجرين والمساواة بين الرجال والنساء دون تكلفة عالية، ودون الدخول في نقاشات حقيقية تُظهِر عجز المنظومة عن إيجاد أي حلول فعَّالة، عدو لا تحتاج محاربته إلى أسلحة فكرية وقانونية خارج الصندوق، بل تكتفي بخطاب يعطي الجماهير انطباع تحقيق انتصار هوياتي.
كانت البداية في فرنسا، العدو الأول للحجاب في أوروبا. وتُعَدُّ قوانين الجمهورية الفرنسية فخرا للفرنسيين كونها الامتداد الطبيعي للثورة الفرنسية، التي فتحت الباب للمضطهدين والفارّين وأرادت أن تصنع من فرنسا أرضا تُقدَّس فيها الحرية والمساواة والإخاء. لكن القوانين التي يحرص الفرنسيون على تقديسها صارت من جهة أخرى أداة لتوسيع اللا مساواة والعنصرية واحتقار الآخر. (11) لم يكن تدشين الحرب على الحجاب سهلا، ففي عام 2003، وقبل سنة واحدة من إقرار منع الرموز الدينية في المدارس والفضاءات العمومية بفرنسا، لم تُسجِّل البلاد سوى 1200 خلاف بسبب الحجاب، 24 منها فقط احتاجت إلى تدخُّل قضائي. لذا، كان الهدف الرئيسي هو تضخيم القضية لتصبح قضية رأي عام، ولتحقيق ذلك اعتمدت الحكومة الفرنسية على سياستين أساسيتين.
أولاهما، التشكيك في الإحصائيات الرسمية، إذ اعتبرت الحكومة الفرنسية أن أخذ توصيات وآراء العاملين في المجالات التي عرفت مشكلات مع المحجبات، وأصحاب الخبرات من مساعدين اجتماعيين ورؤساء بلديات وناشطين، أهم من الإحصائيات الرقمية. وثانيهما، النظر إلى هذه الأرقام بوصفها جزءا صغيرا ظاهرا من جبل جليد، وأن خروجها للعلن يعني وجود مجهودات خفية من طرف ما يسعى لتغيير النظم الاجتماعية الغربية عبر فرض الآراء الدينية الإسلامية على فرنسا وأوروبا. ويُشير تقرير "برنارد ستاسي"، رئيس اللجنة التي أوكل إليها "جاك شيراك" النظر في مسألة الحجاب، إلى وجود "قوى ظلامية" و"نشطاء سياسيين دينيين" و"تيارات سياسية متطرفة" تهدف إلى تدمير الديمقراطية الغربية وأسلوب حياتها المبني على الحرية والمساواة. (13)
حاولت الحكومة الفرنسية إظهار خطواتها المُعادية للحجاب بوصفها محاولة لتحرير النساء العربيات والمسلمات، وتحدَّثت وسائل الإعلام كثيرا عن الحجاب والنقاب ورمزيتهما، وسلَّطت الضوء على الحركات النسوية التي حاربت "فرض الحجاب بالقوة" في بعض الدول العربية والإسلامية من أجل تأكيد الاضطهاد الذي تعانيه النساء في العالم العربي. لكن محاولة البحث عن المساواة الكاملة من وجهة النظر الفرنسية، أوقعت النساء المحجبات في فخ اللا مساواة، إذ حرمت سياسات فرنسا المسلمات اللاتي يلبسن الحجاب فعليا من حقوقهن في التعليم والعمل وممارسة الرياضة ومرافقة أبنائهن في الرحلات المدرسية، فزادت بذلك عُزلتهن عن المجتمع الذي يعشن فيه.
