emamian

emamian

علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الحادث بين إيران والولايات المتحدة في خليج عمان مؤكدة أن التوتر في الخليج الفارسي هو نتيجة سياسات واشنطن غير المسؤولة، مشيرة إلى أن موسكو تحث على عدم تصعيد الموقف.

 وأكدت زاخاروفا بأن "الوضع المتوتر في الخليج الفارسي هو إلى حد كبير نتيجة للسياسة غير المسؤولة لواشنطن، والتي بأفعالها الاستفزازية، تصعد باستمرار نحو إيران وفي المنطقة ككل".

 واعتبرت بأن الحادث بين إيران والولايات المتحدة في خليج عمان جاء نتيجة تصعيد واشنطن تجاه إيران، مؤكدة أن موسكو تحث على عدم تصعيد الموقف.

 ولفتت المتحدثة الروسية بأن روسيا قامت في السابق بتحديث مفهوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج الفارسي ، مشيرة إلى أن طهران باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، تدعم هذا المفهوم باستمرار.

 وأضافت زاخاروفا "نعارض أي تصعيد للوضع في منطقة الشرق الأوسط، وندعو جميع الأطراف المعنية إلى البحث عن سبل لحل التناقضات الناشئة، وليس تفاقمها.

 

المهدي الزايداوي

مقدمة

مؤخرا، اضطر المجلس الأوروبي إلى سحب إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تُشجع على احترام حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب، بعد اعتراضات من قبل فرنسا، فيما يعد آخر خطوة في مسار التضييق الأوروبي على المسلمات المحجبات. يسلط هذا القرار، وغيره، الضوء على الهوس الغربي بالحجاب الذين لم يظهر بين عشية وضحاها، لكنه يُعدُّ نتاج تراكمات فكرية كوَّنها الأوروبيون طيلة قرون عن الشرق والإسلام.

نص التقرير

في يوم 15 يوليو/تموز الماضي، أصدرت محكمة العدل الأوروبية، ومقرها لوكسمبورغ، قرارا يقضي بأن منع ارتداء الحجاب الإسلامي في مكان العمل لا يدخل ضمن خانة القرارات التمييزية ضد الأقلية المسلمة، بل على العكس من ذلك تماما، إذ إنه يساعد على منع "النزاعات المجتمعية". (1) جاء قرار المحكمة ردا على الشكوى التي تقدَّمت بها مسلمتان تعيشان في ألمانيا، تعمل إحداهما مُمرضة بدار حضانة وتعمل الثانية موظفة في صيدلية، إثر إقدام أماكن عملهما على حظر الحجاب الإسلامي. وقد اعتبرت محكمة العدل الأوروبية أن صاحب العمل أثبت الحاجة الحقيقية إلى اتخاذ هذه الخطوة الهادفة إلى فرض الحياد الديني على جميع الموظفين.

يُعَدُّ هذا الحكم خطوة جديدة في مسار التضييق الأوروبي على المسلمات المحجبات، وهو يأتي بعد خطوات عديدة سابقة اتخذتها عدة دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك وبلغاريا بمنع النقاب تارة، وبمنع المحجبات من بعض الحقوق التي عُدَّت عادية حتى وقت قريبا، مثل الحق في الدراسة والعمل وممارسة الرياضة. بيد أن هذا الهوس الغربي بالحجاب (والنقاب)، لم يظهر بين عشية وضحاها، بل نتيجة تراكمات فكرية كوَّنها الأوروبيون طيلة قرون عن الشرق والإسلام، والحجاب الذي يُعَدُّ من مظاهر هذا الدين، قبل أن تنفجر هذه التراكمات في صورة حرب هوياتية على نساء الجاليات الإسلامية في أوروبا.

 

الاستشراق من وراء حجاب

"للنساء في الشرق عيون واسعة سوداء، يملؤها الحب والرغبة، لكنهن قابعات في أسر رجال أشرار".

(الكاتب البريطاني توماس مور)

لا يمكننا التحديد على وجه الدقة تاريخ بداية انتشار تلك الصورة النمطية السلبية حول الحجاب في الدول الغربية، واعتباره رمزا للقهر والهيمنة الذكورية على المرأة العربية والمسلمة، لكن هذه الفكرة على كل حال انتشرت بين الأوروبيين أثناء القرن التاسع عشر، رغم وجود بعض الأصوات المعارضة لهذا التنميط داخل أوروبا. (2) نظرت أوروبا إلى الشرق بوصفه مكانا غريبا ووحشيا تسود فيه البربرية والقسوة، لكنه مُفعم بالمتع الحسية الشهوانية والمجون الجنسي اللا محدود. (3) (4)

ظهرت الرومانسية في تلك المرحلة بوصفها مذهبا فنيا يسير على الخط نفسه مع الاستشراق الذي عُدَّ عِلما قائما بذاته في أوروبا، وارتبط مصير الرومانسية بمصير الاستشراق طيلة النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد دفع هذا الأمر بالعديد من الرومانسيين الغربيين إلى البحث عن ذلك الشرق الغامض الذي يفيض رومانسية وإثارة وجمالا. ثمَّ انشغل الغرب بخلق شرق جديد، يتماشى مع الأحلام التوسعية، شرق تنتظر "حريمه" ذلك الفارس الأوروبي القادم لإنقاذ الجمال الغامض الغريب والبعيد. (5)

حضر الجسد "الأنثوي" الشرقي حضورا كبيرا في رسومات المستشرقين التي تناولته من زاوية "الجمال والغريزة"، وأظهرت كتابات الاستشراق الكلاسيكي كذلك اهتماما خاصا بالجسد العربي، إذ تفنَّن "موباسون" و"أندريه جيد" و"فيكتور هوغو" في وصف مفاتن المرأة الشرقية ومغامراتها الجنسية بطريقة ساهمت في تشكيل النظرة الأوروبية عن نساء الشرق. (6) ففي تراجيديا "أنطونيوس وكليوباترا"، واحدة من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، نجد "ويليام شِكسبير" يُقدِّم شخصية كليوباترا الملكة الشرقية التي تُغوي "أنطونيوس" بالترف والملذات ليُضحِّي بالمال والسلطان مُكتفيا بها، أما "غوستاف فلوبير" فتناول شخصية ملكة سبأ التي حاولت إغواء ناسك بأساليب ماكرة حين قالت له: "أنا لست مجرد امرأة، أنا العالم بأسره، فمتى سقطت ثيابي عني، تتكشَّف الألغاز والأسرار، ومتى امتلكت جسدي، غمرك فرح عظيم لا يُدانيه فرح امتلاك أي قُطْر من أقطار الأرض".

في السياق نفسه، لعبت رواية "ألف ليلة وليلة" دورا كبيرا في تشكيل هذه الصورة الماجنة عن الشرق في العالم الغربي، ورسم الكتاب صورة مُثيرة عن عالم النساء الشرقيات، وظهر هذا التأثير بوضوح على كتابات المستشرقين، فلم يزر رحالة ولا مستشرق بلاد الشرق إلا وتحدَّث أثناء تجربته عن النساء والمتع الخاصة التي تمنحها المرأة العربية والمسلمة، فموباسون مثلا رأى الجزائر بوصفها مرتعا للرغبات والحواس. (7)

غير أن اقتحام هذا العالم المُثير للنساء الشرقيات لم يكن سهلا، بل تطلَّب حضورا سياسيا وسيطرة عسكرية وتبشيرا كاملا بالغرب وفرسانه الذين قدموا لتحريره بعد أن عاش حبيسا لسنوات، مُتستِّرا من وراء حجاب طويل لا يكشف مفاتن الجسد، ولا حتى ملامح وجه صاحبته. ومن ثمَّ بدأ الاستشراق يُحضِّر للحركة الاستعمارية، ومنحها صورة المهمة الحضارية لإنقاذ الشرق العربي الإسلامي الغارق في الخرافات والتخلُّف والمجون.

