emamian

emamian

أكد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، حسين أمير عبداللهيان، خلال محادثات هاتفية اليوم السبت مع نظيره الاماراتي، الشيخ عبدالله بن زياد آل نهيان، انه لا توجد أية قيود امام تطوير العلاقات بين البلدين.

وهنا وزيرا خارجية ايران والامارات في هذا الاتصال الهاتفي، حلول عيد الفطر السعيد، وبحثا القضايا الثنائية والاقليمية والدولية.

يذكر انه عقب الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية في بكين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، وصف وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة في اتصال هاتفي في 11 ابريل / نيسان مع أمير عبداللهيان، هذا التطور بأنه أمر إيجابي ومفيد للمنطقة، ودعا نظيره الايراني لزيارة الامارات.

من جانبه ابلغ رئيس السلك الدبلوماسي الايراني نظيره الإماراتي أنه لا توجد أية قيود امام التطوير الشامل للعلاقات الثنائية.

يذكر ان أمير عبداللهيان، هنأ مساء أمس في رسائل منفصلة وزراء خارجية الدول الإسلامية بحلول عيد الفطر، كما هنأ وزير خارجية الإمارات نظيره الايراني بهذه المناسبة.

وأكد وزيرا خارجية إيران والإمارات في هذه المحادثات الهاتفية على أهمية تطوير التعاون قدر الإمكان، بما في ذلك بين القطاعين الخاصين في البلدين.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ، في معرض إشارته إلى المصالح المشتركة لإيران والإمارات في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، على الفرص المختلفة للتعاون المشترك.

وبشأن الوضع الجديد في المنطقة، قال وزير خارجية الإمارات العربية: إنه في الأسابيع الأخيرة، شهدنا تعزيزًا للتعاون في المنطقة ، بما في ذلك العلاقات الجيدة بين إيران والسعودية والأوضاع الجديدة في سوريا.

ودعا وزيرا خارجية الإمارات وايران بعضهما البعض لزيارة أبوظبي وطهران.

كما أجرى أمير عبداللهيان مؤخرا محادثات هاتفية مع وزراء خارجية السعودية وقطر والأردن.

يذكر أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني كان زار دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر مارس / آذار الماضي.

 

سليمان صالح

عناصر من الجيش السوداني يحتفلون بالسيطرة على "التمرد" في جنوب دارفور (القوات المسلحة السودانية)

توضح أحداث السودان حاجة الأمة إلى البحث عن إجابات متعمقة للكثير من الأسئلة التي يمكن أن تكون أساسا لمناقشة حرة.. لكن وسائل الإعلام تفتقد الجرأة والشجاعة، وتقوم بتجهيل الشعوب وتضليلها، بينما تخفي تحيزاتها بادعاء الحياد والموضوعية، والاعتماد على المصادر الرسمية.

والسؤال الذي يمكن أن نبدأ به المناقشة: هل أحداث السودان كانت مفاجئة لم يتوقعها أولئك الذين يدرسون تاريخ السودان، والعلاقات بين القوى الدولية، وإدارة الصراع بينها خلال العقد الماضي، أم أن وسائل الإعلام تجاهلت العوامل التي تحرك الأحداث، وبذلك لم تقم بوظيفتها في الوفاء بحق الجماهير في المعرفة؟

لو أن وسائل الإعلام حاولت تقديم تغطية تفسيرية للأحداث؛ لاكتشفت أن السودان يتعرض لمؤامرة دولية تشارك فيها أطراف متعددة تدفع نحو الحرب الأهلية بهدف إضعافه وتفكيكه وتقسيمه إلى دويلات.. فأميركا ترى من زمن طويل أن السودان أكبر من أن يكون دولة واحدة، ولقد لعبت مخابرات الكثير من الدول في السودان حتى نجحت في فصل جنوبه.

وكان يجب أن يتنبه السودانيون والأمة العربية كلها إلى أن فصل جنوب السودان شكّل حالة نجاح تدفع أجهزة المخابرات في الكثير من الدول لتكرار المحاولة، وإثارة الحرب الأهلية بهدف تفكيك الدولة.

الدور الإسرائيلي في تفكيك السودان

ولكي نكون أكثر وضوحا يجب أن نبحث عن إجابة متعمقة لسؤال يشكل مفتاحا للأحداث: ما دور إسرائيل وجهاز مخابراتها في إدارة الصراع في السودان؟!

بدأت علاقات إسرائيل بانفصاليي جنوب السودان منذ ستينيات القرن الماضي، وتكللت ثمار هذا التعاون بانفصال الجنوب، الذي أصبح حليفا مهما لإسرائيل يسيطر على منابع المياه والطاقة في جنوب وادي النيل، وبعده دخل السودان في دوامة مشكلات سياسية واقتصادية عديدة، من أهمها أحداث التمرد في دارفور، والذي استغلته الدول الغربية لتطبيق العقوبات على السودان، فدفع ذلك النظام السوداني للعمل على استيعاب مليشيات الجنجويد، والتي أصبحت جيشا موازيا ينخرط الآن في صراع جديد يدفع البلاد للحرب الأهلية.

ولكي نفهم ما يحدث في السودان الآن، ونستشرف مستقبل المنطقة كلها يجب أن ندرس بعمق الدور الإسرائيلي في إدارة صراعات المنطقة.

الرسالة الواضحة التي نقلتها قوى إقليمية إلى النظام السوداني مفادها أن التطبيع مع إسرائيل هو الحل للأزمات التي تواجه السودان، ولا سيما الاقتصادية، وأن إرضاء إسرائيل هو الطريق الوحيد لقلب أميركا.. لكن إسرائيل لا تقنع بالتطبيع فقط؛ وإنما تريد تحقيق أهداف طويلة المدى من أهمها إضعاف السودان وتفكيكه وربما تقسيمه.. لماذا؟!!

الكل يدرك قوة السودان.. لكننا لا نفهم!

إن بقاء السودان موحدا يمكن أن يفتح المجال يوما ما لتغيير سياسي حقيقي يشكل أساسا لاستغلال ثرواته في بناء قوة صلبة؛ وعلى أقل تقدير فإن زراعة أرضه يمكن أن تنقذ الأمة العربية كلها من مجاعة مقبلة يمكن لكل ذي بصيرة أن يرى نذرها تلوح في الأفق.

كما أن إضعافه وتفكيكه يضعف مصر التي ستفقد كل فرص الخروج من أزمتها الاقتصادية، وسيصب في مصلحة إسرائيل التي تعرف أن إضعاف مصر مهم لحماية أمنها.

لكن لماذا لم ندرك قوة السودان، وما يمكن أن يوفره من إمكانات لبناء مستقبل الأمة العربية كلها؟

إن هناك الكثير من العلماء الذين يعرفون، ويمكن أن يخططوا لبناء قوة السودان، لكن لا يستمع لهم أحد، ولا تتاح لهم فرصة للتعبير عن رؤيتهم، لأن وسائل الإعلام تسيطر عليها سلطات كل هدفها تحقيق الاستقرار عبر إرضاء إسرائيل.

أعرف الكثير من علماء السودان في كل المجالات، واعتز بصداقة الكثير منهم، وهم ينتمون إلى اتجاهات سياسية مختلفة، وأعتقد أنهم يمتلكون خيالا جغرافيا وحضاريا وسياسيا يمكن أن يشكل نهضة للسودان، وللأمة العربية، فلماذا لم يقوموا بدورهم في توعية الشعب بالتحديات التي تواجه الوطن، والفرص التي يمكن أن توفرها جغرافيته؛ ليقوموا بدور فاعل في مرحلة تاريخية جديدة؟!

هم في ذلك يشبهون حال العلماء في مصر الذين لم ينجحوا أيضا في المساهمة بحل مشاكل بلادهم، والسبب واحد؛ النظم العسكرية -التي تسيطر منذ عقود- لا تعترف بالعلم ولا العلماء، ولا دراسات الجدوى، أو استشراف المستقبل، وتسيطر على وسائل الإعلام، وهي تريد دائما الطريق السهل، وترى أن مصيرها يرتبط بتبعيتها للغرب.

لم يجد العلماء فرصة خلال العقود الماضية لعرض أفكارهم، وحرموا من حرية البحث العلمي ومن استكشاف السبل المثلى لاستغلال الموارد والثروات، التي كانت تنهب بشكل منتظم وتنقل للخارج كمواد خام، وهناك الكثير من تلك الثروات من الذهب وحتى الرمال التي يمكن أن توفر الأساس للكثير من الصناعات.

لذلك تساعد دول الاستعمار القديم والجديد النظم الدكتاتورية في إغلاق المجال العام حتى لا تسمع الشعوب صوت العلماء، ولا تظهر قيادات تحلم بالاستقلال الشامل وبناء القوة، وتحقيق الانتصارات وبناء المستقبل، وتظل المنطقة تحت سيطرة إسرائيل.

أهداف إضافية

إلى جانب الإضعاف العام للسودان وضمان القضاء على مستقبله التنموي، هناك أهداف أخرى تتحقق لا يستفيد منها إلا الغرب وإسرائيل، إذ يمكن فهم المشهد المسرب للجنود المصريين بالسودان في ضوء ذات الهدف التفكيكي الذي يعمل على إضعاف المنطقة لصالح إسرائيل، فالتسريب يعمل على إذكاء مشاعر العداء والعنصرية بين شعبي وادي النيل، وهي مشاعر طالما استفاد منها المستعمر، وطالما استفادت منها إسرائيل، فهي تقطع الطريق على فرص التكامل أو التعاون في الزراعة أو المياه في وقت يتخوف فيه المصريون من أزمات في الغذاء والمياه في الفترة المقبلة.

المستفيد الأكبر من نشر الفيديو هو إسرائيل وحدها، فهل يمكن استبعاد دورها في نشره أو تنسيقها مع ناشريه على أقل تقدير.

ولا ننسى في السياق ذاته تلك الأصوات التي تعالت مع المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي تتعالى باتهام الإسلاميين بالوقوف وراءها، موجهة سهام الاتهام إلى الجيش السوداني الذي يضم كثيرا من المتدينين، فهل يكون إضعاف هذا الجيش وضرب الإسلاميين في السودان هما أيضا من أهداف تلك المواجهات التي تصب في مصلحة إسرائيل والغرب.

ولكن ما دور إثيوبيا؟!

الدور الإثيوبي أيضا غير مستبعد في هذه المواجهات، فلإثيوبيا مصالح لا تخفى في فصل مصر عن السودان في قضية سد النهضة وفي مجالات التنسيق العسكري، وإثيوبيا بدورها تملك تلك العلاقات الدافئة مع إسرائيل، وتنسق معها في كثير من الأمور، وبهذا يتشكل أمامنا هذا التحالف الثلاثي المستفيد مما يحصل في السودان؛ وأعني به الغرب وإسرائيل وإثيوبيا، وجميعهم مستفيدون من الضعف والتفكك في السودان ووادي النيل، بل وفي المنطقة.

وإذا كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبّر قبل ذلك عن أننا بصدد واقع جديد في المنطقة، فإن هناك مبررات للخوف من أن يتضمن هذا الواقع خرائط جديدة لمنطقة تزداد تفككا، وهو الخطر الذي لا يمكن أن نواجهه إلا إذا أطلقنا لخيالنا الجغرافي والسياسي العنان، وفكرنا في فرص التعاون، وفتحنا المجال العام أمام العلماء ليقودوا الأمة في مواجهة المخاطر التي تهدد وجودنا؟ّ!

التحدي الذي يهدد وحدة السودان ودماء شعبه يواجه الأمة كلها، ويفرض عليها أن تفكر بأسلوب جديد لبناء مستقبلها!

 

الجمعة, 21 نيسان/أبريل 2023 07:34

ما هي الآداب العامة للعيد في الإسلام؟

للعيد، في المفهوم الإسلاميّ، آدابٌ وسننٌ هامّةٌ، ينبغي الاهتمام بها ومراعاتها، وهي على قسمَين: آدابٌ عامّةٌ، وآدابٌ خاصّةٌ.
 