في هذا السياق، اعتبر الباحث الفرنسي "إمانويل تيراي" في دراسة حملت عنوان "مسألة الحجاب: الهستيريا السياسية"، أن هناك تحاملا كبيرا على المحجبات بوصفهن الوحيدات المقصودات من السياسات العلمانية الفرنسية التي لا تقترب من الراهبات الكاثوليكيات أو من الجالية اليهودية بالدرجة نفسها. ويُضيف أنه إذا مَثَّل الحجاب فعلا رمزا لهيمنة الرجل على المرأة واستعبادها، فإن منعه يجب ألا يقتصر على المدارس والإدارات العمومية، بل إن على الحكومة حظره في شتى مناحي الحياة، وإلا فإنها تصبح متواطئة هي الأخرى مع هذا الظلم المجتمعي الذي تتعرَّض له المرأة المسلمة، منتقِدا في الوقت نفسه غياب أي نقاش مجتمعي حول قضايا المتاجرة الحقيقية بالنساء كالدعارة واستعمال أجسادهن في الإعلانات والأفلام الإباحية. (14)
لم يكن "الخضوع للرجال" إذن السبب الوحيد الذي جعل الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تُظهِر موقفا عدائيا تجاه الحجاب، بل ثمة سبب آخر أكثر واقعية وارتباطا بالأرضية الأيديولوجية الغربية التي تقف عليها هذه الدول في اللحظة الحالية، بالتوازي مع صعود اليمين، وهو مسألة الهوية.
الحجاب عدوا للهوية الغربية
يحلم الكثير من المهاجرين إلى الدول الأوروبية بذلك اليوم الذي يتمكَّنون فيه من الحصول على جواز سفر بلد الإقامة، لما قد يوفره من حرية في التحرُّك والسفر، وتحصين من تقلُّبات السياسة الداخلية التي قد تنتهي بالطرد، لكن إجراءات التجنيس، تزداد صعوبة على صعوبتها في حالة كانت طالبة هذا الجواز سيدة محجبة.
في عام 1993، كشفت المفتشية العامة الفرنسية للشؤون الاجتماعية عن تقرير ينتقد بعض ممارسات إدارة التجنيس، على اعتبار عدم احترام هذه الأخيرة لمبدأ تكافؤ الفرص في منح الجنسية الفرنسية، إذ تعتمد في ذلك على معايير غاية في الضبابية مثل نسبة اندماج صاحب الطلب مع قِيَم الجنسية الفرنسية، وهو شيء لا يمكن قياسه بوضوح، عكس المعايير الأخرى مثل فحص القدرات المالية للمترشِّح، ومدى قانونية إقامته بالبلاد، ومدى التزامه بالقانون المحلي. تستفيد إدارة التجنيس في فرنسا من وجود بعض الثغرات في قانون التجنيس، الذي لا يتطرَّق بوضوح لجميع عناصر الرفض أو القبول، وهو ما يمنح كل ولاية الحق في تحديد المُواطِن الصالح انطلاقا من مجموعة نقاط تُحدِّدها بنفسها دون سند قانوني صريح. (15)
في دراسة له بعنوان "الحجاب ومشكل الاندماج: دراسة في إشكالية حيازة الجنسية الفرنسية"، كشف "عبد العالي حاجات"، الباحث في علم الاجتماع بجامعة بروكسِل الحرة، أن إدارة التجنيس الفرنسية تعتبر الحجاب عائقا ودليلا بارزا على عدم اندماج النساء المسلمات اللاتي يرتدينه مع قِيَم الجمهورية الفرنسية، إذ يزيد ارتداء المرشَّحة لهذا الزي الديني فرص رفض ملف التجنيس الذي تتقدَّم به. (16)
الدراسة التي شارك فيها عدد من الموظفين بإدارة التجنيس في مختلف الجهات الفرنسية كشفت تفاصيل مهمة متعلِّقة بطقس استجواب المرشحات المحجبات، إذ بمجرد دخولهن المكتب، يطلب الموظفون منهن التخفُّف من ملابسهن ونزع حجابهن، وفي حالة وافقت المرشَّحة تُعتَبر تلك نقطة إيجابية، أما إذا ما رفضت فيُدوَّن ذلك في الملف المُرسَل بعد ذلك إلى وزارة الداخلية للبت في الطلب. تطوَّر هذا الطقس غير القانوني بعد ذلك، إذ كشفت الدراسة تعمُّد بعض الموظفات استدعاء زملاء رجال حتى بعد قبول المرشَّحة المحجبة لخلع حجابها، لمراقبة ردة فعلها، وتُفسَّر أي علامة ضيق من جانبها بأنها درجة من درجات عدم اندماجها مع أسلوب الحياة الفرنسي.
