emamian

emamian

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 15:29

من وصيّة الإمام الكاظم (عليه السلام)

جاء في وصيّة الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن الحكم: «يا هشام، مَن صدقَ لسانُه زكا عملُه، ومَن حسُنَت نيّتُه زيدَ في رزقِه، ومَن حسُنَ برُّه بإخوانِه وأهلِه مُدَّ في عمرِه»[1].

قبس من سيرة الإمام الكاظم (عليه السلام)
إنّه سابع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، وُلِد في نهاية العهد الأمويّ سنة 128 للهجرة، وعاصر انهيار هذا العهد الذي عاث باسم الخلافة الإسلاميّة فساداً. وعايش بدايات نشوء الحكم العبّاسي، الذي استولى على مركز القيادة في العالم الإسلاميّ تحت شعار «الرضا من آل محمّد».

عاش في ظلّ أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) عقدَين من عمره المبارك، وقد أحكم (عليه السلام) التدبير، للحفاظ على ولده الإمام الكاظم (عليه السلام)، ضماناً لاستمرار حركة الرسالة الإلهيّة في أقسى الظروف السياسيّة.

لقد عاش الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ثلاثة عقود من عمره المبارك والحكم العبّاسي لَمّا يستفحل، ولكنّه عانى في عقده الأخير ضغوطاً قلّما عاناها أحدٌ من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، حيث السجن المستمرّ، وصولاً إلى القتل في سبيل الله على أيدي عملاء السلطة الحاكمة باسم الله ورسوله.

يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) مبيناً صعوبة هذه المرحلة وخطرها: «إنّ حياة موسى بن جعفر، أي إمامته، بدأت في أصعب المراحل والمقاطع الزمنيّة. فباعتقادي لا يوجد عصر من بعد عصر الإمام السجّاد (عليه السلام) بشدّة وصعوبة عصر موسى بن جعفر (عليه السلام)؛ فموسى بن جعفر (عليه السلام) صار إماماً عام 148 بعد وفاة أبيه الإمام الصادق (عليه السلام). وفي هذا العام كانت أوضاع بني العبّاس قد استتبَّت، بعد فراغهم من الصراعات والخلافات والحروب التي كانت دائرة فيما بينهم في بداية حكمهم»[2].

ثمّ يشير (دام ظلّه) إلى أنّ استمرار نهج الأئمّة (عليهم السلام) وتكامله، إنّما كان عبر السعي والجهاد: «في هذا العصر، الشيء الوحيد الذي كان من الممكن أن يمنح جهاد أهل البيت (عليهم السلام) وحركتهم الفكريّة والسياسيّة، هم وأتباعهم، مجالاً للاستمرار والتكامل، هو السعي دون هوادة والجهاد الخطير واعتماد أسلوب التقيّة الإلهية. وبهذا اللحاظ تتضّح العظمة المدهشة لجهاد موسى بن جعفر (عليه السلام)»[3].

نظرة في وصيّته (عليه السلام)
هي وصيّة طويلة ومفصّلة، ذكرها الإمام (عليه السلام) لهشام بن الحكم، وهي تشتمل على مواعظ بليغة، وحكم رائعة، وأقوال جامعة، ولا سيّما في العقل وأهمّيّته وجنوده، وفيها يقول (عليه السلام): «يا هشام، اعرف العقل وجنده، والجهل وجنده، تكن من المهتدين»، ويختمها الإمام (عليه السلام) بقوله في آخرها: «يا هشام، لا تُجمَع هذه الخصال إلّا لنبيّ، أو وصيّ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان». ومراعاةً للمقال، وفي ذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)، نأخذ من هذه الوصيّة العظيمة المقطع الذي صُدِّرَت به الخطبة، والذي يشتمل على ثلاث وصايا، هي:

1. مَن صدقَ لسانُه زكا عملُه
إنّ الصدق من المفردات التربويّة التي لها صلة وثيقة بإيمان الإنسان وسلوكه الاجتماعيّ، وقد ورد في الأحاديث والروايات عن أهل العصمة (عليهم السلام) أنّه رأس الإيمان ودعامته، ولباس الدين، وروح الكلام، وفيه صلاح كلّ شيء… عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ، عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ»[4].

وعندما نتأمّل في فضل الصدق وآثاره على إيمان الإنسان وسلوكه الفرديّ والاجتماعيّ، ندرك كيف يزكو العمل وينمو؛ إذ إنّ الصدق يجعل من المرء إنساناً سويّاً في سلوكه وأعماله كافّة، وهذا يعني أنّه يسير في مسيرة التقوى التي تقرّبه من الله تعالى؛ فهو لا يحابي، ولا يرائي، ولا ينافق، بل تخضع أفعاله وأقواله لميزان العقل والشرع؛ وبذلك يزكو العمل، ويزداد خيراً وبركة؛ إذ إنّ الجزاء عند الله تعالى من جنس العمل، وقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحجّ والمعروف، وطنطنتهم بالليل؛ انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة»[5].

وإنّ الصدق يكون في القول والفعل، وفي النيّة والإرادة، وفي العزم والوفاء به، وفي مقامات الدين، وهو أرقى الدرجات وأعزّها؛ إذ يربّي الإنسان نفسه على العلاقة الصادقة مع الله تعالى، فيكون صادقاً في خشيته وخوفه منه تعالى، في تعظيمه وحبّه والتوكّل عليه، في الرضا بقضائه وقدره.

