emamian

emamian

وأصدرت الأمانةُ العامّةُ للعتبة العبّاسية المقدّسة بعد ظهر اليوم الثلاثاء 28 سبتمبر الجاري بياناً رسميّاً أكّدت فيه أنّ أعداد الزائرين المسجّلين وفقاً لمنظومة العدّ الإلكترونيّ، للمدّة من (7) صفر الخير لغاية منتصف نهار (20) العشرين منه، بلغت (16.327,542) ستة عشر مليوناً وثلاثمائة وسبعة وعشرين ألفاً وخمسمائة واثنين وأربعين زائراً، دخلوا من خمسة مداخل رئيسيّة هي: (بغداد - كربلاء)، (نجف - كربلاء)، (بابل - كربلاء)، (حسينيّة – كربلاء) بمسارَيْن.

وفي ما يلي نصّ البيان:

نرفعُ أحرّ التعازي لإمام زماننا الحجّة بن الحسن(صلوات الله عليه وعلى آبائه)، والمراجع العظام والعالم الإسلاميّ أجمع، لا سيّما عراق الأنبياء والأوصياء والأولياء، بذكرى أربعينيّة الإمام الحسين(عليه السلام)، سائلين الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كلّ سوء، وأن يُرجِع زائري أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) إلى مدنهم وأوطانهم سالمين غانمين بقبول الأعمال والطاعات.

وكعادتها منذ أكثر من 13 قرناً، تشرّفت مدينةُ كربلاء المقدّسة بضيوف وزوّار سيّد الشهداء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) في الزيارة الأربعينيّة لهذه السنة 1443هـ، وكان لخَدَمَةِ العتبات المقدّسة شرفٌ عظيم باستقبال وتقديم الخدمات المتنوّعة للزائرين الكرام، وشملت هذه الخدمات العديد من الفعّاليات الطبّية والخدميّة والعزائيّة، ومنها خدمة توثيق أعداد الزائرين بمنظومة العدّ الإلكترونيّ، للقادمين إلى مداخل مدينة كربلاء المقدّسة الرئيسيّة، من قِبل شعبة الاتّصالات في العتبة العبّاسية المقدّسة وللعام السادس على التوالي، والتوثيق التحليليّ الإحصائيّ لباقي الخدمات في مدينة كربلاء المقدّسة، من قِبل مركز الكفيل للمعلومات والدّراسات الإحصائيّة.

فبلغ عددُ الزائرين الذين استقبلتهم مدينةُ كربلاء المقدّسة منذ يوم (7 صفر الخير) لغاية الساعة 12:00 ظهراً من يوم (20 صفر الخير)، وفقاً لمنظومة العدّ الإلكترونيّ وعلى خمسة مداخل رئيسيّة هي: (بغداد – كربلاء / نجف - كربلاء / بابل - كربلاء / حسينيّة – كربلاء "بمسارَيْن") لهذه السنة، نحو (16,327,542) ستة عشر مليوناً وثلاثمائة وسبعةٍ وعشرين ألفاً وخمسمائةٍ واثنين وأربعين زائراً.

وتضمّن البيانُ إحصائيّاتٍ لأعداد الزائرين وفقاً لمنظومة العدّ الإلكترونيّ لآخر ستّة أعوامٍ:

1- (16,327,542) ستّة عشر مليوناً وثلاثُمائةٍ وسبعةٌ وعشرون ألفاً وخمسُمائةٍ واثنان وأربعون زائراً للسنة الهجريّة 1443.
2- (14,553,308) أربعة عشر مليوناً وخمسُمائةٍ وثلاثةٌ وخمسون ألفاً وثلاثُمائةٍ وثمانية زائرين للسنة الهجريّة 1442.
3- (15,229,955) خمسة عشر مليوناً ومائتان وتسعةٌ وعشرون ألفاً وتسعُمائةٍ وخمسةٌ وخمسون زائراً للسنة الهجريّة 1441.
4- (15,322,949) خمسة عشر مليوناً وثلاثُمائةٍ واثنان وعشرون ألفاً وتسعُمائةٍ وتسعةٌ وأربعون زائراً للسنة الهجريّة 1440.
5- (13,874,818) ثلاثة عشر مليوناً وثمانمائةٍ وأربعةٌ وسبعون ألفاً وثمانمائةٍ وثمانية عشر زائراً للسنة الهجريّة 1439.
6- (11,210,367) أحد عشر مليوناً ومائتان وعشرةُ آلافٍ وثلاثُمائةٍ وسبعةٌ وستّون زائراً للسنة الهجريّة 1438.
 
 

بداية مرحلة جديدة في أكبر مؤسسة إعلامية في إيران، بتعيين من قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي أصبح بيمان جبلي ثامن رئيس لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الايرانية.

 

جبلي الذي كان يشغل حتى الان منصب رئيس دائرة الاعلام الخارجي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون؛ يحمل شهادة آكادمية في الاعلام وهو أحد المدراء الذين لديهم خلفية حافلة بالانجازات والتجارب في هذه المؤسسة الاعلامية الكبيرة.

قبل ترأسه لدائرة الاعلام الخارجي، كان عضوا في الهيئة العلمية في جامعة الإذاعة والتلفزيون، وكان ايضا معاونا لرئيس الإذاعة والتلفزيون في شؤون الاخبار، هذا وشغل جبلي لسنوات طوال منصب المدير العام للاخبار في قناة العالم، ومدير مكتب القناة في بيروت.

لم يقتصر سجل بيمان جبلي على عمله في الاذاعة والتلفزيون وحسب، حيث شغل نائبا اعلاميا ومساعدا لأمين مجلس الأمن القومي في ايران في عهد الامين السابق سعيد جليلي، كما كان بيمان جبلي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى تونس ايضا.

جبلي، الذي اجتاز جميع مناصب الأخبار في أكبر مؤسسة إعلامية في البلاد، يجيد اللغة العربية والإنجليزية بطلاقة ويتحدث لغات أخرى.

تعدّ المعرفة الاكاديمية والخبرة العملية والمرور بمستويات وتسنّم مناصب مختلفة في الإذاعة والتلفزيون من بين السمات الإيجابية لبيمان جبلي في مجال إدارة الإعلام التي يمكن أنْ تكون فعالة في تحسين الجودة والمستوى المهني في اكبر المؤسسات الاعلامية الايرانية.

المصدر:العالم

قيمت مراسم عزاء الأربعين لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) وأصحابه الأوفياء، بمشاركة قائد الثورة الاسلامية، الإمام الخامنئي، عبر الاتصال بالفيديو بين حسينية جامعة طهران وحسينية الإمام الخميني (قده). وفي كلمته في هذه المراسم، دعا الإمام الخامنئي، في إشارة إلى الأهمية الخاصة للأربعين يوماً، من عاشوراء إلى 20 صفر سنة 61 هـ في تاريخ الإسلام، الشبابَ والطلاب للاستعداد للدخول في ميدان التبيين والكشف.
 

في هذه المراسم، وصف قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، بكلمة مقتضبة، المرحلةَ ما بين عاشوراء إلى الأربعين بأنها من المراحل المهمة جداً في تاريخ الإسلام، وقال: «إذا كانت عاشوراء ذروة المجاهَدة والتضحية بالأرواح العزيزة والعظيمة، فإن مرحلة الأربعين يوماً من بعدها كانت ذروة المجاهَدة لتبيين الحقائق وكشفها»، مضيفاً: «هذا التبيين الجهادي للإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) والسيدة أم كلثوم (ع) والصبر الفائق لآل الرسول (ص) مكمّلٌ لتلك التضحية وأدى إلى تخليد ثورة كربلاء». 
وحول الهجمة الدعائية للأعداء بُغية التأثير في الرأي العام بمختلف الأساليب والأدوات، رأى الإمام الخامنئي أن «خطوة التبيين تعطل تأثير الهجمات الدعائية»، وأردف: «أيها الطلاب الأعزاء، وأنتم ثمرة قلب الشعب والأمل الحقيقي للوطن، ليُنِرْ كلٌّ منكم ما حوله كالمصباح ولتبَدّدوا الغموض عبر الاهتمام بتبيين الحقائق». 
في هذا السياق، أشاد سماحته بأهمية إمكانات الفضاء المجازي والإعلامي في التنوير والرد على الإبهامات، قائلاً إن «المبدأ الحاسم في جهاد التبيين وإعادة سرد الحقائق هو استخدام الأساليب الأخلاقية والتعبير عن القضايا بالمنطق والرصانة والعقلانية الكاملة، والاستفادة من المشاعر الإنسانية، وتجنب السباب وقذف التهم والكذب والخداع أمام الرأي العام». 
كذلك، أعرب الإمام الخامنئي عن سعادته لحقيقة أن الشباب «مجهزون بالفكر والعقلانية والكثير من الوعي»، مشدداً على تعزيز هذه الخصائص. وقال: «نهج الإمام الحسين (ع) نهجٌ مباركٌ وعذبٌ ويصل إلى نتيجة وتوفيق حتمي... سوف تتمكنون، أنتم الشباب، إن شاء الله، من إيصال البلاد إلى قمم السعادة المعنوية والمادية، بالاستلهام من هذا النهج والمعارف النورانية». 

