
emamian
هل يقضي وباء كورونا العالمي على أحلام ترامب؟
كاتب لبناني وباحث في الشؤون الدولية والإقليمية
هل يقضي وباء كورونا العالمي على أحلام ترامب؟
الرئيس الأميركي الذي وصل إلى الحكم استناداً إلى استنفار الشعبوية الأميركية بسردية أميركا فوق العالم في ازدهار المال والأعمال، يصطدم بأن الولايات المتحدة هي في نفس المركب الذي يهدد العالم بمخاطر جسيمة ويصيب أوهام ترامب الشعبوية في الرأس.
- ما يهدّد أحلام ترامب في المقام الأول تداعيات الوباء على الاقتصاد الأميركي
ردّاً على ادعاءات الرئيس الأميركي بأنه يحمي أميركا من تفشّي وباء كورونا، تكشف صحيفة "واشنطن بوست" أن بعض البلدان تنجح في مكافحة تفشّي الوباء وليست أميركا من بينها، في إشارة إلى جهود الصين وإيران للحد من الانتشار. الصحيفة تعزو السبب إلى أن ترامب "ينظر في كل شيء من منظوره النرجسي"، والحقيقة أمرّ من ذلك بكثير. فهو ينظر في كل المخاطر التي تهدّد طبيعة الكون والجنس البشري بمنظور استحواذ المال وبمنظور تفوّق العرق الأبيض الذي يتوهم أنه محمي من المخاطر الطبيعية والكونية. فعلى هذه الأوهام الخرافية الذي روّجها في أعماق أميركا الشعبوية، بنى أمجاد سطحية عابرة لا تلبث أن تكشفها المخاطر العالمية الحقيقية، وتهدّد بانهيار الاقتصاد الاميركي الذي يعوّل ترامب على استثماره مجدّداً في إعادة انتخابه.
قبل وباء كورونا عرّى ترامب منظوره في نظرته لآفة احترار الكوكب ونتائج التغيّر المناخي، باعتقاده محاربة ما سماه "أنبياء الشؤم" الذين يدعون إلى احترام توازنات الطبيعة في الحدّ من الاستهلاك البذيء وانبعاثات الكربون. في هذا السياق لم يكن مستغرباً اعتقاد ترامب بعدم امكانية أصابته بالعدوى ورفضه اجراء فحص طبي إثر لقائه وزير الاتصالات البرازيلي المصاب بالمرض. ففي خطابه المتلفز بعد تململ الولايات الاميركية من انتشار كورونا، استعاد ترامب بأن أميركا محمية استناداً إلى نظرته في هوية المرض العرقية والدينية واتهامه الصين وإيران. وفي هذه النظرة حاول تسجيل مكاسب سياسية ضد إيران في عرضه "المساعدة" للدلالة على حصانة أميركا الطبية مقابل إيران التي يتخيّل أطباءها أقل شأناً من الآخرين بينما يفرض عليهم حرب العقوبات لتقليل فعالية إمكانياتهم.
لكن الضجّة التي ثارت في أميركا ضد استهتار ترامب في نظرته إلى مخاطر أعمق من الانتماء العرقي والديني ولون البشرة، اضطره إلى التراجع في إعلان حالة الطوارىء وتخصيص خمسين مليار دولار أملاً بمواجهة التفشي واضطره إلى الثناء على الجهود الصينية ولم يعترف بالجهود الإيرانية التي تشير إليها بالثناء منظمة الصحة العالمية. لكن تراجع ترامب أمام بعض الحقائق، لا يشي بتغيير منظوره الذي يهدّد بالقضاء على أحلامه أمام الحقائق المتفاعلة التي تتجه إلى انهيار اقتصادي شامل يقدّره الخبراء بنحو 5 ــ 10 أضعاف الانهيار في أزمة الرهن العقاري العام 2008.
الرئيس الأميركي الذي يشذّ عن رؤساء العالم وعن شبهه التوأم رئيس الوزراء البريطاني، في النظر إلى انتشار الوباء، لا يزال يعوّل على المال في انقاذ نفسه من استفحال التهديدات والمخاطر. فرئيس معهد الأمراض المعدية في أميركا أنثوني فوسي، يتوقع إصابة نحو مليوني ونصف بالعدوى خلال الأسابيع المقبلة، وبموزاة التوقعات المركزية يعلن عمدة واشنطن موريل باوزر حالة الطوارىء العامة ويقرع حاكم أوهايو التعبئة العامة ويعلن حاكم مقاطعة تكساس غريغ آبوت ولاياته أرضاً منكوبة.
لكن إلى جانب حكام الولايات والمقاطعات، تستخلص الفرَق الطبية أن كورونا يكشف فشل نظام الرعاية الصحية الأميركي المتوقع له أن يغرق في ارتباك كامل في الأسابيع المقبلة. في هذا الأمر توضّح مجلة "نيوزويك الأميركية" أن المستشفيات الأميركية تعاني نقصاً فادحاً في الطواقم الطبيّة والأسرّة بالمقارنة مع الامكانيات الطبية في الصين وإيطاليا. وعلى الرغم من ذلك يحرص ترامب على عدم إجراء الفحوصات الضرورية إذا لم تظهر على المصاب أعراضاً واضحة، خلافاً للصين وإيران وسنغافورة بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية.
