emamian

emamian

إن التوصل إلى تكنولوجيا إطلاق الصواريخ من الطائرات ليست قضية جديدة في وسائل الإعلام أو في الصناعات العسكرية، ولكن عندما نقف أمام صاروخ جديد له القدرة على الطيران والانطلاق من الجو، فإنه ينبغي أن نقول أن هذه تكنولوجيا جديدة لا مثيل لها في العالم. وفي عالم اليوم، بسبب التطور المتزايد لأنظمة الدفاعات الجوية، سعت دول مختلفة إلى تطوير طرق مختلفة لتطوير أنظمة دفاعية جديدة. وفي غضون ذلك، وخلال الحرب الباردة، تم وضع بعض الخطط لجعل من الممكن إطلاق صواريخ باليستية من الطائرات، والتي لم تتحقق في نهاية المطاف.

الإسرائيليون والاستثمار في صواريخ "Rampage"

كشفت دولة الاحتلال الصهيوني في عام 2018، ضمن الخطط العسكرية للحروب المحتملة وتطوير القدرات العسكرية، عن إنتاج صاروخ من فئة "جو- أرض" تفوق سرعته سرعة الصوت، تحت اسم " Rampage"، وزعمت أن هذا الصاروخ سيغير كما المعادلات العسكرية في المنطقة. ووفقاً المصممين، سيسمح هذا الصاروخ لإسرائيل الهجوم تحت ظروف لم تواجهها من قبل وذلك لأنه مصمم لمقاتلات F-15 وF-16  وF-35، ويحلق لمسافة تصل إلى 90 ميلاً بسرعة تفوق سرعة الصوت بعد إطلاقه من طائرة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية. ويتم توجيهه عبر نظام تحديد المواقع العالمي على متن الطائرة. ويساعد المقاتلة على التنقل في أي ظروف جوية في أي وقت من اليوم. وهو ما يقول المصممون إنه يجعله سلاحاً مثالياً لضرب أهداف ذات قيمة عالية مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط..

إطلاق صاروخي Rampage من مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16

وعلى صعيد متصل، قد نشر "جوزيف ترافيثيك" المتخصص في بحوث وتحليلات الدفاع والأمن، دراسة عن هذا الصاروخ، واعتبر فيها أنه عند دخوله الخدمة أعطى إسرائيل قدرة قيّمة، خصوصاً في ضوء حربها مع قوات محور المقاومة في منطقة الشرق الاوسط. وذكر أنه نظراً لمدى هذا الصاروخ الذي يبلغ نحو 90 ميلاً، فإنه يمكن للمقاتلات الإسرائيلية التي تحمل صواريخ "Rampage" أن تضرب بسهولة الأهداف في المنطقة، من داخل المجال الجوي الإسرائيلي من دون الحاجة إلى دخول الأجواء لأي بلد. ولفت هذا الكاتب إلى أنه مع "Rampage"، انضم سلاح الجو الإسرائيلي إلى العدد المتزايد ببطء لأسلحة الجو التي تطور صواريخ "ALBM" للهجمات غير النووية. وذكر أن روسيا طرحت نظام " ALBM" خاص بها، وهو أكبر بكثي. ويقال أن الصين تعمل على واحد أيضا. لكن يبدو أن الولايات المتحدة لا ترى قيمة في إنتاج صاروخ باليستي يطلق من الجو وذلك لأن صواريخ كروز الموجودة التي تتوفر بالفعل للقوات الأمريكية بأعداد كبيرة،  قادرة تمامًا على ضرب مجموعة كبيرة من الأهداف البعيدة، بأعداد كبيرة. الجدير بالذكر، أن مدى هذا الصاروخ يبلغ 150 كيلومترا، وطوله 4.7 متر وكتلة الرأس الحربي 150 كيلوغراما.

تحفة الصواريخ الجديدة للحرس الثوري بمزيج مبتكر

في مقطع صدر حديثًا عن زيارة قائد الثورة إلى معرض الفضاء الجوي التابع للحرس الثوري، تم نشر صور لمقاتلات "سوخوي 22" والتي تم تجهيزها بصواريخ "جو-أرض" جديدة وحول هذا السياق، نشرت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية صورا لمقاتلات "سوخوي 22"، تم تجهيزها بصواريخ جو- أرض جديدة، وذلك خلال زيارة المرشد الأعلى سماحة السيد "علي خامنئي" لمعرض الفضاء الجوي التابع للحرس الثوري، ووفقا لوسائل الاعلام الإيرانية، فقد نشر مقطع فيديو بمناسبة ذكرى زيارة "خامنئي" لمعرض إنجازات سلاح الجو التابع للحرس الثوري، إذ ظهرت في المقطع الحديث صور لمقاتلات "سوخوي 22"، المجهزة بصواريخ "جو-أرض" من طراز حديث. وصاروخ "فجر 4"، أحد الصواريخ من عيار 333 مم، التي تم تطويرها ضمن مجموعة الصواريخ الموجهة، مع إضافة مجنحات التوجيه في طرازي "فجر 4" و"فجر 4 سي إل".

انطلاق صاروخ فجر يسقطان بشكل حر من مقاتلة سوخوي 22

والمقاتلة القاذفة "سوخوى 22"، هي مقاتلة متخصصة بالهجوم الارضي التعبوي ذات اجنحة متغيرة الزاوية من صنع شركة سوخوي الروسية، طار النموذج الاول عام 1967م و دخلت الخدمة مع سلاح الجو الروسي (السوفيتي) عام 1972موصدرت للعديد من دول حلف وارسو والكتلة الشرقية ودول الشرق الأوسط. ومن مواصفاتها الفنية، فإن طول هذه المقاتلة يبلغ 18 م والعرض 9.9  م بزاوية جناح 62 درجة ومساحة الاجنحة 40 م م ووزن الطائرة فارغة : 10000 كغم وكمية الوقود داخل الطائرة : 4000 لتر وسرعة الطائرة تصل إلى  1.06 ماخ على مستوى سطح البحر وتم تسليح هذه الطائرة برشاشين 30 مم من نوع "نودلمان - ريختر إن أر-30" بماسورة واحدة، يحمل كل منهما 80 طلقة ويمكن لهذا المقاتلة حمل حوالي 4000 كجم من الأسلحة التي يمكن تركيبهم على 10 نقاط تحت الأجنحة وعى جانبي جسم الطائرة، تتضمن الأسحة القنابل غير الموجهة، القنابل العنقودية، قنابل إعاقة إلكترونية، خزانات "نابالم"، رؤوس نووية. ولقد طورت الطائرات الحالية لتحمل القنابل والصواريخ "أرض – أرض" الموجهة مثل "كيه إتش 23"، وأيضا عدلت لتحمل القنابل الموجهة بالليزر والموجهة بصريا.

 الجدير بالذكر أن صاروخ "فجر 4" فهو من الصواريخ ذو مرحلة واحدة ومن عيار 240 ملم ويبلغ طول الصاروخ 5.2م ويزن 407 كغم ويبلغ مداه 43 كلم. اما زنة الرأس الحربي لهذا الصاروخ فتبلغ نحو 85 كغم، وله قدرة تدميرية جيدة ويستخدم لتدمير اهداف مثل مراكز القيادة ومراكز الدعم والثكنات وقواعد القوات المعادية بالاضافة الى اصابة المطارات القريبة من خطوط القتال واهداف اخرى. ويمكن لصاروخ "فجر 4" العمل في درجات حرارة من 40-50 درجة مئوية وتصل السرعة القصوى للصاروخ 930م في الثانية الواحدة، كما ويمكن خزن الصاروخ لـ15 سنة.

وفي الختام، دعونا لا ننسى أنه لم يكن هناك صاروخ كروز أسرع من الصوت مضاد للسفن لدى القوات البحرية الايرانية ولكن الآن ومع إضافة هذا السلاح إلى سلاح الجو التابع لفيلق الحرس الثوري الإيراني في شكل نماذج محمولة جواً، يمكن القول علناً أن هذا السلاح المحمول جواً والاسرع من الصوت، قد تمت إضافته إلى ترسانة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني. ووفقًا لبعض الخبراء العسكريين الإيرانيين، تبلغ السرعة النهائية لصواريخ سلسلة "فجر" عند اطلاقها من الارض حوالي 1100 متر في الثانية، والتي تقدر بنحو 3.2 ماخ ومن الواضح أنه عند إطلاقه من طائرة حربية مثل "سوخوي 22"، فإن سرعة هذه الصاروخ تتسارع، ويمكن بسهولة أن تصل إلى سرعة حوالي 4 ماخ عند إطلاقه من الجو.

صاروخ فجر بعد إنطلاقه من مقاتلة سوخوي 22 

وبناءً على ذلك، يمكن الآن لهذا السلاح الجديد، عند تطويره في أدوار مختلفة وخاصة، تلبية العديد من احتياجات القوات المسلحة في إيران للقيام بمهام مختلفة وتوفير المزيد من القوة النارية للأسطول الجوي للحرس الثوري الإيراني. وبالنظر إلى أن مقاتلة "سوخوى 22" يمكنها حمل صاروخين "فجر"، فإن الاسطول الحربي البحري التابع لقوات الحرس الثوري الايراني سوف يتمكن من تدمير أي نوع من أنظمة الدفاعات الجوية والعسكرية في المنطقة، مثل انظمة "الباتريوت" الجديدة، وأي مركز عسكري مهم قد يهدد الاراضي الإيرانية.

الملك الأردني عبد الله الثاني، يؤكد في مقابلة مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانيّة، رفضه ضمّ "إسرائيل" أجزاء من الضفة الغربيّة، ويشدد على أنّ هذا الأمر سيؤدي إلى صدام كبير مع الأردن.

اعتبر الملك الأردني عبد الله الثاني، أنّه إذا ما ضمّت "إسرائيل" أجزاءً من الضفة الغربيّة "سيؤدي ذلك إلى صدام كبير مع الأردن". 

وتعليقاً على سؤال حول ما إذا كان سيتمّ تعليق العمل بمعاهدة السلام مع "إسرائيل"، قال: "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات إذا جرى الضمّ". 

ورأى الملك عبد الله في مقابلة مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانيّة اليوم الجمعة، أنّ "حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيُمكّننا من المضي قُدماً"، مؤكداً على أنّ "حلّ الدولة الواحدة ما زال مرفوضاً بشدة في اجتماعات جامعة الدول العربيّة". 

كما تحدث الملك الأردنيّ في مقابلته، عن أنّه "إذا انهارت السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة سنشهد مزيداً من الفوضى والتطرّف في المنطقة"، مبرزاً أنّ بلاده "تتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي، على أن قانون القوّة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط".

