emamian

emamian

المبعث أکبر عید للبشریة
نبارک لکم جمیعًا أیّها الحضّار الأعزّاء، الإخوة والأخوات، وضیوفنا الأعزّاء سفراء البلدان الإسلامیّة، الحاضرین فی هذا المجلس، وکذلک أبناء شعب إیران الّذی أثبت تمسّکه برسالة بعثة النبیّ ونجاحه فی الامتحانات الکبرى والعسیرة على هذا الطّریق، أبارک لکم جمیعًا ذکرى بعثة نبیّ الإسلام المکرّم الذی هو فی الواقع أکبر عید للبشریّة.

کذلک أبارک هذا الیوم العظیم لجمیع الشّعوب المسلمة، وللعالم الإسلامیّ، ولکلّ مسلمٍ یعیش فی أیّ بقعةٍ من العالم، وکذلک لجمیع أحرار هذا العالم. أولئک الذین یستشعرون بعمق رسالة الحریّة والعدالة والإنسانیّة وکرامة الإنسان ویفرحون لها.

البعثة میثاق الفطرة واستثارة العقول
إخوانی وأخواتی الأعزّاء! فی ما یتعلق ببعثة النبیّ یجب تناول مجموعة من الکلمات والمقولات. ما هو ضروریٌّ الیوم، بالنسبة لنا کشعبٍ وعالم إسلامیّ، ویجب الالتفات إلیه هو نقطتان أو ثلاثة أساسیّة: الأولى، هی تلک النقطة التی أشار إلیها أمیر المؤمنین(ع) فی خطبةٍ له فی نهج البلاغة وهی أنّ سبب بعثة النبیّ والأنبیاء العظام الإلهیّین هو: "لیستأدوهم میثاق فطرته ویذکّروهم منسیّ نعمته ... ویثیروا لهم دفائن العقول". فأشار إلى ضرورة إرجاع البشر إلى الفطرة الإنسانیّة، وأصل الخلقة المتلازمة مع الشّرف والکرامة؛ ویذکّرونهم تلک النّعم الإلهیّة التی نُسیت، ویبعثون ما دُفن من العقول من جدید. " ویثیروا لهم دفائن العقول".

حل المشاکل بالعقل والفکر
إنّ البشر وببرکة العقل یمکنهم أن یدرکوا رسالة الأنبیاء؛ فلا یخشون المشاکل والصّعاب على طریق الأنبیاء النّورانیّ ویتمکّنون من عبورها. تستطیع البشریّة ببرکة العقل والفکر أن تستفید من مفاهیم القرآن بصورةٍ صحیحة. فلو أنّ المجتمع الإسلامیّ التزم بهذا البرنامج والتّعالیم فأعمل قوّة الفکر والعقل وجعل هذا الأمر رائجًا وعامًّا، فإنّ مشکلات البشریّة الأساسیّة سوف تُحلّ، کما ستُحلّ المشاکل الأساسیة للمجتمع الإسلامیّ.

انقاذ المسلمین بفهم القرآن
انظروا الیوم، ترون کیف یجری ذلک النّهج الظّالم باسم الإسلام فی إحدى مناطق العالم ضدّ الأبریاء. فمن أجل الإسلام تُرتکب المجازر بحقّ المسلمین. فی أحد مناطق أفریقیا، وفی دولة أخرى یتمّ قتل الإنسان لأنّه مسلمٌ ویتمّ الاعتداء علیه وظلمه. وفی بقعةٍ أخرى، یجری خطف بنات النّاس باسم الإسلام. وکلّ ذلک لأجل أنّ هؤلاء لم یدرکوا حقیقة رسالة الإسلام للمسلمین. نحن المسلمون یجب أن نفهم القرآن والإسلام جیّدًا ونصل إلى رسالات وتعالیم نبیّ الإسلام بمیزان عقلنا وبمعونة وهدایة الفکر البشریّ والإسلامیّ. عندما نغفل عن رسالة الإسلام حیث یقول القرآن الکریم: ﴿یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾[الفرقان، 30]، عندما نهجر القرآن، ولا ننظر بصورةٍ صحیحةٍ إلى مفاهیمه، ولا ندرک مجموع المفاهیم القرآنیة التی تشکّل منظومةً کاملةً لحیاة الإنسان، سنزلّ ولن تتمکّن قوّتنا العقلیّة من الإدراک الصّحیح للمفاهیم القرآنیّة.

    يذهب الإمام الخامنئي (حفظه المولى) إلى أنّ الإنسان هو المخوَّل تكوينيًّا برسم مسار حياته، وأنّ الإرادة والاختيار التي أولاه الله سبحانه إيّاها هي مصدر صناعة قدر الإنسان. لكنّ مقتضى نجاح الإنسان في نتائج اختياراته ينبغي أن ترتبط بمبدأ التوحيد وتجلّياته على مسرح حياة الإنسان. وبهذا الصدد يقول سماحته: "إنّني ذكرت بالنسبة لمفهوم القدر أنّ الاختيار بيدكم، وهذا ممّا لا شكّ فيه، ولكن مع ذلك، لا بدّ أن تأخذوا دور الهداية والتوفيق الإلهيّ بنظر الاعتبار، فقد يصاب أحدكم بالتعب أثناء الطريق فيستمدّ العون من الله، فيستجيب الله له ويمدّه بالقوّة فيواصل السير، وتارة يتردّد بالاختيار فيطلب الهداية من الله فيهديه"(32).

   لذا، ينبغي للمرء في حياته الرساليّة والجهاديّة أن يربط نفسه بالمدد والهداية الإلهيّة التي منها تنبعث معالم القدرة ومظاهر نهج الاقتدار، بحيث يمكن لنا القول: إنّ المسلم الرساليّ – حسب نهج الاقتدار– سواءً أكان في حال الثورة، أم بناء الدولة، أم صناعة الحضارة، فإنّ عليه استدامة الارتباط والصدور عن المبدإ التوحيديّ في كلّ حياته العمليّة والروحيّة، وأنّ مثل هذه الميزة المبنيّة على القيم الإسلاميّة هي التي تميِّز الحضارة الإسلاميّة عن الحضارة المادّيّة.

   هناك اختلاف بين الأعمال العسكريّة في الثقافة المادّيّة، وبينها في الثقافة الإسلاميّة، حيث إنّها لا تعني في المنظار المادّيّ سوى العنف، والقسوة، والطاعة العمياء، وأنّها أداة بيد الطامعين.. في حين أنّ العمليّات العسكريّة في المنظار الإسلاميّ تختلف عن ذلك تمام الاختلاف، حيث إنّها تجسيد للمفاهيم الإنسانيّة، ودفاع عن القيم الصالحة مصحوب بالوعي والمعرفة، وهذا الدفاع يعني حمل الأرواح على الأكفّ، وترويض النفس على التضحية والفداء، وأنّ هذا الدفاع يكون من أجل أسمى القيم الإنسانيّة والإلهيّة... لذا، يعدّ العمل العسكريّ في المنظار الإسلاميّ (جهادًا)، فإنّ الجهاد مأخوذ من بذل الجهد والسعي في سبيل القيم العليا، ومن هنا، جاء في الحديث: إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة(33).