خلال المراسم، تحدث حجة الإسلام والمسلمين رفيعي عن أن «نهضة عاشوراء هي عامل الحفاظ على الإسلام وبقائه»، وقال: «بناءً على نص زيارة الأربعين، إن العملين العظيمين للإمام الحسين (ع) هما النصيحة ورجائه الخير للآخرين حتى يوم عاشوراء وبذل الروح لإنقاذ المجتمع من الضلال، فعلى شيعة أهل البيت (ع) الاستعداد دائماً للتضحية في سبيل الله». كما جرى في المراسم نفسها قراءة السيد ميثم مطيعي المرثيات وذِكر المصيبة.

منذ حصوله على الاستقلال عام 1956، كان السودان مسرحا للعديد من الانقلابات العسكرية نجح بعضها فيما فشل البعض الآخر.

الجيش السوداني ينتشر في شوارع الخرطوم (مواقع التواصل الإجتماعي)

رسميا أعلن الجيش السوداني الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021، إحباط محاولة انقلاب للاستيلاء على السلطة في البلاد، والقبض على 21 ضابطا من المتورطين فيها.

ومنذ حصوله على الاستقلال عام 1956، كان السودان مسرحا للعديد من الانقلابات العسكرية نجح بعضها فيما فشل البعض الآخر.

1957.. أول محاولة فاشلة

ـ يونيو/حزيران 1957: قاد مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة إسماعيل كبيدة انقلابا ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري، وتم إحباط محاولة الانقلاب في مراحلها الأخيرة.

1958.. أول انقلاب ناجح

ـ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1958: قاد الفريق إبراهيم عبود أول محاولة انقلاب ناجحة ضد حكومة منتخبة مكونة من ائتلاف "حزب الأمة" و"الحزب الاتحادي الديمقراطي" (أكبر حزبين)، وحينها كان يرأس إسماعيل الأزهري مجلس السيادة وعبد الله خليل رئاسة الوزراء.

ـ تسجل وثائق التاريخ والتحليل السياسي أن الانقلاب وجد بيئة ملائمة تمثلت في الصعوبات الاقتصادية وانخفاض احتياطي العملة الصعبة واشتداد الصراعات السياسية بين الأحزاب.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 1964: قامت ثورة شعبية أسقطت حكم عبود الانقلابي.

1969.. الانقلاب الثاني

ـ لم تكن عودة الحكم المدني إثر ثورة 1964 مرادفا لإقامة سلطة ديمقراطية مستقرة وقادرة على تلبية مطالب السودانيين، بل إن الأطراف السياسية دخلت في حلقة جديدة من الصراعات العقيمة، خاصة أن أيا منها لم يكن قادرا على نيل أغلبية مريحة في الاستحقاقات الانتخابية التي كانت تنظم.

ـ 25 مايو/أيار 1969: نفذ مجموعة "الضباط الأحرار" بقيادة جعفر نميري انقلابا عسكريا، سبقته أجواء سياسية مأزومة عنوانها المؤامرات والتحالفات المتهافتة على السلطة.

ـ بعد إعلان الحكومة اتضح أن توجه الانقلابيين السياسي يساري، فالغالبية العظمى من الوزراء الـ22 الذين أعلنت أسماؤهم صبيحة يوم الانقلاب إما شيوعيين أو رفقاءهم، وإما قوميين عربا، أو اشتراكيين.

ـ خلافا لانقلاب 1958 الذي سارع اليساريون الشيوعيون حينها إلى إدانته، سارع "الرفاق" هذه المرة إلى تأييد التحرك العسكري، داعين إلى حمايته من "الثورة المضادة"، لكن سرعان ما بدأت الخلافات تدب بين نميري ومؤيديه الشيوعيين.

ـ كانت الخلافات بين نميري والحزب الشيوعي تشمل جوانب داخلية وأخرى خارجية، حيث كان الحزب يرفض سعي نميري للالتحاق باتحاد الجمهوريات العربية مع مصر وليبيا الذي أعلن في طرابلس في 27 ديسمبر/كانون الأول 1969، بينما رفض الحزب داخليا حل نفسه والانضمام إلى الحزب الاشتراكي.

1971.. حركة تمرد

ـ بعد عامين من الانقلاب، وقع خلاف امتدت خيوطه إلى داخل المؤسسة العسكرية، ليحدث تمرد عسكري جديد، حيث قام ضباط يحملون الأفكار الشيوعية بانقلاب يوليو/تموز 1971، معلنين عزمهم محاربة "الاستعمار الجديد" والقطع مع الموالاة للغرب التي اتهموا بها نظام نميري.

ـ لم يستمر التمرّد سوى 3 أيام، حيث تدخلت قوى دولية وإقليمية عديدة تتقدمها مصر السادات وليبيا القذافي وشركة بريطانية (Lonrho)، إلى جانب دعم داخلي لهذا التدخل قاده رجل أعمال سوداني اسمه خليل عثمان، وهو ما قضى على التمرد العسكري بسرعة قياسية.

ـ عاد نميري إلى السلطة بعد القضاء على التمرد، وفرض عقيدة جديدة في صفوف الجيش تتمثل في أداء القسم على الولاء للنظام بدل الأمة، كما أسس فروعا اقتصادية تابعة للجيش، محولا بذلك المؤسسة العسكرية إلى طبقة اجتماعية ذات مصالح تجعلها مضطرة للدفاع عن النظام القائم.

ـ أصبح الجيش السوداني إثر ذلك المتحكم الأول في تزويد البلاد بالمواد الاستهلاكية، وارتبط بعلاقات مصالح متبادلة مع طبقة التجار، وانتهى بذلك العهد الذي كان يتم فيه إرضاء الفئات العسكرية المتمردة عبر امتيازات زراعية فقط.

ـ رغم حرص نميري على إنهاء بعض النزاعات الداخلية الكبرى التي كانت تطرح تحديات على حكمه، مثل توصله إلى اتفاقات مع أحزاب المعارضة في الشمال، فإن غضب بعض كبار ضباط الجيش كان يتنامى ضده بفعل إمعانه في فرض دكتاتوريته وإطلاق يد الأجهزة الأمنية لقمع الأصوات المعارضة.

ـ عام 1983: طرح نميري القوانين المستلهمة من الشريعة، سعيا منه لتجنب معارضة القوى السياسية المحافظة وذات الأفكار الدينية.

1985.. انتفاضة مارس وانقلاب أبريل

ـ 7 مارس/آذار 1985: بدأت الانتفاضة ضد حكم نميري بخروج عمال سكة حديد عطبرة في مظاهرات احتجاجية بسبب موجة الغلاء وارتفاع الأسعار، تبعتها مظاهرة طلابية خرجت من جامعة الخرطوم وصلت ذروتها يوم 26 مارس/آذار.

ـ 6 أبريل/نيسان 1985: بعد انضمام فئات أخرى إلى العصيان المدني الشامل وسلسلة الإضرابات والمظاهرات، أقدم الجيش على إعلان نهاية حكم نميري، وذلك استباقا لمسيرة دعا إليها قضاة ودبلوماسيون كان يفترض أن تجري في اليوم نفسه.

ـ تصدى لعملية عزل نميري قائد عسكري كبير هو الفريق عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، معلنا تشكيل مجلس عسكري أعلى لإدارة المرحلة الانتقالية تحت رئاسته، وحدّد مدة هذه الفترة في سنة واحدة تجرى الانتخابات في نهايتها.

ـ بعد عام واحد من عزل نميري، جرت الانتخابات التي أصر سوار الذهب على تنظيمها في التاريخ الموعود، وكشفت نتائجها عن صعود غير مسبوق للإسلاميين (الجبهة الإسلامية القومية)، حيث نالوا 51 مقعدا، واحتلوا المرتبة الثالثة بعد كل من الحزب الاتحادي (63 مقعدا) وحزب الأمة (100 مقعد).

1971.. هاشم العطا

ـ 19 يوليو/تموز 1971: نفذ الضابط هاشم العطا، ومجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" بالجيش السوداني انقلابا.

ـ تمكن العطا من الاستيلاء على السلطة ليومين، قبل أن يعود نميري إلى السلطة، ويحاكم الانقلابيين، وتم إعدامهم ومعهم عدد من قادة "الحزب الشيوعي"، على رأسهم زعيم الحزب عبد الخالق محجوب.