لم يظهر هذا التمييز في مسألة الحجاب والنقاب مع إقرار منع الرموز الدينية في فرنسا عام 2004، بل إنه يعود في الحقيقة إلى نهاية الثمانينيات. وقد طرح عدد من الموظفين بإدارة التجنيس سؤالا على وزارة الداخلية لمعرفة ما إن كان ارتداء الحجاب يمنع من حيازة الهوية الفرنسية، لكنهم لم يحصلوا على جواب شافٍ نتيجة لغياب أي سند قانوني لمنع المحجبات من الجنسية، لا سيما بعد أن ألغى مجلس الدولة الفرنسي قرارا للوزارة بعدم منح الجنسية لسيدة منتقبة، إذ اعتبر المجلس أن اللباس ليس ذا صلة قانونية بالحق في التجنيس. (17)
رغم ذلك، طلب "جون بيير شوفانشون"، وزير الداخلية الفرنسي السابق، من موظفي إدارات التجنيس الإشارة في تقاريرهم إلى الحجاب مع حثهم على التمييز بين الحجاب السيئ والحجاب المقبول، والحجاب السيئ ببساطة هو الحجاب الإسلامي الذي تحرص فيه المحجبة على تغطية جسدها كاملا بما في ذلك منطقة العنق والأذنين والشعر كله، فيما الحجاب المقبول هو الحجاب التقليدي الذي ترتديه النساء في عدد من الدول الإسلامية ويُعَدُّ مظهرا ثقافيا أكثر ولا يغطي جسد المرأة بالدرجة نفسها. وقد قالت إحدى المشاركات في هذه الدراسة إنها تُفرِّق بين الحجاب الشعبي والحجاب الإسلامي بالألوان والزركشات، إذ تعتبر أن الحجاب الإسلامي دائما ما يكون أسود في حين يكون الحجاب الشعبي متألِّقا بالألوان، وهو ما يعكس نوعا من السطحية والتنميط لدى بعض موظفي إدارة التجنيس. (18)
لا تقف الأمور عند هذا الحد، فإذا ما تمكَّنت المُتقدِّمة من تجاوز هذه العقبات وحيازة الجنسية، فسيلزمها أن تُضحِّي من جديد خلال الحفل الذي تُقيمه البلديات احتفالا بـ "الفرنسيين الجدد"، إذ يُطلَب منها خلع حجابها قبل صعود المنصة للسلام على المحافظ، ورغم أن المناسبة شكلية أصلا وليس لدى المحافظ سلطة إلغاء قرار وزير الداخلية، فإن عددا من النساء يوافقن خوفا من سحب الجنسية منهن.
يفسِّر "عبد العالي حاجات" هذا الهوس بالحجاب برغبة الدولة بمفهومها القومي والقُطْري والسياسي في السيطرة التامة على مواطنيها قلبا وروحا وجسدا. ويقول الباحث الفرنسي من أصول عربية تعليقا على هذا الأمر إنه ليس مرتبطا فقط بالتوجُّه الفكري والعقائدي لهؤلاء المترشِّحات، بل يعكس أيضا رغبة الدول الغربية في التحكُّم بالصورة الجنسية للمقيمين بها. وقد أشار المفكر الفرنسي "ميشيل فوكو" إلى تلك الظاهرة قائلا إن "الدول الغربية مرَّت من مرحلة التحكُّم في الموت إلى التحكُّم في الحياة"، مُضيفا أن أوروبا تعتبر الجسد عاملا سياسيا كاملا ينبغى التحكُّم به بوصفه جزءا من التحكُّم بالحياة.
بيد أن هذه المعركة مع الحجاب بوصفه مظهرا إسلاميا لا تبدو بالسهولة التي تمنَّتها فرنسا وبعض الدول الأوروبية، وذلك لأن الحجاب ليس مجرد شعيرة دينية خاصة بالمسلمات، بل يتجاوز كل ذلك إلى كونه جزءا من الهوية التي يحارب المسلمون في الغرب من أجل المحافظة عليها، ولذا تكون ردة الفعل على قوانين منع الحجاب واسعة الانتشار في صفوف المهاجرين المسلمين، خصوصا أن الجالية الإسلامية ترى هامش الحرية الكبير الذي تنعم به الأقليات الأخرى من الهندوس واليهود دون مضايقات أو تجييش للقوانين والإعلام لاستئصالهم. (19)
أخيرا، تزداد تلك المعركة الهوياتية التي تخوضها الجاليات الإسلامية صعوبة بسبب انتشار أفكار محاربة الحجاب والنقاب واعتباره لباسا طائفيا في خضم موجة اليمين المتصاعدة ومحاولات استمالة اليمينيين من جانب أحزاب محافظة ووسطية في أوروبا. بيد أنها أفكار ذات جذور أقدم، تعود إلى بداية استعمار الدول العربية حينما ظهرت نخب مُتماهية مع رياح التغريب الثقافي حاربت اللباس الإسلامي واعتبرته دليلا على التخلُّف والظلامية، وظهرت معها بالتوازي تصوُّرات استشراقية في صفوف المسؤولين الأجانب في الشرق حيال تغطية المرأة المسلمة لجسدها.