   وما ذلك إلّا لأن الإسلام دين نهج الاقتدار هو دين التوحيد الكامل، ولو أردنا أن نتعرّف إلى القيم الإسلاميّة البانية لحضارته فما علينا إلّا أن نتعرّف للتحديدات التي تناولها الإمام الخامنئي فيما يخصّ القيم التوحيديّة، ومنها:
1- أنّ التوحيد يعني خلاص الإنسان من العبوديّة والطاعة لغير الله.
2- وهو يعني تحطيم كلّ قيود النظام السلطويّ.
3- كما يعني كسر سرّ الخوف من القوى الطاغوتيّة.
4- والتوحيد يعني الاعتماد على الطاقات التي أودعها الله في الإنسان.
5- وهو يعني أيضًا الاعتماد على الوعود الإلهيّة بانتصار المستضعفين.
 
أمّا على مستوى القيم الفرديّة، فالتوحيد يعني:
1- التعلّق القلبيّ بالرحمة الإلهيّة وعدم الخوف من احتمال الهزيمة.
2- مواجهة كلّ المصاعب والأخطار التي تهدّد الإنسان في طريقه لتحقيق الوعود الإلهيّة بصدر رحب.
3- وتحمّل مشكلات الطريق في سبيل الله والأمل بالنصر النهائيّ.
4- ويعني تركيز الأحداق على الهدف الساميّ، وهو خلاص المجتمع من كلّ ظلم وتفرقة أو جهل أو شرك.
5- "أن لا يطلب المرء في كلّ ذلك إلّا الأجر الإلهيّ في قبال المصاعب الشخصيّة"(34).

بمثل هذا الأفق المفتوح على عالم من قيم الاقتدار الإنسانيّ والحضاريّ، رسم الإمام الخامنئي تأثيرات التوحيد في حياة الإنسان الفرديّة والرساليّة العامّة. وعمل على أن يضخّ كلّ ذلك في وشائج المؤسّسات الخاصّة بالدولة والمجتمع، بحيث كانت هذه المعنويّة السارية في كلّ مفاصل البناء الرساليّ هي صمّام الأمان لحفظ الأمانة الإلهيّة، وهي الدافع نحو تحقيق الأهداف المتوخّاة والتي هدى الله سبحانه إليها. وأنّ كلّ قراءة لمسارات الحراك النهضويّ على مستوى الشعوب أو مسار الدولة الإسلاميّة في إيران الإسلام لا يستند إلى مثل هذه المبدئيّة، فإنّه بحقيقة الأمر مفارقة للواقع الصانع لوقائع هذه المسارات والتحوّلات والأحداث.
 
الرؤية التوحيديّة وقيم الحضارة الإسلاميّة، الشيخ شفيق جرادي

(32) الإمام الخامنئي، كلمة خلال لقاء الشباب والأساتذة الجامعيين (طهران: 7 تموز 2004).
(33) الإمام الخامنئي، كلمته خلال اللقاء بقرّاء القرآن الكريم (طهران: 1 رمضان، 1425هـ).
(34) الإمام الخامنئي، الإسلام المحمّديّ، إعداد مهدي علاء الدين، الطبعة 1 (بيروت: دار الولاء، 2005)، الصفحة 21.

المصدر:شبکه المعارف

الأحد, 22 آذار/مارس 2020 13:49

ما هو سرُّ الخلق؟

وبعبارة أخرى: ما هي الحكمة من إيجاد الله تعالى للكائنات؟

إنّ السؤال عن سرِّ الخلق يستبطن اعتقاداً بحكمة الخالق. وهذا ما يجب إثباته أولاً قبل الإجابة على السؤال المتقدّم.

سنعتمد في الإجابة على جواب السؤال الأول الذي أثبتنا فيه أن هناك علة أولى للكائنات، هي واجبة الوجود، غنيّة لا تحتاج إلى أيّ شيء.

وهذه العلة الأولى لعالم الوجود الممكن لها مميّزات هي:
1- إنّها هي الخالقة والموجدة لجميع الكائنات، وهذا منبثق مع كونها العلة الأولى.

2- إنّها تشتمل على جميع كمالات هذه الكائنات؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
وعليه، بما إنّ الكائنات فيها حياة، فالعلة الأولى حيّة، وبما أنّ الكائنات فيها قدرة، فالعلة الأولى قادرة، وبما أنّ الكائنات فيها علم، فالعلة الأولى عالمة.

3- إن الكائنات تحتاج إلى العلة الأولى في أمرين:
أ‌- في أصل حدوثها ووجودها، فلولا العلة الأولى لما وُجدت.
ب‌- في استمرارها وبقائها، لأن الكائنات لم تكن موجودة- أصلاً-، وإنَّ وجودها هو من وجود العلة الأولى، فارتباطها بها ليس كارتباط البِنَاء مع البنَّاء بحيث يحتاج البِنَاء في حدوثه إلى البنَّاء، فإذا حدث ووجد، فإنّه لا يرتبط في بقائه به، فيموت البنَّاء ويبقى البناء.

بالتأكيد ليست هذه هي العلاقة بين العلة الأولى وسائر الكائنات؛ لأنّ الكائنات هي لا شيء من دون العلة الأولى، بل ارتباطها به – من باب تقريب الفكرة- كارتباط شعاع الشمس بالشمس، فإن حدوث الشعاع مرتبط بالشمس، وبقاء الشعاع مرتبط بها، فلا يمكن أن تفنى الشمس ويبقى الشعاع، وكارتباط صورة الإنسان في المرآة بوجود الإنسان قبالها؛ فإنّ أصل حدوث الصورة مرتبط بوجود الإنسان، وكذلك استمرار الصورة وبقائها مرتبط به أيضاً.

إذاً عالم الوجود يرتبط بالعلة الأولى في أصل حدوثه ووجوده وفي استمراره وبقائه.

وهذا يعني أنّ العلة الأولى هي المدير والمدبّر والربّ لشؤون عالم الوجود، وبالتالي فهي صاحبة الإفاضات والعطاء والرزق والجود على عالم الوجود، وهي المحيية والمميتة وهكذا.

لقد استطعنا خلال العرض السابق أن نتعرّف على صفات عديدة لواجب الوجود ونثبتها وهي أنه خالق، غنيّ، حيّ، قادر، عالم، ربّ، جواد،...الخ.

بعد هذا التمهيد ندخل في إثبات كون واجب الوجود حكيماً.

الدليل على حكمة العلة الأولى
الحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها المناسبة، بحيث يكون هناك هدف لأيّ عمل.

وعليه فمن لا يضع الأمور في مواضعها المناسبة فهو يفعل ذلك إما بسبب حاجة أو عجز أو جهل أو بخل وقد أثبتنا سابقاً أن واجب الوجود وهو الله تعالى غنيّ، قادر، عالم، جواد، وبالتالي هو حكيم.

بعد هذه المقدمة يُطرح السؤال:

ما هي الحكمة من خلق الكائنات؟
والجواب لا بدّ أن يتلاءم مع كون الله تعالى غنيّاً، ما يعني أنّه لا يحتاج إلى الخلق، فخلقه للكائنات لا لحاجة منه إليها.

إذاً ما هو الهدف من إيجادها؟
لا بدّ أن يكون الهدف هو مصلحة لنفس الكائنات، وهي ما يمكن أن نعبّر عنه بعنوان واحد هو الكمال، بمعنى أن الله تعالى خلق الكائنات لأجل أن تصل إلى كمالها.