اعتبرت الحركة الاستعمارية الحجاب أداة فعلية لقهر المرأة، التي لن تنهض وتتحرَّر إلا حين تتبع الأفكار الغربية، فالحجاب حسب تلك المنظومة الاستشراقية يعني انحطاط المرأة التي تختار ارتداءه. ورغم أن هذه الأفكار موغلة في الذكورية الغربية التي صاغتها برغبة جنسية واضحة، فإن العديد من الفنانات والكاتبات من النسويات روَّجن لهذه الفكرة حول نساء الشرق بوصفهن مخلوقات جنسية خاضعة لسلطة الرجل العربي. (8) (9)

في كتابها "نظرة الغرب إلى الحجاب"، ذكرت الكاتبة الكندية "كاثرين بولوك" قصة محامٍ أوروبي أقام بالجزائر، وسمحت له طبيعة عمله رؤية النساء بدون نقاب، فقال مُتحدِّثا إلى أحد زملائه: "يقع على الرجال الجزائريين ذنب إخفاء هذه النماذج الجميلة من الحُسن الغريب، إن شعبا لديه هذا الكنز من الدرر ونماذج الكمال الطبيعي ينبغي ألا يحتفظ بها لنفسه وأن يكشفها ويعرضها وإن لم يكن من سبيل لذلك إلا إرغامهم عليه". ورغم أن الأمر لم يكن سوى أمنية من محامٍ أراد عرض جمال الشرق على العالم من دون حجاب، فإن السلطات الفرنسية في الجزائر شجَّعت بالفعل النساء على نزع حجابهن حين أقدم عدد من القادة العسكريين الفرنسيين بتنسيق مع زوجاتهم على تنظيم "مهرجان لخلع الحجاب" في 17 مايو/أيار 1958، إذ نزعت بعض الجزائريات حجابهن وحرقنه خلف بوابة الحكومة العامة بحماية جنود من الحركى (أ)، بعد أن عملت فرنسا كثيرا عبر النوادي النسائية ودور السنيما والمسرح على تكثيف المبادرات الموجَّهة للنساء من أجل تحريرهن من الحجاب والنقاب.

تجاوز الأمر محاولة إقناع النساء العربيات والمسلمات بنزع الحجاب. فقد عرض الكاتب الجزائري "مالك علولة" في كتابه "الحريم الكولونيالي" العديد من الصور الفوتوغرافية التي أخذها الفرنسيون لنساء مسلمات من المغرب والجزائر دون الإشارة إلى أسمائهن بعد تعرية أجسادهن، وتحويل صورهن إلى "بطاقات معايدة" أرسلها الفرنسيون المقيمون في الدول العربية المحتلة إلى ذويهم في فرنسا، وهي خطوة مَثَّلت استباحة كاملة للمرأة العربية مع تجريدها من حجابها الذي مَثَّل حاجزا صارما لا يمنح "فرسان الغرب" فرصة استكشاف جسدها الذي ألَّفوا وكتبوا عنه الكثير.

لم تكن الحضارة الغربية التي وصلت إلى قمة المجد، بعد أن أخضعت الدول العربية والإسلامية لسوط الاستعمار، لتقبل أن تخفى عنها خافية، فأعلنت حربا لا هوادة فيها على النقاب والحجاب. فكما قالت صحيفة التايمز سنة 1851 بمناسبة المعرض العالمي الكبير: "نحن شعب نحب أن نضع كل شيء في حوزتنا في صناديق زجاجية ثم ننظر إليه ما وسعنا النظر"، لذلك كان المطلوب، بل والمفروغ منه، أن يتمكَّن الرجل الغربي من النظر كيفما شاء وحيثما شاء إلى الرعايا الخاضعين له، طوعا أو كرها. (10)

صناعة العدو

"الحجاب الإسلامي غير مرحَّب به داخل مجتمعنا".

(جان ميشيل بلانكير، وزير التعليم الفرنسي)

خرجت أوروبا مع حلول منتصف القرن العشرين من معظم مستعمراتها، وعادت إلى أراضيها مُثقلة بخسائر عسكرية واقتصادية ليست بالهيِّنة، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية التي دمَّرت القارة وقتلت الملايين من سكانها، لذلك كان لزاما عليها البحث عن يد عاملة تُعيد بناء هذه البلدان وتُعيد القارة العجوز سيرتها الأولى. ومن ثمَّ انتقل الآلاف من العرب والمسلمين إلى الجانب الآخر من المتوسط بحثا عن مستقبل أفضل، مُلبِّين في الوقت نفسه حاجة أوروبا إلى اليد العاملة. لكن هذه الجاليات العربية والإسلامية لم تنتقل وحيدة، بل حملت معها عاداتها ومعتقداتها الدينية، ومن أبرز ما حملته معها ذلك الحجاب الذي ارتدته النساء عادة أو عبادة.

انتقلت بذلك المواجهة بين الغرب والحجاب إلى الداخل الأوروبي، وبدأت أزقة أوروبا تعرف هي الأخرى حضور النساء المحجبات اللائي عشن في منازل مُغلقة في الشرق، ومع مرور السنوات بات حضورهن يُشكِّل تحديا ثقافيا قويا لأوروبا، ما أفضى إلى تبلور معركة ضد الحجاب، الذي ظلَّ يُمثِّل عند قطاع مُعتَبر من المجتمع الغربي دليلا على غرابة الشرق وتخلُّفه واستعباده للنساء.

تجمع قضية الحجاب بين مشكلتين أساسيتين تعاني منها أوروبا حاليا، المشكلة الأولى تخص الأقليات المهاجرة التي تجمَّعت في ضواحي المدن بالأحياء المُصمَّمة خصيصا للجيل الأول من المهاجرين. أغلقت هذه الأقليات الأبواب على نفسها بعد أن عانت من عدم القبول السياسي والمجتمعي لها، وكوَّنت "جيتوهات" مغلقة شكَّلت تحديا كبيرا للسياسات العامة الأوروبية خصوصا في فرنسا، التي تحتضن أكبر جالية إسلامية في أوروبا.

أما المشكلة الثانية فهي مكانة المرأة في المجتمعات الغربية، إذ لا يزال إشكال عدم المساواة بين الرجال والنساء حاضرا في سوق العمل وفي الأجور وفي حجم المسؤوليات العملية التي يتحمَّلها كل جنس. ولأن الترسانة القانونية والفكرية والسياسية في أوروبا لم تتمكَّن من حل هذه الإشكاليات المعقدة، كان لا بد من إيجاد مسألة سهلة الحل تساعد على مواجهة مشكلات إدماج المهاجرين والمساواة بين الرجال والنساء دون تكلفة عالية، ودون الدخول في نقاشات حقيقية تُظهِر عجز المنظومة عن إيجاد أي حلول فعَّالة، عدو لا تحتاج محاربته إلى أسلحة فكرية وقانونية خارج الصندوق، بل تكتفي بخطاب يعطي الجماهير انطباع تحقيق انتصار هوياتي.

كانت البداية في فرنسا، العدو الأول للحجاب في أوروبا. وتُعَدُّ قوانين الجمهورية الفرنسية فخرا للفرنسيين كونها الامتداد الطبيعي للثورة الفرنسية، التي فتحت الباب للمضطهدين والفارّين وأرادت أن تصنع من فرنسا أرضا تُقدَّس فيها الحرية والمساواة والإخاء. لكن القوانين التي يحرص الفرنسيون على تقديسها صارت من جهة أخرى أداة لتوسيع اللا مساواة والعنصرية واحتقار الآخر. (11) لم يكن تدشين الحرب على الحجاب سهلا، ففي عام 2003، وقبل سنة واحدة من إقرار منع الرموز الدينية في المدارس والفضاءات العمومية بفرنسا، لم تُسجِّل البلاد سوى 1200 خلاف بسبب الحجاب، 24 منها فقط احتاجت إلى تدخُّل قضائي. لذا، كان الهدف الرئيسي هو تضخيم القضية لتصبح قضية رأي عام، ولتحقيق ذلك اعتمدت الحكومة الفرنسية على سياستين أساسيتين.

أولاهما، التشكيك في الإحصائيات الرسمية، إذ اعتبرت الحكومة الفرنسية أن أخذ توصيات وآراء العاملين في المجالات التي عرفت مشكلات مع المحجبات، وأصحاب الخبرات من مساعدين اجتماعيين ورؤساء بلديات وناشطين، أهم من الإحصائيات الرقمية. وثانيهما، النظر إلى هذه الأرقام بوصفها جزءا صغيرا ظاهرا من جبل جليد، وأن خروجها للعلن يعني وجود مجهودات خفية من طرف ما يسعى لتغيير النظم الاجتماعية الغربية عبر فرض الآراء الدينية الإسلامية على فرنسا وأوروبا. ويُشير تقرير "برنارد ستاسي"، رئيس اللجنة التي أوكل إليها "جاك شيراك" النظر في مسألة الحجاب، إلى وجود "قوى ظلامية" و"نشطاء سياسيين دينيين" و"تيارات سياسية متطرفة" تهدف إلى تدمير الديمقراطية الغربية وأسلوب حياتها المبني على الحرية والمساواة. (13)

حاولت الحكومة الفرنسية إظهار خطواتها المُعادية للحجاب بوصفها محاولة لتحرير النساء العربيات والمسلمات، وتحدَّثت وسائل الإعلام كثيرا عن الحجاب والنقاب ورمزيتهما، وسلَّطت الضوء على الحركات النسوية التي حاربت "فرض الحجاب بالقوة" في بعض الدول العربية والإسلامية من أجل تأكيد الاضطهاد الذي تعانيه النساء في العالم العربي. لكن محاولة البحث عن المساواة الكاملة من وجهة النظر الفرنسية، أوقعت النساء المحجبات في فخ اللا مساواة، إذ حرمت سياسات فرنسا المسلمات اللاتي يلبسن الحجاب فعليا من حقوقهن في التعليم والعمل وممارسة الرياضة ومرافقة أبنائهن في الرحلات المدرسية، فزادت بذلك عُزلتهن عن المجتمع الذي يعشن فيه.

