
emamian
هجوم صاروخي يستهدف قاعدة للتحالف الأمريكي والسفارة الأمريكية في بغداد
سقطت عدة صواريخ في محيط قاعدة عسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والسفارة الأمريكية الواقعة قربها في بغداد في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
أفاد بذلك مسؤولون أمريكيون لوكالتي أنباء "رويترز" و"فرانس برس" دون أن يوضحوا على الفور ما إذا كان الهجوم أدى إلى وقوع أضرار أو إصابات.
وذكرت "فرانس برس" أن مراسلها سمع دوي عدة انفجارات في العاصمة العراقية قرابة الساعة الثالثة والنصف فجر اليوم بالتوقيت المحلي، تبعتها أصوات تحليق طائرات في سماء المنطقة.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء مجمع السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة، وفقا لمصدر أمريكي ولدبلوماسي يقيم في منطقة قريبة.
ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم الصاروخي قرب السفارة الأمريكية، علما أن واشنطن تتهم الفصائل الشيعية المسلحة والمقربة من إيران بالوقوف خلف الضربات التي تستهدف جنودها ومقراتها.
وتعرضت السفارة الأمريكية في بغداد وقواعد تضم قوات أمريكية في العراق إلى 19 هجوما صاروخيا منذ نهاية أكتوبر الماضي، لا سيما بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني قرب مطار بغداد بضربة جوية أمريكية مطلع يناير الماض
لماذا أستيقظ متعبا؟ 5 أسباب
المصابون بالأرق يعانون من التعب والنعاس طوال اليوم (غيتي)
هناك أشخاص يستيقظون في الصباح وهم يشعرون بثقل كبير في الجسم، مع عدم وجود الحافز لأداء الأنشطة اليومية، ورغبة ضئيلة في مغادرة الفراش.
في كثير من الحالات حتى بعد النوم جيدا، لا يمكن لهؤلاء الشعور بالراحة في بداية اليوم. فما الأسباب التي تجعلك تنهض من السرير متعبا؟
1- الأرق
وفقا للكاتب خوان أرماندو كوربين -في التقرير الذي نشرته مجلة "بسيكلوخيا إي منتي" الإسبانية- يعاني حوالي 25% من الناس من الأرق، وهو اضطراب شائع جدا.
ويكمن الأرق في عدم القدرة على النوم أو النوم بشكل متقطع طوال الليل، مما يسبب مشاكل خطيرة لأداء الشخص اليومي.
كما يعاني المصابون بالأرق من التعب والنعاس طوال اليوم، فضلا عن العديد من الصعوبات عند القيام ببعض الأنشطة، على غرار العمل.
2- اضطرابات النوم الأخرى
يعاني بعض الناس من أنواع مختلفة من اضطرابات النوم التي تمنعهم من الراحة التي يحتاجها الجسم للاستمتاع بالرفاهية.
ويعتبر انقطاع النفس النومي (اختناق النوم) من أكثر الاضطرابات شيوعا، حيث يعاني المريض من توقف مؤقت للتنفس أثناء النوم.
وبالإضافة إلى أمراض النوم هذه، هناك اضطرابات أخرى يمكن أن تؤثر أيضا على كيفية الاستيقاظ صباحا.
3- القلق الليلي
بيّن الكاتب أن مشكلة القلق الليلي تعتبر من الظواهر التي يواجهها بعض الناس، وهو الإحساس غير السار الذي لا يقطع فيه العقل الاتصال ويتسبب في دخول الشخص في حلقة مفرغة يرغب فيها في النوم، لكن تظهر الأفكار السلبية مرارا وتكرارا لتعيق العقل عن النوم.
ويحتاج الجسم إلى النوم، لكن العقل لا يستطيع الاسترخاء، وإذا حاولنا أن ننام ونفكر في الأمر، فسيزداد الوضع سوءا.
4- عدم اتباع عادات جيدة تحفز النوم
جودة النوم تتعلق بالعادات والممارسات التي نؤديها قبل النوم وتؤثر إيجابا على طريقة نومنا.
وعلى سبيل المثال، إذا شاهدنا التلفزيون ليلا أو كانت لدينا وسادة غير مريحة، فستكون فرص انقطاع النوم مرتفعة.
في المقابل، هناك العديد من الممارسات الأخرى التي تؤثر بشكل إيجابي على طريقة نومنا، على غرار التمارين البدنية، واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب المنشطات، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الساعة نفسها.
5- الاكتئاب
أوضح الكاتب أن الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يمكن أن يجعل الشخص يواجه صعوبات عند الاستيقاظ من النوم.
وفي الواقع، غالبا ما يريد المصابون بالاكتئاب ملازمة الفراش، ويشعرون بالتعب والإرهاق معظم اليوم.
قائد الثورة: البكاء في مجالس الشهداء لا يدلّل على ضعف ومن مظاهر الإرادة
أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، اليوم السبت، أن ذرف الدموع في مجالس الشهداء لا يعتبر من مظاهر الضعف، وينم عن إرادة، وقال إن هذه الطريقة هي وسيلة للشعور بالعزة والقوة والشجاعة والبسالة.
قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي استقبل صباح يوم السبت وبمناسبة ذكرى مولود سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) جمعا كبيرا من مداحي وذاكري اهل البيت (ع).
وقال قائد الثورة، في كلمته أمام حشد كبير من منشدي اشعار أهل البيت عليهم السلام بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، إن مجالس تأبين الشهداء بهذه الصورة ايضا حيث ان مراسم تشييع جثامين الشهداء ومجالسهم وتكرار ذكر اسمائهم والبكاء علیهم تعد كذلك من بين الأساليب التي تصب في سياق الشعور بالعزة والكرامة والقوة والشجاعة.
