
emamian
حركة الجهاد الإسلامي تدين اغتيال العدو الصهيوني الشهيد رضي موسوي
وقالت حركة الجهاد في بيان: "كان للشهيد القائد دور أساسي ومحوري في دعم قوى المقاومة في المنطقة، ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته؛ وقد عرفناه صديقاً وفياً ومخلصاً لفلسطين وللقدس".
وأضافت أن عملية الاغتيال الآثمة هذه تؤكد مرة جديدة أن خطر هذا الكيان المجرم يطال المنطقة بأسرها، وأنه كيان يرتوي بالدماء ونشر القتل والإجرام.
وأكدت حركة الجهاد على أن "إجرام الكيان الصهيوني وعبثه بأمن المنطقة لن يجلب له إلا الهزيمة على أيدي قوى المقاومة، فإننا نتوجه إلى الإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران، شعباً وقيادة، وإلى عائلة الشهيد القائد السيد رضى الموسوي وأنصاره ومحبيه، بأسمى آيات التعازي، سائلين الله تعالى أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته".
هكذا "تعاقب" الصين الكيان الصهيوني لعدوانه على غزة
وبحسب موقع “يديعوت أحرنوت” العبرية بإلانكليزية يقول الصهاينة المستوردون إن الصينيين بدأوا مؤخرًا في زيادة العقبات البيروقراطية أمام الشحنات إلى الكيان الإسرائيلي من المكونات التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء. ونقل الموقع العبري عن مسؤول صهيوني قوله: “من الواضح أن هناك صلة بالحرب (على غزة)”.
ويذكر الموقع أنه منذ الحرب، تواجه مصانع الإلكترونيات والتكنولوجيا الفائقة في الكيان صعوبات في استيراد المكونات الإلكترونية من الصين. وهذه المكونات ضرورية للأغراض المدنية والعسكرية.
ويقول الصهاينة المستوردون إن الموردين الصينيين لم يعلنوا عن أي عقوبات على "إسرائيل"، لكن في الواقع يبدو أن هناك نوعا من العائق البيروقراطي. وقد بدأ الموردون الصينيون في المطالبة بإكمال العديد من الوثائق، مما تسبب في تأخير الشحن بسبب ملء الأوراق بشكل غير دقيق. والنتيجة هي تحديات في الحصول على الإمدادات الضرورية.
وأشار الموقع إلى أنه "قد تم لفت انتباه وزارة الخارجية ووزارة الاقتصاد إلى هذه القضية، حيث تواصلتا مع نظرائهما في الصين. ونقل عن مسؤول صهيوني قوله: “في الأسابيع الأخيرة، اشتكت الشركات في قطاع التكنولوجيا الفائقة من التأخير في الشحنات من الصين للمكونات ذات الاستخدام المزدوج. وفي جميع الفحوصات التي أجريناها مع الهيئات الرسمية، يبدو أنه لا يوجد تغيير في اللوائح.. لكن مثل هذه الطلبات التقنية، التي لم تكن تمارس في الماضي تخلق عقبات بيروقراطية".
وأضاف: “نحن قلقون من أن التطبيق الصارم يحدث لأننا في حالة حرب. تم إجراء استفسارات للصينيين، وكان ردهم الرسمي هو أنه لا يوجد تغيير في السياسة. المشكلة هي أنه حتى نتغلب على كل جديد وقال المسؤول “لا يمكننا التأكد من تلبية المتطلبات. من الواضح لنا أن هناك صلة مباشرة بالحرب”.
وبحسب الموقع العبري لقد اتخذت الحكومة الصينية بشكل لا لبس فيه موقفا مؤيدا للفلسطينيين في الحرب. وقال مسؤول كبير في أحد المصانع للموقع: “إن الصينيين يفرضون علينا نوعًا من العقوبات. إنهم لا يعلنون ذلك رسميًا، لكنهم يؤخرون الشحنات إلى إسرائيل”. وأضاف “لديهم أعذار وذرائع مختلفة، مثل مطالبة الموردين من الصين بالحصول على تراخيص تصدير إلى "إسرائيل" لم تكن موجودة من قبل. بالإضافة إلى ذلك، يطالبوننا بملء العديد من الوثائق، مما يتسبب في تأخيرات كبيرة. وهذا لم يحدث لنا من قبل. نحن “نحن نتحدث عن العديد من الأنواع المختلفة من المكونات. في المنتجات الإلكترونية، هناك عشرات الآلاف من المكونات، ولكن إذا لم يصل مكون واحد، فلن نتمكن من تسليم المنتج”.
ووفق الموقع فقد وجد بعض المستوردين في الكيان الإسرائيلي، الذين يستوردون المنتجات من الصين، حلاً بديلاً من خلال تكرار الطلبات للموزعين أو ممثليهم في بلدان أخرى، حيث لا يحتاج الصينيون إلى ترخيص تصدير. ومع ذلك، يؤدي الاستيراد من خلال طرف ثالث إلى ارتفاع التكاليف وتأخير أوقات التسليم.
