emamian

emamian

بدأت ظهر اليوم السبت فعاليات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة وذلك بمشاركة كل من الرئيس الفرنسي، والملك الأردني، وأمير قطر، والرئيس المصري، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ورئيس وزراء دولة الإمارات، ووزير الخارجية الإيراني، ووزير الخارجية السعودي، ووزير الخارجية التركي.

وأكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، ان انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة إقامة أفضل العلاقات مع العالم، فيما بين ان العراق واجه تحديات كبيرة على مختلف المجالات.

وقال الكاظمي، في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ان "انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورية إقامة أفضل العلاقات مع العالم"، مبينا، "تعهدنا أمام الشعب باستعادة دور الريادة للعراق".

واضاف، "دور العراق التاريخي يكمن في أن يكون أحد ركائز الاستقرار في المنطقة"، لافتا الى ان "العراق فتح الباب لاستقبال الشركات الاستثمارية ولمسنا جدية دولية في دعم الاستثمار في العراق ونأمل بتحقيق مشتركات اقتصادية في مؤتمر بغداد".

وذكر رئيس مجلس الوزراء، "نتمنى ان يكون مؤتمر بغداد محطة جديدة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي وشعوب المنطقة ونسعى لتفعيل المشاريع وإعادة الحياة في جميع مدن العراق".

وتابع الكاظمي، "نرفض استخدام الأراضي العراقية ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية"، مشيرا الى ان "الإرهاب والتطرف بكل أشكاله يشكل خطرا على الجميع".

وقال الكاظمي، "الارهاب يمثل خطر مشترك على الجميع والقضاء عليه يتطلب مواجهة الظروف التي تسمح بتناميه"، مضيفا، "القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئات التي تسمح بنموه".

وأردف، "الشعب العراقي انتصر على داعش وهو انتصار لكل شعوب المنطقة"، مؤكدا ان "العراق واجه تحديات كبيرة في الفترة السابقة ونجح بتجاوزها جميعا وشعب العراق احتكم للمسار الديمقراطي لتحديد خياراته".

وأكمل ان "لقاء المرجع السيستاني مع البابا يمثل نقلة نوعية في التسامح والاخوة"،

واوضح الكاظمي أن: "الحكومة طلبت من المجتمع الدولي دعم انتخابات تشرين وتلقينا دعما دولياً الاجراء الانتخابات"، مشددا انه "لا عودة للمسارات غير الديمقراطية".

عبداللهیان : الامن لایستتب الا عبر الثقة المتبادلة بین دول المنطقة

وشارك في المؤتمر الاقلیمی لدعم العراق وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، وقال في كلمته التي القاها : "اوّد ان اعربُ عن سعادتی لمشارکتی الیوم فی مؤتمر دعم العراق فی بغداد نیابة عن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وفخامة السید الرئیس الدکتور رئیسی رئیس الجمهوریة . فهذا المؤتمر بمشارکة دول المنطقة یؤکد عی مساعی وجهود جمهوریة العراق فی توفیر مجالات التعاون والتعاطی بین دول المنطقه واتمنی فی ظل هذه الاجتماعات ان نتوصل الی منطقه عامرة ومتنامیة وحرة" .

واضاف عبداللهیان ان " العراق یلعب الیوم دورا هاما بفعل الجهود والرؤی البناءة فی المنطقة . فالجمهوریة الاسلامیة الایرانیة کانت من اول دول المنطقة التی اعترفت بالعراق الجدید و عملت من خلال دعم السیاقات والعملیات السیاسیة فی هذه البلاد علی تطویر انواع التبادل السیاسی والاقتصادی وادلتجاری معها".

وتابع ان " العراق الجدید المتحرر من الارهاب فی الحال الحاضر بحاجة الی اعادة الاعمار وتدعیم الامور المحلیة وکذا تنمیة علاقات التعاون فی المنطقة ، لذلك فان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة اذ تدعم امن واستقلال ووحدة اراضی العراق وعزته وقدرته ورفع مکانته الاقلیمیة والدولیة تعلن استعدادها لتنمیة اوجه التعاون الثنائی والاقلیمی" .

واشار الى انه "قد وصل انواع التبادل التجاری بین الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وجمهوریة العراق علی مدی السنوات الماضیة الی اکثر من 13 ملیار دولار . فتوفر ثمان ممرات عبور رسمیة ونشطة بین البلدین واستمرار شتی انواع التبادل التجاري عبر هذه الممرات رغم تفشي فایروس کورونا تعبّـر عن الترابط المتجذر الاقتصادي بین البلدین وقد ساهمت ایران عبر تصدیر الخدمات الفنیة والهندسیة والغاز والکهرباء بشکل ملحوظ وباهر في تنمیة العلاقات الاقتصادیة والتجاریة مع العراق".

ولفت الى ان " نشوء داعش کانت من جملة اهم المخاطر التی تعرضت الیها المنطقة مما ترکت خسائر لاتعوّض ومع الاسف تضرر العراق کثیراً بفعل ظهور الجماعات الارهابیة . فأن لم تکن الاراده الشعبیة العراقیة ودعم المرجعیة الرشیدة وتقارب ابناء المجتمع ومختلف شرائح الشعب العراقي متاحة لم یکن یُعرف ماذا کان سیحل بالعراق وبلدان المنطقة والی اي مدی تتعرض المنطقة والعالم الی التهدیدات المباشرة من قبل التیارات الارهابیة . ان الجمهوریة الاسلامیة سارعت لمد ید العون الی العراق الشقیق والصدیق علی مسار مکافحة الارهاب ولم تدّخر جهداً فی هذا السبیل . کما ان الشعب العراقي والاحزاب ومختلف الفئات والفصائل العراقیة وایضا الحکومة العراقیة قدموا الآف الشهداء علی طریق الاستقلال ومکافحة الارهاب ورغم ذلك ارتکبت الحکومة الامریکة جریمة کبری باغتیال الشهیدین المکافحین لجبهة الارهاب التکفیری وهما الشهیدین القائدین قاسم سلیمانی وابو مهدی المهندس . علی هذا فان الامریکیین لایجلبوا السلام والامن لشعوب المنطقة فحسب انما کانوا العامل الرئیس للانفلات الامنی واللاامن حیث یمکن رؤیة و استشعار هذا الموضوع فی الکثیر من دول المنطقه بکل جلاء ".مشددا على ان " دور ودعم دول المنطقة لاستقرار وامن العراق واخص بالذکر تحقیق الامن بمشارکة کافة الدول الجارة للعراق بما فیها الجمهوریة العربیة السوریة الشقیقة والصدیقة" .

واوضح ان"مصیر وحکومات وشعوب المنطقة علی ضوء الوشائج الدینیة والثقافیة والتقلیدیة والجغرافیة والتاریخیة المشترکة مرتبطة ببعضها البعض . فالجمهوریة الاسلامیة کانت ولازالت تؤکد علی تحقیق السلام دوماً عبر الحوار والتباحث الداخلی الاقلیمي وتتمنی ان تصل دول المنطقة الی قناعة مشترکة علی ان الامن لایستتب الا عبر الثقة المتبادلة بین دول المنطقة بعضها بعضا والاعتماد علی القدرات الوطنیة وتعزیز الاتصالات وحسن الجوار بین بلدان المنطقة وعدم تدخل الدول الاجنبیة فیها . فهذه القناعة المشترکة یمکن ان تمهد المجال للکثیر من علاقات التعاون السیاسي والاقتصادي والثقافي بالمنطقة وان تضمن فی ظل الامن المشترك والمستدام ومن خلال الاستعانة بالموارد الآلهیة اجواء الرقي والتنمیة الشاملة لبلدان المنطقة .ان المنطقة تمتلك جمیع المؤشرات الدینیة والثقافیة والحضاریة والطاقات المادیة والمعنویة للتعاون والتقارب الاقلیمی ولکن مع الاسف بفعل مظاهر التدخل الاجنبی وهیمنة الافکار المتمحورة حول الامن الی مشاکل عدیدة ومنها الحرب وعدم الاستقرار والتوتر الامنی . فما نحتاجه الیوم واکثر من ای وقت مضی هو الوصول الی (( الامن الاقلیمي المستدام )) بمشارکة دول المنطقة اذ ان تحقیقه رهن بانـــفاق الموارد الاقتصادیة للوصول الی التحالف من اجل السلام والتنمیة" .

وختم كلته قائلا "الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة اعلنت دعمها ومساعدتها للعراق حکومة وشعبا وکذلك مایتعلق بقراراتها الخاصة بشأنها المحلي ومنها خروج القوات العسکریة والاجنبیة واقامة الانتخابات المبکرة وترحب ثانیة بالدور البناء لهذه البلاد في اشاعة ثقافة الحوار وعلاقات التعاون الاقلیمي وتعتبر بان اوجه التعاون الاقلیمي فیما بین دولها هی رکیزة بناء السلام والاستقرار فی هذا المسار لان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة من خلال التأکید علی الدور الهام لبلدان المنطقة اعلنت استعدادها لدفع هذه الأهداف والغایات الی الامام ". متابعا "مرة ثانیة اتقدم بالشکر الجزیل للحکومة العراقیة لاستضافة هذا المؤتمر متمنیا کل النجاح والرفعة للحکومة العراقیة وللشعب العراقي الشقیق" .

ابو الغيط: آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار

من جانبه أكد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة لجهود العراق الساعية إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة.

وقال أبو الغيط في كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة إن " العراق يسعى إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة وجامعة الدول العربية تدعم هذا الجهد وتريد أن يكون العراق جسرا للتواصل".

وأضاف إن "الجامعة لا تريد أن يكون العراق ساحة للصراعات وجمعتنا في مؤتمر بغداد محبة العراق ومن دواعي سرورنا أن نشارك في المؤتمر". مشددا على أنه آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار.

السيسي: ندعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق

هذا و أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، أن مؤتمر بغداد فرصة للتشاور والتعاون لمواجهة التحديات.

وقال السيسي في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة: إن"مصر تستمر في دعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق وترسيخ موقعه أنها تقف سنداً إلى جانب الحكومة العراقية في تحقيق الأمن".

وأضاف أن "مصر تنظر للإنجازات المتحققة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وترحب بنقل تجربتها للعراق للسير معاً على الطريق نحو المستقبل".

ولفت الى أن "العراق شهد تدخلات خارجية متنوعة وأن مصر ترفض الاعتداءات على الأراضي العراقيّة".

وبين أن "مصر تتمنى نجاح الانتخابات المبكرة التي ستفتح الباب أمام الشعب العراقي للتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يستحقه وتساند الحكومة في استعادة مكانة العراق التاريخية وترسيخ موقعه في العالم العربي ودوره في المنطقة وعلى صعيد المجتمع الدولي.

ملك الاردن: امن واستقرار العراق يعني امننا واستقرارنا جميعا

أكد ملك الأردني الملك عبد الله الثاني، ان عقد مؤتمر بغداد دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار، فيما بين ان العراق يعمل منذ أعوام بجد لترسيخ دولة الدستور والقانون.

وقال الملك عبد الله الثاني في كلمته "سعيدون بتواجدنا في مؤتمر بغداد"، مضيفا، "اجتماعنا في المؤتمر دليل على دور العراق المركزي".

وبين ان "العراق يعمل منذ أعوام بجد لترسيخ دولة الدستور والقانون"، لافتا الى ان "أمن واستقرار العراق من أمننا واستقرارنا جميعا".