وتساءل الملك عبد الله: "هل التوقيت مناسب فعلاً لمناقشة ما إذا أردنا حلّ الدولة الواحدة أو حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل، ونحن في خضمّ المعركة ضد جائحة كورونا؟ أم هل ينبغي علينا أن نناقش كيف بإمكاننا مكافحة هذا الوباء؟"، موضحاً أنّ "هناك من السياسيين، كرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من يريد استغلال الفرصة التي هيأها دونالد ترامب للاستحواذ على أجزاء كبيرة من فلسطين". 

يذكر أنّ "إسرائيل" تعمل حالياً على الإعلان عن ضمّ أراضٍ في الضفة الغربيّة، بعد أن منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أواخر كانون الثاني/يناير الماضي خلال إعلان "رؤيته" للسلام في الشرق الأوسط، الضوء الأخضر لضمّ غور الأردن؛ المنطقة الاستراتيجية التي تشكّل 30% من مساحة الضفّة الغربية، والمستوطنات المبنية في الضفة الغربية والقدس المحتلة التي باتت في نظر الإدارة الأميركية جزءاً لا يتجزّأ من "إسرائيل".

جامعة الدول العربية كانت عقدت يوم 30 نيسان/أبريل الماضي، اجتماعاً عبر الفيديو على المُستوى الوزاريّ، لبحث الخطوات والإجراءات التي يُمكِن القيام بها إزاء تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي خطته بضم الضفة الغربيّة أو أجزاء منها.

الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط اعتبر حينها، أنّ الحكومة الإسرائيلية الجديدة "تستغلّ حالة الانشغال العالمي بمواجهة كورونا، لفرض واقع جديد على الأرض"، مبرزاً أنّ "النوايا الإسرائيلية التي تلقى مُسايرة وتشجيعاً من الولايات المتحدة، تُمثل خرقاً خطيراً للقانون الدولي"، داعياً المجتمع الدولي إلى أن "يتحمل مسئولياته، وأن يبعث لإسرائيل برسالة واضحة برفض هذه التوجهات وعدم الإقرار بها أو تمريرها".

المصدر:المیادین

التبليغ على أنواع ثلاثة:
1
ـ التبليغ بالكلمة.
2
ـ التبليغ بالكتابة.
3
ـ التبليغ بالسلوك.

والتبليغ بالكلمة هو أكثر الأنواع رواجاً وشيوعاً، ولكن ما يؤسف له أن العديد من المبلغين لا يلتفتون إلى مقدمات وشروط وأصول وأساليب التبليغ بالكلمة، إلا أنه يجب الاهتمام بنقطتين في هذا الشأن:
1
ـ التحدث بالكلام الحسن.
2
ـ التحدث بشكل حسن.

ويمكن الحديث في الأول حول مضمون الخطاب وفي الثاني حول قالب الخطابة، مع العلم أن هاتين النقطتين ملازمتين لبعضهما البعض حيث يكون أحدهما لازماً وملزوماً.

في هذا الشأن سنتعرض لأربعين كلمة وعبارة عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يشير فيها إلى الخطاب بالكلمة سواء التبليغ من حيث المضمون أو من حيث القالب والشكل. أما الأحاديث التي جمعناها فهي مجموعة من كتاب "معجم ألفاظ غرر الحكم ودرر الكلم، الطبعة الأولى، قم، مركز الدراسات والتحقيقات الإسلامية، مكتب الاعلام الإسلامي في حوزة قم العلمية، 1413":

1 ـ ترتبط شخصيتنا بكلامنا
"تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه" (ص994)

2 ـ لماذا يجب أن نتحدث بشكل جميل؟
"جميل القول دليل وفور العقل" (ص946)

3 ـ إذا رغبنا في جواب جميل
"أجملوا في الخطاب تسمعوا جميل الجواب" (ص294)

4 ـ التحدث بالحقيقة
"إياك والكلام فيما لا تعرف طريقته ولا تعلم حقيقته" (2995)

5 ـ لماذا لا نتحدث بكلام موزون؟
"المرء يوزن بقوله ويقوم بفعله فقل ما ترجّح زنته وافعل ما تجل قيمته" (ص1264)

6 ـ الكلام البليغ هو:
"البلاغة ما سهل على المنطق وخف على الفطنة" (ص111(
7 ـ المجاز كلام حسن
" أبلغ البلاغة ما سهل في الصواب مجازه وحسن ايجازه" (ص111(

8 ـ لنتحدث بكلام نابع من العقل
" آية البلاغة قلب عقول ولسان قائل" (ص111(

9 ـ الابتعاد عن التكرار
"علامة العيّ تكرار الكلام عند المناظرة" (ص995(

10 ـ لنتكلم بعد التفكير
"فكّر ثم تكلم تسلم من الزلل" (ص994(
11 ـ لنتحدث بليونة
"من لانت كلمته وجبت محبته" (ص994(

12 ـ هل ترغب في الأمان من اللوم؟
"عود لسانك حسن الكلام تأمن الملام" (ص995(
13 ـ لماذا لا ننظم كلامنا؟
"أحسن الكلام ما زانه حسن النظام وفهمه الخاص والعام" (ص995(
14 ـ لا تستعمل الألفاظ المعقدة وغير المأنوسة
" أحسن الكلام ما لا تمجه الآذان ولا يتعب فهمه الأفهام" (ص995(

15 ـ ما هو أصدق الكلام؟
"أصدق الكلام ما نطق به لسان الحال" (ص948(

16 ـ انظر إلى العمل وليس إلى القول
" أحسن المقال ما صدقه حسن الفعال" (ص948(

17 ـ الابتعاد عن اللغو في الكلام
"أسوء القول الهذر" (ص946(

18 ـ لماذا التناقض في الكلام؟
"شرّ القول ما نقض بعضه بعضاً" (ص946(

19 ـ لا تستعمل الكلمات القبيحة
"إياك وما يستهجن من الكلام فإنه يحبس عليك اللئام وينفر عنك الكرام" (ص1289(

20 ـ الأهم هو المطالعة والرأسمال العلمي
"ينبغي أن يكون علم الرجل زائداً على نطقه وعقله غالباً على لسانه" (ص1397(

21 ـ إن الذي يخرج من القلب...
"إذا طابق الكلام نية المتكلم قبله السامع وإذا خالف نيته لم يحسن موقعه في قلبه" (ص1331(

22 ـ ما الذي يعجب القلب؟
"من أعجبه قوله فقد غرب عقله" (ص947(

23 ـ لنتحدث بكلام مُحَقَق
"من تفقد مقاله قل غلطه" (ص948(

24 ـ لماذا لا نصنف ونجمع مطالبنا؟
"من قام بفتق القول ورتقه فقد حاز البلاغة" (ص111(

25 ـ لكل قول زمان ولكل مسألة مكان
"لا تتكلمن إذا لم تجد للكلام موقعاً" (ص994(

26 ـ لماذا تتحدث بكل ما تعرف؟
"لا تتكلم بكل ما تعلم فكفى بذلك جهداً" (ص994(
27 ـ الويل من هذا الكلام!
"لا تقل ما يكسبك وزرا أو ينفر عنك حرا" (ص945(28 ـ التحدث انطلاقاً من الاحاطة العلمية
"لا تخبر بما لم تحط به علماً" (ص282(

29 ـ لا تعتمد على كل ما تسمع
"لا تحدث الناس بكل ما تسمع فكفى بذلك خرقاً" (ص197(

30 ـ لا تتلفظ بما يمكن تكذيبه
"لا تحدث بما تخاف تكذيبه" (ص197(
31 ـ هذا الجواب، لا يقلل من شخصيتنا
"لا يستحيين أحد إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم" (ص945(

32 ـ عدم الإطالة في الخطابة
"آفة الكلام الاطالة" (ص995(

33 ـ لماذا زوائد الكلام وحواشيه كثيرة
"كثرة الكلام تبسط حواشيه وتنقص معانيه فلا يرى له أمد ولا ينتفع به أحد" (ص1362(

34 ـ لماذا يتعب المستمعون منا؟
" كثرة الكلام تمل السمع" (ص995(

35 ـ أفضل الكلام هو:
"خير الكلام ما لا يمل ولا يقل" (ص995(

36 ـ هل ترغب أن يشجعوك؟
"من أمسك عن فضول المقال شهدت بعقله الرجال" (ص948(

37 ـ لنتحدث بشكل غير مباشر أيضاً
"من اكتفى بالتلويح استغنى عن التصريح" (ص1032(

38 ـ لا نسرع في الجواب
"من أسرع في الجواب لم يدرك الصواب" (ص170(

39 ـ كيف نتحدث مع السفهاء؟
"ترك جواب السفيه أبلغ جوابه" (ص170(

40 ـ أجمل الكلام الكلام العذب
"من عذب لسانه كثر إخوانه" (ص1028(

مهدي فاطمي - مبلغان

يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ(171)﴾([1]) .
 
من دروس الإسلام العظيمة درسٌ علّمنا إياه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن عاشه في حياته، ووصل إلى غايته ألا وهو عشق الشهادة والسير في دربها.
 
فقد انتهت معركة بدر بعد أن قَتَل الإمام علي (عليه السلام) نصف عدد قتلى المشركين وشارك في النصف الآخر، لكنه بقيّ حيّاً تسطع من جبهته علامة النصر، ومضت معركة أُحد، وبقي الإمام علي (عليه السلام) المدافع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أصابته ثمانون جراحة كانت الفتائل في جسده تدخل من موضع وتخرج من آخر، لكنّه لم يستشهد، فشقَّ ذلك عليه وشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مفتخراً: "بأبي أنت وأمي، الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت، بأبي وامي كيف حرمت الشهادة؟.

فقال له (صلى الله عليه وآله):" أبشر فإنّ الشهادة من ورائك .

وبقي الإمام علي (عليه السلام) ينتظر ذلك اليوم، وتأتي معركة الجهاد والأخرى، ويبقى عليه السلام دون شهادة، فيذهب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مذكّراً " يا رسول الله أوليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين، وحيزت عني الشهادة، فشقَّ ذلك عليَّ فقلت لي: أبشر فإن الشهادة من ورائك؟، هنا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إن ذلك كذلك فكيف صبرك إذاً"؟

فأجاب الإمام (عليه السلام): "يا رسول الله، ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر"([2]) .
 