ما يهدّد أحلام ترامب في المقام الأول تداعيات الوباء على الاقتصاد الأميركي الذي يعتمد عليه لتسويق نجاحه في الانتخابات. فوزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير يشير إلى الذعر والرعب في الأسواق دلالة على الزلزال الكبير في البورصات والشركات الكبرى والمصارف والأزمة التجارية ويتقاطع في هذا الشأن مع وزير الخزانة الأميركية. ولا يقتصر الذعر والهلع على الأسواق وحدها، إنما يتعدّى ذلك إلى مخاطر شلل المؤسسات في كل الدول وحركة النقل والتنقّل الداخلي والخارجي، ما يؤدي إلى انهيار اقتصادي عميق واسع قد لا ينجح ترامب باستخدامه في وعوده الشعبوية المعتادة وخصوصاً إذا توسّع القلق العام في أميركا الذي يشير إلى مسؤولية ترامب عن انتشار الوباء في الولايات المتحدة.
المصدر : الميادين نت
شركة كندية تنتج لقاحاً مضاداً لفايروس كورونا
شركة أدوية كندية تعلن عن إنتاجها لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، وسيُصبح اللقاح متوفراً في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
- شركة كندية تعلن أنه بمقدورها إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة في الشهر
أعلنت شركة كندية، اليوم السبت، إنتاجها لقاحاً مضادّاً لفايروس كورونا، آملة موافقة هيئة سلامة الأغذية والأدوية الأميركية، عليه.
وأعلنت الشركة أنّه بمقدورها إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة في الشهر، وسيُصبح اللقاح متوفراً في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
بدوره، كشف مدير المعهد الوطنيّ الأميركيّ للحساسية والأمراض المعدية، عن تجارب بشرية على لقاح سيتم تحديده في الأسابيع القليلة المقبلة.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية كشفت عن دواءٍ مضاد لفيروس كورونا في طور تجاربها عليه، حيث تم ملاحظة تحسن نسبي لبعض العوارض الوخيمة التي يسببها فيروس كورونا بعد الدواء الإيراني.
المصدر : وكالات
روحاني لزعماء العالم: لا يمكن لأي بلد مواجهة كورونا بمفرده
وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالة لعدد من زعماء العالم اليوم السبت، أكد فيها أن تفشي فيروس كورونا يعتبر "أزمة هائلة" لا يمكن لأي دولة إدارتها بمفرده
وأضاف روحاني أن "مواجهة فيروس كورونا تتطلب إجراءات إقليمية ودولية مشتركة، ومكافحته تتطلب تأمين عشرات مليارات الدولارات وبنية اقتصادية قوية".
وأشار إلى أن "طهران تواجه مشكلات كبيرة في الوصول إلى السوق المالية الدولية وتأمين المتطلبات اللازمة لمكافحة كورونا"، لافتا إلى أن هذه العوائق "ناجمة عن العقوبات الأمريكية".
وأوضح أن "سياسة إضعاف البنية الاقتصادية والنظام الطبي في إيران وتقليص مواردها المالية في إدارة الأزمة الحالية، سيؤثر مباشرة على مكافحة الفيروس في باقي دول العالم".
وختم بالتشديد على ضرورة "مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الذي كشف عن وجهه القبيح اليوم أكثر من أي وقت مضى".
المصدر: RT
الرئيس الصيني يوجه رسالة لروحاني حول كورونا ويتعهد بتقديم "أكبر مساعدة ممكنة" لإيران
تعهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في رسالة وجهها لنظيره الإيراني، حسن روحاني، بتقديم "كل المساعدات الممكنة" لإيران في مكافحة فيروس كورونا المستجد "COVID-19".
تسجيل 97 حالة وفاة جديدة جراء فيروس كورونا في إيران خلال يوم واحد
ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية، أمس السبت، أن شي جين بينغ وجه مؤخرا رسالة لروحاني، حيث "أعرب له عن خالص تعازي الصين حكومة وشعبا" بضحايا انتشار فيروس كورونا.
وشدد شي جين بينغ، حسب الوكالة، على أن "الصين وإيران شريكان استراتيجيان كاملان، فيما تتميز العلاقات بين شعبيهما بصداقة تقليدية"، مشيرا إلى أن إيران قدمت "مساعدة ودعما نزيهين ووديين للصين في مكافحتها الوباء".
وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده عرضت على إيران دفعة من الأدوية الخاصة بمكافحة الفيروس، وأرسلت إلى الجمهورية الإسلامية مجموعة خبراء متطوعين في مجال الصحة لمساعدتها في التعامل مع هذا الوباء.
الرئيس الصيني يعزي إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية
وشدد شي جين بينغ على أن بلاده "مستعدة لتكثيف التعاون مع إيران لردع الوباء"، معربا عن قناعته بأن "الحكومة والشعب الإيرانيين سينتصران بلا شك في هذه المعركة ضد تفشي الفيروس".
وتشير المعطيات الرسمية الواردة خلال الأسابيع الماضية، إلى تراجع كبير في وتيرة انتشار فيروس كورونا المستجد في أراضي الصين، بينما تواجه دول عدة في العالم، خاصة إيران وإيطاليا وإسبانيا وكوريا الجنوبية، تفشيا متسارعا.