——————————————————————————————————
المصادر
- محكمة العدل الأوروبية: منع ارتداء الحجاب في العمل "ليس تمييزيا ويجنب النزاعات الاجتماعية"
- نظرة الغرب إلى الحجاب، كاثرين بولوك، العبيكان.
- المصدر السابق.
- يقصدون النبي عليه الصلاة والسلام
- نظرة الغرب إلى الحجاب، كاثرين بولوك، العبيكان
- الاستشراق الجنسي، محمود الشيخ.
- المصدر السابق.
- نظرة الغرب إلى الحجاب، كاثرين بولوك، العبيكان.
- المصدر السابق.
- المصدر السابق.
- La question du voile : une hystérie politique
- المصدر السابق.
- COMMISSION DE REFLEXION SUR L’APPLICATION DU PRINCIPE DE LAÏCITE DANS LA REPUBLIQUE
- La question du voile : une hystérie politique
- Port du hijab et « défaut d’assimilation ». Étude d’un cas problématique pour l’acquisition de la nationalité française
- المصدر السابق.
- المصدر السابق.
- المصدر السابق.
- الأيديولوجية الاستئصالية لدى الغرب: حجاب المرأة المسلمة نموذجا، محمد الهزايمة، مجلة المنارة.
——————————————————————–
هوامش
(أ) الحركى: الجنود الجزائريون الذين تطوَّعوا للقتال بجانب فرنسا في حربها ضد الشعب الجزائري.
المصدر : الجزيرة
حرس الثورة يضرب مجدّداً.. أيّ معادلات بين خطوط النار؟
- شارل أبي نادر
الأمر يستحق التوقف عنده لناحية مستوى الاشتباك وخصوصية الأطراف المنخرطين فيه، كذلك لناحية حساسية المسرح الذي حضن الحدث في بحر عمان.
- لا يمكن أن ننظر بتاتاً إلى العملية بشكل مستقل ومنعزل عن ارتباطها بمناورة مُعدّة وبخطط مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات.
لم تكن عادية المشاهد التي عرضتها وحدات حرس الثورة الإيرانية لعملية إحباط محاولة القرصنة الأميركية لناقلة نفط إيرانية في بحر عُمان، والتي تُظهر تصويب وحدات زوارق الحرس أسلحتها نحو بارجة حربية أميركية، وإجبارها على الانسحاب من بقعة عمل هذه الوحدات، أثناء قيامها باقتياد الناقلة الإيرانية وتوجيهها.
الأمر يستحق طبعاً التوقف عنده لناحية مستوى الاشتباك وخصوصية الأطراف المنخرطين فيه، أو لناحية حساسية المسرح الذي حضن الحدث، وما يعنيه على صعيد المواجهة الاستراتيجية المفتوحة بين إيران وخصومها في تلك المنطقة.
النقطة اللافتة والتي تستحق التركيز في المتابعة والتحليل، تتجاوز الحدث الظاهر بذاته، الذي رأى الجميع في الإقليم والعالم تفاصيله ومحطاته، خاصة أن نموذج الحدث أصبح مألوفاً في تلك المنطقة، بقيام وحدات حرس الثورة الإيراني بالتدخل في مواجهة وحدات غربية، وبنوع خاص أميركية، بحرية أو مسيّرة جواً، والاحتكاك بها وتوقيف بعضها أحياناً، حين كانت تتجاوز المياه أو الأجواء الإقليمية الإيرانية، أو حين كانت تتجاوز قواعد التجارة البحرية أو قواعد المرور البحرية المتعارف عليها بحسب القوانين الدولية.