وأكمل، "العراق القوي يشكل ركيزة للتعاون الاقليمي"، موضحا، "لا بد من فتح الأبواب أمام تحقيق التكامل الاقتصادي".

أمير قطر يدعو المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق

وثمن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجهود المبذولة في ارساء الاستقرار في العراق.

وثمن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجهود المبذولة في ارساء الاستقرار في العراق.

وقال آل ثاني إن:"نؤمن بان العراق مؤهل في ارساء السلم في المنطقة ونؤكد على وحدة العراق".

واضاف: "سنواصل دعمنا للشعب العراقي وواثقون من استعادة قوة العراق"، داعيا "المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق".

واعرب عن ثقته بأن "يعيد العراق اكتشاف مصادر قوته وأهمها الإنسان العراقي".

ماكرون: اجراء الانتخابات في موعدها سيكون نصرا للدولة العراقية

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مؤتمر بغداد يبين الشراكات وتحقيق السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن مؤتمر بغداد جاء لدعم سيادة العراق.

قال ماكرون في كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة "نحن هنا من اجل سيادة العراق وتنميته ورخاء شعبه"، مؤكدا أن "العراق يعود للامساك بمصيره".

وأضاف، أن "فرنسا ستبقى الى جانب العراق في مكافحة الارهاب".

وبين ماكرون، أن "اجراء الانتخابات المقبلة في موعدها سيكون نصرا للدولة العراقية"، مشيرا الى، ان " الاتحاد الاوروبي سيرسل مراقبين لانتخابات تشرين".

وتابع الرئيس الفرنسي، "سنساعد العراق في مجالات البنى التحتية والتدريب والصحة والطاقة"، لافتا الى ان "العراق يجب ان يلعب دوره كاملا في المنطقة والعالم".

واشار الى، أن "المنطقة بحاجة الى تنسيق جهودها والعمل معا ضد الارهاب".

ولفت ماكرون الى، ان "الشعب العراقي عانى الكثير". واردف، "احيي رؤساء الدول والحكومات بمشاركتهم في مؤتمر".

وختم، "شرف عظيم ل‍فرنسا ان تشارك في هذا المؤتمر ونحن ملتزمون بالوقوف مع العراق".

بن فرحان: ماضون في التنسيق مع العراق ودول المنطقة لمكافحة التطرف والإرهاب

شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم السبت، على ضرورة احترام سيادة العراق وعدم التدخل بشؤونه.

وقال بن فرحان خلال كلمته ، أن "روابطنا مع العراق تاريخية نابعة من حسن الجوار والمصالح المشتركة". مؤكدا على "دعم الحكومة العراقية بما يضمن استقرار العراق ووحدة اراضيه".

واشار الى ان دولته "مستمرة بالتنسيق مع العراق لمواجهة التطرف". وان "ما تشهده المنطقة يستدعي رفع مستوى التنسيق".

وبين، ان "السعودية تدعم جهود العراق في محاربة داعش والسيطرة على السلاح المنفلت".

وختم بن فرحان، "ماضون في التنسيق مع العراق ودول المنطقة لمكافحة التطرف والإرهاب".

رئيس الوزراء الكويتي: نتطلع لتنفيذ كافة الاتفاقيات الثنائية مع العراق

هذا واكد رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، خلال كلمته التي القاها أن المنطقة العربية لن تنعم بالاستقرار طالما العراق يفتقدها.

هذا واكد رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، خلال كلمته التي القاها أن المنطقة العربية لن تنعم بالاستقرار طالما العراق يفتقدها.

وقال الصباح "العراق أحد الركائز الأمنية والاقتصادية في المنطقة"، مضيفا ان "الاستقرار الأمني بالعراق يسهم باستقرار المنطقة".

وطالب الرئيس الكويتي، بـ"عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق".

واشار الى، ان "العراق مقبل على مرحلة مصيرية من تاريخه في ظل الانتخابات المقبلة".

وبين الصباح، أن "العلاقات مع العراق تسير بخطى ثابتة ونتطلع إلى تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين".

واكد على "تجديد التزامنا بمساندة العراق لتجاوز الصعاب التي تعترض استقراره وأمنه".

ولفت الرئيس الكويتي الى، ان "الكويت حشدت لاعمار المناطق المتضررة من داعش في العراق".

وختم بالقول، "نتطلع لتنفيذ كافة الاتفاقيات الثنائية مع العراق".

وزير الخارجية التركي :إن لم يكن العراق مستقرا فإن منطقتنا لن تشهد الاستقرار

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن لم يكن العراق مستقرا فإن منطقتنا لن تشهد الاستقرار، فيما بين ان تركيا ستستمر بتقديم الدعم للعراق لتحقيق الاستقرار".

وقال أغلو في كلمته خلال "سعيد بتواجدي في مؤتمر بغداد"، مضيفا، "، إن لم يكن العراق مستقرا فإن منطقتنا لن تشهد الاستقرار"، لافتا الى ان "تركيا ستستمر بتقديم الدعم للعراق لتحقيق الاستقرار".

وبين ان "الكاظمي أتخذ خطوات لتحقيق مطالب المتظاهرين"، موضحا، "نؤيد نهج الكاظمي في احتضان جميع الفئات والورقة البيضاء خطوة مهمة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي".

وتابع، "ماضون في دعم العراق واستقراره أمر حيوي لسائر دول المنطقة ومستعدون للمساعدة في إعادة إعمار العراق عبر تنفيذ مشاريع حيوية".

وذكر وزير الخارجية التركي، ان "العراق لا يجب أن يكون ساحة للتنافس بل للتعاون والشراكة"، مبينا، "لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق".

وأردف، "دون الأمن لا تتحقق التنمية الاقتصادية وسنواصل الدعم لتقوية المؤسسات في العراق"، مشيرا الى ان "العراق وبغداد من اعظم مراكز حضارتنا وتاريخنا مشترك".

واختتم وزير الخارجية التركي بالقول، "نرفض أي وجود لحزب العمال الكردستاني في العراق".

وزير الطاقة الإماراتي يؤكد وقوف بلاده الى جانب العراق

أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي، فيما أشار إلى أن موقف بلاده الدائم هو دعم العراق.


وقال المزروعي إن " الحضور الدولي في المؤتمر يعبر عن دعم العراق والمؤتمر خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي".

وأضاف، أن "الإمارات تقف إلى جانب العراق وتنظر لمؤتمر بغداد باهتمام كبير"، مشددا على أن "دعم العراق موقف دائم للإمارات".

من جانبه أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد، أن العراق مقبل على مرحلة جديدة تتمثل بالبناء والتنمية، داعياً الى دعمه إقليمياً ودولياً دون التدخل في شؤونه الداخلية.

وقال بن أحمد، إنه "من دواعي سروره أن يشارك في هذا المؤتمر المهم، الذي يمثل فرصة للمشاركة والحوار مع جميع الدول"، مبيناً أن "هذه المبادرة تأتي في وقت يحتاج فيه العراق لكل الدعم والمساندة لمواجهة التحديات التي يواجهها".

وأضاف، أن "السعودية تشجع جهود الشراكة بمختلف انواعها مع العراق، واعادة الاعمار ودحر الارهاب والتطرف، والتعاون مع الجميع في القضايا التي تشترك فيها مع المجتمع الدولي".

وأوضح أن "العراق يقف اليوم على مرحلة جديدة وهي مرحلة البناء والتنمية مما يطلب دعمه اقليميا ودوليا، دون التدخل في شؤونه وخياراته الداخلية"، داعياً "دول المنطقة العربية والاسلامية والمؤسسات الدولية الى دعم العراق في اطار احترام سيادته على ارضه وشعبه والاستجابة الجادة لدعوته الصادقة في المشاركة".

وختم حديثه بالقول: "نحن على ثقة بأن العراق وما يمتلكه من قدراته بشرية واقتصادية سيعيد مكانته في العالم".

في سياق متصل أكد أمين عام مجلس دول التعاون في الخليج الفارسي نايف فلاح مبارك الحجرف، اليوم السبت، الإعداد لعقد مؤتمر تحت عنوان (مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي) في الفترة المقبلة.

وقال الحجرف إن "المجلس يدعم العراق ويتطلع لتعزيز علاقته الاستراتيجية مع مجلس التعاون".

وأضاف إن "المجلس يعد العدة لعقد مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي في الفترة المقبلة في إطار دعم مجلس التعاون للعراق".

وشدد على "ضرورة متابعة مخرجات مؤتمر الكويت التي نصت على دعم العراق اقتصادياً" لافتاً إلى أن "علاقة مجلس التعاون مع العراق تأتي ضمن ثوابت".

أهم نقاط البيان الختامي لمؤتمر بغداد

اصدر مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المقام في العراق الذي عقد بمشاركة تسع دول هي مصر وإيران والسعودية والأردن وقطر والإمارات والكويت وتركيا وفرنسا، السبت، بيانه الختامي والذي حصلت قناة العالم على نسخة منه.

وجاء في البيان ، ان المشاركين شددوا على ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية بما ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة وأمنها، فيما رحبوا بالجهود الدبلوماسية العراقية للوصول الى ارضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي.
واضاف، ان احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية.
وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة واجراء الانتخابات الممثلة للشعب العراقي، كما جددوا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة واجراء الانتخابات الممثلة للشعب العراقي.

وتابع البيان، ان المشاركين أقروا بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي التعامل معها على اساس الامن المشترك والمصالح المتبادلة.
واكد المشاركون على دعم جهود جمهورية العراق في اعادة الاعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية.

واثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الارهاب مجددين رفضهم لكل اشكال الارهاب.

واشار البيان، الى ان المشاركين اكدوا ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة فيروس كورونا من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة.
ولفت البيان الختامي الى انه،"تم الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري

المصدر:العالم"

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في أثناء ندوة صحفية ببغداد (رويترز)

 

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم السبت، إن اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة في بغداد، للتوصل إلى تفاهمات تنهي القطيعة بين الدولتين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في ختام "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، الذي شاركت فيه 9 دول من بينها السعودية وإيران.

وقال حسين إن "اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة، وهي بدأت في بغداد ومستمرة، وستستمر"، مردفا "ما فهمناه من الطرفين أن لديهما رغبة كبيرة في الوصول إلى نتائج إيجابية لحل المشاكل العالقة بين البلدين".

وكانت بغداد قد احتضنت مباحثات مباشرة سرية في أبريل/نيسان الماضي بين مسؤولي طهران والرياض للمرة الأولى منذ انقطاع العلاقات بينهما عام 2016.

وبشأن عدم دعوة سوريا للمؤتمر، قال حسين إن بغداد "لم تشأ طرح مسائل خلافية في المؤتمر"، مشيرا إلى أن المسألة السورية "خلافية على الصعيد الإقليمي والعربي والدولي". وأضاف "شرحت لدمشق سبب عدم دعوتها للمؤتمر".

واعتبر حسين أن مؤتمر بغداد "استطاع جمع قوى ودول مختلفة بين بعضها مشاكل كبيرة إلى حد المقاطعة"، مشيرا إلى "خلق حالة حوارية بدل حالة الصراعات، وللعمل المشترك في المحيط الإقليمي وحل المشاكل بينها عن طريق الحوار".