وهذا هو الجواب المنطقي الوحيد في سرِّ الخلق، والحكمة منه.
وهذا الجواب هو تفسيرٌ للحديث القدسي الوارد عن الله تعالى: "كنت كنزاً مخفياً، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف"1.

إنّه حبٌ للكمال، وإظهار للكمال، فقد خلق الله الخلْقَ لكي يظهر هذا الكمال.

وظهور الكمال في الخلق على نوعين: قهريّ واختياريّ.

الكمال القهري: ونجده في الجمادات والنباتات والحيوانات.

الكمال في الجمادات: يكفي في معرفته التأمل في حركة الكواكب.
يقدر علماء الفلك أنّ هذا الكون يتألف من خمسمائة مليون من مجاميع النجوم مضروباً هذا العدد في 500.000.000.000.000 مليون، في كل مجموعة منها حوالي مئة مليار نجمة.

وأن الكون يتسع من كل جوانبه كالبالون المطاطي2.
واللافت أن هذا العدد الضخم من الكواكب قد نظمت حركته بشكل دقيق، إذ يرى علماء الفلك أن مجرّاته النجوم يتداخل بعضها في بعض، فتدخل مجرة تشتمل على بلايين من السيارات المتحركة في مجرّة أخرى مثلها تتحرك سياراتها أيضاً، ثم تخرج منها بسياراتها جميعاً دون أن يحدث أيّ تصادم بين سيارات المجرَّتين3.

وقد عبّر الله تعالى عن هدايتها التكوينية للكواكب إلى كمالها بقوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا﴾4 أي تمّ إبلاغ كل سماء بما تقوم به وهديت إلى مسار حركتها5.

ولعلَّ من أبهى مشاهد الكمال في الكون ما يظهر من حركة الأرض حول الشمس بانضباط شديد بحيث لو بعدت أكثر لتجمّدت الأرض، ولو اقتربت أكثر لاحترقت، وكذا حركة القمر حول الأرض، كل ذلك في ظل جاذبية مدهشة بين الأجسام والأجرام في الكون.

الكمال في النبات: إنّ المحرّكات الآلية الضخمة ذات قوة 100 حصان تعجز عن تصعيد الماء إلى مسافة 20 متراً، إلا أن الأوراق الرقيقة في الشجرة قادرة على إيصال الماء إلى أعلى من هذه المسافة بقوتي "الضغط الجذري والشدّ الورقي".

الكمال في الحيوان: ولنأخذ النملة في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: »ألا ينظرون إلى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه، وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وسوَّى له العظم والبشر6. انظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها، لا تكاد تُنالُ بلحظ البصر، ولا بمستدرَكِ الفكر، كيف دبّت على أرضها، وصُبَّت على رزقها، تنقل الحبة إلى جُحرها، وتُعدُّها في مستقرِّها، تجمع في حرّها لبردها، وفي وُرُودها لصَدَرِها7، مكفولةٌ برزقها، مرزوقة بوِفِقها، لا يُغفلها المنّانُ، ولا يَحرِمها الديّان ولو في الصفا اليابس والحَجَر الجامس8. ولو فكرت في مجاري أَكْلها في عُلْوِها وسُفْلِها، وما في الجوف من شراسيف بطنها9، وما في الرأس من عينها وأذنها، لقضيت من خَلقِها عجباً، وَلَقِيْتَ من وصفِها تعباً، فتعالى الذي أقامها على قوائمها، وبناها على دعائمها، لم يَشْرَكهُ في فطرتها فاطرٌ، ولم يُعِنْهُ في خلقها قادرٌ10.

الكمال بين النبات والحيوان
لقد أثبت العلم الحديث تفاعلاً كمالياً بين النبات والحيوان ومن لطيف ما ثبت في ذلك ما حدث في الصين من اكتشاف دور للطائر المعروف بالدوري في إنقاص حجم محاصل زرع الأرز، مما استدعى تدخلاً من الحكومة الصينيّة التي دعت إلى إبعاد الدوري عن محاصل الأرز تحت شعار "الدوري عدو الشعب الصيني".

وفعلاً نفذت برامج عديدة أدّت إلى ذلك الإبعاد المطلوب، إلا أن المفاجأة كانت هي في تدني محاصيل الأرز بشكل أكثر بكثير مما كان، وعند دراسة الموضوع ومتابعته، تبيّن أن هناك دودة تأكل من نبتة الأرز، وأنّ الدوري يأكل تلك الدودة التي استحكمت بإبعاده من أكل ذلك النبات.
وقد اضطرت الحكومة الصينية من رفع شعار جديد داعية إلى إعادة الدوري إلى محاصيل الأرز، وكان هذا الشعار هو: الدوري صديق الشعب الصيني.

الكمال الاختياري: وأجلى صور هذا الكمال كان في الإنسان الذي ميّزه الله تعالى عن كل ما سبق بأن أراد له أن يسير في طريق كماله عن اختيار وليس عن قهر واضطرار قال تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ".

فإن نجح الإنسان في عبور طريق كماله، فإنه سيكون الكائن الأول عند الله تعالى، إنّه سيكون أفضل من كلِّ الكائنات حتى الملائكة العظام.

وهذا سرُّ ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديثه عن المعراج: "... فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدّم يا محمد، وتخلّف عنّي، فقلت: يا جبرئيل، في مثل هذا الموضع تفارقني؟! فقال: يا محمد، إنّ انتهاء حدِّي الذي وضعني الله عز وجل فيه إلى هذا المكان، فإنْ تجاوزته احترقت أجنحتي"12.

لأنَّ محمداً (صلى الله عليه وآله) عبر في طريق كمال كما أراد الله تعالى توقّف الملك العظيم جبرئيل في مسيرة الكمال والقرب من الكمال المطلق وتقدّم محمد (صلى الله عليه وآله).

سماحة الشيخ د. أكرم بركات

1- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق السيد ابراهيم الميانجي ومحمد باقر البهبودي، ط3، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1983م، ج84، ص199.
2- خان، وحيد الدين، الاسلام يتحدى، ط9، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1985، ص58.
3- المصدر السابق.
4- سورة فصلت، الآية12.
5- المطهري، مرتضى، دراسات عقائدية، ط1، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية،2010م، ص72.
6- جمع بشرة وهي ظاهر الجلد الإنساني.
7- الصدر، محرَّكاُ، الرجوع بعد الورود. وقوله بوقفها بكسر الواو أي بما يوافقها من الرزق ويلائم طبعها.
8- الجامس: الجامد.
9- الشراسيف: مقاط الأضلاع وهي أطرافها التي تشرف على البطن.
10- الإمام علي، نهج البلاغة، جمع الشريف الرضي، تحقيق محمد عبده، ط1، قم، دار الذخائر، ج2، ص 117.
11- سورة الأحزاب، ا لآية 72.
12- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج18، ص346..

مما قاله الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) «وأساسُ الإسلامِ حُبُّنا أهلَ البيت».
 
الأساس بالفتح جمع اُس بالضمّ مثل خَفاف وخُف، هو أصل البناء الذي لا يستقرّ ولا يستقيم بدونه، وقاعدة البناء التي يزول البناء بزوالها.