2. ومَن حسُنَت نيّتُه زيدَ في رزقِه
إنّ مسألة النيّة من العناوين الإسلاميّة الأساسيّة في حياة الإنسان؛ إذ إنّها تجسّد الدوافع التي تحرّك الإنسان نحو العمل، سواءٌ أكان عمله عباديّاً بينه وبين ربّه، أو كان مرتبطاً بعلاقاته مع الآخرين وفي حياته. فالنيّة لها تأثيرها في أعمال العباد وفي أنفسهم، وعلى الصعيدَين، الدنيويّ والأخرويّ، وهي شرط واجب لجميع العبادات، ولا يمكن لأحدٍ أن يؤدّي عبادة من دون نيّة القربة إلى الله تعالى، بل يمكن تحصيل الثواب في جميع الأعمال والمعاملات المختلفة التي لا تُشترَط فيها النيّة أصلاً، إذا نُوي فيها القربة لله تعالى، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «يا أبا ذرّ، ليكن لك في كلّ شيء نيّة صالحة، حتّى في النوم والأكل»[6]؛ فالله تعالى يريد من عبده أن يكون في كلّ حركاته وسكناته له جلّ وعلا، لا لغيره، وإنّ القيمة التي يمنحها سبحانه للإنسان تتحدّد بمقدار ما يكون الله تعالى حاضراً في قلبه.

لذلك، لا بدّ للإنسان من أن يستشعر عظمة الله في نفسه، بحيث يكون حاضراً دائماً في قلبه، وهذا يحتاج إلى بناء النيّة بشكلٍ سليمٍ وخالصٍ لوجهه تعالى، وأن يعيش الإنسان هذه النيّة في كلّ وجوده، فقد ورد في الأحاديث أنّ قيمة العمل إنّما تتحدَّد بقيمة النيّة، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «النيّة أساس العمل»[7]، و«الأعمال ثمار النيّات»[8]، فكلّما كانت النيّة أكثر نموّاً وصفاءً وخلوصاً في قلب المرء، كانت الأعمال أكثر نضجاً وأشدّ صلاحاً.

ومن الأمور التي ينبغي تربية النفس عليها، حسن النيّة تجاه الآخرين، وعدم سوء الظنّ، وهو ما حثّت عليه الروايات العديدة، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «عوّد نفسك حسن النيّة وجميل المقصد، تُدرك في مباغيك النجاح»[9].

وفي المقابل عدّت الروايات سوء النيّة من الأمراض الخطيرة التي يجب اقتلاعها من النفس، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً: «سوء النيّة داء دفين»[10]، و«من الشقاء فساد النيّة»[11].

3. ومَن حسُنَ برُّه بإخوانِه وأهلِه مُدَّ في عمرِه
إنّ الروايات قد استفاضت في الحثّ على البرّ بالإخوان والأرحام، وذكرت الكثير من الآثار المترتبة على ذلك في الدنيا والآخرة؛ فلصلة الأرحام آثار إيجابيّة في الحياة الإنسانيّة بجميع مقوّماتها، عن الإمام الباقر (عليه السلام): «صلة الأرحام تزكّي الأعمال، وتنمّي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسّر الحساب، وتُنسئ في الأجل»[12].

ومن أبرز الآثار التي ذكرتها الروايات حول صلة الرحم والبرّ بهم زيادة العمر، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ما نعلم شيئاً يزيد في العمر إلّا صلة الرحم، حتّى أّن الرجل يكون أجله ثلاث سنين، فيكون وصولاً للرحم، فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة، فيكون قاطعاً للرحم، فينقصه الله ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلى ثلاث سنين»[13].

حادثةٌ في البرّ وقضاء الحوائج
ولقد كان الإمام الكاظم (عليه السلام) يأمر شيعته بالبرّ والمعروف، وكان (عليه السلام) يرى أنّ إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهمّ أفعال الخير. وقد رُوي أنّ شخصاً من أهل الريّ، كانت عليه أموال طائلة لحكومة الريّ، يطالبه بها الوالي، ولم يتمكّن من أدائها، وخاف على نعمته أن تُسلب منه، فسأل عن حاكم الريّ، فأُخبِر أنّه من الشيعة، فاجتمع رأيه على السفر إلى الحجّ، وأن يلتقي بالإمام الكاظم (عليه السلام) ليستجير به، فسافر، فلمّا انتهى إليه، وتشرّف بمقابلته، شكا إليه حاله، فزوّده (عليه السلام) برسالة جاء فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم أنّ لله تحت عرشه ظلّاً لا يسكنه إلّا مَن أسدى إلى أخيه معروفاً، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سروراً، وهذا أخوك والسلام».

يقول هذا الرجل: فعُدتُ من الحجّ إلى بلدي، ومضيتُ إلى الرجل ليلاً، واستأذنتُ عليه، وقلت: رسول الصابر (عليه السلام)، فخرج إليّ حافياً ماشياً، ففتح لي بابه، وقبّلني، وضمّني إليه، وجعل يقبّل بين عينيّ، ويكرّر ذلك كلّما سألني عن رؤيته (عليه السلام)، وكلّما أخبرتُه بسلامته وصلاح أحواله، استبشر، وشكر الله، ثمّ أدخلني داره، وصدّرني في مجلسه، وجلس بين يديّ، فأخرجتُ إليه كتابه (عليه السلام)، فقبّله قائماً، وقرأه، ثمّ استدعى بماله وثيابه، فقاسمني ديناراً ديناراً، ودرهماً درهماً، وثوباً ثوباً، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، وفي كلّ شيء من ذلك يقول: يا أخي، هل سررتُك؟ فأقول: إي والله، وزدتَ على السرور، ثمّ استدعى العمل، فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني براءة ممّا يتوجّه عليّ منه، وودّعتُه، وانصرفتُ عنه.

فقلتُ: لا أقدر على مكافاة هذا الرجل، إلّا بأنّ أحجّ في قابل، وأدعو له، وألقى الصابر (عليه السلام)، وأعرّفه فعله، ففعلتُ، ولقيتُ مولاي الصابر (عليه السلام)، وجعلتُ أحدّثه، ووجهه يتهلّل فرحاً، فقلت: يا مولاي، هل سرّك ذلك؟ فقال: «إي والله، لقد سرّني، وسرّ أمير المؤمنين. والله، لقد سرّ جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ولقد سرّ الله تعالى»[14].