وكانت الشهادة عنوان الدعاء لأمير المؤمنين وقت الحرب. فمن دعائه (عليه السلام) لما عزم على حرب صفين : " اللهم ربَّ السقف المرفوع.... إن أظهرتنا على عدونا فجنِّبنا البغي وسدِّدنا للحق . وإن أظهرتهم علينا، فارزقنا الشهادة، واعصمنا من الفتنة"([3]).
 
وكانت الشهادة خاتمة رسائله دعاءً منه لله تعالى:
ففي ختام كتاب لمالك الأشتر لما ولاّه مبصر: "...وأنا أسأل الله بسعة رحمته وعظيم مواهبه قدرته على إعطاء كل رغبة...أن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة" .
 
وكان أمير المؤمنين يتحسّر على فقدان إخوانه وعشّاق الشهادة في صفّين أمثال عمّار (رض)، فكان (عليه السلام) يقول: "... ما ضرّ إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفّين ألاّ يكونوا اليوم أحياء... أين إخواني الذين ركبوا الطريق، ومضوا على الحقّ !... الذين تعاقدوا على المنية..."([4]) .
 
وكان (عليه السلام) حينما ينظر إلى أولئك الذين خذلوه يقول: "فوالله لولا طمعي عند لقاء عدّوي في الشهادة، وتوطيني نفسي عند ذلك، لأحببت ألاَّ أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً"([5]) .
 
وكان يحرِّض الناس على القتال قائلاً: "أيها الناس إن الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يقتل مات، إن أفضل الموت القتل، والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش"([6]) .
 
وكان الإمام (عليه السلام) ينتظر ساعة شهادته باشتياق، وكان في مرضه الشديد عارفاً بأنّه لن يؤدّي إلى موته؛ لأنه كان ينتظر وعد الشهادة، لذا أجاب أبا فضالة حين خاف عليه الموت من مرضٍ ألمّ به: "يا أبا فضالة أخبرني حبيبي وابن عمي صلى الله عليه وسلّم: إني لا أموت حتى أؤمر، ولا أموت حتى أقتل، ولا أموت حتى يخضّب هذه من هذه بالدم وضرب بيده إلى لحيته وإلى هامته - قضاء وعهداً معهوداً إليَّ وقد خاب من افترى"([7]) .
 
وكان الإمام علي (عليه السلام) ينتظر شهر رمضان شهر شهادته، وكيف لا ؟! وهو يتذكّر أنه سأل رسول الله: "ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن ارتكاب محارم الله عزّ وجل ثم بكى (صلى الله عليه وآله)، فقال له علي (عليه السلام)ما يبكيك؟ فقال: يا علي، أبكي لما يُستحلُّ منك في هذا الشهر"([8]) .
 
وكان الإمام علي (عليه السلام) ينتظر تلك الليلة المباركة التي سيصلّي في فجرها صلاةً كم كان قد انتظرها! إنها تلك الصلاة التي قال عنّها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك، فخضّب منها لحيتك"([9]) .
 
وعرف أمير المؤمنين تلك الليلة، وخرج إلى المسجد مستبشراً، أبت مسيرة علي (عليه السلام) إلا أن يكون المسجد مبتدأ ولادته والمسجد منتهى شهادته ودخل الصلاة هائماً في الله، وحينما شعر بضربة الشهادة على رأسه كانت كلمته التي عبّر فيها عن نتيجة كلّ ذلك العشق للشهادة، فقال (عليه السلام):" فزت وربّ الكعبة"([10])  وقال بعدها: "والله ما فاجأني من الموت وارد كرهته، ولا طالع أنكرته، وما كنت إلا كقارب ورد، وطالب وجد"([11]) .
 
تُرى لما كلّ هذا الحب من أمير المؤمنين للشهادة والسعي إليها؟
 
إنّ جواب ذلك يكمن في قوله تعالى ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾.
 
إنّ حال الشهيد بعد قتله ليس سباتاً وركوداً، بل هو في حياة حقيقية فيها الرزق المتجدّد من فضل الله تعالى.
 
ماذا يُرزقون
عن الإمام الصادق (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): للشهيد سبع خصال من الله:
الأولى: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب .
والثانية يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين وتمسحان الغبار عن وجهه فتقولان مرحبا بك ويقول هو مثل ذلك لهما
والثالثة يكسى من كساء الجنة
والرابعة يبتدره خزنة الجنة من كل ريح طيبة أيّهم يأخذ معهم
 والخامسة ان يرى منزله
 والسادسة يقال لروحه اسرح في الجنة حيث شئت
والسابعة أن ينظر في وجه الله وأنها الراحة لكل نبي وشهيد"([12])
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ
 
إنّ قول تعالى هذا يعني:
1- أنّ هؤلاء الشهداء تأتيهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا.
 
2- استمرار الإخوة والتفكير بالجماعة فالموقف في البرزخ بعيد عن الأنانية.
 
أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
سئل أمير المؤمنين عن قوله تعالى :" أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "، من هم هؤلاء الأولياء، فقال (عليه السلام):" هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، فعرفوا آجلها، حين غر الناس سواهم بعاجلها، فتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم وأماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم "([13]) .
 
ممّا يخاف الإنسان؟ الجواب هو إمّا من محذور يخاف وقوعه وهو بعد لم يقع، أو من من نعم يخاف زوالها.
 
مما يحزن الإنسان؟ الجواب من محذور وقع، مثل فقد الولد، وخسارة المال....
 
 بينما هناك... لا خوف ولا حزن، لا خوف؛ لأن النعم دائمة، ولا حزن على فقدها؛ لأن" وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ" .
 
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ "
 
رغم كلّ الحفاوة السابقة بالشهداء، والنعم الكبيرة المغدقة عليهم فإنهم يستبشرون بنعمة آتية تتحقق من مشهد يوم القيامة لعلّها نعمة الشفاء التي تحدّث عنها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "ثلاثة يشفعون إلى الله، فيشفّعون: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء"([14]) .

ولعلّها نعمة الموقف الذي لو رآهم فيه الأنبياء (عليهم السلام) لترجّلوا، ولعلّه نعمة اللقاء مع الأنبياء والأوصياء...
 
أعرفت معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أنها ترجع إلى الدنيا، ولا أن لها الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل في الدنيا، لما يرى من فضل الشهادة"([15]) .
 
سماحة الشيخ د. أكرم بركات

([1]) سورة آل عمران.
([2]) بحار الأنوار، ج ٦٩، العلامة المجلسي، ص ١٤٠
([3]) بحار الأنوار، ج ٣٢، العلامة المجلسي، ص ٦٠٧
([4]) بحار الأنوار، ج ٣٤، العلامة المجلسي، ص ١٢٧
([5]) ميزان الحكمة، ج ٢، محمد الريشهري، ص ٦٥٧
([6]) بحار الأنوار، ج ٣٢، العلامة المجلسي، ص ٦٠
([7]) أعلام النبوة، علي بن محمد البغدادي الماوردي، ص ١٣٥
([8]) الأمالي، الشيخ الصدوق، ص ١٥٥
([9]) الأمالي، الشيخ الصدوق، ص ١٥٥
([10]) أسد الغابة، ج ٤، ابن الأثير، ص ٣٨
([11]) بحار الأنوار، ج ٤٢، العلامة المجلسي، ص ٢٥٦
([12]) الوافي، ج ١٥، الفيض الكاشاني، ص ٥٤
([13]) بحار الأنوار، ج ٦٦، العلامة المجلسي، ص ٣٢١
([14]) الخصال، الشيخ الصدوق، ص ١٧٠
([15]) ميزان الحكمة، ج ٦، محمد الريشهري، ص ٦٦

محافظة النجف أحد محافظات العراق الثمانیة عشر، مرکزها مدینة النجف وهی مدینة ذات طابع دینی.
بالنسبة للشیعة الاثنا عشریة هی مدینة مقدسة وباب علوم آل البیت حیث فیها مرقد الامام علی وفیها المرجعیة الدینیة للشیعة والحوزة العلمیة

 

