emamian

emamian

تسير حملة التطعيم ضد فيروس كورونا على قدم وساق في جميع أنحاء العالم، لأن التطعيم يعتبر في الوقت الحالي الطريقة الوحيدة الممكنة لحماية أنفسنا من الفيروس المعدي. ولكن من أجل زيادة فعالية التطعيم تقترح دراسة جديدة القيام بشيئين قبل تلقي اللقاح، وهما النوم الجيد وممارسة التمارين الرياضية.
بحسب العلماء، لا يمكن للقاح وحده أن يحميك من الفيروس إذا لم يكن جهازك المناعي قوياً. ومن أجل تحسين استجابة الجسم للقاح، من المهم أن يكون لديك نظام داخلي قوي، لذا فقد أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة العلوم النفسية والجسدية، فإن النوم وممارسة الرياضة هما نشاطان محددان يمكن أن يزيدا الاستجابة المناعية، حتى بين أولئك الذين يعانون من حالات قد تضر بالمناعة على المدى الطويل.

النوم وممارسة الرياضة
نظرًا لأنه من المتوقع أن تتزايد حملة لقاح فيروس كورونا في الأسابيع المقبلة، فمن الأهمية بمكان أن يعطي الناس الأولوية لنومهم للحفاظ على الصحة المثلى. أوصى الباحثون بأن الأشخاص الذين يخططون للحصول على اللقاح يجب أن يحصلوا على قسط كافٍ من النوم ليلاً وممارسة تمارين قوية قبل 24 ساعة على الأقل من تلقي اللقاح.

هذه ليست الدراسة الوحيدة التي ربطت النوم ومستوى النشاط البدني بالاستجابة للتطعيم، حيث وجدت دراسة أخرى نشرت في المجلة الدولية للطب السلوكي أن لقاحات الإنفلونزا فعالة لدى الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم قبل ليلتين من تلقي اللقاح. كما تم العثور على علاقة مماثلة في حالة لقاحات التهاب الكبد A والتهاب الكبد B.
كيف يزيد النوم وممارسة الرياضة من كفاءة اللقاح
أشار الباحثون إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى تذبذب في العمليات المناعية اللازمة لإنتاج الأجسام المضادة، لذا من الضروري الحصول على قسط كافٍ من النوم للحفاظ على عدد الأجسام المضادة.

جدول النوم وممارسة الرياضة قبل يوم التطعيم
من الجيد وضع نظام لوقت النوم والاستيقاظ. تجنب التعرض للضوء الأزرق قبل 30 دقيقة على الأقل من النوم عن طريق إيقاف تشغيل التلفزيون والأجهزة الإلكترونية الأخرى والحد من تناول الكافيين والوجبات الكبيرة قبل النوم.
بالإضافة إلى ذلك، انخرط في أي نوع من النشاط البدني لمدة 30 دقيقة كل يوم قبل وبعد أخذ الحقنة. حافظ على هذا الروتين حتى تحصل على الجرعة الثانية، والتي عادةً ما تُعطى بعد بضعة أسابيع.

 

افادت العديد من الدراسات إن الشاشات الإلكترونية ليست جيدة لروتين نومنا، وذلك لأن أجهزة التلفزيون والهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة تحفز أدمغتنا، ما يجعلنا أكثر يقظة.

ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن التوهج المنبعث من التلفزيون يمكن أن يعطل الساعة الداخلية ويتسبب في حدوث خلل في مستويات الميلاتونين، والذي يلعب دورا رئيسيا في مساعدتنا على النوم بشكل سليم. وبالمثل، وجدت دراسة سابقة تعود إلى عام 2014 أن مشاهدة التلفزيون قبل النوم تؤدي إلى ضعف جودة النوم والشعور بالإرهاق في اليوم التالي.

ولتخطي هذه العادة الضارة توصي دراسة جديدة بحيلة بسيطة يمكن أن تساعد في تهدئة عقلك بعد قضاء فترة في مشاهدة التلفاز وتساعد على النوم أسرع.

واقترح الباحث في مجال النوم مايكل سكولين، أن تدوين المهام المستقبلية يمكن أن يساعدك على "التخلص من الأعباء" قبل النوم.

ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة Psychological Science، فإن قضاء خمس إلى 10 دقائق في كتابة قائمة مهام يمكن أن يساعد الأفراد على النوم بشكل أسرع.

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين يقترحون تفويت وقت التلفزيون والشاشة تماما وتجربة كتابة قائمة المهام بدلا من ذلك.

ولكن بالنسبة لأولئك الذين من غير المحتمل أن يتوقفوا عن عادات الشاشة لديهم، يمكن محاولة كتابة قائمة مهام (أو مهمة كتابية مماثلة) بعد ذلك.

ويؤكد سكولين أن الانخراط في نشاط معرفي، مثل تدوين الملاحظات، يمكن أن يساعد في جعل النوم أسهل. ولا تساعد هذه الطريقة فقط على النوم، ولكنها طريقة رائعة لتكون أكثر تنظيما في حياتك أيضا.

 

حذر الفلسطينيون، اليوم الثلاثاء، من مخططات الكيان الإسرائيلي في بلدة سلوان في القدس المحتلة، فيما أكدت حركة حماس أن ذلك يعد "تجاوزا للخطوط الحمراء".

وبعد انتهاء مهلة الاحتلال الإسرائيلي لهدم منازل المقدسيين في حي البستان ببلدة سلوان المقدسية، المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، داهمت شرطة الاحتلال الحي وهدموا محلا تجاريا وسط إجراءات قمعية ضد الأهالي.

ودعت فعاليات شبابية، للمشاركة في وقفة مساء اليوم، للاحتجاج على سياسة هدم المنازل في سلوان والتضامن مع عائلة الرجبي التي هدم الاحتلال محلها التجاري.