ومن الآداب العامة للعيد الآداب العامّة:

أ- ابتداء يوم العيد بالتكبير والتهليل: فالعيد شعيرة من شعائر الله تعالى، التي ينبغي أن تظهر وتبرز في المجتمع الإسلاميّ، ومنها استحباب التكبير والتهليل والتحميد صبيحة العيد، والاجتماع للصلاة، وغيرها من الأعمال والمستحبّات. ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "زيّنوا العيدَين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس"[1].
 
ب- بثُّ روح الإلفة والإكرام في العيد: كثيرة هي الأحاديث التي تحثّ المسلم على الاهتمام بالآخرين، ولطافة التعامل معهم، وترغّبه بذلك، حيث قال النبيّ محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أحبَّكم إلى الله، الذين يألَفون ويُؤلَفُون، وإنّ أبغضكم إلى الله المشّاؤون بالنميمة، والمفرِّقون بين الإخوان"[2]. والعيد هو فرصةٌ ثمينةٌ لتكريس ثقافة التزاور والضيافة والاستضافة، لأنّها من باب تكريم المؤمن، وإدخال السرور على قلبه، بلا فرقٍ بين الزائر والمزور، أو بين الضيف والمضيف. ولهذا، ينبغي إكرام المؤمن، بل والمسلم، بتلبية دعوته، وعدم الاقتصار على الحضور والمشاركة عند طبقةٍ اجتماعيّةٍ خاصّةٍ. يقول  صلى الله عليه وآله وسلم: "حقّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ: ردّ السلام، وعيادة المريض، واتّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميتُ العاطس"[3].
 
ج- التلاقي والتزاور: التلاقي والتزاور وغيرها من مظاهر العيد، تنمّي مفاهيم إنسانيّة جميلة، حيث تزيد من التواصل والترابط الحميم بين أفراد المجتمع، فقد ورد الحثّ الشديد على التزاور في الله، ولقاء الإخوان. قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ زَارَ أَخَاهُ المؤْمِنَ إِلى مَنْزِلِهِ، لَا حَاجَةَ مِنْهُ إِلَيْهِ، كُتِبَ مِنْ زُوَّارِ اللهِ، وَكَانَ حَقِيقًا عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ"[4].
 
د- التزيّن والتجمُّل: صحيحٌ بأنّ بهجةَ العيد وزينتَه ليست لِذَاتِ العيد، بل لِمَا يحمله العيدُ من معانٍ ومفاهيمَ عظيمةٍ في الإسلام، تتجلّى في غفران ذنوب الحاجّ، وقبول حجّه وسعيه...، إلّا أنّ هذا لا يتنافى أبدًا مع إبراز مظاهر الزينة المعنويّة بالتهليل والتكبير والزينة المادّيّة من خلال التجمّل في اللباس، للكبار والصغار، فقد ورد عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "إنَّ اللهَ يحبُّ إذا خرجَ عبدُهُ المؤمنُ إلى أخيهِ، أنْ يتهيّأَ لَهُ، وَأنْ يتجمّلَ"[5]، وقد ورد التأكيد في النصوص على أنّ "خيرَ لباسِ كلّ زمانٍ لباسُ أهلِهِ"[6].
 
هـ- التكافل ومعونة الفقراء: وذلك بالسعي الجدّيّ للمشاركة في تحمّل المسؤوليّة تجاه الفقراء والمستضعفين، لنُشعِرَهم جميعًا بفرحة العيد، وليكونَ شعارُنا العملَ لِيَفرحَ الناس، كلّ الناس، بالعيد، وذلك من خلال التعاون والتكافل والإيثار، فقد ورد أنّ عليًّا اشترى ثوبًا فأعجبه، فتصدّق به، وقال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: مَنْ آثَرَ عَلَى نَفْسِهِ آثَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ بالجَنَّةَ"[7].
 

[1] السيوطيّ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1401ه - 1981م، ط1، ج2، ص32.
[2] الفيض الكاشانيّ، المولى محمّد محسن، المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء، صحّحه وعلّق عليه علي أكبر الغفاريّ، دفتر انتشارات اسلامى وابسته به جامعه مدرسين حوزه علميه قم، إيران - قم، لا.ت، ط2، ج 3، ص288.
[3] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج4، ص415.
[4] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج72، ص364.
[5] الشيخ الطبرسيّ، مكارم الأخلاق، مصدر سابق، ص97.
[6] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج6، ص141.
[7] الشيخ الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن، مصدر سابق، ج 2، ص342.

 

شهر رمضان المبارك بدأ الخميس 23 مارس/آذار الماضي، في 27 دولة عربية وإسلامية (رويترز)

أعلنت دول عربية وإسلامية، اليوم الخميس، ثبوت رؤية هلال شوال وأن غدا الجمعة هو أيام عيد الفطر المبارك، في حين ذكرت دول أخرى أن أول أيام العيد بعد غد السبت.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية بثبوت رؤية هلال شوال، كما أعلنت وكالة الأنباء السعودية بدورها أن يوم غد الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

وقالت الوكالة السعودية إن المحكمة العليا للبلاد أعلنت أن غدا الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام 1444هـ، بعد ثبوت رؤية هلال شهر شوال.

كما أعلنت كذلك اليمن والإمارات والبحرين والكويت ومصر والأردن وسوريا والجزائر وتونس وتركيا يوم غد الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك.

وفي السودان، ذكر مجمع الفقه الإسلامي أن يوم غد الجمعة هو أول يوم في عيد الفطر، كما أعلن ديوان الوقف السني في العراق ودار الإفتاء في لبنان الأمر ذاته.

من جهته، أفاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية بأن يوم غد الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

تعذر رؤية الهلال

في المقابل، أعلنت دول أخرى تعذر رؤية الهلال. وذكرت الأوقاف العُمانية، في بيان، أن السبت هو أول أيام عيد الفطر المبارك، ويكون الجمعة المكمل لشهر رمضان.

كما قال مكتب المرشد الأعلى الإيراني آية الله( السيىد )علي خامنئي، والمرجع الشيعي في العراق (آیه الله السید)علي السيستاني، إنه نظرا إلى عدم رؤية الهلال مساء الجمعة "يكون يوم السبت هو يوم عيد الفطر السعيد".

وأعلنت كلٌّ من المغرب وماليزيا وإندونيسيا بدورهما أن السبت هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

وبدأ شهر رمضان المبارك، الخميس 23 مارس/آذار، في 27 دولة عربية وإسلامية بينها تركيا والسعودية ومصر وفلسطين، وجاليات مسلمة في فرنسا والنمسا والقارة الأسترالية.

وتم تحري هلال شهر شوال في معظم الدول العربية والإسلامية مساء يوم 29 رمضان 1444هـ الموافق لليوم الخميس 20 أبريل/نيسان 2023.

المصدر : الجزيرة

 

الغنوشي يلوح لأنصاره لدى وصوله للاستجواب بعد أن استدعته شرطة مكافحة الإرهاب في أبريل/نيسان 2022 (رويترز)

خميس بن بريك

تونس– يرى معارضون أن توقيف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وقياديين آخرين بالحزب بتهمة التآمر على أمن الدولة هدفه تصفية أبرز قوة في المعارضة، وبينما يُحمّل بعضهم حركة النهضة نفسها مسؤولية الأزمة بالبلاد، يعتقد آخرون أن محاولة اجتثاثها لها عواقب وخيمة.

في تصريح يقول زعيم جبهة الخلاص المعارضة نجيب الشابي إن ما حصل من توقيفات شملت زعيم حركة النهضة وقياديين آخرين بالحزب الاثنين الماضي يعبر عن إرادة النظام الحالي في تصفية المعارضة السياسية للرئيس قيس سعيد ومحاولة إبادتها.

ويعتبر الشابي حركة النهضة أهم حزب سياسي بالبلاد ضارب بالقدم، كما تمثل له أكبر مكوّن في أهم تحالف سياسي معارض وهو جبهة الخلاص، مؤكدا أن توقيف قياداتها ومصادرة مقراتها ومقر جبهة الخلاص عمل غير قانوني هدفه شل النشاط السياسي لهذه القوى.

وتأسست جبهة الخلاص بعد 9 أشهر من إعلان الرئيس إجراءاته الاستثنائية يوم 25 يوليو/تموز 2021 بحل البرلمان وعزل الحكومة السابقة وحل المجلس الأعلى للقضاء، والجبهة عبارة عن تحالف من 6 أحزاب -أبرزها حركة النهضة- وهدفه استرجاع الديمقراطية، حسب الشابي.

الشابي اعتبر أن النظام الحالي يسعى لتصفية المعارضة السياسية للرئيس قيس سعيد ومحاولة إبادتها (الجزيرة نت)

قيود وتصعيد

وكان وزير الداخلية الجديد كمال الفقي أعطى تعليماته استنادا لقانون الطوارئ بحظر الاجتماعات بكامل مقرات حركة النهضة ومقر جبهة الخلاص المعارضة. ويمثل هذا المنع سابقة لم تعشها البلاد بعد الثورة، في حين يخشى معارضون أن تكون الخطوة تمهيدا لحل تلك القوى.

وترابض حاليا سيارات الشرطة أمام المقر الرئيسي لجبهة الخلاص المعارضة ومقر حركة النهضة المطوق بالحواجز الحديدية، بينما لم يصدر أي توضيح رسمي حتى الآن عن السلطة بشأن طبيعة المعركة المفتوحة، خاصة مع حركة النهضة، أو المدة الزمنية لتنفيذ الحظر.

ويقول الشابي إن جبهة الخلاص لن تذعن لهذا التصعيد من قبل السلطة، وإنها ستحافظ على وجودها السياسي والإعلامي، وستتحرك ميدانيا حسب الظروف لمواصلة المقاومة السياسية وفق ما يكفله القانون بهدف استرجاع الديمقراطية وإنقاذ البلاد من أزمتها، على حد تعبيره.

ويتجنب الشابي الحكم على نوايا السلطة إذا كانت تسعى لإفناء نشاط الجبهة أو حركة النهضة، لكن ترسخ بذهنه منذ إعلان سعيد تدابيره الاستثنائية أن الرئيس يرغب في التخلص من كل الأجسام الوسيطة من أحزاب وجمعيات ونقابات وإعلام.

وبسبب تضارب المواقف بين الرئيس واتحاد الشغل كبرى النقابات العمالية بالبلاد، لا يستبعد الشابي احتمال حدوث مواجهة بين الطرفين لا سيما مع تكرر ملاحقة نقابيين قضائيا، لكنه يقول إن المجتمع التونسي مهيكل في منظمات ونقابات وتنظيمات سياسية لا يمكن للسلطة إلغاؤها.

وحول ما ستتجه إليه الأوضاع، يقول الشابي إن الصراع السياسي سينتهي باسترجاع الديمقراطية بدعوى أن سلطة الرئيس تتجه نحو الانحدار والتدهور بسبب فشله في حلحلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة، في وقت ظلت فيه المعارضة في صعود من خلال تحركها، وفق قوله.

جانب من احتجاجات جبهة الخلاص وحركة النهضة على سياسة قيس سعيد في العاصمة تونس قبل أيام (الجزيرة نت)

هروب للأمام

من جهة أخرى، يقول القيادي بحركة النهضة المنذر الونيسي للجزيرة نت إن السلطة فشلت في تقديم حلول الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وإنها تواصل سياسة الهروب للأمام باستهداف النشطاء السياسيين قصد إلهاء الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد.

ويرى أن توقيف الغنوشي بشكل متعسف بعد دهم منزله رغم رمزيته الاعتبارية -بوصفه شخصية معروفة وطنيا ودوليا ناضل ضد الدكتاتورية وأسهم في البناء الديمقراطي والتداول على الحكم- لا يليق بدولة محترمة تدعي الديمقراطية، وفق تعبيره.

ولا يجد الونيسي دافعا لتوقيف الغنوشي الذي استجاب طواعية للتحقيق 10 مرات من قبل جهات أمنية أو قضائية بتهم مختلفة سوى التنكيل به، مؤكدا أن التنكيل بات سياسة ممنهجة من قبل السلطة التي تقوم بتلفيق التهم جزافا بحجج واهية وملفات فارغة من المؤيدات، وفق قوله.