النجف الاشرف

مرقد الإمام علی من الداخل فی مدینة النجف
النجف بلدة واسعة تقع على رابیة مرتفعة فوق أرض رملیة فسیحة تطل من الجهة الشمالیة الشرقیة على مساحة واسعة من القباب والقبور حیث مقبرة وادی السلام وتشرف من الجهة الغربیة على بحر النجف الجاف ویشاهد القادم من مسافة بعیدة مرقد الامام علی الذی یقع فی وسط المدینة وهنالک الحوزة العلمیة ومکتبات الکتب المنتشرة فی المدینة وأیضاً یوجد السوق الکبیر الذی یبتدئ من سور المدینة الشرقی وینتهی عند صحن الامام علی علیه السلام ویکثر فیه صاغة الذهب ومحال بیع الاقمشة وکذلک محال بیع حلویات الدهین وتعتبر جامعة الکوفة واحدة من أهم الجامعات فی العراق
محلاتها القدیمة :
• محلة العلا : وتقع فی الزاویة الجنوبیة الشرقیة من مرقد الامام علی علیه السلام وتسمى الیوم محلة المشراق وتلفظ باللهجة العامیة المشراگ
• محلة العمارة : وتقع شمال محلة العلا فی الزاویة الشمالیة الشرقیة من الروضة الحیدریة وهی أکبر محلات النجف القدیمة.
• محلة الحویش : وتقع غرب محلة العمارة، وتطل على الزاویة الشمالیة الغربیة من الروضة الحیدریة.
• محلة البراق : تقع جنوب محلة الحویش وهی أحدث محلات النجف وتلفظ باللهجة العامیة البراگ
شوارعها :
شارع المدینة وشارع الرسول وشارع الامام زین العابدین وشارع الامام الصادق وشارع الکوفة وشارع شرحبیل بن حسنه وشارع الخورنق وشارع السدیر وشارع الطوسی وشارع أبو صخیر وشارع السید جواد شبر وشارع مصطفى جمال الدین وشارع السید مهدی بحر العلوم وشارع الأمامین العسکریین.
مراقدها ومقاماتها
• مرقد الامام علی بن أبی طالب علیه السلام أو الروضة الحیدریة ویعتبر واجهة للمدینة
• مرقد نبی الله هود، ومرقد نبی الله صالح ومرقد نبی الله نوح ومرقد نبی الله ادم علیهم السلام
• مقام الامام زین العابدین علیه السلام
• مقام الامام المهدی علیه السلام
• مقام محمد بن الحنفیة.
• مقام رقیة بنت الامام الحسن علیه السلام
و فی الکوفة عدة مراقد منها:
• مرقد مسلم بن عقیل
•مرقد هانی بن عروة
• مرقد أولاد الکاظم علیه السلام
• مرقد میثم التمار
• مرقد المختار بن أبی عبید الثقفی
• مرقد رشید الهجری
•مرقد زید بن علی
مساجدها :
مسجد الحنانة ومسجد عمران بن شاهین ومسجد الخضراء ومسجد الرأس ومسجد بلال بن رباح ومسجد الشیخ جعفر الشوشتری ومسجد الصاغة ومسجد خالد بن الولید ومسجد المراد ومسجد آل زید بن حارثة ومسجد الشیخ صاحب الجواهر ومسجد الحاج میرزا حسین الخلیلی ومسجد الشیخ مشکور ومسجد الشیخ مرتضى ومسجد الهندی ومسجدالشیخ الطریحی ومسجد آل المشهدی ومسجد عبد الله بن رواخه ومسجد الحاج حسین البهبهانی ومسجد العلامة حسن الشیرازی ومسجد فاطمة الزهراء ومسجد المصطفى ومسجد البصیصی
مدارسها :
مدرسة المقداد السیوری أو (مدرسة السلیمیة)، ومدرسة الشیخ ملا عبد الله (صاحب الحاشیة فی المنطق)، ومدرسة المیرزا حسن الشیرازی، ومدرسة الصدر الاعظم، ومدرسة البروجردی، والمدرسة الشبریة، ومدرسة القوام، ومدرسة الجوهرجی، ومدرسة الایروانی، ومدرسة محمد أمین القزوینی، ومدرسة دار العلم (للسید الخوئی قدس سره) (هدمت سنة 1991 م)، ومدرسة الهندی، ومدرسة الشربیانی، ومدرسة عبد العزیز البغدادی، ومدرسة أمیر المؤمنین ومدرسة الحاج حسین الخلیلی الصغرى، ومدرسة الآخوند الکبرى، ومدرسة الآخوند الوسطى، ومدرسة الآخوند الصغرى، ومدرسة مع، ومدرسة البخاری، واذ بن جبلمدرسة دار الحکمة، ومدرسة جامعة النجف الدینیة، ومدرسة امین الامه عامر بن الجراح
مکتباتها :
المکتبة العربیة، مکتبة العلمین فی جامع الطوسی، ومکتبة الحسینیة الشوشتریة، ومکتبة مدرسة القوام، ومکتبة المدرسة الشبریة، مکتبة مدرستی الخلیلی الکبرى والصغرى، ومکتبة الشیخ جعفر الکبیر، ومکتبة الشیخ فخر الدین الطریحی، ومکتبة الرابطة العلمیة، ومکتبة عبد العزیز البغدادی، ومکتبة منتدى النشر نقلت إلى کلیة الفقه فی شارع الکوفة، والمکتبة العامة، ومکتبة البروجردی، ومکتبة جامعة النجف، ومکتبة الشیخ محمد باقر الاصفهانی، ومکتبة الآخوند، ومکتبة الرحیم، ومکتبة الامویین، ومکتبة الامام الحکیم العامة ،ومکتبة امیر المؤمنین، ومکتبة الیعقوبی، ومکتبة النوری، ومکتبة البلاغی، ومکتبة الخطباء، ومکتبة الملالی (المنسوبة لآل الملة)، ومکتبة الشیخ النعمان، وهناک العدید من المکتبات الأخرى باسم بیوتات النجف.

 

قبر النبى دانيال و ذو الكفل

يحتل هذا القبر مكانة خاصة لدى كل من المسلمين واليهود حيث يعتقد المسلمين أن القبر دفن فيه ذو الكفل فيما يعتقد اليهود أنه دفن فيه النبى دانيال .

العمادية

تتميز مدينة العمادية بكونها مقامة أعلى قمة جبل إذ تعلو  عن سطح البحر مسافة 1400 متر وتقع العمادية على بعد 70 كيلو مترا شمال مدينة دهوك جدير بالذكر أن المدينة تحتوى على عددا من البوابات القديمة.

مقبرة وادي السلام

ربما ترجع شهرة مقبرة وادى السلام إلى كونها تجاور مرقد الأمام علي بن أبي طالب كما تعد أكبر مقابر العالم إذ تضم ستة ملايين قبر فيما دفن فى المقبرة العديد من أبناء الطائفة الشيعية وتعد مقبرة وادى السلام إحدى مواقع التراث العالمى فى قائمة منظمة اليونسكو وتقع المقبرة فى مدينة النجف.

مملكة الحضر

ترجع شهرة المملكة إلى بسالة أهلها فى مقاومة كل من الفرس والرومان حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس من غزوها كما هزمت مملكة الحضر أو مملكة عربايا جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول إلا أن سقطت فى يد الفرس سنة 241م حيث منعوا أهلها من حمل السلاح جدير بالذكر أن مملكة الحضر كانت تحاكى روما فى الفن المعمارى حيث تم العثور على تماثيل ونقود مصنوعة بناءا على الطراز اليونانى والرومانى القديم هذا وتعود المملكة إلى القرن الثالث الميلادي وتقع فى شمال غرب العراق .

بحر النجف

يبلغ طول البحر 60 ميل وعرضه 30 ميل وعمقه 40 م فيما أطلق عليه العديد من الأسماء فى مختلف الأزمنة حيث أطلق عليه الآراميين اسم فَرْشا  إما عند الساسانيين فقد كان الجوف  ليكون بحر بانقيا فى عصر ما قبل الإسلام  جدير بالذكر أن البحر قد تعرض للجفاف ولم يتبق منه إلا القليل من الماء حاليا ويقع فى مدينة النجف.

كوثى

ترجع شهرة  كوثى إلى كونها المكان الذى شهد معجزة النبى إبراهيم الخليل حيث  تحولت النيران إلى بردا وسلاما  عند إلقاء النبى إبراهيم فيها مما دفع الكثيرين إلى الإيمان والدخول فى الإسلام ، فتحها سعد ابن أبي وقاص فى معركة القادسية.

مسجد الكوفة

بنى المسجد الصحابي سعد بن أبي وقاص في عام 19هـ عقب معركة القادسية الشهيرة ليكون أول مسجد فى العراق كما دفن فيه مسلم بن عقيل .

جامع براثا

كلمة براثا تعنى إبن العجائب فى السريانية وفي اللغة العربية تعني (الأرض الرخوة الحمراء) وكان جامع براثا فى البداية دير ولكن تم تحويله لمسجد فى عام 1375 هـ عندما أعلن الراهب المسئول عن الدير إسلامه عقب محادثته لعلى بن أبى طالب عقب معركة النهروان كما يقال إن المسجد زاره النبى الخليل إبراهيم وذو الكفل أيضا ، ويقع المسجد بين بغداد ومدينة الكاظمية .

جامع الخلفاء

بنى الجامع الخليفة علي المكتفي بالله عام 295هـ، كما تعد منارة مئذنة الجامع الأثر الوحيد المتبقى من آثار الدولة العباسية كما كانت أعلى منارة يمكن من خلالها رؤية مدينة بغداد بأكملها ، يقع الجامع فى شارع الجمهورية بمحلة سوق الغزل فى بغداد.

 

 

مدينة كربلاء كربلاء مدينة عربية عراقيّة تابعة إداريّاً إلى محافظة كربلاء، وتقع جغرافياً في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة بغداد العاصمة، وتحديداً في غرب نهر الفرات على حافة الصحراء، وتقع فلكياً على خط طول 44.033333 درجة شرق خط جرينتش، وعلى دائرة عرض 32.616667 درجة شمال خط الاستواء، وتبلغ مساحة أراضيها 79كم²، وترتفع عن مستوى سطح البحر 30م، ولها توأمة مع عدة مدن كمدينة قم. معالم مدينة كربلاء تل الزينبية يقع تل الزينبية في وسط كربلاء بالقرب من العتبة الحسينية، وترتفع عن مستوى الحرم الحسيني خمسة أمتار، وتبلغ مساحته 175م²، ويتميز بأنه مشيد من المرمر والسراميك. قلعة الأخيضر شيدت قلعة الأخيضر أيام حكم العباسيين، وتبعد عن مركز كحافظة كربلاء 50كم. قطارة الإمام علي تقع قطارة الإمام علي بالقرب من بحيرة الرزازة، وتحديداً في وسط الصحراء، وتبعد عن مدينة كربلاء مسافة 28كم. بحيرة الرزازة تقع بحيرة الرزازة في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، وتتميز بأنها تفصل بين محافظة كربلاء ومحافظة الأنبار. المخيم الحسيني يقع المخيم الحسيني في الجهة الجنوبية الغربية من العتبة الحسينية، وتحديداً في محلة المخيم في وسط المدينة القديمة، ويعتبر رمزاً للمكان الذي عاش فيه الإمام حسين وأصحابه. قصر شمعون الأثري شيد أحد رجال الدين المسيحي شمعون بن جابل اللخمي قصر شمعون الأثري، ويقع على طريق عين التمر الأخيضر، ويبعد مسافة 30كم عن مدينة كربلاء. خان الربع يعرف خان الربع أيضاً باسم خان النخيلة، وشيد أيام حكم العثمانيين، ويقع على طريق النجف كربلاء، ويبعد عن مركز المدينة مسافة 16كم. كنيسة الأقيصر شيدت كنيسة الأقيصر في القرن الخامس للميلاد، وتتميز بضمها سوراً مشيداً من الطين يحتوي على أربعة أبراج، وخمسة عشر باباً، وقبور رجال الدين والرهبان، ويبلغ ارتفاعها ستة عشرة متراً، ويبلغ عرضها أربعة أمتار. منطقة ما بين الحرمين منطقة ما بين الحرمين هي منطقة تتوسط بين روضة العباسية وروضة الحسينية، وتتيمز بأنها محاطة بالأبنية المشيدة وفق الطراز الإسلامي على ارتفاع واحد، وبضمها ساحة كبيرة. مقام الإمام المهدي يعرف مقام الإمام المهدي أيضاً باسم مقام صاحب الزمان، ومقام الإمام الحجة، يقع على ضفة نهر الحسينية اليسرى، وتحديداً في منطقة باب السلالمة عند مدخل مدينة كربلاء الشمالي، ويتميز بأنه مطل على شارع السدر الذي يؤدي اإلى ضريح الإمام الحسين. المنارة الموقدة تقع المنارة الموقدة في الجهة الغربية من كربلاء، وتحديداً في وسط الصحراء، وتبعد عنها مسافة أربعين كيلومتراً، وتتميز بشكلها الأسطواني، وبقاعدتها المربعة، وبارتفاعها البالغ ثلاثون متراً. القنطرة البيضاء شيدت القنطرة البيضاء في عام 1550م، وتحديداً أيام حكم السلطان العثماني سليمان القانوني، وتتميز بأنها أقدم القناطر التي شيدها العثمانيون في أرض العراق.