في هذا السياق، اعتبر الباحث الفرنسي "إمانويل تيراي" في دراسة حملت عنوان "مسألة الحجاب: الهستيريا السياسية"، أن هناك تحاملا كبيرا على المحجبات بوصفهن الوحيدات المقصودات من السياسات العلمانية الفرنسية التي لا تقترب من الراهبات الكاثوليكيات أو من الجالية اليهودية بالدرجة نفسها. ويُضيف أنه إذا مَثَّل الحجاب فعلا رمزا لهيمنة الرجل على المرأة واستعبادها، فإن منعه يجب ألا يقتصر على المدارس والإدارات العمومية، بل إن على الحكومة حظره في شتى مناحي الحياة، وإلا فإنها تصبح متواطئة هي الأخرى مع هذا الظلم المجتمعي الذي تتعرَّض له المرأة المسلمة، منتقِدا في الوقت نفسه غياب أي نقاش مجتمعي حول قضايا المتاجرة الحقيقية بالنساء كالدعارة واستعمال أجسادهن في الإعلانات والأفلام الإباحية. (14)

لم يكن "الخضوع للرجال" إذن السبب الوحيد الذي جعل الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تُظهِر موقفا عدائيا تجاه الحجاب، بل ثمة سبب آخر أكثر واقعية وارتباطا بالأرضية الأيديولوجية الغربية التي تقف عليها هذه الدول في اللحظة الحالية، بالتوازي مع صعود اليمين، وهو مسألة الهوية.

الحجاب عدوا للهوية الغربية

يحلم الكثير من المهاجرين إلى الدول الأوروبية بذلك اليوم الذي يتمكَّنون فيه من الحصول على جواز سفر بلد الإقامة، لما قد يوفره من حرية في التحرُّك والسفر، وتحصين من تقلُّبات السياسة الداخلية التي قد تنتهي بالطرد، لكن إجراءات التجنيس، تزداد صعوبة على صعوبتها في حالة كانت طالبة هذا الجواز سيدة محجبة.

في عام 1993، كشفت المفتشية العامة الفرنسية للشؤون الاجتماعية عن تقرير ينتقد بعض ممارسات إدارة التجنيس، على اعتبار عدم احترام هذه الأخيرة لمبدأ تكافؤ الفرص في منح الجنسية الفرنسية، إذ تعتمد في ذلك على معايير غاية في الضبابية مثل نسبة اندماج صاحب الطلب مع قِيَم الجنسية الفرنسية، وهو شيء لا يمكن قياسه بوضوح، عكس المعايير الأخرى مثل فحص القدرات المالية للمترشِّح، ومدى قانونية إقامته بالبلاد، ومدى التزامه بالقانون المحلي. تستفيد إدارة التجنيس في فرنسا من وجود بعض الثغرات في قانون التجنيس، الذي لا يتطرَّق بوضوح لجميع عناصر الرفض أو القبول، وهو ما يمنح كل ولاية الحق في تحديد المُواطِن الصالح انطلاقا من مجموعة نقاط تُحدِّدها بنفسها دون سند قانوني صريح. (15)

في دراسة له بعنوان "الحجاب ومشكل الاندماج: دراسة في إشكالية حيازة الجنسية الفرنسية"، كشف "عبد العالي حاجات"، الباحث في علم الاجتماع بجامعة بروكسِل الحرة، أن إدارة التجنيس الفرنسية تعتبر الحجاب عائقا ودليلا بارزا على عدم اندماج النساء المسلمات اللاتي يرتدينه مع قِيَم الجمهورية الفرنسية، إذ يزيد ارتداء المرشَّحة لهذا الزي الديني فرص رفض ملف التجنيس الذي تتقدَّم به. (16)

الدراسة التي شارك فيها عدد من الموظفين بإدارة التجنيس في مختلف الجهات الفرنسية كشفت تفاصيل مهمة متعلِّقة بطقس استجواب المرشحات المحجبات، إذ بمجرد دخولهن المكتب، يطلب الموظفون منهن التخفُّف من ملابسهن ونزع حجابهن، وفي حالة وافقت المرشَّحة تُعتَبر تلك نقطة إيجابية، أما إذا ما رفضت فيُدوَّن ذلك في الملف المُرسَل بعد ذلك إلى وزارة الداخلية للبت في الطلب. تطوَّر هذا الطقس غير القانوني بعد ذلك، إذ كشفت الدراسة تعمُّد بعض الموظفات استدعاء زملاء رجال حتى بعد قبول المرشَّحة المحجبة لخلع حجابها، لمراقبة ردة فعلها، وتُفسَّر أي علامة ضيق من جانبها بأنها درجة من درجات عدم اندماجها مع أسلوب الحياة الفرنسي.

لم يظهر هذا التمييز في مسألة الحجاب والنقاب مع إقرار منع الرموز الدينية في فرنسا عام 2004، بل إنه يعود في الحقيقة إلى نهاية الثمانينيات. وقد طرح عدد من الموظفين بإدارة التجنيس سؤالا على وزارة الداخلية لمعرفة ما إن كان ارتداء الحجاب يمنع من حيازة الهوية الفرنسية، لكنهم لم يحصلوا على جواب شافٍ نتيجة لغياب أي سند قانوني لمنع المحجبات من الجنسية، لا سيما بعد أن ألغى مجلس الدولة الفرنسي قرارا للوزارة بعدم منح الجنسية لسيدة منتقبة، إذ اعتبر المجلس أن اللباس ليس ذا صلة قانونية بالحق في التجنيس. (17)

رغم ذلك، طلب "جون بيير شوفانشون"، وزير الداخلية الفرنسي السابق، من موظفي إدارات التجنيس الإشارة في تقاريرهم إلى الحجاب مع حثهم على التمييز بين الحجاب السيئ والحجاب المقبول، والحجاب السيئ ببساطة هو الحجاب الإسلامي الذي تحرص فيه المحجبة على تغطية جسدها كاملا بما في ذلك منطقة العنق والأذنين والشعر كله، فيما الحجاب المقبول هو الحجاب التقليدي الذي ترتديه النساء في عدد من الدول الإسلامية ويُعَدُّ مظهرا ثقافيا أكثر ولا يغطي جسد المرأة بالدرجة نفسها. وقد قالت إحدى المشاركات في هذه الدراسة إنها تُفرِّق بين الحجاب الشعبي والحجاب الإسلامي بالألوان والزركشات، إذ تعتبر أن الحجاب الإسلامي دائما ما يكون أسود في حين يكون الحجاب الشعبي متألِّقا بالألوان، وهو ما يعكس نوعا من السطحية والتنميط لدى بعض موظفي إدارة التجنيس. (18)

لا تقف الأمور عند هذا الحد، فإذا ما تمكَّنت المُتقدِّمة من تجاوز هذه العقبات وحيازة الجنسية، فسيلزمها أن تُضحِّي من جديد خلال الحفل الذي تُقيمه البلديات احتفالا بـ "الفرنسيين الجدد"، إذ يُطلَب منها خلع حجابها قبل صعود المنصة للسلام على المحافظ، ورغم أن المناسبة شكلية أصلا وليس لدى المحافظ سلطة إلغاء قرار وزير الداخلية، فإن عددا من النساء يوافقن خوفا من سحب الجنسية منهن.

يفسِّر "عبد العالي حاجات" هذا الهوس بالحجاب برغبة الدولة بمفهومها القومي والقُطْري والسياسي في السيطرة التامة على مواطنيها قلبا وروحا وجسدا. ويقول الباحث الفرنسي من أصول عربية تعليقا على هذا الأمر إنه ليس مرتبطا فقط بالتوجُّه الفكري والعقائدي لهؤلاء المترشِّحات، بل يعكس أيضا رغبة الدول الغربية في التحكُّم بالصورة الجنسية للمقيمين بها. وقد أشار المفكر الفرنسي "ميشيل فوكو" إلى تلك الظاهرة قائلا إن "الدول الغربية مرَّت من مرحلة التحكُّم في الموت إلى التحكُّم في الحياة"، مُضيفا أن أوروبا تعتبر الجسد عاملا سياسيا كاملا ينبغى التحكُّم به بوصفه جزءا من التحكُّم بالحياة.