هذا الحدث الذي يستحق التوقف عنده بقوة، يمكن وضعه في خانة إيجاد معادلة جديدة في الخليج استطاعت وحدات حرس الثورة الإيراني رسمها بتأنٍ وبدقة بين خطوط النار التي تتشابك وتتشعب مصادرها، بشكل يحمل مستوى مرتفعاً من الأخطار، وفي بقعة استراتيجية يمكن وصفها بالأكثر حساسية في العالم. تبعاً لذلك يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
أولاً: يمكن وضع العملية في خانة العمليات الخاصة، التي قامت بها وحدات مجوقلة نفّذت مناورة إهباط لمجموعة مجوقلة على سطح ناقلة النفط "الهدف"، وأجبرت طاقمها على التوجه نحو عمق المياه الإقليمية الإيرانية، وقد تمت عملية الإهباط في ظروف حساسة، تحمل مستوى مرتفعاً من الأخطار، في منطقة مكشوفة وممسوكة ومرصودة ضمن قطاع عمل وحدات الأسطول الخامس الأميركي في بحر عمان، والتي تعمل استناداً إلى قدراتها البحرية والصاروخية والجوية الموضوعة في تصرّفها، ضمن قطاع عمل يتجاوز آلاف الكيلومترات، بين أجواء أفغانستان وباكستان حتى كامل أجواء ومياه الخليج وبحر العرب حتى شمال المحيط الهندي وجنوب غرب البحر الأحمر، وصولاً إلى مشارف البحر المتوسط.
ثانياً: أثبتت وحدات حرس الثورة في المرحلة الثانية من هذه العملية، والتي قامت على طرد الزوارق والقطع البحرية الأميركة من بقعة العملية، ومن خلال ردّ فعلها السريع، واستجابتها الفورية للتعامل مع حدث طارئ وغير مألوف، أنها تتميز بجاهزية لافتة، عبر قيامها برصد سريع لبقعة بحرية فيها حركة ضخمة من مئات السفن التجارية والعسكرية التي تتداخل مساراتها بعضها مع بعض، بنحو يحتاج أي متابع أو معني أو مراقب إلى مروحة واسعة من المعطيات البحرية والاستعلامية والتقنية، كي يحدّد أو يفرز الصديق منها عن المشتبه فيه الذي تجب مراقبته ومتابعته، وعن العدو، مبرهنة هذه الوحدات أيضاً، أنها تنفّذ مهمتها بشكل كامل وواعٍ، حيث تتأهب مستنفرة ومتربصة لمسك بقعة بحرية هي الأكثر خطراً وتأثيراً على أمن إيران بشكل عام.
ثالثاً: حساسية التدخل الإيراني عبر هذه العملية الخاصة، أنها نُفِّذت تحت ضغط ضرورة التصرف والتنفيذ بسرعة، وإنهاء المهمة في مرحلتها الأولى قبل أن ينتقل العمل إلى مرحلة ثانية ستكون حتماً أخطر، وقبل أن تصبح المواجهة اشتباكاً أوسع، يتطلب تدخلاً بمستوى أعلى، في الوسائل وفي الجغرافيا، والتي قد تتطور وتنتقل إلى منطقة أو أكثر خارج بقعة العملية، فيما لو تمّ اقتياد الباخرة التي نُقلت إليها شحنة النفط الإيراني إلى سواحل دولة محيطة أو إلى مياهها الإقليمية، بعيداً عن المياه الإقليمية الإيرانية، حيث يصبح الاشتباك حينها أخطر وله خصوصية حساسة مرتبطة بالقانون الدولي، الذي استطاعت الوحدات الإيرانية الالتزام به حين اختارت العمل داخل مياهها الإقليمية.
رابعاً: لا يمكن أن ننظر بتاتاً إلى العملية بشكل مستقل ومنعزل عن ارتباطها بمناورة مُعدّة وبخطط مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات، التي في مواجهة وحدات الأسطول الخامس الأميركي لن تكون (هذه الاحتمالات) بسيطة أو سهلة أو تقليدية، فيما لو قررت قيادة هذا الأسطول التعامل مع الحدث، المؤلم معنوياً لها، بما تملكه من قدرات، وبما يحفظ موقعها ومعنوياتها، وهذه الخطط المُعدّة من قبل الوحدات الإيرانية، والتي من الطبيعي أنها مستنتجة من قبل الوحدات الأميركية في حالات الاشتباك أو المواجهة المباشرة، حدّدت لهذه الوحدات أو ساعدتها على اتخاذ قرارها السريع والمناسب، بالانكفاء الفوري عن مهمة تخليص الناقلة من براثن وحدات الحرس الثوري، والانسحاب من بقعة العملية ومحيطها، أمام مرأى الحرس الإيراني والعالم.