1975.. انقلاب حسن حسين

ـ سبتمبر/أيلول 1975: خلال حكم نميري، قاد الضابط بالجيش حسن حسين، محاولة انقلاب جديدة لكن تم إحباطها وأعدم الانقلابيون.

1976.. معارك في شوارع الخرطوم

ـ يوليو 1976: حاولت القوى السياسية التي كانت تعارض حكم نميري السيطرة على السلطة، فقاد العميد محمد نور سعد، محاولة انقلاب جديدة بمشاركة عناصر تسللت عبر الحدود من ليبيا إلى السودان.

ـ دارت معارك في شوارع الخرطوم بين القوات الحكومية وقوات الانقلابيين، أسفرت عن مقتل مئات من الانقلابيين، فيما تم لاحقا إعدام قائد الانقلاب.

1989.. انقلاب البشير

ـ عام 1989: أصدر 150 من ضباط الجيش مذكرة مطالبين الحكومة بإيقاف التدهور الاقتصادي وإنهاء حالة الانفلات الأمني وتوسيع التحالف الحكومي ليشمل جميع الأحزاب السياسية.

ـ 30 يونيو/حزيران 1989: تحت غطاء سياسي قوامه التيار الإسلامي، قاد العميد عمر البشير انقلابا ضد الحكومة المدنية المنتخبة التي كان يرأسها الراحل الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك.

ـ شن الانقلابيون حملة اعتقالات طالت قادة جميع الأحزاب السياسية بمن فيهم حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية القومية.

ـ منتصف التسعينيات عاد الترابي ليُنتخب رئيسا للبرلمان، في تقاسم هش للسلطة، بعدها آلت علاقة الرجلين إلى الفرقة والشقاق في أغلب مراحل العقود الثلاثة الماضية.

28 رمضان 1990

ـ أبريل/نيسان 1990: قاد اللواء عبد القادر الكدرو واللواء محمد عثمان ما سمي بـ"انقلاب 28 رمضان" لكنه فشل، وأعدم نظام البشير 28 ضابطا بمن فيهم قادة الانقلاب.

حزب البعث 1992

ـ مارس/آذار 1992: وقع انقلاب بقيادة العقيد في الجيش أحمد خالد، ونُسب الانقلاب إلى "حزب البعث"، لكن الانقلاب فشل وتم وضع قادته في السجن.‎

فترة حكم المجلس العسكري

ـ أثناء فترة حكم المجلس العسكري التي استمرت من 11 أبريل وحتى 17 أغسطس/آب 2019، أعلن المجلس عن إحباط انقلابين.

هاشم عبد المطلب 2021

ـ 11 يوليو/تموز 2021: أعلن الجيش إحباط محاولة انقلاب هدفت للإطاحة بالمجلس العسكري، وتم اعتقال 12 ضابطا.

ـ 24 يوليو/تموز 2021: أعلن اعتقال رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب أحمد، بوصفه قائد ومخطط المحاولة الانقلابية.‎

سبتمبر/أيلول 2021

ـ في 21 سبتمبر/أيلول 2021: أعلن العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش إحباط محاولة انقلابية شهدتها البلاد، والسيطرة على الأوضاع تماما.

ـ كشف وزير الدفاع السوداني الفريق ركن ياسين إبراهيم، أن قائد المحاولة الانقلابية هو اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي ومعه 22 ضابطا برتب مختلفة وعدد من ضباط الصف والجنود.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

نقلت جريدة "الشروق" التونسية عن مصادر متطابقة أن الرئيس قيس سعيد، سيعلن اليوم الجمعة عن تركيبة الحكومة الجديدة، كما سيعلن عن تعيين توفيق شرف الدين رئيسا لها.

وأضافت المصادر أن أغلب الوزراء سيتغيرون، فيما قد يعتمد التنظيم الجديد للحكومة على طريقة الأقطاب، مثل القطب الاقتصادي والمالي، ويقوده وزير سابق للمالية زمن أزمة الحكم في تونس ما بعد 2011، معروف بعلاقاته الدولية المالية السالكة.

وكان سعيد أصدر الأربعاء أمرا رئاسيا يتعلق بتدابير استثنائية، يتولى هو بموجبها إعداد مشاريع التعديلات المتعلقة بالإصلاحات السياسية، في تحرك أثار موجة من الغضب والانتقادات لدى عدد من القوى الساسية والاجتماعية في البلاد.

المصدر: الشروق

 

 

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد الخامنئي ان اسبوع الدفاع المقدس مرصع باسماء وذكرى الشهداء الابرار، وقال ان دماء الشهداء الطاهرة سجلت حقانية الجمهورية الاسلامية الايرانية في جبين التاريخ.

جاء ذلك في رسالة وجهها سماحة القائد لمناسبة يوم تكريم ذكرى شهداء ومضحي الدفاع المقدس (1980-1988)، والتي تلاها ممثل الولي الفقيه في شؤون الشهداء والمضحين في روضة شهداء مقبرة "جنة الزهراء (س)" بعد ظهر اليوم الخميس.   

وورد في الرسالة: ان اسبوع الدفاع المقدس مرصع باسماء وذكرى الشهداء الابرار. تضحياتهم (الشهداء) المخلصة وسائر المضحين، اهدت الانتصار للشعب الايراني وسجلت دماؤهم الطاهرة حقانية الجمهورية الاسلامية الايرانية في جبين التاريخ.

واضاف: الدرس الكبير لقدوات التضحية اولئك هو؛ اينما كانت الجهود المخلصة يتحقق الانتصار والشموخ ايضا.

تابع سماحته: والشعب الايراني لن ينسى ابدا هذه الذكرى القيمة ان شاء الله تعالى.

وختم قائد الثورة رسالته: سلام الله على الشهداء ومن قدموا الشهداء وجميع المضحين وقائدهم الامام روح الله.

 

 

جدل واسع في تونس على خلفية وضع الرئيس قيس سعيد تدابير استثنائية تتيح له صلاحيات كبيرة في التشريع عبر مراسيم لا تقبل الالغاء بالطعن وفي ترأس السلطة التنفيذية عبر الاشراف مباشرة على مجلس الوزراء. 

كما اعلن سابقا جاءت التدابير الاستثنائية الصادرة رسميا في تونس لتطلق يد الرئيس قيس سعيد بلا قيد للسيطرة على كل السلطات ولتنهي بشكل عملي عمل البرلمان واجزاء هامة من الدستور.

تدابير يعتبرها عدد من اساتذة القانون الدستوري مدخلا لدكتاتورية جديدة بلا تعديل ولا رقابة.

بيانات تشجب اصدار التدابير الاستثنائية وتعتبر الرئيس قيس سعيد خارجا عن الشرعية اصدرتها عدة احزاب وتصاعدت مطالب سياسيين ونشطاء بضرورة عزله ومحاكمته.

بينما تستفحل الازمة السياسية تتصاعد حدة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

توتر الاوضاع السياسية يدفع بالفرقاء نحو الشارع من جديد.

التجربة الديمقراطية الناشئة في تونس تواجه امتحاناً عسيراً سينتهي حتماً اما الى تثبيتها بنحو اصلاح أخطائها الكثيرة او الى اجهاضها بتجاه نمط حكم فرداني يعيد البلد سنوات الى الوراء.

المصدر:العالم

الجمعة, 24 أيلول/سبتمبر 2021 20:29

المشهد الحسیني وعناوینه الموثقة

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدُ لله ربّ العالمین و الصلاة والسلام التامّین علی سیّد المرسلین محمّد المصطفی وعلی الأئمّة الأطهار من آله الطیّبین، والتحیّة والرضوان علی أصحابهم الأبرار والمؤمنین الأخیار.

 والسلام علی الحفل الکریم ورحمة الله و برکاته.