[1] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص388.
[2] الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، إنسان بعمر 250 سنة، ص318.
[3] المصدر نفسه، ص314.
[4] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص556، الحكمة 458.
[5] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص379.
[6] الشيخ الطبرسيّ، مكارم الأخلاق، ص464.
[7] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص29
[8] المصدر نفسه، ص19.
[9] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص340.
[10] المصدر نفسه، ص284.
[11] المصدر نفسه، ص470.
[12] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص150.
[13] المصدر نفسه، ج2، ص153.
[14] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج48، ص174.

هذا المشروب البسيط يقدم فوائد صحية شاملة تبدأ من تحسين الهضم إلى تعزيز جهاز المناعة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يسعون لنمط حياة صحي.

الماء الدافئ له تأثير إيجابي مباشر على الجهاز الهضمي، حيث يساعد في تحفيز حركة الأمعاء وتعزيز عملية التمثيل الغذائي. كما يدعم الكبد والكلى في أداء وظائفهما الطبيعية لإزالة السموم من الجسم. يعمل الماء الدافئ أيضًا على تحسين الدورة الدموية واسترخاء العضلات، مما يقلل من التصلب والألم الذي قد يصاحب ساعات الصباح الأولى.

وعصير الليمون يحتوي على نسبة عالية من فيتامين C ومضادات الأكسدة التي تدعم جهاز المناعة وتحمي الجسم من الجذور الحرة. كما يساهم في تحسين صحة البشرة من خلال تقليل العيوب وتحفيز إنتاج الكولاجين الذي يمنح البشرة مظهرًا متوهجًا.

إضافةً إلى ذلك، يساعد الليمون في تعزيز عملية الهضم من خلال تحفيز إنتاج العصارات الهضمية. وله تأثير قلوي على الجسم، مما يساعد على موازنة مستويات الحموضة ويقلل من الانتفاخ ومشاكل الجهاز الهضمي.

7 فوائد أساسية لشرب الماء الدافئ بالليمون

إزالة السموم: يساعد حمض الستريك في الليمون الكبد على التخلص من السموم بشكل أكثر كفاءة.

ترطيب الجسم: يعوض الجسم عن فقدان السوائل أثناء النوم ويبدأ عملية الترطيب بشكل مثالي.

دعم فقدان الوزن: الألياف الموجودة في الليمون تقلل الشعور بالجوع، بينما يعزز الماء الدافئ الشعور بالامتلاء.

تحسين صحة البشرة: يساهم فيتامين C ومضادات الأكسدة في تنظيف البشرة وجعلها تبدو مشرقة.

تعزيز المناعة: يدعم فيتامين C جهاز المناعة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض.

رفع الطاقة: توفر الإلكتروليتات الطبيعية في الليمون دفعة من النشاط والحيوية دون الحاجة للكافيين.

دعم صحة القلب: يساعد في تحسين مستويات الكوليسترول وخفض ضغط الدم.

لتحضير هذا المشروب المفيد، يتم تسخين كمية من الماء حتى تكون دافئة، ثم يُضاف إليها ملعقة كبيرة من عصير الليمون الطازج. لتحسين الطعم والفوائد، يمكن إضافة العسل الطبيعي أو القليل من الفلفل الأسود المطحون.

هذا المشروب ليس مجرد بداية يوم عادية، بل هو جزء من أسلوب حياة صحي يعزز النشاط اليومي ويقوي مناعة الجسم. ومع فوائده العديدة على الصحة العامة والبشرة والجهاز الهضمي، يظل الماء الدافئ مع الليمون خيارًا بسيطًا وفعالًا يمكن للجميع اعتماده بسهولة.

اجعل هذا المشروب جزءًا من روتينك اليومي واستمتع بيوم مليء بالطاقة والحيوية.

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 15:25

علامات غير نمطية تدل على مشكلات في الكبد

ووفقا لها، الكبد هو واحد من أكبر الأعضاء وأكثرها عملا، وهو مسؤول عن أكثر من 100 عملية حيوية في الجسم. وتحت هذا الحمل، يضعف الكبد، ولكن من الصعب اكتشاف خلل في عمله. ويفسر ذلك إلى أنه لا توجد مستقبلات للألم في الكبد نفسه – النهايات العصبية التي تتفاعل مع الأعطال في العضو، وترسل نبضات إلى الدماغ.
وتقول: “يوجد “نظام الإشارة” في كبسولة الكبد، أي الغشاء الذي يحيط به ويحميه. ولا يشعر الشخص بالألم إلا عندما يزداد حجم الكبد وتتمدد الكبسولة تحت تأثير بعض العوامل السلبية. كما في حالات التهاب الكبد الفيروسي الشديد، والأكياس والخراجات الكبيرة في الكبد، والسرطان”.
ووفقا لها، لا يمكن للشخص دائما تحديد المكان الذي يؤلمه بالضبط. قد يشعر بتشنجات في معدته أو تتألم. ويشير المرضى في بعض الأحيان إلى أن الألم ينتشر إلى الكتف. يجب أن نعلم أن الكبد يؤلم حقا، عندما يكون مصابا بأمراض خطيرة جدا. وليس الألم العرض الوحيد أو العلامة الأولى. هناك أعراض غير نمطية يصعب ربطها بالكبد. مثل ضعف شديد وغثيان وحكة وفقدان الشهية، كما يتلون بياض العين والجلد باللون الأصفر.

وتوصي الطبيبة بضرورة استشارة الطبيب المختص في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب.
وتقول: “بالطبع يؤثر الإفراط في تناول الطعام والكحول سلبا على الصحة، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز الهضمي المزمنة. وعند الإفراط في تناول الطعام، قد يؤلم الجانب الأيمن بالفعل، ولكن هذا عادة ما يكون مرتبطا بامتلاء القولون أو أمراض المرارة”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في استهلاك الكحول يمكن أن يؤدي إلى التهاب الكبد الكحولي الذي يحدث عادة لدى المدمنين على الكحول فترة طويلة. ومن الناحية الطبية، لا توجد جرعة آمنة للكحول.
ويمكن تخفيف العبء على الكبد والجهاز الهضمي عن طريق اتباع قواعد بسيطة: اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وممارسة التمارين الرياضية والإكثار من شرب السوائل. وبالطبع قد تكون هذه التوصيات بسيطة، ولكنها فعالة وتساعد كثيرا على تخفيف العبء على الكبد.