من هنا، يمكن القول إن إيران عبر هذه العملية، ومن خلال ما قامت به، أولاً، أثبتت التالي:
- أنها لاعب أساسي ومؤثر في منطقة من الأكثر حساسية في العالم، لا بل أثبتت أنها اللاعب الأول من دون منازع في مسرح اشتباك استراتيجي، تنخرط فيه أقوى القوى والجيوش على الصعيد الدولي.
- أنها، وعند تعرّض مصالحها وأمنها القومي ومكانتها لأي خطر أو استهداف، جاهزة للذهاب بعيداً حتى النهاية، غير آبهة بأيّ مواجهة مهما كان مستواها. وفي الوقت الذي نرى فيه أن هناك قوى كبرى، تجد صعوبة في مواجهة الوحدات الأميركية المصنّفة من أقوى الوحدات عالمياً، نرى أن إيران تعتبر المواجهة مسؤولية وواجباً وحقاً وخياراً.
- حيث يصعب على دول كبرى التدخل بتحدٍّ وبقوة، في بقعة تشهد أكبر حشد عسكري برّي وبحري وجوّي في العالم، نجد إيران، رغم كل ذلك، تتدخل كما يجب، وبما يحفظ ويحمي حقوقها الطبيعية والبديهية، وبما يثبت قدرتها في تلك المنطقة، حافظة موقعها، لاعباً أساسياً في الاشتباك الإقليمي من ضمن الاشتباك الدولي، المرتبط بقوة بالصراع الدائر حالياً حول الاتفاق النووي مع أغلب القوى العالمية.
أخيراً، من خلال كامل مسار هذه العملية ومعطياتها وارتباطاتها بالاشتباك الدولي، فرضت إيران معادلة جديدة ولافتة مفادها: لا يمكن لأيّ قوى إقليمية أو غربية، وبالتحديد لا يمكن للأميركيين، فرض المعادلات بمعزل عن إيران، وأي معادلة كانت، في منطقة الخليج أو مرتبطة بمنطقة الخليج، إذا كانت عسكرية أو تجارية أو بحرية أو استراتيجية، لا تكتمل ولن يكتب لها النجاح، من دون أن يكون لإيران دور رئيسي في صياغتها وبلورتها والعمل بها
المصدر:المیادین.
العراق: مقتل متظاهر وسقوط عشرات الجرحى خلال التظاهرات في المنطقة الخضراء
احتكاك بين المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات وقوات مكافحة الشغب عند بوابة المنطقة الخضراء في بغداد، وقوات الأمن تعمل على تفريق المتظاهرين.
- قوات الأمن تعمل على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيل للدموع (وسائل التواصل الاجتماعي).
أفاد المراسلون بوفاة أحد المتظاهرين متاثراً بجروح أصيب بها في الصدامات التي وقعت في بغداد.
واستقبلت مؤسسات وزارة الصحة في بغداد عدداً من الجرحى من القوات الأمنية والمتظاهرين بلغ مجموعهم 125 جريح، 27 منهم من المدنيين والباقين من القوات الأمنية وكانت أغلب الإصابات بسيطة إلى متوسطة.
وأكّدت الوزارة استنفار كافة مؤسساتها ومنتسبيها لتقديم جميع الخدمات الطبية المطلوبة.
وفي مساء اليوم الجمعة، أصيب بعض المتظاهرين المحتجين رفضاً لنتائج الانتخابات بجروح إثر احتراق خيمهم، قرب مدخل المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق.
وفي وقت سابق من اليوم، بتجمّع جمهور القوى المعترضة على نتائج الانتخابات عند جميع بوابات المنطقة الخضراء بهدف إغلاقها.
وعملت قوات الأمن على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، فيما رشق المحتجون قوات مكافحة الشغب عند مدخل المنطقة الخضراء.
وبحسب مراسلنا، فقد هدأت المواجهات التي نشبت بين رافضين لنتائج الانتخابات والشرطة في بغداد وذلك بعد مساعٍ أدت لاحتواء التوتر.