إنّ الإمام أباعبدالله، الحسین الشهیدعلیه السلام و إمامته و نهضته ومشهده، و کربلاءه، و مجاوریه، وزائریه، وزیاراته، وکراماته، و مجالس عزائه، و شعائره، کلّها أمورٌ معروفةٌ  کمّاً وکیفاٌ، یعیشها الشیعة، و قد تحدّثت عنها الکُتب و في مقدّمتها الكتب الإلهيّة المقدّسة، و الأحادیث الشریفة، و قد أُشبع البحث عنها في کتب السیرة والتاریخ، بجهود أعلام المؤلّفین من المحقّقین، ومن مختلف الأطیاف، و بأنواع الأسالیب نثراً و نظماً و روایة و حکایة، و استوفى الخُطباءُ الأجِلّاء إعلانها علی المنابر، حتی استوعبتها الجماهیرُ الموالیةُ، وَعیاً، واستیقنتها قلوبُهم وأنقسهم  دَرْکاً، و بلّغوها للآخرین، و لایزالُون علی هذه السیرة، یُعیدون الحدیث علی طول المسیرة حتی یتحقّق الخلودُ المنشودُ الذي عبَّر عنه الشاعر:

      کذبَ الموتُ فالحسینُ مخَلَّدْ

 **  ** کُلَّما أَخْلَقَ الزمانُ تَجدّدْ

و نحنُ تفتخرُ بأنّنا علی هذه المسیرة نتّبعُ سیرة الرسول الأکرم صلّی الله علیه و آله و أهل البیت ^ حیثُ أکّدوا علی ذلك کما فی الحدیث الشریف عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام، قال: نَظَرَ النبيُّ صلّی الله علیه و آله إلی الحُسین بن عليّ - و هُوَ مُقبلٌ - فاُجْلسَهُ في حِجْرِه، و قال: «إنّ لِقتل الحُسینِ حرارةً في قُلُوبِ المؤمنینَ لاتَبردُ أَبَداً».

ثمّ قال الصادق علیه السلامُ: «بأَبي قتیلُ کلّ عُبْرة... لایذکرهُ مُؤمنٌ إلّا بکی». رواهُ في (مستدرك الوسائل) «10/318» الحدیث (1084) عن کتاب (الأنوار) للمحدّث ابن همّام.

فهذا الحدیث دلّ علی (تعمیم العبْرةِ علی الحسین) وعلی (استمرار الحُرقة علی قَتْله) إلی الابَدَ.

وبِهَدْیِهم اهتدَینا إلی تعظیم مُناسباتهم نَفرحُ لِفَرحِهم و نحزنُ لِحُزنِهم کما أرادوا، إحیاًءً لذکرهم، وفي کلّ المناسبات نُغرّج علی ذکر الحسین علیه السلام و مشهده، ویکون هو المحور، لیتحقّق ما أخبریه الرسولُ صلّی الله علیه و آله من «تعمیم العبرة علیه» و «تستمرُّ الحُرقة» ولا تخمدُ إلی الأَبَد.

والأسالیبُ التي نُؤدّي بها هذه الوظیفةَ، تتعدّد و تتنوّع - کما  أشرنا - حسب الأذواق و التخصّصات والرغبات، وبحسب ما عند کلّ واحدٍ من الإمکانات، و ما یملکه من الثقافات.

وقد وفّقنی الله الی الوقوف علی أسالیب، سأعرضها هنا، أحسبُها الأُهمّ، لعدم وقوفي علی مَنْ زوالَها کما سأعرض.

الأسلوب الأوّل:

  إنّ المصادر المعتبرة والموثوقة، التي استوعبتْ ما یرتبطُ بالحسین علیه السلام و شؤون سیرته، والمرویّة عن المعصومین ^ علی کثرتها و أهمیّتها، لم نستوف نحن الاطّلاع علی جمیعها ’ لما جری علی تراثنا العزیز من الإبادة علی أثر غفلة الأولیاء، و حقد الأعداء،

لکنْ - و بفضل الله و حسن عنایته - إنّ المبتقی من التراث الحسینيّ، باقٍ في المخازن و دور الکتب، وکذلك في ثنايا التراث الإسلاميّ العامّ، الذي یحتوي طيًّ مباحثه وفصوله و أبوابه، روایات ومقاطع وأنباء وحوادث مهمّة، حول سیرة الحسین علیه السلام وشؤونه، فالمفروض علی العلماء والأدباء والمحقّقین للتراث أن یبذلوا جهوداً - أکثر ما مضی - في البحث عن ذلك وإحيائه وضبطه، ونشره.

وقد وقفتُ في تجوالي بین المصادر الحدیثیة علی حدیثٍ نبويّ شریف احتوی عناوین مهمّة، أطلقها الرسول الأکرم صلّی الله علیه و آله  على «الحسین علیه السلام» هي علی منتهی الروعة، أوردهُ هُنا، وأذکر أسلوباً لعرض العناوین التي وردت فیه.

روی المحدّث الأقدم الشیخ محمّد بن عليّ بن الحسین القمّي ابن بابویه الشهیر ب (الشیخ الصدوق) (ت 381 هـ) في کتابه القیّم (عُیون أخبار الإمام الرضا علیه السلام) (1 ص 59 - 64) رقم (29) من الباب (6) حدیثاً طویلاً، بسند موصول إلی الإمام محمّد الجواد علیه السلام عن أبیه الإمام الرضا علیه السلام عن آبائه الأئمّة ^ عن الإمام الحسین علیه السلام، قال: دخلتُ علی رسول الله، وعنده أُبَيٌّ بن کَعْب، فقال لي رسول الله:

«مَرْحباً، یا أباعبدالله، یا زینَ السماواتِ والأرضینَ».

قال أبيّ: كيف يكون – يا رسول الله - « زینَ السماواتِ والأرضینَ» أحدٌ غيرك؟.

قال له رسول الله:

«يا أُبَيُّ، والذي بُعُثني بالحقَّ نبیّاً: إنّ الحُسین بن عليّ في السماء أکبرُ منهُ في الأرض.

وإنّهُ لمکتوبٌ عن یَمین عرشِ اللهِ عَزّوجَلّ:

« مِصْباحُ هُدَیً وسَفینةُ نَجاة».

« وإمام خَیْرٍ، و یُمْنٍ، و عِزٍّ، و فخرٍ، وعلِمٍ، وذُخْرٍ».

إنّ هذا الحدیث الشریف احتوی أُموراً عظیمة من شؤون الحسین علیه السلام بدأ بترحیب الرسول صلّی الله علیه و آله بذکره بالکُنیة «أبا عبدالله» التي هي تدلّ في العرف العَرَبي علی التعظیم والتبجیل، وقد أطلقها الرسول صلّی الله علیه و آله للحسین علیه السلام و هو صبيٌّ.

ثمّ خطاب الرسول صلّی الله علیه و آله للحسین: «یا زین السماوات والأرضین» الأمر الذي أدهش الصحابيَّ أبَیّاً، فتساءل بما ذکره وکان جواب الرسول صلّی الله علیه و آله، بما أقعد أبَیّاً عن الکلام لأن الرسول صلّی الله علیه واله فلم یُجبْه إلّا بعد أ ن أقسم ذلك القسم العظيم وصرح في تاجواب بأمر غيرالمسؤول عنه، فقال: «إنّ الحُسینَ في السماء اکبر منه في الأرضَ»!

والحکمة في هذا الجواب: أنّ الصحابيّ أُبَیّاً إذا لم یعرف للحسین مقامَه أن یکون زیناٌ للسماوات والأرضین، فکیفَ بغیره من الناس! وتصريح الرسول صلی الله علیه وآله بمقام الحسین في السماء وأنّه «أکبر منه فی الأرض» لیکشف عن عظمة الحسین هکذا وهو أعجب من التصريح السابق.

 وأضاف الرسول علی ذلك ما ذکر من «العناوین» للحسین، مما وهبه الله عزّوجلّ، وأمربکتابتها عن یمین عرشه - وهو أرفع مکان في السماء - وفي هذا دلالة علی ربّانیّة (هذه العناوین) وکونها مقدّسة، لقُدس الموضع الذي کتُبت علیه.

ثمّ إنّ «العناوین» المعروفة عند المسلمین للحسین علیه السلام وسیرته کثیرة، وردت في النصوص المرویّة بطرق مشهورة، عن المعصومین ^، نذکر منها:

عنوان (الشهادة):

إن الشهادة في سبیل الله هي السِمَة العامّة للمعصومین الذین أعلنوا عن قولهم: «ما منّا إلّا مقتولٌ أو مسمومٌ » و قد سجّل التاریخ تحقّق ذلك لهم، ولکنّ الحسین علیه السلام تمیّز بلقب «سیّد الشهداء» فاجتمع له العنوانان «الشهادة» و «سیادة الشهداء».

عنوان (الوراثة عن الأنبیاء):

حیث نتلو في أشهر نصوص زیارات الإمام الحسین علیه السلام انّ الحسین «وارث آدم» و «نوح» و «إبراهیم» و «موسی» و «عیسی» و جدّه «محمّد» الأنبياء العظام عليهم السلام.

فلو أضیقت عناوین «الشهادة» و«السیادة» و«الإرث» هذه إلی ما مرّ في «العناوین التي ذکرت في حدیث الرسول صلی الله علیه و آله، لبلغت الکثرة.

وإذا کانت کلّ هذه «العناوین» متجسّدةً في شخص الحسین علیه السلام فقد کانت الهالة في وجود الإمام الحسین في مشهد کربلاء، فأصبح ذلك المحور، موضوعاً ملأ التاریخ، و سود صحف الکتب، وأعین قرآئها، و آذان مستمیعها، و عُدّ من أفجع «التراجید یا» المحزنة.

