emamian

emamian

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، يقول إنه سيرفع كتاباً رسمياً لمجلس النواب بطلب الاستقالة من منصبه، ويدعو المجلس الى إعادة النظر في خياراته، والمرجع الديني السيد علي السيستاني يدعو المتظاهرين العراقيين السلميين إلى تمييز صفوفهم وطرد المخربين، مؤكداً حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين. 

  • عبد المهدي: سأرفع كتاباً رسمياً لمجلس النواب بطلب الإستقالة من رئاسة الوزراء

قال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، اليوم الجمعة، إنه سيرفع كتاباً رسمياً لمجلس النواب بطلب الاستقالة من منصبه.

وأضاف عبد المهدي في بيان له، أن قراره "هو من أجل السماح للبرلمان بإعادة النظر في خياراته وتسريع إنجاز ذلك"، مشيراً إلى أنه "استمع بحرص كبير الى خطبة المرجعية الدينية العليا اليوم الجمعة".

واستجابة لهذه الدعوة وتسهيلاً وتسريعاً لانجازها باسرع وقت،

حزب "المؤتمر الوطنيّ" يدين قرار السلطة الانتقالية في السودان حلّ الحزب ومصادرة أمواله، والسلطات تقول إن القرار غايته تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير واستعادة الثروات المنهوبة.

  • إلغاء "قانون النظام العام" الذي أنهك حقوق المرأة وأذلها

 

دان حزب "المؤتمر الوطنيّ" الذي كان يتزعّمه الرئيس المعزول عمر البشير القانون الذي أصدرته السلطات الانتقالية السودانية أمس الخميس، وينصّ على حلّ حزب "المؤتمر" ومصادرة أمواله، واصفاً ما جرى بأنه "قرار طائش".

وقال على صفحته في "فيسبوك" الجمعة إنّ القانون "يعني مصادرة أملاك الحزب ووضعها في خزينة الحكومة"، معتبراً هذه الخطوة دليل "فشل تام تعاني منه الحكومة غير الشرعية. نحن لا نعترف بالسلطة الحالية ولا يعنينا أي قانون أو أي قرار يصدر منها".

وحذر "المؤتمر الوطني" من أنّ "قوى الحرية والتغيير" تسعى إلى "جرّ البلاد للاحتراب والفوضى وعدم الاستقرار" وتعمل على تحويل الفترة الانتقالية إلى "فترة انتقامية تغيب عنها دولة القانون والعدالة والمساواة".

وكان رئيس الوزراء الانتقاليّ عبد الله حمدوك قال في تغريدة له على "تويتر" إنّ "قانون تفكيك النظام البائد وإزالة التمكين ليس قانوناً للانتقام بل هو من أجل حفظ كرامة هذا الشعب بعد أن أنهكته ضربات المستبدّين وعبثت بثرواته ومقدّراته أيادي بعض عديمي الذمّة"، مضيفاً أنّ هذا القانون يرمي إلى "استرداد الثروات المنهوبة من خيرات الشعب".

من المنتظر أن تعلن شركة أرامكو السعودية في إطار الطرح الأولي للاكتتاب العام IPO عن سعر طرح أسهمها للتداول في 5 ديسمبر المقبل. فهل يتم هذا الطرح؟ وهل ينجح؟

في عام 2018 صرح الاقتصادي الأمريكي الشهير، نورييل روبيني، بأن الإفلاس ينتظر المملكة العربية السعودية، بعد أن شاهد مشروع الموازنة العامة السعودية لعام 2019، الذي توقع العجز في الموازنة أن يصل إلى 4.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، على افتراض أن سعر برميل النفط سيظل عند مستوى 80 دولارا أمريكيا للبرميل الواحد.

لكن سعر البرميل في 2019 وصل لمستوى أدنى من ذلك بكثير، عند 64 دولارا للبرميل، في الوقت الذي وصل فيه عجز الموازنة في المملكة في ديسمبر عام 2018 إلى 9.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ولا يبدو أنه سوف ينخفض عن ذلك. على العكس، تتوقع الرياض أن يرتفع عجز الموازنة عام 2020 إلى 187 مليار ريال سعودي (49.86 مليار دولار)، من 131 مليار ريال متوقعة (34.93 مليار دولار) عام 2019.

باختصار، فإن الوضع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية يتجه من سيء إلى أسوأ، بالنظر إلى ارتفاع حدة الكساد العالمي، الذي ينبئ بخفض حتمي لأسعار المواد الخام، بما فيها النفط.

إن السعودية دولة غنية، لكن المشكلة في أن جزءا كبيرا من ثرواتها مجمّد عمليا، فالرياض لا تستطيع استخدام جزء ضخم من احتياطياتها، ومن غير المعلوم ما إذا كانت ستتمكن من ذلك يوما.

إقرأ المزيد

 

 

"أرامكو".. اكتتاب الأفراد فاق المعروض

ذلك أن الرياض لم تتعاف بالكامل من تبعات قضية خاشقجي على علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الاتهامات بالتأثير على السياسيين الأمريكيين لا زالت قيد المساءلة. وإذا كان ملف القضية الأوكرانية لا يحقق مآرب الحزب الديمقراطي في إطار محاولاته لعزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فمن الممكن أن يتوجه الديمقراطيون فيما بعد إلى ملف السعودية. وعلى هذه الخلفية يمكن أن تكلف أي خطوة غير ودية للسعودية، بما في ذلك بيعها للسندات الأمريكية، ثمنا باهظا بالنسبة للمملكة.

بذلك فإن السعودية لا تعجز فحسب عن استخدام احتياطياتها، بل يتعين عليها أيضا رفع مساهمتها في الدين العام الأمريكي تعبيرا عن الولاء لواشنطن. وقد ارتفعت الاستثمارات السعودية في سندات الخزانة الأمريكية في الفترة من سبتمبر 2018 وحتى سبتمبر 2019 من 176.1 مليار دولار إلى 181.5 مليار دولار.

كما يجب أيضا ألا نغفل المشتريات "السياسية" للأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية بمبالغ ضخمة، وتكاليف الحرب في اليمن ودعم الحلفاء.

لقد وضعت هذه الظروف الرياض في خانة اليك، وأصبح عليها أن تبيع أسهمها، لكن حتى هنا تواجهها مصاعب، فالطرح الأولي للاكتتاب العام لأسهم الشركة السعودية الأكبر أرامكو، يطارده الفشل.

لقد قدّرت المملكة العربية السعودية سعر الشركة بتريليوني دولار، وهو ما لم تتفق معه البنوك الأوروبية، التي خفضت من تقدير سعر الشركة إلى أقل من 1.5 تريليون دولار.

وحينما واجهت الرياض هذا الموقف الفاتر من الغرب، أوقفت حملات الدعاية في الغرب وآسيا، وأعلنت أنها ستعرض أسهمها فقط في الخليج وداخل المملكة العربية السعودية. لكن الإمكانيات المالية في الخليج من الصعب أن تكفي للوصول إلى 25 مليار دولار التي تعول عليها الرياض.

وعليه تحولت الاستثمارات في أرامكو السعودية من عملية تجارية إلى قضية سياسية بحتة، تتطلب الحل على مستوى رؤساء الدول.