وأظهرت الدراسة أن الماء الغازي يمكن أن يساعد في خفض مستويات السكر في الدم وتسريع عملية التمثيل الغذائي، وقد تكون الفقاعات العامل الأساسي في هذه الفوائد، إذ تبين أنها قد تعزز من امتصاص واستخدام سكر الدم.

وقارن الأطباء شرب الماء الغازي بعملية الغسيل الكلوي، حيث يتم تصفية الدم لإزالة الفضلات والمياه الزائدة عندما تفشل الكلى في أداء هذه المهمة. وهذا التحول في الدم إلى بيئة قلوية ينتج بشكل رئيسي ثاني أكسيد الكربون (CO2).

وبالمثل، يتم امتصاص ثاني أكسيد الكربون في الماء الغازي من خلال بطانة المعدة ويتحول بسرعة إلى بيكربونات في خلايا الدم الحمراء. ويحدث التحفيز السريع لامتصاص الغلوكوز عن طريق تنشيط الإنزيمات في خلايا الدم الحمراء، ما يساهم في تقليل مستويات السكر في الدم.

وعلى الرغم من أن النتائج تشير إلى أن الماء الغازي قد يساهم بشكل غير مباشر في فقدان الوزن، إلا أن التأثيرات كانت طفيفة، وفقا للدكتور أكيرا تاكاهاشي، المعد الرئيسي للدراسة من مركز غسيل الكلى بمستشفى تيسيكاي لجراحة الأعصاب في اليابان.
وقال: "إن تأثير ثاني أكسيد الكربون في المياه الغازية ليس حلا مستقلا لفقدان الوزن. يظل النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم أساسين لإدارة الوزن بشكل مستدام".
وحذر العلماء من أن شرب الماء الغازي قد يكون له تأثيرات على الجهاز الهضمي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية المعدة أو حالات صحية أخرى. وأوصوا بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل التوصية باستخدامه كعلاج لفقدان الوزن.
نشرت الدراسة في مجلة BMJ Nutrition Prevention & Health.
المصدر: ديلي ميل

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 15:11

ثلاثةٌ تهدمُ العقلَ

عنِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (عليه السلام): «يَا هِشَامُ، مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ: مَنْ أَظْلَمَ نُورَ فِكْرِهِ‏ بِطُولِ أَمَلِهِ، وَمَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ، وَأَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ‏ نَفْسِهِ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ، وَمَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ، أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ»[1].

حثَّتِ المواعظُ الإنسانَ على تربيةِ نفسِهِ ومخالفةِ هواهُ، وسلاحُ ذلكَ الخوفُ منَ اللهِ ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾[2]. وكلَّما اشتدَّ خوفُ الإنسانِ منْ ربِّهِ، قَويَ على محاربةِ الأهواءِ النفسانيّةِ؛ وذلكَ عندما يكونُ العقلُ حاكماً، يراقبُ النفسَ الأمّارةَ بالسوءِ، ويواجهُها بعاقبةِ المعاصي، ويرشدُنا كلامُ الإمامِ الكاظمِ (عليه السلام) إلى أسبابٍ ثلاثةٍ، تُضعِفُ الخوفَ في نفسِ الإنسانِ، وتُوجِبُ تعطيلَ عملِ العقلِ الذي وهبَهُ اللهُ إيّاهُ، وجعلَهُ طريقاً إلى جنّتِهِ:

1. طولُ الأملِ: يعيشُ الإنسانُ على الأملِ، وما حذّرَت منهُ الرواياتُ والتعاليمُ الأخلاقيّةُ هوَ الوقوعُ في طولِ الأملِ، فاللهُ تعالى أباحَ الجِدَّ في الدنيا، والعملَ، والسعيَ لطلبِ الرزقِ والربحِ، ولكنْ معَ التحذيرِ منْ طولِ الأملِ، الذي فيهِ الغفلةُ عنِ اللهِ، وضياعُ حقوقِ اللهِ، والتقصيرُ في واجبِ اللهِ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَا أَطَالَ عَبْدٌ اَلْأَمَلَ، إِلَّا أَسَاءَ اَلْعَمَلَ»[3].

بلْ إنَّهُ سببٌ لقسوةِ القلبِ، ففي ما ناجى اللهُ عزَّ وجلَّ بهِ موسى (عليه السلام): «يَا مُوسَى، لاَ تُطَوِّلْ فِي اَلدُّنْيَا أَمَلَكَ، فَيَقْسُوَ قَلْبُكَ، وَقَاسِي اَلْقَلْبِ مِنِّي بَعِيدٌ»[4].

وعلاجُ طولِ الأملِ ترقُّبُ الأجلِ، الذي قدْ يحينُ في أيِّ لحظةٍ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنْ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ غَداً فَإِنَّهُ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً، وَمَنْ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً يَقْسُو قَلْبُهُ، وَيَرْغَبُ فِي اَلدُّنْيَا، وَيَزْهَدُ فِي اَلَّذِي وَعَدَهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»[5].

2. فُضولُ الكلامِ: لقدْ وردَ الحثُّ الشديدُ على صونِ اللسانِ، والتحذيرُ منَ البلاءاتِ التي يكونُ الكلامُ سبباً لوقوعِ الإنسانِ فيها، ومنْ أهمِّها فُضولُ الكلامِ، فمِنْ مضارِّ ذلكَ ما وردَ عنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «إِيَّاكَ وَفُضُولَ اَلْكَلاَمِ! فَإِنَّهُ يُظْهِرُ مِنْ عُيُوبِكَ مَا بَطَنَ، وَيُحَرِّكُ عَلَيْكَ مِنْ أَعْدَائِكَ مَا سَكَنَ»[6].