 ولو نظرنا إلى الذین خطّطوا فصولها، و مثلوا أدوارها، کمّاً و عدداً، وکیفاً و صوراً، نجدُ أنّها قائمة حول شخص الإمام الحسین علیه السلام، وتدور علی فلك أصحاب الکساء، الذین اشترکوا في الأدوار المهمّة فیها:

فالرسول صلّی الله علیه و آله حضر فیها ممثّلاً بعليّ بن الحسین الاکبر، الذي کان أشبه الناس بالرسول خَلْقاً و خُلُقاً و منطقاً.

و تمثل الإمام أمیرالمؤمنین علیه السلام في ابنه العبّاس أبی الفضل السقّاء.

و مثلّت فاطمة بنت رسول الله: ابنتُها زینب الکبری بطلة کربلاء، التي:

          (ورثتْ مصائب أمِّها   * وغدتْ تُقابِلُها بِصَبر أَبِیْها)

وحضر الإمام الحسن المجتبی علیه السلام ممثّلاً في أولاده القاسم و إخوته.

والحسین خامس أصحاب الکساء - فقد حضّر بذاته المقدّسة لیقدّم نفسه «الفداء» في هذه «التراجید یا» المحزنة.

وأما (المشهد) مکاناً: فهو کربلاء، وزماناً: فهو یوم عاشوراء، والقائمون بها بعد اصحاب الکساء: هم الأنصار الأولیاء الأبرار.

وقام بأدوار الجريمة: أصحاب الجهل والطمع والطاعة العمیاء لولاة الفاسدین أعداء الدین.

و(المشاهدون): هم الؤمتون عبر التاریخ، والمحققون والمثبتون وقائعه ومواقعه، والباحثون عن أسبابه ونتایجه، مضافاً الی الجمهور من ذوي الوجد ان الصادق والضمیر الحيّ، الذین اعترفوا بانّ ا لعدلَ فضیلةٌ، والظلمَ رذیلةٌ.

وفي مقدمة هؤلاء جمیع الأنبیاء، والأوصیاء والأئمّة والأولیاء، والعلماء والمجاهدین، وتبعهم المظلومون والمنکوبون مدی التاریخ.

وقد أصبح المشهد:

«عَبرةً» لا ترقأ أبداً، کلّما تذکروا ذلك المشهد.

و «عِبْرةً» لکلّ من یتحلّی بالإنسانیّة.

 

إنّ (العناوین) المعدودة - في ما ذکرنا - لکلٍّ منها مساحة واسعة للبحث والتحلیل والتدقیق ومعرفة ما له من التأثیر، وما له من الدور في نفوس القارتین والسامعین، الطالبین للمعرفة والهدایة والاستبصار.

وسنذكر الهدف من عرض هذا الأسلوب في مقطع آخر من هذا المقال.

 والآسلوب الثاني الذي أعرضه هنا:

هو ما التزمته في کتابي (الحسین علیه السلام سماته وسیرته) وهو: إنّ النُصوص التي نعتمدها فّي ما یرتبط بالسیرة الحسینیّة، نعرضها بأسلوب نربطها بما حولها من ظروف، ولا نکتفي بترجمة النصّ وتوضیح مفرداته و عرض ما فیه من معلومات قد تکون واضحة للسامع أو مسموعة له بشکلٍ مکرّر علی طول السنوات أو المجالس المتعدّدة والمتشابهة نوعا مّا.

بل، أن نجعل النصّ في الإطار الذي يجمع ما له من ظرف زمنيّ فيه صدر النصّ، و المکاني الذی طبق ووقع فيه مؤدى النض، و تأثیر قائله، و المخاطب الملقى لإليه، لتأثير كلّ ذلك في کشف المراد من النصّ.

ثمّ الدخول الی المتن وربطه، بما سبق من الزمان والمکان والقائل والمخاطب، وغیر ذلك من الأسباب والمسبّبات، وبالتالي الاستنتاج من النصّ للتعریج علی ما یرتبط بالحسین وسیرته حسب ما ثَبَتَ من أخبار المشهد.

وقد تمّ عملي ذلك علی هذا الأسلوب بالاعتماد علی ما رواه المؤرّخ ابنُ عساکر الدمشقيّ، في کتابه الکبیر (تاریخ دمشق) من تاریخ الإمام الحُسین علیه السلام.

وکان الهدف من هذا الاعتماد: إثبات أنّ في تُراث المسلمین عامّة ما فیه الکثیر ممّا یکمّل المقصود من استیعاب المنصوص حول سیرة الحسین علیه السلام.

 و أمّا المصادر الأهمّ: فهي ما رُوي في التراث عن الذین لکلامهم حجیّة وقبول، وهم الصادقون الأمناء، وفي مقدّمتهم أصحاب العزاء والأحرص علی معرفة الواقع في تلك الواقعة ومحورها، وهم الواقفون علی ما کان عند الأنبیاء اولي العزم من أخبار الحسین وأسراره أولئك الذین (ورثهم الحسین) کما ورد في تلك العناوین لارتباطهم بالغیب الموحی إلیهم بالنبوّة، وفي مقدّمتهم سیّدالأنبیاء والمرسلین الرسول الأکرم صلّی الله علیه واله جدّ الحسین، الذي ربّاه في حِجره، وزقّهُ العلم زقاً، فهو الأعرفُ به وبما له من الشأن، وما سيجری علیه في مستقبل أمره لا طلاعه علی حاضره  و مستقبله، فما أعلنه علیه من العناوین، هي الأصدقُ والأحقُّ والأفضلُ، کما رأینا في الحدیث الشریف المذکور، وحدیثُهُ أصدقُ الحدیث في حقّ سبطه وریحانته وقرّة عینه فما أکثر ما تحدّث عن الحسین قبل ولادته، و حینها یوم ولادته، وما أخبر عن أنباء الغیب في شأنه، وقد عُدَّ جمیع ذلك من (دلائل النبوّة) و (أعلام الرسالة) و(أنباء الغیب) ولو جمع کل ذلك فی کتاب باسم (الحسین علیه السلام في تراث النبيّ صلّی الله علیه و آله) لکان من أروع ما یُمکنُ.

وکذلك ما روی عن الأئمّة المعصومین ^ الذين حافظوا علی المشهد الحسینيّ، وآعادوا ذکره، وأحْیَوا أمره علی طول قترة الإمامة:

فهذا أمیرالمؤمنین علیه السلام قد ورد في سيرته ما ذکره عن الحسین علیه السلام و شهادته محدّداً لمکان المشهد علی أرض کربلاء، لما وقف في طریق صِفّين علی تلك التُربة في ذلك الوادي، وتحدّث عن قدسیّة تلك التربة، وعظمتها وأخبر الجیش الذي کان  یصحبُه عمّا یجري علیها ومایرتبط بفصول ذلك المشهد الرهیب، منادیاً الحسین علیه السلام و معزّیّاً.

والإمام الحسن المجتبی علیه السلام في ما روي عنه ممّا یرتبط بأخیه الحسین، أعلن - و هو في أشدّ حالاته یُعاني من السُمّ الذي دَسَّهُ إلیه معاویة - و ذکر الحسین و یومه، فقال: « لا یومَ کیومك! أبا عبدالله».

وأمّا السجّاد زین العابدین علیه السلام ابن الحسین والمناضل معه في معرکة ذلك المشهد، حتّی (أرْثُثَّ) أي أخرج من المعرکة جریحاً، کان وهو الشاهد لکلّ فصول ذل المشهد، والذي کان عضواً ممثلاً فیه،  وأصبح السفیر الناطق عن مجریاته، قولاً، و عملاً، و نقل تفاصیل انفرد بها، عن ذلك المشهد.

والأئمّة الباقون ^ لم تخلُ روایات کلّ منهم عن ذکر الحسین و مشهده، بطرق شتّی، من الاحتفال للحزُن علی المصیبة الراتبة، أو حَثّ الشعراء علی رثائه، أو تشجیع القُرّاء والخطباء والمعزّین علی القیام بذلك، فکان منهم:

 المُفجَّع، والمُستَرِقّ، المُنَشَّدُ، واَلمُسْتَعْطِفُ، والمُسَلَّي، وغیرهم.

وحتّی القائم المنتظر الحجّة المهديّ عجّل الله فرجه، فإنّه قد ورد عنه في (النُدّبَة) علی الحسین ومشهده، ما یقرح الجفون وهو المطالب بثاره من الأعداء عند ظهوره، جعلنا الله من أنصاره.