وقالت حركة حماس، في بيان، إن "ما يقوم به الاحتلال من تعد سافر واقتحام لحي البستان في سلوان بنيّة هدم البيوت وتهجير أهله، هو تجاوز جديد للخطوط الحمراء، وعبث في صواعق تفجير لا يعرف عقباها".

وأضافت الحركة "المقاومة تؤكد أنها منتبهة ومتيقظة لما يقوم به الاحتلال في القدس، ولن نسمح للمحتل أن يستمر في سياسة قضم القدس رويدا رويدا من أجل تزوير واقعها واستكمال تهويدها".

وتابعت "خيارات المقاومة في الرد على الاحتلال مفتوحة ومتعددة، وكلها قابلة للدراسة والتنفيذ".

ودعت حماس، أبناء الشعب الفلسطيني إلى "مواصلة مقارعة الاحتلال وتدفيعه ثمن العدوان".

من جهته طالب رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف مجزرة هدم المنازل وترحيل المواطنين في حي البستان في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة.

وحمّل الشيخ في تصريح صحفي، صدر اليوم الثلاثاء، دولة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الكبير، منوها إلى أن حي البستان يتعرض لهجمة احتلالية شرسة بالهدم، والتدمير، والتهجير.

 

الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021 02:21

ايران ومعجزات الاكتفاء الذاتي

التضحيات العظيمة التي سطرتها الجمهورية الاسلامية والضغوط الغربية المعادية التي تحملها شعبنا الصامد والمقاوم طيلة ما يزيد على اثنين واربعين عاما لم تذهب عبثا بحمد الله ، فإيران اليوم تسابق الزمن وتحقق مكاسب جبارة اصبحت تضاهي بها الدول الكبرى وتنافسها احيانا ، الامر الذي يعزز القناعة في نفوسنا دائما بأن الصبر يصنع المعجزات ويحطم اخطر المؤامرات الاستكبارية.
في هذا المجال قال القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي في كلمة له امس خلال مراسم ازاحة الستار عن لقاح "نورا" الذي صنعته جامعة بقية الله (عج) للعلوم الطبية التابعة للحرس الثوري، وبدء الدراسات السريرية على هذا اللقاح المضاد لكورونا : إن بلوغ القمم هو عمل شاق دائمًا ومن الصعب عبور الصخور الصعبة والصعود إلى المرتفعات العالية، لكن لا يوجد بلد ولا شعب سيصل إلى قمم التقدم والسمو والهيبة دون المرور بمسارات صعبة. 
وصرح الجنرال سلامي ان ايران تمتلك طائرات مسيرة تطير 7 آلاف كيلو متر وتهبط في أي مكان( مضيفا)
نحن في ساحة المعركة من أجل الاستقلال وفي حرب عالمية كبرى محورها استقلالنا واعتمادنا على أنفسنا ومصداقيتنا ، والعالم القوي قرر الحيلولة دون انجاز استقلالنا الوطني (مؤكدا) إن الشعب الذي تمكن من خلق مثل هذه المفاخر العظيمة في ذروة الحصار هو بالتأكيد شعب مدهش واستثنائي.
ان ايران تعتمد على الاقتدار الوطني وعلى ايمانها بمبادئها الاسلامية التى شكلت وما تزال رصيدها الثوري القادر على التطور والابداع والخلاقية، وهي تواصل اهدافها قدما لانها مؤمنة بأن الشعب المؤمن يقف ظهيرا قويا لمنطلقاتها وثوابتها ومنجزاتها.
والجمهورية الاسلامية لا يمكن ان تفرط بحقوقها المشروعة ولن توقف صناعتها النووية السلمية لانها تشكل حجر الاساس في مسيرة التنمية المستدامة وهي تعزز قدراتها الدفاعية دون اية خطوط حمراء ولهذا فان انتاجها طائرات مسيّرة كبيرة يشكل ضرورة ملحة لتعزيز مقومات الردع القادرة على اجهاض التحركات الاجنبية المعادية.
والجهوزية الدفاعية الايرانية تشتمل جميع الميادين وعلى هذا الاساس أكد قائد القوة البحرية بالجيش الايراني الاميرال حسين خانزادي، (ان السياسة الدفاعية للجمهورية الاسلامية قائمة على الردع (موضحا) ان البحر يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لايران اذ ان 80 % من حدودها مع دول الجوار هي حدود بحرية، ولذلك فهي تمتلك الفرص في البحار، كما تواجه التهديدات في الوقت ذاته، وانه انطلاقا من مصالحها البحرية فأنها أعدت نفسها للحضور الأمني في كل مكان تتطلبه هذه المصالح).
من المؤكد ان قيام الجمهورية الاسلامية بانتاج لقاحات التطعيم ضد وباء كورونا يمثل وجها مضيئا آخر للتقدم العلمي في بلادنا ودليلا واضحا على ان ايران جادة تماما في صيانة نفسها بنفسها، اعتمادا على الاكتفاء الذاتي الذي اتضحت معطياته في تنامي امكانات ايران واستحكام مواقفها يوما بعد آخر في الساحة الدولية. 

بقلم - حمید حلمي البغدادي

 

قال الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي  طارق سلمي اليوم الثلاثاء: "إن حفل افتتاح سفارة للاحتلال في دولة الامارات هو خيانة للقدس وخذلان لأهلها الذين تداهم قوات الاحتلال بيوتهم بهدف هدمها وتهجيرهم منها".

وأضاف سلمي :"في الوقت الذي تسفك فيه الدماء الفلسطينية بفعل "الإرهاب اليهودي" يقدم حكام الامارات هدية مجانية للقتلة والمجرمين "الصهاينة" بفتح سفارة لهم على أرض عربية".