وأردف بالقول: انكم لاحظتم ماذا حصل في مراسم تشييع شهيدنا العزيز مؤخرا بجميع ارجاء البلاد، وليس في بلدنا فحسب بل في خارجه ايضا اثناء تشييع جثامين الشهداء سليماني وابومهدي المهندس وصحبهما وأي حدث عظيم وقع وهو مايعني انه بالامكان توجيه مجلس العزاء صوب الهدف الذي رسمه أئمة أهل البيت عليهم السلام والذي يصب في حاجة المجتمع ايضا.
وقال قائد الثورة، خلال استقباله حشدا من المنشدين الدينيين، ان "حاجة بلدنا الهامّة اليوم هي أن يتسلّح شبابنا بأنواع الأسلحة النّاعمة أي القدرات الروحيّة والفكريّة. واحدة من عناصر مضاعفة قوّة البلاد هي أن نُسلّح شبابنا بسلاح التفكير الصحيح الذي يلوح في معارف أهل البيت "عليهم السلام".
واضاف، ان "مستقبل هذا البلد بأيدي الجيل الشّاب"، منوها انه "يجب أن يكون هذا الشّاب حديديّاً، وصلباً، وصاحب عزم وبصيرة لكي يُدرك ما عليه فعله والنّقطة التي يجب أن يصل إليها. هذا سلاح يصون المجتمع والنّظام الإسلامي؛ إذاً نحن بحاجة لمعارف أهل البيت "عليهم السلام".
واشار سماحته الى انه "رغم الحملة الاعلامية الغربية لارغام ايران على التراجع أمام أميركا الا أن الشعب بقي وسيبقى صامدا بفضل الله"./انتهى/
الاستهلاك كمرضٍ للأمَّة
أصبح المرء يلمس نوعاً جديداً من الطّبقات الاجتماعيّة، مُغايراً تماماً لما كنّا نعهده. وفي قمّة هرمها، توجد الطبقة الاستهلاكية بامتياز، المؤلّفة من نساءٍ ورجالٍ لا يفوتهم أيّ جديد في السوق.
- يتهافت الإنسان العربي على الاستهلاك يومياً
كدولٍ "سائِرةٍ في طريق النمو"، يعرف العالم العربي سقطةً نوعيةً في فخّ الاستهلاك. يستهلك هذا العالم مُنتجات مُختلفة، لا تُصنَع أغلبيّتها محلياً، ويُفضّلها المرء على كلِّ ما يُنتَج في ربوع بلاده.
وفي عالمٍ طغت عليه ثقافة ليبراليَّة رأسماليَّة لا يهمّها سوى الربح المادّي المَحْض، ولو على حساب صحّة الإنسان الجسديّة والعقليّة والنفسيّة وعلاقاته العائليّة والاجتماعيّة، أصبح الاستهلاك، منذ حركات التَّصنيع الأولى، نمط حياة قائماً بذاته، له خصوصيّاته ومقوّماته وميادينه المختلفة.
يرتبط الاستهلاك في وعي الناس ولاوعيهم بالرفاهية والخير والبركات، لكنَّه يُعدُّ في العُمق سجناً كبيراً يختاره المرء في بعض المرات طواعيةً، ويُفرَض عليه في الكثير من الأوقات بوسائل شتّى، عن طريق أدوات الدّعاية والتسويق للمُنتجات المختلفة، مما يحتاج إليه الإنسان وما لا يحتاجه أبداً، ولكنّه يقتنيه، على الرغم من ذلك، من أجل الاقتناء فقط.
وهنا تكمُن مشكلة الاستهلاك، وتتمثَّل في سَلْب الإنسان حريّته وإلحاقه بعالم البضائع، ليُصبح بضاعةً تُباع وتُشترى، تُستعمَل أو تُستغَلّ، وتُرمى أو تُهمَل في ركنٍ ما، ما لم تعد لها قيمة شرائيّة تسمح بأن تبقى موضِع اهتمام السوق.
يتهافت الإنسان العربي على الاستهلاك يومياً، من دون أن يعي أنَّ هذا العالم مبنيّ على أساس التلاعُب بالكرامة الإنسانيّة، بل احتقار مَلَكة الحُكم الطّبيعية فيه، واعتباره ساذِجاً، بل رضيعاً لا يملّ ولا يشبع من امتصاص كلّ ما يُنتَج ويُعرَض في أسواقه الشعبية وأزقَّة مدنه العتيقة والمحلات التجارية الفاخِرة في الأحياء "الراقية"، التي أصبحت أسواقاً قائمة بذاتها، يتنافس الكلّ على زيارتها ويتباهى بالتبضّع منها.
ما لا يعيه الكثيرون وهم يلجون هذه "الجوامِع الاستهلاكية الجديدة"، أنَّ منطق الاستهلاك، ولكي تتضخَّم أرباحه، يُراهِن على إغراق السوق العربية بأكبر كميّةٍ من البضائع المختلفة، وعلى تقديم الجديد دائماً، سواء على مستوى الطراز أو البضائع نفسها. وتكون النّتيجة حدوث حركة استهلاكيّة دائبة، حتى أصبح ما يهمّ الناس في قرارة أنفسهم، وخلال أحاديثهم، تبادُل الأخبار عن كلِ جديدٍ في السّوق وثمنه وطُرُق الوصول إليه.
لقد أصبح المرء يلمس نوعاً جديداً من الطّبقات الاجتماعيّة، مُغايراً تماماً لما كنّا نعهده. وفي قمّة هرمها، توجد الطبقة الاستهلاكية بامتياز، المؤلّفة من نساءٍ ورجالٍ لا يفوتهم أيّ جديد في السوق.