وأمّا الحسین علیه السلام نفسُه: فقد أتمّ الحُجّة في التعریف بالمشهد بکلّ ما یرتبطُ به، في تعریف شخصه الشریف - محور المشهد - وتقدیم ذاته في کلّ جزئیاته هدفاً و مرمی، وذلك في خطبه وإعلامه و نداءاته و حدیثه وإقداماته، و تضحیاته وماجری علیه و أمامه علی أصحابه، بل یجري علی أهله و عیاله، وما أخبر عن ما یصيب أصحابه وأهل ولائه في مستقبل الأیّام والعصور، في الدنیا وبعدها في الآخرة.

إنّ الإمام الحسین علیه السلام بذلك هو من أعظم المصادر وأقواها حجّة ودلالة واحتواءً لکلّ العناوین المتصوّرة، المعروف منها المذکور، والمجهول غیرالمعروف.

ومن مصادر المشهد الحسینيّ هو المرويّ عن سیدة الموقف (زینب بنت أمیرالمؤمنین) التي دلّت بوجودها في المشهد علي (عناوین) فریدة، من البطولة والجُرأة، والرزانة والإدارة، والدعم والعزم، فکانت (بطلة کربلاء) حقّاً، وقد أدّت دوراً مهمّاً في الإعلان عن جوانب من المواقف، وفي بلاط الحکّام الظلمة، بکلّ صراحة وطلاقة وفصاحة وبلاغة، حتّی قال أحدهم عنها:

 «لمْ أرَخَغِرةً - والله - أنطقَ منها، کانّما تنطِقُ وتُفْرِغ علی لسانأمیرالمؤمنین علیه السلام»

وبهذه النبرة واللهجة، کشفتْ عن واقع«المشهد» وفضحتْ القتلة والظلمة، و كشفت جرائم الحکّام الفسدة، وعبّرتْ بکلّ صراحة عن ظُلامات أهل البیت ^ وهي الصدقة المصدّقة لکونها ممّن حضر و مثّلَ في ذلك المشهد الرهیب الفیجع.

إنّ ما تحتویه هذه الشهادات والإعلانات والتصریحات والأعمال من هؤلاء الطیّبین الطاهرین، أهل البیت ^، تحتوي علی عشرات (العناوین) التي تحتویها، مضافاً إلی المصرّح بها في ما أوردنا من النصوص.

والهدف من ما عرضنا من الأساليب:

والذي نركرُ علیه - بعد هذه الجولة - هو أن تراثنا الموثوق یحتوي علی الکثیر من أخبار المشهد الحسینيّ وعناوینه المهمّة، ممّا لو قام جیلنا الحاضر بالبحث عنه، في ما بأیدینا من التراث، أو في ما هو مخطوطٌ منه، أو في عموم التراث الإسلامي، بحثاً دقیقاً مستوعباً لعثرنا علیه، وفیه من العناوین المهمّة التي تنیر جوانب أهمّ من المشهد الحسینيّ.

هذا من جهة، ومن جهة آخری: فانه لابدّ من عرض العناوین مع تدقیق و تحقیق و بحث عمیق عن متؤدّی کلّ (عنوان) وأبعاده، و مبدءه و سببه ومغزاه وآثره و نتیجته، وتطبیقه، وتعیين موقعه من المشهد الحسینيّ، حتّی یکون لنشره وعرضه علی المجتمع الإسلاميّ، بل الإنسانيّ، فضلاً عن مجال المجتمع المؤمن الحسینيّ، مؤثراً ومفیداً ومنتجاً.

ونداؤنا لکلّ من یحمل فکراً، و منهجاً و أسلوباً یوصل الی هذا الهدف، فالمطلوب والمفروض أن یقوم کلّ منهم بما یحمله من التخصّص، والقُدرة العلمیّة التي یحملها، کي يؤدّي الوظیفة بأحسن ما یُرام و یقوم بالعمل علی إعداد علميّ بعد الاعتماد النصوص  الموثّقة بدقّة علمیّة، وأن تکون الأعمال مرکّزة علی العناوین المنتقاة بالبحث الدقیق الوافي، مع التطبیق علی المشهد الحسینيّ المعروف والموثوق، لیکون نشره مؤکّداً ومقبولاً لدى أهل الخبرة.

فمثل هذا هو المراد من کلّ الجهود التي تبذل من أجل المشهد الحسینيّ، فلابدّ أن یقوم علی اسس التوثیق، والتبیین، والتطبیق، بالأسلوب المطلوب.

إنّ العمل الحسینيّ من خلال (العناوین) المعتمدة علی أوثق المصادر والنصوص هو من الأعمال الصالحة، ونحن الشیعة - علی مدی القُرون - بل کلّ الذین قرأوا أو سمعوا عن الحسین ومشهده من خلال (العناوین) تلك، تعلّموا المعارف الدینیّة، والمعلومات الصحیحة من أصول الدین وفروعه  والتاریخ الصحیح و تحلیله، کما تعلّموا الأخلاق والجهاد والصبر حتی الشهادة في میادیق التضال والتضحیة، وکلّ مکارم الأخلاق والسیرة الطیّبة المستلهة من السیرة الحسینیّة.

وقد أصبح هذا الأمرُ حقیقةً اعترف بها حتّی الأجانب: بأن الملتزمین بالمذهب الشیعيّ، وببرکة الحسین ومشهده و مجالس مأتمه: یحملون ثقافة عالیة من شؤون المجتمع المدنيّ والإنسانیّة، وقد سجّل ذلك المتشرقُون الغربیّون - الذین وقفوا علی الشرق - ومنهم المستشرق الفرنسي (جوزیف) في کتابه (الإسلام والمسلمون) فقال:

ولونظرنا الیوم في أقطار العالم نری أنّ الأفراد التي هي أولی بالمعرفة والعلم والصنعة والثروة، إنّما توجد بین الشیعة»

وقال: «لایمضي علی هذه الفرقة زمان قلیل إلا وتفوق سائر المسلمین من حیث العدد».

ونقول: إنّ ذلك من خلال المدرسة الحسینیّة العامّة والمفتوحة، والتي یطّلع المنتمون الیها علی (العناوین) الموثوقة التي حفظها الله للبشر، وحفظ معها الحقّ والعدل والصلاح، ومنَّ بها علی المستضعفین الذین جعلهم الوارثین للأرض، وجعلهم أئمّة یهدون إلی الحقّ، وبه یعملون.

وإنّ ما یسرّه الله للبشرمن الإمکانات في هذا العصر من وسائل الإعلام الحُرُّ، والشبکة المعلوماتیة الواسعة، وأدوات الاتصال المتنوعة هو التمهید لنشر الثقافة الحسینیّة علی العالم، من خلال عناوین المشهد الحسینيّ.

وإنّ الدور الذي تؤدیه الشعائر الحسینیّة المقدّسة، التي بهرتْ أهل عالمنا الیوم، وقد عرف الکثیرُ من الناس فصولا من المشهد الحسینيّ، فإنّ أطّلاعهم علی (العناوین) المذکورة، وکشف أسرارها هي من أفضل الشعائر الحسینیّة، وأقواها وأنفذها في قلوب الناس، الذین خلقهم الله علی الفطرة الصالحة، بل هي تزیل کلّ الأدران والشبهات، والجهل الذي استولی علی تلك الفطرة الإلهیّة التي فطر الناس علیها.

وتحقیق هذا الهدف السامي یتوقّف علی الهمم العالیّة من أصحاب العلم والقلم والسعي والإرادة أن یسعوا في هذا المجال، باستخراج ما في هذه (العناوین) من أسرار و آثار وأهداف و نتائج، وکذلك غیرها من (العناوین) المبثوتة في التراث الخالد.

وعلی العلماء والخطباء والمثقّفین والباحثین في التراث من عارفي الحسين عليه السلام أنّ یتمیّزوا بالعلم والدقّة وبذل الجهد في سبیل ذلك  وأن يتسابقوا في هذا المجال.

ثمّ إنّ مثل هذا العمل الصالح العظیم یتوقّف علی الصلاح، والإخلاص والبراءة من التظاهر والتنافُس لأنّ الهدف منه هو النُصح للأمّة، وللمؤمنین بالحسین ومشهده، کي یتحقّق من خلاله ما قصده الحسین علیه السلام وأطلقه في ندائه الأوّل الذي أعلنه عند الخروج إلی مشهده العظیم، وبیّن قيه منهجه القویم، وهو: (طلب الإصلاح في أمة جدّه وشیعة أبیه).