وأهل البيت هم آل محمّد صلوات الله عليهم وتجري في جميع أولاده الأوصياء كما في حديث المعاني[1].

فالإسلام لا يتحقّق ولا يستقرّ إلاّ بحبّهم الملازم للقول بإمامتهم وولايتهم صلوات الله عليهم وقد كثرت وتظافرت وتواترت أحاديث الفريقين في فضل حبّ أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم كما تلاحظ جملة منها في غاية المرام[2] للسيّد البحراني (رحمه الله) من طريق العامّة خمسة وتسعون حديثاً ومن طريق الخاصّة ثمانية وأربعون حديثاً، وفي إحقاق الحقّ[3] للسيّد الشهيد التستري طابت تربته.

وعليك بالدرر الباهرة من أحاديث العترة الطاهرة المجموعة في بحار الأنوار[4] المشتملة على 208 حديثاً.

ويشرّفني للتيمّن والتبرّك أن أذكر حديثاً واحداً في فضل حبّهم وهو ما رواه ثقة الإسلام الكليني، عن الحكم بن عتيبة قال (عليهم السلام) «بينا أنا مع أبي جعفر (عليه السلام) والبيت غاصّ بأهله إذ أقبل شيخٌ يتوكّؤ على عَنَزَة له[5]، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثمّ سكت فقال أبو جعفر (عليه السلام)، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت، وقال السلام عليكم، ثمّ سكت، حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا، ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر (عليه السلام) ثمّ قال: يابن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك، فوالله إنّي لاُحبّكم واُحبّ من يحبّكم، ووالله ما اُحبّكم واُحبّ من يحبّكم لطمع في دنيا، و[الله] إنّي لاُبغض عدوّكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لِوَتْر كان بيني وبينه، والله إنّي لاُحِلُّ حلالكم واُحرّمُ حرامَكم وأنتطّر أمركم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟

فقال أبو جعفر (عليه السلام)، إليّ إليّ، حتّى أقعده إلى جنبه، ثمّ قال (عليه السلام): أيّها الشيخ إنّ أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي (عليه السلام)، إن تَمُتْ تَرِد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين.

ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقرُّ عينك وتُستقبل بالرَّوْح والرَّيحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغَت نفْسُك ههنا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وإن تَعِشْ ترى ما يقرُّ الله به عينك وتكون معنا في السنام الأعلى، [ ف‍ ] ‍قال الشيخ، كيف؟ قلت، يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ، الله أكبر يا أبا جعفر إنْ أنا مِتُّ أرِدْ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (عليهم السلام) وتقرُّ عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي واُستقَبل بالرَّوح والرَّيحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغَت نفْسي إلى ههنا وإن أعِشْ أرى ما يقرُّ الله به عيني فأكون معكم في السّنام الأعلى؟!!

ثمّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج[6] هاهاها حتّى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يروْن من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) يمسح بإصبعه الدُّموع من حماليق[7] عينيه وينفضها، ثمّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر (عليه السلام)، يابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثمّ قام فقال السلام عليكم.

وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) ينظر في قفاه وهو مدبرٌ، ثمّ أقبل بوجهه على القوم، فقال (عليه السلام) من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا.

فقال الحكم ابن عتيبة، لم أرَ مأتماً قطّ يشبه ذلك المجلس[8].
 
وصايا الرسول لزوج البتول (عليهم السلام)، السيد علي الحسيني الصدر - بتصرّف

[1] معاني الأخبار، ص 92، ح 3.
[2] غاية المرام، ص 578، باب 71.
[3] إحقاق الحقّ، ج 21، الفهرس، ص 146، مادّة حبب.
[4] بحار الأنوار، ج 27، الأبواب 4 و 5 و 6، ص 73 ـ 165.
[5] العنزة على وزن قصبة هي العصا الطويلة.
[6] النّحب هو رفع الصوت بالبكاء، والنشج هو الصوت مع توجّع وبكاء كما يردّد الصبي بكاءه في صدره.
[7] جمع حملاق، باطن الجفن، الموضع الذي يسوّده الكحل.
[8] روضة الكافي، ج 8، ص 76، ح 30.

المصدر:شبکه المعارف

مظلومية الإمام الكاظم (عليه السلام) في زمن هارون

           

 


 
عاش الإمام الكاظم (عليه السلام) أطول فترة من إمامته في زمان الخليفة العباسي هارون، فكان نصيبه من ظلم هذا الطاغية كبيراً، اذ لم يرق لهارون ما يملك الإمام من امتداد واسع في الواقع الإسلامي، وما يشاهده من إقبال الناس عليه ورجوعهم إليه، وتأثرهم بروحانيته ورجاحة علمه، فاستدعى الإمام (عليه السلام) إلى بغداد وعرضه للسجن والتعذيب بذرائع وتهم شتى، أثبتت الوقائع براءته عن كل ما يرمى به منها، حتى أن رأس السلطة صرح بذلك في أكثر من مناسبة، حيث قال هارون نفسه: الناس يحملونني على موسى بن جعفر وهو برئ مما يرمى به[1]. لأن الإمام (عليه السلام) كان يعتزل العمل السياسي، فلم يخرج على حاكم ولا دعا أحداً إلى مبايعته، ولم يتحرك ضدّ هارون ولا غيره، ولكنها الغيرة من النجاحات الهائلة التي حققها الإمام (عليه السلام) في مختلف أوساط الأُمّة.
 
وشهدت هذه الفترة من جانب آخر كثيراً من المناظرات التي خاضها الإمام مع هذا الطاغية وغيره من رجال السلطة، تتعلق بأهم الشبهات المثارة من قبل بني العباس حول الإمامة وحقوق أهل البيت (عليهم السلام).
 
إشخاص الإمام إلى العراق:
ذكر كثير من المؤرخين أن الإمام (عليه السلام) أقام في المدينة بعد أن أطلقه المهدي العباسي إلى أيام هارون، فقدم هارون منصرفاً من عمرة شهر رمضان سنة (179 ه‍)[2]، فحمل موسى الكاظم معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن استُشهد في محبسه مسموماً سنة (183 ه‍)، وقيل: سنة (186 ه‍)[3].

 وقد انصرف هارون من الحج على طريق البصرة، فحمل الإمام الكاظم (عليه السلام) مقيداً، وخرج على بغلين عليهما قبتان مغطاتان هو في احداهما، ووجه مع كل واحد منهما خيلاً، فأخذوا بواحدة على طريق البصرة والاُخرى على طريق الكوفة، ليعمي على الناس أمره، وكان الإمام في التي مضت إلى البصرة. فأمر المأمور أن يسلمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور، وكان على البصرة حينئذ، فحبسه عيسى عنده سنة، ثم كتب إليه الرشيد في سفك دمه، فاستشار عيسى بعض خاصته فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه، فكتب عيسى إلى هارون: قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة، فما وجدته يفتر عن العبادة، ووضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه، فما دعا عليك ولا علي ولا ذكرنا في دعائه بسوء، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة، فإن أنت أنفذت إليّ من يتسلمه مني وإلاّ خليت سبيله فانني متحرج من حبسه.