ولا يحقّ للمرء أن يسأل مَن لا يملك بالتأكيد ثمن ما يقتنيه من أين له ذلك! لأنَّ "المِلكية الخاصة" هي الآلهة الجديدة التي ابتدعتها الرأسمالية: "إنَّ الاقتناء والامتلاك والربح من الحقوق المُقدَّسة للفرد في المجتمع الصناعي. ولا يلعب إشكال مصدر هذا المُلْك أو ما إذا كان امتلاكه مرتبطاً بأية مسؤولية كانت، أيّ دور يُذكَر. والمبدأ الشائِع في هذا المجال هو: "ليس من حقّ أيّ أحد أن يسألني أين وكيف حصلت على ما أملكه أو ماذا أعمل به. إنَّ حقّي في هذا الإطار غير محدود ومُطلَق". (إريك فروم، الامتلاك أو الوجود، 1956).
ولا يقتصر الاستهلاك على البضائع التكنولوجيَّة، من هواتف محمولة وحواسيب وألعاب إلكترونية وأدوات منزلية وسيارات... بل يتعدّاه ليقتحم ثقافة الإنسان العربي الغذائيَّة، مع كلّ ما يترتَّب على ذلك من مشاكل صحّية ونتائج نفسيّة.
ولا يفوت مُتخصّص، لو مُبتدئ، وهو يُلاحظ وجوه المارّة في شوارعنا، أن ينتبه إلى انتشار الأمراض النفس-جسديّة لدينا، والتي يُسبِّب "الاستهلاك" المُعاصِر غالبيّتها العُظمى بما لا يدع مجالاً للشك، فالوجبات التي تُنعَت بـ"الخفيفة" هي في العُمق معامل كيماوية ملغومة بكلّ أسباب أمراض القلب والشرايين والجهاز الهضمي والتنفّسي، لأنّ نسبة السكّر والملح والدهنيات وكلّ الكيماويات التي تُحسّن الذوق مرتفعة فيها إلى درجةٍ عاليةٍ جداً.
لقد أصبحت عادات العربيّ الغذائية غريبة عن بيئته ومحيطه الطّبيعيّ، بل عرفت تغيّراً ملحوظاً، حتى في نظامها الزمني، سواء على مدار السّنة أو في اليوم الواحد.
ولم تنجُ الثّقافة العربيَّة من بَسْط منطق الاستهلاك جناحيه عليها، وسلبها ثيابها كعروسٍ فاتِنة، لينفرد بها في ركن وجوديّ لإنتاج ثقافة لا نجد منها سوى إسمها، فالمواسم الأصيلة التي كانت تعتَبر ركيزة ثقافية أساسية للمناطق والقبائل، وموعداً سنوياً مهماً، أصبحت "مهرجانات" يُراد منها خلق الحَدَث الثقافي الفريد في نوعه بمضامين غريبة كلّ الغرابة.
أما الثقافة التي تحاول وسائل الإعلام المرئية تمريرها وفرضها، فلا يفوت أيّ مُغفّل الانتباه إلى أنها تجرّه جرّاً إلى بحر الاستهلاك الأعمى، من خلال برامج ومُسابقات ترفيهية همّها الأساسي "تنويم" المشاهِد أو المُستَمِع مغناطيسياً في وَهْم عوالِم تُبهره وتوحي إليه بأنَّ باستطاعة أيٍّ كان أن يصبح نجماً في الغناء أو السينما أو الكتابة، ناهيك بـ"استعمار" الكثير من المحطّات التلفزية الأجنبية وأفلامها وبرامجها صالونات العرب، وطبعهم بما يطبع به المواطن الغربي كذلك، بـ"تلقينه" أنَّ عليه أن يكون "مُستهلِكاً جيداً"، بما أنه أضاع حقّه في أن يكون "مواطِناً جيداً"، أي مُنتقداً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المُزرية التي يعيشها.
المرض المعنيّ في هذا المقال، الناتج من الاستهلاك، يجد جذوره في التبعيّة العمياء لمنطق الاستهلاك وأساليب الحياة التي يفرضها، لهثاً في المقام الأول وراء المزيد من الاقتناء، من دون حاجة ضرورية للاستعمال.
وفي هذا السباق الذي لن يهدأ، لم يعد المرء يُميِّز بدقّةٍ بين أناه والبضاعة، فالإنسان لم يعد ما هو عليه، بل ما يملكه، لأنَّ عُمق الامتلاك الاستهلاكيّ يتمثّل بإحكام السيطرة على الآخرين، فباقتنائي شيئاً ما، أتوهَّم أنني أتحكَّم به، لأنه ملكي، وأتماهى مع فكرة امتلاكي له، إلى أن أصبح جزءاً منه أو يصبح جزءاً مني، حتى يظهر في السوق ما توهمني وسائل الدعاية الاستهلاكية بأنه أهمّ منه.
وهكذا، أدور بأناي حول الأشياء من دون توقّف. وخلال هذا الدوران، أضيّع ذاتي، وأصبح غريباً عن أناي وعن وجودي. وبهذا كلّه، تكون مقادير تهيئة شخصية مُكتئبة في مطبخ الاستهلاك قد توفّرت، بل أكثر من هذا، يصبح الإنسان العربي فأر تجارب لمُختبرات التصنيع الغربية، وأداة فعَّالة لإلهائه عن مشاكله الحقيقية، فالفردانية التي تغنَّت بها ثقافات التنوير الغربي أصبحت لدينا أنانية غير مقنعة، والحرية أصبحت فوضى، والالتزام السياسي بقضيةٍ ما أصبح تدجيناً مرناً مقابل بعض الدولارات لجحافل من الشباب العربي في مختلف أقطار العالم العربي لبثِّ الفتنة.