ويعتبر أن منع اجتماعات حزبه اعتداء صارخ على حرية التنظيم، مؤكدا أن حركة النهضة حزب مدني وسلمي يعمل تحت الضوء ومتقيد بقانون الأحزاب. كما يرى أن استهداف النهضة من قبل السلطة القائمة أصبح مكشوفا للعيان لكنه لن يحسن شيئا بأوضاع الناس.

غباء سياسي

من جانبه، لا يعتبر الإعلامي زياد الهاني توجه السلطة لتوقيف الغنوشي وقياديين آخرين مجرد خطأ، بل "غباء يشكل تهديدا للدولة"، معتقدا أنه يمهد الطريق لعودة الإرهاب المتستر بالدين والمعادي للدولة المدنية من منطلق التدليل على وجود عداء للإسلام والإسلاميين بتونس.

ويقول إن هذه السياسة من شأنها أن تشعل حريقا في البلاد لا يمكن إطفاؤه، خاصة أن رئيس الدولة لم يقدم حلولا لمواجهة الأزمات المتراكمة بينما ظل يقدم خطابا تحريضيا ضد المعارضة، ويبث الفتنة والفرقة بين التونسيين مما يهدد استقرار البلاد، وفق رأيه.

ولا يتفهم الهاني قرار توقيف زعيم النهضة بتهمة التآمر على أمن الدولة بسبب تصريحات اعتبرتها النيابة العمومية تحريضية، مؤكدا أن تصريح الغنوشي السبت الماضي في مسامرة رمضانية بمقر جبهة الخلاص تركزت على أن الإقصاء السياسي قد يجر البلاد لحرب أهلية.

وقال إن تصريحات الغنوشي لا تستحق هذا الاعتقال، لأن تصريحه جاء في سياق أن المخرج الوحيد للأزمة السياسية في تونس يكون في إطار الحوار والوحدة الوطنية من دون إقصاء لأي طرف، وهي ليست أول تصريحات يدلي بها الغنوشي في هذا الصدد، حسب الهاني.

مسؤولية الحركة

لكن هذا ليس رأي الكل، فبعيدا عن خصوم حركة النهضة الأيديولوجيين الذين يعتبرون توقيف الغنوشي أمرا عاديا لاتهام حزبه بالتورط في اغتيالات سياسية ونهب المال العام وتسفير الشباب لبؤر القتال بسوريا، اعتبر قياديون مستقيلون من حركة النهضة تصريحات الغنوشي غير موفقة.

وقال الوزير السابق والقيادي المستقيل من حركة النهضة عماد الحمامي إن تصريحات الغنوشي تدخل تحت طائلة القانون، لأنها تحمل تحريضا ضد أنصار قيس سعيد وتخويفا بالحرب الأهلية، ومع أنه شدد على مساواة المتقاضين أمام القانون فإنه دعا لمراعاة وضعه الصحي.

بدوره، قال الأمين العام لحزب العمل والإنجاز والقيادي المستقيل من حركة النهضة عبد اللطيف المكي إن تصريحات الغنوشي غير موفقة وغير واقعية، معتبرا أن تونس محصنة من الحرب الأهلية. لكنه قال إن تصريحات الغنوشي تم توظيفها من قبل السلطة لاستهداف المعارضة.

يشار إلى أن السلطة قامت بتوقيف معارضين ورجال أعمال وقضاة ونواب سابقين، وكثفت حملة توقيفاتها بتهمة التآمر على أمن الدولة منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، ثم عادت حملة التوقيفات بقوة الاثنين الماضي وشملت رئيس النهضة وقياديين بحزبه وأعضاء بجبهة الخلاص.

وبعد منع هيئة الدفاع من حضور جلسات استنطاق راشد الغنوشي وقياديين آخرين من حزبه خلال اليومين الأولين من الإيقاف سمح لأعضائها بحضور التحقيق أمس الأربعاء، وتم الإبقاء على الغنوشي للتحقيق معه بحالة إيقاف من دون إيداعه السجن في حين تم إبقاء آخرين بحالة سراح.

وكان قاضي التحقيق قرر أمس الأربعاء الإبقاء بحالة سراح قياديين بحركة النهضة في القضية المتعلقة بالتآمر على أمن الدولة على غرار بلقاسم حسن ومحمد القوماني ومحمد شنيبة.

في المقابل، يقبع عدد مهم من النشطاء السياسيين المعارضين للرئيس في سجن المرناقية بالتهمة نفسها.

واليوم الخميس أصدر قاضي التحقيق بسجن الغنوشي على خلفية تصريحاته مساء السبت الماضي في مسامرة نظمتها جبهو الخلاص المعارضة. ونددت حركة النهضة بقرار سجنه واعتبرته قرارا سياسيا للتغطية على الفشل الذريع للسلطة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وفق بيان لها اليوم.

المصدر : الجزيرة

 

بشار الأسد (يمين) خلال استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (رويترز)

 

وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى سوريا اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية هي الأولى له منذ عام 2011.

وقالت الخارجية السعودية إن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل الأمير بن فرحان، وأضافت أنه تمت مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها.

كما بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي. إضافة إلى بحث توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين السوريين.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، في وقت تبحث فيه دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

وتعدّ هذه أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى دمشق منذ اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (يسار) أعلن حلّ قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"

مزدلفة عثمان

يقع السودان في خضم شبكة مصالح وتقاطعات إقليمية ودولية واسعة ظلت تلقي بظلالها على مشهده السياسي باستمرار، في ظل موقعه الأفريقي المتميز وحيازته مكانة مقدرة في العلاقات مع الدول العربية.

وتتعاظم أهمية السودان مع تصنيف دول العالم لهذا البلد كورقة مهمة تخدم مجموعة مصالح في سياق التوازنات الدولية وبسط النفوذ والحد من الهجرة غير النظامية، إذ إن السودان يمثل معبرا مهما للمهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية.

وخلال الأزمة السياسية التي حلت بالسودان منذ إجراءات قائد الجيش يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، برزت التدخلات والمساعي الإقليمية والدولية لطيّها وللمساعدة في استعادة الحكم المدني، مما أفرز تقسيمات في تعامل بعض الدول مع الأزمة، من واقع أن أطرافها العسكريين والسياسيين يتمتعون بعلاقات وطيدة مع بلدان مهمة لا تغيب عنها تقاطعات المصالح.

كيف يؤثر الموقف المصري على المشهد؟

ترى مصر في السودان دولة مهمة لأمنها القومي خاصة مع ظهور أزمة سد النهضة في إثيوبيا، الذي تعتبره القاهرة مهددا لأمنها المائي.

وظهرت مصر بوصفها أحد الضامنين للاتفاق السياسي في 2019 بين المدنيين والجيش بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، كما بدت مؤيدة لإجراءات قائد الجيش في 2021، ولكنها لم تكن جزءا من الجهود الدولية في إطار اللجنة الرباعية (السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا) للوصول لتسوية سياسية عبر الاتفاق الإطاري الموقع بالفعل في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2022، بل شددت على ضرورة توسيع الاتفاق، واستضاف جهاز المخابرات المصري إثر ذلك مجموعة كبيرة من الأحزاب والتكتلات التي لم يشملها الاتفاق الإطاري.

وأسهم ذلك التقسيم في تأزيم حاد للوضع السياسي مع استمرار رفض "مجموعة القاهرة" -تضم حركات مسلحة في دارفور وقوى من شرق السودان وكيانات أخرى- التجاوب مع الأصوات الداعية لإنجاز الاتفاق النهائي، ومع ذلك مضى قادة الجيش وقوى الاتفاق الإطاري من المدنيين في اتجاه التسوية، التي تعثرت عند بند الإصلاح الأمني والعسكري، وتفجرت إثر تراكمات عديدة المعارك بين الجيش والدعم السريع.

قادة الجيش يحظون بدعم قوي من القيادة المصرية، ويميل العسكريون للمجموعات التي تطالب بتوسيع المشاركة في الاتفاق، في حين انحازت قيادة الدعم السريع لدعوات إنجاز الاتفاق بمن حضر مع السعي لضم الحركات المسلحة.

وفي أحدث تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اعتبر ما يحدث في السودان شأنا داخليا ولا ينبغي التدخل فيه. وقال -خلال ترؤسه أمس الاثنين اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة- إن موقف مصر ثابت ولا يتغير وهو عدم التدخل في شؤون الدول، مشيرا إلى أن الصراع الحالي ليس في مصلحة السودان.

وأعلن السيسي توجيه الدعوة للسودانيين للمفاوضات والتوقف عن القتال، مضيفا "نسعى للحفاظ على عدم تصعيد الموقف في السودان".

وتحدث الرئيس المصري عن أن التاريخ سيسجل موقف مصر فيما يحدث الآن في أزمة السودان، وسعيها الدائم للحفاظ على استقراره، مؤكدا أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالتوازن والاعتدال.

ما طبيعة الدور السعودي؟

تعتبر المملكة العربية السعودية عضوا مهما في الآلية الرباعية الدولية حول الوضع في السودان، وداعمةً للاتفاق الإطاري، كما وعدت الأطراف بدعم اقتصادي حال تشكيل الحكومة المدنية، وكان دورها فعالا في تثبيت دعائم التغيير الذي أطاح بحكومة الرئيس عمر البشير، حيث قدمت مساعدات عينية للحكومة المدنية لإنعاش الاقتصاد، وساندت الخرطوم مرارا بإرسال مساعدات غذائية وصحية خلال كوارث السيول والفيضانات.

ويحاول السفير السعودي في الخرطوم التحرك بين جميع الأطراف السياسية لحملها على تجاوز الخلافات، مبادرا باستضافة اجتماعات غير رسمية للتسوية بين الأطراف خلال الأزمة التي عصفت بالأوضاع لاحقا.

ويتمتع قادة السعودية بعلاقة جيدة مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي شاركت قواته بفاعلية في تحالف عاصفة الحزم بقيادة المملكة لحرب الحوثيين في اليمن، حيث تم إرسال حوالي 15 ألفا من الجند في بداية المعارك، قبل أن يتقلص عددهم مؤخرا إلى نحو 5 آلاف.

وخلال اتصال مشترك السبت الماضي، بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيراه الإماراتي عبد الله بن زايد والأميركي أنتوني بلينكن، الوضع في السودان إثر احتدام المعارك.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه "جرى خلال الاتصال المشترك بحث الأوضاع الراهنة في جمهورية السودان، مع التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري، والعودة إلى الاتفاق الإطاري، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه".

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية -في بيان- عن قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية، ودعت المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق، ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي، يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي.

هل تؤثر الإمارات على الأحداث؟

تبرز الإمارات العربية المتحدة عضوا فاعلا في الآلية الرباعية الدولية، وتتمتع بعلاقة جيدة مع قائد الدعم السريع، يقال إنها تشمل روابط اقتصادية ومالية واسعة، غير أن الدور اللافت للإمارات كان احتضانها لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وسودانيين، إذ استضافت في أكتوبر/تشرين الأول 2021 اجتماعا بين وزير العدل السوداني وقتها نصر الدين عبد الباري، وعيدان رول نائب وزير خارجية إسرائيل، كما التقى الوزير السوداني بوزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي.

وفي يناير/كانون الثاني 2021 وقّع وزير العدل السوداني على اتفاق "أبراهام" للسلام، والذي ينص على نشر التسامح بين دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.

ووقتها أثارت هذه الاجتماعات غضب الحكومة المدنية التي لم توافق على التطبيع، وقالت إن أمره متروك لحكومة منتخبة، غير أن القادة العسكريين في الجيش والدعم السريع على السواء مدوا حبال التطبيع بلا اكتراث للموقف الحكومي المعلن.

وحاولت الإمارات في أبريل/نيسان 2021 لعب دور في التهدئة بين السودان وإثيوبيا من واقع علاقاتها الجيدة بأديس أبابا حين تفاقمت أزمة الحدود بين البلدين، وذلك عبر طرح مبادرة اقترحت عودة الجيش السوداني إلى نقاط ارتكازه قبل نوفمبر/تشرين الثاني 2020 موعد بدء التوترات، وتقسيم المساحات الزراعية بين أبو ظبي وأديس أبابا والخرطوم لتكون أراضي استثمارية.