كما شدد على إن الاحتلال لأرض فلسطين هو باطل، وبالتالي لاشرعية ولا قانونية لأي تمثيل له ، لافتاً أن ما تم افتتاحه في الامارات تحت مسمى سفارة إنما هي "وكر تجسس" وحياكة للمؤامرات والدسائس بحق بلدان وشعوب منطقتنا.

 

السبت, 26 حزيران/يونيو 2021 16:18

الحوار آلية دائمة للتواصل الإنساني

◄إنّ الحوار في مضمونه الفكري، لا يُمكن أن ينظر إليه باعتباره جزءاً من الحركة السياسية أو الاجتماعية الآنية، بل يمثّل آليةً دائمةً للتواصل الإنساني، وهو ما أشار إليه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات/ 13). وقد خصّ الله الإنسان من بين خلقه بهذه الميزة الفريدة، وهي ميزة التحادث والجدال، على قاعدة أنّ الغاية النهائية لمثل هذا النوع من تبادل المخزونات الإنسانية، هي تحقيق الهدف الأمثل للإنسان على الأرض، ألا وهو خلافة الله تعالى.

والحوار هنا يمثّل حركةً في التواضع العلمي والثقافي، ويعكس الشعور بالحاجة الدائمة إلى تطوير العلم، على هدى قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه/ 114)، فلا يطغى الإنسان بالاستعلاء الفكري والثقافي، بل ينطلق دائماً من خلال ما ينتجه من خصوصيته الفكرية والثقافية، ليعرضه من خلال الحوار على فكر الآخرين وثقافتهم، كما يعرض فكر الآخرين وثقافتهم على ما أنتجه؛ ليكون الحوار آليةً في تلاقح الأفكار وتطويرها، ووسيلةً من وسائل تنظيم حركة الخصوصيات الفكرية والثقافية في رحلة البحث عن الحقيقة، كما قال تعالى: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (سبأ/ 24).

ولعلّ المؤتمرات واللقاءات التي تُعقد تحت عناوين شتّى، ومنها حوار الأديان، سواء الحوار ضمن الدِّين الواحد، أو الحوار مع الأديان الأُخرى، لهو دليل على ما أصاب حركة هذه الأديان من مشاكل، وما يعترضها من عقبات، وما يعتور فهمها من عيوب، سواء فيما بين مذاهبها، أو فيما بينها بكامل بناءاتها العقيدية والفكرية. غير أنّه لا يُمكن أن يُكتفى بانعقاد مثل هذه المؤتمرات واللقاءات، لأنّها سوف تبقى محدودة النتائج إذا ما اقتصرت على التلاقي المجرّد، من دون أن يصدر عنها برامج عمل، تنطلق من العمق في كلّ القضايا المطروحة، في سبيل الوصول إلى نتائج تضع الحلول على طريقها الصحيح.

وإنّنا نرى أنّه لابدّ من التوقّف عند عدّة نقاط قد تساعد في إدراك حجم التحدّيات التي تقف أمام أيّ حوارٍ إسلامي إسلامي، أو إسلامي ديني، وبالتالي، إدراك طبيعة ما ينبغي التركيز عليه، حتى تكون اللقاءات ذات طابع عملي، فلا تغرق في الخطابات أو المجاملات، من دون أيّ نتيجة عملية، علماً أن ثمّة تحدّيات داخلية وأُموراً خارجية في هذا الإطار:

1ـ لقد نشأت المذاهب الإسلامية على أساس اجتهادات في فهم الإسلام، عقيدةً وشريعةً، وقد احتضنت تلك الفترة التاريخية كثيراً من الحوارات والمناقشات الفقهية والكلامية، بنسبة ملحوظة من الانفتاح الفكري والثقافي. وإنّ إحدى مشاكلنا اليوم، هي الجمود الفكري، عن طريق سدّ باب الاجتهاد، واعتبار أنّ ما انتهت إليه عصور معيّنة هو أمرٌ نهائي على مستوى الإنتاج الفكري والعلمي، ما يجعل أيّ حوارٍ إسلامي مأخوذاً باجترار ما أنتجه الماضون ضمن ظروف الماضي، من دون أن ننطلق من ظروفنا لنتحرّك في إبداع الفكرة، عبر حرّية الفكر والاجتهاد؛ وهذا ما يجعل التاريخ الذي يشتمل على كثير من التعقيدات، يحضر بثقله في أيّ حوارٍ، وبالتالي، تحضر كثير من العقبات التي قد لا تنتمي إلى الواقع المعاصر. ولذلك، المطلوب أن يُترك العقل في حركته الفكرية، ليُعيد إنتاج الفكر الإسلامي في ضوء ما يُمكن أن ينفتح عليه من تطوّر في حركية الاجتهاد، علماً أنّ هذا الأمر قد يشمل جميع المذاهب، ولا يقتصر على مذهبٍ دون آخر، ولو بطريقة عملية.

2ـ إنّ إعادة الاجتهاد إلى موقعه في الحركة التطوّرية للعلم، من شأنه أن يُساعد في تقريب وجهات النظر المختلفة، من خلال إعادة أيّ حوارٍ في أيّ مسألة من المسائل إلى قاعدته الأصيلة، وهي الكتاب والسنّة؛ ولاسيّما أنّ نظرية عصمة أئمّة أهل البيت (ع)، التي يأخذ بها المسلمون الشيعة، ونظرية عدالة الصحابة التي يأخذ بها المسلمون السنّة، تتحرّكان في خطّ وثاقة إثبات السنّة، ولا تتحرّكان لتنتجا سنّةً جديدةً في عرضِ سنّة النبيّ محمّد (ص). وهذا ما قد يضعنا على قاعدة تأسيسية لفقه إسلامي فوق المذهبي، يأخذ فيه الحوار المستند إلى قواعد واضحة، حيّزاً مهمّاً قد يصل إلى نتائج مشتركة، ويضع أيّ خلافٍ في إطاره الطبيعي.