وعلى الإنسانِ أنْ يستحضرَ دائماً أنَّ ما ينطقُ بهِ مدوّنٌ في صحيفةِ أعمالِهِ، وقدْ مرَّ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) برجلٍ يتكلّمُ بفُضولِ الكلامِ، فوقفَ عليهِ، ثمَّ قالَ: «يَا هَذَا، إِنَّكَ تُمْلِي عَلَى حَافِظَيْكَ كِتَاباً إِلَى رَبِّكَ؛ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَعْنِيكَ، وَدَعْ مَا لاَ يَعْنِيكَ»[7].

3. شهواتُ النفسِ: لقدْ أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَهُ بالسيرِ في الأرضِ، والاعتبارِ بما جرى على مَنْ سبقَ منْ أُممٍ، وما يمنعُ الإنسانَ منَ الاعتبارِ شهواتُ نفسِهِ الأمّارةِ بالسوءِ، والرغباتُ التي تُوجِبُ الغفلةَ والنسيانَ، فعنْ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «أُوصِيكُمْ بِمُجَانَبَةِ اَلْهَوَى؛ فَإِنَّ اَلْهَوَى يَدْعُو إِلَى اَلْعَمَى، وَهُوَ اَلضَّلاَلُ فِي اَلْآخِرَةِ وَاَلدُّنْيَا»[8]، وعنهُ (عليه السلام): «إِنَّكَ إِنْ أَطَعْتَ هَوَاكَ أَصَمَّكَ، وَأَعْمَاكَ، وَأَفْسَدَ مُنْقَلَبَكَ، وَأَرْدَاكَ»[9].

ختاماً، نُعزِّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجَّلَ اللهُ تعالى فرَجَهُ الشريفَ)، ووليَّ أمرِ المسلمينَ، والمجاهدينَ جميعاً، بذكرى شهادةِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (عليه السلام) في الخامسِ والعشرينَ مِنْ رجبٍ، عامَ 183 للهجرةِ.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

[1] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص386.
[2]سورة النازعات، الآية 40.
[3] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج3، ص259.
[4]الأمير ورّام، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص42.
[5] ابن الأشعث، الجعفريّات (الأشعثيّات)، ص240.
[6] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص99.
[7] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص396.
[8] نعمان بن محمد المغربيّ، دعائم الإسلام، ج‏2، ص350.
[9] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص172.

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 15:09

ما معنى أن نكون من الصابرين؟

ليس من كلام في فضل الصبر أوضح وأجلى من كلام أمير المؤمنين عليه السلام حينما قال: "الصبر أحسن خلل الإيمان وأشرف خلائق الإنسان"([1]).

فإذا كان الصبر من أشرف الأخلاق الإنسانية فإن معنى ذلك أن الذي يتحلى به هو من أشرف الناس وأعظمهم أخلاقا، وهذا ما نراه جليا في امتحان الأنبياء عليه السلام فإن إحدى البليات التي يتعرض لها الأنبياء لكي ينالوا مقام الإمامة الإلهية تتطلب الصبر الشديد بحيث لا يستطيع المؤمن العادي تحمله فهذا نبينا إبراهيم عليه السلام قد صبر على طاعة الله عز وجل بعد أن أمره بذبح ولده فكاد أن يذبحه لولا الفداء العظيم من الله بعد أن أظهر عليه السلام صبرا على أداء التكليف الإلهي فأعطاه الله مقام الإمامة الإلهية...

فالصبر صفة تدل على كمال المرء كما دل الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا ينبغي لمن لم يكن صبورا أن يُعدّ كاملا"([2]).

وقد أمر الله المؤمنين بالصبر كما جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث عليه منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾([3]).
 
الصبر والإيمان‏
عن الإمام الرضا عليه السلام: "الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح"([4]).

إن البعد الحقيقي للإيمان هو أن يتحول هذا الاعتقاد إلى فعل وعمل، لا أن يبقى داخل النفس، فأثر وفعالية هذا الإيمان هو دخوله حيّز الواقع والتطبيق، ودخول الإيمان إلى واقع الحياة يحتاج بالدرجة إلى الصبر، لأن الأثر الحقيقي هو طاعة الله عز وجل وعدم الانحراف نحو معصيته، وهذا ما يحتاج إلى الصبر، فبالصبر يمكن أن تواجه كل ما يعترضك في سبيل أن يكون إيمانك ذا أثر وفعالية.

ومن هنا وردت الروايات التي تعتبر الصبر هو الأساس في الإيمان أو الدين، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان"([5]).

كما ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: "أيها الناس عليكم بالصبر فإنه لا دين لمن لا صبر له"([6]).
 
كيف يكون الصبر؟
سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام: "يا جبرائيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء"([7]).

وقد يقال للصابر صابراً أو متصبراً ولكلا الكلمتين معنى مختلفا عن الآخر حسب الرواية المروية عن إمامنا الصادق عليه السلام لما سئل عن الصابرين المتصبرين قال: "الصابرون على أداء الفرائض، والمتصبرون على اجتناب المحارم"([8]).
 


([1]) ميزان الحكمة، الحديث 10019.
([2]) ميزان الحكمة، الحديث 10022.
([3]) سورة آل عمران، الآية: 200.
([4]) ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏191.
([5]) أصول الكافي، ج‏2، ص‏87.
([6]) ميزان الحكمة، ح 10067.
([7]) ميزان الحكمة، الحديث 10090.
([8]) ميزان الحكمة، الحديث 10093.

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 13:43

كيف تنال العفو الإلهي؟

"سيّدي.. فإن عفوت يا ربّ فطال ما عفوت عن المذنبين قبلي، لأنّ كرمك أي ربّ يجلُّ عن مكافأة المقصِّرين وأنا عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجِّز ما وعدت من الصفح عمّن أحسن بك ظناً".
 
إنّ اعترافنا بذنوبنا والإقرار بها في حضرة الباري عزّ وجلّ، يخطو بنا خطوة نحو نيل عفو الله تعالى والفوز برضوانه، فعن الباقر عليه السلام: "والله ما ينجو من الذنب إلاّ من أقرّ به"([1]).
 