قائد الثورة : احداث غزة كشفت القناع عن الوجه المزيف للحضارة الغربية
وقال قائد الثورة الاسلامية في كلمته لدى استقباله حشدا من اهالي محافظتي كرمان وخوزستان، اليوم السبت، وعلى اعتاب الذكرى السنوية لاستشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني،"ان الانتخابات هي المسار الصحيح الذي يمكن للشعب من خلاله ان يصون السيادة الوطنية وسيادة الشعب والنظام الجمهوري ".
وأكد سماحته ان " الجمهورية" و " الاسلامية " هما تابعتان للانتخابات، لأن الجمهورية تعني سيادة الشعب وان يكون الحكم في البلاد هو بيد الشعب ، ولا سبيل لمساهمة الشعب في الحكم الا عبر الانتخابات، رافضا ما يقوم به البعض في التشكيك بضرورة الانتخابات وبث اليأس وعدم انتباههم بأن عدم وجود الانتخابات في البلاد يعني اما الدكتاتورية واما الفوضى وانعدام الأمن.
وأردف بأن الانتخابات تؤدي الى احداث التحول في البلاد ، منتقدا من يرفعون اسم تحول ويظهرون الدعوة اليه، لكنهم يتجاهلون عمليا ما يمهد حتما للتحول، أي الانتخابات، فايجاد التحول في البلاد ممكن عبر الانتخابات.
ونوه آية الله خامنئي الى ان اصحاب الرؤى السياسية والاقتصادية والثقافية، يسعون الى ايجاد التحول لصالح رؤيتهم السياسية او الثقافية او الاقتصادية، وان الطريق نحو ذلك هو اجراء الانتخابات سواء الانتخابات النيابية أو انتخابات مجلس الخبراء او الانتخابات الرئاسية او انتخابات المجالس المحلية، لايصال من يوائم توجهاتهم السياسية اوالاقتصادية أو الثقافية، فهذا هو التحول ، فالتحول يرتكز على الانتخابات.
واعتبر سماحته انما يقوم به البعض ببث اليأس في نفوس المواطنين تجاه الانتخابات هو امر خاطئ ويضر بالبلاد فالضرر لا يلحق بشخص ما أو فرد ما ، بل يمس البلاد ، والبعض يقوم بسرد مشاكل البلاد من اجل بث اليأس تجاه الانتخابات، فاذا توجد هناك مشاكل فما هو الحل ؟ ان سبيل حل المشاكل هي الانتخابات، فمن اجل حل المشاكل يجب خوض الانتخابات .
*اجتثاث الكيان الصهيوني أمر محتوم
وعن المستجدات في فلسطين، اعتبر سماحته ان اليوم لا أحد في العالم يفرق بين الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، فقد سقط القناع عن وجه الحضارة الغربية التي وبكل وقاحة تستخدم حق النقض (الفيتو) على قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، لافتا الى ان النصر الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني هو انه كشف عن زيف ادعاءات الغرب وأمريكا واهانتهم لحقوق الإنسان.
واعتبر الاحداث الجارية في غزة بالغير مسبوقة من جانبين، فالجانب الاول الذي يتمثل بصبرالشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة قد دفع العدو الى الجنون، والجانب الثاني المتمثل بوحشية الصهاينة واجرامها وتعطشها للدماء وقتل الأطفال والحقد والقسوة وإسقاط القنابل على رؤوس المرضى والمستشفيات.
وتابع قائد الثورة الاسلامية انه وعلى الرغم من أن اهل غزة محرومين من الماء والغذاء والدواء والوقود إلا أنهم صامدون كالجبال وعدم استسلامهم هذا سيجعلهم منتصرين لأن الله مع الصابرين كما يمكن رؤية بوادر النصر اليوم.
واعتبر اية الله خامنئي ان أحد الجوانب المهمة الأخرى في هذه المواجهة الغير مسبوقة هي عجز الكيان الصهيوني رغم وفرة المعدات والمرافق لديه، مشيرا الى نقطة جوهرية الا وهي إن فشل الكيان الصهيوني في هذه المواجهة هو أيضا فشل الولايات المتحدة، واليوم لا أحد في العالم يفرق بين كيان الاحتلال والولايات المتحدة وبريطانيا والجميع يعلم أنهما وجهان لعملة واحدة.
ووصف قائد الثورة الاسلامية استخدام حق النقض (الفيتو) ضد العديد من قرارات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بأنه عمل مشين من جانب الحكومة الأمريكية وتواطؤ مع الكيان الصهيوني لإسقاط القنابل على الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى و الأشخاص العزل.
واضاف بأن النصر الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني وجبهة الحق والمقاومة هو الكشف عن زيف ادعاءات الغرب وأمريكا واهانتهم لحقوق الإنسان موضحا بأن العدو الإسرائيلي لم يكن قادرا على ارتكاب الكثير من الجرائم لولا الدعم الامريكي له، وبالتالي تم الكشف عن الوجه القبيح للوحش البغيض للولايات المتحدة وبريطانيا امام جميع شعوب العالم.