دعم العراق

وأضاف أن "المؤتمر مهم وسيؤثر مستقبلا على الوضع العراقي والإقليمي"، مشيرا إلى أن "استقرار العراق يعني استقرار المحيط الإقليمي والعالم، وكذلك يؤثر الاستقرار في المنطقة إيجابا على الوضع الداخلي العراقي".

ولفت إلى أن "البيان المشترك تطرق إلى دعم العراق اقتصاديا وأمنيا وسيادة البلد وكيفية التعامل مع الوضع الحالي العراقي والاستثمار فيه".

وشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء الكويتي خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.

كما شارك وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وتسعى بغداد، عبر هذه القمة، إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة وتعزيز التعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية وبناء شراكات اقتصادية

المصدر:الجزیره

نشاهد في الأفلام ونقرأ في القصص أنه عندما يهاجم العدو ويقتحم، تدبّ الحمية ويبادر أي شخص عادي يصيبه الحماس ]والغيرة[ ويتوجه ليقاتل العدو. فهل كل هؤلاء من النوابغ؟ هل أن كل المقاتلين في المعارك والحروب التي وقعت طوال التاريخ الذين برزوا لقتال أعدائهم وثبتوا إلى أن قتلوا، هل كل هؤلاء نوابغ؟ لا، فهؤلاء من الناس العاديين. فليس كل ذلك الحماس والحمية نبوغًا، سواء ما يأتي دفعة واحدة وينتهي أو ما يستمر أو كل ما يأتي بتبعه.

ليس هذا النوع من الاستقامة هو ما نذكره في حق الإمام الحسين عليه السلام. فاستقامة الامام الحسين عليه السلام هي في محلّ آخر. إذ ليس المقصود من استقامته (عليه السلام) في يوم عاشوراء، أن يتلقى السيوف لتبلغ جراح جسده الشريف سبعين جرحًا ونيفًا[1]. ليست هذه من نوع الاستقامة التي ننشدها وللإمام الحسين العظيم (عليه السلام). أجل! فكل جندي شجاع باستطاعته القيام بمثل هذا العمل.

إن استقامة الامام الحسين هي كما ترون في عمله، تكمن [في أنه مقبل] على طفل كعلي الأصغر مفتق النحر من شدة العطش، وعند سيدة مبجلة كزينب عليها السلام تُضرب بسياط عتاة الكوفة، تخرج أسيرة، يسلبونها جلبابها وحجابها وربما حليها وقلائدها! فكر في ذلك! هل بإمكانك لو كنت في هذا الموقف، وقالوا لك: "حسنٌ جدا! أنت شجاع، تريد الجهاد والمواجهة، لك ذلك، لكن انظر بأي ثمن وقيمة!" فكم سيكون بمقدورك أن تظهر من الاستقامة؟ هنا في هذا الموقف بعينه تعرف الاستقامة الحسينية.

 الاستقامة الحسينية هي أنه عندما يُعرف الهدف ويُشخّص ويقيّم ويعلم حجم قيمته وعظمتها فيصمد من أجله، في الوقت الذي ترتعد فرائص الأشخاص العاديين وأصحاب الكرم والشجاعة والنخوة وكرام الناس. لو كان هناك شخص آخر مكان الامام الحسين عليه السلام لوقف وقال: أنا في النهاية مستعد للتضحية بنفسي في هذا الطريق، لكن هنا في هذه الصحراء وفي هذا العطش، كيف لي الوقوف وفي البين طفل رضيع وسيدة مكرمة..؟![2] (28/2/1377)
 
تارة يقال للمرء: لا تسلك هذا الطريق لأنك قد تتعرض للتعذيب والألم. فالإنسان القوي يقول: إني سالك هذا الطريق! ولا ضير في ذلك. وتارة يقال لآخر: لا تسلك هذا المسلك لعلك تُقتل. ترى الإنسان الفذ يقول: إنّي سالكه ولا أبالي بالقتل. ولكن تارة أخرى قد لا يقتصر الحديث على مجرد القتل والتعذيب والحرمان، بل يقال: لا تذهب، فقد يُقتل على أثر حركتك هذه عدد من الناس. وهنا يُعرض على بساط البحث موضوع أرواح الآخرين، فيقال له: لا تَسِر في هذا الطريق، فمن المحتمل أن يواجه الكثير من النساء والرجال والأطفال مصاعب جمّة وعنتًا كبيرًا من جرّاء مسيرك هذا، وإن أرواح الناس هنا على المحك، وهنا ترتعد فرائص الذين لا يبالون بالقتل [المقبلون على الموت، فكيف بغيرهم]، أمّا الذين لا ترتعد فرائصهم، فهم أوّلًا: في أعلى درجة من البصيرة وعلى بيّنة من ضخامة العمل الذي يؤدونه.

 وثانيًا: لهم من قوة النفس [الصبر] ما لا يتسرب الوهن إليها. وهاتان الميزتان تجلّتا في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. لذلك كانت واقعة كربلاء كشمس سطعت في دياجي التاريخ، وهي ما انفكت ساطعة وستبقى كذلك أبد الدهر[3].
 
الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة

[1] - تاريخ الطبري، ج4، ص346،الامالي، الطوسي، صص676-677، بحار الانوار، ج45، ص57.
[2] - كلمته في لقاء الهيئة المشرفة على إقامة مراسم ذكرى رحيل الامام الخميني، 28/2/1377- 18/4/1998
[3] - كلمته في جموع غفيرة من زوار مرقد الإمام الخميني، 14/3/1375 ش.

 

 

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) التي وجّهها للشعب والمسؤولين بخصوص كورونا 2021/08/11م

بسم‌ الله ‌الرحمن‌ الرحيم


السّلام علی الحسين وعلی عليّ بن الحسين وعلی أولاد الحسين وعلی أصحاب الحسين، الّذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع).

لم تكن لديّ نيّة لهذا الخطاب، لكن كان من اللازم توضيح بعض النقاط للمسؤولين ولشعبنا العزيز حول تفشّي وباء كورونا.
حسناً، لقد تفشّى الوباء المعدي بصورة كبيرة ليس في إيران فحسب، بل العالم كلّه تقريباً يشهد مرحلة تفشٍّ. بطبيعة الحال، عندما يتّخذ المرض والفيروس والعدو شكلاً جديداً، يجب تغيير اصطفافنا الدفاعي وطريقة عملنا أيضاً. هو قد دخل بأسلوب جديد، ونحن أيضاً يجب أن نتبنّى مقرّرات وأساليب جديدة ومُحكمة من أجل التصدّي للوباء الذي يُعدّ اليوم خطراً داهماً. في رأيي «كورونا» هي اليوم قضيّة البلاد الأولى، الملحّة والمستعجلة، وينبغي أن تُتابع.

الإصابات والوفيّات مؤلمة حقّاً. من السهل قول ذلك على اللسان، لكن في الواقع عندما ترى أن أكثر من خمسمئة شخص قد فقدوا أرواحهم في اليوم الواحد، وأُصيب عشرات الآلاف من الناس في يوم واحد، هل هذا أمر هيّن؟ هل هذا أمر صغير؟ ليست المشكلة الفقد فحسب، رغم أنّه مؤلم بالطبع، بل الإصابة والمرض أيضاً. أولئك الذين يصابون بالمرض يتحمّلون كثيراً من الصّعاب من أجل الدواء والعلاج والفحوص، ويعانون من مشكلات متنوعة. في الواقع قلوبُ المسلمين والمواطنين كلهم تشتعل وتحترق لهذه الأحداث، ولذلك علينا مسؤوليات.

 لحسن الحظ، حدّد رئيس الجمهوريّة الموقّر قبل أيام مهلة أسبوع واحد. كانت خطوة جيّدة ليُدرك المسؤولون كلهم أهميّة الموضوع، ويدرسوا ويقدّموا الأفكار والاقتراحات اللازمة لاتخاذ القرار والإقدام. وهنا أقول: فليبادر جميعهم فور الانتهاء من مهلة الأسبوع إلى عمل ما يلزم من الخطوات، وليتّخذوا القرارات الحاسمة، وليقدِموا على قرارهم -أيّاً كان قرارهم، كل ما يعتقدون أنه مناسب ويمكنهم فعله- وليراعوا الدقّة في جوانب هذه القضيّة، وليفعلوا كلّ ما هو ضروري.

عندما تحدّثت عن الآلام، فأحد جوانب القضية هو الإصابات والخسائر والمصائب التي تحدث [لكن] الجانب الآخر من القضيّة هو موضوع الإرهاق الشديد للمجموعات العلاجيّة. هذا مصدر قلق كبير حقّاً. في هذا الطقس الصيفي الحار، في هذه المستشفيات، إن مواجهة هذه المشكلات ليل نهار لهي قضية مهمّة حقّاً، إذ يتعرّضون لضغوطات جسدية ونفسية. إنّ المجموعات العلاجيّة والأطباء والممرضين والممرضات وأمثالهم في حال جهاد بحقّ. أتقدم بالشكر من صميم قلبي إلى الأطباء والممرضين والممرضات والفرق الطبية. بالطبع لا أهميّة لشكرنا، فالشكر الرئيسي هو من الله؛ ﴿إنّه شاكرٌ عليمٌ﴾[1]. إنّه يرى تعبهم.

 أودّ أن أشير إلى بعض النقاط للمسؤولين، وبضع نقاط للشعب. ما أقوله للمسؤولين هو أنه في بداية ظهور «كورونا» كانت اختبارات الكشف عنه رائجة، وكان ذلك عملاً جيّداً جداً. يجب عمل ذلك، أي ينبغي للشبكة الصحيّة بجدية توسيع الفحوصات بالتعاون مع التعبئة، وأن يساعدوا في تأمين اختبار الكشف للجميع مجّاناً وعلى نطاق واسع. اليوم [الفحص] ليس متاحاً للجميع. هناك مشكلات ويبدو أن هناك تكاليف على الناس، تكاليف باهظة على بعضهم. [يجب] أن يكون الفحص والاختبارات المتعلقة بتشخيص المرض متاحة للناس جميعاً. بالطبع لا بدّ من أن تساعد شركات الضمان الصحّي، وعلى الحكومة أن تساهم في تحقيق ذلك.

النقطة التالية هي مسألة اللقاحات. حسناً، لحسن الحظ، تم إنتاج اللقاحات محليّاً، كما أن الإنتاج المحلي سهّل بطريقة ما الواردات الأجنبية، طبقاً لما صرّح به المسؤولون. بعبارة أخرى: كانت مسألة الواردات على طريقة أن الحكومة ووزارة الصحة اشترتا اللقاح من بعض الأماكن -من بعض البلدان ومن «كوفاكس»[2] وغيرها- وحتى أنّه تمّ الدفع لكن أولئك نكثوا ولم يسلّموا [اللقاحات]. بعد دخول لقاحنا إلى السوق وبَدْء الناس تلقّيه تحسن الأمر، أي قد فُتح طريق الاستيراد. على أي حال، تجب مضاعفة الجهود لتأمين اللقاح بأي طريقة ممكنة، سواء بالاستيراد أو الإنتاج المحلي، كي يكون متاحاً للناس جميعاً. لا بدّ من توفير الملايين من لقاحات كورونا للناس جميعاً.

النقطة التالية هي موضوع الدواء. ما نسمعه هو أن الدواء غير متوافر في الصيدليات أو المستشفيات، أو أنه نادر أو يصعب الحصول عليه، ولكنه موجود في «السوق الحرّة» بتكلفة أضعاف مضاعفة. إنْ كان هذا صحيحاً، فإنه يشير إلى مشكلة أساسية في شبكة التوزيع. تجب معالجة هذه المشكلة ومنعها، وأن يكون الدواء متاحاً للناس.