وكان من دعاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المرويّ عن كميل بن زياد: "وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، مُعتذِراً نادماً، مُنكسِراً مُستقيلاً، مُستغفِراً مُنيباً، مُقرّاً مُذعِناً مُعترِفاً.."([2]).
 
هذا ولا بدّ أن يقترن الإقرار والاعتراف بالذنوب بشروط أخرى أيضاً، كالندم على ما مضى، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: "كفى بالندم توبة"([3]).
 
والإمام زين العابدين عليه السلام أعطانا نموذجاً في مناجاة التائبين: "إلهي إن كان الندم على الذنب توبة فإنّي وعزّتك من النادمين.."([4]).
 
كما إنّه يجب علينا أن لا نكتفي بذلك، بل يجب أن نجبر الأعمال السيّئة التي ارتُكبت فيما مضى بالأعمال الصالحة مستقبلاً. والله الغفور الرحيم قد أبقى أبواب المغفرة والرحمة مفتوحة أمام المذنبين العاصين، وهو القائل عزّ وجلّ: ﴿وهُو الّذِي يقْبلُ التّوْبة عنْ عِبادِهِ ويعْفُو عنِ السّيِّئاتِ ويعْلمُ ما تفْعلُون﴾([5])، والقائل: ﴿فمن تاب مِن بعْدِ ظُلْمِهِ وأصْلح فإِنّ الله يتُوبُ عليْهِ إِنّ الله غفُورٌ رّحِيمٌ﴾([6]).
 
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "من تنزّه عن حُرمات الله سارع إليه عفو الله"([7]).
 
وعنه عليه السلام: "ولكنّ الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبّدهم بأنواع المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجاً للتكبُّر من قلوبهم، وإسكاناً للتذلُّل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبواباً فتّحاً إلى فضله، وأسباباً ذلّلاً لعفوه"([8]).
 
فإنّ من أسماء الله الحسنى (العفوّ) وهو القائل في محكم كتابه العزيز: ﴿إِنّ الله كان عفُوًّا غفُورًا﴾([9]). وهذا أمير المؤمنين عليه السلام يدعو بذلك: "اللّهمّ احملني على عفوك ولا تحملني على عدلك"([10]).
 
وفي مناجاته عليه السلام: "إلهي أُفكِّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليّتي"([11]).
  
* مظاهر الرحمة، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 426.
([2]) مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمي، ص 151.
([3]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 426.
([4]) مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمي، ص 254.
([5]) الشورى: 25.
([6]) سورة المائدة: 39.
([7]) سورة المائدة: 39.
([8]) م. ن، ج6، ص 115.
([9]) النساء: 43.
([10]) نهج البلاغة، ج2، ص 222.
([11]) بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 41، ص 12.

وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حول أهمية تذكر العاقبة
 
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "أوصيكم عباد اللَّه بتقوى اللَّه وكثرة ذكر الموت وأحذّركم الدنيا..."([1]).

يوصينا مولى المتقين علي صلوات اللَّه عليه بتقوى اللَّه التي تعني وسام الكرامة وشعار العزة كما في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ﴾([2]). ويحثّنا على الإكثار من ذكر الموت باعتباره عنصراً هاماً في عملية بناء النفس وتهذيبها وسيرها في طريق الكمال، وسوف نتعرف معاً على النتائج التي بالإمكان أن نحصل عليها من خلال تذكر الموت دائماً الذي يعني الالتفات إلى متطلبات هذه الرحلة المنتظرة وإلى تلك الساحة التي تعرض فيها أعمال الناس بين يدي الخالق تعالى، فيساهم ذلك في أن يكون الإنسان جاهزاً وحاضراً ومستعداً أتمّ الاستعداد لتلبية النداء بالرجوع إلى اللَّه حيث يقول عزَّ وجلّ‏: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾([3]).
 
وتبرز أهمية تذكر الموت بل الإكثار منه في كمٍ كبير من روايات ووصايا المعصومين عليهم السلام بالاتفاق على هدف واحد وهو اعتباره عاملاً مساعداً على بناء الذات الإنسانية الإيمانية بناء سليماً ملؤه الشعور الدائم بالرقابة الإلهية والإعداد لساعة اللقاء المرتقب يوم القيامة.
 
قال رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله): "أكثروا من ذكر هادم اللذّات، فقيل: يا رسول اللَّه فما هادم اللذّات؟ قال: الموت، فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت وأشدّهم له استعداداً"([4]).
 
أفضل العبادة ذكر الموت‏:
ربما يبتعد الإنسان عن كثير من الحقائق جراء غشاوة المادة أو سيطرة الشهوة أو تزيين الدنيا، ومن تلك الحقائق الواقعية التي لا مفرّ منها ولا مهرب لكن الإنسان يغفل عنها في كثير من الأحيان وينام نومة طويلة، حقيقة ضعفه وعجزه وزواله فتراه يعمل على عمران دنياه وتخريب آخرته ويقترف من الذنوب أو يتعدى على حقوق الآخرين كما لو أنه خالد في هذه الدنيا الفانية وأنه لن يموت أو يسأل ولن يطالب ويحاسب ويعاقب ويعبّر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عن هذا الصنف قائلاً: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا"([5]).
 
وفي مقابل هذه الفئة من الناس فئة أخرى لم تسلم القياد إلى الغفلة والنسيان، بل قادها الانتباه واليقظة إلى العمل الدؤوب طلباً لرضى الخالق تعالى وسعياً إلى خاتمة طيبة، فعاشت مستحضرة حقيقة العبودية الداعية إلى دوام الانابة والعبادة، فأكثرت ذكر الموت والرحيل والقبر والنشور وأن هذه الدنيا الغرور ليست نهاية كل شيء بل مزرعة يبذر فيها ثم بعد ذلك يكون العطاء في ساحة البقاء الأبدي.
 