وأنت تلاحظ دقة المراقبة التي تتابع الإمام (عليه السلام) حتى في انقطاعه إلى ربه ودعائه الذي يقوله في صلاته، فوجه هارون من تسلمه من عيسى وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد، فبقي محبوساً عنده مدة طويلة، وأراده هارون على شيء من أمره فأبى.
روى الشيخ الصدوق بسنده عن الفضل بن الربيع، قال: «قد أرسلوا إليَّ في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني»[4].

 وكتب هارون إلى الفضل بن الربيع ليسلمه إلى الفضل بن يحيى البرمكي، فتسلمه منه وأراد هارون ذلك منه فلم يفعله، وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة وهو حينئذ بالرقة، فكتب إليه ينكر ذلك عليه ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه، فاغتاظ هارون من ذلك، ودعا مسروراً الخادم أن يخرج على البريد من وقته إلى بغداد، ويحمل كتابين إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، وحين وصول الكتابين جلد ابن شاهك الفضل بن يحيى مائة سوط، وحبس الإمام عنده.

روى الشيخ الخصيبي بالاسناد عن علي بن أحمد البزاز، قال: «أمر هارون السندي بن شاهك أن يبني لموسى (عليه السلام) محبساً في داره ويقيده بثلاثة قيود من ثلاثة أرطال حديد، ويغلق الباب في وجهه إلاّ وقت الطعام ووضوء الصلاة»[5].

وجلس هارون في مجلس حافل، فأمر الناس بلعن الفضل بن يحيى فلعنوه، ثم ان يحيى بن خالد قال لهارون: ان الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد، ثم دعا يحيى بن خالد السندي فأمره فيه بأمره فامتثله، فقتل الإمام على يد السندي بسمّ جعله في طعام، وقيل: في رطب قدمه إليه، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً، ثم مات في اليوم الثالث.

فلما استشهد الإمام (عليه السلام) أدخل السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد عليه، فنظروا إليه لا أثر به وشهدوا على ذلك، وإنما فعل السندي ذلك لإخفاء جريمة قتل الإمام (عليه السلام) بالسمّ، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد، ونودي: هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه.

فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت، وأمر يحيى ابن خالد أن ينادى عليه عند موته: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه.

فنظر الناس إليه ميتاً، ثم حمل فدفن في مقابر قريش[6].

وفي هذا يقول أحد الشعراء[7]:
ما أنصفتك بنو الأعمام إذ قطعت
أواصراً برسول الله تتحد
أبكيك رهن السجون المظلمات وقد
ضاق الفضا وتوإلى حولك الرصد
 لبثت فيهن أعواماً ثمانية
 ما بارحتك القيود الدهم والصفد
 تمسي وتغدو بنو العباس في مرح
 وأنت في محبس السندي مضطهد
 دسوا اليك نقيع السم في رطب
 فاخضر لونك مذ ذابت به الكبد
 حتى قضيت غريب الدار منفرداً
 لله ناءٍ غريب الدار منفرد
 أبكي لنعشك والأبصار ترمقه
 ملقى على الجسر لا يدنو له أحد
 أبكيك ما بين حمالين أربعة
 تشال جهراً وكل الناس قد شهدوا
 نادوا عليه نداء تقشعر له
 السبع الطباق فهلا زلزل البلد
 لم تجتمع هاشم البطحا لديه ولا
 الأشراف من مضر الحمراء تحتشد
 كأنها ما درت أن العميد مضى
 ومن رواق علاها قد هوى العمد
[8]
  
المصدر: الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، سيرة وتاريخ

[1] الكافي 1: 366 / 99، بحار الأنوار 48: 165 / 7.
[2] وحدد الشيخ الكليني: لعشر ليال بقين من شوال سنة (179 ه‍).
[3] تاريخ بغداد 13: 29، وفيات الأعيان 5: 308، الكافي 1: 476.
[4] عيون أخبار الرضا 1: 106 / 10، أمالي الصدوق: 136 / 18.
[5] الهداية الكبرى / الخصيبي: 265.
[6] الإرشاد 2: 240، مناقب آل أبي طالب 3: 440، مقاتل الطالبيين: 336، الغيبة / الطوسي: 26 / 6، اعلام الورى / الطبرسي 2: 33، الفصول المهمة / ابن الصباغ: 220.
[7] هو الشيخ محمد علي اليعقوبي (ت / 1385 هـ).
[8] ديوان اليعقوبي الموسوم بالذخائر: 55.

المصدر:شبکه المعارف

وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف يؤكد أن العقوبات الأميركية على بلاده تعيق الجهود من أجل مكافحة تفشي كورونا، والسفير الياباني في إيران يقول إن بلاده قررت منح إيران مساعدة مالية لمكافحة فيروس كورونا.

رئیس وزراء اليابان ووزير الخارجية الإيرانية في لقاء سابق (أرشيف)

أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أن العقوبات الأميركية على بلاده تعيق الجهود من أجل مكافحة تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" في إيران.

وفي اتصال مع نظيره الياباني توشيميتسو موتيجي، اليوم الجمعة، قال ظريف إن "العقوبات الأميركية هي المانع الرئيسي في تأمين الأدوية اللازمة للشعب الإيراني"، متمنياً من اليابان "السعي أكثر لإلغاء العقوبات الأميركية التي تحول دون تأمين الأجهزة الطبية اللازمة لشعبنا".

وفي سياق متصل، دوّن سفير اليابان لدى إيران ميتسوغو سايتو على حسابه على "إنستغرام"، اليوم الجمعة، متمنياً للشعب الإيراني كل التوفيق بمناسبة عيد النوروز، وهو أحد أقدم احتفالات العام الجديد وبدء فصل الربيع"، مشيراً إلى أن "الحكومة اليابانية قررت منح إيران حوالى 23.4 مليون دولار كمساعدة مالية لمكافحة فيروس كورونا".

وكانت وزارة الصحة الإيرانية أعلنت في آخر إحصائية لها مساء أمس الخميس، أن عدد الوفيات جراء فيروس كورونا ارتفع إلى 1284 والإصابات 18407. 

المصدر : المیادین

الأحد, 22 آذار/مارس 2020 13:43

شعار هذا العام 'طفرة في الإنتاج'..

آية الله خامنئي: العام الجديد عام الانتصارات الكبرى

بارك قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي للشعب الايراني حلول العام الهجري الشمسي الجديد سائلا المولى تعالى ان يكون هذا العام عام الانتصارات الكبرى.

واستهل قائد الثورة الإسلامية حديثه في كلمته التي وجهها للشعب الايراني صباح اليوم الجمعة قائلا، ان العام الهجري الشمسي الماضي شهد احداثا عاشها الشعب الايراني كانت ذروتها استشهاد الشهيد قاسم سليماني حيث شهدت مراسيم تشييعه مشاركة قل نظيرها بمشاركة عشرات الملايين، وبهذه المناسبة نعزي أسر الشهداء في العام الهجري الشمسي الماضي ولاسيما الشهيدين القائدين سليماني والمهندس.

كما توجه قائد الثورة الاسلامية أيضاً لبقية الله في الارض (عجل الله تعالى فرجه الشريف) طالباً منه أن يعبر ببلده إلى ساحل النجاة ويحمي الشعب الإيراني ويعينه.