أصبح الاستهلاك، إذاً، سلاحاً ذا حدين، ينخر الشخصية العربية من الداخل، ويرميها في أحضان اضطرابات نفسية وجودية مختلفة، من مثل الخوف، القلق، عدم الثقة، الشكّ في كلّ شيء، بما فيها الذات، الاكتئاب الفردي والجماعي، والهلوَسات... وتسويق البضائع الغربية في الأسواق العربية، وبالتالي إبقاء العرب في تبعيّةٍ دائمةٍ للغرب على هذا المستوى.
ويتجلّى دَفْع العرب إلى المزيد من الاستهلاك في ميدانين آخرين، يتمثّلان في استهلاك ما تُنتجه الصّناعة الحربيّة الغربيّة، تحت الضغط المباشر لسياسات غربية نجحت في استمرار التّفرقة بين "الأشقاء" العرب وترهيب بعضهم من بعض، وافتعال نزاعات تنتهي بحروبٍ داميةٍ طويلة الأمَد في الدّول العربيّة، فكم اقتنى الحكّام العرب معدَّات حربية من الغرب، لا يُمكن أن تُستعمَل إلا بمُساعدة اختصاصيين غربيين أو هي معدَّات قديمة مُعرَّضة للصَدأ في صحارى بلداننا!
وأحدُ عوالِم الاستهلاك العمياء، وربما أخطرها على الإطلاق، لجوء مُترفي العرب إلى استهلاك إكسسوارات تكون قيمتها المادية كافية لبناء مدرسة أو مستشفى في مدينةٍ عربيةٍ ما. وفي هذا الإطار، يدخل اقتناء ساعات يدويّة بأثمانٍ خياليّة، أو مراحيض ذهبية بأكثر من مليون دولار، أو سيارات فارِهة...
ولا يقتصر هذا النوع من الاستهلاك على حكّام الإمارات والممالك العربيّة البتروليّة، بل يمتدُّ أيضاً إلى دول أقلّ ما يُقال عنها إنها فقيرة، من مثل شمال أفريقيا.
خُلاصة القول، ووفقاً لما سبق ذِكره، أنَّ الاستهلاك، كأداة لتطويع العالم العربيّ، هو سلاح فعَّال في يد الغرب، يستعمله من دون إعلان حربٍ شاملةٍ على العرب، ويمكن تأطيره في ما يُسمّى عبثاً "الحروب الناعِمة"، فتُسلَب من الإنسان العربي كلّ مقوّمات شخصيّته الأصلية والأصيلة، ويُلبَس عباءة الطاعة العمياء للغرب، ويُدفَع الحكّام العرب من خلاله، إما إلى التقاتُل في ما بينهم وإما إلى الإسراف في أموال شعوبهم التي اؤتمنوا عليها، بنيَّة صرفها لتأمين رفاهية هذه الشعوب، لا قهرها وحرمانها من أسُس الحياة الكريمة.
إنَّنا ندعو إلى مُقاطعة المُنتجات الإسرائيليَّة، مهما كان نوعها، كما ندعو إلى مُقاطعة البضائع الغربية، جملةً وتفصيلاً، وهي الوسيلة الوحيدة لنا لنشفى من أمراضنا ونستعيد حريّتنا وكرامتنا من الغرب نفسه، ومِمَّن نصَّبهم بالقوَّة حكّاماً علينا.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الميادين وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
المصدر : الميادين نت
الإرهاب بأشكاله كافَّة.. من بيشاور إلى إدلب
يعتقد إردوغان أنَّ التوتر مع سوريا سيساعده على شحن المشاعر القوميّة، ليواجه بذلك الضّغوط التي يتعرَّض لها داخلياً من قبل أحزاب المعارضة، بعد أن ضيَّقت الخناق عليه في أمور كثيرة، أهمها تحالفه السابق مع الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا.
- القوات التركية في إدلب
بعد الرّسائل التي وجّهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر زيارته "الاستفزازية" الأخيرة إلى كييف، والتي أزعجت رفيق دربه من وإلى أستانا وسوتشي، لم يعد أمامه سوى خيار واحد، وهو تحدّي روسيا في سوريا، وهذه المرة عبر الأسلحة التي يملكها في الداخل السوريّ، وأهمها مسلّحو النصرة، وهم إرهابيون وفق تصنيف الدولة التركية، وبالتالي عشرات الآلاف أيضاً من مسلّحي ما يُسمى بالجيش الوطني السوري المعارض.
ويعرف الجميع أن لا فرق بين هؤلاء وبين مسلَّحي النصرة أو داعش في الخطوط العريضة، وهم الذّراع التركيّة المسلّحة في سوريا، ويضعون إشارات العلم التركيّ على صدورهم.
لم يهمل الرئيس إردوغان حليفه الاستراتيجيّ؛ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الَّذي أرسل منسّقه للشؤون السورية، جيمس جيفري، إلى أنقرة ليعزي الشعب التركيّ، ولحق به وزير الدفاع خلوصي آكار، فدعا أميركا والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى دعم بلاده في قضية إدلب، ناسياً أنَّ هذه الأطراف كانت حتى قبل أيام قليلة عدوةً للأمة والدولة التركية، وما زالت، باعتبار أنها تدعم وحدات حماية الشّعب الكردية، وهي "مجموعات إرهابية"، وفق تصنيف الدولة التركية، التي أدخلت جيشها إلى شرق الفرات للقضاء عليها أو التخلّص منها.