بيد أن هذه المعركة مع الحجاب بوصفه مظهرا إسلاميا لا تبدو بالسهولة التي تمنَّتها فرنسا وبعض الدول الأوروبية، وذلك لأن الحجاب ليس مجرد شعيرة دينية خاصة بالمسلمات، بل يتجاوز كل ذلك إلى كونه جزءا من الهوية التي يحارب المسلمون في الغرب من أجل المحافظة عليها، ولذا تكون ردة الفعل على قوانين منع الحجاب واسعة الانتشار في صفوف المهاجرين المسلمين، خصوصا أن الجالية الإسلامية ترى هامش الحرية الكبير الذي تنعم به الأقليات الأخرى من الهندوس واليهود دون مضايقات أو تجييش للقوانين والإعلام لاستئصالهم. (19)

أخيرا، تزداد تلك المعركة الهوياتية التي تخوضها الجاليات الإسلامية صعوبة بسبب انتشار أفكار محاربة الحجاب والنقاب واعتباره لباسا طائفيا في خضم موجة اليمين المتصاعدة ومحاولات استمالة اليمينيين من جانب أحزاب محافظة ووسطية في أوروبا. بيد أنها أفكار ذات جذور أقدم، تعود إلى بداية استعمار الدول العربية حينما ظهرت نخب مُتماهية مع رياح التغريب الثقافي حاربت اللباس الإسلامي واعتبرته دليلا على التخلُّف والظلامية، وظهرت معها بالتوازي تصوُّرات استشراقية في صفوف المسؤولين الأجانب في الشرق حيال تغطية المرأة المسلمة لجسدها.

——————————————————————————————————

المصادر

  1. محكمة العدل الأوروبية: منع ارتداء الحجاب في العمل "ليس تمييزيا ويجنب النزاعات الاجتماعية"
  2. نظرة الغرب إلى الحجاب، كاثرين بولوك، العبيكان.
  3. المصدر السابق.
  4. يقصدون النبي عليه الصلاة والسلام
  5. نظرة الغرب إلى الحجاب، كاثرين بولوك، العبيكان
  6. الاستشراق الجنسي، محمود الشيخ.
  7. المصدر السابق.
  8. نظرة الغرب إلى الحجاب، كاثرين بولوك، العبيكان.
  9. المصدر السابق.
  10. المصدر السابق.
  11. La question du voile : une hystérie politique
  12. المصدر السابق.
  13. COMMISSION DE REFLEXION SUR L’APPLICATION DU PRINCIPE DE LAÏCITE DANS LA REPUBLIQUE
  14. La question du voile : une hystérie politique
  15. Port du hijab et « défaut d’assimilation ». Étude d’un cas problématique pour l’acquisition de la nationalité française
  16. المصدر السابق.
  17. المصدر السابق.
  18. المصدر السابق.
  19. الأيديولوجية الاستئصالية لدى الغرب: حجاب المرأة المسلمة نموذجا، محمد الهزايمة، مجلة المنارة.

——————————————————————–

هوامش

(أ) الحركى: الجنود الجزائريون الذين تطوَّعوا للقتال بجانب فرنسا في حربها ضد الشعب الجزائري.

المصدر : الجزيرة

 

  • شارل أبي نادر 

الأمر يستحق التوقف عنده لناحية مستوى الاشتباك وخصوصية الأطراف المنخرطين فيه، كذلك لناحية حساسية المسرح الذي حضن الحدث في بحر عمان.

  • لا يمكن أن ننظر بتاتاً إلى العملية بشكل مستقل ومنعزل عن ارتباطها بمناورة مُعدّة وبخطط مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات.

لم تكن عادية المشاهد التي عرضتها وحدات حرس الثورة الإيرانية لعملية إحباط محاولة القرصنة الأميركية لناقلة نفط إيرانية في بحر عُمان، والتي تُظهر تصويب وحدات زوارق الحرس أسلحتها نحو بارجة حربية أميركية، وإجبارها على الانسحاب من بقعة عمل هذه الوحدات، أثناء قيامها باقتياد الناقلة الإيرانية وتوجيهها.

الأمر يستحق طبعاً التوقف عنده لناحية مستوى الاشتباك وخصوصية الأطراف المنخرطين فيه، أو لناحية حساسية المسرح الذي حضن الحدث، وما يعنيه على صعيد المواجهة الاستراتيجية المفتوحة بين إيران وخصومها في تلك المنطقة.

النقطة اللافتة والتي تستحق التركيز في المتابعة والتحليل، تتجاوز الحدث الظاهر بذاته، الذي رأى الجميع في الإقليم والعالم تفاصيله ومحطاته، خاصة أن نموذج الحدث أصبح مألوفاً في تلك المنطقة، بقيام وحدات حرس الثورة الإيراني بالتدخل في مواجهة وحدات غربية، وبنوع خاص أميركية، بحرية أو مسيّرة جواً، والاحتكاك بها وتوقيف بعضها أحياناً، حين كانت تتجاوز المياه أو الأجواء الإقليمية الإيرانية، أو حين كانت تتجاوز قواعد التجارة البحرية أو قواعد المرور البحرية المتعارف عليها بحسب القوانين الدولية.

هذا الحدث الذي يستحق التوقف عنده بقوة، يمكن وضعه في خانة إيجاد معادلة جديدة في الخليج استطاعت وحدات حرس الثورة الإيراني رسمها بتأنٍ وبدقة بين خطوط النار التي تتشابك وتتشعب مصادرها، بشكل يحمل مستوى مرتفعاً من الأخطار، وفي بقعة استراتيجية يمكن وصفها بالأكثر حساسية في العالم. تبعاً لذلك يمكن الإشارة إلى النقاط التالية: 

أولاً: يمكن وضع العملية في خانة العمليات الخاصة، التي قامت بها وحدات مجوقلة نفّذت مناورة إهباط لمجموعة مجوقلة على سطح ناقلة النفط "الهدف"، وأجبرت طاقمها على التوجه نحو عمق المياه الإقليمية الإيرانية، وقد تمت عملية الإهباط في ظروف حساسة، تحمل مستوى مرتفعاً من الأخطار، في منطقة مكشوفة وممسوكة ومرصودة ضمن قطاع عمل وحدات الأسطول الخامس الأميركي في بحر عمان، والتي تعمل استناداً إلى قدراتها البحرية والصاروخية والجوية الموضوعة في تصرّفها، ضمن قطاع عمل يتجاوز آلاف الكيلومترات، بين أجواء أفغانستان وباكستان حتى كامل أجواء ومياه الخليج وبحر العرب حتى شمال المحيط الهندي وجنوب غرب البحر الأحمر، وصولاً إلى مشارف البحر المتوسط.

ثانياً: أثبتت وحدات حرس الثورة في المرحلة الثانية من هذه العملية، والتي قامت على طرد الزوارق والقطع البحرية الأميركة من بقعة العملية، ومن خلال ردّ فعلها السريع، واستجابتها الفورية للتعامل مع حدث طارئ وغير مألوف، أنها تتميز بجاهزية لافتة، عبر قيامها برصد سريع لبقعة بحرية فيها حركة ضخمة من مئات السفن التجارية والعسكرية التي تتداخل مساراتها بعضها مع بعض، بنحو يحتاج أي متابع أو معني أو مراقب إلى مروحة واسعة من المعطيات البحرية والاستعلامية والتقنية، كي يحدّد أو يفرز الصديق منها عن المشتبه فيه الذي تجب مراقبته ومتابعته، وعن العدو، مبرهنة هذه الوحدات أيضاً، أنها تنفّذ مهمتها بشكل كامل وواعٍ، حيث تتأهب مستنفرة ومتربصة لمسك بقعة بحرية هي الأكثر خطراً وتأثيراً على أمن إيران بشكل عام.

ثالثاً: حساسية التدخل الإيراني عبر هذه العملية الخاصة، أنها نُفِّذت تحت ضغط ضرورة التصرف والتنفيذ بسرعة، وإنهاء المهمة في مرحلتها الأولى قبل أن ينتقل العمل إلى مرحلة ثانية ستكون حتماً أخطر، وقبل أن تصبح المواجهة اشتباكاً أوسع، يتطلب تدخلاً بمستوى أعلى، في الوسائل وفي الجغرافيا، والتي قد تتطور وتنتقل إلى منطقة أو أكثر خارج بقعة العملية، فيما لو تمّ اقتياد الباخرة التي نُقلت إليها شحنة النفط الإيراني إلى سواحل دولة محيطة أو إلى مياهها الإقليمية، بعيداً عن المياه الإقليمية الإيرانية، حيث يصبح الاشتباك حينها أخطر وله خصوصية حساسة مرتبطة بالقانون الدولي، الذي استطاعت الوحدات الإيرانية الالتزام به حين اختارت العمل داخل مياهها الإقليمية. 