وفي اشارة الى ان مساعدة المقاومة واجب على الجميع، ومساعدة الكيان الصهيوني جريمة وخيانة، دعا سماحته الحكومات والدول مساعدة المقاومة بكل الطرق الممكنة، معربا عن أسفه للمساعدة الإجرامية التي تقدمها بعض الحكومات الإسلامية للكيان الصهيوني ومذكرا بأن الشعوب الإسلامية لن تنسى هذه القضية.
وفي هذا السياق ايضا،اعتبر اية الله خامنئي أنه من واجب الحكومات الإسلامية منع وصول البضائع والنفط والوقود الى الكيان الصهيوني الذي منع حتى المياه من الوصول الى اهل غزة مضيفا انه يجب على الشعوب الاسلامية ان تطلب من حكوماتها قطع أي علاقات أو مساعدات للمجرمين الصهاينة، أو إذا لم تتمكن من قطع العلاقات نهائيا، فعلى الأقل قطعها مؤقتا للضغط على الكيان الظالم والخبيث والمتعطش للدماء .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان الضمير العالمي يتألم اليوم مما يحصل بحيث انه وعلى الرغم من ان الناس في أمريكا وأوروبا وبعض الشخصيات السياسية ورؤساء جامعاتهم وعلمائهم يحتجون في الشوارع على دعم حكوماتهم للكيان الصهيوني، الا ان ذلك ليس له اذان صاغية و تستمر بعض الحكومات في مساعدة هذا الكيان الوحشي.
وأكد سماحته على أنه مما لاشك فيه أن كيان العدو الصهيوني الغاصب سوف يزول من على وجه الأرض يوما ما، وسيتحقق هذا الوعد الالهي الذي هو جزء من المستقبل المؤكد الذي نأمل ان يشاهده الشباب بأم أعينهم.
4 أطعمة تسبب ضرراً للدماغ
تحدّثت خبيرة التغذية الروسية، يلينا تيخوميروفا، عن 4 أطعمة تسبّب ضرراً للدماغ.
ووفقاً لها، إن الاستهلاك المتكرّر للكحول بكميات كبيرة له تأثير سلبي على الدماغ والوظائف المعرفية للشخص.
وقالت الخبيرة: "الكحول تدمّر الخلايا العصبية. وكما ثبت بالفعل، على الرغم من استعادة الخلايا العصبية، إذا كنت تشرب الكثير، فإن الوظائف المعرفية للشخص تنخفض، فالإفراط في شرب الكحول ضار للغاية بوظيفة المخ"، وفقاً لصحيفة "غازيتا.رو".
إضافة إلى ذلك، فإن استهلاك الزيوت النباتية المعالجة، أو ما يسمى بالدهون المهدرجة، له تأثير سلبي على وظائف المخ، والمثال الكلاسيكي لمثل هذا المنتج هو السمن.
أضافت تيخوميروفا: "عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من الدهون المهدرجة، لا يعالجها الجسم ويتم تخزينها في الخلايا، بما في ذلك خلايا الدماغ. وبناءً على ذلك، يؤدي ذلك إلى تدميرها المبكر وانخفاض الوظيفة الإدراكية".
كما أشارت الخبيرة إلى التأثير السلبي للوجبات السريعة بكميات كبيرة على وظائف المخ.
وأوضحت: "تحتوي هذه المنتجات في الوقت نفسه على كميات كبيرة من الدهون والكربوهيدرات والملح والمضافات الغذائية المختلفة. كلّ هذا له تأثير سلبي للغاية على وظائف المخ، والمثال الكلاسيكي هو الوجبات الخفيفة ورقائق البطاطس والهامبرغر والشاورما وما إلى ذلك. إنّ تناول هذه الأطعمة مع المشروبات الحلوة يسهم بشكلٍ أكبر في الإصابة بالسمنة، التي تؤدي إلى انخفاض نشاط الدماغ".
إضافة إلى ذلك، وبحسب الخبيرة، فإن تناول السكر يسبّب ضرراً للدماغ والجلوكوز هو الوقود الذي يحتاجه الجسم كله، ويجب أن تكون الكربوهيدرات موجودة في النظام الغذائي. ولكن إذا قمت بتقليل عددها بشكلٍ دوري والجوع بشكلٍ معتدل، فإن هذا له تأثير إيجابي على وظائف المخ".