وحتى هذه اللحظة سجل في إيران 12729 مصابا بفيروس كورونا من النوع "COVID-19"، الذي ينحدر من مدينة ووهان الصينية، بما في ذلك 611 حالة وفاة.
المصدر: شينخوا + وكالات
التدخين والتوتر النفسي .. أبرز العوامل المؤثرة في طول العمر
كشفت نتائج دراسة علمية جديدة استمرت سنوات عديدة، في فنلاند عن العوامل التي تحدد متوسط العمر المتوقع للشخص .
وتفيد مجلة BMJ Open، بأن علماء المعهد الوطني الفنلندي للصحة والضمان الاجتماعي، أجروا خلال أعوام 1987-2007 دراسة بعنوان FINRISK، شارك فيها 38549 شخصا من الجنسين أعمارهم 25-74 سنة. وقد حلل الباحثون خلال هذه الدراسة مختلف العوامل المؤثرة في طول العمر-الأمراض المزمنة، العادات السيئة، الحالة النفسية والعاطفية، والإدمان الغذائي وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين استمروا في متابعة المشتركين في الدراسة إلى نهاية عام 2014.
وقد أظهرت نتائج الدراسة، أن متوسط العمر المتوقع لا يقل عن عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل المرتبطة بنوعية حياة الشخص، مثل التوتر النفسي الشديد.
وقد اتضح للباحثين أن العوامل الرئيسية المسببة لخفض متوسط طول العمر، هي التدخين الذي يخفض متوسط عمر الرجال بمعدل 6.6 سنة، والنساء بمعدل 5.5 سنة، يليه مرض السكري 6.5 سنة للرجال و5.3 سنة للنساء. كان الباحثون يتوقعون هذه النتائج، ولكنهم اعتقدوا أن الفرق بين الرجال والنساء سيكون أكبر، لأن متوسط طول عمر النساء أكبر بـ5 سنوات من الرجال. وجاء عامل التوتر النفسي بالمرتبة الثالثة، حيث أن الرجال الذين هم في حالة توتر نفسي دائم، ينخفض متوسط عمرهم المتوقع بمقدار 2.8 ، والنساء بمقدار 2.3 سنة.
كما بينت نتائج الدراسة، أن الخمول البدني يخفض متوسط عمر الرجال المتوقع بمقدار 2.4 سنة. ولكن هذه العلاقة لم تكتشف عند النساء. وهذا وفقا للباحثين يشير إلى أن نمط حياة النساء أكثر صحة. وأظهرت النتائج أن تناول الفواكه والخضروات يؤثر إيجابيا في متوسط طول العمر بنفس المقدار للجنسين- الفواكه 1.4 سنة والخضروات 0.9 سنة.
يقول تومي هاركونين، رئيس الفريق العلمي "كان متوسط العمر يقيم سابقا استنادا إلى العوامل الاجتماعية – الديموغرافية مثل العمر والجنس ومستوى التعليم. ولكن في دراستنا أردنا تحديد تأثير العوامل المختلفة في متوسط طول العمر المتوقع، لذلك تمكنا في النهاية من مقارنة تأثيرها".
والمثير للاهتمام في نتائج هذه الدراسة أن الباحثين لم يكتشفوا أي تأثير لمستوى التعليم في متوسط العمر المتوقع، في حين كانت الدراسات السابقة تكشف عن تأثيره الكبير.
اطباء صينيون يزفون هذه البشرى الى العالم
يرى العلماء أنه مع بداية الطقس الدافئ، سيختفي نشاط الفيروس التاجي تدريجيا.
وجد الأطباء الصينيون أن درجة الحرارة المثلى لانتشار وانتقال فيروس كورونا أعلى بقليل من الصفر والرطوبة 35-50٪.
توصل إلى هذا الاستنتاج مساعدو المختبر في جامعة سون يات صن، الذين يدرسون عدوى الفيروسات التاجية ويحاولون العثور على علاج فعال لها.
وفقًا لنتائج العلماء، يزداد خطر الإصابة بالعدوى في الربيع عدة مرات، ولكن بمجرد أن تتخطى أجهزة مقياس الحرارة درجة 8، سيضعف نشاط الفيروس، وعند 30 درجة فوق الصفر – سيتوقف خطر العامل المسبب للمرض، وفقا لصحيفة "إزفيستيا".
أكد الأطباء أن جميع حساباتهم تستند إلى دراسة أنواع أخرى من الفيروسات التاجية ومتوسط التأشيرات ولم يأخذوا بعين الاعتبار الخصائص الفردية للمصابين ووجود الأمراض المصاحبة وحالة المناعة.
ومع ذلك، فإن الاتجاه العام هو أنه مع الاحترار، سيتلاشى انتشار الفيروس التاجي، كما حدث بالفعل في الصين، حيث أعلنت السلطات نهاية الوباء، ينتشر الفيروس التاجي الآن في 120 دولة، حيث أصيب به أكثر من 135 ألف شخص، وتوفي حوالي خمسة آلاف مصاب حول العالم.
كم بيضة في اليوم؟
یخشى بعض الناس تناول البيض، نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون، لكن دراسة طبية حديثة، بددت هذه المخاوف، مؤكدة أن تناول البيض بشكل معتدل لا يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبحسب الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة "هارفارد" ونشرت في مجلة "BMJ"، فإن تناول بيضة واحدة في اليوم لا ينذر جسم الإنسان بأي مخاطر صحية.