واليكم النص الكامل لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي:

بسم الله الرّحمن الرّحيم
يا مقلّب القلوب و الابصار، یا مدبّر الليل و النّهار، يا محوّل الحول و الاحوال، حوّل حالنا الی احسن الحال.

يصادف النیروز من هذا العام ذکری استشهاد الإمام موسی بن جعفر الكاظم (سلام الله علیه) لذا من المناسب أن نذکر فی بدایة الحدیث جانباً من الصلوات الخاصة بهذا الإمام العظیم: «اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَصِيِّ الْأَبْرارِ، وَ إِمامِ الْأَخْيارِ، وَعَيْبَةِ الْأَنْوارِ، حَلِيفِ السَّجْدَةِ الطَّوِيلَةِ، وَالدُمُوعِ الْغَزِيرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْكَثِيرَةِ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ و عَلیءابائِهِ و أبنائِه الطّیبین الطّاهرین المَعصومین و رَحمةُ اللّه و برکاته.»

أبارك عید المبعث السعید وعید النیروز الحيوي للشعب الإیراني العزيز بأجمعه. وبشكل خاص لعوائل الشهداء والجرحى المبجلة المکرمة الصبورة الکادحة، وللمجاهدین فی میدان الصحة والذین تألقوا تألقاً کبیراً طوال هذه الأسابیع، ولکل الخدمة المجدین الذین یتولون فی الظروف الصعبة جانباً من المهام والأعمال، ویعکفون علی تقدیم الخدمة بإخلاص ورغبة وتحفز فی أجواء المدن والقری والطرق والحدود وفي أنحاء البلاد. أبارك لهم جمیعاً وأقول لهم عیدکم مبارك. كما أحيّي روح الإمام الخمینی الطاهرة وأرواح الشهداء الطیبة.

وأری لزاماً عليّ أن أتقدم بالتعازي والتبریکات لعوائل شهداء عام 1398 [هجري شمسي]، سواء شهداء الدفاع عن المقدسات أو شهداء الحدود وعلی رأسهم شهیدنا العزیز الجلیل الشهید القائد سلیماني ومن معه والشهید أبو مهدي المهندس ورفاقه، وکذلك شهداء حادثة کرمان، وشهداء حادثة الطائرة وشهداء الصحة والسلامة هؤلاء الذین نالوا درجة رفیعة هی درجة الموت والاستشهاد فی سبیل الله، وأتقدم بالتعازي لکل عوائلهم، کما نبارك العید لأبنائهم ونعتقد أن کل هذه الأحداث ستنتهي إن شاء الله لصالح الشعب الإیراني، وسوف أتطرق لهذا.

کان عام 1398 عاماً عاصفاً بالنسبة لشعب إیران. كان عاماً بدأ بالسیول وانتهى بمرض کورونا. وتعرّضت البلاد وبعض أبناء البلد لأحداث متنوعة طوال العام. أحداث من قبیل الزلازل والحظر وما إلی ذلك. وکانت ذروة هذه الأحداث الجریمة الإرهابیة الأمریکیة واستشهاد القیادي الإیراني الإسلامي الکبیر الشهید سلیماني. ولم تکن مشکلات الشعب قلیلة علی مر العام. انقضى العام على هذا النّحو، وعلیه فقد کانت سنة صعبة. لکن النقطة المهمة هي أنه إلی جانب هذه الصعاب کانت هنالك أیضاً حالات شموخ في هذا العام وبعضها کان غیر مسبوق. لقد تألق الشعب الإیراني بالمعنی الحقیقي للکلمة. فيما يخصّ سیول بدایة العام تدفقت سیول الشعب المؤمن صاحب الهمّة نحو المحافظات والمدن والقری المنکوبة بالسیول من أجل مساعدة الناس. واستعرض شعبنا هناك بشیبه وشبانه مناظر ومشاهد جمیلة، فقد انطلقوا نحو المناطق المنکوبة بالسیول وغسلوا البیوت وأفرغوها من الوحول والطین، وغسلوا أثاث الناس وسجادهم ومكان عيشهم، فخففوا بذلك من شدائد السیل علی الناس.

فيما يتعلّق بحادثة الشهادة العظيمة لشهيدنا العزيز قام الشعب بحركة عظيمة حيث استعرض أمام العالم تواجده وحضوره بعشرات الملايين. الجموع التي احتشدت في طهران وتلك التي خرجت في قم وفي الأهواز وفي إصفهان وفي مشهد وفي تبريز وفي كرمان كانت تجمعات لا يشاهدها المرء عادة في أي مكان من العالم بهذا الحجم وهذا الزّخم وهذا التحفز والاندفاع. وهي منقطعة النظير في تاريخنا أيضاً. الحضور الشعبي والحماس الجماهيري واستعراض الناس ما يحبونه ويؤمنون به، هذا أمرٌ كان على جانب كبير من الأهمية لسمعة البلاد ولعزة الشعب الإيراني. وفي خصوص قضية هذا المرض الأخير الكورونا كانت التضحيات لافتة إلى درجة أثارت إعجاب حتى من هم خارج البلاد، ومن قام بذلك هم بالدرجة الأولى المؤسسات العلاجية والأطباء والممرضون والممرضات والموظفون الصحيون والمدراء والعاملون في المستشفيات وحولها. وإلى جانب هؤلاء كانت هناك المنظّمات الشعبية المتطوعة وطلبة الجامعات وطلبة الحوزات من التعبويين ومختلف العناصر ممن بادروا إلى تقديم الخدمات العلاجية وتمريض هؤلاء المرضى. هذا كله مبعث عزة وسمعة حسنة حيث هبّوا لمعونة العاملين على العلاج والتمريض. وكذلك مؤسسات الدعم والإسناد والذين وضعوا معاملهم وحتى بيوتهم في بعض الأحيان لخدمة إنتاج الوسائل والبضائع التي يحتاجها المرضى وفي خدمة عامة الناس ولكل أبناء الشعب، بضائع من قبيل القفازات والكمامات وما إلى ذلك.

وكذلك التجمّعات الخدمية من قبيل الذين هبوا لتعقيم الشوارع أو حتى الأماكن التي يرتادها الناس، هبوا لتعقيمها، أو تجمّعات الشباب الذين قرروا أن يقدموا العون والمساعدة لكبار السن وأن يذهبوا لأبواب بيوتهم ويتبضغوا لهم، أو الذين أعدوا البضائع والأشياء وقدموها للناس مجاناً. قفازات مجانية وكمامات مجانية، وساعدوا بعض الكسبة والتجار الذين واجهوا بعض المشاكل فلم يقبضوا منهم الإيجارات وأجلوا طلباتهم وديونهم؛ وخدمات من هذا القبيل. هذه هي الجماليات التي تعبر عن نفسها في الأحداث الصعبة. لقد عبّر الشعب الإيراني عن فضائله في هذه المنظّمات والتجمّعات ومن خلال هذه الأعمال التي لم أشر إلا للقليل منها.
أتقدم بالشكر من أعماق القلب لكل هؤلاء الذين أشرت لهم وذكرتهم وأبشرهم بأن الأجر الإلهي بانتظارهم، سواء الأجر الدنيوي أو الأجر الأخروي. لقد كان هذا امتحاناً صعباً، لقد كانت امتحانات عام 1398 امتحانات صعبة، بيد أن الانتصار على الصعاب وتخطّيها بهذه المعنويات من شأنه أن يجعل الشعب قوياً مقتدراً. الشعب لن يصل إلى مكان ما بطلب الراحة وبمجرد طلب الرفاه، بل بمواجهة المشاكل والحفاظ على المعنويات لمواجهة المشكلات والانتصار عليها، والشعب الإيراني حقق هذا الانتصار إن شاء الله وسوف ينتصر بعد الآن أيضاً. هذا ما يمنح الشعوب الاقتدار والقيمة.