وفّقنا الله عزّوجلّ للقیام بهذا الأمر بأفضل صورة وأنفسها، وفي الختام دعو بهذا الدعاء الشریف:

      اللّهم ارزقنا عقلاً کاملاً، ولُبّاً راجحاً، وعملاً کثیراً، وأدباً بارعاً، واجعل ذلك کلّهُ لنا، ولا تجعله علینا، برحمتک یا أرحم الراحمینَ. اللهم آمین، والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

حرّر في 4/ شهر رجب المرجّب/1436هـ  

وکتب السیّد محمّد رضا الحُسينيّ الجلالي

أعلنت الرئاسة الجزائرية، مساء الأربعاء، عن قرار بإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

وجاء القرار خلال اجتماع للمجلس الجزائري الأعلى للأمن، برئاسة رئيس البلاد عبد المجيد تبون.

وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية أن "السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ترأس اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، استهله بالترحم وقراءة الفاتحة على روح المرحوم، رئيس الدولة السابق المجاهد عبد القادر بن صالح".

وأضاف البيان أن "الاجتماع خُصص لدراسة التطورات على الحدود مع المملكة المغربية، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي، حيث قرر المجلس، الغلق الفوري للمجال الجوي الجزائري على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وكذا، التي تحمل رقم تسجيل مغربي، ابتداء من اليوم".

المصدر:العالم

هشام جعفر

راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي الذي تم تجميده ضمن قرارات استثنائية للرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/تموز الماضي (مواقع التواصل)

إشكالات أربع طرحتها خبرة الربيع العربي علي الإسلاميين، وجاء الدرس التونسي ليعيد تأكيدها من جديد، وهنا أقصر حديثي على المجال السياسي، ولا أتطرق فيه إلى المجالات الدعوية أو الخيرية.

أولا: الإسلاميون وسؤال الديمقراطية

منذ الدخول المتصاعد للإسلاميين للمجال السياسي في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، تطرح عليهم الأسئلة المتعلقة بقضايا الديمقراطية والحريات العامة والفردية، والموقف من المرأة والأقليات، خاصة الدينية في إطار المواطنة. وقد قدموا إجابات متعددة في هذا في هذا الصدد، وكانت وجهتها الأساسية محاولة التوفيق بين الإسلامية -بمعنييها الفكري والشرعي- والديمقراطية. وقد مثلت تجربة حركة النهضة التونسية "الإجابة النموذجية" في هذا الصدد، إلا أن تجربتي مصر (2013) وتونس (2021) قد تعيدان طرح التساؤل عن جدوي الدخول والالتزام بهذا المسار أو جدوي المسألة الديمقراطية برمتها.

ويلاحظ في هذا الصدد أن الخبرة المصرية قد اتخذت فيها الاستجابة الإخوانية 3 مداخل: أولها، العنف على أرضية سياسية -وليست دينية- وكان استثناء امتد لسنوات محدودة، والثاني محاولة استعادة ثورة يناير/كانون الثاني مرة أخري، أما المدخل الثالث وهو الأهم -لأنه على ما يبدو قد مثل الاستجابة السائدة- فهو ينطلق من السلمية، ويحاول استعادة المسار الديمقراطي مرة أخري. وقد قمت بمراجعة لبعض خطابات الشباب الإسلامي من المصريين في الخارج حول رؤيتهم للأزمة التونسية، فوجدت أن التيار الرئيسي فيها ينظر إليها من منظور سياسي وليس أيديولوجي/ هوياتي أي ليس إسلامي/ علماني. ولا يعني ذلك عدم وجود أصوات تنظر إلى الأزمة على أرضية الهوية، ولكنها هامشية. كما أن منظورهم اتسم بنضج وقدرة على التقاط الأخطاء التي وقعت فيها النهضة؛ موقف الشابات والشباب الإسلامي من المصريين مما يحتاج المتابعة، وقد أخصص له مقالا مستقلا لما يمثله من أهمية مستقبلية لعلاقة الإسلاميين بالديمقراطية.

وهنا قد يكون من المفيد مناقشة موقف النهضة من الأزمة، فهو يدعم أيضا تبلور موقف الإسلاميين المصريين وفي مجمل الإقليم، حيث يلاحظ 3 أمور: التأكيد على ضرورة استئناف المسار الديمقراطي والعودة للشرعية الدستورية، والثاني أصوات متصاعدة تطالب بالنقد الذاتي والاعتذار للشعب التونسي وتنحي القيادة المسئولة عن ذلك (مقارنة بالحالة المصرية، لقد غاب هذا الخطاب وإن وجدت بعض مفرداته فقد كانت متأخرة جدا وافتقدت المصداقية)، والثالث والأخير هو عدم الدخول في مواجهة متسعة مع سلطة قيس سعيد على خلاف الحالة المصرية.

من خصائص هذا الخطاب أنه مفارق للطبقات، بمعنى أنه لا يدرك التناقضات الطبقية ولا تحتل وزنا في أولوياته؛ فمن طبيعته أنه يخترق الطبقات جميعا رغبة في التعبير عن المجتمع كله، وكما يرى وائل جمال في ورقته "الرأسمال الضائع" أن "هذه الحركات تزعم أنها تمثل كل المجتمع، وتجنبت كل المقاربات التي قد تبرز الخلافات الطبقية أو الصراعات الاجتماعية

ثانيا: الإسلاميون والمسألة الاجتماعية

يلاحظ كما قدمت أن الدخول المتزايد لهم في المجال السياسي قد طرح أسئلة الحريات بأنواعها المتعددة، ولكن الأسئلة المتعلقة بالمسألة الاجتماعية/ الاقتصادية التي كان من المتوقع أن يلح اليسار عليهم فيها لم تطرح بنفس القوة، ربما لأن اليسار قد أصابه الضعف وشهد تحولات جذرية منذ سقوط الاتحاد السوفياتي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كما أن قطاعا معتبرا منه قد تحالف مع الأنظمة المستبدة في مواجهة وجودية ضد الإسلاميين مرتئيا أن تناقضه الأساسي هو معهم وليس ضد الأنظمة، برغم ما تحمله تلك الأنظمة من مشاريع نيوليبرالية تضاد انحياز اليسار في هذه المسألة.

وهنا ملاحظة جديرة بالاعتبار، أن الإنتاج الفكري الإسلامي في ما يخص المسألة الاجتماعية قد توقف مع "اشتراكية الإسلام" للسباعي منتصف الستينيات، وأن برامج الأحزاب الإسلامية -كما تؤكد عديد الدراسات- قد غلب عليها المنزع النيو ليبرالي، إلا أن تفسير ضعف المكون الاجتماعي في ممارستهم مما يستحق الوقوف أمامه طويلا، وقد قدمت في مقال تفسيرا نموذجيا لهذا الضعف يستند إلى 5 مقومات وهي:

  1. الخطاب الدعوي

فمن خصائص هذا الخطاب أنه مفارق للطبقات، بمعنى أنه لا يدرك التناقضات الطبقية ولا تحتل وزنا في أولوياته؛ فمن طبيعته أنه يخترق الطبقات جميعا رغبة في التعبير عن المجتمع كله، وكما يرى وائل جمال في ورقته "الرأسمال الضائع" أن "هذه الحركات تزعم أنها تمثل كل المجتمع، وتجنبت كل المقاربات التي قد تبرز الخلافات الطبقية أو الصراعات الاجتماعية. هذا الحجب النسبي سمح تاريخيا لجماعة الإخوان [وما تفرع عنها من حركات] أن تكون قوة جذب لجماعات ذات مصالح متنافرة، الأمر الذي مكن هذه الحركات من جذب أفراد متنوعين"، إلا أنه في الوقت نفسه جعلها تفشل في التعبير عن قاعدتها الانتخابية التي تركزت أساسا في الطبقتين الوسطي والدنيا مما أفقدها شعبيتها.

  1. الخطاب الدعوي المتحرر من الأرضية الاجتماعية والعلاقات المادية القائمة

وآفة السياسة المعارضة في المنطقة أنها ذات طبيعة ثقافية دعوية؛ فهي لا تتحرك على أرضية اجتماعية تسعى إلى تغيير موازين القوي السياسية والاقتصادية وتفكيك بنية الاستبداد والاستغلال والفساد.

خطاب أخلاقوي: فبالخطاب الأخلاقوي تتجاوز أو تهدر الحديث عن البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل والثقافية التي تنتج الفقر والتمايز والتناقضات الطبقية في المجتمع. وبالتالي، فلا حديث عن السياسات العامة، خاصة إذا تواكب أو امتزج ذلك بالحديث عن الإحسان والصدقات والزكاة. والعمل الخيري -في أحد جوانبه- تخفيف لحدة التناقضات الاجتماعية من دون تغيير في عناصر القوة الاقتصادية والثروة في المجتمع، وقد تحول في كثير من الأنظمة العربية إلى تفاهم "غير مكتوب" مع الإسلاميين بالسماح لهم به لتخفيف حدة تأثير السياسات النيوليبرالية التي اتبعتها هذه الأنظمة منذ التسعينيات، وفي المقابل، يحصل الإسلاميون على قدر كبير من التأييد والنفوذ السياسي خاصة في الانتخابات.