وبحسب الصحيفة التي نشرت الدراسة، فإن تناول بيضة واحدة في اليوم، لا يزيد من عرضة الإنسان للإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية.
وظلت العلاقة بين البيض وأمراض القلب مثار جدل علمي كبير، طيلة العقود الماضية، وصدرت ثلاث دراسات مفصلة حول هذا الموضوع خلال الأشهر الـ12 الماضية.
واعتمدت الدراسة الجديدة على بيانات صحية لأكثر من 173 ألف امرأة وأزيد من 90 ألف رجل، ممن كانوا غير مصابين بالسكري أو السرطان وأمراض القلب، في بداية الدراسة.
وجرت مواكبة العادات الصحية لهؤلاء على مدى سنوات طويلة، وتم رصد عاداتهم الغذائية خلال فترة الدراسة، ثم أظهرت النتائج أنه لا علاقة بين استهلاك البيض بشكل معتدل والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى العكس من ذلك، أظهرت النتائج أن الاستهلاك المعتدل للبيض يعودُ بالنفع على الجسم وصحة القلب في بعض الأحيان
المصدر:العالم
بعد انتكاساته في إدلب.. إردوغان يواجه أعداءه في الداخلبعد انتكاساته في إدلب.. إردوغان يواجه أعداءه في الداخل
باحث علاقات دولية ومختصص بالشأن التركي
بعد انتكاساته في إدلب.. إردوغان يواجه أعداءه في الداخل
ستدفع كلّ هذه الاحتمالات إردوغان إلى التَّفكير ملياً قبل وضع استراتيجياته الجديدة وتطبيقها، بعد أن بات واضحاً أنّ الوضع الاقتصاديّ والماليّ والسياسيّ والأمنيّ والنفسيّ لم يعد يتحمَّل الكثير.
- انتكاسات إردوغان في إدلب وضعته أمام تحدّيات جدية داخل بلاده
بشيء من التّأخير، أعلن وزير الاقتصاد التركي السابق علي باباجان، الأربعاء (11-3-2020)، عن حزبه الجديد، وأسماه حزب "الديموقراطية والوثبة" (DEVA)، وهذه الأحرف الأربعة تعني بالعربية كلمة "الدواء" أيضاً. ربما قصد باباجان ذلك، وكأنَّه أراد أن يقول إنَّ حزبه هو الدّواء الشّافي لجميع مشاكل تركيا، وأهمّها الاقتصاديّة، الَّتي لم تكن موجودة عندما كان في السّلطة.
وفي حديثه خلال المؤتمر، وجَّه باباجان انتقادات عنيفة جداً إلى الرئيس التركي رجب إردوغان وسياساته الداخليّة والخارجيّة، وقال: "لو بقي إردوغان على نهجه الَّذي كان عليه قبل العام 2011، لما وصلت تركيا إلى ما وصلت إليه الآن في جميع المجالات".
وجاء حزب باباجان بعد إعلان رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو عن حزبه، حزب "المستقبل"، في 13 كانون الأول الماضي/ديسمبر، وكان موقفه أكثر شدةً وحدّةً ضد الرئيس إردوغان، مهدّداً إياه بالكشف عن كلّ ما يعرفه من أسرار السّياسة الداخليّة والخارجيّة، وخصوصاً في سوريا.
ومع انشغال الرأي العام الداخليّ بالقضايا السّاخنة في سوريا وليبيا، لم يحظَ حزبا داوود أوغلو وباباجان بالاهتمام الكافي من قبل الإعلام الحكوميّ والخاصّ، الذي يسيطر إردوغان على 80% منه. وتوقَّع آخر استطلاع للرأي لحزب داوود أوغلو أن يحصل على 3% مقابل 5% من أصوات الناخبين في حال إجراء الانتخابات البرلمانيّة الآن، وهي نسب مهمة ستنعكس سلباً على حزب العدالة والتنمية والرئيس إردوغان مباشرة.
وسيدفع هذا الاحتمال إردوغان إلى وضع العديد من الخطط لمواجهة الحزبين الجديدين بأساليبه الخاصَّة، بغياب الديموقراطية وسيطرته على جميع مؤسَّسات الدولة وأجهزتها ومرافقها، وأهمها الأمن والمخابرات والقضاء، وهي أسلحة إردوغان التقليدية في حربه على أعدائه، بل حتى منتقديه الَّذين يعترضون على سياساته في الداخل والخارج، وخصوصاً في سوريا، باعتبار أنها السبب الأساسيّ لمجمل مشاكل تركيا في الداخل والخارج.
ولهذا السَّبب، أراد أن تبقى سوريا الموضوع الأساسيّ في أجندة السّياسة التركية، حتى يبقى الشارع الشعبي منشغلاً بهذه القضيّة بكلّ انعكاساتها وتبعاتها الخطيرة التي شكا منها المواطن التركي طيلة السنوات التسعة الماضية من عمر الأزمة السورية، فعلى الرغم من سيطرة إردوغان على الإعلام، فقد أثبتت جميع استطلاعات الرأي أنَّ ما لا يقلّ عن 70% من الشعب التركي كان، وما يزال، ضدّ سياساته في سوريا، وخصوصاً بعد إرساله الجيش التركيّ إلى إدلب لحماية الإرهابيين، وفق رأي الشّارع التركيّ عموماً وقناعاته، وذلك لسببين:
أولاً، إنَّ إدلب مدينة سورية، وسوريا لم تفعل أيّ شيء ضد تركيا، كما قال الرئيس السوري بشار الأسد عشيَّة قمّة موسكو.