رابعاً: لا يمكن أن ننظر بتاتاً إلى العملية بشكل مستقل ومنعزل عن ارتباطها بمناورة مُعدّة وبخطط مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات، التي في مواجهة وحدات الأسطول الخامس الأميركي لن تكون (هذه الاحتمالات) بسيطة أو سهلة أو تقليدية، فيما لو قررت قيادة هذا الأسطول التعامل مع الحدث، المؤلم معنوياً لها، بما تملكه من قدرات، وبما يحفظ موقعها ومعنوياتها، وهذه الخطط المُعدّة من قبل الوحدات الإيرانية، والتي من الطبيعي أنها مستنتجة من قبل الوحدات الأميركية في حالات الاشتباك أو المواجهة المباشرة، حدّدت لهذه الوحدات أو ساعدتها على اتخاذ قرارها السريع والمناسب، بالانكفاء الفوري عن مهمة تخليص الناقلة من براثن وحدات الحرس الثوري، والانسحاب من بقعة العملية ومحيطها، أمام مرأى الحرس الإيراني والعالم. 

من هنا، يمكن القول إن إيران عبر هذه العملية، ومن خلال ما قامت به، أولاً، أثبتت التالي: 

- أنها لاعب أساسي ومؤثر في منطقة من الأكثر حساسية في العالم، لا بل أثبتت أنها اللاعب الأول من دون منازع في مسرح اشتباك استراتيجي، تنخرط فيه أقوى القوى والجيوش على الصعيد الدولي. 

- أنها، وعند تعرّض مصالحها وأمنها القومي ومكانتها لأي خطر أو استهداف، جاهزة للذهاب بعيداً حتى النهاية، غير آبهة بأيّ مواجهة مهما كان مستواها. وفي الوقت الذي نرى فيه أن هناك قوى كبرى، تجد صعوبة في مواجهة الوحدات الأميركية المصنّفة من أقوى الوحدات عالمياً، نرى أن إيران تعتبر المواجهة مسؤولية وواجباً وحقاً وخياراً.

- حيث يصعب على دول كبرى التدخل بتحدٍّ وبقوة، في بقعة تشهد أكبر حشد عسكري برّي وبحري وجوّي في العالم، نجد إيران، رغم كل ذلك، تتدخل كما يجب، وبما يحفظ ويحمي حقوقها الطبيعية والبديهية، وبما يثبت قدرتها في تلك المنطقة، حافظة موقعها، لاعباً أساسياً في الاشتباك الإقليمي من ضمن الاشتباك الدولي، المرتبط بقوة بالصراع الدائر حالياً حول الاتفاق النووي مع أغلب القوى العالمية.

أخيراً، من خلال كامل مسار هذه العملية ومعطياتها وارتباطاتها بالاشتباك الدولي، فرضت إيران معادلة جديدة ولافتة مفادها: لا يمكن لأيّ قوى إقليمية أو غربية، وبالتحديد لا يمكن للأميركيين، فرض المعادلات بمعزل عن إيران، وأي معادلة كانت، في منطقة الخليج أو مرتبطة بمنطقة الخليج، إذا كانت عسكرية أو تجارية أو بحرية أو استراتيجية، لا تكتمل ولن يكتب لها النجاح، من دون أن يكون لإيران دور رئيسي في صياغتها وبلورتها والعمل بها

المصدر:المیادین.

 

احتكاك بين المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات وقوات مكافحة الشغب عند بوابة المنطقة الخضراء في بغداد، وقوات الأمن تعمل على تفريق المتظاهرين.

  • قوات الأمن تعمل على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيل للدموع (وسائل التواصل الاجتماعي).

أفاد المراسلون بوفاة أحد المتظاهرين متاثراً بجروح أصيب بها في الصدامات التي وقعت في بغداد.

واستقبلت مؤسسات وزارة الصحة في بغداد عدداً من الجرحى من القوات الأمنية والمتظاهرين بلغ مجموعهم 125 جريح، 27 منهم من المدنيين والباقين من القوات الأمنية وكانت أغلب الإصابات بسيطة إلى متوسطة.

وأكّدت الوزارة استنفار كافة مؤسساتها ومنتسبيها لتقديم جميع الخدمات الطبية المطلوبة.

وفي مساء اليوم الجمعة، أصيب بعض المتظاهرين المحتجين رفضاً لنتائج الانتخابات بجروح إثر احتراق خيمهم، قرب مدخل المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق.  

وفي وقت سابق من اليوم، بتجمّع جمهور القوى المعترضة على نتائج الانتخابات عند جميع بوابات المنطقة الخضراء بهدف إغلاقها.

 وعملت قوات الأمن على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، فيما رشق المحتجون قوات مكافحة الشغب عند مدخل المنطقة الخضراء.

وبحسب مراسلنا، فقد هدأت المواجهات التي نشبت بين رافضين لنتائج الانتخابات والشرطة في بغداد وذلك بعد مساعٍ أدت لاحتواء التوتر. 

اللجنة التحضيرية للتظاهرات: شعبنا لن يخضع لمؤامرة التزوير

بالتزامن، أصدرت اللجنة التحضيرية للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات في بغداد والمحافظات بياناً قالت فيه إنّ "ما حصل من تزوير في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بإشراف الكاظمي وبتنفيذ المفوضية ودويلة إمارات الشر، قد لاقى رفضاً شعبياً بمختلف الفعاليات من اعتصامات وتظاهرات سلمية، ومنها تظاهرات اليوم التي خرجت في 9 محافظات من البلاد".

وأضافت أنّ "المتورطين بالتزوير ومن يقف خلفهم لم يستمعوا إلى صوت الحق بل وتمادوا ضد التظاهر السلمي بإعطاء الأوامر لإطلاق النار الحي تجاه المحتجين العزل في بغداد"، محملةً "الكاظمي ومن خلفه عبد الوهاب الساعدي وحامد الزهيري المسؤولية المباشرة لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى جراء تعاملهم الوحشي مع أبناء شعبنا الأبي المطالبين بإعادة الحق لأهله".

وأكّدت اللجنة في بيانها على أنّ "شعبنا العزيز لن يخضع أبداً لمؤامرة التزوير، ولن تردعه أدوات الإجرام، ويمتلك من الإرادة والعزم ما يضمن استمرار مطالبته الحقة وبكل الوسائل المتاحة لاسترجاع ما تم سرقته من أصواتهم".

وكانت تنسيقية المتظاهرين في بغداد أعلنت في بيانها أمس أن اليوم الجمعة هو يوم "الفرصة الأخيرة".

مفوضية الانتخابات في العراق التي تعنى بعملية إعادة فرز يدوية للأصوات، كانت أعلنت عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، عدم ثبوت حصول أي تغيير في النتائج أو تزوير حتى الآن.

وتستمر التظاهرات في العراق رفضاًَ لنتائج الانتخابات العراقية، وطالبت اللجنة التحضيرية للتظاهرات، الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، باعتماد آلية العدّ والفرز اليدويَّين في أي انتخابات مقبلة، كما  دعت إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي.

وفي الـ25 من تشرين الأول / أكتوبر، دعت القوى الوطنية، المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، رئيس الجمهورية برهم صالح إلى التدخل "لمنع اتجاه الأحداث نحو ما هو أخطر". وجاءت الاحتجاجات في البلاد عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي اعتبرتها مجموعة كبيرة من القوى السياسية غير صحيحة، مشكّكةً في نزاهة عملية فرز الأصوات وصدقيتها.

المصدر:المیادین

قالت مصادر لوكالة "بلومبيرغ" إن العسكريين والسياسيين في السودان يقتربون من التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة، مع تكثيف الجهود الدولية لعكس الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن "المفاوضات بين زعيم الانقلاب عبد الفتاح البرهان وجماعات متمردة سابقة ورئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك استمرت يوم الثلاثاء في العاصمة الخرطوم"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من إحراز تقدم، فإن الاختلافات الرئيسية لا تزال قائمة والنتيجة غير مضمونة".

وقال عماد عدوي، رئيس الأركان السابق للجيش السوداني، بعد إطلاعه على المحادثات من قبل كبار قادة الجيش: "أعتقد أنهم سيتوصلون إلى نتيجة في القريب العاجل".

وبحسب المصادر، فإن أحد الاقتراحات التي يتم مناقشتها هي منح الحمدوك صلاحيات أكبر ولكن مع حكومة جديدة تحظى بقبول من الجيش".

المصدر: "بلومبيرغ"

 

 

محمود جباعي
تداعيات عدة أثارتها الأزمة السعودية المفتعلة مع لبنان. بغض النظر عن المفاعيل السياسية لهذه الأزمة، لا بد من التركيز على الجانب الاقتصادي منها لما له من أهمية ولما حازه من نقاش خلال الأيام الأخيرة.