على الجانب الآخر تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بوضع اقتصادي أفضل كثيرا من السعودية. كما تمتلك أيضا حرية أكبر في الحركة، وتمارس استقلالا أوسع عن الولايات المتحدة الأمريكية. حيث خفضت الإمارات استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية تدريجيا، ليصل من 60 مليار دولار في سبتمبر 2018 إلى 37.3 مليار دولار، أي أنها خفضت استثماراتها بنسبة 38٪ تقريبا!

إقرأ المزيد

 

 

الحوثيون للتحالف العربي: الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد

ويساعد الوضع الراهن، حيث المؤشرات الاقتصادية الرائعة للإمارات، وعلى العكس منها تزايد مصاعب المملكة العربية السعودية، في تحويل موازين القوى في شبه الجزيرة، وهو ما يزداد وضوحا في الملفات السياسية، بما فيها تزايد الدور المستقل والواضح للإمارات في اليمن.

في الوقت نفسه، فإن خفض أسعار النفط، مع الكساد العالمي لا يمكن ألا يطال حتى أغنى الدول في منطقة الخليج، فالنقود الفائضة حاليا لا توجد سوى في البنوك المركزية للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان، وهم يطبعونها بلا حساب.

وكما ظهر في البيانات الصحفية، فإن أبوظبي على استعداد لضخ 1.5 مليار دولار في أرامكو السعودية، لكن من الواضح أن هذه القيمة ليست كافية لإنجاح الطرح الأولي للاكتتاب العام، كما أن التكلفة السياسية لرفع مساهمة الإمارات قد تكون كبيرة.

من الصعب أن نتخيل ألا تكون قضية الاكتتاب العام لأرامكو السعودية قد طرحت على طاولة الحوار أثناء الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الإمارات. لكن التصريحات الصحفية لم تشر إلى كلمة واحدة بهذا الصدد. وهو ما يشي غالبا بغياب أي نتائج إيجابية لهذا الحوار بالنسبة للسعودية.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

إنّ الحديث حول أزمة أخلاقيّات العلم في الغرب قد بدأ يتعاظم وبشكل أكثر جدّيّة أبّان الثورة البيولوجيّة في تسعينيّات القرن الماضي حيث انتقلت عقول وطاقات وإمكانيّات من كلّ العالم  لدراسة الكون والعالم الخارجيّ إلى دراسة عالم آخر منطوٍ في داخل الإنسان وسائر الكائنات الحيّة، يعجّ بالمعجزات والعجائب، وحيث يعتبر المتابعون أنّ سلوك بعض العلماء في بحوثهم في فرعٍ ما من هذه العلوم هو المعيار الذي على أساسه نقيم أحكامنا الخلقيّة على العلم نفسه، مكتفين بما يقدّمون من دون ربط هذه الأخلاقيّات بالأبعاد الإنسانيّة والروحيّة التي أرادها الله تعالى من خلال دعوات أنبيائه (عليهم السلام).

فقد اصطدمت الغوغائيّة السياسيّة وسباق التسلّح والمنفعة الشخصيّة بالقواعد والأبعاد الإلهيّة، وحصل الاصطدام داخل بلدان الغرب الليبراليّ ودون استثناء، وتبيّن أنّ قيم المنطق العلميّ الجافّة لم تجد آذانًا صاغية لدور الفطرة البشريّة في الحكم على الأشياء وتجاوزت البُعد الإنسانيّ في عملها وانطلقت لتجد نفسها أمام سؤال خطير: إلى أين نمضي في أبحاث تهدّد الإنسانيّة بالانقراض كالسلاح النوويّ واكتشاف جينات لا مصلحة للبشريّة فيها لا بل هي في الواقع تهديد للوجود الإنسانيّ على مستوى الكرة الأرضيّة وكلّ الكون.

لذلك شكّلت أخلاقيّات العلم عقبة معنويّة أمام انطلاق مؤسّسات البحث العلميّ في الغرب من أن تتفلّت دون قيود أو ضوابط، وسرعان ما تجاوز الغرب الحرج والإرباك أمام مبادئ الأخلاقيّات اللازمة لبحث علميّ نظيف ووضع بها جانبًا في كلّ مرة كانت تصطدم بمشروعه، وبرّر أبحاثه الجائرة في كثير من الأحيان بعنوان المصلحة العليا للدولة والمصالح الاقتصاديّة والسياسيّة وحتّى التوسعيّة في بلدان العالم وأسواقه.

ففي الوقت الذي اعتبر فيه أنّ الكرامة الإنسانيّة وحريّة المرء يجب أن تعلو فوق أيّ قيمة بحثيّة، ودعا إلى توجيه الأبحاث في مجالات علوم الأحياء والوراثة والطبّ إلى رفع معاناة الإنسان وتحسين صحّة الجنس البشريّ، إلّا أنّه أكّد على حريّة البحث العلميّ من دون توضيح أو وضع للحدود باعتباره جزءًا من حريّة التفكير التي تكفّلتها القوانين الدوليّة([1])، لا بل لم تضع (منظمة اليونسكو عام 1997) أي ضوابط صارمة لممارسة الأبحاث المرتبطة بالجينوم البشريّ باستثناء ما أصدرته المجموعة الأوروبيّة لأخلاقيّات العلم والتكنولوجيا الحديثة عام 1998 بوجوب التقييم الأخلاقيّ للأبحاث وفي أجواء الشفافيّة التامّة، مكرّرة الشروط المعتادة لأيّ بحث علميّ.

وقد أخفت صحافة الغرب، على سبيل المثال، الإضاءة عن مشاريع سريّة قامت بها الولايات المتّحدة على الكائنات البشريّة أثناء الحرب الباردة، وتستّرت على دراسات حول الأساس الوراثيّ للذكاء وكان النموذج الأمريكيّ الأشدّ فظاعة للعسكرة والسباق إلى التسلّح، البرنامج الهائل الذي أطلقته الولايات المتّحدة عام 1978 والذي رصدت له الحكومة الأمريكيّة 1555 مليار دولار، بمعدّل صرف يوميّ يتجاوز المليار دولار وبشكل وصفه المتابعون آنذاك بالجنون النوويّ التامّ، ولا زالت حتّى اليوم شركات الأدوية تجري التجارب الكيميائيّة على البشر في أفريقيا لدراسة فعّاليّة الأدوية، ورفض عدد كبير من العلماء الحديث عن مشكلة الأخلاق في العلم معتبرين أنّ الانحراف لا يحدث كثيرًا وعندما يحدث لا يؤثّر على البيئة البحثيّة التي انطلق منها، فيما ذهب آخرون لنفي أصل المشكلة الأخلاقيّة في عالم البحث العلميّ طالما أنّهم ينظرون إلى العلم بوصفه موضوعيًّا، حيث يدرّس الوقائع ويستخدم مناهج معروفة، واعتبر علماء في مجال آخر أنّ بحثهم العلميّ هو مهنة عليهم النشر حولها حتّى يستمرّوا في تقدّمهم المهنيّ وتزداد الموازنة المخصّصة لهم وإلّا نفتهم الجامعة خارجها، ولذا كان بعضهم مفتونًا بانتهاك المبادئ الأخلاقيّة وذلك من أجل التقدّم في مسارهم المهنيّ.