لكن الخرطوم تحفظت على هذه المبادرة، وقالت إنها متمسكة بوضع العلامات الحدودية وفقًا لاتفاقية 1902 كأساس لأي تعاون أو تفاهمات لاحقة.

كذلك يتمتع العديد من أقطاب السياسة السودانية بوشائج وثيقة مع الإمارات، وسبق أن استضافت أبو ظبي مشاورات غير رسمية لدفع التحول المدني الديمقراطي في السودان، والحد من تمدد الإسلاميين، كما أبدت الإمارات تأييدها المبكر للاتفاق الإطاري الممهد لنقل السلطة إلى حكومة مدنية.

وبشأن الأزمة الناشبة بين الجيش والدعم السريع، تتحرك أبو ظبي مع اللجنة الرباعية لتهدئة الأوضاع، حيث قالت سفارة الإمارات في الخرطوم إنها "تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية، وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة".

الولايات المتحدة اللاعب الأقوى

تضغط الولايات المتحدة بشدة لدخول السودان المعترك الديمقراطي وتوقيع اتفاق نهائي بين العسكر والمدنيين، وتصر على أن أي دعم اقتصادي لهذا البلد المنهك رهين بالاتفاق، كما ترغب أيضا في إبعاد السودان عن فلك روسيا التي تسعى لبناء قاعدة روسية في البحر الأحمر.

ومن خلال زيارات واتصالات مستمرة لمسؤولين أميركيين، تعمل واشنطن على دفع العسكر لتسريع مغادرة السلطة وتسليمها للمدنيين، خاصة بعدما نجح رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعادة تواصل الخرطوم مع العالم الخارجي، واستئناف الدعم الدولي والمنح التي كانت معلقة لسنوات طويلة.

وأقرت لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس في ديسمبر/كانون الأول 2021 فرض عقوبات على المسؤولين عن زعزعة الاستقرار في السودان، كما صوّتت اللجنة لإقرار مشروعين لفرض العقوبات، الأول يُدين الانقلاب العسكري في البلاد ويدعم الشعب السوداني، والآخر بعنوان قانون ديمقراطية السودان، ويشمل عقوبات ملزمة على المسؤولين عن زعزعة العملية الانتقالية بقيادة مدنية في البلاد.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي الاثنين الماضي اتصالين بقائدي الجيش والدعم السريع، محاولا إقناعهما بإعلان هدنة لـ24 ساعة لأغراض إنسانية، معتبرا أن الخطوة ستمهد للتفاوض، وهو ما وافق عليه الطرفان رسميا.

هل ما زالت روسيا حليفا إستراتيجيا للعسكر؟

عرف الرئيس المعزول عمر البشير بعلاقاته المتميزة بالروس منذ وقت بعيد، حيث كانت موسكو حليفا دبلوماسيا وعسكريا للخرطوم تمدها بالسلاح والعون في الأمم المتحدة خاصة مع توتر العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، حيث استثمرت روسيا في هذا التباعد وتمكنت من توسيع حلقات تعاونها الأمني مع السودان، خاصة مع امتلاك الأخير موقعا مهما على البحر الأحمر.

وبعد رحيل نظام البشير، واصلت المنظومة العسكرية تمتين الصلات مع روسيا، خاصة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي زار موسكو بالتزامن مع بدء الحرب في أوكرانيا، مما أثار تساؤلات واسعة، كما لم تخف دول غربية غضبها على هذا التواصل باعتبار أن حميدتي يفتح بابا للتدخل الروسي في أفريقيا، وذلك بالنظر إلى علاقات الرجل الممتدة بكل من قادة تشاد وأفريقيا الوسطى، وهي مناطق صراع نفوذ قوي بين الروس ودول أوروبية.

المصدر : الجزيرة

 

 

 

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يلتزمون بشدة بمجموعة من مقاييس صحة القلب والأوعية الدموية قد يعيشون ما يقارب العقد أطول من أولئك الذين لا يلتزمون بذلك.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Circulation، أن الذين حصلوا على درجات أعلى في صحة القلب والأوعية الدموية عاشوا ما يصل إلى تسع سنوات أطول في المتوسط من أولئك الذين حصلوا على أقل الدرجات.

وتقيس الدرجات الالتزام بمجموعة من سلوكيات نمط الحياة والعوامل الصحية التي طورتها جمعية القلب الأمريكية المعروفة باسم Life’s Essential 8.

وتشجع هذه الإجراءات على عدم استخدام منتجات التبغ، وممارسة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي صحي، والحصول على القدر المناسب من النوم، وإدارة الوزن، والتحكم في ضغط الدم، ومستويات الجلوكوز والكوليسترول في الدم

ووجدت دراسة سابقة أن البالغين الذين يلتزمون بشكل أكبر بهذه المقاييس عاشوا لفترة أطول دون أمراض مزمنة من أولئك الذين لديهم درجات أقل.

 

مئات الآلاف أدوا صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى

احتفى ناشطون بعدد من مقاطع الفيديو التي أظهرت توافد واحتشاد الآلاف من المصلين في المسجد الأقصى الشريف لإحياء ليلة الـ27 من رمضان، وأعربوا آمالهم في أن تعود الأراضي المقدّسة لأهلها.

وتضمنت مقاطع فيديو توافد الآلاف من المصلين إلى المسجد الأقصى لإحياء "ليلة القدر"، وسط أجواء إيمانية مبهجة بدت واضحة على وجوه المصلين.

وانتشرت فيديوهات لمقدسيين خلال ترديدهم الدعوات والتوسل إلى الله في صلاتهم، ومشاهد أخرى توثق هتافات المصلين بعد أداء الصلوات وترديدهم التكبيرات، وتجديد قسَم حماية الأقصى والمرابطة فيه.

واعتبر مغرّدون أن هذه المشاهد المبهجة لتوافد المصلين تحيي الأمل من جديد بالتحرر من الاحتلال والدخول إلى الأقصى دون قيود أو تضييقات، حيث لم يتبق في المسجد شبر واحد يتسع للمصلين.

وأكد آخرون أن هذه المشاهد تؤكد عجز الاحتلال على نسف حقيقة أن القدس عربية إسلامية، وألا مستقبل للاحتلال على هذه الأرض.

 

وعلق المحلل السياسي عدنان أبو عامر بالقول: "300 ألف مصلّ اعتكفوا هذه الليلة في رحاب المسجد الأقصى. فضلا عن الرسالة الدينية لهذا المشهد، لكن معانيه السياسية لا تخطئها العين، أهمها: أقصانا لا هيكلهم… مسجدنا لا معبدهم.. كانت القدس، وما زالت، وستبقى، فلسطينية عربية إسلامية.. ارزقنا يا رب صلاة في الأقصى فاتحين محررين".

أما الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، فقد قال معلقا: "المسجد الأقصى يزهو بعشرات الآلاف من عمّاره في هذه الليلة المباركة. مشاهد تصيب الغزاة بالقهر، إذ تؤكّد لهم أن مشروع (الهيكل) هو ضرب من الوهم، وأن هذه البقعة لن تكون إلا لنداء (الله أكبر). سلام الله عليه وعلى المرابطين فيه، وعلى من يحملون همّه، وتهفو قلوبهم إليه إلى يوم الدين".

المسجد الأقصى يزهو بعشرات الآلاف من عمّاره في هذه الليلة المباركة.
مشاهد تصيب الغزاة بالقهر، إذ تؤكّد لهم أن مشروع "الهيكل" هو ضرب من الوهمْ، وأن هذه البقعة لن تكون إلا لنداء "الله أكبر".
سلام الله عليه وعلى المرابطين فيه، وعلى من يحملون همّه، وتهفو قلوبهم إليه إلى يوم الدين.

يشار إلى أن حوالي 280 ألف مصلّ توافدوا إلى المسجد الأقصى المبارك لإحياء ليلة القدر، وسط إجراءات مشددة فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدينة المقدسة، كما أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى، وفق ما ذكرته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

ونشر حساب المسجد الأقصى الرسمي عددا من المقاطع والصور، وأضاف التعليق التالي: "مشهد عظيم من باحات المسجد الأقصى المبارك العامر بالمصلين. قرابة 280 ألفا أدّوا صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى، هذا المساء".

 

في مجمع سيد الشهداء (ع)

 

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال مهرجان يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء (ع) - الضاحية الجنوبية في 14-4-2023

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".

وفي آيةٍ أخرى: " إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" صدق الله العلي العظيم.

أوّلاً أشكر إخواني وأخواتي على هذا الحضورالمبارك والكبير في هذا اليوم العزيز من أيام شهر رمضان المبارك في يوم القدس العالمي.

قبل أن أبدأ بالحديث عن المناسبة الأساسيّة من واجبي أن أذكّر بمناسبتين: الأولى هي ذكرى استشهاد الإمام الكبير والعظيم الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) وأخته الشهيدة العالمة المجاهدة المظلومة السيدة بنتُ الهدى، هذا الإمام وهذا المرجع الكبير كان مفكّرا إسلاميّا عظيمًا قلّ نظيره في القرن الماضي وفي العصر الحاضر، كان نابغة مميّزة من نوابغ العالم الإسلامي، دافع عن الإسلام بفِكره وكان في الجبهة الأماميّة الفكريّة في أخطر مراحل التحدّي الفكري في القرن الماضي، وربّى أجيالا من العلماء لكلِّ البُلدان ولكلّ الساحات، وفي كل بلدانهم أيضًا كانوا في الخطوط الأماميّة، من جملة تلامذته الأعزّاء الشهداء القادة، الشهيد السيد عباس الموسوي، والشهيد الشيخ راغب حرب رحمة الله تعالى عليه، وكانت لِدمائه الزكية آثاراً عظيمة جدا على بدايات العمل الجهادي في لبنان في أواخرالسبعينات وبداية الثمانينات، كما أن الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان موقفه حازما وواضحاً وكبيراً من القضيّة الفلسطينيّة، من الصراع مع العدوّ الإسرائيلي، من تأييد المقاومة ومن رعايته ومتابعته الشخصية وتَعرف تفاصيل في هذا الجانب، رعايته ومتابعته التفصيليّة لشؤونات حركات المقاومة في المنطقة.

من جملة المناسبات عدوان نيسان سنة 1996 على لبنان، المجازر في قانا، في المنصوري، في العديد من البلدات في الجنوب والبقاع الغربي، الصمود البطوليّ للمقاومة وللشعب وللجيش في تلك المرحلة، والإنتصار الكبير الذي تحقّق من خلال فرض قواعد للإشتباك تفرضها المقاومة للمرة الأولى بشكل كتابي وخطي بعد تفاهم تموز بال93 وهو ما كان يُعرف بتفاهم نيسان 96 الذي غيّر المعادلات وأسّس للإنتصار عام 2000، أَحببت أن أُذكّر بهاتين المناسبتين.

اليوم نُحيي يوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني قبل أكثر من 4 عاماً، ليكون يوماً لفلسطين، يوماً للمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة المهدّدة في فلسطين، يوما للقدس ولبيت المقدس، يوما لكل فلسطين،من البحر إلى النهر، ويوما لإعلان تضامن الأمّة وشرفاء العالم وأحرارالعالم وليس فقط بتضامن المسلمين، لتضامن الأمّة العربيّة والإسلاميّة وجميع شرفاء العالم وأحرارالعالم مع فلسطين والقدس وشعبها المظلوم، وهو يوم لتذكير الجميع بمسؤوليّتهم اتّجاه القدس وفلسطين وشعب فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، تذكيرٌ بالمسؤوليّة، لا يجوز أن يتهرّب أحد من المسؤوليّة. اليوم عندما سأتحدّث عن التطورّات الإيجابيّة، عن اقترابنا من لحظة الإنتصار النهائيّ انشاء الله، عندما نصل إلى هذه النتيجة بسبب تحمّل شعوب ودول وحركات وأحزاب وقوى سياسيّة في هذه المنطقة لمسؤوليتها، وليس كما حصل في عام 1948عندما تخلّى الجميع عن الشعب الفلسطيني وعن المقاومة الفلسطينية، وهذا ما يُعبّرعنه ويفعله محورالمقاومة، هذا الإحياء هذا الإعلان عن التضامن ليوم القدس في أكثر من بلد عربي وإسلامي، في أكثرمن مدينة في العالم، في أكثر من دولةٍ يَبعث برسالتين قوتين.