ولم يمنع هذا التناقض المسؤولين الأميركيين من الإعلان عن تأييدهم، إعلامياً فقط، للحليف التركي في إدلب، وهم ينسون أو يتناسون أن الحرب السورية تستهدف مسلّحي النصرة وفصائل حليفة لها، وهم مجموعات إرهابية، وفق تصنيف أميركا والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وتحولوا جميعاً إلى حلفاء تركيا، وفقاً للإعلام الموالي لإردوغان، الذي عاد إلى لهجته التقليدية في الهجوم العنيف ضد روسيا، وكأنّ التاريخ يكرّر نفسه، لتعود تركيا إلى "حبيبها الأوَّل"، كما كانت في الخمسينيات.
آنذاك، انضمَّت أنقرة إلى الحلف الأطلسي وحلف بغداد، وحشدت قواتها على الحدود مع سوريا، وزرعت مليون لغم فيها، واعترفت قبل ذلك بـ"إسرائيل"، وتحالفت معها بالتنسيق مع الشاه الَّذي لم يعد موجوداً، وحلّ مكانه نظام إسلاميّ يقف بشكل مطلق إلى جانب سوريا وحزب الله، وهو الحساب الأهم، وربما الوحيد، بالنسبة إلى كل قوى الشر في سوريا والمنطقة والعالم.
وهنا، تبدأ بعض الأوساط حديثها عن سيناريوهات مثيرة محتملة وضعتها واشنطن لتحقيق المصالحة بين أنقرة وتل أبيب، كما فعل الرئيس أوباما في حزيران/يونيو 2015. ويتوقّع آخرون وساطة أميركية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني وذراعه السوري ووحدات حماية الشعب، ليسدّ ذلك الطريق على احتمالات المصالحة الكردية مع دمشق، التي يعرف الجميع أنها لن تستطيع التفرّغ لشرق الفرات، سلباً أو إيجاباً، إلا بعد حلِّ أزمة إدلب بشكل نهائيّ.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، أثبتت الأحداث أن جميع الطرقات كانت، وما زالت، تؤدي إلى إدلب، وهو حال بيشاور (تعني المدينة الحدودية) الباكستانية سابقاً، إذ كانت معقلاً لطالبان والقاعدة وجميع فصائل المجاهدين الذين قاتلوا الاحتلال السوفياتي أولاً، ومن بعده قاتلوا بعضهم البعض، بإشراف عميل جهاز المخابرات الأميركية، روبرت جيتس، الذي أصبح في ما بعد رئيساً لهذا الجهاز (1991-1993)، ومن بعده وزيراً للدفاع في عهد أوباما (2006-2011).
لا يعني ذلك أنَّ واشنطن التي هدَّدت الرئيس إردوغان وتوعَّدته في مناسبات عدة، ستكون إلى جانب أنقرة بالمطلق، ومن دون مقابل. هذا إذا ما تجاهلنا احتمالات أن يفكّر الرئيس ترامب في توريطها بمزيد من القضايا المعقَّدة في سوريا والمنطقة، وإذا لم ترضخ لشروطه في موضوع منظومة "أس – 400"، التي إن لم يتمّ نصبها وتشغيلها، فسوف تكون كافية لنسف مجمل العلاقات الروسية التركية، نظراً إلى انعكاسات ذلك على العمل المشترك في سوريا.
وسيغيّر ذلك قواعد اللعبة الإقليمية بشكل تام بالنسبة إلى الجميع، بمن فيهم الرئيس إردوغان، الَّذي قد يرى في كلّ هذه المعطيات فرصته الثمينة حتى يستمرّ في مقولاته ومواقفه التّصعيديّة في سوريا، ليضمن لنفسه البقاء في السلطة بشكل أو بآخر.
ويعتقد إردوغان أنَّ التوتر مع سوريا سيساعده على شحن المشاعر القوميّة، ليواجه بذلك الضّغوط التي يتعرَّض لها داخلياً من قبل أحزاب المعارضة، بعد أن ضيَّقت الخناق عليه في أمور كثيرة، أهمها تحالفه السابق مع الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا.
كما استغلَّ، وما زال، مقتل الجنود الأتراك قرب إدلب، وقرار البرلمان السّوري الأخير في ما يتعلَّق بالإبادة الأرمنيّة في العهد العثمانيّ، للحدّ من حملات المعارضة ضدَّه، التي كانت تقول دائماً إنَّ الدولة السورية والرئيس الأسد لم يفعلا أيّ شيء ضد الدولة والأمة التركية، على الرغم من كلّ ما قام به إردوغان في سوريا.
وتُحمِّل المعارضة الرئيس إردوغان أيضاً مسؤوليّة الوضع الحالي في سوريا عموماً، بعد إصراره على حماية مسلّحي النصرة في إدلب، التي لا يخفي الشارع الشّعبيّ التركيّ قلقه من تطوّراتها المحتملة، ما دام الإرهابيون فيها يشكّلون خطراً على تركيا، وقد تحوّلت المدينة إلى بيشاور جديدة بسبب سياسات أنقرة.
