
emamian
الإمام جعفر الصادق عليه السلام وفاجعة إستشهاده
هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو جعفر بن الامام محمد بن الامام علي بن الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وامه هي السيدة الفاضلة الزكية أم فروة وهي من افضل نساء عصرها وهي عالمة تقية ذات شرف وفضل وقد ولد عليه السلام في سنة 83 للهجرة ونشأ في رعاية والده وجده الامام علي بن الحسين زين العابدين وورث علمهما وفقههما وأخلاقهما العظيمة وحكمتها المنيرة وتسلّم الامامة في سنة 114للهجرة بعد وفاة والده واستمرت مدة إمامته الى سنة 132للهجرة.
وامتاز عصر الامام الصادق عليه السلام بفترة من الزمن انشغلت فيها الدولة العباسية الفتية حينها بتتبع بقايا الدولة الاموية ومحاربتها وحيث انشغل حينئذ الحكام العباسيون الأمويون عن تتبع الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاستثمر الامام عليه السلام تلك الفرصة لنشر مختلف العلوم فبدأ بتدريس طلبته الذين كانوا يقدّرون بالآلاف وعلمهم مختلف العلوم كالعلوم الفقهية والقرآنية وحكمة الوجود والطب والكيمياء والمناظرات وبرز لديه الكثير من الطلبة ومنهم يحيى بن سعيد ، وزرارة بن أعين وجميل بن دراج ، ومحمد بن مسلم ، واسحاق بن عمار ، وأبو بصير ، وعبد الله الحلبي ، وأبان بن تغلب ، والفضيل بن يسار ،وسفيان الثوريّ ، وأبو حنيفة ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، وسفيان بن عيينه وكذلك المفضّل بن عمر والذي وله الكتاب المشهور (توحيد المفضّل ) وهشام بن الحكم الذي كان هو البارز في المناظرات والعالم الكبير جابر بن حيان الكوفيّ الذي برز بعلم الكيمياء وكذلك ابو حنيفه النعمان ، وبهذا اراد الامام عليه السلام ان ينشر نور العلم في العالم الاسلامي والعالم الانساني ليبني بذلك عقل الانسان بناءً رصينا ويوصل الإنسانية الى الكمال الّائق بها وحيث الإنسان نواة المجتمع الإنساني ، وقد تصدى الإمام عليه السلام لظاهرة التيارات الفكرية المنحرفة ولاسيما تلك التي تضرب بإنحرافها عمقا دينيا سواء أكان عقائديا كالجبر والتوفيض حيث صرح الإمام عليه السلام فيما روي عنه بأنه (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين) وكذلك افكار الإلحاد والزندقة وكذلك الإعتزال الذي تطرّف اليه الخوارج أم كان فقهيا كالقياس بالرأي وأبطل بذلك آراء جميع المنظرين لهذه التيارات الفكرية الخاطئة ، وبهذا يمكن القول ان الامام عليه السلام اسس جامعة علمية متكاملة يمكن تسميتها بجامعة أهل البيت عليهم السلام والتي توفر جميع العلوم التي يحتاجها الانسان وتضمن إثبات بطلان افكار وأراء المنظرين للتيارات الفكرية المخالفة لها بدلالة العقل الإنساني قبل الأدلة النصية ، واستطاع الامام عليه السلام ان يوفر البناء العلمي والاجتماعي والاخلاقي وتعزيز بناء الايمان وعلاقة الأخوة والمحبة والود بين المؤمنين وتفعيل لغة العلم الأخلاق الحسنة في الخطاب الإنساني فكانت كلمات الامام عليه السلام وأحاديثه أعظم من الجبال الصم الرواسي.