الرسالة الأولى للشعب الفلسطيني الصامد، الصابر، الثابت، المظلوم، المُضحي، البطل، الراسخ برجاله ونسائه، بصغاره وكباره، للمعتصمين والمعتكفين في المسجد الأقصى، للمسلمين في المسجد الأقصى وللمسيحيين في كنيسة القيامة الذين تعرّض بعضُهم للإهانة صبيحة هذااليوم ورأيتم ذلك على مواقع التواصل، رسالة للشعب الفلسطيني رسالة تعاون ودعم ومساندة وأنّك لست وحدك، ورسالة للعدو أنّ فلسطين هذه وأن القدس لم تُنسى و لن تُنسى، لم تُترك ولن تُترك، وهي رسالة للتأكيد للشعب الفلسطيني تبعث على الطمأنينة، تُقوّي من عزيمته ومن معنوياته، وللعدوّ تَزيد من قلقه ومن خوفه ومن رعبه.

أُنظروا أيّها الإخوة، اليوم نحتفل هنا في لبنان بالكثير من الأماكن في العالم العربي والإسلامي وخارج العالم العربي والإسلامي، بثقة، بطمأنينة، ونحن نشعر بالأمن والأمان والقوة والعزة، ولكن الكيان الإسرائيلي بالأمس أعلن استنفاره على كلّ الجبهات، و جهّز قِببه الحديديّة على كلّ الجبهات، وأرسل رسائل تهديد فارغة لا قيمة لها إلى جميع الدول المحيطة، أنظروا أين أصبحنا،في يوم القدس المقاومة محور المقاومة في طمأنينة وثقة والعدوّ الصهيوني في قلق وفي رعب وفي خوف، وفي حالة دفاع عن الكيان الذي سيزول إنشاء الله، رسالة اليوم من خلال هذا الحضورهي رسالة مهمة وقويّة جدًّا.

في يوم القدس عادة مناسبة لمراجعة التطورات التي حصلت خلال عام، من يوم القدس في العام الماضي إلى يوم قدسنا الحالي، بالأمس تحدثت أنا والعديد من الإخوة الأعزّاء والأحبّة من أكثر من بلدٍ عربي وإسلاميّ في المنبر الموحّد للقدس، وأنا عرضت لخلاصة، سأستفيد من هذه الخلاصة ببعض التفصيل وبعض الإضافات الأساسيّة.

هناك تطورّات كبرى حصلت خلال العام الماضي،على المستوى الدولي، على مستوى المنطقة،على مستوى الكيان الصهيوني وعلى مستوى الشعب الفلسطيني، عندما نقف بإختصار أمام هذه التطورات سوف نشعر ونرى ويتّضح لنا بشكل كبير الموقع الذي باتت فيه هذه القضية وهذا المحور وهذه المعركة، وهوموقع متقدّم وإيجابي ويدعو إلى التفائل الكبير.

على المستوى الدولي، العنوان الأوّل تراجع القوة الأميركية، نحن لا نقول الآن أنّ أميركا أصبحت ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على شيء لا هذا غير واقعي، لكن نقول بأن أميركا لم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية و لا في العقود السابقة. تراجع القوة الأميركية هذا ليس ادعاء، له شواهد كثيرة ويكفي شاهدان لنستفيد من الوقت. الشاهد الأوّل في فنزويلا، فنزويلا التي هي في جوار الولايات المتّحدة الأميركيّة في أميركا اللاتينية، وأميركا كلّها اشتغلت من أجل إسقاط النظام في فنزويلا، وعيّنت رئيسًا وحكومة إنتقاليّة، و قدّمت له أموال واعترفت فيه رسميًّا، وحاصرت فنزويلا وأقامت عليها عقوبات شديدة، ووصل الأمر أنّ العملة الفنزولية أصبحت أسوأ بكثير من العملة اللبنانية حالياً، ورغم كلّ الصعوبات صمدت فنزويلا قيادةً وشعبا وفشلت أميركا واضطرت للتراجع، هذا تراجع للقوة الأميركيّة .

والشاهد الآخرالذي أحدث زلزالًا في منطقتنا، وهو الذي أثّر وأدّى إلى هذه التحولات التي تشاهدونها الآن، من أهم العوامل الأساسيّة في التحولات على مستوى الإقليم، هو الهزيمة الأميركيّة في أفغانستان، بعد 20 سنة من القتال،أعداد هائلة من الضباط و الجنود، مئات مليارات الدولارات، خسائر فادحة، تعود الولايات المتحدة الأميركية لتخرج من أفغانستان وتُقدمها لطالبان لحركة طالبان بلا قيد و بلا شرط .

هذه الهزيمة الأميركية في...وطبعاً بأميركا مثل في الكيان،الآن سنتكلم عن نتنياهو قليلاً، يهرب من المسؤولية ويرميها على "لبيد". قبل بضعة أيّام من مدّة كانت أيضاً الإدارة الحالية الأميركية ترمي الهزيمة في أفغانستان على ترامب ، وهذه حال أتباع الشيطان في الدنيا وفي الآخرة، يصبح كل واحد يرمي بالمسؤولية على الآخر.

على كل، الهزيمة الأميركية في أفغانستان أحدثت زلزالاً كبيراً بالمنطقة، هذا لا تظهر آثاره في أسبوع واثنين وشهر واثنين وثلاثة، لِسنوات وبدأ يظهر بقوة. المصيبة كانت في أفغانستان ولكن مجالس العزاء كانت في الكيان الصهيوني، واستعيدوا الذاكرة وانظروا إلى المسؤولين الصهاينة والخبراء الإستراتيجيين الإسرائيليين ماذا قالوا عن تداعيات هذه الهزيمة الأميركية في أفغانستان؟ في دول المنطقة، في دول الخليج، وهذا ليس تحليليّ هذا معلومات، هذا الكلام قاله لنا بعض المسؤولين الخليجيين بالواسطة، في بعض المحادثات التي تجري بين الحين والآخر، أنّ الكل أصبح لديه قناعة ، كلّ الدول في المنطقة، إسرائيل أيضاً مضطرة أن تحمل هذه القناعة وتقبل بها، أنّه لا يمكن التعويل بشكل كامل ومطلق على أميركا لحماية هذا النظام أو ذاك النظام، هذه الدولة أو تلك الدولة، أميركا ليس لها عقد أُخوّة مع أحد في المنطقة، أميركا تبحث عن مصالحها، عندما تقتضي مصالحها أن تنسحب فإنها تنسحب، تتخلى عن حلفائها تتخلى عن حلفائهافعلت ذلك في افغانستان وقبل ذلك فعلته في فيتنام بأبشع الصور، هذا أحدث زلزالاً في المنطقة، على المستوى العربي زلزال مفيد جداً لأنه أدى إلى قناعة أن الضمانة الحقيقية للإستقرار في المنطقة العربية وفي منطقة الخليج وفي غرب آسيا لا يتوقف على الحضور الأجنبي بل الحضور الأجنبي هو سبب للتوتر، العلاقات الثنائية التلاقي، الحوار، التفاهم، التوافق، هو الذي يشكل الضمانات الحقيقية للأمن والاستقرار.

إذاً تراجع القوة الأمريكية، ثانيا في التطور الدولي انشغال أمريكا في مناطق أخرى، لم تعد أولويتها غرب آسيا والشرق الأوسط ولم تعد الادارة الأمريكية تريد أن تنام وهي تفكر بإسرائيل وتستيقظ وهي تفكر بإسرائيل وبمنطقتنا عندنا هنا، هناك أولويات أخرى تشغلها بقوة.

المواجهة مع روسيا في الحرب الروسية الأوكرانية المباشرة والاأطلسية غير المباشرة والصراع مع الصين، لا نريد أن نسميها حرب ولكن نسميها صراع، والتي قد تتطور إلى حرب والله العالم فيما يتعلق بتطورات تايوان.

إذاً هذا أيضاً يشغل أمريكا وهذا يقلق الإسرائيليين، أيضاً أنا لا أحلل بل أنا اتابع المسؤولين الإسرائيليين والخبراء الاسرائيليين ماذا يقولون وهم يقولون ان هذا يقلقنا كثيرا، وهذا يضغط أيضا على إسرائيل كثيرا من قبل الأمريكان، والأمريكان يظلون يقولون لهم اولويتنا الآن ليست عندكم بل أولويتنا بأوكرانيا وأولويتنا بالصين وأولويتنا روسيا وتايوان.

حتى هذا يُخفف عن إيران، يخفف عن كل دول المنطقة، هذا اتطور الدولي طبعا يدفع باتجاه عالم متعدد الأقطاب، عالم متعدد الأقطاب لا توجد فيه هيمنة مطلقة للولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم كل أشكال الدعم لإسرائيل، من الدعم العسكري، الدعم الاقتصادي، الدعم السياسي، عندما تتراجع القوة الأمريكية، عندما تنشغل أمريكا في مناطق وساحات وأولويات أخرى، عندما لا تبقى أمريكا قوة وحيدة مهيمنة في العالم، هذا سيؤثر استراتيجياً، هذا ليس له تأثيرات بسيطة، بل سيؤثر استراتيجياً على الكيان، على موقعية الكيان، على قدرة الردع عند الكيان، أصلاً جزء من الردع الاسرائيلي هو الدعم الأمريكي والقوة الأمريكية المساندة، حتى في المسار السياسي هؤلاء المسؤولين الاسرائيليين سنتحدث بعد قليل عن كذب ناتنياهو، أصلا يكذبون كثيرا على ناسهم، كثيرا يكذبون عليهم، مثلاً مسار التطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية، القادة بعض قادة الصهاينة ينسبونه لأنفسهم، لدبلوماسيتهم، لشطارتهم، هذا كذب، هذا يعود للضغط الأمريكي، للإجبار الأمريكي، للطلب الأمريكي من دول عربية أن تطبع مع إسرائيل، الأمريكان هم من يعملون على موضوع التطبيع، جميعنا نعرف مثلاً الوفود الأمريكية التي تذهب إلى أندونيسيا أين أندونيسيا وأين فلسطين، وثم يصدر في البيانات الرسمية لا أتحدث عن معلومات خاصة أو تحليل، بيانات رسمية تقول أن هذا الوفد الأمريكي إلتقى مع رئيس أندونيسيا أو وزير خارجية أندونيسيا وناقش معه إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، عندما أمريكا تنشغل وتتراجع مسار التطبيع أيضا سيتراجع، قدرة الردع الاسرائيلية ستتراجع، مكانة اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة ستتراجع، هذا التحول الدولي فائدته كبيرة جدا لمحور المقاومة وأثره سلبي جدا على الكيان وعلى مستقبل الكيان في المنطقة، هذا على المستوى الدولي.

في المنطقة، خروج محور المقاومة بدوله وشعوبه وحركات المقاومة فيه من الوضع السابق، نحن خلال عشر سنوات أو 12 سنة كانت توجد حرب كونية على محور المقاومة بأشكال مختلفة، حرب تديرها أمريكا أيها الإخوة والأخوات، تديرها أمريكا وتستخدم فيها دول وتستخدم فيها منظمات إرهابية وجماعات مجرمة بعناوين مختلفة، حروب، عدوان، حصار، عقوبات، حرب ناعمة، حرب نفسية، تشويه، كل الذي شهدناه خلال السنوات الماضية.

اليوم محور المقاومة بدوله وشعوبه وحركات المقاومة فيه خرج من هذا الوضع بدرجة عالية جدا وكبيرة جدا، لا أقول بالكامل ولكن بدرجة عالية قويا، متماسكا، حاضرا، فاعلا، وهذا ما نشهده في مختلف الساحات.