اللجنة التحضيرية للتظاهرات: شعبنا لن يخضع لمؤامرة التزوير
بالتزامن، أصدرت اللجنة التحضيرية للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات في بغداد والمحافظات بياناً قالت فيه إنّ "ما حصل من تزوير في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بإشراف الكاظمي وبتنفيذ المفوضية ودويلة إمارات الشر، قد لاقى رفضاً شعبياً بمختلف الفعاليات من اعتصامات وتظاهرات سلمية، ومنها تظاهرات اليوم التي خرجت في 9 محافظات من البلاد".
وأضافت أنّ "المتورطين بالتزوير ومن يقف خلفهم لم يستمعوا إلى صوت الحق بل وتمادوا ضد التظاهر السلمي بإعطاء الأوامر لإطلاق النار الحي تجاه المحتجين العزل في بغداد"، محملةً "الكاظمي ومن خلفه عبد الوهاب الساعدي وحامد الزهيري المسؤولية المباشرة لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى جراء تعاملهم الوحشي مع أبناء شعبنا الأبي المطالبين بإعادة الحق لأهله".
وأكّدت اللجنة في بيانها على أنّ "شعبنا العزيز لن يخضع أبداً لمؤامرة التزوير، ولن تردعه أدوات الإجرام، ويمتلك من الإرادة والعزم ما يضمن استمرار مطالبته الحقة وبكل الوسائل المتاحة لاسترجاع ما تم سرقته من أصواتهم".
وكانت تنسيقية المتظاهرين في بغداد أعلنت في بيانها أمس أن اليوم الجمعة هو يوم "الفرصة الأخيرة".
مفوضية الانتخابات في العراق التي تعنى بعملية إعادة فرز يدوية للأصوات، كانت أعلنت عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، عدم ثبوت حصول أي تغيير في النتائج أو تزوير حتى الآن.
وتستمر التظاهرات في العراق رفضاًَ لنتائج الانتخابات العراقية، وطالبت اللجنة التحضيرية للتظاهرات، الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، باعتماد آلية العدّ والفرز اليدويَّين في أي انتخابات مقبلة، كما دعت إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي.
وفي الـ25 من تشرين الأول / أكتوبر، دعت القوى الوطنية، المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، رئيس الجمهورية برهم صالح إلى التدخل "لمنع اتجاه الأحداث نحو ما هو أخطر". وجاءت الاحتجاجات في البلاد عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي اعتبرتها مجموعة كبيرة من القوى السياسية غير صحيحة، مشكّكةً في نزاهة عملية فرز الأصوات وصدقيتها.
المصدر:المیادین
مصادر: العسكريون والسياسيون في السودان يقتربون من التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة
قالت مصادر لوكالة "بلومبيرغ" إن العسكريين والسياسيين في السودان يقتربون من التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة، مع تكثيف الجهود الدولية لعكس الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن "المفاوضات بين زعيم الانقلاب عبد الفتاح البرهان وجماعات متمردة سابقة ورئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك استمرت يوم الثلاثاء في العاصمة الخرطوم"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من إحراز تقدم، فإن الاختلافات الرئيسية لا تزال قائمة والنتيجة غير مضمونة".
وقال عماد عدوي، رئيس الأركان السابق للجيش السوداني، بعد إطلاعه على المحادثات من قبل كبار قادة الجيش: "أعتقد أنهم سيتوصلون إلى نتيجة في القريب العاجل".
وبحسب المصادر، فإن أحد الاقتراحات التي يتم مناقشتها هي منح الحمدوك صلاحيات أكبر ولكن مع حكومة جديدة تحظى بقبول من الجيش".
المصدر: "بلومبيرغ"
قطع العلاقات الاقتصادية بين السعودية ولبنان.. الحلول متاحة والسوق البديلة متوفرة
محمود جباعي
تداعيات عدة أثارتها الأزمة السعودية المفتعلة مع لبنان. بغض النظر عن المفاعيل السياسية لهذه الأزمة، لا بد من التركيز على الجانب الاقتصادي منها لما له من أهمية ولما حازه من نقاش خلال الأيام الأخيرة.