وخلصت الخبيرة: "إذا تناول الشخص كمية كبيرة من الكربوهيدرات في وقت واحد، سريعة وبطيئة الهضم، أي يمكن أن يكون إما كعكة أو بطاطس مقلية، يتم إطلاق هذه الكربوهيدرات في الدم بكميات كبيرة، ويرتفع مستوى السكر في الدم بشكل حاد ويعاني الشخص من الشعور بالنعاس، وذلك لأن الكمية الكبيرة من الكربوهيدرات تمنع مركز النشاط الحيوي، ويصبح الإنسان كسولاً، ولا يريد أن يفعل أيّ شيء، فقط ينام. هذا الأمر، بالطبع، لا يدمّر خلايا الدماغ، ولكنه يجعلها بطيئة للغاية وغير نشطة".
هل يمكن استبدال التوتر بالحلويات؟
قالت طبيبة الأعصاب الروسية غالينا دانيليفسكايا إن عادة تهدئة نفسك بالطعام اللذيذ، بما في ذلك الحلويات، يمكن أن تؤدي إلى الإدمان على السكر.
صرّحت بذلك الاختصاصية في حديث أدلت به لبوابة "لينتا. رو" الإلكترونية.
وقالت:" إذا اعتاد الإنسان عندما يشعر بالضيق على رفع مزاجه بمساعدة الطعام، فمع مرور الوقت تتكوّن في دماغه روابط عصبية ستكون مسؤولة عن استبدال العواطف بالطعام الحلو. وأوضحت الطبيبة أنه غالباً ما تتشكّل نتيجة لذلك عادة مستمرة لتهدئة النفس بالطعام.
وأضافت أن عادات جديدة يمكن أن تساعد في التغلّب على إدمان الحلويات، على سبيل المثال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي ستبدأ أيضاً مع مرور الوقت في جلب المتعة.
وكانت قناة RT قد أفادت في وقت سابق بأنه يمكن استخدام الحبوب والفواكه المجففة والفواكه الطازجة والتوت والخضروات، مثل قطع الجزر، كبديل للوجبات الخفيفة الحلوة. ويمكنك أيضاً تناول المزيد من المكسرات أو العسل.
وبحسب صحيفة "إزفستيا" الروسية فيجب ألا تتجاوز كمية السكر المستهلكة 10% من إجمالي الاستهلاك الغذائي اليومي. وهذا ينطبق على جميع أنواع السكر، بما في ذلك سكر البنجر والسكر الأبيض وقصب السكر والبني والمكرّر وغير المكرّر.
ووفقاً لتوصية منظمة الصحة العالمية، فإن المعدل اليومي من السكر هو 12 ملعقة صغيرة، أو 50 غراماً.
ما تأثير النوم الزائد أيام العطل في الصحة؟
اتضح للعلماء أن النوم الإضافي، في عطلة نهاية الأسبوع، يمكن أن يخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشير صحيفة Daily Mail إلى أن باحثين من جامعة نانجينغ الطبية الصينية، تابعوا حالة 3400 شخص لتحديد كيفية تأثير دورات النوم في الصحة.
ووفقاً لنتائج هذه الدراسة، إن الأشخاص الذين لم يحصلوا بانتظام على قسطٍ كاف من النوم خلال أيام العمل في الأسبوع، ثم ناموا بضع ساعات إضافية في أيام عطلة نهاية الأسبوع، انخفض لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 63 %.
أما الأشخاص الذين لم يعوضوا قلة النوم في أيام العطل، ازداد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وينصح الأطباء للوقاية من هذه الأمراض بالنوم 7-8 ساعات يومياً.
يذكر أن دراسات سابقة أظهرت أن ساعة أو ساعتين إضافيتين من النوم في عطلات نهاية الأسبوع يمكن أن تمنع السمنة والاكتئاب.
الفلسطينيون ومقاومتهو اثبتوا تفوق قدراتهم على آلة قتل الاحتلال
وخلال لقائه في الدوحة مساء الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين (حماس) اسماعيل هنية، وجه امير عبداللهيان التحية لأرواح الشهداء الفلسطينيين وحيا المقاومة المثالية والتاريخية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية خلال 75 يوما من العدوان الصهيوني الغاشم ، وتطرق إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الكيان.
واضاف: اليوم لا يشك أحد في أن المقاومة والشعب الفلسطيني، رغم تحملهما الكثير من الألم والمعاناة وتقديم أكثر من 20 ألف شهيد خلال الـ 75 يوما الماضية، أثبتا تفوق قدرتهما وإرادتهما على آلة القتل الصهيونية.
واستنكر الدعم الشامل وغير المحدود الذي تقدمه اميركا للكيان الصهيوني في الحرب الحالية ضد غزة واكد المسؤولية القانونية والدولية لاميركا عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، لافتا إلى بعض الجهود والرسائل السياسية من قبل الحكومة الأميركية من أجل إيجاد مخرج من هذا المأزق والفشل الاستراتيجي العسكري.
وقال: وصول أميركا إلى نتيجة مفادها أن الحرب ليست الحل، هو تطور كبير ومن الأفضل لها أن تتوقف عن دعم الإستراتيجية العسكرية الجنونية لكيان الاحتلال في أسرع وقت ممكن.