نقطة أخرى هي مسألة مساعدة القوات المسلحة. في الأشهر والأيام الأولى من العمل، تدخلت القوات المسلحة -الجيش و«حرس الثورة الإسلاميّة»- وأدت أعمالاً مهمّة، كما كان لقوات التعبئة حضور جيّد جدّاً وقويّ. ومع أن هؤلاء ما زالوا مشغولين الآن ولديهم أعمالهم، لكن في رأيي عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم في هذا الأمر ويساعدوا الناس.

هذه الأمور كانت ذات صلة بالمسؤولين وضرورية. يجب ألّا يجاملوا أبداً. الآن لن أبدي رأيي تجاه ضرورة الإقفال أو عدمه، فهي مسألة تخصصيّة يجب النظر فيها في «المقر الوطني لمكافحة لكورونا». لكن إذا توصلوا إلى نتيجة، عليهم تنفيذها بطريقة حاسمة.
بالنسبة إلى الناس، شعبُنا العزيز يواجه هذا الحادث المرير وهذه المشكلة، لكنّ جزءاً من المشكلة يعود إلى أن بعض الناس لم يراعوا المقرّرات. يقال في بعض الأماكن أن التزام الناس يصل إلى 40% أو 35%! حسناً، هذا قليل جدّاً. على الناس الالتزام بنسبة 100%. الآن، إن كان لدى عدد من الأشخاص مشكلات، أي لا يمكنهم ارتداء الكمامة أو مراعاة التباعد وهكذا، فعلى الغالبية العظمى - على الأقل - الالتزام. هذه المشكلة ترتبط بنا. إذا لم نلتزم، نعرّض حياتنا وصحّتنا للخطر، وكذلك صحة الآخرين، وبخاصة أحباؤنا ومن حولنا. لذلك، إنّ جزءاً من المشكلة ناشئ عن قلة الالتزام. يتعيّن على الناس إبداء الحساسيّة نفسها التي أظهروها والتزموها في الأشهر الأولى.

وفقاً لما يقوله الخبراء، إذا تحمّل الناس القيود شهرين أو ثلاثة والتزموا، سيؤدي هذا إلى انكسار المرض وتنفّس الطاقم الطبي، ويمكن للجهات المعنية أداء المهمة على أفضل وجه. سيصل اللقاح إلى وضع مُطمئن، إن شاء الله. بإذن الله، سيكون اللقاح متاحاً للناس في غضون أشهر قليلة وعلى أفضل وجه، إن شاء الله. إذا تضاعفت الهمم، وستتضاعف، إن شاء الله، حينئذ سيقلّ الخطر. من الممكن أن يبقى المرض لكنّ الأزمة ستنحسر وسينخفض خطر الموت وابتلاء العائلات. وإذا التزم [الناس] بالكامل بضعة أشهر -واحد أو اثنين أو ثلاثة-، ستتضاءل المشكلة أو تزول.

هناك موضوع آخر هو مراسم العزاء الحسيني وعاشوراء، وهو في غاية الأهمية. بالطبع هذه المجالس مصدر نعمة ومصدر للرحمة الإلهية، ومصدر إنزال البركة الإلهيّة على البلاد والشعب. نحن بحاجة إلى هذه المجالس. تجب إقامة هذه المجالس ولكن يجب التزام هذه المقرّرات بعناية ودقة. هذا يعني أنه على المشرفين على المجالس والخطباء والرواديد والمشاركين جميعاً التزام المقرّرات الصحيّة والتباعد الاجتماعي. لا يسمحوا أن تصير هذه المجالس -لا سمح الله- سبباً لتفشي الوباء، فيتمكّن الأعداء من القول إنّ المجالس الحسينيّة أدت إلى تفشي الوباء. يجب ألّا تسمحوا لذلك أن يحدث. ولا بدّ من مراعاة [هذه الأمور] بدقّة في هذه المجلس. هذا أولاً.

الأمر الآخر هو التبرعات العامة. يحتاج بعض الناس إلى المساعدة حقّاً. نهضة الإحسان العامّة ونهضة المواساة التي حدثت بأفضل وجه خلال جزء من هذا العام ونصف العام، خاصة في الأيام الأولى حين دخل الخيّرون والأشخاص المهتمّون الميدان وقدّموا المساعدة -سواء المساعدة بأجسامهم أو بأموالهم- ومختلف أنواع المساعدة إلى الأفراد المستحقّين، يجب أن تستمر، وأن تصل هذه النهضة إلى الذروة مجدّداً. هناك أشخاص أُجبروا على ترك عملهم -سواء أغلقوا أم لا، وبعض الشركات تعيش مأزقاً حقيقياً- ولذلك يعانون من صعوبات. في رأيي، يجب أن يكون المركز في المساجد. من الممكن وضع مراكز العون ومساعدة الناس والإحسان إليهم في المساجد. في كل مسجد، يتم التعرف إلى المحتاجين المتعففين -هناك أشخاص متعفّفون حقّاً لكنهم في الوقت نفسه من المحتاجين- وتتم مساعدتهم، ويمكن للناس أن يساعدوا، وهم سيساعدون. هذه ملاحظاتي.

ملاحظتي الأخيرة هي مسألة الدعاء والتوسّل والتضرّع. كل هذه الأشياء التي ذكرناها هي أسباب، والله القادر الحكيم هو مسبّب الأسباب؛ «تَسَبَّبَت بِلُطفِكَ الأسباب»[3]. ينبغي للمرء أن يسأل الله -تعالى- ومجالس العزاء أيضاً هي المكان والمقام المناسبان للتضرّع والتوسّل والتوجّه إلى الله والطلب منه. فلندعُ، ولنستغفر، ولنطلب اللطف من الله -تعالى- والله سيتفضّل بلطفه، إن شاء.

نسأل الله -تعالى- أن يشمل الشعب الإيراني بلطفه، وأن يُنجي عاجلاً الشعب الإيراني والمؤمنين جميعاً والبشر كافة في أنحاء العالم من هذا المرض الخبيث والمليء بالمشكلات، وأن يرفع شرّ المرض عن الناس جميعاً، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] سورة البقرة، الآية 158.
[2] كوفاكس (COVAX): خطة عالمية تهدف إلى تطوير مشترك وتوزيع عادل لأي لقاح مضاد لفيروس كورونا.
[3] الصحيفة السجّاديّة، الدعاء السابع.

 

قالت حركة طالبان، إنها تهدف إلى الكشف عن إطار حكم جديد لأفغانستان في الأسابيع القليلة المقبلة، لافتة إلى أنه "قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق".

وقال متحدث باسم حركة طالبان، لوكالة رويترز للأنباء إن "خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في طالبان يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة".

وأضاف المسؤول إن "نموذج طالبان الجديد للحكم في أفغانستان قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق ولكنه سيحمي حقوق الجميع".

ولفت المسؤول إلى أن الحركة "تواصل إجراء المشاورات مع كبار الزعماء الأفغان السابقين، وقادة الميليشيات الخاصة".

وحول خروج القوات الأجنبية من البلاد، قال إن "الحركة تناقش خلال محادثات كيفية ضمان مغادرة القوى الغربية لأفغانستان بشروط ودية"، لافتا إلى أن "الفوضى في مطار كابول لم تسببها طالبان وكان يمكن للغرب ترتيب خطة أفضل للإجلاء".

وأشار إلى أن "الحركة ستحقق في مشاكل القانون والنظام التي سببها أعضاء بعد علمها بارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين".

وتحاول الولايات المتحدة يائسة إجلاء آلاف الأشخاص من أفغانستان بحلول موعد نهائي في 31 أغسطس/ آب، رغم أن بايدن قال هذا الأسبوع إن القوات الأمريكية في مطار كابول التي توفر الأمن للإجلاء قد تبقى لفترة أطول إذا لزم الأمر.

وتعهد الرئيس الأمريكي بإخراج أكبر عدد ممكن من الحلفاء الأفغان، حيث يواجه الكثيرون صعوبات في تجاوز نقاط التفتيش التابعة لطالبان إلى مطار كابول من أجل رحلات الإجلاء.

وسيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل، ومناطق واسعة من أفغانستان، فضلا عن معظم المعابر مع الدول المجاورة، جاء ذلك متزامنا مع إنتهاء الإحتلال الأمريكي وحلف الناتو في هذا البلد، والذي بدأ، مطلع أيار/ مايو الماضي؛ ومن المقرر انتهائه بحلول الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر القادم.

 

بعد أن وسع سيد المقاومة السيد حسن نصر الله معادلة الردع لتشمل السفن التي تصل الى لبنان، وأعلن خلال مراسم العاشر من محرم، أمس الخميس، انطلاق سفينة المحروقات الاولى من ايران الى لبنان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مسمية ناقلة النفط الايرانية بسفينة الوعد الصادق.

السيد نصر الله في خطابه من على منبر الامام الحسين (عليه السلام)، أعلن ان السفينة الأولى المحملة بالمشتقات النفطية، والتي ستنطلق من إيران، “أنجزت كل أعمالها، وستبحر خلال ساعات”، مؤكداً أن “هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”. ولفت سيد المقاومة إلى أنه “أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها اولوية قصوى وترتبط بحياة الناس”.

وحذر سيد المقاومة الأميركيين والإسرائيليين من مغبة المساس بالناقلة الإيرانية، وقال إن السفينة بمجرد إبحارها من السواحل الإيرانية ستصبح أرضا لبنانية.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي اثر تصريحات السيد نصر الله وتصدرت وسوم #لبيك_يا_نصرالله و #سفينه_الوعد_الصادق ووصلت الى الترند الاول في لبنان.

"الشيخ صالح فياض" غرد قائلا: "خطوة السفينة هي جزء بسيط من التوجه شرقا .. فكيف لو اعقبتها بقية الاجزاء من التوجه شرقا ..صينيا ..وروسيا ..وهنديا ..الخ.. لفاضت واستفاضت الخيرات على لبنان . #سفينة_الوعد_الصادق #لبيك_يا_نصرالله".

 

اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي ضرورة الافراج عن الارصدة الايرانية من العملة الصعبة المجمدة في بنوك اليابان، معتبرا انه لا مبرر للتاخير في الافراج عن هذه الارصدة.

وخلال استقباله وزير خارجية اليابان توشيميتسو موتيغي في طهران اليوم الاحد، ثمّن الرئيس رئيسي مساعدات اليابان الانسانية لمواجهة فيروس كورونا، معربا عن امله بان يؤدي استمرار التعاون بين البلدين في هذا المجال الى اقتلاع جذور هذه الجائحة العالمية في البلدين والعالم.  

واكد رئيس الجمهورية ضرورة الافراج عن ارصدة العملة الصعبة الايرانية المجمدة لدى اليابان وقال: ان التاخير في الافراج عن الارصدة الايرانية في بنوك اليابان امر غير مبرر.

وفي الرد على تصريحات وزير خارجية اليابان حول ضرورة واهمية تنفيذ الاتفاق النووي كاتفاق دولي قال: ان ايران التزمت بجميع تعهداتها وان الاميركيين هم الذين لم يلتزموا بتعهداتهم وخرجوا من هذا الاتفاق الدولي بصورة احادية ووسعوا اجراءات الحظر.