وبناءً على ما تقدّم، نجد في الغرب ثمّة مَن يقسّم أهداف العلم إلى إطارين: أهداف معرفيّة وأهداف عمليّة ([2]). الأهداف المعرفية أنشطة تتقدّم على ضوئها المعارف البشريّة وتتضمّن وصفًا دقيقًا للطبيعة ونظريّات وفروض تفسيريّة متنامية يتمّ تناقلها وتطويرها من جيلٍ إلى جيل. أمّا الأهداف العمليّة فهي في الواقع حلّ لمشاكل معيّنة في الطبّ والهندسة والاقتصاد والزراعة باتّجاه تحسين صحّة البشر وزيادة القوّة التكنولوجيّة والسيطرة على الطبيعة، ويذهب هؤلاء إلى تحديد مبادئ أخلاقيّات العلم بالعناصر التالية: الأمانة، الحذر واليقظة، الانفتاح والتشارك في البحث عن المعرفة، الحريّة كمفتاح للإبداع بعيدًا عن ضغوط المموّلين والحكومات، ثمّ التقدير والتكريم، نقل المعرفة دون قيود، المسؤوليّة تجاه المجتمع بعدم استجلاب الضرر له، الالتزام بالأطر الموضوعيّة والاحترام المتبادل واحترام الذات، ونتيجة لذلك غاب التفاعل المطلوب بين وجهتي العلم: المعرفيّة والعمليّة وتضرّرت كلّ منهما، فابتعد العلم التجريبيّ عن الضوابط المنظّمة لحركته ولآفاق عمله المستقبليّة، وتضرّرت العلوم الإنسانيّة بخسارة حقائق ووجهات عمل لديها كانت لتغنيها ولا شكّ في حركتها المستقبليّة نحو فهم أعمق لحقائق الكون والإنسان، وكان المبرّر الحقيقيّ لهذا الانفصال المتعمّد خشية بعض الدول عن فقد أولويّتها في السباق المحموم في ساحة العلم، انطلاقًا من قناعتها أنّ التقدّم العلميّ سيكون أداة الاقتدار والتسيّد في الساحة الدوليّة، فضلًا عن كونه أداة غنى ورفاهيّة وردع لمواجهة طغيان الدول الأخرى..

أمّا على مستوى النشر، فتتحدّد أخلاقيّات العلم بالعمل الموضوعيّ في النشر وفي الدور المفصليّ للجان التحكيم التي تطلق أحكامها على الموضوع سلبًا أم إيجابًا وضرورة إيلاء التقدير لمستحقّه مع ضرورة ضبط كلّ أشكال الانتحال، مع احترام الملكيّة الفكريّة وتقدير المستحقّ وتكريمه.

وتطرح بقوّة مشكلة العلاقة بين الناس ونتائج البحث العلميّ والتي قد تتحوّل أحيانًا إلى سوء تفاهم سببه: افتقار العامّة من الناس إلى المعطيات الأوّليّة عن العلم وإلى فهم النظريّات المعقذدة والمعلومات الإحصائيّة وتفضيلهم العلوم المسطّحة والبالية مع رفضهم العمل العبقريّ، وتساهم وسائل الإعلام في إساءة فهم العلم عن طريق التقديم الخاطئ أو التبسيط الزائد للفكرة أو الاعتماد على مصادر غير موثوقة لجهة توافر الجدّيّة والدقّة والحذر والأمانة العلميّة في إدارة البحث واستخلاص النتائج أو تطبيقها، وعلى الرغم من قرارات الحظر التي أصدرها الكونغرس الأمريكيّ بحظر الأموال الفدراليّة لتمويل الأبحاث المستخدمة للأجنّة إلّا أنّه وفي العام 1999 عاد عن قراراته ورفع الحظر عن هذه الأبحاث وكذلك فعلت المجموعة الأوروبيّة لأخلاقيّات العلم والتكنولوجيا، ولا زال العلماء يضغطون لرفع القيود عن الأبحاث مستندين إلى ورقة رابحة مفادها أنّ سرعة التقدّم في البحوث العلميّة تتجاوز القوانين القائمة وتتجاوز المفاهيم القائمة في المجتمع والتي تريد استيعاب تلك المتغيّرات.

وقد وقف العلم أمام تحدّيات أخلاقيّة كبيرة كان منها على سبيل الذكر في مجالات الطب: أولويّة المحافظة على الحياة البشريّة وقضيّة القتل الرحيم والترويج السائب للأدوية وشاعت نماذج الإساءة إلى إنسانيّة الإنسان بمعالجة هذه المعضلات وأزهقت أرواح بشريّة كثيرة مرّة جديدة في الصراع بين الممارسة الخاطئة والمنفعة البشريّة المباشرة وكان النصر حينها للمادّة والمصلحة وفازت شركات التأمين ومصانع الأدوية في المعركة ككلّ مرّة وبانت جوانب مظلمة من النتيجة: استفحال الفقر والجوع وانتشار الأوبئة في جهات العالم الأربعة وتبيّن أنّ المرتكزات الحاكمة لأخلاقيّات العلم في الغرب وعلى الرغم من أدبيّاتها الكثيرة وظهور المقالات والكتب والمؤتمرات والتوصيات، كانت أقلّ من مستوى المواجهة وأنّ لجشع الغرب ولوحشيّته الكلمة المسموعة في نهاية المطاف.
وحول التجارب على البشر، انطلق البحث العلميّ لضبط الانفلات في هتك أخلاقيّات العلم وسعى جدّيًّا بهذا الاتّجاه حماية لنفسه ولبني جلدته وأطلق ما عُرف بمدوّنة نورمبرغ (1949) والتي نصّت على موافقة المريض على التجربة وعلمه بالعواقب وعلى أن تكون التجربة ذات أثر على المجتمع ككلّ وغير مؤذية وعلى أن يجريها علماء مؤهّلون يحافظون على السرّيّة والخصوصيّة للمريض عند الضرورة وكل ّذلك انطلاقًا من أنّ البشر يملكون قيمة متأصذلة بهم.

إنّ أفراد المجتمع هم محتاجون إلى الدراية الكافية بأمور وحقائق البحوث المخبريّة وذلك لتمكينهم من الحماية من مخاطر العلم العبثيّ، والعالِم في المختبر يكون أسير صراع بين شخصيّتين له: شخصيّة العالم المحترف ذي السلطة العلميّة المكافح من أجل الموضوعيّة والأمانة، وشخصيّة المواطن الذي يمتلك الحقّ في التعبير عن آرائه الذاتيّة والحريّة في التفكير واستثمار المعلومات لتطوير مشاريع سياسيّة واجتماعيّة كما أنّ شهادة الخبرة التي يؤدّيها العالم الباحث في المحكمة قد تكون مفصليّة لاتّهام أو لتبرئة متّهم أو لإثبات مسؤوليّة قانونيّة لشركة أو مؤسّسة ما، فهي قناة إلى صراع المصلحة بين وضعه الفرديّ والتزامه كباحث موضوعيّ.
 
أخلاقيّات العلم عند الإمام الخامنئي، د. عبد الله زيعور

[1] د. محمّد عفيفي، أخلاقيّات العلم، كتاب الهلال عدد 597، (2006).
[2] دايفيد رزنيك، أخلاقيّات العلم، سلسلة عالم المعرفة 316 (الكويت: 2005).

الأربعاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2019 08:53

مؤتمر "المنامة" الأمني.. الأبعاد والنتائج

اختتم المؤتمر الأمني الخامس عشر المعروف بـ "حوار المنامة" أعماله في البحرين والذي بدأ يوم السبت واستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث أبدى خلال هذا المؤتمر مسؤولو 35 دولة ضموا 20 وزيراً ومعاون وزير ومستشار أمن قومي وقادة جيش وأجهزة أمنية، وجهات نظرهم حول قضايا مثل الأمن البحري، والصراع في الشرق الأوسط، والدبلوماسية الدفاعية، والاستقرار الإقليمي، والسياسة الأمريكية، وعلاقات التحالفات في الشرق الأوسط، والمنافسة والتعاون الإقليمي. إذ يمكن تحليل وتصنيف أبعاد ونتائج القمة في عدة محاور.

ظل تنافس القوى يخيّم على مؤتمر البحرين

عُقد مؤتمر المنامة في ظل ظروف تنصبّ فيها مخاوف دول الخليج الفارسي، هذه الأيام، على قضية توفير الأمن لمنطقة الخليج الفارسي والنظام الأمني في المنطقة في المستقبل نظراً إلى الرؤى والمؤشرات المتوافرة عن تراجع أهمية هذه المنطقة في السياسة الخارجية لأمريكا خاصة في عهد دونالد ترامب.

إن تركيز أمريكا على منع توسع نفوذ الصين في شرق آسيا، وكذلك تقليل اعتماد واشنطن على نفط الشرق الأوسط، أدى بالدول العربية في المنطقة إلى إعادة التفكير في شراكاتها الأمنية، إذ إن هذا الموضوع كان أكثر القضايا جدية في المؤتمر حيث انتقدت وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورنس بارلي" في كلمتها خلال المؤتمر بشدة ردة فعل أمريكا و "تراجعها التدريجي" في الشرق الأوسط، وقالت "إننا نشهد انسحاباً أمريكياً تدريجياً ومتعمّداً من القضايا المتعلقة بالمنطقة".

يمكن اعتبار هذا النقد الذي وجّهته وزيرة الدفاع الفرنسية بأنه يتماشى مع استراتيجية باريس لإيجاد موطئ قدم لها في الخليج الفارسي وإظهار شخصية أكثر ثقة من واشنطن لتلبية الاحتياجات الأمنية للمشيخات العربية. وفي هذا الصدد، تطرقت وزيرة الدفاع الفرنسية الى القضايا التي تهم السعوديين والاماراتيين وانتقدت عدم الرد على تفجير ناقلات النفط (في اشارة الى الهجوم على ناقلات النفط في الخليج الفارسي) والهجوم على المنشآت النفطية (أرامكو). في وقت تم فيه يوم أمس الإعلان عن استقرار قيادة التحالف البحري الأوروبي في الخليج الفارسي في أبو ظبي بحضور وزيرة الدفاع الفرنسية.

ومع هذا يبقى السؤال المطروح بالنسبة لدول الخليج الفارسي هو أنه هل تتمتع أوروبا بالإمكانيات الكافية لتلبية احتياجاتهم الأمنية أم لا؟ حيث إن البحرين تستضيف الاسطول الأمريكي الخامس، والسعودية والإمارات وقطر هم من كبار مشتري الأسلحة الأميركية، وعادة ما لاقت هذه البلدان نهجاً أكثر تماسكاً من واشنطن في بعض الازمات مثل انتفاضات 2011 في البحرين وكذلك حرب اليمن، بينما انتقدت دول أوروبا هذه البلدان حتى أنها فرضت عليها بعض العقوبات. ولهذا السبب، يمكن اعتبار تصريحات عادل الجبير ومديح وفاء واشنطن بالحفاظ على الوحدة مع حلفائها في الخليج الفارسي علامة على ذلك.

جذور عدم الاستقرار في الخليج الفارسي

كما هو الحال في الاجتماعات بين السعودية والإمارات والبحرين مع الحكومات الغربية تم فيها مرة أخرى أثناء الحديث عن الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار والتهديدات الأمنية الرئيسة في المنطقة، جعل إيران في مركز هجماتهم، كما تحدث مستشار الملك السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير عن نهجين الأول تنموي والثاني مثير للتفرقة في أسلوب الحكم في المنطقة ووضعهما في مواجهة بعضهما البعض إذ وضع إيران في مركز النهج الثاني!.

هذا في وقت يظهر فيه دور السعودية والإمارات جلياً في افتعال أزمات المنطقة كقتل الشعب اليمني، وحصار قطر، ودعم أعمال الشغب في لبنان والعراق، ودعم سياسات الكيان الصهيوني غير المشروعة ضد الفلسطينيين، والقمع المباشر في البحرين، ودعم الجماعات الإرهابية في سوريا وغيرها فقط في العقد الماضي.

ومن جهة أخرى، إن مزاعم التظاهر في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان من قبل أنظمة يقطّع الصحفيون في سفاراتها ولم تجر بعد أي انتخابات حرة في هذه البلدان حتى الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين، هي بمثابة مفارقة سخيفة تُظهر انخفاض المصداقية وهزلية مثل هذه الاجتماعات.

من الطبيعي والضروري عند الحديث والبحث عن جذور عدم الاستقرار في المنطقة إن تشارك جميع الدول في ذلك وأن تتوافر إرادة كافية لمواجهة جذور عدم الاستقرار، الإرادة التي قد أظهرتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال مقترحها لتشكيل مجمع حوار إقليمي المعروف بـ"هرمز للسلام"، وبعض الدول مثل أمريكا ودول أوروبا ولأنها تستغل وجود خلافات في المنطقة تضع العراقيل في هذا المسار وتصبّ الزيت على نار سياسة "الإيرانوفوبيا".

تشتهر عبارة "الشيطان الأکبر" في الأدبيات السياسية والإعلامية في عالم اليوم، للإشارة إلى النزعة التوسعية لأمريكا وعدائها لإيران، الذي اتضح للشعب الإيراني منذ الحرب العالمية الثانية في الحد الأدنی.

لكن مجلة "فورن افرز" وهي من المجلات الأمريكية المعروفة في السياسة الخارجية، قد استخدمت هذه العبارة في عددها الجديد(نوفمبر-ديسمبر2019) بمعنى معكوس.

ففي تقرير أفردته هذه المجلة لإيران تحت عنوان "شيطان أمريكا الأكبر: حساسية حيال إيران لأربعين عاماً"، تطرقت إلى بعض أخطاء أمريكا تجاه إيران، معتبرةً إدارة ترامب بأنها ذروة النظرة الأمريكية الخاطئة تجاه طهران.

كاتبا التقرير هما "دانيل بنجامين" المنسق السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية و"استيفن سايمون" عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي في إدارتي کلينتون وأوباما.

حساسية أمريكية تجاه إيران لأربعين عاماً

يبدأ تقرير "فورن افرز" بوصف مستقبل محتمل كما يلي:

من خلال دراسة استراتيجيات الأمن القومي للإدارات المتعاقبة، هنالك بلد واحد فقط صُوِّر بأنه عدو دائم وحاقد، أي إيران. بحيث إنه منذ انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979، صوَّرت واشنطن إيران بأنها لاعب مخاصم وخطير بالكامل.

وتشير المجلة الأمريكية إلى خروج ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران وممارسة سياسة الضغط القصوى، وتقول: لم تشهد أمريكا حتى الآن رئيساً مزاجياً مثل ترامب، وهناك احتمال أن يميل هذا الرئيس إلى خيار المرونة أمام إيران، بعد اختباره لخيار تشديد الضغوط.