وثمة نطقة أخرى أيضاً في هذه الأحداث، سواء الأحداث الطبيعية من قبيل السيول والزلازل وما إلى ذلك أو الأحداث التي اجترحها الأجانب مثل الحظر وما شاكل، التي تُنبه الإنسان إلى نقاط ضعفه، سواء نقاط ضعفنا الطبيعية حيث يعلم الإنسان أنه لا سبيل للغرور وكلنا ضعاف ونعاني من الهشاشة، أو نقاط الضعف التي يعاني منها الإنسان بشكل حتمي عند مواجهته للحوادث. فندرك في هذه الأحوال نقاط ضعفنا ويخرج الإنسان من حالات الغرور والغفلة ويتوجه إلى الله ويطلب العون منه. «خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلاَّ لَكَ‏ وَضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلاَّ بِكَ» هذه أدعية شهر رجب. لا ينبغي طرق باب سوى باب الله، فإذا طرقنا باب غيره عدنا خائبين، وإذا مددنا أيدينا إلى غيره عدنا بأيدٍ خالية الوفاض. كل ما في العالم وسائل إلهية وهو مسبب الأسباب. فيجب العمل بهذه الأسباب والاستفادة منها، ولكن ينبغي طلب النتائج والآثار من الله تعالى. هذه أيضاً نقطة.

أما عن عام 1399 الذي يشارف على بدايته. أولاً نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العام عام انتصارات كبيرة، ونتوجّه لسيدنا بقية الله (أرواحنا فداه) وهو ربان هذه السفينة طالبين منه أن يعبر ببلده إلى ساحل النجاة وأن يحمي شعب إيران المؤمن ويعينه. وأقول للشعب الإيراني كما واجهوا الأحداث المختلفة وليس في عام 1398 فقط بل الأحداث في كل هذه الأعوام الطويلة بشجاعة ومعنويات عالية ليواجهوها بعد الآن أيضاً بمعنويات عالية وأمل وتفاؤل وليثقوا بأن المرارات سوف تنقضي، و «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، لا شك ولا ريب في أن اليسر بانتظار الشعب الإيراني. وأن يتصور البعض أن هناك قلة عمل وتقاعس في الموقع الفلاني من مؤسسات البلاد وتشكيلاته فهذا ما لا أؤيده، فنحن نراقب عن كثب ونرى والكل مشغولون ويعملون وعاكفون على العمل والجد، كل بقدره، المؤسسات العلمية والبحثية بشكل، والناشطون الاجتماعيون بشكل، ومسؤولو الحكومة والقضاء بشكل، وسوف يبارك الله تعالى في كل هذه الجهود وسيخرج الشعب من هذا المنعطف بسلامة وعافية وشموخ إن شاء الله.

أما عن شعار هذا العام، أعلنا عن عام 1398 بأنه عام «ازدهار الإنتاج»، وأقولها لشعب إيران العزيز إنه جرى الترحيب بهذا الشعار عملياً، وقد رحب أصحاب الاختصاص في بداية المشوار وقالوا إن الإنتاج هو النقطة الرئيسية، ولكن كان هناك ترحيب على الصعيد العملي أيضاً. طبقاً لتقارير موثقة متوفرة لديّ فقد تحرك الإنتاج في البلاد، وعادت بعض المعامل التي كانت راكدة ومعطلة إلى العمل، وبعضها التي كانت تعمل بأقل من قدراتها الإنتاجية زادت من إنتاجها. ونزلت الشركات العلمية المحور إلى الساحة وبذلت الأجهزة المختلفة جهودها وعملت وشهد الإنتاج تحرّكاً وتم إنجاز بعض الأعمال. وقضية البحث العلمي الذي هو أصل الإنتاج توبعت وشهدت تحرّكات جديّة خلال هذا العام في البلاد وقد شاهدنا نماذج لذلك. هذه أعمال أنجزت في البلاد وليس الأمر بحيث يقال لم ينجز شيء.

لكن ما أروم قوله هو أن هذه الأعمال التي أنجزت لحد الآن لا تشكل ربما واحد بالعشرة مما يحتاجه البلد. وبالطبع فأنا لا أقول هذه الواحد بالعشرة بناء على إحصائيات دقيقة، إنما أظن أنها واحد بالعشرة. أي قد ينبغي حقاً إنجاز عشرة أضعاف هذا العمل، سواء الأعمال البحثية أو الأعمال الإنتاجية، أو مختلف الأعمال من هذا القبيل ليترك ازدهار الإنتاج آثاره في حياة الناس. في عام 1398 أخذ الإنتاج دفعة وتحرك وسار إلى حد ما لكنه لم يكن محسوساً في حياة الناس، وينبغي علينا أن نصل به حيث يترك آثاره في حياة الناس. طبعاً قضايا البلاد الاقتصادية قضايا متعددة، فهناك قضية إصلاح البنوك وإصلاح الجمارك وإصلاح الضرائب وتحسين أجواء العمل وما إلى ذلك، بيد أن دور الإنتاج دور فريد لا نظير له. لو استطعنا تحريك الإنتاج وإطلاقه في ضوء السوق الداخلية الواسعة، فمع أن الإنتاج يحتاج إلى المبيعات والأسواق الخارجية، ولكن إلى جانب أن بوسعنا التواصل مع الأسواق الخارجية فإن معظم أسواق مبيعاتنا في داخل البلاد بهذا العدد السكاني البالغ ثمانين مليوناً. لو استطعنا تفعيل الإنتاج إن شاء الله والتقدم به إلى الأمام فإن المشكلات الاقتصادية سوف تنتهي بالتأكيد وسيصبّ هذا الحظر الذي فرضوه في صالحنا. وبالطبع تسبب الحظر ببعض الأضرار لحد الآن، ولكن كانت هناك إلى جانب ذلك أرباح ومنافع، فقد حضّنا على التفكير في قدراتنا وإمكانياتنا وإعداد لوازم الحياة واحتياجات البلاد في ضوء الإمكانيات الداخلية، وهذا شيء مغتنم جداً بالنسبة لنا، وهذا ما سوف يستمر إن شاء الله.