ثانياً، إنَّ الموجودين في إدلب إرهابيون، ويشكلون خطراً على تركيا التي صنّفت "جبهة النّصرة" رسمياً تنظيماً إرهابياً. ولهذا السَّبب، يتحجّج إردوغان بين الحين والحين بخطر الإرهابيين الكرد، ويقصد بهم وحدات حماية الشّعب الكردية السّورية، ناسياً أنَّهم غير موجودين في إدلب، ومتجاهلاً أنَّهم مدعومون من حليفه الأكبر ترامب.
وجاءت انتكاسات إردوغان في إدلب لتضعه أمام تحدّيات جدية في الداخل، بعد أن مُني بهزائم مماثلة في علاقاته مع الدول الأوروبية، بعد أن توعَّدها بالملايين من اللاجئين السوريين وغير السوريين، لأنها رفضت مساعدته في إدلب، وهو ما انعكس على استقبال ميركل وماكرون، كلّ على حدة، للجنرال خليفة حفتر؛ عدو إردوغان اللدود، في الوقت الَّذي كان يساوم مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل من أجل المزيد من المساعدات المالية، بعد أن فقد أمله من الدعم السياسي.
وكان لمقتل 59 من العساكر الأتراك في إدلب انعكاس سلبيّ على شعبية إردوغان، وخصوصاً بعد الحملة العنيفة التي تعرَّض لها من قبل المعارضة، بسبب المعاملة السيئة التي عومل بها في موسكو من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطاقمه، وبشكل مقصود.
واعتبرت المعارضة نتائج قمَّة موسكو هزيمة مدوية لسياسات إردوغان الَّذي هدَّد وتوعّد الرئيس الأسد وجيشه إذا استمرَّ في حصاره نقاط المراقبة التركية ورفض الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، وهو ما لم يتحقَّق بعد أن اضطرّ إلى الإعلان رسمياً في موسكو عن التزامه بوحدة الجمهورية العربية السورية وسيادتها، كما تعهد بمحاربة الإرهابيين مع روسيا، وأرسل عساكره من أجل ضمان حركة المرور في الطريق الدولي بين حلب واللاذقية، لتكون سوريا المستفيد، بل المنتصر الأكبر من اتفاق موسكو سواء تم تطبيقه بشكل كامل أو جزئي، فالجيش السوري لن يتأخَّر في تحرير إدلب حتى تتفرَّغ دمشق لشرق الفرات
ويبقى الرهان هنا على مفاجآت الرئيس إردوغان لمواجهة كلّ الاحتمالات، بما في ذلك التهرب من تطبيق اتفاق موسكو، وهو ما سيضعه أمام تحديات أخطر، ليس فقط في علاقاته مع روسيا وإيران وسوريا، بل أيضاً في حساباته الداخلية، فقد بات واضحاً أن الربيع سيحمل معه الكثير من تحركات أحزاب المعارضة القديمة والجديدة، ليكون همّ إردوغان الوحيد منعها من التنسيق والتعاون والعمل المشترك ضده، فمن دون هذا التنسيق والتعاون بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيّد وحزب الشّعوب الديموقراطي، وتوجّهاتها مختلفة، لن يكون سهلاً عليها تحقيق أيّ انتصار على إردوغان، وكما جرى في انتخابات إسطنبول والولايات العشرين الرئيسية التي فاز فيها مرشحو المعارضة في الانتخابات البلدية في آذار/مارس العام الماضي.
ويعرف الجميع أن إردوغان سيستنفر كلّ إمكانياته، ويلجأ إلى كل الطرق والأساليب لشقّ وحدة الصف بين أحزاب المعارضة، ولكن قبل ذلك سدّ الطريق أمام داوود أوغلو وعلي باباجان، المدعوم من الرئيس الأسبق عبدالله غول، لأنهما أخطر بكثير من أحزاب المعارضة السابقة، ما داموا ذوي تأثير مباشر في أعضاء حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه وأتباعه وأنصاره.
وأثبتت استطلاعات الرأي أنَّ شعبيّة هذا الحزب تراجعت إلى حوالى 32% مقابل 42,5% كان قد حصل عليها في انتخابات حزيران/يونيو 2018، كما أثبتت أنَّ إردوغان سيحصل على 44% من أصوات الناخبين في حال إجراء انتخابات الرئاسة الآن، مقابل 54,8% لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، مع الإشارة إلى أنَّ إردوغان كان قد حصل على تأييد 52,5% من الأصوات في انتخابات حزيران/يونيو 2018.
وستدفع كلّ هذه الاحتمالات إردوغان إلى التَّفكير ملياً قبل وضع استراتيجياته الجديدة وتطبيقها، بعد أن بات واضحاً أنّ الوضع الاقتصاديّ والماليّ والسياسيّ والأمنيّ والنفسيّ لم يعد يتحمَّل الكثير، ما قد يهدّد بانفجار أزمات أخطر باستمرار سياساته الحالية.