ويتضح دور الإكثار من ذكر الموت في هذه العملية المشيّدة لصرح التقوى والمعبّدة لطريق الصلاح والخلاص في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكر ذكر الموت، فمن أثقله الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة"([6]).
 
 ذكر الموت وأداء الحقوق‏:
إن من الطبيعي لأي واحد منا قرّر السفر من بلدٍ إلى آخر أن يبادر إلى تجهيز مستلزمات رحلته وحزم أمتعته واعداد حقائب سفره وكذلك إيكال المهمات المرتبطة به في البلد الذي سيغادره إلى أشخاص يثق بهم، وأداء الأمانات إلى أهلها والقيام بسائر الشؤون التي ينبغي أداؤها وانجازها في وطنه قبل رحيله إلى وطن آخر وكلما اقترب موعد رحلة الطائرة التي سيغادر على متنها كان أكثر اهتماماً باستعداداته وجهوزيته.
 
والخلاصة أن الإنسان حريص على القيام بما يلزم لهذا السفر من مكان إلى آخر في هذه الدنيا الفانية.
 
فلماذا لا يكون حريصاً على تأمين لوازم سفره من هذه الدنيا إلى عالم الآخرة من دار الفناء إلى دار البقاء؟!
 
إن السبب هو الغفلة عن السفر نفسه أي عدم الانتباه إلى الموت ومن يغفل عنه كيف يتذكر ما يستوجبه ويتطلبه منه؟! وها هو أمير المؤمنين عليه السلام يتعجب قائلاً: "وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم"([7])؟!
 
ومن هنا نعرف أن تذكر الموت باعث على تهيئة النفس واستعدادها له من خلال أداء الحقوق العامة والخاصة وما يرتبط بالشخص نفسه أو بغيره وسواء كانت الحقوق مادية أو معنوية.
 
فمن الطبيعي أن يسارع إلى قضاء ما فات من الصلوات ويقضي ديونه المالية، ويرجع الحقوق إلى ذويها، ويكفّ عن ظلم الآخرين ويعاشرهم بمعروف وإحسان ويتزوّد لآخرته بزاد التقوى.
 
جاء في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام: "وإنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه، ولا يفوته طالبه، ولا بد أنه مدركه، فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيئة، قد كنت تحدّث نفسك منها بالتوبة، فيحول بينك وبين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك، يا بني أكثر من ذكر الموت، وذكر ما تهجم عليه، وتفضي بعد الموت إليه حتّى يأتيك وقد أخذت منه حذرك وشددت له أزرك ولا يأتيك بغتة فيبهرك"([8]).
 
نتائج ذكر الموت‏:
1- النجاة من خداع الدنيا:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "من أكثر ذكر الموت نجا من خداع الدنيا"([9]).
 
2- الرضا بالكفاف:
في الحديث: "من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا بالكفاف"([10]).
 
3- تهوين المصائب:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور، وقيامكم بين يدي اللَّه عزَّ وجلّ‏ تهوّن عليكم المصائب"([11]).
 
4- محبّة اللَّه:
عن الصادق عليه السلام: "من أكثر ذكر الموت أحبه اللَّه"([12]).
 
5- الحشر مع الشهداء:
"قيل: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هل يحشر مع الشهداء أحد؟ قال: نعم من يذكر الموت بين اليوم والليلة عشرين مرة"([13]).
 
6- أكيس الناس:
قال النبي صلى الله عليه وآله: "أتدرون من أكيسكم؟ قالوا: لا يا رسول اللَّه، قال: أكثركم للموت ذاكراً، وأحسنكم استعداداً له، فقالوا: وما علامته يا رسول اللَّه؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود والتزوّد لسكنى القبور والتأهب ليوم النشور"([14]).
 
7- يميت الشهوات ويقوّي القلب:
يقول الصادق عليه السلام: "ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ويقلع منابت الغفلة، ويقوّي القلب بمواعد اللَّه ويرقّ الطبع ويكسر أعلام الهوى..."([15]).
 
8- الزهد في الدنيا:
في الحديث: "أكثروا ذكر الموت فإنه ما أكثر ذكر الموت إنسان إلا زهد في الدنيا"([16]).
 
9- يكون قبره روضة من رياض الجنة:
في الحديث: "فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة"([17]).
 
10- المسارعة في الخيرات:
عن النبي صلى الله عليه وآله: "ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات"([18]).
 
* من وصـايا العترة عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) بحار الأنوار، ج‏88، ص‏99.
([2]) الحجرات:13.
([3]) الفجر:27-30.
([4]) بحار الأنوار، ج‏82، ص‏167.
([5]) بحار الأنوار، ج‏50، ص‏134.
([6]) جامع الأخبار، ص‏165.
([7]) ميزان الحكمة، ج‏4، ص‏3539.
([8]) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص‏400. الحذر: الاحتراز والاحتراس، والأزر: الظهر. ويبهرك: يغلبك على أمرك.
([9]) غرر الحكم، حديث: 845.
([10]) م.ن، حديث: 999.
([11]) البحار، ج‏6، ص‏132.
([12]) الوسائل، ج‏2، ص‏434.
([13]) المستدرك، ج‏2، ص‏104.
([14]) ارشاد القلوب، ص‏58، باب 12.
([15]) البحار، ج‏6، ص‏133.
([16]) م.ن. ج‏82، ص‏168.
([17]) ميزان الحكمة، حديث 19141.
([18]) البحار، ج‏77، ص‏173.

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا تُعد، كما يراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خطوة نحو عالم أكثر عدلاً وتوازناً. فإيران وروسيا، إدراكًا منهما لمسؤوليتهما التاريخية، تؤسسان لنظام جديد قائم على فكرة التعاون بديلاً عن الهيمنة. في هذا السياق، أكّد نظيره الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاق ليس موجّهًا ضد أي طرف. ومع ذلك، لا تستطيع الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها تصوّر أن تكون الاتفاقية غير موجهة إلى طرف ثالث، ما يُظهر إسقاطًا واضحًا على الاتفاقيات التي تبرمها واشنطن مع دول أخرى، والتي غالبًا ما تكون اتفاقيات عسكرية بالدرجة الأولى، تتضمن إقامة قواعد عسكرية وبيع أسلحة. ورغم تكلفتها العالية، التي تصل إلى مليارات الدولارات، فإنها تصبّ في مصلحة الكيان الإسرائيلي والمصالح الأمريكية غير المشروعة في المنطقة.