يبقى هناك العديد من الأسئلة الّتي يطرحها الجميع، ومنها: هل يستطيع الجيش التركيّ مواجهة الجيش السّوريّ مباشرة ما دام الأخير مدعوماً جواً من الروس، وبراً من إيران، وأثبت أنه قويّ بما يكفي، بعد أن صمد 8 سنوات في وجه أكبر مؤامرة إقليمية ودولية لم يشهد التاريخ الإنساني بأكمله مثلها؟
وهل ستستمرّ تركيا في إعطاء الفصائل المسلَّحة في إدلب وجوارها أسلحة متطوّرة تساعدها على مواجهة الطّيران الحربيّ السوريّ والروسيّ والدبابات السّورية؟ وإلى متى؟ ولماذا تستمرّ في حشد قوات كبيرة جداً داخل الأراضي السورية ما دام الجيش السوري يقوم بعملياته الحربية فيها، وخصوصاً أن الرئيس إردوغان أكَّد أكثر من مرة أنه مع وحدة ترابها وسيادة الدولة السورية على كامل هذا التراب؟
هل سيغامر إردوغان ويدخل في مواجهات مباشرة مع روسيا في سوريا، بعد المعلومات التي تحدَّثت عن موقف روسيّ عنيد يؤيّد عمليات الجيش السوريّ بشكل مطلق لحسم مشكلة إدلب حتى النهاية، مهما كان ثمن ذلك؟
وفي نقطة الصّفر التي ستعني دخول الجيش السّوري إدلب، بعد تحرير حارم وجسر الشغور (ربما من دون قتال)، ماذا ستفعل أنقرة بآلاف الإرهابيين الأجانب الَّذين سيهربون باتجاه تركيا التي تبعد عن إدلب عدة كيلومترات، كما كان المجاهدون الأفغان يهربون إلى بيشاور؟
وبعد حسم إدلب (بالحرب أو الاتفاق)، وفق بنود اتفاقيَّة سوتشي، هل يفكّر الرئيس إردوغان في موقف جديد وفق تفاهمات أستانا الهادفة إلى الحلِّ النهائي للأزمة السورية، أو أنه سيستمرّ في رهاناته الخاسرة مع استمرار الموقف الروسيّ العنيد، بحسب تصريحات السفير الروسي في أنقرة، أليكسي يارخوف، الذي قال: "لم تلتزم أنقرة بتعهّداتها في سوتشي، واستمرّ الإرهابيون في عملياتهم الإرهابية التي استهدفت الأهداف العسكرية والمدنية السورية، فنفد صبر الجيش السوري، وقرَّر استرجاع كلّ شبر من أراضيه، فالجيش السوري يحارب داخل أراضيه، ومن أجل شعبه، ليعيش بسلام وأمان، كما عاش أجداده هناك منذ آلاف السّنين، ولا يمكن لأيِّ قوة أن تجبره على التراجع عن موقفه وإرادته هذه، وهو مستمر في عملياته حتى النهاية".
وأخيراً، هل سيقنع الرئيس بوتين صديقه إردوغان أو يجبره على الخروج من غرب الفرات وشرقه، بعد أن سمح له بدخولهما، فنشر قواته ووظَّف عشرات الآلاف من المسلّحين والمدنيين فيهما، خدمةً لأفكاره ومشاريعه العقائدية والاستراتيجية التي ستسقط بسقوط إدلب بالسّلاح، كما سقطت إسطنبول وأنقرة بالديموقراطية؟ وكيف؟
المصدر : الميادين نت
بمناسبة اربعينية شهداء المقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ صدق الله العليّ العظيم
تتحدَّثُ الآيةُ الكريمةُ عن المقامِ الذي يُعطيه اللهُ عزَّ وجلَّ لمَنْ يُقتلُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُبيِّنَةً أنَّه المكانُ الذي يتحقَّقُ فيه الرضى له، والرضى حالةٌ تستقرُّ لها النفسُ وتطمئنُّ، وهكذا حالُ الشهداءِ في سبيلِ اللهِ، فإنَّ المقامَ الذي يصلونَ إليه يَجعلُهم يعيشونَ حالةَ الاستقرارِ النفسيِّ والمعنويِّ، وهذا جزءٌ مِنَ الرزقِ الحَسَنِ الإلهيِّ لهم.
ومن يصلُ إلى مقامِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ يُحقِّقْ نصراً خاصّاً نابعاً من العزمِ والإرادةِ الموصِلَين له إلى تسجيلِ الانتصارِ على النفسِ الأمَّارةِ أولاً، ويتحدَّثُ الإمامُ الخمينيُّ (قدّس سره) عن ذلك، فيقولُ (قدّس سره): «أيُّها الشهداءُ، إنّكم شهودُ صدقٍ والمذكورونَ بالعزمِ والإرادةِ الثابتةِ الفولاذيةِ لخيرِ عبادِ اللهِ المخلصين، الذين سجّلوا بدمائِهم وأرواحِهم أصدقَ وأسمى مراتبِ العبوديةِ والانقيادِ إلى المقامِ الأقدسِ للحقِّ جلَّ وعلا، وجسَّدوا في ميدانِ الجهادِ الأكبرِ مع النفسِ والجهادِ الأصغرِ مع العدوِّ، حقيقةَ انتصارِ الدمِ على السيفِ وغلبةِ إرادةِ الإنسانِ على وساوسِ الشيطانِ».
والإنسانُ يعجزُ عن وصفِ هذا المقامِ، ولذا يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قدّس سره) مبيِّناً ذلك: «نحن والكتّاب والخطباء والبلغاء؛ إذا أرَدْنا إحصاءَ قيمةِ وأجرِ عملِ الشهداءِ والمجاهدينَ في سبيلِ اللهِ وتضحياتِهم وسعةِ نتائجِ شهادتِهم، لا بدَّ من أنْ نعترفَ بالعجزِ، فما بالُنا إذا أرَدْنا إحصاءَ المراتبِ المعنويةِ والمسائلِ الإنسانيةِ والإلهيةِ المرتبطةِ بالشهادةِ، هنالك العجزُ والتواني بلا ريب».