وفي هذه الحالة، إما يعود إلى التصعيد في سوريا من جديد، ليجد نفسه في وضع صعب جداً، وإما يتفرغ لأعدائه في الداخل، وسلاحهم الأهمّ ضدّه هو سياساته الفاشلة والخطيرة في سوريا، على حدّ قول زعماء المعارضة وعدد كبير من الوزراء والجنرالات والدبلوماسيين السابقين، وهم يحمّلون جميعاً إردوغان مسؤولية كلّ ما تعانيه تركيا على صعيد السياسة الخارجية التي انتهجها بعد ما يُسمى بالربيع العربي، متوقعاً لهذا الربيع أن يساعده على إحياء ذكريات وأحلام الخلافة والسلطنة العثمانية بمضامين إخوانية أثبتت فشلها، ليس بحسب رأي المعارضة فحسب، بل أيضاً وفق تحليلات الصّحافيين الَّذين وضعوا في السجون لأنهم كشفوا خفايا التورط التركي في سوريا وأسراره فقط.
المصدر : الميادين نت
انتخابات نيابية مبكرة.. المحطة الثانية بقطار الحراك الجزائري (تحليل(
حسْم الرئيس الجزائري في حل البرلمان واجراء انتخابات قبل نهاية 2020 رافقه جدل بشأن التوقيت وما إن كان سيتم قبل تعديل الدستور أو بعده
الجزائر/ عباس ميموني
لن يكمل البرلمان الجزائري عهدته التشريعية التي تنتهي قانونا في 2022، حيث حسم الرئيس عبد المجيد تبون خيار حل كافة المجالس المنتخبة وإجراء انتخابات تشريعية وبلدية مبكرة، قبل نهاية 2020.
ويأتي حل المجالس المنتخبة بعد الورشة السياسية الكبرى التي شرع فيها الرئيس تبون، منذ انتخابه في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والمتمثلة في تعديل "عميق" للدستور، يستهدف تغيير نمط الحكم.
ويتشكل البرلمان الجزائري باعتباره السلطة التشريعية من غرفتين: المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى)، ويضم 461 نائبا، ويسيطر عليه حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بأغلبية ساحقة بـ164 مقعدا.
أما الغرفة الثانية؛ فهي مجلس الأمة المرادف لمجلس الشيوخ، ويتشكل من 144 عضوا، ينتخب ثلثا أعضائه، عن طريق الاقتراع غير المباشر من المنتخبين المحليين، بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث الآخر، وعددهم 48 عضوا.
وبعكس المجلس الشعبي الوطني الذي ينتخب أعضاءه كل خمس سنوات في الانتخابات التشريعية، تدوم العهدة النيابة لعضو مجلس الأمة ست سنوات.
ويسيطر حزبا جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه بوتفليقة ويتواجد أمينه العام محمد جميعي في السجن بتهم جزائية، والتجمع الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيى المسجون بقضايا فساد، على الأغلبية البرلمانية، وكلاهما داعم قوي للسلطة التنفيذية.
** دوافع الحل
يملك الرئيس الجزائري صلاحية حل البرلمان، وفق الدستور، وإجراء انتخابات مبكرة.
وبعد تردد استمر لأسابيع، أعلن تبون، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، بثت أواخر فبراير/ شباط الماضي، أن إجراء انتخابات تشريعية ومحلية، ستتم "قبل نهاية السنة الجارية".
وألمح إلى أن قرار حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة هدفه تجديد الحياة السياسية، بناء على ما سيتضمنه الدستور الذي ستعده هيئة خبراء تم تنصيبها في 08 يناير/ كانون ثان الماضي.
واعتبر تبون أن المجالس المنتخبة لا زالت تعاني من رواسب "المال الفاسد"، "وسوء استغلال النفوذ"، مشيرا إلى أنها مبررات كافية للذهاب إلى تركيبة نيابية جديدة مشكلة في أغلبها من "الشباب والمثقفين".
وإلى جانب المبررات المرتبطة بتغيير نمط الحكم وأخلاقيات الحياة السياسية، بناء على ضوابط دستورية جديدة وصارمة، تطرح أسباب أخرى تتعلق بالاستياء الشعبي من أداء السلطة التشريعية خلال فترة حكم بوتفليقة.
ويحمّل الشارع الجزائري حزبي جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، جزءا كبيرا من مسؤولية الانتكاسة السياسية التي عرفتها البلاد بالسنوات الماضية، بسبب الدعم المطلق للسلطة الحاكمة، وتمرير كافة القوانين التي اقترحتها.
وتفاقم الاستياء الشعبي من أداء البرلمان مع الحراك الشعبي، خاصة بعد وصول طلبات من وزارة العدل برفع الحصانة البرلمانية عن العديد من النواب بسبب شبهات الفساد.
وقال المكلف بمهمة متابعة تعديل الدستور، بالرئاسة الجزائرية محمد لعقاب، في تصريحات إعلامية قبل أيام، إن "حل المجالس المنتخبة مطلب شعبي عبر عنه الحراك، ورئيس الجمهورية قال إنه ملتزم بتطبيق مطالب الحراك مائة بالمائة".