هذا أيضاً مؤثر جداً في قضية الصراع مع العدو، كل الرهان خلال العشر سنوات الماضية على انهيار كل بيئة للمقاومة، كل أرضية للمقاومة، كل سند للمقاومة وللقدس ولفلسطين، كل داعم للمقاومة ولفلسطين من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى لبنان إلى المنطقة، لكن هذه المشاريع كلها فشلت، وكلها خسرت.

في تطورات المنطقة، التطورات السورية مهمة جدا، عندما نشهد التعافي في سوريا، على مستوى عالي من الأمن والاستقرار مع بقاء الملفات التي تحتاج إلى معالجة، على مستوى العلاقات، عودة العلاقات السياسية الطبيعية مع عدد من الدول العربية، الجزائر، تونس، الإمارات، مصر، السعودية في الأيام الأخيرة والحديث عن فتح قنصليات، النقاش حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإن كان ليست هذه هي النقطة المهمة، النقطة المهمة هي عودة العلاقات السياسية الطبيعية بين سوريا وبين الدول العربية، هذا هو الميزان وهذا هو المؤثر، حتى في الموضوع التركي، بالموضوع التركي تركيا مقبلة وتريد اللقاء والتفاوض والزيارة حتى في دمشق، القيادة السورية هي التي تعرض شروطا وتطرح شروطا طبيعية ترتبط بعنوان الاحتلال التركي لأراضي سورية، هذه تحولات مهمة في سوريا.

مع وجود المعاناة، قيصر والعقوبات والوضع الاقتصادي والمعيشي الذي نعاني منه جميعاً، وبالمناسبة ليس فقط دول وشعوب محور المقاومة بل الكثير من شعوب ودول العالم حتى الدول المتطورة ولمتحضرة.

اليمن، اليمن الذي كُنا معه منذ اليوم الأول أيضا يشهد تطورات ايجابية، انعكاس لكل ما يجري في المنطقة، اليوم كان أيضا يوم مبارك بداية تبادل الأسرى في اليمن والسجناء، كل الأجواء التي تأتي من اليمن ومن السعودية في هذا الأمر، لأن السعودية هي طرف في هذه المسألة، هي كانت جزء أساسي من الحرب والعدوان على اليمن هي والإمارات ودول عربية أخرى، وإن كان القرار الأساسي هو قرار أمريكي، الاتصالات والزيارات واللقاءات كلها تدعو إلى التفاؤل إلى الخير وهذا ما يسعدنا.

أنظروا اليوم من يدعم ومن يؤيد، من يتجه بإتجاه وقف الحرب والحل السياسي في اليمن هو منسجم مع نفسه، ليس هو من يريد تقديم مبررات لشعبه أو للمحور أو للناس، سواءً القيادة الشجاعة والحكيمة التي أثبتت حضورها الكبير خلال ثماني سنوات والمتجسدة بالدرجة الأولى بسماحة السيد القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله ونصره)، هؤلاء من اليوم الأول كانوا يقولون نحن ندافع، نحن ندافع عن شعبنا عن وطننا، نحن نطالب بوقف الحرب، الذين تضامنوا معه في منطقتنا ومنهم نحن، من الليلة الأولى التي أَدنّا فيها الحرب كنا نطالب بوقف الحرب.

على مدى ثماني سنوات إذا راجعتم كل البيانات والخطب والمواقف نحن نطالب بوقف الحرب، عندما تسيير الأمور بإتجاه وقف الحرب نحن منسجمون مع أنفسنا تماماً، الذي يجب أن يُقدم اجوبة للناس هو الذي طرح أهدافا كبيرة وعالية وعظيمة ولم يستطيع أن يحقق شيئا من هذه الأهداف، لا من داخل اليمن ولا من داخل الإقليم.

اليمن إذا صار إن شاء الله أيضاً هذا أمر يدعو إلى الخير ومبشر، وهذا تطور مهم لمحور المقاومة ولفلسطين وللقدس.

عودة الجزائر بقوة إلى الساحة العربية وإلى الملف والقضية الفلسطينية، وما فعلته في القمة الإفريقية مؤخراً، والذي أدى موقفها إلى طرد الممثلين الإسرائيليين من القمة الأفريقية.

العراق الذي خرج بنسبة كبيرة من محنته وهو على مسار التعافي، وبما يختزن من قوى وامكانيات ومرجعيات وشعب وحشد وفصائل مقاومة، نحن هنا في المنطقة في دول الطوق، في حركات المقاومة المرابطة على الحدود مع فلسطين، في بيت المقدس وفي اكناف بيت المقدس، نقول كل يوم واليوم أيضاً نقول لإخواننا في العراق نحن نعلق عليكم آمالا كبيرة ورهانات عظيمة، لأن العراق بامكاناته بقدراته بشعبه بحضارته بتاريخه يملك امكانات بشرية ومادية هائلة.، وإذا اضيفت بالفعل إلى حضور حقيقي كما بدا فعلاً منذ سنوات في محور المقاومة، بالتأكيد سيغير الكثير من معادلات المنطقة.

إيران وصمودها وتطورها وتثبيت حضورها في المعادلات الاقليمية وفي المعادلات الدولية، والتي تغلبت على العقوبات وعلى الحصار وعلى محاولات العزل وعلى أعمال الشغب التافهة في المدة الأخيرة.

الاتفاق السعودي الإيراني وانعكاساته على المنطقة، والتي بدأت تظهر أسرع مما كان يتوقع الكثيرون وفي أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان، ونأمل أن تصل إلى لبنان أيضاً.

هذا التطور في المنطقة بالتأكيد له تأثيرات مهمة على مسار التطبيع، إيجابية من وجهة نظرنا، سلبية فيما يتعلق مع العدو، في الحد الأدنى ستبطىء مسار التطبيع، ستفرمل مسار التطبيع، ستقف به عند حدود معينة، وساعد على ذلك الأداء الأحمق لهذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة والفاسدة والمجرمة, اليوم من خلال تطورات المنطقة أُقفلت الأبواب على رهانات خطيرة جدا وكبيرة جدا كان يعول عليها كيان العدو، وهذا كانوا يتحدثون عنه بالعلن، كانوا يتحدثون عن تشكيل محور إسرائيلي عربي، وأيضا استخدموا أدبيات اعتذر على استخدامها أيضا، لأن أهل السنة ليسوا كذلك وهم في الخطوط الأمامية، اليوم أصلا أهل السنة هم الذين يقاتلون في القدس وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي فلسطين، لكن الإسرائيليون استخدموا عنوان تشكيل محور إسرائيلي - سني في مواجهة إيران الشيعية، هذا على ضوء تطورات المنطقة الأخيرة هذا سقط.

الرهان على محور إسرائيلي - عربي في وجه إيران وفي وجه محور المقاومة سقط، ما سموه بمحور إسرائيلي - سني سقط، وهذه أيضاً ايجابيات كبيرة جداً فيما يتعلق بمحور المقاومة وسقوط خيارات ورهانات عند العدو الإسرائيلي.

الرهان على حرب وقودها العرب ودول الخليج ضد إيران أيضاً سقط، الرهان على حرب أمريكية مدعومة خليجياً واسرائيلياً على الجمهورية الإسلامية أيضاً سقط حتى اشعار آخر، وهنا لماذا التركيز على إيران؟ لأن العالم كله وإسرائيل بالتحديد تعلم أن السند الحقيقي والقوي اليوم لكل دول وشعوب وحركات محور المقاومة هي الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة سماحة الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظله الشريف).

لذلك كل التركيز على إيران، حصار إيران، الحرب على إيران، تشكيل محاور ضد إيران، هذا أيضاً سقط، هذه تطورات مهمة في المنطقة تخدم محورنا.

على مستوى الكيان، الانقسامات العميقة التي ظهرت في هذا العام في الأشهر القليلة الماضية، باختصار يوجد بعض الناس داخل لبنان والمنطقة لا زالوا لا يعرفون حجم الموضوع الحاصل داخل الكيان، وعلى ماذا ‏هم يختلفون؟ على قصة قصة التعديلات القضائية؟ هل الموضوع هام بهذا الحجم؟ أولاً التعديلات القضائية ‏أخرجت وأظهرت كل ما هو كامن في هذا المجتمع من إنقسامات عرقية ودينية وسياسية وفكرية ونفسية، ‏تحدث عنها رئيس الكيان الاسرائيلي السابق قبل سنوات، وتحدث عن هذه المخاوف، التعديلات القضائية ‏أظهرت هذا الكامن بوضوح إلى العلن وإلى الشارع، والميادين والاعلام بما لا سابقة له، ولكن نفس هذه ‏التعديلات القضائية، من أجل أن يأخذها اللبنانيون بجملتين مختصرتين، هي حرب إلغاء بلا دم، ولكن قد تؤدي إلى دم، هي حرب إلغاء يشنها نتنياهو الفريق ‏المتطرف معه للقوى السياسية الأخرى من داخل آليات النظام السياسي في الكيان، حرب إلغاء وإنتقال إلى ‏ديكتاتورية كما يقولون، مع أن ديمقراطيتهم موضع نقاش، ولكن حرب إلغاء بلا دم ويمكن أن تؤدي إلى ‏دم، وكادت في الأسابيع القليلة الماضية أن تؤدي إلى دم لولا التدخل الكبير للولايات المتحدة الأميركية، ‏أميركا في النهاية لا تستطيع أن تدع إسرائيل تذهب إلى حرب أهلية، ستبذل أقصى جهد لمنع ذلك، هل ‏تمنع او لا تستطيع أن تمنع ذلك هذا بحث آخر، لكن إرادتها جادة، وهذا أحد أسباب الزيارات، أنه خلال ‏شهر أو شهر ونصف، مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع ‏الأميركي ورئيس أركان الجيوش الأميركية يذهبون وبأتون الى الكيان، لانه توجد أزمة حقيقية، هذا الإنقسام ‏إمتد في كل مجتمع كيان العدو على المستوى الشعبي والإعلامي وعلى مستوى الأحزاب السياسية وعلى ‏مستوى النخب، وصل إلى رجال الأعمال والإقتصاد وإلى الاستثمارات المالية وهددها أيضاً، وصل إلى ‏الجيش، إلى وحداته النظامية وإلى وحدات الإحتياط، وسيبنى عليه الكثير هذا الإنقسام، طبعا يضاف إليه ما تراكم خلال ‏السنوات الماضية، من إنعدام الثقة بالقيادات السياسية وإنعدام الثقة حتى بالجيش، هذا مهم جدا، وما زال ‏قائما، وكل محاولات ترميم الثقة فشلت حتى الآن، إعتراف بتآكل الردع مع حركات المقاومة ومحور ‏المقاومة في المنطقة وأعود لها لأنني أريد أن أعلق بالموضوع اللبناني قليلا، موضوع الجنوب اللبناني، ‏تراجع خطير في الروح القتالية والاستعددا للتضحية من أجل بقاء هذا الكيان، سواء على المستوى ‏الشعبي وهذا ما يعنيه دائما الحديث عن عدم جهوزية الجبهة الداخلية التي لا تتحمل تضحيات، ولا تتحمل ‏خسائر بشرية، هذا تراجع هائل في الروح القتالية، وأيضا على مستوى الجيش، وعلى مستوى الجنود، ‏وعلى مستوى الالتحاق بالوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، العديد يُهددون ينقل إستثماراتهم من ‏الكيان، الكثيرون يفكرون بالمغادرة، لأنهم وُعدوا بالأمن والامان وأرض اللبن والعسل، فإذا بها أرض ‏الصراعات والأحقاد السوداء والدماء، ويبحثون عن جنسية أخرى لمن لا يملك الجنسية الاخرى، وعن ‏جواز سفر آخر، هذه التطورات مهمة جدا طبعا أحدثها اوضاع داخلية وصمود الشعب الفلسطيني، ‏وإنطلاق المقاومة وسيف القدس سابقا، وكل التطورات في المنطقة، هذا لم يأتي ابن لحظته ولا ابن سنته، ‏ولا اين تطورات أخيرة، وإنما تراكم من 75 عاما إلى اليوم، في التطور الفلسطيني، ما يجري في الضفة ‏والقدس، ما يجري في الضفة من مقاومة مسلحة، الحضور الشبابي، الذئاب المنفردة بل الأسود المنفردة، ‏المواجهات البطولية، بالرغم من عدم تكافؤ الإمكانات، يعني الفلسطيني في جنين وفي نابلس والمخيمات ‏وفي بقية المدن يقاتل بأسلحة متواضعة جداً أمام جيش مدرع ويملك أقوى سلاح جو في المنطقة، القدس ‏وأهل القدس والضفة أهل الضفة رجالا ونساءً وصغارا وكبارا وشيوخا يقدمون أعلى وأجمل وأقوى ‏صورة للصمود والثبات والعزم والإرادة والقوة والاستعداد للتضحية، وللشهادة وللإعتزاز بالشهداء، للبيئة ‏الحاضنة للمقاومين والشهداء، ولخيار المقاومة، المرابطون والمرابطات خلال كل الأيام والشهور ‏الماضية، كل التحية والسلام والتقدير والإجلال لهم، خصوصاً في الأيام القليلة الماضية، بالرغم مما ‏أصابهم من ظلم وضرب وقسوة، الإصرار على الحضور في المسجد الأقصى، رغم كل المصاعب والآلام، ‏وتصاعد قدرة المقاومة في غزة وثبات أهل غزة، تبني الشعب الفلسطيني لخيار المقاومة داخل فلسطين ‏وخارج فلسطين أكثر من اي وقت مضى، يعني أتكلم عن الجانب النسبي، وإلا هو مقاوم ومتبني لهذا ‏الخيار، اليوم لا نسمع حديث عن أوسلو ولا إتفاق أوسلو ولا المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ولا مسار ‏التسوية، كل الحديث عن المقاومة والشهداء والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وعن أمهات الشهداء ‏العظيمات، عن تشييع الشهداء وعن البطولات في الضفة وفي غزة وفي فلسطين، هذا الذي نسمع به، هذا ‏الذي يخكم اليوم كل الموقف وكل الاعلام وكل المساحات، هذا تطور هائل ومهم جدا أيضاً في مسار الصراع ‏مع العدو الاسرائيلي.