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85_%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D9%83%D8%B1%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%A1

حدائق بابل المعلقة

أشهر المعالم السياحية فى مدينة العراق حيث تعد إحدى عجائب الدنيا للسبعة وقد بناها الملك نبوخذ نصر الثانى لزوجته التى كانت تفتقد الخضرة فى العراق فقدم لها الحدائق كهدية لها تقع حدائق بابل المعلقة فى مدينة الحلة بمحافظة بابل.

 

 

مدينة أوروك

 

ترجع شهرة منطقة أوروك  إلى أن فيها ولد نبى الله الخليل إبراهيم عليه السلام كما كانت عاصمة السومريين وتحتوى المنطقة على العديد من المعالم السياحية التى بناها السومريين منها الزقورة أى معابد الآلهة والتى بنيت فى عهد الملك أورنَمو فيما تم أكتشاف العديد من المقابر الملكية فى المنطقة ، كما تحتوى متاحف كل من بريطانيا وفرنسا على بعض الآثار التى تم أكتشافها فى أرورك ، تقع أروروك فى جنوب شرق مدينة الناصرية جنوبي العراق.

 

 

مدينة سامراء

تعد مدينة سامراء من أهم المدن فى التاريخ الإسلامى لاسيما وقد بناها الخليفة العباسي المعتصم سنة 221 هجرية كما تضم سامراء العديد من الآثار والمعالم القديمة حيث تضم الجامع الكبير الذي بناه الخليفة المتوكل وكذلك قصر العاشق والمعشوق الذي بناه الخليفة المعتمد ، تقع مدينة سامراء على بعد 124 كلم شمال بغداد.

 

إيوان كسرى

ترجع شهرة إيوان كسرى حسبما أفادت بعض كتب التاريخ بأن نار الفرس التى- كانت موقدة دائما فى الإيوان -عند ولادة الرسول محمد الكريم أنطفأت النار وأنشق حائط الإيوان ومازال هذا الشق موجود حتى الآن كما قام المسلمون حينما فتحوا العراق بتحويل الإيوان لمسجد.

جدير بالذكر أن الإيوان تم بنائه فى عهد كسرى الأول، المعروف بأنوشِروان (الروحِ الخالدة )عام 540م ويتكون من جزأين وهما المبنى نفسه و القوس الذي بجانبه ، ويعرف محليا أيضا بإسم سلمان باك نسبة للصحابى الجليل سلمان الفارسى المدفون هناك، يقع إيوان كسرى فى مدينة قطسيفون في منطقة المدائن في محافظة واسط .

قلعة أربيل

ترجع شهرة قلعة أربيل إلى كونها كانت السبب فى إجهاد حصار هولاكو حيث نجح أهل القلعة قى التزود من مياهها والتزود بالمعدات اللازمة لمواجهة حصار هولاكو عبر الدخول والخروج من القلعة إلى أن انسحب هولاكو أخيرا منها وقد تم بناء القلعة لتكون حصنا منيع وقويا يحمى المدينة من الأعداء حيث تم بنائها فى عصر الآشوريين ، يبلغ إرتفاع القلعة 415 م و مساحتها تبلغ 102.190 متر مربع وكانت منظمة اليونسكو قد أدرجت قلعة أربيل ضمن قائمة التراث العالمى جدير بالذكر أن القلعة تقع فى وسط مدينة أربيل في كردستان العراق.

نينوى

تحتوى مدينة نينوى التى تبعد عن شمال بغداد 410 كليو متر على العديد من المعالم الأثرية الهامة لاسيما وهى كانت مدينة آشورية حيث تم أكتشاف قصر الملك سنحاريب وكذلك قصر آشور ناصربال الثاني وتمثال الملك المشهور سرجون الأكدي.

مدينة نمرود

كانت نمرود  أو كالح عاصمة للآشوريين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد كما تم أكتشاف العديد من المقابر الملكية فى نمرود فضلا عن كنز نمرود الذى تم أكتشافه عام 1988 وهو عبار عن 600 قطعة ذهبية والعديد من الأحجار الكريمة والتى يوجد أغلبها فى متاحف بريطانيا كما تم العثور فى مدينة نمرود على مجسمات الثيران المجنحة وغيرها من المعالم الأثرية التى شكلها الآشوريين ، تقع نمرود جنوب الموصل .

إيسن

شهدت مدينة أيسن العديد من عمليات التنقيب والأستكشاف حيث حكمها العديد من الملوك من البابليين والسومريين فضلا عن ملوك سلالة إيسن الأولى جدير بالذكر أنه تم أكتشاف المدينة لأول مرة إبان الحرب العالمية الأولى ، تقع أطلال مدينة أيسن جنوب مدينة عفك.

قصر الأخيضر

بنى القصر عيسى بن موسى من دولة العباسيين عام 778م ويعد القصر تحفة معمارية فريدة إذ يجمع بين الطراز المعمارى الأموى والعباسى معا ، يقع القصر جنوبى مدينة كربلاء وسط العراق.

 

توفي الشيخ محمد محمود الطبلاوي، أحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر، بعد نحو 60 عاما من التلاوة، بحسب وسائل إعلام مصرية.

 

وأعلنت نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم مساء اليوم الثلاثاء في بيان "وفاة نقيبها محمد محمود الطبلاوي عن عمر يناهز 86 عاما، بعد رحلة عطاء تزيد عن 60 عاما مع القرآن".

 

وولد الشيخ محمد محمود الطبلاوي يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1934 بحي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى قرية صفط جدام التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية.

 

وأتم الطبلاوي حفظ القرآن وعمره 9 سنوات، وذاع صيته في تلاوة القرآن حتى أصبح من أشهر قراء القرآن في عصره.

 

شارك الطبلاوي في تحكيم مسابقات دولية في حفظة القرآن من كل دول العالم، وحصل على وسام من لبنان تقديرا لجهوده في خدمة القرآن الكريم، وفق إعلام محلي.

 

 

 

وأتم القارئ الراحل حفظ القرآن وتجويده في العاشرة من عمره، وتميز بموهبته وصوته الحسن الذي استحسنه الناس منذ كان في عمر الصبا، وكان الشيخ الراحل حريصاً على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة.

المصدر : وكالة الأناضول

لم يكن مفاجئا بالنسبة إلينا أن يتزامن القرار الألماني بوضع "حزب الله" على قائمة الإرهاب وتجريم أي تأييد له، مع توسيع دائرة الهجمات والغارات الصاروخية الإسرائيلية على أهداف في العمق السوري تشمل قواعد ومراكز أبحاث عسكرية ومخازن أسلحة.

القرار الألماني الذي جاء بعد ضغوط أميركية وإسرائيلية مكثفة يأتي في إطار خطة لزيادة الضغوط على إيران، والفصائل والأحزاب التابعة لها في سورية والعراق ولبنان واليمن، خاصة في ظل التوتر المتصاعد حاليا في منطقة الخليج (الفارسي)، ونجاح إيران في وضع قمر صناعي عسكري في المدار الأرضي من خلال صاروخ باليستي على ارتفاع 442 كيلومترا سيكون قادرا على رصد كل التحركات العسكرية الأميركية والإسرائيلية في أي مكان في الشرق الأوسط.

ذرائع هذا القرار الألماني، وخاصة تلك التي تقول إن الحزب كان يخطط لهجمات "إرهابية" انطلاقا من الأرض الألمانية غير مقنعة على الإطلاق، فالحزب كان على علاقة صداقة قوية مع ألمانيا التي قبل بها وسيطا أثناء مفاوضات تبادل الأسرى مع دولة الاحتلال، مضافا إلى ذلك أنه لم يقدم على أي عمل في أوروبا أو غيرها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن المؤكد أن القرار أميركي إسرائيلي وليس ألمانيا بنسخته الأصلية.

***

الاستراتيجية الأميركية في خلق حالة من الفوضى والانهيار الاقتصادي في لبنان، بما يؤدي إلى "ثورة" ضد "حزب الله" تتطور إلى حرب أهلية لإضعافه، وربما نزع أسلحته، بقيادة أحزاب وميليشيات يمينية فشلت فشلا ذريعا بملئ الفراغ الوزاري وتشكيل حكومة برئاسة حسان دياب، ولهذا تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل إعلان حرب على إيران وحزب الله في لبنان، وفي مختلف أنحاء العالم، ولا نستبعد أن تقدم دول أوروبية على الخطوة الألمانية نفسها وتلصق تهمة الإرهاب بالحزب، وتضطهد أنصاره، والمتعاطفين مع مواقفه في مقاومة الاحتلال.

من الواضح، ومن خلال تكثيف الهجمات العدوانية الإسرائيلية على شرق سورية وشمالها، وآخرها في حلب ودير الزور مساء أمس الاثنين تأتي في إطار مشروع دموي إسرائيلي مدعوم أميركيا يستغل حالة الانشغال العالمي بفيروس كورونا ويهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف:

الأول: إجبار إيران على سحب جميع قواتها ومستشاريها العسكريين و"فصائلها" من سورية تقليصا للخسائر.

الثاني: الاستمرار في هذا العدوان الاستفزازي وتوسيع دائرة أهدافه لإجبار إيران أو سورية أو "حزب الله" على الرد بالمثل في العمق الإسرائيلي أو في أماكن أخرى من العالم، مما يوفر الذريعة لشن الهجوم الأميركي الموسع المنتظر على إيران وسورية ولبنان.

الثالث: بذر بذور الفتنة بين سورية وإيران ومطالبة الأولى للثانية لسحب قواتها ومستشاريها و"الفصائل التابعة لها" المتواجدة على الأراضي السورية رضوخا للضغوط المتصاعدة من أكثر من طرف، خاصة من روسيا إلى جانب الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

اللافت أن هجوم ليل الاثنين الماضي الإسرائيلي على مخازن أسلحة وذخيرة ومركز أبحاث في حلب، هو الخامس في أقل من أسبوعين، ومن غير المستبعد أن يصبح يوميا، أو أكثر من مرة في اليوم وفي أكثر من مكان سعيا لتحقيق الأهداف المذكورة آنفا.