وقد قال في حقه والده الامام محمد الباقر عليه السلام (هذا خير البريّة)(1) ، وقال في بيان فضله عمه زيد الشهيد قبل استشهاده (في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتجّ الله به على خلقه ؛ وحجّة زماننا ابن أخي جعفر لا يضلّ مَن تبعه ولا يهتدي مَن خالفه)(٢) ، وقال مالك بن أنس في حقه ما رأت عين ولا سمعت أُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علماً وعبادة وورعاً(٣) ، وقال المنصور الدوانيقي مؤبناً الإمام الصادق عليه السلام إنّ جعفر بن محمّد كان ممّن قال الله فيه :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) وكان ممّن اصطفى الله وكان من السابقين بالخيرات(٤) ، و قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (٣٢٧ هـ) سمعت أبي يقول جعفر بن محمّد ثقة لا يُسأل عن مثله ، وقال سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر بن محمّد عن أبيه ، وسهيل بن أبي صالح عن أبيه ، والعلاء عن أبيه أيّما أصح ؟ قال لا يقرن جعفر بن محمّد إلى هؤلاء(5) ، قال أبو حاتم محمّد بن حيّان ( ت ٣٥٤ هـ ) عنه كان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً(6) ، وقال أبو عبد الرحمن السلمي ( ٣٢٥ ـ ٤١٢ هـ ) عنه فاق جميع أقرانه من أهل البيت عليه السلام وهو ذو علم غزير وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات وأدب كامل في الحكمة(7) ، وعن صاحب حلية الأولياء (٤٣٠هـ ) ومنهم الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق ، أقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ، ونهى عن الرئاسة والجموع(8) ،و أضاف الشهرستاني ( ٤٧٩ ـ ٥٤٨ هـ ) على ما قاله السلمي عنه وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ثمَّ دخل العراق وأقام بها مدَّة ، ما تعرّض للإمامة قط ، ولا نازع في الخلافة أحداً(9) ، ومَن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلّى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حطّ (10) ، وذكر الخوارزمي ( ت ٥٦٨ هـ ) في مناقب أبي حنيفة أنّه قال ما رأيت أفقه من جعفر بن محمَّد وقال لولا السنتان لهلك النعمان مشيراً إلى السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق(11) ، وقال ابن الجوزي ( ٥١٠ ـ ٥٩٧ هـ ) جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين كان مشغولاً بالعبادة عن طلب الرئاسة(12) .
وبعد ما استقر سلطان الدولة العباسية بدأ الحاكم المنصور الدوانيقي بالتضييق على الامام عليه السلام وتوجيه الاستدعاء اليه بين فترة وأخرى ورصد كل تحركاته حتى ضيق عليه ولم يرقب كونه من أولياء الله ولا منزلته العلمية في العالم الاسلامي ولم يشفق على نحوله بسبب عبادته ولا بياض شيبته الكريمة، وحينها نعى الامام عليه السلام نفسه وشكى مايعانيه من الآلام والمحن والضيق ، حتى قال :(عزّت السلامة ، حتى لقد خفي مطلبها ، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول ، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت ، والسعيد مَن وجد في نفسه خلوة يشتغل بها ) (14) ، ولكن المنصور اصر على اختياله فحاول صديقه المقرب وصاحب سره محمد بن عبد الله الاسكندري منعه عن ذلك وصرف فكره عنه قائلا له: إنّه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة ولكن لم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنّك تقول به ، وبإمامته ولكنّ الملك عقيم! (15) ، فشدد الحاكم المنصور الدوانيقي الخناق حتى عزم على اختياله وقتله تحت تأثير دافع الملك والسلطان فدس اليه السم الفاتك على يد عامله وحينما سقى عامل المنصور الامام عليه السلام بالسم شعر الامام بآلام قاسية وأحس بتقطع أمعائه حتى استشهد على إثر ذلك في الخامس والعشرين من شهر شوال رحل الى جوار ربه شهيدا مظلوما صابرا محتسبا وعم الحزن والأسى بين الناس حتى دفن في البقيع الغرقد بجوار والده الامام محمد الباقر وجده الامام زين العابدين عليهما السلام وسادت أجواء الأحزان والآهات ورثاه أحد أصحابه وهو أبي هريرة العجلي بقوله:
أقول وقد راحوا به يحملونه على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق
غداة حثى الحاثون فوق ضريحه تراباً ، وأول كان فوق المفارق (16)
الكاتب مهند آل حسين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) الكافي ١ ٣٠٧ .