وفي إشارة إلى تخبط استراتيجية البيت الأبيض فيما يتعلق بأزمة غزة، قال وزير الخارجية: الجميع داخل البيت الأبيض كانوا يعتقدون أن الكيان الصهيوني يجب أن ينتصر في الميدان، ولكن الآن، وبعد ادراك حقائق الميدان والتأكد من قدرة صمود وثبات المقاومة والشعب الفلسطيني، فانهم وفي الوقت الذي يسعون فيه لتقديم الدعم العسكري الشامل للكيان الصهيوني القاتل للأطفال يسعون إلى الخروج من هذه الحرب مع حفظ ماء الوجه من خلال أسلوب سياسي وإنقاذ الكيان من هذا الفشل الاستراتيجي.
وفي إشارة إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إيران على مختلف المستويات، بما في ذلك المشاورات التي أجراها آية الله رئيسي على مستوى رؤساء الدول، قال أمير عبداللهيان: كما في الماضي، بذلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أقصى جهودها الدبلوماسية في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ولكن القوي والصابر في الوقت ذاته من أجل إنهاء العدوان الإجرامي للكيان الصهيوني على غزة، والإنهاء الكامل للحصار وإرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع على الفور، فضلا عن مواجهة الخطط السياسية المنحازة للكيان الصهيوني.
وأضاف رئيس السلك الدبلوماسي: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية واثقة من أن الشعب الفلسطيني مثلما أثبت قدرته وصلابته في ساحة المقاومة والقتال في الحرب غير المتكافئة التي يفرضها الكيان الصهيوني وداعموه، وخاصة أميركا، فانه في المجال السياسي ايضا، كما في الماضي لن يسمح لاي كان بتنفيذ مخططات سياسية مفروضة ، وإيران تدعم الجهود والمبادرات السياسية للمقاومة للخروج من الوضع الراهن، ووقف الحرب ضد غزة ورفع الحصار الظالم وغير الإنساني عن المواطنين الفلسطينيين، وكذلك حق الشعب الفلسطيني المشروع والطبيعي في تقرير مصيره النهائي.
من جانبه شرح إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في هذا اللقاء، آخر التطورات على صعيد الحرب على غزة، واستعرض الجهود والمشاورات والتحركات السياسية للمقاومة لإنهاء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والانهاء الكامل للحصار وإرسال المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة إلى المواطنين.
وقال هنية: بعد مرور 75 يوما على بداية حرب الكيان الصهيوني المدمرة على غزة والجرائم غير المسبوقة بحق المواطنين الفلسطينيين، ورغم كثرة عدد الشهداء، إلا أن المقاومة ما زالت قوية وفي حالة تألق ووضع ممتاز.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني لم يحقق أيًا من أهدافه الإستراتيجية المعلنة رغم جرائمه التي لا تعد ولا تحصى، وقال: هذا الكيان ادعى أنه سيطر على شمال غزة، أما الآن فالمقاومة موجودة في كافة مناطق شمال القطاع، وفي ظل الدعم الاميركي ، يرتكب الكيان الصهيوني جرائم فظيعة ضد سكان قطاع غزة بأكمله، فضلا عن سلوكياته غير الإنسانية ضد المواطنين الفلسطينيين المعتقلين.
واشاد بدعم فصائل المقاومة في المنطقة والدعم السياسي والدبلوماسي والإعلامي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة والشعب الفلسطيني وأضاف: هذا الدعم وأيضا التحركات الشعبية واسعة النطاق في العالم الإسلامي والدول غير الإسلامية حول العالم لدعم فلسطين له العديد من الآثار النفسية والمعنوية على الشعب الفلسطيني، كما أن له العديد من التأثيرات السياسية والضغوط على الكيان الصهيوني والحكومات الغربية الداعمة له، ونحن بحاجة إلى هذا الدعم لإنهاء الحرب والعدوان الوحشي الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
وفي الختام نقل هنية تحياته الحارة إلى قائد الثورة ورئيس الجمهورية والحكومة والشعب الإيراني، وثمن دعم إيران الدائم والمستمر للشعب الفلسطيني، وخاصة الدعم الدبلوماسي المستمر واللافت للمقاومة والشعب الفلسطيني بعد عملية طوفان الأقصى.
هل نحن من أهل الفضائل والتقوى؟
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "فالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ. مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، ومَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ، ومَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ، غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ، ووَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ، نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ، كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ، ولَوْلَا الأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِمْ، لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ، وخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ. عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَصَغُرَ مَا دُونَه فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ والْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وهُمْ والنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ"[1].
فاتّصفوا بالفضائل النفسانيّة، وتزيّنوا بمكارم الأخلاق، ومحامد الأوصاف، التي فصّلها عليه السلام بالبيان البديع:
منطقهم الصواب: والصواب ضدّ الخطأ، يعنى أنّهم لا يسكتون عمّا ينبغي أن يقال، فيكونون مفرّطين، ولا يقولون ما ينبغي أن يُسكَت عنه، فيكونون مُفرِطين.