* لبنان يستورد من السعودية أكثر مما يصدر اليها
لا شك بأن لبنان اليوم بحاجة الى كل أنواع المساعدات المالية والاقتصادية وبحاجة الى فتح أسواق اقتصادية جديدة لا اقفال أسواق مفتوحة بوجهه. وتختلف الآراء حول حجم التأثير الاقتصادي على لبنان بفعل قطع العلاقات الخليجية معه وخاصة السعودية، ولكن بكل تأكيد أن لهذه الاجراءات انعكاسات سلبية على لبنان. بكل الاحوال، سنلخص طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، مع الاشارة مسبقًا الى أن لبنان بدوره، يمثل سوقًا هامة للصادرات السعودية. كما لا بد من الاشارة الى قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتقييد حركة التحويلات المالية من السعودية الى كل دول العالم منذ 3 سنوات، وهو بالطبع، ما أثر مسبقًا على حجم الحوالات من السعودية الى لبنان بالدولار:
1 - يبلغ عدد المستثمرين اللبنانيين في السعودية أكثر من 600 مستثمر، تتركز استثماراتهم في أعمال المقاولات والديكورات والمطاعم وكذلك يساهمون في انتاج بعض الصناعات الغذائية.
2 - تعتبر العمالة اللبنانية محركًا هامًا للاقتصاد السعودي.
3- يعتبر العمال اللبنانيون من الأمهر في مجالاتهم ويفيدون بذلك الدول المستضيفة من خلال زيادة نسبة الانتاجية لديها، مقابل حصولهم على مداخيل عالية ومحترمة.
4- يسكن في المملكة العربية السعودية حوالي 300 ألف لبناني أي ما يعادل 75% من مجمل الجالية اللبنانية في الخليج الفارسي. ويعملون في شتى المجالات في المملكة.
5- تقدر التحويلات المالية من دول الخليج الفارسي ككل وليس من السعودية حصرًا، الى لبنان، بحوالي 3 مليارات دولار سنوياً.
6- في المقابل، تقدر قيمة الصادرات اللبنانية الى دول الخليج الفارسي بحوالي 900 مليون دولار سنوياً، تستقبل منها المملكة العربية السعودية بقيمة تقدر بحوالي 400 مليون دولار اي بنسبة تصل الى 45% من مجمل الصادرات اللبنانية الى دول الخليج الفارسي.
7- يبلغ حجم التبادل التجاري اللبناني مع السعودية قيمة تقدر بحوالي 600 مليون دولار سنوياً كمعدل وسطي في آخر 10 سنوات.
8- تستورد السعودية من لبنان بقيمة 220 مليون دولار سنوياً كحد تقريبي بينما يستورد لبنان من المملكة بقيمة تصل الى 380 مليون دولار سنوياً.
تظهر الأرقام السابقة الأهمية المتبادلة للعلاقات الاقتصادية بين السعودية ولبنان. والواضح من هذه الاحصاءات والمعلومات أن لبنان ليس الخاسر الوحيد من وقف التبادل التجاري، لا سيما أنه يستورد من السعودية أكثر مما يصدر اليها.

* السوق السعودية ليست آخر المطاف.. السوق البديل متوفر
على المقلب الآخر، فإن اغلاق الأسواق السعودية بوجه الصادرات اللبنانية، لن يكون آخر المطاف. فعلى الدولة اللبنانية اليوم التفكير جديًا بتوسيع حجم الأسواق اللبنانية من أجل ايجاد بدائل متوفرة فعليًا في بلدان كالعراق وسوريا اللتين يمكن لهما معاً أن تمدا السوق اللبناني بمختلف حاجاته التي يستوردها من السعودية وكذلك يمكن لهما أن تستوعبا كل الصادرات اللبنانية المصدرة الى المملكة وبعض دول الخليج الفارسي الأخرى وخاصة ان معظم هذه الصادرات اللبنانية هي سلع زراعية تحتاجها أسواق الدول المجاورة وبكلفة نقل أقل على المصدرين اللبنانيين.
خلاصة القول إن ما يتعرض له لبنان اليوم من ابتزاز يمكن له ببساطة أن يجد بديلًا تجاريًا عنه مع التأكيد على أهمية تصحيح العلاقات مع جميع الدول العربية ابتداءً من الشقيقة والجارة سوريا مرورًا بدول الخليج الفارسي التي تربطنا بها علاقات تاريخية، ولكن بالتأكيد ليس على حساب كرامة لبنان وسيادة قراره وحرية مواطنيه.

 

المصدر:فارس

 

أكد مصدر مسؤول في مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، اليوم الثلاثاء، عدم تدخل السيد في تشكيل الحكومة المقبلة.

وقال المصدر في بيان نشره مكتب السيد السيستاني، "نؤكد ان المرجعية الدينية العليا ليست طرفاً في أي اجتماعات أو مباحثات او اتصالات او استشارات بشأن عقد التحالفات السياسية وتشكيل الحكومة القادمة".

وأضاف، "لا اساس من الصحة بتاتاً لأي من الاخبار التي تروج بخلاف ذاك من قبل بعض الاطراف والجهات في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي

المصدر:العالم".

 

الأطفال الأصحاء الذين يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، لا يحتاجون عموما لمكملات الفيتامينات باستثناء فيتامين دي (بيكسابي)

محمد صلاح

في الوقت الذي بلغت فيه مبيعات الولايات المتحدة من الفيتامينات والمكملات الغذائية المُصنعة قرابة 56 مليار دولار في عام 2020، كشفت دراسة أجريت على ألفي شخص في المملكة المتحدة أن 37% منهم غير متأكدين من الفيتامينات التي تحتاجها أسرهم، في حين اعترف ثلثهم بأنهم لا يعرفون فائدة العناصر الغذائية ولا يعتبرون فيتامين "سي" (C) ضروريا لصحة الجسم، ويدرك أقل من نصفهم (43%) أنه يساعد في الحفاظ على صحة الجلد.

كما اتضح أن 3 من كل 10 أشخاص غير مدركين لأهمية فيتامين "دي" (D)، ويعتقدون أنه يمكن الحصول عليه عن طريق تناول أي فاكهة أو خضروات تزرع في بلد تسطع فيه الشمس، وفقا لصحيفة "ميرور" (Mirror) البريطانية.

 

وخلصت الدراسة إلى أن ملايين الأشخاص ليس لديهم فكرة عن العناصر الغذائية المختلفة التي تحتاجها أجسامهم، وأن 45% منهم لا يعتقدون أنهم يحصلون على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها من وجباتهم الغذائية، وأن نصف الآباء فقط واثقون من أنهم يعرفون العناصر الغذائية الأساسية لأطفالهم.

أغلبية الآباء لا يهتمون بالفيتامينات

وجدت الدراسة أيضا أن ثلث الأشخاص لا يعرفون دور النحاس في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء. وخُمسهم فقط يعرفون أن الجبن يُعد مصدرا جيدا لفيتامين "إيه" (A)، وأن الكالسيوم ضروري لبناء عظام وأسنان قوية. أما ثلثاهم فلم يكونوا على دراية بأنهم يحتاجون إلى 40 ملغ من فيتامين سي في نظامهم الغذائي اليومي في المرحلة من 19 إلى 64 عاما، وفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "إن إتش إس" (NHS).

وفي حين أن 69% من الآباء لا يفكرون في الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الأبناء عند شراء مكونات وجباتهم لأنهم لا يعرفون ما يحتاجون إليه، وكان من المثير للقلق أن 38% ممن شملهم الاستطلاع ليسوا واثقين من قدرتهم على اكتشاف العلامات التي تدل على أن أطفالهم بحاجة إلى المزيد من الفيتامينات.

لكل مرحلة عمرية احتياجاتها

على ضوء تلك النتائج الصادمة، أنشأت استشارية التغذية والأكاديمية المشرفة على الدراسة صوفي ميدلين، بالتعاون مع مؤسسة "فيتابيوتيكس" (Vitabiotics) للفيتامينات والمكملات، دليلا بالاحتياجات الغذائية لكل فرد من أفراد الأسرة حسب مرحلته العمرية، موضحة أن "البشر يحتاجون إلى فيتامينات ومعادن مختلفة لأجسامهم، ليواصلوا أداء وظائفهم بشكل صحي، ولكن هذه الفيتامينات يمكن أن تختلف باختلاف الأعمار".

الأطفال الذين يمرون بمراحل من صعوبة الأكل، قد يستفيدون من مكملات الفيتامينات التي تشمل الحديد وفيتامين "بي" (B) نظرا لأهميتها للنمو والتطور. وعندما يكونون في سن المدرسة، تكون وظائف المخ والمناعة على رأس جدول أعمال الآباء. أما عندما يكبرون إلى سن المراهقة، فتكون احتياجاتهم الغذائية عالية، حيث يصابون بطفرات النمو والبلوغ. كذلك الأشخاص البالغون تتغير احتياجاتهم، سواء في فترات الحمل بالنسبة للنساء، أو عندما يصلون إلى منتصف العمر، أو الشيخوخة.