حسنا، على ضوء هذه التطورات ندخل بعض التفاصيل ونصل إلى النهاية، ما جرى ‏أخيرا في الجنوب، لأنه في الأخير يجب أن نحدد المسؤولية ببعض التفاضيل، ما جرى أخيراً في الجنوب، ‏طبعا كان حدثا مهما وكبيرا بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006، أنا لم أتكلم الأسبوع الماضي لأن حقيقة ‏الأمر كان يحتاج إلى دراسة وإلى تشاور، وأنا تشاورت أنا والأخوة وفكّرنا، نعتقد أن إعتماد من قبل ‏حزب الله ومن قبل المقاومة في لبنان إعتماد أيضا هنا في هذا المورد سياسة الصمت كجزء من إدارة ‏المعركة مع العدو هو الأفضل، فلا داعي أن ندخل في تفاصيل ولا داعي أن نُجيب عن أسئلة ما زال العدو ‏يحتار فيها، سياسة الصمت هذه تُقلق العدو قطعاً، وقد تُقلق الصديق، ولكن فبما يتعلق بقلق الصديق، أولاً ‏الصديق يجب ان يعتبر هو جزء من التضحيات في هذه المعركة، وقلق الصديق يمكن ان يعالج بعيدا عن ‏إزالة قلق العدو، ما يجب أن يبقى وهذه من ثمار ما حصل الأسبوع الماضي يجب أن يبقى العدو قلقاً، ‏يجب أن أن يبقى العدو خائفاً، يجب أن أن يبقى العدو مرتعباً، لا يجوز ان يُقدم أحد تطمينات لهذا العدو لأنه هو المعتدي، هو ‏الذي يعتدي على الشعب الفلسطيني في كل يوم، هو الذي إرتكب ذلك العمل الوحشي على المعتكفين في ‏المسجد الأقصى في تلك المرحلة، هو الذي يهدد كل دول المنطقة، هو الذي يقصف في كل يوم سوريا، ‏ليس في كل يوم، في غالب الأيام، ولكنه في كل يوم يعتدي على الفلسطينيين، وفي كل يوم يهدد اللبنانيين، ‏لماذا نُعطيه التطمينات والضمانات؟ كمقاومة في لبنان، وحتى كدولة في لبنان وحتى كقوى سياسية في ‏لبنان، يجب أن يبقى العدو قلقاً، ويجب أن يبقى مرتعباً، وهذا هو الذي يثبت أيها اللبنانيون، هذا هو الذي ‏يرسخ ميزان الردع وقوة الردع وقواعد الإشتباك التي حمت لبنان حتى الآن منذ 2006، وفرضت على ‏العدو بإعتراف المتجدد من نتنياهو بالتنازل والتراجع وإعطاء لبنان الحق الذي طالبت به الدولة اللبنانية ‏والحكومة اللبنانية في الحدود البحرية وفي حقول النفط والغاز، وهذا جزء من معادلة الردع التي يجب أن ‏نحافظ عليها، والتي أثبتت حضورها القوي خلال الاسبوع الماضي، هذه إسرائيل التي يعرفها الشعب ‏اللبناني، وتعرفها شعوب المنطقة، كلنا نذكر قبل ال1982 ومن 1982 إلى ال2000، كيف كان يتصرف ‏هذا الكيان، عندما تطلق صواريخ على مستعمراته، كيف كان يتصرف؟ والأسبوع الماضي كيف ‏تصرف؟ بعض الذين ما زالوا في الداخل اللبناني يُناقشون، هل يستطيعون ان يعطوننا جوابا؟ نحن نتكلم ‏هنا ميدانيا وأرضيا، هل ان هذا التصرف الإسرائيلي سببه القرارات الدولية؟ المجتمع الدولي؟ الإحترام ‏للوضع العربي؟ ما هذا الكلام الفارغ، طبعا لم يقله أحد لأنه لا يجرؤ أحد على قوله، هذا كلام سخيف، ‏على كل حال نحن لا نحتاج إلى تعليل، الإسرائيلي نفسه يعترف بأن توازن الردع هو الذي جعل رده ‏محدودا سخيفا، بإعتراف الكثيرينعلى حدث خطير ومهم وكبير حصل في الأسبوع الماضي، أنظروا ‏أين أصبحنا في لبنان، أنظروا أين أصبحنا، أنا تابعت كل ما قيل عند الإسرائيليين وعن إجتماع الحكومة ‏المصغرة، وعن إجتماع ناتنياهو مع القادة الامنيين والعسكريين، وما صدر في الإعلام الاسرائيلي، ‏تصوروا أين أصبحنا، أن تخرج إسرائيل بعد قصف الصواريخ من جنوب لبنان تقول: لقد حققنا هدفا مهما ‏وهو أننا إستطعنا أن نُحيد حزب الله عن المعركة في جنوب لبنان، يعني عندما لم نرد على القصف الذي ‏نفذوه، إعتبروه إنجازا، أنه دعونا نحيد لبنان ودعونا نُحيد المقاومة في لبنان، وهم أكلوا "قتلة الجماعة"، هذا يجب اليوم أن يُقرأ ‏بإستراتيجية، هذا ليس عمل زواريب لبنانية. على كل، بالنسبة لما حدث أولا هذا تعليق، ثانيا، أيضا ‏بالنسبة لما حدث خرج ناتنياهو وقال أكاذيب، الاسرائيليون طلعوا ردوا عليه، لكن نحن أيضا معنيين أن نرد عليه، ‏أهم كذبة قالها نتنياهو أنهم هم قاموا بقصف بنية تحتية في جنوب لبنان لحزب الله ولحركة حماس، أليس قال هذا؟ طيب، هذا ‏كذبٌ واضح، كل وسائل الإعلام ذهبت وصورت وزارت الاماكن التي قُصفت وهي أماكن مفتوحة، ‏بعضها بساتين موز وبعضها وسائل ري المياه، وأماكن مفتوحة، لا يوجد بنية تحتية هناك لحزب الله ‏قُصفت ولا يوجد بنية تحتية لحماس قُصفت، لم يقصف أي بنية تحتية لأحد، قُصف الموز في جنوب لبنان، ‏طبعا الأسبوع الماضي أنا كنت مترددًا أن أتكلم ههذا، لأنه من الممكن أن يقول لي أحدهم وأنا قلت لنفسي أنه ‏قطعت و خلص قطعوها، فلا نستفز الاسرائيلي ونقول له هل رأيت، لم يستطع الإسرائيلي أن يفعل شيئا، هذا يوجد فيه ‏إستفزاز صحيح، لكن أمام منطق تثبيت المعادلات ليس مهم الاستفزاز، ليس مهم ما يشعر به الاسرائيلي، ‏أنه هل يشعر بالإستفزاز، بالإذلال، بالإهانة، هذا آخر ما يهمنا، لكن أن يطلع لِيكذب، يكذب على ناسنا وعلى ‏شعوب المنطقة، أن يكذب على شعبه، هذا شأنه مع شعبه، ولكن كذب عليهم بوضوح، وهو يعلم وجيشه ‏يعلم ووزراؤه يعلمون وكل الناس في الكيان يعلمون ان هذا الأمر لم يحصل في جنوب لبنان الاسبوع ‏الماضي، يعني أنظروا كم هو ضعيف وكم هو وقح ان يضطر للكذب الصريح الواضح الصراح، هذا دليل ‏ضعف ووهن.

على كل، من أهم ما قاله أيضاً نتنياهو أنه إعترف بتراجع الردع الاسرائيلي على مختلف ‏الجبهات وخصوصا مع لبنان، ووعد بترميم قوة الردع ولكن طلب وقتا، وسيحتاج إلى وقت طويل ولن ‏يتمكن إن شاء الله، وألقى بالمسؤولية على الحكومة السابقة، طبعا من اكاذيبه أيضا عندما قال أن حكومة ‏لابيد وقعت إتفاقاً مع حزب الله، والكل في الكيان وفي لبنان وفي العالم يعلم أن حكومة لابيد لم تُوقع إتفاقا ‏مع حزب الله، هذه قصة الإتفاق والحدود البحرية تفصيل يعرفه الجميع لا يوجد داع ونأخذ الوقت فيه.
على ‏كل حال، في هذا المقطع أُريد أن أُنهي بالقول في الموضوع اللبناني لأنه بالأمس أيضاً في منتصف الليل ‏إنتهينا من الإحياء على الفجر، وأرسلوا لي الشباب أنه يوجد مقابلة لنتنياهو يهدد فيها ويتوعد، ويهددني ‏بالإسم، أنه أنا إذا " مش شايف حشوف"، "طيب لنشوف"، هو بدأ هكذا، هو يقول "منشوف"، ونحن أيضاً في المقاومة في ‏لبنان نقول "منشوف"، والأيام بيننا، والأيام بيننا.

العدو يجب أن يعرف أنّ كل هذه التهديدات التي يطلقها باتجاه لبنان والمقاومة في لبنان لن تجدي نفعًا، لا تؤثر فينا على الإطلاق بل تزيدنا عزمًا وقوةً وإصرارًا على الحفاظ على ما أنتجه ميزان الردع على حماية لبنان وعلى مواجهة أي اعتداء أو عدوان يمكن أن يستهدف أحدًا في لبنان، بدون تردّد، لبناني، فلسطيني، إيراني، سوري، أي أحد مقيم في لبنان، موجود على الأرض اللبنانية، مقيم أو ضيف. الآن هو يمكن أن يفكر بلعبة الأمن، أنه أنا لا أقوم بعمل عسكري ولكن أقوم بعمل أمني، لا بأس فلأقول هذا التفصيل حتى يكون لديهم وضوحًا، من أجل أن تكون الأمور واضحة عندنا، أنه لا يقوم بعمل عسكري ويذهب إلى العمل الأمني، أُحيّد عن اللبناني وأذهب إلى الفلسطيني، أُحيّد عن حزب الله وأذهب إلى الفصائل الفلسطينية الفلانية، لا، أي عمل يستهدف أي أحد في لبنان نحن سنرد عليه بالحجم المناسب وبالطريقة المناسبة إن شاء الله وبدون أي تردد.