ويُحتَمل أن يُرادَ به خصوص توحيد اللَّه تعالى وتمجيده والصّلاة على نبيّه، وبه فُسِّر في قوله سبحانه: ﴿لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾[2].[3]
وعنه عليه السلام، في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفية: "وَمَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً أَحْسَن مِنَ الكَلَامِ، وَلَا أَقْبَح مِنْهُ، بِالكَلَامِ ابْيَضَّتِ الوُجُوهُ، وَبِالكَلَامِ اسْوَدَّتِ الوُجُوهُ"[4].
ملبسهم الاقتصاد: أي التوسّط بين الإفراط والتفريط، يعني أنّ لباسهم ليس بثمينٍ جدّاً، مثل لباس المترفين المتكبِّرين، ولا بذلّة،ٍ كلِباسِ أهل الابتذال والخسّة والدناءة، بل متوسّطٌ بين الأمرَين[5].
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾[6].
يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "إنّ لِمادّة اللباس وجنسِه وغلائه وزينته تأثيراً في النفوس، ومن هذه الجهة، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "وَمَنْ لَبِسَ المُرْتَفِعَ مِنَ الثِّيَابِ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنَ التَّكَبُّرِ، وَلَا بُدَّ لِلْمُتَكَبِّرِ مِنَ النَّارِ"[7]"[8].
مشيهم التواضع: يعني أنّهم لا يمشون على وجه الأشر والبطر والخيلاء، لِنَهيِ اللَّه سبحانه عن المشي على هذا الوجه، في قوله: ﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً﴾، وأمرِه بخلافه في قوله: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾[9].
وقد رُوِيَ في الكافي، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: "فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى دَاوُدَ عليه السلام: يَا دَاوُدُ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ
النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْمُتَوَاضِعُونَ، كَذلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْمُتَكَبِّرُون"[10].
غضّوا أبصارهم عمّا حرّم اللَّه عليهم: امتثالاً لأمره تعالى به، في قوله: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾[11]، أي يغضّوا أبصارهم عمّا لا يحلّ لهم النظر إليه.
وفي الكافي، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام: "عن أبي جعفرٍ عليه السلام، قال: كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، غَيْرَ ثَلَاثٍ: عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّه،ِ وَعَيْنٍ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه،ِ وَعَيْنٍ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّه"[12].
وقفوا أسماعَهم على العلم النافع لهم: في الدنيا والآخرة، وأعرضوا عن الإصغاء إلى اللَّغو والأباطيل، كالغيبة والغناء والفحش والخناء ونحوها. وقد وصفهم اللَّه سبحانه بذلك، في قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾[13].
نزلت أنفسهم منهم في البلاء، كالَّذى نزلت في الرّخاء: يعني أنّهم موطِّنون أنفسَهم على ما قدّره اللَّه في حقّهم من الشدّة والرخاء والسرّاء والضرّاء والضيق والسعة والمنحة والمحنة، ومحصّلُه وصفُهم بالرضاء بالقضاء.
رُوِيَ في الكافي، عن ابن سنانٍ، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: "قُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ يُعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ عليه السلام: بِالتَّسْلِيمِ لِلَّه،ِ وَالرِّضَا فِيمَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ سُرُورٍ أَوْ سَخَطٍ"[14].
لَوْلَا الأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِمْ، لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ، وخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ: رُوِيَ في الكافي، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: "مَنْ عَرَفَ اللَّهَ، خَافَ اللَّهَ، وَمَنْ خَافَ اللَّهَ، سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا"[15].
عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَصَغُرَ مَا دُونَه فِي أَعْيُنِهِمْ: علماً منهم بأنّه سبحانه موصوفٌ بالعظمة والكبرياء والجلال، غالبٌ على الأشياء كلِّها، قادرٌ قاهرٌ عليها، وأنّ كلّ من سواه مقهورٌ تحت قدرته، داخرٌ ذليلٌ في قيد عبوديّته، فهو سبحانه عظيم السلطان، عظيم الشأن، وغيره أسيرٌ في ذلِّ الإمكان، مُفتَقِرٌ إليه، لا يقدر على شيءٍ إلَّا بإذنه.
وأشار عليه السلام بهذا الوصف، إلى شدّة يقين المتّقين، وغاية توكَّلهم، وأنّ اعتصامهم في أمورهم جميعها به، وتوكّلهم عليه، وأنّهم لا يهابون معه ممّن سواه.
رُوِيَ في الكافي، عن أبي بصيرٍ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: "لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَلَهُ حَدٌّ. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! فَمَا حَدُّ التَّوَكُّلِ؟ قَالَ: الْيَقِينُ. قُلْتُ: فَمَا حَدُّ الْيَقِينِ قَالَ أَلَّا تَخَافَ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً"[16].