***

لا نعتقد أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية الأميركية ستحقق أي من أهدافها، فالتحالف الإيراني السوري أقوى وأصلب من أن تؤثر فيه مثل هذا الغارات أولا، والقيادة السورية التي رفضت عروضا عربية نفطية بعشرات المليارات من الدولارات لفك هذا التحالف قبل إشعال فتيل الحرب ضدها سترضخ للضغوط الحالية بعد استعادة جيشها لأكثر من ثمانين في المئة من الأراضي السورية ثانيا، أما الرد سيأتي حتما في المستقبل المنظور، فمن رد على أميركا وأسقط طائرتها المسيرة "غلوبال هوك" فوق مضيق هرمز، وقصف قاعدة عين الأسد الأميركية كرد على جريمة اغتيال اللواء قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس، لن يتردد في الرد على هذه الغارات الإسرائيلية بالأصالة أو بالإنابة، تماما مثلما كان الرد الصاروخي في العمق السعودي (بقيق وأبها ونجران وجيزان) أو إعطاب عدة ناقلات نفطية في بحر عمان.

لا نعتقد أنه من الحكمة الوقوع في المصيدة الأميركية الإسرائيلية والرد على هذه الهجمات الاستفزازية في وقت يعيش فيه العراق فراغا حكوميا، وتنشغل إيران بكيفية مواجهة فيروس كورونا وأخطاره الاقتصادية، وتواجه سورية تدخلا عسكريا تركيا مدعوما بجماعات متطرفة مصنفة إرهابيا في إدلب، وآخر أميركي في شرق الفرات حيث مخزون النفط والغاز السوري.

المواجهة الكبرى قادمة حتما، والمسألة مسألة وقت وتوقيت، سواء انطلقت شرارتها في الخليج (الفارسي)، أو من العراق أو سورية، وستدفع أميركا وإسرائيل ثمنها باهظا جدا، والزمن يتغير بسرعة، وسلاح النفط وأمواله بدأ يفقد مفعوله وتأثيره في المنطقة لصالح صعود القوى التقليدية التاريخية في الشرق الأوسط والاتحاد المغاربي، ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا.. والأيام بيننا.

* عبد الباري عطوان

المصدر:العالم

خلاصة حقبة حياة أمير المؤمنين عليه السلام فيها درس الصبر والمقاومة مصحوباً بالوعي والبصيرة؛ وما إن وصل الدور إلى الإمام الحسن عليه السلام حتى تكرّر الموضوع نفسه في حياته المباركة. وأول ما قام به عندما وصل إلى الحكم أن أكمل تجهيز جيش أمير المؤمنين عليه السلام. وقد لامه بعضهم: أنه ما الداعي لتعبئة العساكر؟

ولكن الإمام الحسن عليه السلام ليس هو من بدأ بإعداد العسكر. إنّ ذلك الجيش العظيم الذي كان ينتظر في نخيل الكوفة، ليذهب ويقارع جيش الشام، قد قام بإعداده هناك أمير المؤمنين عليه السلام، وإن ما تغيّر هو قائد المعسكر فقط. ولم يتغيّر الهدف ولا الطريق ولا العناصر.

شرع الإمام الحسن عليه السلام بتجهيز الجيش بقوّة، ضمن أوضاع صعبة جدًا وظروف شديدة المرارة والظلمة ووجود خونة، وليس الإمام الحسن عليه السلام من قام بإيجاد هذه الظروف إنَّما ورثها إرثًا.

هذه الظروف أدَّت إلى أن يجد خصمُ الإمام الحسن عليه السلام وعدوُّه الذي أراد الإمامُ مواجهتَه- أي معاوية - أشخاصًا انتهازيين مذبذبين، ذوي نفوس ضعيفة، أشخاصًا لم يتحملوا حكومة علي، أشخاصًا يلوكون الإسلام بألسنتهم فقط، ولا تعرف قلوبهم عنه شيئًا فكانوا عرضة لأن يجذبهم ]معاوية[ إليه ويجعلهم في صفه أو أقلّه يبعدهم عن الإمام الحسن عليه السلام.

ما العمل التالي الذي قام به معاوية؟
عمد من خلال هذا الجحفل الذي جعله في مواجهة الإمام الحسن عليه السلام الوحيد؛ الإمام الذي لم يبق حوله أي وجه من الوجوه المعروفة إلا القليل القليل، وان يوصل الإمام الى الشهادة، بعد أن أبعد عنه خيرة الجنود وصفوة القادة الذين كانوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ ومن خلال الأجواء المساعدة شرع ببثّ دعاويه أمام الملأ، وكما يقول الشاعر: خَلَا لَكِ الجو فبيضي واطربي"[1]، وهكذا بعد مضي عشر سنوات أو خمسة عشر سنة لم يبقَ لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وللمعارف الإسلامية إسمٌ يذكر، ولم يبقَ ذكرى من تلك الحوادث التي عانى الإمام عليه السلام منها الأمرّين مع معاوية.
 
 الصلح والمظلومية وهزيمة الأصحاب
فلو كانت شهادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادة أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام وكذلك شهادة الأبناء والأصحاب وشهادة محمد بن الحنفية وحجر بن عدي قد حصلت قبل شهادة الإمام الحسن عليه السلام؛ يكون جميع أصحابه الأوفياء قد رحلوا؛ حينها لن يتم العمل المطلوب للفضح والكشف عن تلك الجبهة التي كانت تحارب الإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسن عليهما السلام والتعريف بها وتحديدها.

لقد قام الإمام الحسن عليه السلام هنا بتشخيص واجبه وتحديد تكليفه بدراية ويقين، فماذا كان تكليفه؟ كان البقاء؛ البقاء حيًّا لإماطة اللثام عن وجهٍ كان قد غدا محاربا للإسلام ولعليّ وأخرج الحسن عليه السلام من الساحة؛ وكان تكليفه عليه السلام إعداد أرضية لمواجهة طويلة الأمد، مع الطواغيت الذين سيأتون فيما بعد بشكل واضح.

لقد بقي الحسن عليه السلام حيًا ليبقى الحسين بن علي حيًّا ويبقى حجر بن عدي وكذلك رشيد الهجري. لقد حفظ الإمام الحسن عليه السلام أشخاصًا لحالات شهادة كبيرة، فبعد حادثة الصلح مع معاوية وخلال السنوات العشر التي كان فيها الإمام الحسن المجتبى عليه السلام حيًا، بدأ بمساعدة أخيه ومساعدة كل الأصحاب بتهيئة حالة في العالم الإسلامي؛ حالة تَعِدُ أنه إذا نهض الإمام الحسين يومًا وثار ستظهر تلك الحالة التي قد شاهدتموها في التاريخ وأنّ شهادة الإمام الحسين ستستطيع بعد كل تلك الأعمال التبليغية وبعد كل تلك الأعمال التي فضحت وبينت الحقائق التي حصلت خلال تلك السنوات حادثة خالدة، حادثة العالم الإسلامي التي لا تقبل الوضع في زوايا النسيان. لهذا، يظهر أن الإمام الحسن عليه السلام عمد إلى الصلح، وكان هذا في الظاهر ترك المنازعة. أي أنه عليه السلام أحجم عن المواجهة العسكرية مع عدوّ -حيث ينبغي أن يفضحه من قبل ومن ثمّ محاربته -كي يبدأ بالمواجهة السياسية والثقافية والإسلامية. وأصبحت النتيجة أنّه بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام أن أكمل الإمام الحسين عليه السلام طريق الإمام الحسن عليه السلام نفسه أيضًا عشر سنوات ووصل المجتمع الإسلامي إلى حالة استطاع فيها ابن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، وحفيد من أحفاده أن يستجيب لشهادة تبقى خالدة لآخر يوم في التاريخ؛ وتصبح منشأ المقاومة ومَعلَمها الكبير، كما أصبحت؛ وتحفظ الإسلام، كما حفظت؛ هذا ما فعله الإمام الحسن عليه السلام.
 
الإمام الحسن (عليه السلام) حفظ امجاد الإسلام
فيما يخصّ ما قام به الإمام الحسن عليه السلام نحن لا نتكلم أبدًا من منطق الدفاع[2]، أي أنَّه لماذا أجرى صلحًا؟ وما الأسباب التي دفعته إلى ذلك؟...

لو لم يجرِ صلحًا لتلقّى الإسلام ضربة بكل تأكيد؛ كانت الناس آنذاك لا تزال تجهل الكثير من الحقائق، إلى حد أن آلاف الأشخاص أو مئات الأشخاص من جنود الإمام الحسن عليه السلام كانوا حاضرين للتخلي عن القتال مع الشخص الذي قاتل مع الإمام علي عليه السلام.

لقد فعلت الدعايات المغرضة وإغداق الأموال والألاعيب السياسية فعلتها وأوجدت جوًّا سيئًا حيث أنَّه لو قام الإمام الحسن عليه السلام أثناءها لفقد روحه والثلّة المتبقية من أصحابه ولم يبق من الإسلام شيء. وبعد سنوات فإنّ اسم علي عليه السلام واسم الحسن عليه السلام واسم الحسين عليه السلام وأمجاد صدر الإسلام وكل تلك الحوادث المربيّة حتى لو بقيت في طيّات الكتب فلن تبقى طويلًا سالمة دون تحريف؛ هذا ما قام به الإمام الحسن عليه السلام.

خلاصة القول أنّ ما قام به الإمام الحسن عليه السلام مع ما قام به الإمام علي عليه السلام وما قام به الإمام الحسين عليه السلام وكذلك كلُّ الأئمة له مضمون واحد ومعنى واحد؛ وهو المقاومة ببصيرة واستقامة وفهم للتكليف.

أقول لكم أيها الأخوة والأخوات لقد قام الإمام الحسن عليه السلام بأكثر الأعمال شجاعة لأداء هذا التكليف، لماذا؟ ذلك لأنّ من كان يطعن بالأنبياء والرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والإمام علي عليه السلام وسائر الأئمة هم الأعداء؛ بينما تشعّب عمل وظيفة الإمام الحسن عليه السلام ودقّة موقفه جعل حتى أصحابه يطعنون به. وكان أيضًا أصحابه من قبيل "الحجر بن عديين"[3] غير مدركين وكانوا ينادونه "يا مذلّ المؤمنين" ولكنه صبر.
 
أهمية الخواص أصحاب البصيرة
لقد توصّلت من خلال دراسة حوادث زمن الإمام المجتبى عليه السلام إلى هذه النتيجة، وهي أنّ الناس في ذاك الزمن لم يمتلكوا قدرة التحليل السياسي. يعني أنّ أشخاصًا- كعمار ياسر ومالك الأشتر الذين كانوا يسدّون مثل هذا الفراغ في عهد أمير المؤمنين عليه السلام -لم يكونوا موجودين في زمن الإمام الحسن، فأمير المؤمنين عليه السلام لم يكن ينفّذ كل الأمور، فذاك الإمام الجليل كان أحد طرفي النزاع ولم يكن باستطاعته التحدّث عن نفسه باستمرار.