وهذه البشارةُ بمقامِ الرضى هذا، يصلُ للشهيدِ وهو في هذه الدنيا، ولذا تكونُ خاتمةُ الشهادةِ بابتسامةٍ منه، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه) مُبيِّناً تلك الحالةَ التي يصلُ إليها الشهيدُ «عندما يهوي الشهيدُ من مركبِه في ميدانِ القتالِ، قبل أنْ يصلَ بدنُه إلى الأرضِ، تحتضنُه الملائكةُ. وأيُّ نعمةٍ أكبرُ من هذه؟ عندما لاحظتُ هذه الروايةَ، تصوّرتُ أنَّها تشمَلُ حتى لحظاتِ قبلَ الموتِ للشهيدِ؛ الشهيدُ الذي أُطلِقَ عليه الرّصاصُ أو أُصيبَ بالشظايا وقبل أنْ يصلَ بدنُه إلى الأرضِ، إنَّه لا يزالُ في هذه الدنيا ويرى تلك النعمةَ. نعم، في هذه اللحظاتِ التي يذرفُ الإنسانُ دموعَ الحسرةِ وينظرُ خلفَه بالحسراتِ، ينظرُ الشهيدُ أمامَه بنظراتٍ ملؤها الابتسامة».
ولذا، كانَ طلبُ الشهادةِ أمراً ممدوحاً، وهذا ما كانت عليه سيرةُ الأئمةِ (عليهم السلام) ولا سيّما أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام)، ففي ختامِ كتابِه لمالكِ الأشترِ لمّا ولاّه على مصرَ: «... وأنا أسألُ اللهَ بسعةِ رحمتِه وعظيمِ مواهبِه وقدرتِه على إعطاءِ كلِّ رغبة... أن يختمَ لي ولكَ بالسعادةِ والشهادةِ».
ويتحدَّثُ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) أيضاً عن حالةِ توطينِ النفسِ على الشهادةِ، فيقولُ: «فواللهِ، لولا طمعي عندَ لقاءِ عدوّي في الشهادةِ، وتوطيني نفسي عند ذلك، لأحببتُ ألّا أبقى مع هؤلاءِ يوماً واحداً».
وهكذا كان الشهداءُ القادةُ من عشّاقِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ، وكانوا يطلبونَها دائماً إلى أن أكرمَهم اللهُ عزَّ وجلَّ بها.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
مواجهة “صفقة القرن” تتصاعد على الساحة الفلسطينية والعدو يخاف الأسوأ
المواجهات اليومية الشاملة في الضفة والقدس اصبحت عنوان مرحلة ما بعد الاعلان عن صفقة القرن جراء الغضب الفلسطيني، ولكن الجديد دخول العمليات البطولية من اطلاق نار ودهس الى ساحة المواجهة مع الاحتلال الذي يبدو انه دخل في مأزق متصاعد.
فالعمليات والهجمات تبدو في وتيرة تصعيدية وهذا الامر هو المطلوب بمواجهة صفقة ترامب – نتنياهو وهي العمليات التي ستضع حدا للعجرفة الاميركية الصهيونية والانتهاكات بحق الفلسطينيين وتكرس الثبات على الحقوق مهما كانت المخططات ضد فلسطين واهلها، ورغم سقوط شهداء واصابات من شعب تعود على التضحيات ليؤكد تمسكه بوطنه وحقوقه ومقدساته.
المواجهة مع صفقة القرن بدأت تاخذ اشكالا عدة، ومعالم الرفض تبدّت ابتداء من التظاهرات في اكثر من ساحة في دول العالم، مرورا بالتظاهرات في الارض المحتلة ووصولا الى المواجهات من غزة الى الضفة واخيرا في العمليات البطولية المتنوعة التي تمثلت في عمليات اطلاق نار في مناطق مختلفة طالت جنود العدو اليوم في تكرر للمشهد وتصعيد للمواجهة والاحتكاك مع العدو من القدس الى رام الله الى البيرة والخليل وغيرها مما ينبئ بما هو اكبر ولتضاف تلك العمليات والمواجهات الى عملية الدهس البطولية التي وقعت اليوم.
هذه التطورات المتسارعة دفعت رئيس وزراء العدو الى الغاء خطاب كان مقررا والى الاتجاه لعقد مشاورات امنية لمواجهة المستجدات.
صفعة كبيرة تلقاها كيان الاحتلال في عملية الدهس التي نفذها فلسطيني ضد جنود من لواء غولاني وردود الفعل في الاوساط الصهيونية عكست صدمة الاحتلال واشارت الى التخوف من تصعيد كبير ، وحذر المعلقون الصهاينة من عملية “محاكاة” متكررة للعملية وان تشجع هذه العمليات فلسطينيين آخرين على شن هجمات شبيهة.
يقول المحلل العسكري الصهيوني يوسي يهوشوع في هذا الاطار “علينا ان نحذر من عمليات المحاكاة لان كل عملية تنجح تشجع الاخرين “.
توقُّع الاسوأ عكَسه ايضا كلام المحلل العسكري الصهيوني تال ليف رام الذي قال “ربما تتدحرج الامور لما هو اوسع وعلينا الاستعداد لهذا الامر”.
واكدت الاوساط الصهيونية ان مستوى الجرأة لدى الفلسطينيين يرتفع وان “علينا اخماد النار واحتواء الوضع” في ظل وجود جبهات مقلقة اخرى مثل غزة والشمال.
القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان أكد للمنار على أهميةِ عمليةِ القدس معتبراً انها جاءت في سياق الرد الطبيعي على الانتهاكات اليومية وللردّ على ما يسمى صفقةَ القرن ليؤكد الشعب الفلسطيني من خلال العمليات والثورة الشعبية ان الرد الحقيقي هو باستمرار هذه المقاومة.
وقد أكدت حركة الجهاد الاسلامي ان عملية الدهس التي نُفذت في القدس والتي أدت لإصابة 16 جندياً اسرائيلياً ستشكل بداية مواجهة جديدة تحمل عنوان التصدي لخطة ترامب “الصفقة”، وحماية المقدسات .