أهم ما يحتاجه أطفالك

على الرغم من أن أكاديمية التغذية الأميركية "إيترايت" (Eatright) تقول إن "الأطفال الأصحاء الذين يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، لا يحتاجون عموما إلى مكملات الفيتامينات، باستثناء فيتامين دي"، فإن هذا لا يمنع أن هناك من يختارون إعطاء أطفالهم مكملا من الفيتامينات والمعادن لضمان تلبية احتياجاتهم الغذائية، وتحسين صحتهم العامة، وتقليل مخاطر إصابتهم بالأمراض. لذا تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بإعطاء الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات مكملات فيتامينات إيه وسي ودي يوميا.

فيتامين "إيه" (A)، يوجد في عدد كبير من الأطعمة كالألبان والأجبان والفواكه والخضروات والكبد والبيض والأسماك الزيتية، وله العديد من الوظائف المهمة، وعلى رأسها أنه يقود مهمة الدفاع الطبيعي عن الجسم ضد المرض والعدوى، عبر مساعدة جهاز المناعة على العمل بشكل صحيح. ومن غير المحتمل أن يتسبب تناول 1.5 ملغ أو أقل يوميا من فيتامين إيه، من خلال النظام الغذائي والمكملات معا، في حدوث أي ضرر، بحسب "إن إتش إس".

فيتامين "سي" (C)، حيث تؤكد أخصائية التغذية المعتمدة كارا سوانسون أنه "أكثر من مجرد علاج لنزلات البرد، فهو يساعد في مكافحة قصور الجهاز المناعي وأمراض القلب". ويمكنك الحصول عليه من مصادر غذائية مختلفة، فيكفي أن كوبا واحدا من البروكلي يحتوي على نفس كمية فيتامين سي التي في البرتقال. ولكن سوانسون توصي بإعطاء جرعة أعلى قليلا عند الشعور بنوبة برد قادم، للحفاظ على صحة أطفالك.

فيتامين "دي" (D)، وهو من العناصر الغذائية التي تلعب دورا في صحة القلب ومكافحة العدوى، ويساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأطعمة التي نتناولها، ويحتاجه الأطفال لبناء عظام قوية.

وينصح مستشفى جونز هوبكنز للأطفال بإعطائه لهم في صورة مكمل من باب "التحصين"، لأنه من الصعب الحصول على ما يكفي منه عن طريق التعرض للشمس، حيث يقضي معظم الأطفال الكثير من الوقت داخل المنزل أو في المدرسة. كما أن القليل من الأطعمة تحتوي عليه بشكل طبيعي. ولهذا السبب تضيفه شركات الأغذية إلى الحليب والزبادي وحليب الأطفال والعصير والحبوب والأطعمة الأخرى.

ويحتاج الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة إلى 400 وحدة منه يوميا. أما الأطفال الأكبر من عام واحد فيحتاجون إلى 600 وحدة أو أكثر يوميا. وبشكل عام يُفضل مقدمو الرعاية الصحية أن يأخذ الأطفال الأصحاء من 600 إلى ألف وحدة يوميا، وفقا لمستشفى جوبز هوبكنز.

وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بتناول فيتامين دي كمكمل بين شهري سبتمبر/أيلول ومارس/آذار لضمان الوفاء بهذه المعدلات.

ولا ننسى الكالسيوم، فهو يعد اللبنة الأساسية لعظام قوية، وعلى عكس فيتامين دي، يمكن للأطفال الحصول عليه من خلال الأطعمة الغنية به كالحليب والجبن والزبادي. وغالبا ما يقوم صانعو أغذية مثل الحبوب أو الخبز أو العصير بتدعيمها بالكالسيوم، وفقا لمستشفى جوبز هوبكنز.

المصدر : مواقع إلكترونية

 

الثلاثاء, 02 تشرين2/نوفمبر 2021 19:33

‏من يُرد الله أن يهديه..

﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾([1])

إشارات:
‏- سُئل رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم: کيف يشرح صدره للإسلام؟ فقال: "الإنابة إلی دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الفوت"([2]).
‏والإمام زين العابدين عليه السلام کان يکثر من قراءة دعاء بهذا المضمون نفسه في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان([3]).
‏- المقصود بالهداية أو الضلالة الإلهية هو تهيئة أسباب الهداية للجديرين بها وحرمان الضالّين منها.
‏- "الصدر" هنا تعني الروح أو الفؤاد، وانشراح الصدر هو توسيع آفاق العقل والفکر، وهمّة الروح وعلوّها لاحتضان الحقّ والدخول في الهداية، ويتطلّب ذلک تجاوز الأهواء والآمال العريضة للقلب. إنّ من افتقد انشراح الصدر يظلّ متقوقعاً علی نفسه، ومنکفئاً علی ذاته لا يتعدّاها. إنّ من أهمّ آثار انشراح الصدر امتلاک البصيرة والنورانية، مضافاً إلی قلب رؤوف يسعی وراء الحقّ.
‏- تعدّ هذه الآية من المعاجز العلمية للقرآن حيث توضّح آثار العروج إلی السماء وتقول: من لا يتّسع صدره لقبول الحقّ، ستضيق عليه روحه وتنحسر إرادته، کالذي يريد التحليق في السماء حيث ضاق صدره واحتبس نفسه بسبب قلّة الأوکسجين.
‏- يقول الإمام الرضا عليه السلام: "من يرد اللـه أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلی جنّته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلی ما وعده من ثوابه حتی يطمئن إليه، ومن يرد أن يُضلّه عن جنّته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه إياه في الدنيا يجعل صدره ضيّقاً حرجاً حتی يشكّ فـي كفره ويضطرب من اعتقاده قلبه حتی يصير كأنّما يصّعّـد في السماء"([4]).
‏- من السنن الإلهية أنّ الله تعالی شرح للحقّ صدور أصحاب القلوب النقيّة، وفي المقابل، حرم المعاندين اللجوجين الفارّين من الإيمان توفيق الانشراح وابتلاهم بالرجس.
‏- إنّ النبي موسی عليه السلام عندما اُمر بحمل الرسالة دعا الله قائلاً: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْري»([5])، لکنّ الله سبحانه وتعالی تفضّل علی نبيّه الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم بأکثر من هذا، حين أنعم عليه بالانشراح وسعة الصدر قبل أن يطلب ذلک، «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»([6]).

التعاليم:
‏١- التسليم للحقّ يتطلّب سعة الصدر والاستعداد الباطني، «يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ«.
‏٢- انشراح الصدر عطيّة إلهية، «يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ«.
‏٣- تجاوز دائرة الفطرة والعقل مدعاة لضيق الروح وحرجها وانسدادها، «يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ«.
‏٤- ربّما وجد المنحرفون أنفسهم، في الظاهر، في بحبوحة واستقرار، لکنّهم في الحقيقة، مبتلون بالضيق والحرج، «ضَيِّقًا حَرَجًا«.
‏٥- ضيق الصدر وحرجه هو نوع من رجس الروح، «صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ... الرِّجْسَ«.
‏٦- من لا يؤمن بالحقّ، سيبتلی بالرجس شيئاً فشيئاً، «كَذٰلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ«.
 
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قرائتي

([1]) سورة الأنعام: ١٢٥.
([2]) تفسير الميزان.
([3]) مفاتيح الجنان.
([4]) تفسير کنز الدقائق.
([5]) سورة طه، الآية ٢٥.
([6]) سورة الانشراح، الآية ١.

 

درس قرداحي العلوم السياسية والقانون ونال جوائز متعددة وشغل مناصب في شبكات وإذاعات دولية، ويتقن الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، كما يحفظ آيات من القرآن الكريم

وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (مواقع التواصل الاجتماعي)

عرفه الجمهور العربي بـ"من سيربح المليون؟" و"المسامح كريم"، قبل أن يتحول إلى حديث الساعة ويتصدر مواقع التواصل الاجتماعي إثر تصريحاته الأخيرة عن حرب اليمن.

إنه وزير الإعلام اللبناني والمذيع المعروف جورج قرداحي الذي ما زالت تصريحاته تثير أزمة مشتعلة مع السعودية والإمارات، خاصة بعد رفضه الاعتذار.

 

ورغم إعلان الحكومة اللبنانية تبرؤها من هذه التصريحات واعتبارها شخصية لا تمثل الحكومة، استدعت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت حظر كل الواردات اللبنانية.

وحذت البحرين ثم الكويت حذو السعودية في طلب مغادرة السفير اللبناني، كما قررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت، ودعت جميع مواطنيها الموجودين في لبنان إلى المغادرة "في أقرب وقت".

النشأة وبداية رحلة الشهرة

ـ 1 مايو/أيار 1950: ولد جورج فؤاد قرداحي في قرية فيطرون بقضاء كسروان في محافظة جبل لبنان.

ـ أمضى هناك سنوات طفولته، وتلقى تعليمه في كلية سيدة اللويزة بالجامعة اللبنانية، فدرس العلوم السياسية والقانون.