واشار آية الله رئيسي الى ان الاوروبيين تخلوا ايضا بعد اميركا عن العمل بالتزاماتهم في الاتفاق النووي واضاف: من الطبيعي انه ينبغي الاشادة بالدولة الملتزمة بتعهداتها وان الدولة التي خرجت من الاتفاق النووي ولم تنفذ التزاماتها يجب مؤاخذتها ويتوجب على الاميركيين الرد على تساؤلات الراي العام العالمي انه لماذا لم تلتزم بتعهداتها في الاتفاق النووي وخرجت منه.    

واكد رئيس الجمهورية بان ايران لا مشكلة لها مع مبدا المفاوضات وتساءل قائلا: بأي مبرر يجب ان تستمر اجراءات الحظر الاميركية ضد الشعب الايراني؟.

وفي جانب آخر من حديثه اشار آية الله رئيسي الى التطورات الاخيرة في افغانستان ورحب بجهود اليابان وسائر دول المنطقة للمساعدة بارساء السلام والاستقرار في افغانستان والمنطقة واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت وتدعم على الدوام السلام والاستقرار في افغانستان وبطبيعة الحال نعتقد بان الافغانيين هم من ينبغي ان يتخذوا القرار بشان بلادهم.

واكد رئيس الجمهورية بان تدخلات الاجانب ادت الى استمرار مشاكل افغانستان وقال: ان تواجد الاميركيين في دول المنطقة ومنها افغانستان لم يجلب الامن  بل شكل تهديدا ايضا واليوم فان الاميركيين وبعد 20 عاما يعترفون بان تواجدهم في افغانستان كان خطأ ولاشك اننا سنشهد مثل هذا الاعتراف في المستقبل القريب حول تواجدهم في الدول الاخرى في المنطقة وكذلك في الخليج الفارسي.

واعتبر آية الله رئيسي توفير الامن في المياه الاقليمية والدولية بانه يخدم مصالح الجميع وقال: اننا نعتبر اي زعزعة للامن في المنطقة بانه يشكل خطرا على الامن الاقليمي والدولي ونعارض ذلك.

واكد رئيس الجمهورية بان نهج الهيمنة باي طريق يتبلور في العالم لن يخدم اي شعب ومنطقة وقال: ان غطرسة الاميركيين تهدد استقلال وحرية وهوية الشعوب ومن الضروري التصدي لنهج الاحادية والتفرد من جانب قوى الغطرسة.   

من جانبه هنأ وزير خارجية اليابان خلال اللقاء لمناسبة بدء مهام آية الله رئيسي في منصب رئاسة الجمهورية واكد على تنمية وتعميق العلاقات العريقة بين البلدين وقال: ان ايران واليابان تربطهما علاقات ودية وطيبة منذ الماضي ولا يساورني الشك باستمرار هذه العلاقات في مرحلة الحكومة الجديدة وانها ستشهد المزيد من النمو والتطور.

واكد موتيغي جهود بلاده لارساء السلام والاستقرار في المنطقة واضاف: ان طوكيو تدعم الاتفاق النووي دوما كاتفاق دولي ونعتقد بان احياء هذا الاتفاق يخدم مصلحة الجميع وبامكانه حل وتسوية المشكلات عن طريق الحوار والتفاوض.

واعرب وزير خارجية اليابان عن القلق تجاه التطورات الاخيرة في افغانستان واكد ضرورة وقف العنف والحفاظ على ارواح الناس وقال: ان طوكيو تدعم الجهود الدبلوماسية لدول المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وان موقفنا المبدئي هو ان المشاكل والقضايا يجب حلها وتسويتها بالطرق السلمية والحوار.

 

الإثنين, 23 آب/أغسطس 2021 04:52

حسن السيرة حلية وزينة

 
السيرة: هي الطريقة والاُسلوب. وحسنها: يقصد به حُسن سيرة الإنسان في حياته، وطريقة معاشرته مع أهله وأولاده وأقربائه وأصدقائه، في بيته ومجتمعه.

فاُسلوب المتّقي والصالح يكون اُسلوباً طيّباً حسناً في جميع مجالات حياته، فيكون له حلية وزينة.

وقد رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (حُسن السيرة عنوان حسن السريرة).

فإنّ حُسن سيرة الإنسان مظهرٌ لحُسن باطنه وروحه.

فإذا كان الشخص حسن الباطن حسنت سيرته..

فيكون حسن سيرته كاشفاً عن حسن باطنه..
 
ومن مكارم أخلاق الصُّلحاء والأتقياء أن تكون سيرتهم في حياتهم حسنة مع جميع من يعيشون معه من بني نوعهم.

بل حتّى مع الحيوانات التي يلزم الإرفاق بها ومراعاتها. فإنّ الإسلام جعل أحكاماً وحدوداً حتّى بالنسبة إلى الحيوانات..

وبنى على الرفق حتّى في غير البشر.

ففي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ـ (للدابّة على صاحبها ستّ خصال: يبدأ بعَلفِها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضرب وجهها فإنّها تسبِّح بحمد ربّها، ولا يقف على ظهرها إلّا في سبيل الله عزّ وجلّ، ولا يحمّلها فوق طاقتها، ولا يكلّفها من المشي إلّا ما تُطيق)([1]).

 
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (قال عليّ بن الحسين لابنه محمّد (عليهم السلام) حين حضرته الوفاة: إنّي قد حججتُ على ناقتي هذه عشرين حجّة، فلم أقرعْها بسوطٍ قرعة، فإذا نفقَت ـ أي ماتت ـ فادفنها لا يأكل لحمها السباع)([2]).

هذه هي السيرة الحسنة، والطريقة المستحسنة في الحياة، وفي أسلوب المعاشرات.. حتّى مع البهائم والحيوانات، فكيف بالمعاشرة مع الناس، خصوصاً المؤمنين، خصوصاً الأرحام والأقربين.

فيلزم علينا تحسين السيرة قولاً وعملاً مع الآخرين، حتّى التكلّم بهدوء لا بصياح، والنظر بلطف لا بشَزَر.
 
وهذه السيرة الطيّبة من مكارم أخلاق المؤمن الصالح التقيّ، ومن مقوّمات صلاحه وتقواه، وممّا يدلّ على حُسن باطنه وطيب نفسه.

والمدرسة العليا لهذه السيرة هي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، والمَثَل الأعلى لهذه السجيّة هم النبيّ والعترة صلوات الله عليهم أجمعين. ولذلك تلاحظ:

1 ـ إنّ القرآن الكريم يمدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)([3]).

2 ـ والرواية الشريفة تفسّر سيرته صلوات الله عليه بأنّه: (كان يخدم في أهله، ويُجيب دعوة الحرّ والعبد ولو على كراع، ويشيّع الجنازة، ويعود المرضىٰ، ويُجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويناولهم بيده المباركة، ويبدأ بالسلام، ويبدأ المسلمين بالمصافحة، ويكرم الداخل عليه، وربما بسط له ثوبه ليجلس عليه، ويُؤثِر على نفسه فيكرمه بالوسادة، وما جفا على أحدٍ قطّ)([4]).

3 ـ والحديث يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنّه حينما يشتري ثوباً يشتري ثوبين، يعطي أجودهما لقنبر ويختار دونه لنفسه([5]).

ويُوصي بالإرفاق حتّى عند شهادته بالأوز التي كانت في بيته، واُهديت للحسنين (عليهما السلام).

وقد جرىٰ شيعتهم الأبرار على سيرة قدوتهم الأطهار، في معاشراتهم الحسنة، وعدم تعاليهم على الناس.

كالذي يُنقل عن المرحوم المحدِّث القمّي (قدس سره) أنّه في أحد أسفاره من العراق إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، رافقه في السيّارة الحافلة بعض القرويّين الذاهبين إلى الزيارة أيضاً. والمحدّث القمّي بالرغم من كونه آيةً في العلم والتقوى والحديث والمعارف، لم يكن يتظاهر بالعظمة، ولم يتفوّق على اُولئك المسافرين، بل كان يعاشرهم كأحدهم.

فكان اُولئك في طيلة الطريق يطلبون من الشيخ أن يشتري لهم الخبز والفاكهة وغير ذلك، ظنّاً منهم أنّ الشيخ كسائر الناس العاديّين.

والشيخ أعلى الله مقامه كان يشتري لهم ما يريدون، وهم مستريحون في مكانهم، لا يتكلّفون بشيء، ولا يُتعبون أنفسهم بعمل.

وتمّ المسير وانتهى سير السفر على هذا المنوال، وهذه الطريقة..

وفي خراسان بعد أن وصل اُولئك وزاروا الإمام الرضا (عليه السلام)، ذهبوا لزيارة المرجع الديني السيّد حسين القمّي (قدس سره) الذي كان آنذاك مقيماً في مشهد الرضا (عليه السلام)، فسلّموا على السيّد، وجلسوا في طرف المجلس، والمجلس غاصّ بأهله.
وبينما هم كذلك إذ رأوا أنّ السيّد القمّي قام من مكانه، وقام معه جميع أهل المجلس لاستقبال شخص ورد إلى المجلس، فاستقبلوه بكلّ حفاوة وتكريم واحترام.

ونظر هؤلاء إلى ذلك الشخص الوارد، فإذا هو نفس صاحبهم في السفر الذي كانوا يكلّفونه الشراء والخدمة، فيخدمهم بكلّ رغبة، ويعاشرهم بأحسن سيرة.

فاعتذروا منه كثيراً على ما سلف منهم، لكنّه قال لهم إنّه لا داعي للاعتذار؛ لأنّه كان ما سلف من الخدمة لهم هو ما ينبغي له وحثّ الشارع المقدّس عليه، في آداب السفر، واُمور الطريق.

هذا نموذج من حسن السيرة الذي يلزم أن يكون عليه جميع الناس.. خصوصاً أصحاب العلم، وأصحاب الوجاهة، وأصحاب المقامات..

وقد كان علماؤنا الأبرار على أحسن سيرة، وأحسن طريقة، مع المؤمنين والمعاشرين.

من ذلك ما حكي عن المرحوم كاشف الغطاء الكبير تلميذ السيّد بحر العلوم، واُستاذ صاحب الجواهر، صاحب المقام العلمي الشهري، والدرجة المرجعيّة المعروفة، حيث لُقِّب بشيخ الفقهاء، ورئيس الإسلام، لتضلّعه وإحاطته بفقه الإسلام وأحكام الشرع.
حكي عنه (قدس سره) أنّه تأخّر يوماً عن صلاة الجماعة التي كان يُقيمها ظهراً في أحد المساجد الشريفة في النجف الأشرف.
واستوجب هذا التأخير أن يقوم كلّ واحدٍ من المصلّين المأمومين فيُصلّي صلاة الظهر فرادىٰ، لأنّهم يئسوا عن مجيء الشيخ.
وفجأةً دخل الشيخ كاشف الغطاء إلى المسجد، ورأى جمعاً من المأمومين يصلّون فرادىٰ..
فقال للباقين: أما كان فيكم رجلاً موثوقاً تصلّون خلفه؟!
ثمّ التفت الشيخ إلى أحد التجّار الذي كان رجلاً صالحاً موثوقاً، وكان هو أيضاً يُصلّي صلاة الظهر، فاقتدى به الشيخ واقتدى به الباقون كذلك.
والتفت ذلك التاجر بعد الصلاة أنّ الشيخ اقتدىٰ به فخجل كثيراً، وعرق من الخجل.
لكن الشيخ قال له: قُم فصلِّ العصر لنقتدي بك أيضاً.
فأبى ذلك التاجر، فكان من الشيخ الإصرار على ذلك، ومن التاجر الاستعفاء منه، حتّى انتهى الكلام بأن قال له الشيخ: اختر أحد اثنين: إمّا أن تصلّي بنا العصر، وإمّا أن تعطي مقداراً من المال للفقراء.
فتقبّل التاجر إعانة الفقراء، وأعفاه الشيخ عن صلاة الجماعة لتقبّله عمل الخير وعون المؤمنين، فقام هو وصلّى في المحراب([6]).
 
أخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، السيد علي الحسيني الصدر

([1]) الخصال / ص 330 / باب الستّة / ح 28.
([2]) الوسائل / ج 8 / ب 51 / من أحكام الدوابّ / ح 1.
([3]) سورة آل عمران: الآية 159.
([4]) بحار الأنوار / ج 16 / ص 226.
([5]) بحار الأنوار / ج 41 / ص 102.
([6]) لاحظ: الكنى والألقاب / ج 3 / ص 83

 


 
الاستقامة الحسينية؛ وتشكيك الآخرين

كان لدى الإمام الحسين هدفٌ واضح؛ لكن الآخرين[1] كانوا يشككون بهذا الهدف الواحد تلو الآخر. وهؤلاء لم يكونوا من عامة الناس؛ كانوا من شخصيات الدرجة الأولى في عالم الإسلام؛ مثل: عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس؛ أشخاص لو طالعتم اليوم تاريخهم لرأيتم أنهم على قدر كبير من الشأن في عالم الإسلام.

وهؤلاء كانوا يلتقون الإمام الحسين (عليه السلام) الواحد تلو الآخر، ويناقشونه في هذا الهدف ويشككون فيه[2]! قالوا له: أيها السيد! ما هو الدليل على أن هذا اليوم هو اليوم الذي يجب عليكم أن تذهبوا وتقفوا في وجه يزيد؟ وعددوا شواهد كثيرة لإثبات نظريتهم بحيث كانت تهزّ من يسمعها!

قالوا له: أنت كابن النبي اذهب وبلّغ الأحكام الإلهية؛ أليس هذا أفضل لك من أن تُقتل؟ أليس الأفضل أن تبقى حيًا، - تحدّث وتبين الاحكام وتعظ؟ - من أن تُقْتَلْ ثمّ يأتي ذلك الرجل الظالم وينشد الزغاريد والأشعار على قبرك ويبدّل كلماتك؟ وإذا مدّ الله تعالى في عمرك 20 سنة أخرى؛ ففي هذه السنوات سيكون حجم المعارف التي ستبينها عظيمًا وكبيرًا؛ وهذا أفضل من ذاك!

انظروا، ليس من السهل أبدا ان يخلص الإنسان نفسه من ورطة هذه إشكالات ومصيدة هذه التشكيكات!

كانوا يقولون للإمام عليه السلام: الآن وقد عزمت على الرحيل؛ إرحل؛ في ختام المطاف سَتَرِدْ ميدان الجهاد وتبرز إلى القتل؛ لكن إلى أين تأخذ هذه النسوة وأولئك الأطفال؟ كيف ستكون عليه الحال؟ لماذا تذهب وتضع الناس على المذبح؟ لماذا تذهب إلى الكوفة؟

نعم؛ هذه الإشكالات ترتعد لها فرائص الإنسان. لقد أدرك الإمام الحسين (عليه السلام) وفهم حجم ومدى صعوبة القضية. قالوا له: حسن؛ أيها الإمام، عد وبايع يزيدًا. في النهاية قم وبايع؛ أأنت أفضل من الإمام الحسن (عليه السلام)! ما هي الموجبات والأسباب التي تدفعك لأن تذهب وتضع نفسك في هذه المعركة الكبيرة؟!

لقد واجه الإمام الحسين (عليه السلام) هذا النوع من الشبهات والإشكالات بشكل مستمر ومتواصل[3] - من حين خروجه من المدينة وحتى لحظة وصوله إلى مكة وإلى أن وصل إلى كربلاء، ومن لحظة وروده كربلاء والى يوم عاشوراء- من قبل شخصيات عاقلة لها شأنها، وناقشته بخلفية العقل المدبّر الناظر إلى المصالح وهو ليس غريبًا أبدًا عن العناصر القيمية!

في ذلك الوقت وقف الإمام الحسين (عليه السلام) أمامهم ثابتا- وهو الشخصية المجسّدة للقيم-؛ أي أنه لم ينس الهدف، ولم تدفعه هذه الكلمات إلى ترك الخط المستقيم الذي يعرفه هو؛ وهم لا يعرفونه[4].
 
الاستقامة الحسينية والأعذار الشرعية
فالإمام الحسين (عليه السلام) وقف أوّل الأمر بوجه هذه الحكومة، في وقت لم تكن المشاكل قد برزت بعد، ثم غدا يواجه المشاكل الواحدة تلو الأخرى. فكانت مسألة الاضطرار للخروج من مكة، ثم اندلاع المعركة في كربلاء وما تلاها من الضغوط التي تعرّض لها في تلك الواقعة.

أحد الأمور المهمة التي تعترض سبيل المرء في المواقف الكبرى هي الأعذار الشرعية. فالفروض أو التكاليف توجب على الإنسان أن يؤدّيها، ولكن حينما يستلزم مثل هذا العمل وقوع إشكال كبير- كأن يقتل فيه على سبيل المثال أشخاصٌ كثيرون - هنا يشعر المرء أنّه لم يعد مكلّفًا.

معروفة هي الأعذار الشرعية التي تتالت في وجه الإمام الحسين (عليه السلام) وكانت كفيلة بصرف أي إنسان سطحي الرؤية عن هذا السبيل؛ فقد واجه أولًا نكول أهل الكوفة ومقتل مسلم بن عقيل. وهنا كان بإمكان الإمام الحسين (عليه السلام) أن يقول: أنَّ العذر بات شرعيًا وقد سقط التكليف، فأنا كنت عازمًا على عدم البيعة، ولكن تبيّن لي أنّ موقفًا كهذا لا يمكن الاستمرار عليه في مثل هذه الأوضاع والظروف، والناس لا طاقة لهم على التحمّل. إذن فالتكليف ساقط وأنا أبايع مكرهًا.

المرحلة الثانيّة هي واقعة كربلاء بذاتها، حيث كان بمقدور الإمام الحسين (عليه السلام) عند مواجهة ذلك الموقف أن يتصرف على شاكلة الإنسان الذي يحلّ معضلة المواقف الكبرى بمثل هذا المنطق ويقول: إنّ هؤلاء النسوة والصبية لا قبل لهم بتحمل هذه الصحراء المحرقة، وعلى هذا فالتكليف مرفوع. فيميل نحو التسليم ويقبل بما لم يكن قبله حتى ذلك الحين. أو حتى بعد اندلاع القتال في اليوم العاشر واستشهاد ثلة من أصحابه فهناك تكاثرت عليه المصائب وبات بإمكانه التذرع بأنَّ القتال لم يعد ممكنًا، ولا إمكانية للاستمرار، ولا محيص من التراجع. أو حينما تكشّف للإمام الحسين (عليه السلام) بأنّه سيستشهد، ومن بعد استشهاده ستبقى حُرَم الله وحُرَم النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) بيد الرجال الأجانب. وهنا يعرض له موضوع الشرف والعرض. وكان له - باعتباره إنسانًا ذا غيرة - القول بارتفاع التكليف: لأنني إذا واصلت هذا الطريق وقُتِلتُ فإنَّ النساء من آل الرسول وبنات أمير المؤمنين وأطهر نساء الإسلام سيقعن سبايا بيد الأعداء من الرجال الذين لا أصل لهم ولا فصل ولا يفقهون شيئًا من معاني الشرف والغيرة؛ إذن فالتكليف مرفوع.

لو شاء الإمام الحسين (عليه السلام) النظر إلى بعض الحوادث الشديدة الألم والمصائب المرة كحادثة استشهاد ابنه "علي الأصغر" وسبي النساء وعطش الصبية ومقتل الشبان وغيرها من الحوادث الأخرى المروّعة في كربلاء، بمنظار المتشرّع العادي ويتغاضى عن عظمة دوره ورسالته، كان باستطاعته التراجع خطوة بعد خطوة، ثم يقول سقط التكليف عني، والآن لا مناص من مبايعة يزيد، وإنّ «الضرورات تبيح المحظورات». إلاّ أنّه (عليه السلام) لم يتصرف على هذه الشاكلة. هذه هي استقامة الإمام الحسين (عليه السلام) وهذا هو معنى الاستقامة.

ليست الاستقامة بمعنى تحمّل المشاكل في أي موضع كان، لأنّ تحمّل المصائب بالنسبة للإنسان الفذ العظيم أيسر من تحمل المسائل التي تبدو في المقاييس- المقاييس الشرعيّة والعرفيّة والعقليّة البسيطة- خلافًا للمصلحة، وإن تحمّلها أصعب من تحمّل سائر المصائب.(14/3/1375).

افرضوا أنهم عرضوا القضية على الإمام الحسين (عليه السلام) على الشكل التالي: تريد أن تجاهد في سبيل الله، هذا جيد جدًا، تريد مواجهة يزيد، بالطبع هذا جيد أيضا، تريد ان تضحي بنفسك، وأنت مستعد وحاضر، هذا جيد جدا، لكن ذلك الطفل ذي الستة أشهر الذي كان يتململ من شدة العطش، بأي مقياس ودليل يظهر على هذا النحو؟! قل كلمة وأرح هذا الطفل!

لاحظوا، فالاستقامة تظهر وتتجلى على هذا النحو، أي عندما تعترض طريق الإنسان فجأة مسألة، يمكن أن تجعل الإنسان، حتى الفذ والفطن[5]، عرضة للشك والتردد.(14/3/1375).
 
الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة

[1] -(من الصحابة والوجوه)
[2] - مناقشة عبد الله بن الزبير مع ابي عبد الله الحسين (عليه السلام): شرح الأخبار، ج3، ص143؛ الكامل، ج4، ص38؛ بحار الانوار، ج44، ص364. مناقشة عبد الله بن جعفر مع ابي عبد الله الحسين: الفتوح، ج5، ص67؛ الارشاد، ج2، ص 68-69.
[3] - الطبقات الكبرى، الخامسة1، صص 444-447؛ أنساب الاشراف، ج3، صص163؛ تاريخ الطبري، ج4، ص 253، و 286-287؛ مروج الذهب، ج3، ص67؛ مناقب آل أبي طالب، ج3، ص56 و60؛ دلائل الامامة، ص182؛ مقتل الحسين، الخوارزمي، ج1، صص 271-273؛..
[4] -في لقاء أعضاء الشورى المركزية، الجهاد الجامعي، 8/10/1376. (29/12/1997).
[5] - في لقاء قادة ومسؤولي الحرس الثوري،14/12/1376 – 5/3/1998

 

الإثنين, 23 آب/أغسطس 2021 04:44

تقسيم مراحل الطفولة

تمهيد
إنّ تقسيم مراحل الطفولة له دور رئيس في العمليات التربوية؛ لأنّ كلّ مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الطفل تُعتبر ظرفاً لبعض الأحكام التربوية الخاصّة بها. وهناك عدّة تقسيمات لمراحل الطفولة عند علماء النفس والتربية، وضعت وفق معاييرهم التي اعتمدوها في المقام ليستفيدوا منها في التربية والتحليل النفسي. وهذه التقسيمات وإن كانت ذات فائدة عملية من بعض الوجوه، إلا أنّنا نُريد تقسيم مراحل الطفولة بنحوٍ يُمكننا من الاستثمار الإيجابيّ فيه بالنسبة لتربية الطفل في ضوء المنهاج الإسلاميّ. وفي هذا الدرس سنتوقّف عند النظرة الإسلامية إلى مراحل الطفولة1، ثم نعرض في الفقرات الأخيرة ثلاث نماذج من التقسيمات الأخرى للطفولة.