وتتابع فورن افرز بالقول: لم يأت النهج العدائي لترامب خلال ثلاث سنوات من رئاسته من فراغ، بل كان استمراراً لخصومة عميقة تجاه إيران اتسمت بها السياسة الأمريكية خلال 40 سنة الماضية. حالياً مع تصاعد الدوافع السياسية وتكثيف اللوبيات الإسرائيلية والسعودية، وصلت هذه الخصومة إلى أبعاد خطيرة قد تؤدي إلى خطأ جاد في الحسابات. فإيران لا تشكل تهديداً وجودياً لأمريكا، ولكن اشتباكاً خطيراً مع هذا البلد سيكون مكلفاً جداً وسيؤدي إلى نتائج معكوسة.

ثم يضيف الكاتبان: لقد آن الأوان لكي تعيد أمريكا النظر في بعض الفرضيات التي أدت إلى الطريق المسدود الحالي. حان الوقت لنسيان الظل الإيراني الذي يخيم على التفكير الأمريكي الاستراتيجي.

الموقع الجيوستراتيجي والبرنامج النووي.. الذريعة الأمريكية لمعاداة إيران

استناداً إلى بعض الإحصاءات حول عدد السكان، حجم الاقتصاد والميزانية العسكرية الضخمة البالغة 750 مليار دولار لأمريكا وحلفائها مثل السعودية والكيان الإسرائيلي، يقول بنجامين وسايمون: من ناحية ميزان القوى، فلا معنى لحساسية أمريكا تجاه إيران. فعلى الرغم من الفارق الواضح بين القدرة العسكرية للبلدين، فإن صنّاع القرار في أمريكا ينظرون إلى إيران نظرة العداء والتهديد لسببين: الجغرافيا والبرنامج النووي.

تتمتع إيران بخط ساحلي طويل في الخليج الفارسي، الذي ينتقل منه خمس نفط العالم. نظرياً تستطيع إيران عرقلة انتقال النفط عبر إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي ستكون له تداعيات مأساوية على اقتصاد العالم، رغم أن هذا التهديد مستبعد عملياً.

النظرة السلبية المفرطة وازدواجية المعايير لدى واشنطن

وإذ تنتقد مجلة فورين افرز أمريكا لأنها تحافظ على علاقاتها مع شركائها في منطقة الخليج الذين يدعمون الإرهاب من جهة، وتتعامل مع إيران كبلد منبوذ من جهة أخرى، توضح أن هناك كواليس تفوق المصالح الاستراتيجية.

ثم يشير الكاتبان إلى مسألة مهمة ألا وهي دعم إيران لحزب الله اللبناني، الذي تحول الآن إلى حزب سياسي في لبنان. إن دوافع طهران لدعم حزب الله إضافةً إلى كونها إيديولوجيةً، فهي جيوسياسية بالدرجة نفسها أيضاً. فهذه الصواريخ تشكل العامل الأساس لردع إيران الاستراتيجي أمام "إسرائيل"، وهذا الردع الذي بدأ منذ عام 2006 ظل مستمراً حتى الآن ويحقق نجاحاً.

ويذکِّر بنجامين وسايمون بنقطة مهمة، وهي أن طبيعة العديد من إجراءات إيران لتوسيع نفوذها في أنحاء الشرق الأوسط، تأتي رداً على الأخطاء الاستراتيجية لأمريكا وحلفائها. فرغم أن الصقور في واشنطن يحذّرون دائماً من نفوذ إيران في العراق، ولكن الحقيقة هي أن هذا النفوذ "ناتج في الأساس عن احتلال أمريكا للعراق عام 2003، كما أن دعم إيران لحكومة بشار الأسد في سوريا ما هو إلا جهود طهران للحفاظ على الوضع الموجود والدفاع عن حليفها الموثوق به، بعد أن حاولت الدول العربية السنية الإطاحة بالرئيس الأسد من خلال تسليح وتمويل المتمردين السوريين.

ويلفت التقرير اهتمام الساسة الأمريكيين إلى أن: المشكلة هي أن هذا الإطار الفكري(إذا كان عدوكم متأثراً بالأيديولوجية أكثر من أي شيء آخر، فمن غير المرجح أن يقبل بالتسوية أو التراجع)، قد أعمى العديد من المحللين الأمريكيين، ولذلك، فهم لا يرون الدافع الحقيقي لإيران، والذي هو عبارة عن خلق الحد الأقصى من المصالح الأمنية في الأجواء العدائية العميقة.

من السبب في العداء بين إيران وأمريكا؟

تعترف المجلة أن "الذنب الأول" في العلاقات بين واشنطن وطهران، هو مشاركة أمريكا في المؤامرة البريطانية للإطاحة بـ"محمد مصدق" رئيس الوزراء الإيراني المنتخب في عام 1953، ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل زاد الدعم الأمريكي لمحمد رضا شاه بعد الانقلاب غضب الشعب الإيراني. وبعد خروج ترامب من الاتفاق النووي، أضيف الشعور بالحقد والانتقام إلى هذا الغضب.

أسباب وتداعيات العداء الأمريكي لإيران

ثم يتساءل بنجامين وسايمون بالقول: «كيف يمكن إيضاح هذا العداء؟"، ويذكر أن إجابتين له، هما "انطباق إيران على التعريف التقليدي للأمريكيين عن التهديد الخطير" و"التأثير المدمر للوبي الإسرائيلي".

يزعم الكاتبان أن إيران، مثل الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، لها نفس الخصائص التي يتصورها الأمريكيون لأكبر أعداء بلدهم، أي "الأيديولوجية الثورية والنهج التوسعي للمتحالفين في كل أنحاء العالم".

أما السبب الثاني للعداء الأمريكي لإيران بحسب الكاتبين، فهو تزايد تأثير اللوبي الصهيوني في واشنطن، ونتيجة هذا اللوبي هي "تكثيف نفوذ المسيحيين الانجيليين في الحزب الجمهوري ونمو الدعم العام لإسرائيل في أمريكا".

ويرى الكاتبان أن "الجميع يعلم شكل حروب أمريكا الكبيرة في الشرق الأوسط، ومن الواضح أن أفضل خيار حيال هذه الحروب هو الحيلولة دون وقوعها". والتكلفة الأخرى هي تفاقم الخلافات بين أمريكا والاتحاد الأوروبي والذي تجلى في عهد ترامب بوضوح. وحتى إذا كانت الحكومة الحالية في طهران غير مرغوب بها لواشنطن، فإن تداعيات إسقاطها مثل أزمة اللاجئين المحتمل والضغوط الشديدة على الجيران، أكثر مأساويةً.

عداء ترامب الخاص تجاه إيران

لقد خصصت فورين افرز قسماً من تقريرها لدراسة علاقات الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع طهران، وقالت: لقد كانت الخصومة حاضرةً بين واشنطن وطهران إلا نادراً، ولكن عداء ترامب الخاص تجاه طهران يختلف عن المسار الطبيعي لرؤساء أمريكا السابقين. فلم تتخذ أي إدارة قبل إدارة ترامب هذا الموقف بشكل ثابت دون تغيير، بأن إقامة علاقات فاعلة مع حكومة رجال الدين في إيران غير منطقي وغير مقبول.