ولمّا ذكر شدّة اشتياق المتّقين إلى الجنّة وخوفهم من العقاب، أتبعه بقوله: "فَهُمْ والْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وهُمْ والنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ"[17]، إشارةً إلى أنّهم صاروا في مقام الرجاء والشوق إلى الثواب،
وقوّة اليقين بحقائق وعده سبحانه، بمنزلةِ مَن رأى بحسِّ بصرِه الجنّةَ وسعادتَها، فتنعّموا فيها، والتذّوا بلذائذها، وفي مقام الخوف من النار والعقاب، وكمال اليقين بحقائق وعيده تعالى، بمنزلةِ مَن شاهد النّار وشقاوتها، فتعذّبوا بعذابها، وتألَّموا بآلامها.
ومحصّله جمعهم بين مرتبتَي الخوف والرجاء، وبلوغهم فيه إلى الغاية القصوى، وهي مرتبةُ عين اليقين، كما قال عليه السلام، مخبراً عن نفسه: "لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ يَقِيناً"[18].
[1] الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج2، ص160.
[2] سورة النبأ، الآية 38.
[3] حبيب الله الهاشميّ الخوئيّ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، مصدر سابق، ج12، ص117.
[4] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج12، ص193.
[5] حبيب الله الهاشميّ الخوئيّ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، مصدر سابق، ج12، ص117.
[6] سورة الفرقان، الآية 67.
[7] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، مصدر سابق، ج3، ص257.
[8] الإمام الخمينيّ، روح الله الموسويّ، معراج السالكين، ص98.
[9] سورة لقمان، الآية 19.
[10] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص124.
[11] سورة النور، الآية 30.
[12] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص80.
[13] سورة المؤمنون، الآية 3.
[14] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص63.
[15] المصدر نفسه، ج2، ص68.
[16] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج67، ص 143.
[17] الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج2، ص161.
[18] حبيب الله الهاشميّ الخوئيّ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، مصدر سابق، ج12، ص119.
هل تشعر بآثار التقوى في حياتك؟
إن للتقوى آثارا عظيمة على الإنسان في الدنيا والآخرة، وسنشير هنا إلى بعض الآثار الدنيوية:
التيسير والتسهيل
إن الحياة في المساحة التي تدخل ضمن حدود اللّه حياة مباركة، كثيرة البركات، ميسّرة بعيدة عن التعقيدات، وعكس ذلك العيش خارج حدود التقوى، فهو مقرون بالعسر والضنك والشدة والتعقيد.
وقد قسّم اللّه تعالى للناس من الرحمة والبركة والفرج والتيسير والتسهيل في دائرة التقوى، وضمن حدود اللّه ما لا يرزقه احدا خارج هذه المساحة.
وإليك بعض الشواهد على ذلك من كتاب اللّه: يقول تعالى: ﴿ولوْ أنّ أهْل الْقُرى آمنُواْ واتّقواْ لفتحْنا عليْهِم بركاتٍ مِّن السّماء والأرْضِ ولكِن كذّبُواْ فأخذْناهُم بِما كانُواْ يكْسِبُون﴾([1]).
ويرزقهم بالتقوى من حيث لا يحتسبون. يقول تعالى: ﴿ويرْزُقْهُ مِنْ حيْثُ لا يحْتسِبُ﴾([2]).
ويجعل اللّه تعالى لهم من أمرهم يسرا كلما واجهوا في حياتهم عسرا وشدّة. يقول تعالى: ﴿ومن يتّقِ اللّه يجْعل لّهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرا﴾([3]).
د ـ ويجعل اللّه تعالى للناس في حياتهم بالتقوى فرجا من كل ضيق، ومهما ضاقت عليهم مسالك الحياة فرّجها اللّه تعالى لهم بالتقوى. يقول تعالى: ﴿ومن يتّقِ اللّه يجْعل لّهُ مخْرجا﴾([4]).
الأمن والسلام بين الناس
إن منطقة التقوى هي منطقة أمينة ينعم فيها الإنسان بالأمن والسلام في الدنيا والآخرة، الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الدنيا يقوم غالبا على نوع العلاقة فيما بين الناس، فإذا كانت هذه العلاقة قائمة على أساس العدل والإنصاف والتقوى والتزام حدود اللّه، فإن الناس ينعمون في هذه المساحة بالأمن والسلام لا محالة.
عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه"([5]).
إذن هذه المنطقة في حياة الناس منطقة أمينة حصينة، إذا دخلها الناس أمن بعضهم من بعض، وسلم بعضهم من بعض، ففي هذه المنطقة كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله. وفي هذه المنطقة يأمن المسلم على نفسه من الغش والغدر والخيانة والكذب من ناحية أخيه المسلم، عن الإمام الصادق عليه السلام:" المسلم من سلم الناس من يده ولسانه"([6]).
وفي الخلاصة، يفترض الكثيرون أن التقوى من الوقاية، والوقاية تعني الحذر والاحتراز والبعد والاجتناب، فهي إذن سيرة عملية سلبية، وكلما كان الحذر أكثر كانت التقوى أكمل!