إذن لا نزال بحاجة إلى الإنتاج. وجعلنا شعار العام الماضي «ازدهار الإنتاج»، وأقول إن هذه السنة هي سنة «الطفرة في الإنتاج»، هذه السنة هي سنة طفرة في الإنتاج. هذا هو شعار هذه السنة. فليعمل المعنيون بحيث يشهد الإنتاج إن شاء الله نقلة نوعيّة ويتحقق تغيير محسوس في حياة الناس إن شاء الله. وهذا طبعاً بحاجة إلى تخطيط. مؤسسة الميزانية والتخطيط بشكل، ومجلس الشورى بشكل، ومركز أبحاثه بشكل، والسلطة القضائية بشكل، فالسلطة القضائية أيضاً لها دورها، والمنظمات والشركات العلمية المحور بشكل، المجموعات الشابة والمبدعة وهي كثيرة في البلاد والحمد لله، وقد كان لي طوال هذا العام – عام 1398 – والعام السابق اجتماعات جيدة ومفيدة مع كثير منهم، والتقيتهم عن كثب واستمعت لكلامهم عن قرب، وهم شباب راغبون في العمل ومُكبّون عليه ومغمورون بالأمل والطاقة والدوافع والمواهب والإبداعات. هؤلاء موجودن والحمد لله ويجب أن يشاركوا جميعاً في البرمجة والتخطيط، وسوف يتقدم هذا السياق بالتخطيط إن شاء الله.

نتمنى أن يكون العام مباركاً عليكم جميعاً وأن يكون عيد المبعث النبوي السعيد مباركاً عليكم جميعاً، وأن تكونوا مشمولين بالعناية الإلهية إن شاء الله، وأن يزيد الشعب الإيراني من توجهه إلى الله وتوسلاته به ويرتقي في الجانب المعنوي يوماً بعد يوم.

المصدر:العالم

المتحدث باسم الخارجية الصينية غين شوان في رد على الضغوطات الأميركية "في حال مواصلة الولايات المتحدة السير في الطريق الخاطئ، سنكون مضطرين لاتخاذ إجراءات رد إضافية، وكل الخيارات على الطاولة".

  •    بكين: في حال مواصلة واشنطن السير في الطريق الخاطئ سنكون مضطرين لاتخاذ إجراءات رد 

  هددت الصين الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات إضافية حال استمرار الضغوط الأميركية، مؤكدة أن "كل الخيارات على الطاولة"، وسط تصعيد جديد للتوتر بين البلدين.

وقال غين شوان المتحدث باسم الخارجية الصينية في تصريحات صحفية أدلى بها صباح اليوم الأربعاء، تعليقاً على سحب الصين الاعتماد من مجموعة صحفيي وسائل إعلام أميركية: "نلتزم بموقف واضح وقاطع ونطالب بوقف ممارسة الضغط على الإعلاميين الصينيين".

وتابع غين شوان: "في حال مواصلة الولايات المتحدة السير في الطريق الخاطئ، سنكون مضطرين لاتخاذ إجراءات رد إضافية، وكل الخيارات على الطاولة"، مشيراً إلى أن "اتخاذ إجراءات مثل سحب اعتماد صحفيين تدخل ضمن صلاحيات الحكومة الصينية"، لكنه رفض توضيح عدد الإعلاميين الذين سيشملهم هذا القرار.

وكانت الخارجية الصينية أعلنت مساء أمس الثلاثاء، سحب الاعتماد من مجموعة صحفيين تابعين لـ"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال"، كما طالبت الصحف المذكورة وكذلك "تايمز" وإذاعة "صوت أميركا" بتقديم تقارير حول موظفيها وأموالها وتعاملاتها وعقاراتها في الصين.

ويأتي هذا الإجراء رداً على تصنيف الولايات المتحدة مكاتب 5 وسائل إعلام صينية، بينها وكالة "شينخوا" وقناة  "CGTN"، كـ"عملاء أجنبيين"، ما يعني تقليص عدد موظفيها، وإلزامها بتقديم تقارير حول أموالها ومشترياتها للحكومة الأميركية.

المصدر:المیادین

 رئيس المحكمة العسكرية المستقيل يقول: "احتراماً لقسمي وشرفي العسكري أتنحى عن رئاسة المحكمة العسكرية". بعدما كانت المحكمة العسكرية الدائمة كانت قررت إسقاط التهم بحق العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، وسفره أمس بطائرة عسكرية إلى الولايات المتحدة.

  • الرئیس الأميركي دونالد ترامب يعلن إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري متوجهاً بالشكر إلى الحكومة اللبنانية

أفاد مراسل الميادين بأن رئيس المحكمة العسكرية في لبنان حسين عبد الله أعلن تنحيه من منصبه.

وقال رئيس المحكمة العسكرية المستقيل: "احتراماً لقسمي وشرفي العسكري، أتنحى عن رئاسة المحكمة العسكرية". وأضاف عبد الله" "أتنحى عن رئاسة محكمة يساوي فيها تطبيق القانون إفلات عميل وألم أسير وتخوين قاضٍ".

يذكر أن المحكمة العسكرية الدائمة كانت قررت إسقاط التهم بحق العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، المعروف باسم "جزّار الخيام".

وجاء قرارها على شكل قبول دفوع شكلية تقدّم بها وكلاء الفاخوري، بذريعة مرور الزمن على التهم الموجهة إليه.

وصباح يوم أمس الخميس، حطّت طائرة أميركية قادمة من قبرص، في مقر السفارة الأميركية في لبنان، حيث تواجد العميل عامر الفاخوري وتم نقله إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وبعدها أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، متوجهاً بالشكر إلى الحكومة اللبنانية "على جهودها في إطلاق سراح الفاخوري"، بحسب تعبيره.

المصدر : الميادين

كشفت مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تعمل على سحب قواتها من 6 قواعد عسكرية "غير محصنة جيدا" في العراق، على أن يتم نقل تلك القوات إلى قواعد أخرى في أماكن أكثر تأمينا.

وأوضحت المصادر أن هذا القرار يأتي بعد استهداف قوات التحالف الدولي أكثر من مرة في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، ومقتل جنود أمريكيين.

وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي اتخذت قرارا بإعادة الانتشار فقط وليس الانسحاب التام، حتى تحفظ ماء وجهها في مواجهتها لإيران، موضحة أن القرار يشمل الانسحاب من 6 قواعد بالمحافظات الوسطى والشمالية، من أصل 12 قاعدة تنتشر فيها قوات التحالف بالعراق والبالغ عددها نحو 4 آلاف جندي ومستشار عسكري.

ورجحت المصادر في حديثها لصحيفة "الأخبار اللبنانية"، أن يكون الانسحاب من معسكرات أو قواعد بسماية بمحيط بغداد، والمزرعة وطارق بمحيط الفلوجة، في الأسابيع القليلة المقبلة.

ووفق الصحيفة، فإن مراقبين وصفوا هذه الخطوة بأنها "إعادة تموضع طويل الأمد"، ويأتي في ظروف أمنية تصبّ في مصلحة حلفاء طهران.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن عملية الانسحاب ستتم على مراحل عدّة، تنتهي الأولى منها أواخر شهر أبريل/نيسان المقبل.

وكشفت المصادر أن القوّة التي تنسحب من "معسكر القائم" يبلغ عددها 200 عسكري، وستكون وجهتها قاعدة "عين الأسد الجوية" غربي العاصمة بغداد، أما القوّة العاملة في قاعدة "القيّارة"، والبالغ عددها 150 عسكرياً، فستنسحب قريباً تجاه سدّ الموصل (شمال مدينة الموصل)، ومطار أربيل (منطقة كردستان العراق).

وذكرت أن هناك قوّة عاملة في قاعدة "k 1" بكركوك، قوامها حوالى 250 عسكرياً، وانسحابهم المفترض قريباً، سيكون باتجاه مدينة السليمانية بمنطقة كردستان العراق.

المصدر:العالم