ويضيف التقرير: من المؤكد أن هناك إشارات ضعيفة بأن ترامب هو الآخر سيسلك طريق من سبقوه تجاه إيران، بمعنی أنه سيحاول التشدد في السلوك الظاهري، ولكن في الوقت نفسه سيتوصل إلى صفقة مع إيران خلف الکواليس.

من التعامل العسكري إلى إعادة فتح السفارة.. أهداف وآليات أمريكا تجاه إيران

في القسم الأخير من التقرير، ترى فورين افرز أن أمريکا يجب أن تتعامل مع إيران في نهاية المطاف. الهدف الأهم لواشطن يجب أن يکون منع إيران من الوصول إلی السلاح النووي. والطريق الأنجع لذلك هو الدبلوماسية المتعددة الأطراف في إطار الاتفاق النووي. وهذا الطريق لا يوفر إمکانية التفتيش وجمع المعلومات من المنشآت النووية الإيرانية من قبل الغرب فحسب، بل سيخلق لدی إيران دوافع للتعاون في هذا المجال أيضاً.

والهدف الثاني لأمريکا يجب أن يکون الحصول علی أدوات للضغط في مجال السياسة الخارجية الإيرانية، لکي تتضاءل إمکانية الصراع بين واشنطن وطهران. والحصول علی نفوذ هادف في السياسة الإيرانية يستلزم في الحد الأدنی فتح قناة اتصال بين جيشي البلدين، بهدف منع الاشتباکات غير المقصودة. ثم يمکن أن يسير هذا الاتصال نحو مفاوضات سرية متعددة الأطراف حول القضايا التقنية، ويتعزز عن طريق إثارة مواضيع سياسية في مستويات أعلی في مجالات التعاون المحتملة، ويصل إلی ذروته في النهاية من خلال تطبيع العلاقات الدبلوماسية.

ثم تختم فورين افرز تقريرها بالقول: ثمة ضرورة لإعادة فتح السفارة الأمريکية في طهران، لتأثير واشنطن علی المستويات العلیا لصنع القرار في إيران، ولا يتأتی هذا التأثير إلا من خلال إعادة فتح السفارة وإقامة التعاملات المنتظمة والمحترفة بين الطرفين. حالياً، حيث وضعت الحرب في سوريا أوزارها، واستمر الردع في حدود "إسرائيل" مع جنوب لبنان، وأظهرت إسرائيل عزمها علی منع تقدم إيران بالقرب من مرتفعات الجولان، وابتعدت الإمارات عن الحرب السعودية علی اليمن، توفَّرت فرصةٌ للتحرك بحذر. ومن المستبعد أن ينتهز ترامب هذه الفرصة، لأن التکاليف السياسية لهذا التغيير باهظة جداً. ولکن رغم ذلك، علی الإدارة اللاحقة أن تجرِّب التعامل مع طهران في المدی البعيد

المصدر.الوقت

كشفت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء الماضي عن تنامي القدرات العسكرية لقوات الجيش الإيرانية في جميع المجالات الصناعية والدفاعية وفي هذا التقرير الذي شمل 130 صفحة، تم تسليط الضوء على أهداف واستراتيجيات وخطط وبرامج القوات العسكرية الإيرانية، كما تطرق هذا التقرير إلى الهيكل التنظيمي الخاص بالقوات المسلحة الإيرانية وإلى القدرات العسكرية التي تمتلكها هذه القوات الإيرانية.  

وزعم هذا التقرير بأن طهران تبذل الكثير من الجهود في كل المجالات الصناعية والعسكرية لكي تصبح القوة العظمى في منطقة غرب آسيا ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ولفت هذا التقرير الأمريكي إلى أن طهران تمكّنت خلال السنوات الماضية من المضي قدماً في مجال تصنيع وتطوير العديد من المعدات الصاروخية والطائرات من دون طيار، وفي بداية هذا التقرير تحدّث "روبرت اشلي" رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية قائلاً: "خلال السنوات الماضية تمكّنت إيران من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية وهذا الأمر شكّل تهديداً لمصالحنا ولمصالح حلفائنا في منطقة الشرق الأوسط ولهذا فإنه ينبغي علينا أن نعرف إلى أي مدى أصبحت إيران قوية في المجال العسكري"، وفي جزء آخر من حديثه، قال "أشلي": "إن طهران ترى الآن بأنها أصبحت قريبة جداً من تحقيق جميع أهدافها ولقد تمكّنت إيران خلال السنوات الماضية من اللعب بالعديد من الكروت لممارسة الكثير من الضغوط على أمريكا".

 

الجدير بالذكر أن هذا التقرير الأمريكي بدأ بذكر تاريخ القوات المسلحة الإيرانية قبل نجاح الانقلاب الإسلامي وبعده وبعد ذلك عكف هذا التقرير على دراسة هذه القضية في أربعة فصول وهي كالتالي:

  1. إلقاء نظرة على القوات المسلحة الوطنية
  2. الاستراتيجيات الوطنية
  3. القدرات العسكرية الإيرانية
  4. الرؤية.. العمل على تأهيل وتطوير قوات عسكرية قوية

كما أن هذا التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية سلّط الضوء أيضاً على القوات البحرية والصاروخية والبرية والجوية الإيرانية، وفي جزء آخر من هذا التقرير ذُكر أيضاً: " أن طهران تعتبر أمريكا أكبر تهديد لها وتعتقد طهران أيضاً بأن أمريكا قامت بالعديد من المؤامرات ضدها لمنعها من الوصول إلى مكانة عالية في المنطقة".

وفي سياق متصل، ذكر هذا التقرير الأمريكي بأن طهران قامت خلال السنوات الماضية بتطوير العديد من مجالاتها العسكرية وذلك من أجل أن تتمكن من مواجهة أي عدو يمتلك تكنولوجيا عسكرية متطورة وزعم كاتب هذا التقرير إلى أن طهران استخدمت خلال الفترة الماضية الكثير من الاستراتيجيات الحربية لتطوير قدراتها العسكرية، كما جاء في هذا التقرير الأمريكي بأن الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية شهدت خلال السنوات الماضية تطوّراً ملحوظاً وذلك من أجل مواجه العديد من التهديدات ولا سيما تهديدات الجماعات الارهابية والتهديدات الصهيونية والسعودية.

كما لفت هذا التقرير إلى أن قوات الجيش الإيرانية تدخل هذه الأيام مرحلة جديدة من التطور في العديد من المجالات الصناعية والعسكرية ولها الآن القدرة الكافية للتعامل بشكل جديد مع الكثير من أشكال التهديدات وأصبح لديها الآن العديد من القوات البشرية والتكتيكية والمعدات والوحدات والمقار العسكرية التي تعمل ليل نهار على حماية المدن الإيرانية من التهديدات الإرهابية.

وفي جزء آخر من هذا التقرير والذي جاء تحت عنوان "استراتيجية الأمن الوطني"، ذكر هذا التقرير بأن أهداف هذه الاستراتيجية الإيرانية تتمثل في حفظ النظام الجمهوري الإسلامي في إيران وحفظ الأمن والاستقرار في داخل المدن الإيرانية وترسيخ مكانة إيران في منطقة غرب آسيا كقوة عظمى يُحسب لها الكثير وأيضاً لتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي لأبناء الشعب الإيراني وذكر هذا التقرير أيضاً: "لقد تمكّنت إيران خلال الفترة الماضية من صياغة استراتيجية الثبات والاستقرار والعديد من الاستراتيجيات العسكرية والأمنية".