3ـ نعتقد أنّ إحدى أخطر الظواهر التي تعصف بمجتمعنا اليوم، هي ظاهرة التكفير والتضليل والتفسيق، وما يستتبعها من أحكامٍ تُلصق بفئات أو جماعات أو مذاهب بأسرها. ولابدّ من إدارة الحوار حول هذه الظاهرة في بُعدها الثقافي والفكري، الذي قد ينطوي على مفاهيم خاطئة من جهة، وجمود في الاجتهاد من جهة أخرى، إلى جانب دارسة العوامل الأُخرى المؤثّرة، وذلك بهدف وضع معايير واضحة للإسلام والكفر، وللإيمان والفسق والضلال، وما إلى ذلك؛ فإنّ مثل هذه الظواهر لا تنعكس خطورتها على التقارب الإسلامي الداخلي فقط، بل تعمل على تشويه صورة الإسلام، وتصويره كدين عُنفٍ وإلغاء، لا دين رفقٍ وحوار.

4ـ إنّ الحوار الإسلامي ـ الإسلامي قد يُساهم في الحدّ من ظاهرة الغلوّ، التي لم يسلم منها مذهبٌ من المذاهب؛ لأنّ الانفتاح على الآخر، قد يوجد آليات توازن في النظرة إلى العقائد والأفكار التي يُنتجها أتباع هذا المذهب أو ذاك؛ حتى يُمكن القول إنّ الحوار قد يساهم في الحدّ من التطرُّف والحساسية، ممّا قد يكون موجوداً في داخل كلّ مذهب تجاه بعض عقائد المذهب الآخر وأفكاره، بما قد يفضي في نهاية المطاف إلى توازنٍ في النظرة، وتقاربٍ في النتائج.

5ـ إنّ التقارب المذهبي في إطار كلّ بلدٍ أو قطرٍ إسلامي، من شأنه أن ينعكس تقارباً في معالجة كثير من المشاكل الداخلية التي قد تخلقها السياسات المحلية أو الإقليمية، وحتى الدولية بين أبناء البلد الواحد، أو الدِّين الواحد؛ لإذكاء نار العصبية، بهدف استقرار السلطة من خلال مبدأ «فرّق تسُدْ». ولذلك، قد نجد أنّ استمرار حال التشرذم بين المسلمين، لا ينعكس سلباً على أتباع مذهبٍ دون آخر، بل إنّ التحدّيات ومجريات الأحداث، تتحرّك بعيداً عن مصلحة الجميع. وإنّ كثيراً من المشاكل والاختلافات التي تقع بين المسلمين، هي في أساسها مشاكل سياسية، يقوم حلّها على إيجاد معايير يتّفق عليها المسلمون جميعاً، ولكنّ اللاعبين الطائفيين والسياسيين، يلعبون على كثير من التعقيدات التاريخية والحساسيات الثقافية، لإضفاء بُعد عصبي على حركة الاختلاف، يغيب معه العقل، وتحضر معه الغريزة.

وقد بيّن لنا القرآن الكريم، أنّ إحدى أهمّ سياسات الظالمين والمستكبرين، هي إبقاء الشعوب في حال الإثارة الغرائزية، بعيداً عن موازين العقل ومعايير التقييم؛ كما حكى الله عن فرعون، حيث قال تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) (الزخرف/ 54). ولذلك، فإنّ الشغل الشاغل للمسلمين، ينبغي أن يكون تحريك الوعي تجاه كلّ التحدّيات الداخلية والخارجية التي تعصف بهم، والتعرُّف إلى كلّ أساليب السياسات الاستكبارية، سواء كانت داخلية أو خارجية؛ لأنّ الوعي هو الذي يُمكن أن يغلّب لغة العقل والمنطق على لغة الإثارة والانفعال.

6ـ ثمّة قضايا كبرى تشكّل تحدّياً وجودياً وفاعلياً للمسلمين جميعاً، وفي مقدّمها قضية فلسطين، التي لا ينبغي النظر إليها كقضية سياسية فحسب، بل كقضية تتّصل بعمق القيمة الإسلامية أيضاً، في مسألتي العدل والظلم، ومسألتي الحقّ والاغتصاب، ولاسيّما أنّ الحركة الاستكبارية تجاهها، تتحرّك في الخطّ الذي يدفع باتجاه التنازل عن الحقوق، وتشريع الظلم، والقبول بمنطق الأمر الواقع، تحت ضغطٍ من قوّة الخارج، والاستسلام لضعف الداخل، وهذا ما من شأنه أن يؤسّس لمنهج ثقافي خطير في ذهنية الأُمّة تجاه حاضرها، ويدفع باتجاه مزيدٍ من التدمير للواقع الإسلامي، وربّما باتجاه مزيدٍ من الاحتلالات التي لا تُبقي للمسلمين شيئاً. وقد رأينا كيف تحرّكت الاحتلالات المتنوّعة لبلاد المسلمين، من أفغانستان إلى العراق إلى غيرهما، تحت أكثر من عنوان، ولم يعد المسلمون قادرين حتى على إعلان المواقف الكلامية، فضلاً عن الحركة التغييرية.

7ـ إنّ الإسلام اليوم يمرّ في أكثر المراحل حساسيةً وخطورةً على مستوى الحرب الخارجية المعلنة بوضوح عليه، سواءٌ من خلال حركة التبشير، أو من خلال ضرب المقدّس الإسلامي؛ وهذا لا يمسّ مذهباً دون آخر، ولا فئةً بعينها؛ وهو الأمر الذي يتطلّب حملةً فكريةً ثقافية، تنطلق من خلال الفعل، لا من خلال ردّ الفعل المحدود، فتعمل على إنتاج الفكرة الإسلامية التي تعرّف العالم كلّ القيم الإنسانية التي أتى بها الإسلام، وتُظهر للعالم قدرة الإسلام على حلّ كثير من مشكلاته، من خلال التزاوج بين المادّة والروح في حركة الإنسان في كلّ ميادين الحياة.