ـ بدأ العمل الإعلامي خلال دراسته الجامعية، وحصل على العديد من الشهادات في دوراتٍ تطبيقية ودبلوم في الإعلام المكتوب والمسموع والمقروء من معهد لوفر في فرنسا.

ـ عام 1970: خلال دراسته الجامعية بدأ العمل مع جريدة "لسان الحال".

ـ عام 1973: انتقل إلى تلفزيون لبنان ليعمل مقدمًا للأخبار والبرامج السياسية.

ـ عام 1979: التحق بإذاعة مونت كارلو في باريس، حيث عمل فيها معدًّا ومقدمًا للبرامج الإذاعية السياسية واستمر في نشرة الأخبار لمدة 12 عامًا.

ـ عام 1991: انتقل للعمل في منصب سكرتير تحرير أول ثم رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو، وحقق شهرةً واسعةً ونجاحًا كبيرًا.

ـ عام 1993: أصبح رئيسا لتحرير إذاعة الشرق في باريس، التي قضى معها عامين من مشواره الإعلامي.

ـ عام 1995: انتقل إلى إذاعة (MBC.FM) في لندن التي كانت تمر حينها بظروف قاسية إلا أنه استطاع أن يعبر بها إلى بر الأمان.

ـ تزوج من إيدا قرداحي ولديه 3 أبناء هم غبريال، باميلا وباتريسيا.

ـ أتقن قرداحي الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغة العربية التي أولاها اهتمامًا خاصًا بدراسة ثقافة الأدب العربي.

الانطلاقة الحقيقية.. "من سيربح المليون؟"

ـ عام 2000: كانت الانطلاقة الحقيقية لجورج قرداحي حين انتقل للعمل في قناة "إم بي سي 1" (MBC1) وبدأ برنامجه الشهير "من سيربح المليون؟"، وهو برنامجٌ للمسابقات والثقافة العامة، واستمر عرض البرنامج 3 سنوات ونال شهرةً لا مثيل لها.

ـ عام 2004: انتقل قرداحي إلى قناة (LBC) اللبنانية ليقدم برنامجه الجديد "افتح قلبك"، لكنه ما لبث أن عاد إلى محطة (MBC) مرة أخرى وأعاد إحياء برنامج "من سيربح المليون؟" لكن مع جائزة مضاعفة ليصبح اسمه (من سيربح المليونين؟).

ـ عام 2006: انتقل جورج قرداحي بعد ذلك إلى برنامج آخر بعنوان "التحدي".

ـ عام 2007: قدم جورج قرداحي برنامج "القوة العاشرة" لمدة عامين.

ـ يوليو/تموز 2011: أعلن قرداحي في مؤتمر بدمشق أن موجة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد هي "مؤامرة خارجية"، وأن "الربيع العربي" قد "نشر الفوضى في أنحاء العالم العربي"، فأدرج اسمه على "لوائح العار" التي يتم تناقلها عبر الإنترنت، والتي تتضمن أسماء ممثلين وشخصيات إعلامية تدعم الأنظمة العربية.

ـ عام 2011: غادر قناة (MBC) بسبب خلافاته مع إدارة القناة، بعد أن أدلى ببيانٍ أيّد فيه الحكومة السورية.

ـ عام 2012: انتقل للعمل في قناة الميادين التلفزيونية، ثم قناة الحياة، ثم قدم برنامج "المسامح كريم" بقناة أبو ظبي.

ـ ديسمبر/كانون الأول 2018: اختاره الرئيس السوري بشار الأسد شخصية العام على المستوى العربي، بالإضافة إلى اختيار الأمين العام لحزب الله ، حسن نصر الله، كشخصية العام في لبنان.

ـ قرداحي قال وقتها في برنامج بثته قناة المنار التابعة لحزب الله: "على الصعيد العربي أنا أقول ودون أي تردد واللي بحب (والذي يحب) يسمع يسمع، رجل العام هو الرئيس بشار الأسد، لأنه بصموده على هالحرب (هذه الحرب) الكونية اللي (التي) صارت على سوريا من 2001 إلى اليوم أثبت أنه رجل من طينة أخرى".

ـ 10 سبتمبر/أيلول 2021: إعلان تشكيلة حكومة نجيب ميقاتي وتعيين جورج قرداحي وزيرا للإعلام وفي 20 سبتمبر/أيلول 2021، منحها مجلس النواب الثقة.

"برلمان شعب".. أزمة التصريحات

ـ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021: ضمن حلقة مسجلة من برنامج "برلمان شعب" وهو برنامج تلفزيوني مجتمعي بدأ بثه عبر المنصات الإلكترونية لقناة الجزيرة عام 2020 ويقدمه الإعلامي الكويتي شعيب راشد وردا على سؤال: "هل تتمنون حصول انقلاب عسكري في لبنان؟"، قال جورج قرداحي: "يا ريت"، مطالبًا بانقلاب عسكري مؤقت، لمدة 5 سنوات لتنظيم الأمور والدفاع عن حقوق الناس.

ـ وقال قرداحي في معرض إجاباته إن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عدوان خارجي".

ـ عندما سئل قرداحي إذا ما كان يعتقد أن ما تفعله السعودية والإمارات هو اعتداء على اليمن؟ قال "هناك اعتداء بالتأكيد، والحرب في اليمن حرب عبثية يجب أن تتوقف".

ـ بعد بث الحلقة المسجلة في 5 أغسطس/آب 2021، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي، التي وصفتها بالمسيئة تجاه المملكة ودول "تحالف دعم الشرعية في اليمن".

ـ كما استدعت الإمارات السفير اللبناني لديها على خلفية تصريحات قرداحي، معتبرة إياها "مهاترات" تنم عن ابتعاد لبنان بشكل متزايد عن الدول العربية.

ـ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021: أصدر مجلس التعاون الخليج(الفارسي)، بيانا عبر عن رفضه التام لتصريحات قرداحي، مطالبًا إياه بالاعتذار.

ـ عقب قرداحي بمؤتمر صحفي على الضجة قائلا: "أنا لم أخطئ في حق أحد. فلماذا أعتذر؟! وأنا كنت واضحا في كلامي ولم أتهجم على أحد".

ـ وزارة الخارجية اللبنانية أصدرت بيانا قالت فيه إن الكلام "الشخصي" الذي صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا "لا يعكس موقف الحكومة".

ـ وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيانا قال فيه إن كلام قرداحي، الذي صدر قبل انضمامه للحكومة، "كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا".

ـ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021: قررت إدارة مجموعة "إم بي سي" (MBC) السعودية إغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض.

مسيحي يحفظ آيات من القرآن

ـ عام 2014: في حواره مع الإعلامية المصرية منى الشاذلي ردد قرداحي بعضا من آيات القرآن وسط دهشة الحضور، وسألته الإعلامية المصرية إذا كان حفظ هذه الآيات يعود لأيام الدراسة فرد بالنفي، موضحا أنه يحفظ آيات من القرآن لرغبته ولاجتهاده الشخصيين.

ـ استرسل جورج قائلا إنه اكتشف طفلا أنه مسيحي من جانب، لكنه من جانب آخر ابن بيئته الإسلامية، معتبرا أنه لا يجوز أن يقتصر علمه على دينه فقط، وأنه يجب أن يكون ملما بالدين الإسلامي.

ـ أضاف أن رغبته في التعرف على الإسلام نابعة من أنه يعيش بين مسلمين وبينهم أصدقاؤه، داعيا كل مسيحي إلى أن يعرف هذه البيئة.

ـ نفى جورج قرداحي اعتناقه الإسلام كما تداولت سابقا مواقع إلكترونية مصرحا آنذاك بأن له الشرف أن يعتنق الإسلام، وبأنه معجب بشخصية النبي محمد الذي يكنّ له المحبة ويعتبره الإنسان الذي غيّر مجرى التاريخ، لكنه نوّه إلى أنه لا يرى فرقا بين المسيحية والإسلام وأنه لا يرى ضرورة لأن يغيّر المسيحي دينه، لأن هذين الدينين يكمل أحدهما الآخر.

جوائز وألقاب

ـ حاز على عدة جوائز وألقاب كجائزة "الموريكس دور" (Murex d’Or) كأفضل إعلامي في العالم العربي لعام 2007.

ـ حصل أيضا على لقب سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للبيئة، كما ظهر في عدة إعلانات تلفزيونية، منها عطر باسمه "عطر جورج قرداحي" و"شوفان هارفست" هو وعائلته.

ـ يحمل قرداحي أيضا "ميدالية الأرز" اللبنانية من الرئيس إميل لحود مع رتبة قائد، بالإضافة إلى العديد من الجوائز من مختلف المنظمات سواء لإنجازاته المهنية، أو لمساهماته في المجتمع.

المصدر : الجزيرة + ويكيبيديا