وحول هذا السياق، كتبت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية حول المحاولات التي تبذلها طهران لكي تصبح قوة عظمى في المنطقة وقالت:" إن طهران تبذل الكثير من الجهود لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتسعى أيضاً إلى توسيع نفوذها في المنطقة.

كما أن طهران تحاول الحفاظ على حلفائها وطرد جميع القوات الأجنبية ولا سيما الأمريكية من المنطقة وتحاول أيضاً هزيمة كل الجماعات الإرهابية التي تنتشر في بعض دول المنطقة ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف، قدّمت طهران الكثير من الدعم المالي والعسكري لحلفائها في المنطقة".

وتحدث التقرير في جزء آخر عن الاستراتيجيات العسكرية الإيرانية، حيث كشف: "أن طهران عبارة عن مجموعة معقّدة من القدرات العسكرية والأمنية والاستراتيجية الأمنية الإيرانية تحاول في المقام الأول ردع القوى الأجنبية التي تريد مهاجمتها.

كما أن حلفاء طهران في المنطقة قد يقدّمون لها يدّ العون لحفظ مصالحها والوقوف ببسالة أمام منافسيها في المنطقة وفي المقام الثاني تمتلك طهران الكثير من القدرات الصاروخية والعسكرية التي تمّكنها أيضا من مواجهة أي تهديد".

وفيما يتعلق بقدرات القوات المسلحة الإيرانية، ذكر هذا التقرير بأن طهران تمتلك الكثير من الصواريخ الباليستية التي تعتبر العنصر الرادع الأساسي لأي هجوم غادر من قبل الأعداء وكشف هذا التقرير بأن طهران بذلت الكثير من الجهود خلال العقود الأربعة الماضية لتطوير وصناعة أنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات الحربية والطائرات من دون طيار وذلك من أجل مواجه كل التهديدات الأمريكية والصهيونية والسعودية في المنطقة.

كما وصف هذا التقرير القدرات الصاروخية الإيرانية وقال: " إن طهران تمتلك الكثير من أنواع قاذفات الصواريخ والكثير من الصواريخ البعيدة المدى والمتوسطة المدى والقصيرة المدى التي يمكنها أن تضرب أهدافاً تقع على بُعد 2000 كيلو متر وبهذا التطور الملحوظ أصبحت طهران من أقوى دول المنطقة".

وفي الفصل الأخير من هذا التقرير، ذُكر أن طهران سوف تقوم في المستقبل بتطوير وصناعة العديد من الصواريخ الباليستية والعديد من القطع البحرية مثل السفن الحربية والغواصات وذلك من أجل السيطرة على مضيق هزمر بالكامل.

الجدير بالذكر أن القوة البرية للجيش الإيراني تحرّكت أيضاً خلال السنوات الأخيرة في مسار التنمية وتعزيز القدرات ورفع الجاهزية، وفي وقتنا الحالي أصبحت هذه القوات تتمتع بجاهزية عالية في مختلف المجالات القتالية، وإذا نظرنا إلى الوراء، فسوف نرى أنه خلال السنوات الأربعين الماضية تمكّنت وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية من قطع مسار طويل في مجال صناعة وتطوير العديد من المعدات العسكرية

الأربعاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2019 08:47

السعودية والحوثيون.. نحو حل أزمة اليمن؟

قال التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن إنه أطلق سراح مئتي أسير حوثي لدعم جهود السلام الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة خمس سنوات...

وأضاف في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية سعودية أنه سيخفف القيود على المجال الجوي اليمني للسماحِ برحلات من مطار صنعاء تنقل من يحتاجون للعلاج الطبي في الخارج .

جاء ذلك وسط أنباء عن اتصالات سعودية حوثية غير معلنة لبحث شروط إنهاء الحرب في اليمن.. وتأكيد وزير الخارجية العماني بعد لقائه بومبيو في واشنطن أن الطرفين يرغبان فعلا في حوار مباشر بينهما الحرب القائمة..

الأربعاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2019 08:46

الدول الخليجية وسخرية القدر

أليس من المعيب أن الوقوف في وجه التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي أصبح في بعض الدول العربية "جنحة أو تهمة" تعرّض صاحبها للاعتقال؛ نعم لا تستغربوا ذلك لأن هذا الأمر حصل في دولة المغرب، إذ أصدرت المحكمة هناك حكماً بسجن الناشط الحقوقي أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع "إسرائيل"، لمدة شهر وغرامة تصل إلى 3 آلاف درهم، على إثر الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مع عدد من المناهضين للتطبيع.

ما حصل في المغرب يعدّ أمراً صادماً ومستهجناً، والمخيف أن تنتشر هذه الثقافة وتنتقل العدوى إلى بقية الدول العربية، خاصةً وأن أغلبية الدول الخليجية تسعى بكل ما أوتيت من قوة للتطبيع مع كيان الاحتلال، هذا التطبيع الذي سيمنح "الاحتلال" كل شيء دون أن يعطي الدول العربية أي شيء، سيكون تطبيعاً بلا حقوق وبلا مطالب، ومع ذلك لا نعلم لماذا تتهافت الدول الخليجية على هذا التطبيع في الوقت الذي تعاني فيه "إسرائيل" من مشكلات بالجملة على المستوى الاقتصادي والعسكري والسياسي، هل يمكننا أن نعتبر هذا التطبيع هو إعطاء مساحة أمل مجانية للصهاينة في المنطقة، مقابل ماذا؟، هل سيساهم هذا التطبيع بحل مشكلة الفلسطينيين؟، بالطبع "لا"، لأنه يجري بمعزل عن الفلسطينيين ودون الأخذ بعين الاعتبار أي من قضاياهم بل على العكس في الكثير من الأماكن تم التآمر على قضاياهم وتهميشها من قبل هذه الدول الخليجية.

آخر تطورات التطبيع

تأتي كل من الإمارات والسعودية والبحرين في مقدمة الدول الخليجية التي تسعى للتطبيع بكل أشكاله، ومن اللافت أن السعودية تُقدم على خطوات متسارعة في هذا الاتجاه، وآخر ما أقدمت عليه الرياض كان لجوء العديد من المؤسسات الحكومية فيها إلى التعاون مع شركات إسرائيلية في مجال الترجمة من العربية إلى الإنجليزية والعكس، ونقلت وكالة "قدس" عن مصادر، قولها إن المؤسسات الحكومية تقدّمت بطلب إلى شركات إسرائيلية، لترجمة تقارير حكومية في عدة مجالات تتعلق بالمحافظات السعودية.

وأوضحت أن السعودية طلبت من إحدى الشركات الإسرائيلية ترجمة تقرير بيئي لمحافظة الرياض، يتكون من 132 صفحة، بواقع 31.800 كلمة من الإنجليزية إلى العربية، ناشرةً وثيقة تؤكد صحة ما نشرته. وتثير هذه التحركات السعودية تساؤلات حول الهدف من اللجوء إلى شركات إسرائيلية، رغم انتشار آلاف الشركات العربية العاملة في مجال الترجمة بالسعودية والخليج والعالم.

وتطورت العلاقات العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص مع السعودية، والتي تُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية العسكرية من "تل أبيب"، وفق ما كشفه "الخليج أونلاين" في سبتمبر 2018.