8 ـ أيضاً، لابدّ من العمل على تأسيس جبهة إسلامية ودينية قيميّة، تُنزل القيمة إلى مفردات الواقع، ولا تبقيها في ضبابية الشعار والعنوان، وذلك في مواجهة كلّ حركات العالم المستكبر، الذي تتحرّك سياساته المتنوّعة من خلال اللاقيمة التي تصادر حرّية الشعوب، وتنهب ثرواتها، وتتحكّم بمصائرها، وهذا ما يصطدم، ليس بقيم الإسلام فحسب، بل بقيم كلّ الأديان أيضاً، وهو ما يُمكن أن يؤسّس عليه لتقاربٍ قيمي على المستوى الإسلامي في الدائرة الإسلامية، وعلى المستوى الديني في الدائرة الدينية، وعلى المستوى الإنساني في الدائرة الإنسانية، ويدفع بالعالم إلى التوازن أمام ما يتحرّك به جشع الإنسان، وأطماعه، وأحقاده، وما إلى ذلك، فإنّ كثيراً ممّا شهدناه في الآونة الأخيرة من مشاكل في الاقتصاد العالمي، أو في السياسة العالمية، يعود في جذوره إلى فقدان الإحساس الإنساني، والاحتكام إلى قواعد سياسية واقتصادية تُبعد الإنسان عن إنسانيته، وتجعله أقرب إلى الحيوانية التي لا تحكمها حتى شريعة الغاب.

9 ـ إنّ معظم الحضارات الإنسانية انبثقت من أحضان الأديان السماوية، أو نمت في كنفها، وعندما تعاظم شأنها، سعت إلى إخضاع الأديان واستتباعها لسلطانها، فجرى توظيف الأديان في نصوصها لخدمة مصالح السلطان وسياساته، فاختلطت غايات الدِّين بغايات الدنيا، وبات التفريق بينهما حاجةً مُلِحّة، وترسيم الفواصل هدفاً يقتضي تخليص الدِّين من شِباك الدنيا، وخصوصاً أنّ رجال الدِّين تفرّقوا بين موالٍ للسلطان ومُعارض له، فانتشرت الفِتن وشاع الافتتان، وبات العمل على تصويب الانحرافات أمراً دونه مشقّات وتضحيات، وهذا الأمر لم يصب قوماً دون آخرين، ولم يختصّ به شعب دون آخر، ولا زمن وعصر دون عصر. ولعلّ ما نشهده اليوم من محاولات دؤوبة لإخضاع الأديان لسياسات السلطان، يدعو إلى استنفار كلّ الحريصين على نقاء الرسالات السماوية، للمبادرة إلى تحرير الأديان من براثن مستغليها، الذين يسعون لجعل الدِّين مادّةً تشرّع عصبياتهم ومصالحهم، وحتى عدوانيتهم في أحيان كثيرة.

10ـ ولابدّ من أن ينطلق الحوار، أيّ حوارٍ، على أساس أن لا تكون لأيّ طرف مقدّساتُه التي لا ينبغي للطرف الآخر أن يمسّها أو يقترب منها، لأنّ الحوار المُنتج والجادّ، هو الحوار الذي يتحرّك من دون حواجز مسبقة، وإنّما يتحرّك على هدى قوله تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة/ 111)؛ وهذا هو الذي تحرّك به القرآن في تعامله مع القضايا التي كان يطرحها المشركون أو غيرهم، حيثُ تناول كلّ ما كان يصدُر من اتّهامات للنبيّ (ص)، في شخصه أو رسالته؛ بل أجاب عن التصوّرات الخاطئة والمسيئة التي تعلّقت بالله سبحانه وتعالى، بكلّ موضوعية، مع أنّ كلّ ذلك يدخل في المقدّس عند المسلمين جميعاً؛ فما بالُك بما دون ذلك من القضايا؟!

وربّما تجدر بنا هنا الدعوةُ إلى إبعاد مصطلح «المقدّس» من حركةِ الحوار؛ لأنّ هذا المفهوم ملتبسٌ في دلالاته، في حين أنّ المنطق العلمي الذي أكّده القرآن، وتحرّكت به الرسالات جميعاً، هو المنطق الذي يحرّك مصطلحات الحجّة والبرهان والدليل.

11ـ من خلال ما تقدّم، نرى أنّ الصراحة العلمية ينبغي أن تأخذ مداها في جلسات الحوار الإسلامية، من دون حرجٍ في إثارة أيّ موضوع من المواضيع الخلافية، ضمن ترتيب الأولويات التي لا يعيش معها الحوار غيبوبةً فكريةً بالنسبة إلى الواقع، بل يتحرّك الواقع والفكر جنباً إلى جنبٍ، في سبيل أن يكون للحوار صداه في الواقع، وحركته الواقعية في ساحة الفكر.

12ـ نعود لنؤكّد أنّ من الضروري الانتقال من الحوار المنطلق ممّا كتبه الماضون، من هذا المذهب أو ذاك، إلى الحوار بين المفكّرين الإسلاميين الحاضرين؛ لأنّ كثيراً من الأفكار تجاه الآخر، فرضتها تعقيدات حركة التاريخ في الماضي، أو ذهنيات الذين عاشوا فيه، ممّا بات الحاضر يختلف في نظرته الاجتهادية عمّا كان عليه الأمر في الماضي. وفي هذا السياق، نرى أنّ لا قداسة لفكر الماضين، مهما بلغ شأنُهم، وأنّ إبقاء الحوار في دائرة ما أنتجه الماضون، لن يؤسّس لحركة حوار جادّة حيّة، بل يجعل الحوار يدخل في دائرة تسجيل النقاط من قبل كلّ فريق على الآخر، ويأخذ الحاضر إلى أجواء التاريخ، من دون أن يحمل ـ في عناصره التاريخية أو الاجتهادية ـ أيّ واقعية لذلك كلّه.