([1]) الأعراف، 96.
([2]) الطلاق: 3.
([3]) الطلاق: 4.
([4]) الطلاق: 2.
([5]) المجلسي- محمد باقر- بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة -ج71، ص256.
([6]) ميزان الحكمة، ج2، ص 1340.
منطق الحرية في الإسلام
في الإسلام، المبنى الأساسيّ للإنسان هو التوحيد. بالطبع، لقد ذكر الأعزّاء بعض الموارد الأخرى أيضًا - وهي أيضًا صحيحة، لكنّ النقطة المركزية هي التوحيد. والتوحيد ليس منحصرًا بالاعتقاد بالله، بل هو عبارة عن الاعتقاد بالله والكفر بالطاغوت، والعبودية لله وعدم العبودية لغير الله، حيث يقول تعالى: ﴿تَعَالَواْ إِلَىٰ كَلِمَة سَوَاءِ بَينَنَا وَبَينَكُم أَلَّا نَعبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشرِكَ بِهِۦ﴾[1]؛ لا يقول ولا نشرك به أحدًا. بالطبع، هناك موردٌ جاء فيه كلمة أحدًا، لكنّه هنا بمعنىً أعمّ، حيث يقول لا نشرك به شيئًا، فلا نجعل أيّ شيء شريكًا لله، أي إنّكم إذا اتّبعتم العادات دون دليل فهذا خلاف التوحيد، وإذا اتّبعتم البشر يكون كذلك، وهكذا في مورد الأنظمة الاجتماعيّة - فكل ما لا ينتهي إلى الإرادة الإلهية - يكون في الواقع شركًا بالله. والتوحيد هو عبارة عن الإعراض عن هذا الشرك: ﴿فَمَن يَكفُر بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱستَمسَكَ بِٱلعُروَةِ ٱلوُثقَىٰ﴾[2]، فيوجد الكفر بالطاغوت وبعده الإيمان بالله. حسنًا، هذا معناه تلك الحريّة، فأنتم أحرارٌ من جميع القيود، غير العبودية لله.
أنا العبد، وقبل سنوات في صلاة الجمعة في طهران، تحدّثتُ عن بحث الحريّة في عشر أو خمس عشرة جلسة، وقد أشرت هناك إلى مسألة وقلت: "نحن في الإسلام نعدّ أنفسنا عبيدًا لله، لكن في بعض الأديان الناس هم أبناء الله. قلت ذاك مجاملة، إنّهم أبناء الله وعبيدٌ لآلاف البشر، عبيدٌ لآلاف الأشياء والأشخاص! الإسلام لا يقول هذا، بل يقول كن ابنًا لمن تشاء، ولكن كن عبدًا لله فقط. لا ينبغي أن تكون عبدًا لغير الله. فأساس المعارف الإسلاميّة في مورد الحرية ناظرٌ إلى هذه النقطة".
هذه اللّماظة لأهلها
ذاك الحديث المنقول عن أمير المؤمنين، وبالظاهر عن الإمام السجّاد عليه السلام، يقول: "ألا حرٌّ يدع هذه اللُّماظة لأهلها"[3]، هذه هي الحريّة ـ ألا يوجد حرٌّ يترك هذا المتاع الحقير. اللُماظة هي سوائل الأنف أو تلك الّتي تخرج من فم الحيوان الوضيع، ليتركها لأهلها؟ إلى هنا لا يُفهم شيء. من الواضح أنّ الحرّ هو الّذي يترك هذا الأمر لأهله ولا يسعى نحوه. فيقول بعد ذلك: "فليس لأنفسكم ثمنٌ إلّا الجنة فلا تبيعوها بغيرها"[4]. من المعلوم أنّهم يريدون أن يجعلوا لتلك اللّماظة قيمة وثمنًا، أي إنّهم كانوا يقدّمون تلك اللُّماظة ليبادلوا بها أنفسهم ووجودهم وهويّتهم وشخصيّتهم، فالقضيّة أنّ هناك معاملة تجري وهو ينهى عنها. فإذا أردتم أن تقوموا بهذه المعاملة، فلماذا تبيعون أنفسكم لقاء هذه اللُّماظة؟ بل اجعلوا ذلك فقط مقابل الجنّة والعبوديّة لله. لهذا، فإنّ النقطة المركزيّة هي هذه. بالطبع، توجد نقطة مركزية أخرى هي عبارة عن الكرامة الإنسانيّة، والّتي تشير إليها "وليس لأنفسكم ثمن إلّا الجنّة"، حيث ندخل الآن في هذا البحث.
[1] سورة آل عمران، الآية 64.
[2] سورة البقرة، الآية 256.
[3] الشريف الرضي، نهج البلاغة خطب الإمام علي عليه السلام، تحقيق صبحي الصالح، ط1، 1967م، ص556.
[4] نهج البلاغة، ص556.