(٢) المصدر السابق ٣٠٦ .
(٣) تهذيب التهذيب ٢ ١٠٤ .
(٤) تاريخ اليعقوبي ٣ ١٧ .
(5) الجرح والتعديل ٢ ٤٨٧ .
(6) الثقات ٦ ١٣١ .
(7) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١٥٨ .
(8) حلية الأولياء ١٧٢ .
(9) إن كان يقصد بذلك التعرّض الظاهر للإمامة الظاهرة كما يفهم من قول ( ولا نازع في الخلافة ) فهذا صحيح وإلاّ فلا .
(10) الملل والنحل ١ ١٤٧
(11) مناقب أبي حنيفة ١ ١٧٢ ، والتحفة الاثني عشرية ٨ .
(1٢) صفوة الصفوة ٢٩٤ .
(13) ينابيع المودّة ٣٨٠ ، وهذا البخاري هو محمد خواجه بارساي .
(14) الكافي ٨ ٢١٥ ورجال الكشي ٣٦٥ وبحار الأنوار ٤٧ ٨٥ .
(15) مهج الدعوات ٢٤٧ .
(16) مقتضب الأثر في النصّ على الأئمة الاثني عشر ، للجوهري ٥٢ .
مصاديق المستضعف والمستكبر في كلام الإمام الخميني (قدس سره)
صراع النبي (صلى الله عليه وآله) مع جبابرة الحجاز:
عندما كان النبي الأكرم في الحجاز كان طواغيت الحجاز ممن عاصرهم النبي في البداية قسمين، فئة منهم في مكة، وهم كبار التجار والمتمكنين، وفئة كانت في الطائف، وهم الأثرياء وأصحاب القدرة فيها، [ومن بين هؤلاء] أبو سفيان وأمثاله. وهؤلاء كانوا على شاكلة الحكام والسلاطين يستحوذون على كل شيء، فكان أن انبرى نبي الإسلام لمقارعتهم، وحينما حل (صلى الله عليه وآله) في المدينة عاش مع الفقراء لا مع الأثرياء لتخدير الأمة، بل مع الفقراء لإيقاظم، فحركهم على الأغنياء الذين كانوا يهضمون أموال الناس ويظلمونهم، كثيرة هي معارك النبي (صلى الله عليه وآله) وجميعها كانت ضد الأثرياء والمتجبرين والظلمة([1]).
ثورة موسى بوجه فرعون:
لقد كان الاهتمام بمصالح المستضعفين بوجه المستكبرين وفي مقدمتهم فرعون، والثورة ضد المستكبرين منهج موسى (سلام الله عليه)، وهو ما يخالف تماماً [مخطط] هذه الحفنة من الصهاينة، فهؤلاء على ارتباط مع المستكبرين وهم جواسيسهم وخدماً لهم، ويعملون ضد المستضعفين([2]).
نهضة الطبقة المحرومة بوجه النظام الملكي:
لقد كان سبيل الأنظمة الملكية والمستكبرين التابعين لذلك النظام غير سبيل الإسلام على الدوام، وكانوا يواصلون حياتهم المشؤومة بمقارعة الإسلام، والمستضعفون هم الذين كانوا يقتفون أثر الأنبياء والعلماء والأولياء، وإن نهضتنا إنما مضت قدماً بالمستضعفين، والمستكبرون إما لاذوا بالفرار أو قبعوا في بيوتهم.
أين كان هؤلاء الذين يحاولون التربع غير المشروع حول هذه المائدة يوم كان المستضعفون يبذلون دماءهم؟ إما أنهم كانوا في الصحارى لا أهمية لهم أو في الخارج.
المستضعفون هم الذين ساروا بثورتنا إلى الأمام وهم الذين بذلوا دماءهم، فالشباب الجامعي وشباب المدارس القديمة وشباب السوق والعشائر المكرمة هم الشريحة التي أرغمت بثورتها النظام المشؤوم على التقهقر، وقطعت أيدي ناهبي النفط السارقين([3]).