13ـ الابتعاد عن حالات المناكفات، وتسجيل النقاط المذهبية لهذا الفريق أو ذاك على الآخر؛ وهذا ما يفترض دراسة الجدوى من التغطية الإعلامية لمفردات الحوار، والتي يمكن أن تحوّل الحوار إلى حالة إثارةٍ عصبية، تثير الشارع الإسلامي مذهبياً، بدلاً من أن تواكبه فكرياً. وعلى هذا الأساس، يُصبح من البديهي، أنّ جدّية أيّ حوارٍ إسلامي ـ إسلامي، في العلاقة بينه وبين الشارع الإسلامي، تحدّدها منتجاتُ الحوار، لا حركته التي تحمل الكثير من عناصر الإثارة، مهما كانت موضوعيةً وعلميةً؛ لأنّنا نعرف أنّ حركة التعقيدات التي يُمكن أن تنفذ إلى الساحة الشعبية، يُمكنها أن تعطّل أيّ حوار، مهما كان جادّاً.

14ـ على أساس ما تقدّم، نرى أنّ من أهمّ عناصر فشل المؤتمرات الحوارية السابقة، أو محدودية نتائجها في كسر الجليد المذهبي، أو تخفيف الاحتقان في صورة مؤقتة، تتمثّل ـ إضافةً إلى افتقارها المستوى الأعلى من الجدّية ـ في عدم نزول النتائج الإيجابية لتلك الحوارات إلى الشارع، بحيث يُعمل على تحويلها ـ من خلال آليات التثقيف الشعبية ـ إلى ثقافة إسلامية جديدةٍ، تضع الاختلاف مع الآخر في إطار الاجتهاد ضمن الإسلام، لا مقابله.

ومن هنا، فإنّنا نرى أنّه لا يجوز أن تبقى الازدواجية في حركة الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، بين القناعة التي تشكّلها المؤتمرات، والثقافة التي تنزل إلى المستوى الشعبي. وهذا ما يفترض أن يُعاد تقويم كلّ حالات التثقيف التي تُمارسها الطبقة الوسطى، بين القيادات الحوارية الإسلامية والحالة الشعبية؛ لأنّنا قد نشعر بأنّ هناك بوناً شاسعاً بين نظرة تلك القيادات إلى الآخر في الإطار الإسلامي، ونظرة مَن يمارسون الوعظ والإرشاد، ممّا لا يزال يخضع للتكفير والتضليل، بناءً على أُمورٍ باتت من مطويات الزمن.

إنّنا نشعر بأهمّية هذه النقطة بالذات وحساسيتها، لأنّ أيّ حوارٍ على المستوى الإسلامي، لا يُمكن أن يؤسّس لنقلة نوعية، ما لم يشكّل الحوار مناخاً عاماً، تنخرط فيه المستويات القيادية بالمستويات الشعبية، لأنّ ذلك هو الذي يخفّف الضغوط المتبادلة فيما بينها.

وأخيراً، إنّ الاستكبار العالمي كلّه قد برز إلى الإسلام كلّه، في حملةٍ متعدّدة الجوانب والأهداف، لا تقتصر على الجوانب السياسية والأمنية فحسب، بل تؤسّس لحركة تشويه ثقافية وفكرية أيضاً، تُدخل المسلمين جميعاً في ضبابية المفاهيم، بحيث يسهل على المستكبرين والظالمين النفاذ إلى عمق الوجدان الإسلامي، من خلال التأسيس لانقسامات ترتكز على الفهم الملتبس للآخر، الذي يوضع في دائرة الكفر أو الضلال أو الشِّرك، ويكون حالنا انعكاساً للحديث الشريف عن الرسول (ص): «يوشك الأُمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: «ومَن قلّة نحن يومئذٍ؟»، فقال(ص): «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنّكم غُثاءٌ كغُثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدورِ عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال (ص): «حبّ الدنيا وكراهية الموت».►

 

استعرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الايراني محمد جواد آذري جهرمي مجموعة الاجراءات المتخذة خلال العام الاخير في اطار حزمة الرد على حظر الصناعة الفضائية الايرانية.

وكتب آذري جهرمي في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الخميس: انه وفي ظل التدابير العامة لسماحة قائد الثورة الاسلامية ومبادرة الحكومة، فقد تمت متابعة حزمة الرد على حظر الصناعة الفضائية الايرانية خلال العام الاخير كما يلي:

1-تصميم وتصنيع قمر صناعي استشعاري بدقة تصوير تصل الى 1 متر مربع حيث تجري الدراسة عليه في الوقت الحاضر كما ان مراحل تصنيعه متواصلة.

2-تصميم وتصنيع قمر صناعي للحلول في مدار 36 الف كم حيث جرى الاختبار العملاني لمحركه من قبل وزارة الدفاع بنجاح مؤخرا.

3-ارسال كائن حي الى الفضاء حيث سيتم هذا العام بفضل الباري تعالى اختبار كبسولة فضائية جديدة له تحت المدار.

واضاف: ان الاختبارات مازالت مستمرة لهذه الاجراءات الثلاثة.

واكد باننا لن نستأذن أية دولة للتقدم في مجال الفضاء. وفي الوقت الذي لانرحب فيه بالحظر واستمراره لكننا لا ولن ننتظر الاخرين ايضا.

 

أكد ممثل حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في طهران، يوم الخميس، إن للمقاومة اليد العليا في المنطقة.

وفي كلمته خلال مؤتمر "معركة سيف القدس؛ محور المقاومة والدفاع عن المسجد الاقصى" الذي استضافته مدينة قم المقدسة، قال خالد قدومي: ان قوة المقاومة عامل أساسي في حربنا مع الصهاينة. وأثبتت فكرة المقاومة وحرب المقاومة وما يخص المقاومة أنها لا يمكن تجاهلها على المستوى الدولي.