كان شخص مثل عمار ياسر موجودًا، حيث كان دوره مميّزًا في زمن أمير المؤمنين عليه السلام. وحيثما وُجدت معضلة سياسية في عقول الناس كان عمار حاضرًا.

في زمن الإمام الحسن عليه السلام كان في عداد جيشه شخص مثل عبيد الله بن عباس كان النقيض له موجودًا في جيش أمير المؤمنين عليه السلام مثل عمار ياسر ومالك الأشتر.

كان عبيد الله بن عباس قد ترك جيشًا من ثلاثمائة ألف جندي والتجأ ليلًا إلى معسكر معاوية. فعندما يقوم قائد جيش بهكذا فعل، ماذا سيحلُّ بهذا الجيش!![4]

كان قيس بن سعد أحد الشخصيات البارزة في جيش الإمام الحسن عليه السلام، وقد لعب دورًا مهمًا في قضية عبيد الله بن عباس.

وقف قيس أمام عساكر جيش الإمام عليه السلام وشرح قضية هروب عبيد الله بن عباس، شرح المسألة بدقة وبراعة حتى قال الجنود "الحمد لله أنّه رحل"! وكأنّ رحيله جاء متأخرًا وكان ينبغي عليه الذهاب في وقت مبكر أكثر. هذا هو دور التحليل السياسي! كان الوضع جيدا خلال الفترة التي وجد فيها أمثال قيس بن سعد في جبهة الامام الحسن عليه السلام. وبعد غياب هذه الثلّة بقي الإمام عليه السلام وحيدًا، وهذه الوحدة أثّرت على تاريخ الإسلام، إنَّ حادثة صلح الإمام الحسن عليه السلام هي إحدى الحوادث المرة في تاريخ الإسلام. وباعتقادي أنّ الإمام الحسن عليه السلام هو الأكثر مظلوميّة.(14/4/1992).
  
الاستقامة والبصيرة – بتصرّف يسير، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة

[1] صدر بيت لطرفة بن العبد
[2] أي ان الصلح وما يتعلق به مقطوع لدينا ولا شك به. (المعرب)
[3] كناية عن الصحابة الذين كانوا معه كأمثال الصحابي حجر بن عدي.
[4]  يستطرد الامام الخامنئي هنا قائلًا: لقد رأينا نموذجًا عنه في الحرب المفروضة أيضًا. حيث أنّه في صباح أحد الأيام سمعنا صوت إحدى الشخصيات الإيرانية المشهورة يتحدث من إذاعة العراق قائلًا أننا رحلنا! أنظروا ما الذي يحلُّ بمعسكر يكون قائده على هذه الشاكلة ؟!.

النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام الحسن (عليه السلام) ومستقبل الأمة

           

 


 
الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) هو ذلك الشخص الذي يتحمل مسؤولية هداية ورعاية الأمة، ومسؤولية تبليغ وحماية مستقبل الرسالة، ثم وضع الضمانات التي لا بد منها في هذا المجال..
 
   وهو (صلى الله عليه وآله) المطّلع عن طريق الوحي على ما ينتظر هذا الوليد الجديد، الإمام الحسن (عليه السلام) من دَور قيادي هام على هذا الصعيد.. كما أنه (صلى الله عليه وآله) مأمور بأن يساهم هو شخصياً، وبما هو ممثل للإرادة الإلهية بالإعداد لهذا الدور، سواء فيما يرتبط ببناء شخصية هذا الوليد اليافع، ليكون الإنسان الكامل الذي يمتلك الصفات الإنسانية المتميزة، أو فيما يرتبط ببنائه بناء فذّاً يتناسب مع المهام الجسام، التي يؤهل للاضطلاع بها على صعيد هداية ورعاية وقيادة الأمة.
 
   وإذا كانت هذه المهام هي ـ تقريباً ـ نفس المهام التي كان يضطلع بها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).. فإن من الطبيعي أن تتجلى في شخصية من يخلفه نفس الصفات والمؤهلات التي كانت للشخصية النبوية المباركة..
 
   وهكذا.. فإنه يتّضح المراد من قوله فإن قوله (صلى الله عليه وآله) للإمام الحسن (عليه السلام): أشبهت خَلْقي وَخُلُقي.. فأما شبهه له في الخلق، فذلك أمر واقع، كما عن أبي جحيفة[1] وأما شبهه له في الخُلُق فلا بد أن يعتبر وسام الجدارة والاستحقاق لذلك المنصب الإلهي، الذي هو وراثة وخلافة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ثم وصيه علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.
 
   نعم.. لابد من ذلك، سواء بالنسبة لما يرتبط بشخصية ذلك الوليد.. أو بالنسبة إلى خلق المناخ النفسي الملائم لدى الأمة، التي يفترض فيها أن لا تستسلم لمحاولات الابتزاز لحقها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الإلهية، التي فرضها الله تعالى لها.. أو على الأقل أن لا تتأثر بعمليات التمويه والتشويه، وحتى الإعدام والنسف للمنطلقات والركائز، التي تقوم عليها رؤيتها العقائدية والسياسية، التي يعمل الإسلام على تعميقها وترسيخها في ضمير الأمة ووجدانها..
   ومن هنا.. نعرف السر والهدف الذي يرمي إليه النبي (صلى الله عليه وآله) في تأكيداته المتكررة، تصريحاً، أو تلويحاً على ذلك الدور الذي ينتظر الإمام الحسن وأخاه (عليهما السلام)، وإلى المهمات الجلّى التي يتم إعدادهما لها، حتى ليصرح بأنهما (عليهما السلام): إمامان قاما أو قعدا[2] كما أنه يقول لهما: أنتما الإمامان، ولأمكما الشفاعة[3].
   وفي مودة القربى أنه (صلى الله عليه وآله) قال للحسين (عليه السلام): « أنت سيد، ابن سيد، أخو سيد، وأنت إمام، ابن إمام، أخو إمام، وأنت حجة، ابن حجة، أخو حجة، وأنت أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم»[4].
   وفي حديث عنه (صلى الله عليه وآله) يقول فيه عن الإمام الحسن (عليه السلام): « وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فإنه ليس مني الخ »[5] وثمة أحاديث أخرى تدل على إمامتهما، وإمامة التسعة من ذرية الحسين (عليه السلام): فلتراجع[6].

  فكل ما تقدم إنما يعني: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد بث في الحسنين (عليهما السلام) من العلوم النافعة، والحكمة الساطعة، وربى فيهما من المؤهلات ما يكفي لأن يجعلهما، جديرين بمقام خلافته، وهداية الأمة بعده..

   كما أننا نلاحظ حرصه (صلى الله عليه وآله) على ربط قضاياهما عقيدة وتشريعاً، وحتى عاطفياً ووجدانياً بنفسه (صلى الله عليه وآله) شخصياً، حتى ليقول لهما: أنما سلم لمن سالمتم، وحربٌ لمن حاربتم[7] والأحاديث بهذا المعنى كثيرة جداً لا مجال لاستقصائها.

   وفي نص آخر عن أنس بن مالك قال: دخل الحسن على النبي (صلى الله عليه وآله)، فأردت أن أمطيه عنه، فقال (صلى الله عليه وآله): «ويحك ياأنس، دع ابني، وثمرة فؤادي، فإن من آذى هذا آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله»[8].

   بل إنه (صلى الله عليه وآله) ليخبر الناس بما يجري على الإمام الحسن (عليه السلام) بعده، فيقول حسبما روي: «إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله على يديه بين فئتين عظيمتين»[9].
 
   أما إخباراته (صلى الله عليه وآله) بما يجري على أخيه السبط الشهيد الإمام الحسين (عليه السلام)، فهي كثيرة أيضاً، وليس هنا موضع التعرض لها.

   وبعد ذلك كله، فإننا نجده (صلى الله عليه وآله) يُقَبّل الإمام الحسن (عليه السلام) في فَمِه، يُقَبل الإمام الحسين (عليه السلام) في نحره، في إشارة صريحة منه إلى سبب استشهادهما (عليهما السلام)، واعلاماً منه عن تعاطفه معهما، وعن تأييده لهما في مواقفهما وقضاياهما..

   هذا كله، بالإضافة الى كثير من النصوص التي تحدثت عن دور الأئمة وموقعهم بشكل عام، ككونهم باب حطة، وربانيي هذه الأمة، ومعادن العلم، وأحد الثقلين، بالإضافة الى الأحاديث التي تشير الى ما سوف يلاقونه من الأمة، وغير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه..

   وعلى كل حال.. فإن الشواهد على أن الرسول الأعظم، محمداً (صلى الله عليه وآله) كان يهتم في إعطاء الملامح الواضحة للركائز والمنطلقات، التي لا بد منها لتكوين الرؤية العقائدية والسياسية الصحيحة والكاملة، تجاه الدور الذي ينتظر السبطين الشهيدين صلوات الله وسلامه عليهما، والتي تمثل الضمانات الكافية، والحصانة القوية لضمير الأمة ضد كل تمويه او تشويه ـ هذه الشواهد ـ كثيرة جداً لا مجال لاستقصائها..
 