أنتقل للقسم ما قبل الأخير من الكلمة، في موضوع سوريا وإن كان هذا يحتاج لوقت أطول لكن أتحدّث به كلمتين. الاعتداءات المتكررة على سوريا، طبعًا دائمًا يُطرح سؤال، لا بأس فلنجاوب عليه في يوم القدس، أنا سأجاوب عليه الآن، هذا تبرع مني، خصوصًا عندما يُوجّه هذا السؤال إلى سوريا كقيادة، كدولة، كجيش، كشعب، وأيضًا إلى محور المقاومة. فيما يخصّ سوريا، أنه لماذا لا ترد على الاعتداءات المتكررة، هذا أمر طبعًا مدروس جيدًا عند القيادة السورية لأنه يجب أن لا يغيب عن بال أحد أن الجيش السوري ينتشر على خط تماس وجبهة قتال لمئات الكيلومترات من نقطة الحدود السورية العراقية الأردنية عند البوكمال، الميادين، دير الزور، نسير مع نهر الفرات ونصل إلى شرق حلب، إلى شمال حلب، وصولًا إلى خط الجبهة مع محافظة إدلب وصولًا إلى جبال اللاذقية. عندما يكون هناك قيادة ودولة وجيش متواجد على هذه المساحة الواسعة، مشغول بهذه الجبهة الكبيرة، صحيح أنه لا يوجد إطلاق نار وفقط مناوشات ولكن يمكن أن يحصل قتالًا في أي وقت ويمكن أن يُستغل أي تطور عسكري كبير سوري - إسرائيلي من قبل كل هذه الجماعات المسلحة، من يكون لديه جبهة واسعة بهذا الحجم لا تطلبوا منه بسهولة أن يفتح جبهة أخرى، هذا واحد. لكن الدفاعات الجوية السورية تواجه بكل إمكانياتها ويرتقي منها شهداء وجرحى. لكن ما أُريد أن أقوله أن هذا الأمر قد لا يستمر طويلًا وهذا ما أردت أن أُحذر منه العدو حتى على مستوى سوريا قد لا يستمر طويلًا، قد يتطور الموقف، قد يتبدل الموقف في أي لحظة من اللحظات بناءً على تطور أوضاع المنطقة، بناءً على التطورات الدولية، بناءً على تطورات محور المقاومة والوضع داخل الكيان، يُخطئ العدو الإسرائيلي عندما يبني ويطمئن ويقول هذه حساباتي الثابتة، أقصف في سوريا، أنتقم من سوريا، وسوريا مشغولة بحرب أخرى لا تستطيع أن تذهب إلى جبهة جديدة، هذه الحسابات قد تكون خاطئة وقد يظهر خطأها في أي وقت من الأوقات وما حصل في الأسبوع الماضي أيضًا على مستوى بعض المسيرات وبعض الصواريخ في سوريا يُؤشّر على احتمالات من هذا النوع، أنا أودّ هنا أن أحذر العدو من قراءة خاطئة أيضًا في هذه الجبهة، مع العلم وهذا يحتاج لوقت آخر أن ما يدّعي العدو أنه يقوم به من معركة بين الحروب في سوريا من أهداف لهذه المعركة بين الحروب من عام 2018 إلى اليوم لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، هذه أهداف فاشلة وخاسرة وكلفتها عالية على الإسرائيلي، نعم هناك خسائر مادية في سوريا، خسائر بشرية أقل ولكن هناك فشل في مشروع العدو وفي استراتيجية العدو هذه.

أيضًا، بعض الناس في المنطقة وخصوصًا في لبنان "يَحشُكْ فينا"، مثل اليوم المسجد الأقصى، يقول لك يقصفون سوريا أنتم ماذا فعلتم من لبنان؟ إذا لم نفعل شيء يقولون ماذا فعلتم؟ وإذا فعلنا شيء يقولون المقاومة تريد جرّ لبنان إلى حرب في المنطقة، لذلك فليريحوا أنفسهم قليلًا، هذا لن يقدم ولن يؤخر شيئًا لا في قرارات محور المقاومة ولا في قيادة محور المقاومة ولا في استراتيجيات محور المقاومة، محور المقاومة وقياداته على تفاهم وعلى تواصل ويدرسون الخيارات بشكل جيد ولديهم من الشجاعة والحكمة للتعاطي مع الأحداث بما يناسب كل مرحلة من المراحل إن شاء الله.

المسؤولية الأساسية في ختام الكلمة ترتبط بالضفة الغربية والقدس، يجب أن نُذكر أن هذه مسؤولية الجميع، مسلمين، مسيحيين، الأحرار والشرفاء، الكل مُهدّد في بيت المقدس، المقدسات الإسلامية والمقدسات المسيحية، المسلمون والمسيحيون في فلسطين والمنطقة كلهم مهددون بالعدوان الإسرائيلي وأيضًا بالعدوان الإرهابي الذي كانت تديره أميركا وتدعمه إسرائيل وتقدم له السلاح والستهيلات، ما لحق بالمسيحيين في المنطقة أيضًا من قبل هذه التنظيمات، هذه التنظيمات كانت متعاونة مع إسرائيل وإسرائيل كانت تقدم لها التسهيلات ومواد غذائية وطبابة وتمريض وسلاح وقصف جوي وقصف مدفعي في سوريا أيضًا، هذه مسؤولية الجميع.

اليوم الضفة درع القدس كلمة حق، الضفة هي التي تحمي المقدسات، هي الخط الأمامي، الجبهة الأمامية والصف الأمامي، برجالها ونسائها، بحضورها المباشر والدائم، بصبرها وثباتها وصلابتها وتحملها الكبير، بسهرها في هذه الليالي هي تحمي المسجد الأقصى وتحمي المقدسات، وبمقاومتها الشريفة، المسؤولية هي الحفاظ على الضفة التي هي درع القدس، يعني دعمها، يعني مساندتها، لنكن صريحين وواضحين، دعمها ليس فقط الدعم المعنوي والسياسي، بالاحتفال وبالمسيرة وبالنشيد، هذا كله مطلوب ومهم، لكن دعمها بالمال، وهذا يجب أن نعمل له جميعًا رغم كل الظروف المالية الصعبة التي نعيشها جميعًا، دعمها بالمال، الناس في الضفة الغربية وفي القدس يعيشون ظروف معيشية وحياتية سيئة وقاسية أكثر من كثير من شعوب منطقتنا، لكي يستمر هذا الشعب في الصمود، في البقاء في الأرض وفي احتضان المقاومة يجب أن يُدعم بالمال، المقاومة يجب أن تُدعم بالمال. وأيضًا الدعم بالسلاح، كل من يستطيع أن يوصل سلاحًا للضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك، نحن وغيرنا، كل من يستطيع أن يوصل سلاحًا للضفة الغربية يجب أن يفعل ذلك، الذي لا يستطيع "لا يُكلّف الله نفسًا إلا وسعها"، لكن لا يستطيع أن يقول أن لا أستطيع يجب أن يذهب ويبحث، يجب أن يسعى، هذا الأمر أيضًا هو مسؤولية الجميع. بالتأكيد الاحتضان الرسمي، الاحتضان السياسي، الاحتضان العربي، الاسلامي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، كل هذا أمر قيّم ومهم جدًا. العنوان الرئيسي اليوم في يوم القدس عندما نقول الضفة درع القدس يجب أن نضع إلى جانبها يُساوي وجوب دعم الضفة بكل ما يمكن أن يجعل هذه الضفة قوية صامدة متصاعدة صلبة مؤثرة فاعلة وصانعة في مقدمة الانتصار، هذا أولًا.

ثانيًا، التحذير للعدو، العدو يلعب بكل الجبهات يحجّة أن هنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك، هذه نقطة مهمة جدًا وأتمنى من الجميع أن يلفت لها ويقف عندها وأعرف أن هناك أناس سيقفون عندها كثيرًا، ولكن أنا يهمني العدو، لأن هذه معركة مع العدو. العدو ماذا يفعل؟ يُقسّم الساحات، يستفرد هنا بالضفة، يستفرد بالقطاع، يستفرد بلبنان، يستفرد بسوريا، يستفرد بالمعتكفين في المسجد الأقصى ويقول أن هناك قواعد اشتباك ويحاول أن يتعاطى مع هذه الساحات ويضع سقفًا أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، كأنه يتفضّل علينا وعلى شعوب المنطقة وعلى دول المنطقة أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، أولًا هذا ليس تفضلًا ولا منّة، هو مرعوب وخائف جدًا من أن يذهب إلى حرب، هذا واحد. لكن الأمر المهم الذي أريد أن أقوله أن أقول للعدو هذه لعبة خطرة، هذه لعبة خطرة، ليس دائمًا تبقى قادرًا على أن تمسك بأطراف وخيوط هذه اللعبة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في القدس ولا في الضفة ولا في غزة ولا في جنوب لبنان ولا في سوريا، طبعًا أنا لا أعتقد أنه هو يفكر باتجاه الاعتداء على إيران هو أجبن وأضعف وأشد هزالًا من أن يذهب للإعتداء على إيران، لا تفكر أنك هنا ممسك بخيوط اللعبة وتديرها وقواعد اشتباك وسقف ولا تريد أن تذهب المنطقة إلى الحرب، لا، يجب أن نُوجّه جميعًا تحذيرًا واضحًا للعدو الإسرائيلي أن حساباتك وخطواتك وبعض إنفعالاتك وبعض أعمالك الحمقاء في القدس أو في الضفة أو في غزة أو في لبنان أو في سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى، صحيح حتى بعض الناس في لبنان لا يقلقوا، صحيح حتى الآن لا لبنان يريد الذهاب إلى حرب، لا سوريا تريد الذهاب إلى حرب ولا حتى قطاع غزة يريد الذهاب إلى حرب بالشكل السابق، والاستراتيجية الأساسية للمقاومة هي المقاومة الشعبية والاستنزاف اليومي والصراع الميداني و..و..و... هذا الذي شهدناه طول عقود، ولكن فعل العدو، حماقة العدو، جرائم العدو قد تدفع المنطقة إلى حرب، قد تنزلق المنطقة إلى حرب، إذا كانت حكومة العدو تتكئ على فهم يقول لها أن المنطقة لا يمكن أن تذهب إلى حرب فهي مخطئة وهي مشتبهة، واشتباهها ككل الحماقات التي ارتكبتها خلال الأشهر القليلة الماضية، ونعم هذه المنطقة لن يستطيع أحد في مرحلة من المراحل ضمن ظروف معينة أن يمنع من انفجارها، ولذلك حذاري، للإسرائيلي أقول له حذار، للأميركي المنشغل مع روسيا والصين نقول له حذار، نقول له حذار، المقدسات خط أحمر، المقدسات الإسلامية والمسيحية في بيت المقدس في القدس خط أحمر، في الخليل أيضًا خط أحمر، الشعب الفلسطيني خط أحمر، والمعادلة الإقليمية التي تحدثنا عنها والتي نعمل على تأكيدها وترسيخها وتثبيتها هي التي تحمي وحمت وستحمي إن شاء الله هذه المقدسات.

في يوم القدس نحن هنا من الضاحية الجنوبية، من بيروت، من لبنان، من البلد العربي الذي صنع انتصاره بعرق جبينه ودماء شهدائه في عام 2000 وغَيّر المعادلات وموازين الردع في المنطقة عام 2006، نُعلن مجددًا مع الإمام الخميني، مع الإمام الخامنئي، مع كل القادة المسلمين والعرب والفلسطينيين والشرفاء والأحرار والمسيحيين، مع كل من يلتزم هذه القضية، أننا ملتزمون معهم، أن فلسطين قضيتنا، وأن القدس عاصمتنا جميعًا وأن المقدسات مقدساتنا جميعًا، وأننا لن نتخلى لا عن فلسطين كما كُنا دائمًا نقول في أصعب المراحل والظروف عندما كانت تُفجر السيارات المفخخة في الضاحية الجنوبية وفي البقاع، عندما كانت المعركة على أشدّها في الحرب الكونية على سوريا، تذكرون هنا في مجمع سيد الشهداء عندما قُلنا نحن لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين.

هذا هو إلتزامنا وهذا هو إيماننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ"، نحن ننصر الله من خلال هذه الإستجابة والله نصرنا حتى الآن وينصرنا دائمًا إن شاء الله.

كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.