ويقف النظام السعودي صامتاً أمام تجرؤ عدد من شخصياته الإعلامية والأكاديمية على الجهر بالتطبيع، وكان آخر ذلك زيارة الناشط الإعلامي محمد سعود "إسرائيل"، ضمن وفد إعلامي عربي، إلا أنه قوبل بإهانة كبيرة من قبل الفلسطينيين، في يوليو الماضي، عندما زار المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

أما بالنسبة للإمارات ورحلتها التطبيعية السريعة، فقد أعلن الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، أنه يتم الترتيب لزيارات مستقبلية من الإمارات في ظل تصاعد وتيرة التطبيع مع أبو ظبي، وقال قرا في تصريحات تلفزيونية إنه يعمل مع شركة عربية خليجية لترتيب زيارات مستقبلية لإسرائيل من السعودية والإمارات وبعد فترة سيتمكن المسلمون حاملي الجوازات الإسرائيلية من الدخول إلى مكة للحج بجوازات سفرهم، وذكر أن جميع الإسرائيليين سيستطيعون خلال العام القادم إقامة مصالح سياسية واقتصادية وزيارات من وإلى الدول الخليجية، وأضاف قرا أن زيارته الأخيرة للإمارات كانت تاريخية وعظيمة، مؤكداً أن العلاقات العلنية "ستخرج بعد طرح خطة السلام الأمريكية".

وقبل أسبوعين تقريباً قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بلاده تقيم علاقات مع ست دول عربية على الأقل، مؤكداً أن وتيرة التطبيع مع الدولة العبرية تتقدم وتأخذ منحى تصاعدياً، وذلك على هامش تأكيد مشاركة بلاده في معرض "إكسبو دبي".

وكتب نتنياهو عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باللغة العربية: إن "إسرائيل ستشارك العام القادم في معرض إكسبو في دبي 2020".

ومؤخراً كشف موقع "قناة الحرة" الأمريكية أن "أكثر من 30 مندوباً من المجتمع المدني، من 15 دولة عربية بالإضافة إلى يهود غير إسرائيليين" التقوا في العاصمة البريطانية لندن، "لإعلان ميلاد مبادرة جديدة سميت بالمبادرة العربية للتكامل الإقليمي".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية أن المجموعة الصغيرة الجديدة من "العرب ذوي الميول اللبيرالية" الذين يدعون للتطبيع مع "إسرائيل"، اجتمعوا في مؤتمر في لندن وأطلقوا هذه المبادرة.

التجمع يضم عدداً من السياسيين والدبلوماسيين وعلماء الدين وصحفيين وفنانين، ومع الأسف فإن أحد منظمي الاجتماع، مصطفى الدسوقي وهو مدير تحرير مجلة "المجلة" السعودية، والذي قال إنه التقى بالكثير ممن يشاركه رأيه خلال جولاته في العالم العربي في السنوات الأخيرة.

الدسوقي قال إن وسائل الإعلام العربية كانت لوقت طويل تبرمج الشعوب على العداء تجاه "إسرائيل" واليهود، لكنه تفاجأ بأن بلداً مثل لبنان، الذي يعدّ من ألد أعداء "إسرائيل"، به أشخاص يريدون التواصل مع الإسرائيليين.

وكشفت "الحرة" أن وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، قد ترأس عدداً من جلسات المؤتمر التأسيسي للمجلس العربي للتكامل الإقليمي في لندن، وأشار في أكثر من مرة إلى "ضرورة إيجاد السبل للتعاون والاتصال بين جميع سكان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل"، وحمّل الوزير الكويتي السابق "مسؤولية الخطاب الديني والقومي المتطرف إلى عدم تحقيق سلام وتكامل في منطقة الشرق الأوسط"، وانتقد "الاستغلال السياسي السلبي لبعض القيادات العربية لمسألة الصراع العربي الإسرائيلي، واتخاذه ذريعة للاستمرار في السلطة".

في الختام.. إن التطبيع بلا عدالة هو الهدف الإسرائيلي الذي سيفتح لها الباب أمام المزيد من الهجرة اليهودية وسيسمح بنفس الوقت لـ "إسرائيل" بأخذ المزيد من أراضي الفلسطينيين. ستكون تلك معادلة جديدة لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وفي الأردن وفي الدول المحيطة. وفي السابق أقامت "إسرائيل" سلاماً مع مصر بلا فلسطينيين وقد نتج عن ذلك السلام مقدرة "إسرائيل "على التوسع في مجال الاستيطان والتهويد إضافة لشنها لعدة حروب أهمها حرب لبنان 1982، السلام بلا عدالة يعني استمرار مشروع "إسرائيل" الاستيطاني والتوسعي وسط تفكك الحالة العربية ووسط مزيد من الاعتماد العربي على القوى الدولية والإسرائيلية لحماية الحد الأدنى من أمنها.

مراسل الميادين يفيد بمقتل 5 متظاهرين في محافظة ذي قار، والمتظاهرون يغلقون دوائر الدولة ويحاولون التقدّم نحو البنك المركزي حيث أشعلوا الإطارات المطاطية في محيطه فيما تعرّض مبنى ادارة التأمين الصحي للحرق.

  • مقتل 5 متظاهرين في ذي قار... وتجدد الصدامات في بغداد وكربلاء وغيرهما

 

أفاد المراسلون في العراق بتجدد الصدامات بين محتجين والقوات الأمنية في شارع الرشيد بالعاصمة بغداد.

وواصل محتجون محاولاتهم التقدّم نحو البنك المركزي حيث أشعلوا الإطارات المطاطية في محيطه فيما تعرّض مبنى ادارة التأمين الصحي للحرق، في وقتٍ تحدّث فيه مراسلنا عن إعادة فتح جسري السريع والزيتون في محافظة ذي قار بعد قطعهما من قبل متظاهرين.

وتحدّث مراسلنا عن مقتل 3 متظاهرين، فجر اليوم الأحد، قرب جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار. كما لقي اثنان من المتظاهرين مصرعهم في ذي قار حيث تحدّثت دائرة الصحة في المحافظة عن 35 إصابة.

وإذّ أشار إلى حرق مركز ديني أيضاً في المدينة الواقعة جنوب البلاد، أغلق متظاهرون عراقيون جسر الزبير في البصرة وأحرقوا سيارة نقل عسكرية لقوات مكافحة الشغب.

وفي بغداد أفاد مراسلنا باندلاع حريق في مبنى بمحاذاة البنك المركزي في شارع الرشيد وسط العاصمة.

قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي أكّد وجود مجموعة صغيرة من المندسين تعمل على تشويه التظاهرات.

وفي مدينة الديوانية، جنوب العراق، أغلق المتظاهرون دوائر الدولة، وقطعوا الشارع العام في قضاء الحمزة الشرقي.

وفي كربلاء وقعت صداماتٌ بين القوات الامنية وعدد من المتظاهرين في حي البلدية وسط المدينة، حيث أفيد عن إصابات في الجانبين.

الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أعلن أن عصابات تستغل التظاهرات لمحاولة تدمير وحرق مؤسسات الدولة، مؤكداً أنه "سيتم التصدي لهذه العصابات بحزم ومسؤولية ومنع التخريب، وأيضاً ستتم مجابهة واعتقال من يقف وراء هذه العصابات".

سياسياً، أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن مشروعي قانوني الانتخابات والمفوضية سيتصدران جدول أعمال جلسة البرلمان المقررة غداً الإثنين.  

المصدر.المیادین