* لبنان يستورد من السعودية أكثر مما يصدر اليها
لا شك بأن لبنان اليوم بحاجة الى كل أنواع المساعدات المالية والاقتصادية وبحاجة الى فتح أسواق اقتصادية جديدة لا اقفال أسواق مفتوحة بوجهه. وتختلف الآراء حول حجم التأثير الاقتصادي على لبنان بفعل قطع العلاقات الخليجية معه وخاصة السعودية، ولكن بكل تأكيد أن لهذه الاجراءات انعكاسات سلبية على لبنان. بكل الاحوال، سنلخص طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، مع الاشارة مسبقًا الى أن لبنان بدوره، يمثل سوقًا هامة للصادرات السعودية. كما لا بد من الاشارة الى قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتقييد حركة التحويلات المالية من السعودية الى كل دول العالم منذ 3 سنوات، وهو بالطبع، ما أثر مسبقًا على حجم الحوالات من السعودية الى لبنان بالدولار:
1 - يبلغ عدد المستثمرين اللبنانيين في السعودية أكثر من 600 مستثمر، تتركز استثماراتهم في أعمال المقاولات والديكورات والمطاعم وكذلك يساهمون في انتاج بعض الصناعات الغذائية.
2 - تعتبر العمالة اللبنانية محركًا هامًا للاقتصاد السعودي.
3- يعتبر العمال اللبنانيون من الأمهر في مجالاتهم ويفيدون بذلك الدول المستضيفة من خلال زيادة نسبة الانتاجية لديها، مقابل حصولهم على مداخيل عالية ومحترمة.
4- يسكن في المملكة العربية السعودية حوالي 300 ألف لبناني أي ما يعادل 75% من مجمل الجالية اللبنانية في الخليج الفارسي. ويعملون في شتى المجالات في المملكة.
5- تقدر التحويلات المالية من دول الخليج الفارسي ككل وليس من السعودية حصرًا، الى لبنان، بحوالي 3 مليارات دولار سنوياً.
6- في المقابل، تقدر قيمة الصادرات اللبنانية الى دول الخليج الفارسي بحوالي 900 مليون دولار سنوياً، تستقبل منها المملكة العربية السعودية بقيمة تقدر بحوالي 400 مليون دولار اي بنسبة تصل الى 45% من مجمل الصادرات اللبنانية الى دول الخليج الفارسي.
7- يبلغ حجم التبادل التجاري اللبناني مع السعودية قيمة تقدر بحوالي 600 مليون دولار سنوياً كمعدل وسطي في آخر 10 سنوات.
8- تستورد السعودية من لبنان بقيمة 220 مليون دولار سنوياً كحد تقريبي بينما يستورد لبنان من المملكة بقيمة تصل الى 380 مليون دولار سنوياً.
تظهر الأرقام السابقة الأهمية المتبادلة للعلاقات الاقتصادية بين السعودية ولبنان. والواضح من هذه الاحصاءات والمعلومات أن لبنان ليس الخاسر الوحيد من وقف التبادل التجاري، لا سيما أنه يستورد من السعودية أكثر مما يصدر اليها.
* السوق السعودية ليست آخر المطاف.. السوق البديل متوفر
على المقلب الآخر، فإن اغلاق الأسواق السعودية بوجه الصادرات اللبنانية، لن يكون آخر المطاف. فعلى الدولة اللبنانية اليوم التفكير جديًا بتوسيع حجم الأسواق اللبنانية من أجل ايجاد بدائل متوفرة فعليًا في بلدان كالعراق وسوريا اللتين يمكن لهما معاً أن تمدا السوق اللبناني بمختلف حاجاته التي يستوردها من السعودية وكذلك يمكن لهما أن تستوعبا كل الصادرات اللبنانية المصدرة الى المملكة وبعض دول الخليج الفارسي الأخرى وخاصة ان معظم هذه الصادرات اللبنانية هي سلع زراعية تحتاجها أسواق الدول المجاورة وبكلفة نقل أقل على المصدرين اللبنانيين.
خلاصة القول إن ما يتعرض له لبنان اليوم من ابتزاز يمكن له ببساطة أن يجد بديلًا تجاريًا عنه مع التأكيد على أهمية تصحيح العلاقات مع جميع الدول العربية ابتداءً من الشقيقة والجارة سوريا مرورًا بدول الخليج الفارسي التي تربطنا بها علاقات تاريخية، ولكن بالتأكيد ليس على حساب كرامة لبنان وسيادة قراره وحرية مواطنيه.
المصدر:فارس