وأضاف أن "هاشتاغ فلسطين الحرة حقق أعلى درجات النجاح والقبول في العالم في الفضاء الافتراضي، لذا فقد وصلت قضية المقاومة الآن إلى نقطة لا يمكن تجاهلها.

وتابع: إن المقاومة الآن لا تقتصر على غزة بل ان المقاومة من البحر إلى النهر محترمة ولن يسمح لأحد بانتهاك حقوق المقاومة في أي مكان في جغرافيا فلسطين.

 

السبت, 26 حزيران/يونيو 2021 03:33

ما هو منشأ الطمع؟

 

 

"أمّا الطمع فإنّه يتحقّق عندما يبدأ الإنسان بالتفكير بالتصرّف في أموال غيره والانتفاع من المال الجاهز. والشيطان يوسوس لابن آدم ليمدّ يده إلى أموال الآخرين عبر طرق شتّى كالتملّق لأرباب الثروة وأصحاب المناصب والجاه أملاً في الظفر بشيء من دون مقابل. والأسوأ من ذلك هو الاستحواذ على ما في حوزة الآخرين بالخداع والحيلة.

 

هذه الفكرة أساساً إنّما تنشأ عندما يُحاول المرء الظفر باللذائذ المادّية من دون جهد وعناء، وهذا هو قوام مفهوم الطمع، فالطمع هو: رغبة المرء في زيادة ممتلكاته المادّية (وهو ضمن هذا الحدّ لا يخرج عن نطاق الحرص) بيد أنّ هذه الزيادة تتمّ عبر الاستحواذ على ممتلكات الآخرين، ومن هنا فإنّ قبح الطمع مضاعف، إذن فالطمع هو: شكل من أشكال الحرص، لكنّه حرص يحاول المتّصف به جني الربح والفائدة من أموال الآخرين، وهذا هو منشأ الطمع"[1].

 

الطمع إذلال لفطرة الإنسان

"مضافاً إلى أنّ الطمع ينطوي على رذيلتين (هما رذيلة الحرص ورذيلة التصرّف بمال الآخرين ظلماً)، فإنّ له عيباً باطنيّاً، وهو أنّ الشخص الطمّاع يُدرك اتّصافه بهذه الرذيلة في بادئ الأمر لكنّه يعتادُ عليها شيئاً فشيئاً فيفقد، نتيجةً لهذه العادة، واحدة من مطالبات الفطرة البشريّة.

 

ولتوضيح هذا المعنى لا بدّ من مقدّمة، فإنّ للإنسان منذ ولادته حاجات متعدّدة وهي تقع ضمن أقسام مختلفة فيما بينها. فقسم منها حاجات جسمانيّة، كالحاجة إلى الطعام، والمسكن، والزوج، وما إلى ذلك. والقسم الثاني هي الحاجات النفسيّة وهي ألطف من سابقتها، كالحاجة إلى أن يكون محترماً في المجتمع وغير محتقَر عند الناس. وهذه الحاجة تظهر لدى الأطفال مبكّراً، فالأطفال يحبّون أن يكونوا أعزّاء لدى والديهم، ومن هنا فإنّ إعراض الأبوين عنهم هو أشدّ إيلاماً لهم من العقاب الجسديّ.

ومن الحاجات الأخرى هي حبّ الاستقلال الذي يُبكّر في الظهور عند الأطفال أيضاً. فعندما يبدأ الطفل بالخطو مثلاً فهو يحبّ أن يخطو لوحده وأن يفلت يده من قبضة أبيه أو أُمّه عند السير في الطريق. فالطفل يشعر بالحاجة إلى الاستقلال والوقوف على قدميه بنفسه. وهذه صفة حسنة للغاية.

 

إذن فمن المسلّمات أنّ للمرء حاجات ومطالبات أخرى غير تلك الفسلجيّة والبدنيّة. فمن جملة الحاجات الروحيّة للإنسان هي حبّه الوقوف على قدميه والاستقلال عن الآخرين. أمّا صفة "الطمع" الذميمة فإنّها تكون في مقابل هذه الحالة تماماً، فالإنسان المبتلى بالطمع يسعى لتأمين ما ليس بحوزته من أموال الآخرين حتّى وإن اضطرّه ذلك إلى السرقة أو التحايل.

 

وهذا يدلّ على أنّ مثل هذا الإنسان يُرجّح لذّته الجسديّة على لذّة الاستقلال والعزّة والكرامة الذاتيّة وهو مستعدّ لتحمّل ذلّ الحاجة إلى الآخرين والتبعيّة لهم في سبيل الازدياد في المال والثروة، وهو - في هذه الحالة - إنّما يهبط بفهمه وإدراكه إلى مستوى هو أدنى من مستوى الطفل الذي ليس له من العمر أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، لأنّ الأخير يُدرك حاجته إلى الاستقلال، ويحظى في المقابل بما يتعلّق بطبيعته الحيوانيّة، وهذا هو ضرب من ضروب الذلّة"[2].

 

أَمِت الطمع كي تعيش عزيزاً

فالطمع لا يكون بمعزل عن الذلّ أبداً. ومن هنا يقول الإمام الباقر عليه السلام: "واطلب بقاء العزّ بإماتة الطمع". فأنت أساساً طالبٌ للعزّ والغنى، فإذا رغبت بالإبقاء على عزّك فعليك أن تقتل الطمع، وإن لم تفعل ذلك أمسيت ذليلاً لهذا المطلب الشيطانيّ.