تقسيم مراحل الطفولة في النصوص الإسلامية
يُمكن ملاحظة مراحل الطفولة من زاويتي نظر في النصوص الإسلامية:

التقسيم الاستقرائيّ حسب المراحل
نقصد بالتقسيم الاستقرائيّ: تتبّع النصوص الشريفة للخروج بخلاصات عامّة عن تقسيم مراحل الطفولة - بالمعنى الأعم من الحقيقيّ والمجازيّ - بالنسبة لما يتعلّق بالتربية. ويُمكن تصنيفها بالاستقراء على النحو التالي:

1- مرحلة حسن اختيار كلٍّ من الزوجين للآخر.

2- مرحلة الجماع، ما قبل الحمل الواقع منه تكوين الجنين.

3- المرحلة الصلبية، وحياة الطفل - بصورتها الأوّلية - تبدأ من النطفة التي هي مادّة حاملة للفعلية القريبة الواقعة على صراط تكوين طفل فعليّ الوجود لاحقاً، يقول تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ2.

4- المرحلة الجنينية أي مرحلة الحمل.

5- المرحلة من 0 يوم حتى 7 أيام.

6- مرحلة الرضاع، من 0 سنة حتى 2.

7- مرحلة الحضانة، مرحلة ما قبل التمييز، من 0 سنة حتى 2/7 سنوات.

8- مرحلة التمييز، من 7 حتى البلوغ.

وقد تُضاف إليها بالاعتبار حكماً لا موضوعاً مرحلة تاسعة، هي:
9- مرحلة البلوغ السفهيّ غير الرشيد، التي يُمكن اعتبارها ملحقة بمرحلة الطفولة في بعض أحكام فقه التربية، لأنّ دخول الطفل إلى مرحلة البلوغ يكون على نحوين:

الأوّلأن يدخل مرحلة البلوغ وهو رشيد، بمعنى أن تكون للبالغ ملكة نفسانية تقتضي تصرّفه ضمن حدود الصلاح اللائق بأفعال العقلاء، أي المرحلة التي يُحسن فيها التصرّف في شؤون نفسه وبدنه وماله بنحو يراه العقلاء عملاً مقبولاً، فلا يكون لأحد ولاية عليه.

الثانيأن يدخل مرحلة البلوغ وهو غير رشيد، بمعنى أنّه لا يُحسن التصرّف في نفسه وماله وشؤونه، فلا تنفذ جميع تصرّفاته بحقّ نفسه بشكل مستقلٍّ على نحو الموجبة الكلية، بل يحتاج إلى رعاية الوليّ الشرعيّ، ويلحق بالطفل من جهة بقاء وليّه السابق مستمرّ الولاية عليه3. - سيأتي بحث هاتين النقطتين في الدرس الخامس عشر -.

ونُعيد التذكير، بأنّ هذا التقسيم للمراحل، ليس استنسابياً أو جزافياً، بل يترتّب على كلّ مرحلة منه أحكام وتشريعات فقهية وتربوية خاصّة4.

الطفولة في اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل
ورد في المادّة الثانية من ميثاق الطفل في الإسلام، الصادر عن اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل5، ما نصّه:

1 - تشمل رعاية الشريعة الإسلامية للطفل المراحل التالية:
1- اختيار كلٍّ من الزوجين للآخر.
2- فترة الحمل والولادة.
3- من الولادة حتّى التمييز (مرحلة الطفل غير المميّز).
4- من التمييز حتّى البلوغ (مرحلة الطفل المميّز).

وتنشأ للطفل في كلّ من هذه المراحل حقوق تُلائمها6.

وهو تقسيم مقبول إلى حدٍّ ما، ونُسجّل عليه ملاحظة، وهي أنّه لم يُفصّل في ذكر عناوين المراحل، كالمرحلة الصلبية، والجُماعية، والأسبوعية، والرضاعية، والحضانية و... بل بقيت مطوية في تقسيم المراحل الأخرى، مع أنّ لها أحكاماً وتشريعات خاصّة بها بعنوانها.

2- تقسيم الـ: "ثلاث سبعات"
التقسيم الثاني الذي يُمكن أن يُستفاد من الروايات بشكل واضح هو التقسيم المعروف بـ: "ثلاث سبعات".

- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن رضيت خلائقه7 لإحدى وعشرين سنة، وإلا ضرب على جنبيه8، فقد أعذرت إلى الله"9.

- وعن الإمام عليّ عليه السلام، قال: "يُربّى الصبي سبعاً، ويؤدّب سبعاً، ويُستخدم سبعاً..."10. وفي لفظ آخر: "يُرخى الصبي سبعاً..."11.

- وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال: "دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح، وإلا فلا خير فيه"12.

- وعنه عليه السلام، قال: "الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلّم الكتاب سبع سنين، ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين"13.

وقريب منها:
- عنه عليه السلام، قال: "دع ابنك يلعب سبع سنين، وألزمه نفسك سبعاً، فإن أفلح وإلا فإنّه ممّن لا خير فيه"14.

- وعنه عليه السلام، قال: "أمهل صبيّك حتّى يأتي له ستّ سنين، ثمّ ضمّه إليك سبع سنين، فأدّبه بأدبك، فإن قبل وصلح، وإلا فخلِّ15 عنه"16.

سرّ السنوات السبع الأولى
يظهر من خلال الروايات السابقة أنّ مرحلة السبع الأولى من حياة الطفل لها ميّزة خاصّة، لأنّ الطفل في هذه المرحلة قد خرج إلى عالم الحياة جاهلاً ضعيفاً فاقداً لكلّ كمال فعلي لا يملك أيّ تصوّر عن هذا العالم وليس لديه أيّ انطباع أو شعور واتّجاه نفسيّ انفعاليّ عنه أو أيّ مهارة سلوكية فيه، ويبدأ رحلته في اكتساب المعارف والقيم والاتجاهات والميول والمهارات والسلوكات المختلفة في الساحات المتعدّدة بالتدريج، وبطبيعة الحال يحتاج إلى فترة زمنية معيّنة ليتمّ له اكتساب تلك الأمور بنحو يصل إلى مرحلة عمرية يُصبح فيها قادراً على التمييز بين ما هو إيجابيّ وسلبيّ ولو بنحو إجماليّ، ويكوّن صورة أوّلية عن مفهوم الخطأ والصواب والحسن والقبيح والضارّ والنافع من تلك الأمور، فيحتاج في هذه المرحلة الأولى إلى إعطائه هامشاً من الحرّية والفسحة لأجل اكتشاف نفسه والأشياء المحيطة به، ولبناء خطوط علاقاته معها.

لذا، كان التوجيه التربويّ الإسلاميّ لوليّ أمر الطفل نحو إعطاء الطفل هامشاً من الحرّية وعدم تقييده بلوائح كثيرة من الممنوعات حتّى لا تُحاصر قدرته على اكتشاف الأشياء والتعرّف إليها ولمسها واختبارها بشكل شخصيّ، فعبّرت الروايات عن هذه المرحلة بعبارات مثل: "سيّد"، "أمهل"، "يرخى".

وباعتبار أنّ القدرة الاستكشافية لدى الطفل يتمّ إشباعها من خلال ما فطره الله تعالى عليه من أسلوب اللعب والنشاط الحركيّ، حثّت الروايات على ترك الطفل يعيش حياته بمناخ من اللعب، وبعد أن يمرّ الطفل بهذه المرحلة من اللعب والإمهال والإرخاء ليكتشف العالم المحيط به ويختبره يصل إلى مرحلة امتلاك قدرة التمييز بين الإيجاب والسلب، فيخرج من تلك المرحلة الأولى ويدخل في الثانية. وقد قدّرت الروايات المرحلة الأولى بـ 7 سنوات، وهذا ما أثبتته التجربة التربوية والنفسية كما سنوضحه في درس التربية باللعب، فترك الطفل في المرحلة الأولى من حياته بهذا النحو هو بحدّ نفسه تربية.

خصوصية دخول الطفل في سنّ السابعة
إنّ لسنّ السابعة ميّزة خاصّة في النصوص الدينية، وهذا يُشير إلى أنّها نهاية مرحلة عمرية خاصّة وبداية أخرى بالنسبة للطفل، فالسبع الأولى هي مرحلة اللعب والإمهال (لا الإهمال)، أمّا السبع الثانية فهي بداية مرحلة التعليم والتأديب (الانتقال إلى مرحلة جديدة من التربية) كما اتّضح من النصوص السابقة. ونذكر بعض الروايات التي توضح خصوصية هذا السنّ.

ففي التربية الجنسية:
- عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "فرّقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين"17.

- وعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "... الغلام لا يُقبِّل المرأة إذا جاز سبع سنين"18.

وفي التربية العبادية:
- عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "... مروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين"19.

لذا، عبّرت الروايات عن السبع الثانية بـ: "العبد"، "أدّبه"، "ألزمه نفسك"...، لأنّها مرحلة جديدة تحتاج إلى أصول وأساليب وتقنيات مختلفة.

معايير تحديد مرحلة التمييز
نُركّز النظر حول معايير تحديد مرحلة التمييز بسبب الخصوصية التي تتمتّع بها مرحلة دخول الطفل في سنّ السابعة، بحيث يُصبح في الأغلب طفلاً مميّزاً. ومفردة الطفل المميّز أو التمييز لم ترد في نصٍّ دينيٍّ يدلّ على تحديد معناها حتّى يُعتمد كمعيار في المقام، لذا لا بدّ من الرجوع إلى مدلول الكلمة في اصطلاح الفقهاء، ومع استقراء نصوص الفقهاء نخرج بالآراء التالية:

المعيار الأول: 6-7 سنوات حتّى البلوغ
تبنّى غالبية فقهاء أهل السنّة المعيار الزمانيّ لتحديد مرحلة التمييز، فهي تمتدّ من سنّ الـ6-7 حتّى مرحلة البلوغ20، وهو رأي بعض فقهاء الإمامية، ولعلّ منشأ ذلك عندهم هو الروايات السابقة التي تُفيد كون سن الـ7 يُشكّل مرحلة جديدة لها مستلزمات خاصّة في حياة الطفل.

قال الشيخ الطوسيّ: "... وإن كان طفلاً يُميّز وهو إذا بلغ سبع سنين أو ثمان سنين فما فوقها إلى حدّ البلوغ..."21.

وقال العلّامة الحلّي: "إذا بلغ الطفل سبع سنين،... لأنّ هذا السنّ يحصل فيه التمييز من الصبي..."22.

وقال الشيخ جواد التبريزي: "التمييز هو أن يُميّز الشيء القبيح من غيره، ويكون غالباً إذا بلغ الولد ستّ سنين... إذا أكمل الطفل ستّ سنوات فهو مميّز"23.

وسُئل الشيخ التبريزي: هل هذا - تحديد ضابط الصبيّ المميّز بالستّ سنوات - من باب تشخيص الموضوع؟ فلو شخّص المكلّف أنّ ابنه لم يُميّز (حتّى بعد بلوغ الستّ) يعتمد على تشخيصه أم لا؟ أجاب: "هذا التحديد وارد في الروايات"24.