اتفاقية الشراكة بين إيران وروسيا تُعد خطوة استراتيجية وردًا عمليًا على سياسة الحظر الاقتصادي الظالمة التي تمارسها واشنطن ضمن إطار سياساتها ضد الدول الرافضة لهيمنتها. هذه الحقيقة أشار إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في موسكو، حيث صرّح قائلًا: "نحن نقف ضد أي عقوبات دولية موجهة لإيران وروسيا، وإن طهران وموسكو قادرتان على بناء تعاون واسع النطاق في مجالات مختلفة يمكن أن يُحبط الحظر الأمريكي والغربي."

إيران لم تعد تُعوّل كثيرًا على أوروبا، بعد أن تنصّلت الأخيرة من جميع تعهداتها في الاتفاق النووي، وخضعت للسياسة الأمريكية، وسحبت شركاتها من إيران إرضاءً للولايات المتحدة. لهذا السبب، اتجهت إيران نحو الشرق، حيث وقّعت مع الصين اتفاقية تعاون طويلة الأمد، وأبرمت اتفاقية تعاون اقتصادي مع الاتحاد الأوراسي، كما انضمت إلى عضوية "منظمة شنغهاي للتعاون" و"مجموعة بريكس". وتهدف هذه الاتفاقيات إلى استبدال هيمنة الغرب بتعاون بناء قائم على المصالح المشتركة.

تشمل اتفاقية الشراكة الإيرانية الروسية الاستثمار في حقول الطاقة، بناء مصافي النفط وتطويرها، التعاون المالي والمصرفي، التعاون الترانزيتي ضمن ممرّ الشمال-الجنوب، تنفيذ مشروعات البنية التحتية المشتركة، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا في مجال الأمن السيبراني. يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليًا خمسة مليارات دولار سنويًا، ما يمثل زيادة بنسبة الضعفين خلال العقد الماضي.

مع توقيع اتفاقية الشراكة، تجاوزت إيران وروسيا العقبات المتعلقة بالمعاملات النقدية والمصرفية. حيث تم تفعيل العملة الرقمية في التجارة بين البلدين، وأصبح من الممكن استلام الروبل من أجهزة الصراف الآلي الروسية باستخدام بطاقات بنك "شتاب". في المرحلة المقبلة، ستعمل البطاقات الروسية في أجهزة الصراف الآلي الإيرانية. وابتداءً من العام الإيراني المقبل (الذي يبدأ في 21 مارس/آذار)، ستُستخدم البطاقات الإيرانية في نقاط البيع الروسية والعكس صحيح، ما يتيح للمستخدمين إجراء المشتريات من المتاجر مباشرة.

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا ستُسهّل تطور العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين البلدين بشكل أكثر فعالية. وفقًا للفقرة الأولى من المادة 18 في الاتفاقية، يلتزم الطرفان بتطوير التعاون التجاري والصناعي، وتحقيق منافع اقتصادية متبادلة، بما يشمل الاستثمارات المشتركة، البنية الأساسية التمويلية، تسهيل آليات التجارة، تعزيز المسائل المصرفية، وتبادل السلع والخدمات والمعلومات.

رغم أن الاتفاقية تشمل التعاون القضائي، البرلماني، الأمني والدفاعي، إلا أنها ليست معاهدة تحالف عسكري أو موجهة ضد أي طرف. بل تهدف إلى توفير رؤية طويلة الأمد لتطوير العلاقات الثنائية بشكل شامل. كما أن الاتفاقية لا تضع أي قيود على العلاقات بين البلدين وأي دول أخرى.

ختامًا نتائج هذه الاتفاقية الشاملة لن تكون مقتصرة على إيران وروسيا فقط، بل ستُحدث أثرًا إيجابيًا في مصلحة جميع الدول التي ترفض هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، والذي تحول إلى أداة أمريكية لتجويع وتركيع الشعوب. هذه النتائج ستُثبت لباقي الدول إمكانية التحرر من الهيمنة الأمريكية عبر فك الارتباط بالدولار، وهو ما نجحت إيران وروسيا في تحقيقه.

صدر حزب الله "المقاومة الاسلامية اللبنانية" بيانا هاما بشأن عدم انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من مناطق بجنوب لبنان .

جاء في بيان الحزب:

 بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ

إن فترة الـ 60 يومًا لانسحاب العدوّ الصهيوني من الأراضي اللبنانية بشكل نهائي شارفت على ‏الانتهاء، وهذا ما يُحتّم عليه تنفيذًا كاملًا وشاملًا وفقًا لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار. ‏

إن بعض التسريبات التي تتحدّث عن تأجيل العدوّ لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، ‏تستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان بالضغط على الدول الراعية ‏للاتفاق، إلى التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل ‏وانتشار الجيش اللبناني حتّى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعًا، ‏وعدم إفساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال.

إن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يومًا يُعتبر تجاوزًا فاضحًا للاتفاق وإمعانًا في التعدي على السيادة ‏اللبنانية ودخول الاحتلال فصلًا جديدًا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكلّ الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن ‏الاحتلال. ‏

إننا في الوقت الذي سنتابع فيه تطوّرات الوضع الذي من المفترض أن يُتوّج في الأيام ‏القادمة بالانسحاب التام، لن يكون مقبولًا أي إخلال بالاتفاق والتعهدات، وأي محاولة للتفلت ‏منها تحت عناوين واهية، وندعو إلى الالتزام الصارم الذي لا يقبل أية تنازلات. ‏

الخميس 23 - 01 - 2025‏

22 رجب 1446 هـ