 

لكنّ السؤال هنا هو: كيف يُمكن إزهاق روح الطمع؟

يقول الإمام عليه السلام جواباً على ذلك: "وادفع ذلّ الطمع بعزّ اليأس"، فعليك أن تُلقّن نفسك وتربّيها على اليأس ممّا في أيدي الناس. فالذي يتعوّد على أخذ مساعدة الآخرين، بما فيهم الأبوان والأخ والأخت والجار...الخ فسوف يتعوّد بالتدريج على جني النفع من الآخرين والتطفّل عليهم، وهو بذلك يسلب نفسه استقلاله وكرامته ويشعر بالحقارة ويُفرّط بالثقة بنفسه، والشخص العديم الثقة بنفسه سوف يُبتلَى بأصناف العُقَد والأمراض النفسيّة وهو لا يرى لنفسه هويّة أو قيمة.

 

نُقل عن أحوال المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ (رضوان الله تعالى عليه) أنّه قال: "منذ أن بدأتُ بطلب العلوم الدينيّة بشكل جدّي حاولت أن لا أطرح ما يعرض لي في درسي من معضلات علميّة على أستاذي وأن أجتهد في حلّها بنفسي عبر التأمّل والمطالعة. فالذي يُكثر من الاستفسار من الآخرين لحلّ ما يعترضه من المشاكل سيُصاب بخمول الذهن. لكنّه إذا عزم على حلّ إشكالاته بنفسه مهما أمكن فسيُصبح ذهنه وقّاداً وخلاّقاً ودقيقاً. فإنّ من جملة آفّات الحياة المعتمدة على المكائن والدراسة الآليّة هي تقويض قدرة الذهن. فعلى المدرّسين والمعلّمين أن يُحفّزوا في طلاّبهم روح الاعتماد على النفس والثقة بها، أو أن يقوّوا - على الأقلّ - اعتمادهم على أنفسهم جنباً إلى جنب مع الإفادة من التقنية الحديثة والوسائل التعليميّة المساعدة....

 

على أيّة حال فإنّ من بين حاجاتنا الفطريّة هو إحساسنا بالعزّة وإنّ الطمع هو عدوّ هذا الإحساس. فالطمع يُشعر الإنسان دائماً بتبعيّته للآخرين وتطفّله عليهم ويمحق في نفسه العزّ والكرامة. يقول الإمام عليه السلام هنا يتعيّن عليك - من أجل إبادة الطمع وإماتته - أن تُلقّن نفسك اليأس من مساعدة الآخرين في جميع أعمالك وأفعالك. ولا ريب أنّ اكتساب هذه الصفة يحتاج إلى تمرين عمليّ أيضاً...

 

فالطمع هو ذلٌّ حاضر ومدفوع الثمن نقداً وإن كان في مال الوالد. إذن فمن أجل أن ننجو من ذلّ الطمع علينا أن نُلقّن أنفسنا بأن لا نقبل المساعدة من أحد، أو أن نيأس من مساعدة الآخرين لنا وعلينا أن نسعى بأنفسنا لتولّي أُمورنا وإنجاز أعمالنا الشخصيّة. بهذه الصورة سننجو من ذلّ الطمع ونقف على أرجلنا ويُصبح كلّ واحد منّا سيّداً على نفسه، "وادفع ذلّ الطمع بعزّ اليأس". فالله سبحانه وتعالى قد أودع في كيان المرء الشعورَ بالاستقلال كي يَثبُت ويقف على قدميه بنفسه"[3].

 

المهتدون، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

 

[1] ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج 5، ص 63، الطبعة 4: دار الكتب الإسلامية، طهران.

[2] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 12 آب ، 2011 م.

[3] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 12 آب ، 2011 م.

 

بعد تطعيمه بلقاح كورونا الايراني...

قائد الثورة الاسلامية: علينا تثمين مفخرة تصنيع اللقاح الوطني

أكد قائد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، بعد تطعيمه اليوم الجمعة الجرعة الاولى من لقاح "كوفوايران بركت" المضاد لكورونا المصنع محلياً ، انه ينبغي الافتخار بهذا اللقاح الوطني.

وثمّن قائد الثورة، عقب تطعيمه الجرعة الاولى من لقاح "كووايران بركت" جهود الباحثين والعلماء الايرانيين الشبان بتصنيع هذا اللقاح الذي حاز مؤخرا على ترخيص التطعيم حيث باتت ايران من بين 6 بلدان في العالم منتجة للقاحات كورونا.

ونوه الى ان المسؤولين صنعوا هذه المفخرة بفضل تجاربهم ومعارفهم وجهودهم العلمية والعملية.

واشاد بجهود وزير الصحة وجميع الكوادر الصحية والعلاجية في البلاد ورئيس مؤسسة أوامر الامام الخميني (رض) محمد مخبر وزملائه حيث أبدوا الاخلاص والابتكار والاقتدار في هذا الموضوع.

واشار الى التأكيدات المتتالية عليه بالتلقيح منذ عدّة أشهر، موضحاً انه لم يكن راغبا في التطعيم بلقاح اجنبي وانتظر اللقاح ايراني المضاد لكورونا مؤكدا على ضرورة تثمين هذه المفخرة الوطنية.

وتساءل عن السبب في عدم استخدام الامكانيات الداخلية في الوقاية والعلاج طالما كانت متاحة.

ونوه الى عدم وجود أي اشكال في استخدام اللقاحات الاجنبية الى جانب اللقاح الايراني الا انه ينبغي تثمين اللقاح المصنع محليا والاشادة بجهود جميع العلماء الشبان الناشطين وجميع المراكز والمؤسسات الفاعلة في انتاجه. 

ولفت قائد الثورة الى تأكيده بتطعيم اللقاح الايراني في موعده الطبيعي حيث تم تطعيم معظم المواطنين من فئته العمرية ممن يزيدون على ثمانين عاماً. 

وأكد على ضرورة توثيق المقالات العلمية ونشر بحوث ذات صلة باللقاح الايراني من أجل اطلاع شعوب العالم على الانجاز الوطني الكبير الى جانب الانتاج السريع وفي الوقت المناسب للقاح.