العمل الخيري من دون تغيير في علاقات القوى والثروة يتحول إلى غسيل للذنوب، وفي أحيان غسيل للسمعة والأموال، ويؤدي إلى التعامل مع العدالة الاجتماعية ليس بإعادة توزيع الثروة ولكن عبر آلياته التي تؤدي إلى استمرار ما هو قائم.

  1. التنظيم المقدس المفارق لعضويته

تحول الحفاظ على التنظيم إلى هدف في حد ذاته، باعتباره الأداة المقدسة التي مهمتها إنجاز وتحقيق وتطبيق الإسلام، وبرغم أن دراسات عديدة توضح لماذا انتشر الإسلاميون في شرائح اجتماعية محددة من الطبقة الوسطى والطبقات الدنيا، فإن الثقافة التنظيمية السائدة -التي ترسم طبيعة العلاقة بين الفرد والجماعة- تجعل التنظيم أداة مفارقة لأعضائه بتعدديتهم وتناقضاتهم الاجتماعية والاقتصادية؛ إذ إن الفرد ليس له وجود مستقل داخل التنظيم بل يتم التحكم في كل مناحي حياته عبر ما يطلق عليه التربية، وهنا تكون إحدى المفارقات الكبرى؛ ففي الوقت الذي اتبع فيه الإسلاميون في الحكم سياسات نيوليبرالية تتمحور -في أحد أسسها الفلسفية- حول الإيمان بقدرات الفرد وإمكانياته على التحقق؛ يتم سحق الوجود الفردي داخل التنظيم بآليات متعددة.

ويعمق من تجاوز التناقضات الاجتماعية أن النظر التنظيمي يتطلب مزيدا من التجنيد المستمر للأعضاء بما يعنيه من توسع في الشرائح والفئات الاجتماعية المنضمة، إلا إنه من المفارقات أيضا أن هذا التنظيم المقدس المفارق للعضوية بل وللشعب ذاته [انظر شرحا لهذه النقطة في محمود هدهود: الأيديولوجية الإخوانية في اختيار الثورة، في كتاب النقد الذاتي لثورة يناير، الصادر عن دار المرايا، بالقاهرة العام الماضي] يتم اختزال توجهاته الأيديولوجية في عدد محدود من حراس الهيكل الذين يطلق عليهم القيادة -أو الآباء المؤسسين- التي تتحول إلى كيان مطلق غير معرف يمتلك المعرفة الكاملة بمصلحة التنظيم وأعضائه أيضا، وعندهم استعداد كبير لمصادرة الديمقراطية الداخلية تحت حجج ودعاوى تستند إلى احتكار معرفتهم بمصلحة التنظيم (تأمل سلوك الغنوشي في هذا الصدد).

  1. أيديولوجية غامضة ممتزجة بالبرغماتية

الأيديولوجية المستندة إلى الأطروحة الإخوانية تتسم بعدد من السمات، فهي وإن انطلقت من مرجعية الإسلام دينا، إلا أن الإطار الديني دائما وأبدًا حمال أوجه متعددة من التفسيرات والتأويلات التي تصل في أحيان كثيرة إلى التناقض والتنافس بين أتباعها، بل أزعم أن أحد الصراعات الأساسية التي جرت ولا تزال تجري في المنطقة الآن تدور حول أنماط التدين المتعددة في المجتمع وفي الإقليم؛ خاصة أن وراءها قوة دفع من مؤسسات ومصالح وارتباطات داخلية وخارجية.

طبيعة الأيديولوجية الصادرة عن الأديان أنها منفتحة على مختلف التفسيرات والتأويلات، وتتفاعل بشكل متعدد مع السياقات التي تتحرك فيها، كما تستخدم المقولات الدينية لتسويغ الاختيارات والانحيازات الاقتصادية الاجتماعية، وفي أحيان كثيرة تتجاور الانحيازات من دون شعور بالتناقضات بينها، حيث تجد إشارات للعدالة الاجتماعية مع إيمان بالسوق الحرة في الوقت نفسه.

أنا أفهم خطاب الهوية في سياق المسألة الاجتماعية باعتباره سبيلًا للتميز الحضاري وقدرته على إنتاج نمط تنموي مستقل (ليس في بعده الاقتصادي فحسب، بل وفي مكونه وفلسفته التي يتأسس عليها أيضا) يرفض الاستهلاكية الشرهة ومبادئ السوق باعتبارها قيما هادية لحياتنا كلها، بل أزعم أنه بدون هذا الانعتاق لن تحل المسألة الاجتماعية ولن نكون قادرين على إحداث التنمية.

وقد حرصت الأطروحة الإخوانية بتشكيلاتها المتعددة طوال تاريخها الممتد على عدم الاختيار لسياسات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية محددة إلا مضطرة، فقد وعت نفسها طرفا مستقلا خارج المجتمع والدولة ويحمل أفكارا مجردة بلا مضامين اجتماعية، إلا أن مرحلة الحكم -مع الربيع العربي- قد فرضت عليها ضرورة اختيار سياسات محددة، ولم تكن مستعدة لهذه المرحلة فظهرت عورتها وبانت سوءتها.

يمتزج بهذه الخاصية أن الممارسة العملية هي التي ترسم ملامح الأيديولوجية عند الإسلاميين عموما. لذا، فمن الأخطاء المنهجية أن يتوفر الباحثون على تحليل النصوص من دون تتبع الممارسة العملية، فالممارسة عند الإسلاميين -في أحيان كثيرة- تسبق الرؤية النظرية، وهذا يجعل من الفكرة الإسلامية -عندهم- وعاء فارغًا غامضًا بلا مضمون محدد، ويؤدي إلى تأثرهم بالسياقات التي يعملون فيها. وقد أدى ذلك إلى قدرتهم على ضبط مواقفهم الأيديولوجية لمواكبة التغيرات التي تحدث. فقد انتقلوا (أو الأدق تعايشوا وتجاوروا) من اشتراكية الإسلام إلى الرأسمالية إلى النيوليبرالية، ومن معاداة التعددية الحزبية إلى الإيمان بالديمقراطية الليبرالية، وفي كل مرة تبرر ذلك بمقولات دينية، لكن ذلك أدى بهم في الوقت نفسه إلى الظهور بمظهر البرغماتية، فلا يمكن تفسير سياساتهم النيوليبرالية بعد 2011 إلا ببحثهم عن القبول الغربي، ومغازلة غير شرعية لطبقة رجال الأعمال الكبار من عهد مبارك وبن على، برغم تقديمهم أنفسهم باعتبارهم رعاة للفقراء في غياب الدولة (كما يرى خليل العناني).

فالنيوليبرالية -على حد قول العناني- هي التي تربط الإسلاميين بالعالم الخارجي والاقتصاد العالمي، وأضيف أنها تربطهم أيضا بنخب محلية يحرصون على التعامل معها لنفوذها الاقتصادي والسياسي. وهنا تكمن المفارقة الكبرى؛ فإن جزءا كبيرا من الانتفاضات العربية كانت احتجاجا على السياسات النيوليبرالية لهذه الأنظمة وشبكات الامتياز التي نشأت في ظلها، ولكن الإسلاميين في السلطة اتبعوا السياسات نفسها؛ بما أدى إلى عزلتهم الجماهيرية فسهل محاصرتهم والاحتجاج عليهم وضربهم في النهاية.

  1. غلبة الاحتجاجي مقابل تقديم السياسات

هذه الخصيصة لا تخص الإسلاميين وحدهم، بل تمتد إلى قوى المعارضة العربية كافة في مرحلة ما قبل الربيع العربي، فقد حرمتهم الأنظمة من مجرد الخيال بأن يصلوا إلى مقاعد الحكم، وفاجأتهم الانتفاضات في 2011-2010، كما فاجأت الجميع. وفاقم الأمر عند الإسلاميين حرمانهم من تبوء أي مناصب ذات شأن في جهاز الدولة أو بقائهم في المنافي لفترات طويلة، لذا لم يدركوا معنى الدولة وكيفية عمل جهازها، ولا تعرفوا على المجتمع الذين غابوا عنه طويلا، وتصرفوا -في أحيان كثيرة- وهم في الحكم بمنطق الحزب المعارض أو وفق آليات المجتمع المدني.

الخلاصة: أنه لم تكن لدى الإسلاميين حين وصلوا إلى الحكم حلول لكيفية التعامل مع مشاكل دولهم المزمنة، وافتقروا إلى إستراتيجية اقتصادية اجتماعية متماسكة.

المصدر:الجزیره