وأضاف أنّ حل البرلمان "لن يكون فعلا تعسفيا من قبل الرئيس، وإنما نتيجة منطقية لما سيحمله الدستور المقبل، بشأن تنظيم السلطات".
** قبل التعديل أم بعده؟
حسم الرئيس الجزائري في حل البرلمان رافقه جدل بشأن التوقيت، وما إن كان سيتم قبل تعديل الدستور أو بعده.
لخضر بن خلاف، النائب البرلماني عن تحالف "النهضة والعدالة والبناء (تكتل إسلامي) يرى بضرورة حل البرلمان قبل تعديل الدستور.
وقال بن خلاف للأناضول: "طالبنا منذ 2017 بحل هذا البرلمان لأنه فاقد للشرعية، ووجد لخدمة العصابة (الدائرة القريبة من بوتفليقة)، ولا يمكن تمرير تعديل دستوري هام على برلمان فاقد للشرعية والمصداقية".
وسبق أن أعلن تبون تمرير مسودة تعديل الدستور على البرلمان، ثم عرضها على استفتاء شعبي، مبررا الخطوة "بالجانب البيداغوجي"، أي "كي يفهم المواطن من نقاشات النواب الجوانب السلبية والإيجابية في التعديلات المقترحة".
ودافع تبون عن الخطوة سابقا، قائلا: "لا يمكن حل البرلمان قبل تعديل الدستور، لأن الأخير سيحدد قواعد انتخابية جديدة والأدوار النيابية والرقابية".
واعتبر أنه من "غير المنطقي الذهاب إلى انتخابات مسبقة، والدستور لم يفصل في دور المنتخبين وقانون الانتخابات"، مضيفا أن "نفس الأسباب ستؤدي إلى نفس النتائج".
من جانبه، يرى عضو مجلس الأمة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عبد الحليم لطرش، أنه "من الضروري تعديل قانون الانتخابات الحالي قبل الذهاب إلى انتخابات تشريعية، حتى لا تتكرر نفس الأخطاء".
وقال لطرش للأناضول إن "حل البرلمان توجه لا مفر منه"، بالنظر إلى برنامج الرئيس وخطة عمله الهادفة لتعديل دستوري عميق.
وفي هذه الحالة، سيتولى البرلمان الحالي، رغم الجدل بشأنه مهمة مناقشة التعديل الدستوري، والمصادقة على قانون انتخابات جديد، علما أنه تولى تمرير قوانين مصيرية في سبتمبر/ أيلول الماضي، خاصة قانوني هيئة الانتخابات والمحروقات أواخر 2019.
** أي برلمان للجزائر الجديدة؟
أمام حسم الرئاسة في الذهاب نحو تركيبة برلمانية جديدة، عبر انتخابات مبكرة، تبدو الصورة قاتمة بشأن شكل هذه التركيبة خاصة ما يتعلق بالانتماءات السياسية.
وما يزيد الغموض هو أن تبون فاز في الرئاسيات الأخيرة كمرشح مستقل (دون انتماء سياسي)، رغم شغله عضوية اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا).
وفي السياق، يتوقع السيناتور عبد الحليم لطرش أن يطغى على البرلمان المقبل، نواب من خارج الأحزاب التقليدية، أي من القوائم الحرة.
وقال للأناضول: "لحد الآن، لم تظهر طبقة سياسية جديدة بديلة للأحزاب الموجود منذ سنوات"، مضيفا: "سننتظر محتوى الدستور المقبل وقانون الانتخابات حتى تتضح الرؤية أكثر، لكن الاحتمال الأكبر هو بروز القوائم الحرة"
ويتوقع الصحفي المتخصص في الشأن النيابي جمال فنينش، أن الرئيس تبون لن يغامر بتنظيم انتخابات تشريعية، تفرز تشكيلية نيابية مفاجئة.
وقال فنينش للأناضول: "لا أتصور أن الرئيس سيذهب إلى تشريعيات مسبقة دون وجود توافق أوسع حول تمديد نظام المحاصصة المعمول به منذ 1997".
ونظام المحاصصة يعني توزيع المقاعد النيابية على الكتل والأحزاب السياسية بشكل مسبق وبطريقة توافقية غير معلنة، تفاديا لبروز أغلبية برلمانية معارضة لرئيس البلاد.
وأضاف فنينش: "النظام يملك القدرة على الصمود وتجاوز التناقضات ولذلك من غير المستبعد خلق برلمان جديد بنظام محاصصة، مع تزيينه بمعتدلين من الحراك وإبعاد وجوه النظام السابق".
المصدر:المیادین
السيد نصر الله: إمكاناتنا بالتصرّف لمواجهة "كورونا" وعلينا خوض المعركة بروحية من يريد أن ينتصر
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول إن مكافحة فيروس كورونا أشبه ما تكون بالمعركة التي تتطلب تحمّل المسؤولية والابتعاد عن التسييس وتصفية الحسابات، واعتماد مبدأ التكافل الاجتماعي، طالباً من المصارف اللبنانية المبادرة والمساعدة بالمال، ويصف ترامب بأنه "أكبر كذّاب" في تعاطيه مع الفيروس المستجد.