الحياة السياسية للإمام الحسن (عليه السلام)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي (قدس سره)

[1] راجع: ذكر أخبار أصبهان ج 1 ص 291 وتاريخ الخلفاء ص 188 و 189 عن عبد الله ابن الزبير.
[2] أهل البيت، تأليف توفيق أبو علم ص 307 والارشاد للمفيد ص 220 ومجمع البيان ج 2 ص 453 وكشف الغمة للأربلي ج 2 ص 159 وروضة الواعظين ص 156، وحياة الحسن بن علي (عليه السلام) للقرشي ج 1 ص 42، والبحار ج 44 ص 2، وعلل الشرايع ج 1 ص 211، وإثبات الهداة ج 5 ص 142 و 137 و 135 والمناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 367 وعبر عنه بالخبر المشهور، وقال ص 394: « اجتمع أهل القبلة على أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال الخ.. » وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسني ج 1 ص 554 و 544 وقال: «بإجماع المحدثين».
[3] نزهة المجالس ج 2 ص 184 وحياة الحسن بن علي للقرشي ج 1 ص 42 عنه وعن الاتحاف بحب الاشراف ص 129 وإثبات الهداة ج 5 ص 52.
[4] ينابيع المودة ص 168 وراجع منهاج السنة لابن تيمية ج 4 ص 209 وإثبات الهداة ج5 ص 129 والبحار ج 36 ص 290 و 291 عن كفاية الأثر.
[5] فرائد السمطين ج 2 ص 35 وأمالي الصدوق ص 101 وحول ما يثبت إمامة الإمام الحسن (عليه السلام) راجع: ينابيع المودة ص 441 و 442 و 443 و 487 عن المناقب. وفرائد السمطين ج 2 ص 140 و 134 و 153 و 259 وفي هوامشه عن المصادر التالية: غاية المرام ص 39 وكفاية الأثر المطبوع في آخر الخرائج والجرائح ص 289 عيون أخبار الرضا باب 6 ص 32 والبحار ج 3 ص 303 و ج 36 ص 283 و ج 43 ص 248 وأمالي الصدوق ص 359 المجلس رقم 63.
[6] راجع: ينابيع المودة ص 369 و372 و373 و 374 حتى 399 وإثبات الهداة ج 5 ص 132.
[7] راجع سنن الترمذي ج 5 ص 699 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 52 وينابيع المودة ص 165 عنهما و ص 230 و 261 و 370 عن جامع الأصول وغيره وروضة الواعظين ص 158 وذخائر العقبى ص 25، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 5 و 61 وترجمة الإمام الحسن لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 97 / 98 وترجمة الإمام الحسين لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 100 والصواعق المحرقة ص 142 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 211 وأُسد الغابة ج 5 ص 523 ومجمع الزوائد ج 9 ص 169، والمناقب للخوارزمي ص 91 و 211 ومستدرك الحاكم ج 3 ص 149 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 63 والبداية والنهاية ج 8 ص 205 وتايخ بغداد ج 7 ص 137 ومسند أحمد ج 1 ص 442 وفرائد السمطين ج 2 ص 38 و 40 وفي هامشه عن الرياض النضرة ج 2 ص 189 وعن المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 3 وعن المعجم الكبير ج 3 ص 30 ط 1 وعن سمط النجوم ج 2 ص 488، وفي بعض الهوامش الأخرى عن تهذيب الكمال.
[8] أهل البيت، تأليف توفيق أبو علم ص 274، وراجع سنن ابي ماجة ج 1 ص 51.
[9] أُسد الغابة ج 2 ص 13 والبدء والتاريخ ج 5 ص 238 ودلائل الإمامة ص 64 وسنن الترمذي ج 5 ص 658 وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح، وتاريخ الخلفاء ص 188 وعن سنن أبي داود ص 219، و 520.
ولكن قد جاء في مصادر كثيرة التعبير بـ « فئتين من المسلمين » أو « من المؤمنين » ونحسب أنها من تزيد الرواة، من أجل هدف سياسي خاص هو إثبات الإيمان والإسلام للخارجين على إمام زمانهم. ولعل أول من زادها هو معاوية نفسه كما تدل عليه قصة ذكرها المسعودي، وفيها إشارة صريحة للهدف السياسي المشار إليه، قال في مروج الذهب ج 2 ص 430: إن معاوية حينما أتاه البشير بصلح الحسن كبّر، فسألته زوجته

إن مراجعة بنود الصلح التي أفصح التاريخ عنها، تكشف بوضوح، عن مدى ما كان يتمتع به الإمام الحسن (عليه السلام) من دراية وحنكة، وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، والتي يستطيع من خلالها أن يستفيد من عناصر الضعف، ويحولها إلى مواقع قوة، في مصلحة الدين والأمة، ذلك أنه على الرغم مما ابتلي به من تفكك في جيشه، وخيانة من قادته، وتذبذب وانهزام من أتباعه وأنصاره، فقد كان لا يزال يملك زمام المبادرة، حيث استطاع أن يفرض على معاوية شروطا هو الرابح فيها على كل حال، لأن معاوية قد أقر على نفسه بالبغي عليه وظلمه، سواء التزم ببنود الصلح أم لم يلتزم، إذ أقر على نفسه أنه ليس له أن يعهد بالأمر إلى أحد من بعده، بل يرجع الحق إلى أهله، ومعنى ذلك أنه قد اعترف بأنه ليس أهلا للخلافة أصلا. كما أن إلزامه بالعمل بسيرة الخلفاء الصالحين يكشف بالملازمة عن أنه لم يكن كذلك، أمام ملأ المسلمين، وخصوصا أهل الشام منهم.

وأما إذا لم يلتزم بالشروط المنصوص عليها، وهو ما حصل بالفعل، فإنه يكون قد فضح نفسه أمام جميع المسلمين، وأثبت من جديد أنه ليس أهلا لما زعمه من قدرة ودهاء، في السياسة كما اشتهر عنه، لأنه القادر في الحقيقة، على أن يصل إلى مبتغاه وغايته، من دون افتضاح ولا خيانة عهد، وقد أخذ على نفسه عهد الله وميثاقه على الوفاء بكل شرط شرطه الإمام الحسن (عليه السلام).

ثمة أمر آخر لا بد من الإشارة إليه، وهو أن الصلح قد أظهر بشكل جلي من هو أهل للقيادة فعلا، وهو الذي ينطلق من مبدأ الدين، وينتهي إلى أن يكون الدين غايته، مع الحفاظ على المتدينين، والخروج بأقل الخسائر، من معركة لم يكن ميزان القوى المادية لصالحه، هذا إن فرض في موقفه خسارة اصلا، وبين من يبحث على التسلط على رقاب الناس، ضاربا بأكل القيم الإنسانية، والمبادئ الإسلامية بعرض الجدار لأجل مصلحته الخاصة، وهو ما كشفه معاوية صريحا بعد إعلان الصلح، وانقلابه عليه حين صعد المنبر وقال لأهل العراق: "إني ما قاتلتكم لتصلوا أو لتصوموا وانكم لتفعلون ذلك، ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد آتاني الله ذلك وأنتم له كارهون".

وفي المحصلة النهائية فإنه لولا صلح الحسن (عليه السلام)، لأمكن أن يظل معاوية مظهراً نفسه بمظهر الحريص على الدين وأهله أمام الناس، خصوصا بعد السيل الهائل من الأحاديث التي وضعت على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما جرى عليه الخلفاء من قبله، من تصرفات كانت لصالحه، بحيث أعطته شرعية وقداسة في أذهان الناس، استمرت ما يزيد على العشرين عاما، خصوصا تلك التي تحرص على إظهاره من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، معلنة عدالة كل صحابي وإيمانه وتقواه، وحجية رأيه مهما كان سلوكه مشينا، واعتقاده مهينا، والتي استفاد معاوية منها مدة طويلة.

وقد أسس هذا الصلح لإبطال بيعة يزيد في ما بعد، وعلى لسان معاوية نفسه، وهو الشرط الذي لم يبق لمعاوية أية مصداقية في نفوس الناس، بعدما نقض كافة الشروط الواردة في معاهدة الصلح، وهو ما أعطى ثورة الحسين (عليه السلام) الدفع القوي، والحجة الدامغة على جميع العابثين والمتربصين بهذا الدين من كل جانب.

ويمكن القول أنه لولا صلح الحسن مع معاوية، لما أمكن للحسين (عليه السلام) أن ينطلق بثورته المجيدة، ولو انطلق فعلا بدونه، لما أمكن لها أن تؤتي ثمارها المباركة، من إحياء الدين بعدما اندرست معالمه، وخفت نوره، والقضاء على ملك بني أمية، وفضح أكذوبتهم، وتزييف مقولتهم.

ذلك أن استمراره (عليه السلام) في القتال رغم ما حل به يعني لا محالة الدخول في المجهول، من دون أية ثمرة ترتجى، إذ لم يكن الناس مهيئين حتى ذلك الوقت لقبول أي تشكيك في سلوكيات من أعطى معاوية تلك الهالة والشرعية، وبالتالي ستكون النتيجة لصالح معاوية وحزبه، ولن تقوم للدين قائمة بعدها، لأنه سيتمكن حينها من تضليل الناس، على نحو لا خلاص منه مهما حاول المخلصون بعد ذلك أن يصححوا، إذ سيبدو أنه كان محقا، وأن الإمام (عليه السلام) باغ عليه، حيث إن منطق القوة والسيطرة هو السائد في أذهان الناس.

وهذا بخلاف المبادرة إلى إعلان الصلح بالشروط التي فرضها الإمام (عليه السلام)، فإنه أدى إلى فضح أكذوبته، كما تقدم، وهو ما سينعكس بالضرورة عند المنصفين، ويدعوهم إلى قراءة الفترة الماضية من جديد، بحيث تهتز ثقة الناس بجميع تصرفاتهم وأعمالهم، ويجعل من حالة النقد عليهم ورد آرائهم أمرا مقبولا ومنطقيا، وبذلك تتهيأ الظروف المناسبة للقيام بالحركة الحسينية فيما بعد وتأتي ثمارها المرجوة.

وهذا ما يفسر قوله (عليه السلام)، حين لامه بعض الناس على توقيع الصلح، فأجابهم بقوله: ويحكم ما تدرسون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت[1]...

وهو ما أكده الإمام الباقر (عليه السلام) في ما بعد، وكان ممن شهد وقعة كربلاء مع جده الحسين (عليه السلام)، قال: "والله الذي صنعه الحسن ابن علي (عليه السلام) كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس[2]".

وفي حديثه مع سدير، وقد بين فضائل الحسن (عليه السلام)، قال له سدير: كيف يكون بتلك المنزلة، وقد كان منه ما كان دفعها إلى معاوية؟ فقال (عليه السلام): أسكت، فإنه أعلم بما صنع، لولا ما صنع لكان أمر عظيم[3].

وقد أدرك معاوية، في ما بعد، حقيقة ما صنعه الإمام الحسن (عليه السلام) بصلحه هذا، ولهذا لم يقرر قراراً حتى عمد إلى سمه (عليه السلام) وقتله، بواسطة زوجته جعدى بنت الأشعث، ولولا ذلك لم يكن بحاجة إلى تسميمه بعدما حصل على ما يريد من الحصول على الخلافة بزعمه، خصوصا وأن الإمام (عليه السلام)، وهو المطلع على خفايا الأمور، قد علم بما ستقترفه يدا معاوية بحقه، فكان أن شرط عليه، أنه إن حدث للإمام الحسن شيء فالخلافة للحسين (عليه السلام) من بعده دون سواه.

وهكذا أطبق الإمام عليه كافة أبواب الدهاء والمكر، وألزمه لعنة ثابتة تلاحقه على مدى الأيام.
 
سماحة الشيخ حاتم اسماعيل

[1] بحار الأنوار، ج44، ص19
[2] المصدر نفسه، ص25
[3] بحار الأنوار, ج44, ص1