قائد الحرس الثوري الايراني يتوعد بضرب الأميركيين والصهاينة إن ارتكبوا أي خطأ
توعد القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي بضرب الاميركيين والصهاينة إن ارتكبوا أي خطأ ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. وخلال مراسم اربعينية الشهيد قاسم سليماني ورفاقه والتي اقيمت مساء الخميس في مصلى “الامام الخميني (رض)” بالعاصمة طهران، أشار اللواء سلامي إلى تصريحات مسؤول صهيوني بأنهم يتقاسمون العمل مع الاميركيين لضرب الايرانيين في سوريا والعراق، قائلاً “إننا نقول لهم بأنكم مخطئون كما هو ديدنكم على الدوام. نقول لكم كلاما سيكون مترافقا مع العمل؛ إن ارتكبتم اي خطأ سنضربكما معا”.
واضاف “لقد قلنا لهم مرارا لا تعولوا على اميركا ، لأنها إما تصل متأخرة وإما لا تصل ابداً، وان اردتم (الصهاينة) أن تعولوا عليها فعلكيم النظر الى البحر بالتأكيد لأنه سيكون النقطة النهائية لسكناكم”. وأكد سلامي أن “دماء الشهيد سليماني كانت الثمن لأمن واستقرار الشعب” قائلاً إنه “حينما دخل سليماني ساحة الحرب ضد الصهاينة كان الفلسطينيون يحاربون بالحجارة، ولقد عمل بحيث اصبحت غزة والضفة الغربية ساحة لاشتعال النيران ضد الصهاينة ، واضطروا لأن يبنوا جداراً حول انفسهم”. واضاف، “لقد كان سليماني حاضرا في ساحة القتال في لبنان في مواجهة الصهاينة مباشرة”. واكد القائد العام للحرس الثوري أن “سليماني احبط مخطط الأميركيين لايجاد الشرق الأوسط الجديد”.
واشار اللواء سلامي الى الخصال التي كان يتمتع بها سليماني “إذ كان تجسيدا حيا للآية الكريمة “محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم” ولم يعط ظهره للعدو مطلقا ولكنه في الوقت نفسه كان متواضعاً لاخوانه المؤمنين في كل مكان”. واضاف أنه “ارتدى بذلة الجهاد 40 عاما ولم يعرف الجلوس والركون وكان يعرف الصحاري أكثر من الشوارع ويعرف جبال هندوكوش ووادي بنجشير وباميان في افغانستان أفضل من الأفغانيين انفسهم”. واكد اللواء سلامي أنه “اينما كان هناك مظلوم كان الحاج قاسم وقواته متواجدين ويقاتلون دفاعاً عن الأمة.”
ورأى سلامي أن المشاركة الجماهيرية الملحمية في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية “كانت صفعة قوية بوجه الاستكبار”، مضيفاً أن “حضوركم ايها الشعب في الساحة اقوى ملايين المرات من اطلاق صواريخنا وعلينا ان نقول بأننا فداء لكم دوماً”. واكد أن “الشعب الايراني سيوجه يوم 21 شباط /فبراير (الانتخابات البرلمانية) صفعة قوية اخرى للاستكبار ويغير فرضيات الاستكبار مرة اخرى ويوجه بحضوره عند صناديق الاقتراع الصواريخ الى قلب اميركا ورئيسها الارهابي”.
المصدر: أرنا
حركة النهضة التونسيّة لن تمنح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ
رئيس مجلس شورى النهضة التونسي عبد الكريم الهاروني ينصح الفخفاخ بعدم الاستعجال في تقديم التشكيلة الحكومية لرئيس الجمهورية قيس سعيّد.
أكّد رئيس مجلس شورى النهضة التونسي عبد الكريم الهاروني أن الحركة "لن تمنح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ لأنّه قدم عرضاً دون المطلوب، ورفض إعطاء الحركة حقيبة وزارية بحجة تحييدها".
الهاروني أشار في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، إلى أنّ مجلس شورى النهضة "يتمسك بحكومة وحدة وطنية من دون إقصاء"، معتبراً أنّ حكومة الوحدة "دفاع عن مبدأ، لأننا نريد إنهاء الإقصاء في تونس، وتشكيل حكومة بين شركاء بينهم احترام".
وشدد الهاروني على "ضرورة تشكيل حكومة لديها أغلبية واسعة في البرلمان، لأننا لا نريد حكومة أقليّة ونسخة ثانية وفاشلة للمحاولة الأولى في تشكيل الحكومة"، ناصحاً الفخفاخ بـ"عدم الاستعجال في تقديم التشكيلة الحكومية لرئيس الجمهورية قيس سعيّد". يُذكر أنّ المكلّف تشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ قد أعلن منذ يومين أنّه سيقدم الحصيلة النهائية لتشكيل الحكومة إلى سعيد، اليوم الجمعة عند الساعة السادسة مساءً.
وكان رئيس الجمهورية التونسيّة قيس سعيّد قد كلّف رسمياً إلياس الفخفاخ بتأليف الحكومة، بعد أن فشلت حكومة الحبيب الجملي الذي رشحه حزب النهضة، في الحصول على ثقة البرلمان في 10 كانون الثاني/يناير الجاري.
الفخفاخ (48 عاماً)، كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية التونسية نهاية عام 2019، وشغل سابقاً منصبيّ وزير السياحة والمالية، ورئيس المجلس الوطني لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.
إنجازات إيران في المجال العلمي بعد الثورة الإسلامية
حققت إيران إنجازات مهمة منذ الثورة الإسلامية في إيران، لا سيما في المجال العلمي، كان أبرزها التركيز على الجامعات والبحث العلمي ليحتل الباحثون الإيرانيون المرتبة 15 عالمياً في الإنتاج العلمي