- السيد حسن نصر الله: نطلب من المصارف مساعدة اللبنانيين في معركة "الكورونا"
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إن العالم يخوض معركة ضد هدف لا يزال مجهولاً في أغلب جوانبه "وتهديده واضح وكبير وواسع"، يتمثّل بفيروس كورونا، الأمر الذي يرتّب خيار "خوض المعركة بروحية من يريد أن ينتصر بهذه المعركة".
وأوضح السيد نصر الله أن المسؤولية بمواجهة الفيروس يجب أن تكون عامة وشاملة وغير مقتصرة على القطاع الصحّي، مضيفاً أن "كل من هو موجود على الأراضي اللبنانية شريك في المسؤولية وهناك وظائف مطلوبة من الجميع في هذه المعركة".
الحزب سيلتزم بالتدابير الوقائية حتى خلال مراسم تشييع الشهداء
وأشار إلى أن "المعركة ليست ظرفاً مناسبة لتصفية الحسابات والتسييس ولا للسجال ولا لتسجيل النقاط"، وهذا ما يتطلب "الابتعاد عن أي لغة تثير الأحقاد والضغائن والانقسامات، فالكورونا يجتاح الجميع ولا يعرف حدوداً"، والمعركة مع كورونا "هي معركة إنسانية بالكامل ويجب خوضها من هذا المنطلق".
وإذّ أكد الأمين العام لحزب الله على أهمية الصدق والشفافية في مواجهة الوباء، متمنياً على كل شخص يعتقد أنه أُصيب أو ظهرت عليه العوارض، أن يكون شفافاً وواضحاً، أوضح أن الوازع الديني "هو من أهم الدوافع للانتصار في هذه المعركة، كما حصل في معركة المقاومة"، مبيّناً أن الحزب سيلتزم بالتدابير الوقائية حتى خلال مراسم تشييع الشهداء، وسائر المراسم الدينية.
كل إمكانيات الحزب وطاقاته في تصرّف الحكومة ووزارة الصحة
وأثنى السيد نصر الله على جهود وزارة الصحة في لبنان، منوّهاً بشفافيتها منذ اليوم، وذلك على عكس الحكومتين البريطانية والأميركية اللتين لم تكونا شفافتين بشكلٍ كافٍ، واصفاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "أكبر كذّاب" في تعاطيه مع الفيروس المستجد.
وفي ما يتعلق بإيران، قال إن ترامب "يدّعي أنه يريد مساعدة إيران وهذا نفاق، لأن من يريد أن يساعد يرفع العقوبات في المجالات الطبية والصحية"، مؤكداً أن من نقاط "فخر المسؤولين الإيرانيين أنهم استمروا بمواجهة كورونا وأصيب بعضهم بهذا الوباء" في إشارة إلى مستشار السيد على خامنئي للشؤون الدولة علي أكبر ولايتي.
ودعا السيد نصر الله إلى الاهتمام بالكوادر الطبية لكونهم "في المقدمة ويتحملّون الضغط الكبير ولذلك كل الشكر لهؤلاء"، مضيفاً أنه من الواجب أن "نحّضر أنفسنا وبلدنا للأسوأ، وتحضير الأماكن والكادر في ما لو ذهبنا لما هو أوسع لا سمح الله".
ووضع الأمين العام لحزب الله "كل امكانيات الحزب وطاقاته في تصرف الحكومة ووزارة الصحة لخوض هذه المعركة التي يقودونها هم"، مشيراً إلى "ضرورة اعتماد التكافل الاجتماعي لا سيما في ما يتعلق بالتنّبه من الوقوع في الجوع أو الفقر نتيجة الإجراءات وإغلاق بعض المحال وعلى الناس أن تساعد بعضها البعض".
نطلب من المصارف مساعدة اللبنانيين في معركة "الكورونا"
وطلب السيد نصر الله من المصارف اللبنانية المبادرة ومساعدة اللبنانيين "بالمال في هذه المعركة، بل أنتم أول من يجب أن تمدوا يد العون للدولة وماليتها وللتكافل الاجتماعي".
وفي شأن آخر متصل بإجراءات الحكومة، قال الأمين العام لحزب الله إنه "لا مانع لدينا من مساعدة أي جهة خارجية للدولة اللبنانية ضمن الضوابط المعتمدة والشروط القانونية.. حتى لو كان من البنك الدولي".
نرفض أي قرض يشرط رفع الضريبة... ونرفض الخضوع للوصاية!
وأعلن السيد نصر الله رفضه لأي قرض "يشترط رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 15%" أو يشترط رفع الضرائب على الشرائح الفقيرة، مضيفاً أن الشروط المرتبطة بالإصلاح ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء والشفافية هي "شروط ممتازة طالبنا بها"، مبيّناً أن الحزب لم يمنع التعاون مع صندوق النقد الدولي أو غيره "وإنما نحن نرفض الخضوع للوصاية لأي جهة كانت".
ودعا المصارف اللبنانية إلى أن "تبادر وتتحمل المسؤولية بالمساعدة لمنع الانهيار المالي ولمواجهة كورونا"، مؤكداً أن مساهمة المصارف في لبنان "هو أحد الخيارات للمساعدة وتجنّب الانهيار".
ودان السيد نصر الله في ختام كلمته، "الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأميركي في العراق"، التي بدأت "تلاقي وستلاقي الأجوبة المناسبة من الشعب العراقي".
المصدر:المیادین