المؤمنون في مواجهة القوى المتفرعنة:
لقد مثل المؤمنون في كافة الأزمنة الطبقة التي كانت تقف بوجه المستكبرين الذين [كانوا] يستحوذون على قدرات هائلة، وفي عهد موسى (عليه السلام) كان المؤمنون عبارة عن ثلة معارضة لفرعون والقوى المتفرعنة، وفي الآية يصرح تعالى بأنه قد منَّ على هذه الطبقة بالذات ـ وهم المؤمنون ـ التي يُصطلح عليها بالطبقة الواطئة ـ والمؤمنون على مرّ الأزمنة عبارة عن هذه الطبقة الواطئة ـ في مواجهتهم للمستكبرين الذين يمثلون الطبقات العليا.([4])
نهضة إبراهيم (عليه السلام) بوجه النمرود:
لو تمعنتم بالأديان كافة تجدون أن قادتها ـ وهم الأنبياء ـ قد نهضوا من بين الطبقة المستضعفة وحركوا هذه الطبقة ضد الجبابرة؛ فكان إبراهيم (عليه السلام) قد نهض بمعوله من بين الطبقة المستضعفة لمواجهة النمرود([5])، وحطّم مظاهر أُبهتهم التي كان الصنم يمثل يومذاك أحدها.
وكذلك موسى (عليه السلام) الذي كان راعياً لا يملك سوى عصاه وقد نهض بين الطبقة المستضعفة، فأثار هذه الطبقة ضد فرعون وبلاطه الطاغوتي، لقد حرك أولئك على هؤلاء، ولم يُخدر أولئك ليأكل هؤلاء، بل أيقظ أولئك ليسحقوا هؤلاء.
المحرومون الثوريون والمترفون من أصحاب القصور:
أنتم الذين حققتم الثورة، والمحرومون من النساء والرجال في كافة أرجاء البلاد هم الفئات التي حققت هذه الثورة، وهم أولئك المستضعفون الذين يستضعفهم أصحاب القصور، وقد اثبتوا أن أصحاب القصور ضعفاء واهنون لم ولن يفعلوا شيئاً لهذا الشعب([6]).
تصدي المظلومين في العالم للمخططات الفرعونية:
ثمة طائفتان تُراقِبَانكُمْ: إحداهما المستكبرون والنفعيون والفئات المرتبطة بهم، ولا تتأملوا أن يسالمكم هؤلاء، ولن يسالموكم، وهؤلاء بأجمعهم يجمعهم النهج الفرعوني الذي لا يعرف المسالمة؛ والطائفة الأخرى هم مستضعفو المجتمع الذين يمثلون الغالبية المحرومة، وهؤلاء معكم.
ولا ضير فيما لو تحقق ما تخططون له في الخارج فيلتف حوله المظلومون في العالم([7]).
الاستضعاف والاستكبار، في فكر الإمام الخميني (قدس سره)
([1]) صحيفة النور 2: 165، بتاريخ 15 / 10 / 1979.
([2]) صحيفة النور 6: 164، 14 / 5 / 1979.
([3]) صحيفة النور 6: 189، بتاريخ 16 / 5 / 1979.
([4]) صحيفة النور 8: 177، بتاريخ 25 / 7 / 1979.
([5]) اسم ملك بابل الذي ادعى الإلوهية وألقى النبي إبراهيم (عليه السلام) في النار.
([6]) صحيفة النور 9: 28، بتاريخ 3 / 9 / 1979.
([7]) صحيفة النور16: 10, 20 / 1 / 1981.
لماذا تربط إسرائيل إعمار غزة بإعادة أسراها؟ (تحليل)
خلال المحادثات سأركز على التزام إسرائيل فوق كل الاعتبارات، على إعادة جنودنا ومواطنينا الموجودين في قبضة حماس"، هكذا لخص وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي مهمته في زيارته إلى القاهرة، الأحد.