المعيار الثاني: معرفة الحسن من القبح
قال الشهيد الثاني: "المراد بالمميّز مَنْ يعرف الأضرّ من الضارّ والأنفع من النافع، إذا لم يحصل بينهما التباس بحيث يخفى على غالب الناس"25.

وقال السيد محمد رضا الكلبايكاني: "الصبيّ إذا ميّز الحسن من القبيح، وفهم ما يفهمه الكبار فهو مميّز"26.

وقال الشيخ محمد علي الآراكي: "المميّز هو القادر على تشخيص القبيح والحسن"27.

وليس المراد من التمييز أن يكون الطفل قادراً على التفرقة بين الحسن والقبيح والضارّ والنافع بشكل تفصيليّ وإنّما يكفي التمييز الإجماليّ.

وقد يُقال إنّ المعيار السابق لا يختلف عن هذا المعيار، لأنّه وكما عبّر الشيخ جواد التبريزي: التمييز هو أن يُميّز الشيء القبيح من غيره ويكون غالباً إذا بلغ الولد ستّ سنين، فيكون تحديد الفقهاء له بـ6 أو 7 سنوات من باب تشخيص المصداق، ولكن ينفيه أنّ جوابه بكونه وارداً في الروايات يوحي بأنّه من باب التعيين لا التشخيص.

ولكن مع ذلك، فإنّ صريح عبارات بعض الفقهاء ممّن يتبنّى هذا الرأي يُفيد كون تحديد مرحلة التمييز بالـ 7 من باب تطبيق المعيار (وهو قدرة الطفل على التفرقة بين النافع والضارّ) على الطفل الخارجيّ والتشخيص للمصداق، لا من باب التحديد والتعيين.

المعيار الثالث: مرجعية النظرة العرفية
قال السيد محمد جواد العاملي: "المرجع في المميّز إلى العرف، لأنّه المحكّم في مثله"28.

المعيار الرابع: اختلاف التمييز باختلاف متعلّق التكليف
سُئِل السيد علي السيستاني: ما هو ضابط الصبيّ المميّز في مسألة جواز النظر إلى عورته، وجواز نظره إلى عورة الغير، وكون عباداته صحيحة، والاعتماد على أخباره؟

أجاب: "يختلف المميّز في كلّ مكان، ففي الأول المراد بالمميّز الذي يتأثّر من النظر إلى العورة أو النظر إلى عورته لو التفت وتتحرّك غريزته نسبياً، وفي اعتبار صحّة عباداته الذي يُميّز التكاليف وأنّ الأمر من قِبَل الله تعالى ويُمكنه قصد القربة، وفي الاعتماد على إخباره بالنجاسة إذا كان ذا اليد، إذا كان مميّزاً قوي الإدراك لها"29.

المعيار الخامس: اختلاف المميّز باختلاف الزمان والمكان والأفراد
سُئل السيد علي الخامنئي دام ظله: جاء في بعض الأحكام للصبيّ المميّز بأنّه الصبيّ الذي يُميّز الحسن من القبيح، فما هو المراد من الحسن والقبيح؟ وما هي سنّ التمييز؟

أجاب: "المراد من الحسن والقبيح هو ما يكون كذلك بنظر العرف، مع ملاحظة ظروف حياة الصبيّ والعادات والآداب والتقاليد المحلّية، وأمّا سنّ التمييز فهو مختلف تبعاً لاختلاف الأشخاص في الاستعداد والإدراك والذكاء"30.

الاستنتاج:
إنّ ما تقدّم في أقوال الفقهاء ليس معايير متعدّدة، وإنّما هو معيار واحد تمّ تسليط الضوء عليه من زوايا مختلفة، والمعيار هو: أن يصل الطفل إلى مرحلة عمرية تُصبح لديه ملكة التمييز بنحو إجمالي بين الحسن والقبيح والضارّ والنافع في الحياة. وممّا لا شك فيه أنّ متعلّقات الحسن والقبح تختلف مجالاتها وساحاتها، فقد تتعلّق بأمور جنسية وأخرى سياسية وثالثة اجتماعية ورابعة مالية وخامسة عبادية... إلخ، وعليه سيختلف التمييز بلحاظ المتعلّق، كما سيتفاوت التمييز في الطفل نفسه بين شيء وآخر، وكذلك الأمر سيختلف التمييز بين طفل وآخر، وبين منطقة وأخرى... إلخ، ويكون مرجع تحديد أنّ هذا الطفل مميّز في هذا المجال أو ذاك هو النظرة العرفية الاجتماعية التي يعيش ويتحرّك الطفل داخل محيطها.

نعم، في الأعمّ الأغلب قد يكون بلوغ الطفل سنّ السابعة هو المُدخِل له إلى مرحلة التمييز لما ذكرناه في فقرتي: سرّ السنوات السبع الأولى وخصوصية دخول الطفل في سنّ السابعة، ولهذا ركّزت الروايات على هذه السنّ.

وعليه، فإنّ الضابط الكلّي لتحديد التمييز ليس زمانياً بل معرفيّ، إلا بناءً على المعيار الأول، على تفسير، أي تُحدّد مرحلة التمييز بالسنّ 6-7 من باب التعبّد بالنصّ الشرعيّ، فيكون ميزان دخول الطفل في مرحلة التمييز هو نفس السنّ بغضّ النظر عن الحالة المعرفية لابن سبع سنوات.

تقسيم الطفولة على أساس مراحل نمو المعرفة وتأثير البيئة على النموّ31
اعتمد هذا التقسيم جان بياجيه (1896-1980)، حيث سلّط الضوء في أبحاثه على مراحل الطفولة من خلال ربطها بعملية تكوين المعرفة المتأثّرة بالبيئة المحيطة بالطفل، فقسّمها إلى خمس مراحل، هي:
1- المرحلة الأولى: الذكاء الحسّيّ- الحركيّ: من صفر يوم إلى سنتين (0-2).
2- الثانية: مرحلة الصور العقلية: (2-4 سنوات).
3- الثالثة: مرحلة الذكاء الحدسيّ: (4-7 سنوات).
4- الرابعة: مرحلة العمليات الحسّية أو الذكاء المحسوس: (7-12 سنة).
5- والخامسة: الذكاء المجرّد، سنّ 13 وما فوق.

تقسيم مراحل الطفولة في مدرسة التحليل النفسيّ32
وهو التقسيم المعتمد عند سيجموند فرويد (1856-1939) وأتباع مدرسة التحليل النفسيّ:
1- ما قبل الولادة: صفر يوم إلى 250-300 يوم.
2- حديث الولادة: الأسابيع الأولى عقيب الولادة.
3- المرحلة الفميّة: السنة الأولى.
4- المرحلة الشرجية: 1-3.
5- المرحلة القضيبية: 2-5.
6- مرحلة الكمون: 5-10.
7- مرحلة ما قبل البلوغ: 10-12 سنة.
8- مرحلة المراهقة: 13-20 سنة.

تقسيم مراحل الطفولة على أساس الخصائص الجسمية33
1- المرحلة الجنينية: ما قبل الولادة: وتمتدّ من صفر يوم إلى 250-300 يوم.
- بويضة: من صفر يوم إلى أسبوعين.
- جنين: من أسبوعين إلى 10 أسابيع.
- جنين متكامل: من 10 أسابيع إلى الولادة.

2- مرحلة الولادة:
- حديث الولادة: الأسبوعان الأوّلان عقيب الولادة.
- المهد: من أسبوعين إلى عامين.

3- الطفولة: تمتدّ من: 3-12 سنة.
- المبكرة: 3-5 سنوات.
- الطفولة الوسطى: 6-10 سنوات.
- الطفولة المتأخّرة: 10-12 سنة.

4- المراهقة:
- المبكرة: 12-14.
- الوسطى: 14-17.
- المتأخّرة: 17-20.

وهذا الاختلاف بين الباحثين في تحديد مراحل الطفولة وتعيين أدوارها، إنّما هو بسبب اختلاف المعايير المعتمدة في هذا المجال، فمنها معايير معرفية، ومنها نفسية، ومنها فيزيولوجية...

* المنهج الجديد في تربية الطفل، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- أنظر: عجمي، سامر توفيق، عقوبة الطفل في التربية الإسلامية، الفصل الثالث.
2-
سورة الطارق، الآيات 5-7.
3-
الصدر، محمد صادق، ما وراء الفقه، ج5، ص58.
4-
مع الإشارة أيضاً إلى أنّ هذا التقسيم لا يعني الفصل الهندسي بين المراحل، بل قد تتداخل بعض المراحل من حيث الزمان والأحكام، ولكن كلّ مرحلة لها علامات مميّزة لها في فقه التربية ستظهر في موضعها الخاص كانت هي الميزان والملاك في تبويب هذا التقسيم، فمثلاً مرحلة أسبوع الطفل هي جزء من مرحلة الرضاع لكن لها أحكام تربوية خاصّة بها من غير جهة الرضاع، ومرحلة الرضاع هي جزء من مرحلة ما قبل التمييز لكن لها أحكام خاصة بها من جهة الرضاع، وهكذا.
5-
وهي إحدى لجان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.
6-
يراجع: مناع، حقوق الطفل-الوثائق الإقليمية والدولية الأساسية، ص79.
7-
في نسخة مكارم الأخلاق: "أخلاقه".
8-
في نسخة مكارم الأخلاق: " فاضرب على جنبه".
9-
العاملي، محمد بن الحسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، ج21، ص476، ح27627. والطبرسي، الحسن بن الفضل، مكارم الأخلاق، ص222.
10-
من لا يحضره الفقيه، ج3، ص493، ح4746.
11-
مكارم الأخلاق، ص223.
12-
من لا يحضره الفقيه، ج3، ص493، ح4743.
13-
الكافي، ج6، ص47، باب تأديب الولد، ح3.
14-
م.ن، ح1.
15-
خلِّ: فعل أمر من خلى يخلي، بمعنى ترك.
16-
الكافي، ج6، ص47،ح2.
17-
مكارم الأخلاق، ص223.
18-
من لا يحضره الفقيه، ج3، ص437، ح4510.
19-
الكافي، ج3، ص409، باب صلاة الصبيان، ح1.
20-
يراجع: ابن حجر العسقلاني، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج1، ص158. والنووي، يحيى بن شرف، المجموع شرح المهذب، ج9، ص361.
21-
الطوسي، محمد بن الحسن، الخلاف، ج5، ص131.
22-
تذكرة الفقهاء، ج4، ص335.
23-
التبريزي، جواد بن علي، صراط النجاة، ج6، ص65.
24-
صراط النجاة، م.ن.
25-
العاملي، زين الدين بن علي، روض الجنان في شرح ارشاد الأذهان، ج2، ص648.
26-
الكلبايكاني، محمد رضا، إرشاد السائل، ص128.
27-
الآراكي، محمد علي، المسائل الواضحة، ج2، ص91.
28-
العاملي، محمد جواد، مفتاح الكرامة، ج6، ص432.
29-
السيستاني، علي، الاستفتاءات، ص125-126.
30-
الخامنئي، علي، أجوبة الاستفتاءات، ج2، ص300، مسألة 822.
31-
يراجع: سليم، مريم، علم نفس النمو، ص44-45.
32-
للتفصيل يراجع: ن.م.
33-
يراجع: الأشول، عادل عز الدين، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، ص38.