رام الله/ عوض الرجوب
- عدة أسباب تدفع إسرائيل لرفع سقف مطالبها في مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار
- محاولة لتقديم إنجاز للشارع الإسرائيلي خاصة مع فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه من العدوان
- أبو مرزوق: من غير المقبول أن يربط نتنياهو ملف إعادة إعمار غزة بملف جنوده المفقودين
- عمرو: كل المواقف التي تعلن من إسرائيل بشأن غزة هي للاستهلاك الداخلي والمزاد السياسي
- أبو علان: ربط إعمار غزة والتهدئة بإطلاق الأسرى يطغى على وسائل الإعلام الإسرائيلية
"خلال المحادثات سأركز على التزام إسرائيل فوق كل الاعتبارات، على إعادة جنودنا ومواطنينا الموجودين في قبضة حماس"، هكذا لخص وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي مهمته في زيارته إلى القاهرة، الأحد.
وجاءت زيارة أشكنازي إلى القاهرة في إطار المساعي التي يجريها الجانب المصري لتثبيت وقف إطلاق النار غير المشروط بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، الذي بدأ سريانه في 21 مايو/أيار المنصرم أي بعد 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووفق قناة "كان" العبرية الرسمية، تشترط تل أبيب إعادة أربعة إسرائيليين يحتجزون في قطاع غزة قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني وتحاصره إسرائيل منذ صيف 2006.
والأحد، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المطالبة الإسرائيلية باستعادة الجنود والمدنيين المحتجزين في قطاع غزة في أقرب وقت"، كما نشر عبر حسابه على تويتر.
وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي) والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
أما حركة "حماس"، فترفض الربط بين عملية الإعمار وتبادل الأسرى، وتصر على إجراء صفقة وفق شروطها المتمثلة بتحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وفيما يبدو، كرد على تصريحات القادة الإسرائيليين، قال يحيى السنوار، زعيم الحركة في غزة، للصحفيين، الإثنين: "سجلوا على مقاومتكم (..) رقم 1111 ستذكرون هذا الرقم"، دون توضيحات إضافية، لكنه بدا وكأنه رقم الأسرى الفلسطينيين الذين تسعى الحركة لتحريرهم مقابل إطلاق سراح الإسرائيليين الأربعة.
في ذات السياق، قال عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، الإثنين، في تغريدة على تويتر: "من غير المقبول أن يربط نتنياهو ملف إعادة إعمار غزة بملف جنوده المفقودين".
وأضاف: "هذا أمر نرفضه تمامًا وهو مخالف للقوانين الدولية، فجنوده تم أسرهم في ساحة حرب يقابلهم أسرانا عند الاحتلال، هذه هي المعادلة".
ووفق محللين، فإن الجانب الإسرائيلي يحاول رفع سقفه في مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية، في محاولة لتقديم إنجاز للشارع الإسرائيلي، خاصة مع فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه من العدوان وعلى رأسها المساس بقدرة "حماس" العسكرية.
والإثنين، وصل مدير المخابرات المصرية عباس كامل إلى القطاع، في زيارة تستغرق عدة ساعات بحث خلالها ثلاثة ملفات رئيسية مع قيادة "حماس": تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ملف إعادة الإعمار، قضية تبادل الأسرى، وفق مصدر تحدث للأناضول.
** مشكلة إسرائيلية عميقة
يقول نعمان عمرو، المحاضر بجامعة القدس المفتوحة (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)، إن إسرائيل "لديها مشكلة سياسية عميقة وتحاول أن تهرب منها إلى الأمام".
ويرى عمرو، أن كل المواقف التي تعلن من قبل إسرائيل بشأن غزة "هي للاستهلاك الداخلي الانتخابي والمزاد السياسي"، معتبرًا أن "ما يجري في الغرف المغلقة قد يكون بعيدا كل البعد عن ما تتداوله وسائل الإعلام".
ويكمل: "مع التقدم في تشكيل حكومة قد تطيح بنتنياهو، فإن الانشغال الإعلامي في قضية الحرب وآثارها وما ترتب عليها، هو لكسب أصوات من اليمين لإعاقة تشكيل لبيد وبنيت حكومة".
ومساء الأحد، أعلن نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" (يمين)، اعتزامه التحالف مع حزب "هناك مستقبل" (وسط)، بزعامة يئير لابيد، لتشكيل حكومة تطيح برئيس الوزراء زعيم حزب الليكود (يمين) بنيامين نتنياهو.
ويشدد عمرو على أن إعمار غزة "لن يكون إلا بموافقة سكان غزة وقيادة غزة (حماس)".
وأوضح أن الطرف الفلسطيني "عامل رئيسي في هذه الأحداث، مما يجعل إسرائيل تحاول فرض شروط لن تلقى آذانا صاغية لدى الفلسطينيين والأطراف التي تتوسط لوقف إطلاق النار".
** سببان للربط
من جهته، يشير محمد أبو علان، الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن ربط إعمار غزة والتهدئة بصفقة تبادل للأسرى وإطلاق الجنود المأسورين في غزة يطغى على وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويرى أن السبب هو "الفارق الكبير بين الطرفين في المواقف"، وبالتالي فإن ربط الاحتلال الصفقة بالإعمار ووقف إطلاق النار هو من "أجل ابتزاز حماس في الثمن".
ويشير أبو علان إلى وجود "علاقة مباشرة" لهذا الربط بوضع إسرائيل الداخلي.
ويفسر ذلك بسببين: الأول فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي إنجاز عسكري خلال العدوان الأخير على غزة، مما دفعه لجعل عودة الأسرى والمفقودين شرطا لوقف إطلاق النار.
ويضيف "هذا الربط يعطي انطباعا أن القضية على جدول الأعمال وليست منسية".
أما السبب الثاني، يضيف أبو علان فهو "التغطية على أية تنازلات ستقدم خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، خاصة السماح بعملية إعمار غزة ودخول الأموال للقطاع، على اعتبار أنه (نتنياهو) لم يوافق عليها بالمجان".
ويشير المحلل الفلسطيني إلى وجود ضغوط من أهالي الجنود الإسرائيليين المأسورين بضرورة الربط بين إعمار غزة وعودتهم.
وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مؤخرا، جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" (وسط)، في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين، ثم انتقل التوتر إلى الضفة الغربية، وتحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، عن 289 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، بينهم 90 إصابتهم "شديدة الخطورة".
المصدر :الاناظول
كيف يكون نظام الحكم إسلامياً؟
هنا نريد التوسيع قليلاً في شرح الموضوع لكي يتوضح ما نعنيه من قولنا ينبغي أن يكون نظام الحكم إسلامياً. فكون نظام معين رسالياً وقائماً على أساس مبادئ وقيم معينة يتجسد في بعدين على أقل، سواء كان إسلامياً أو ذا اتجاه فكري آخر، وبتعبير آخر تتجسد تبعية نظام معين لمجموعة من المبادئ والعقائد والأفكار والمعارف المعينة في بعدين على الأقل هما: "التشريع" و"الحكم والتنفيذ".
ويمكننا أيضاً أن نضيف هنا بعداً ثالثاً بعنوان البعد "القضائي"، إلا أن هذا البعد لا يتمتع بالأصالة التي يتمتع بها كل من السلطة التشريعية والجهاز التنفيذي، والخلاصة أن هناك بعدين رئيسيين وهما: (التشريع والتنفيذ) والبعد القضائي تابع لهما.
فلو كانت القوانين التي يقرّها النظام ويدافع عنها هي القوانين الإسلامية، وكان مسؤولون عن تنفيذ هذه القوانين قد تقلدوا هذا المنصب على أساس المبادئ والقيم الإسلامية فسوف يكون ذلك النظام "إسلامياً"، أما لو انحرفت القوانين عن مسار الإسلام أو لم يتقلد المسؤولون عن القضاء أو التنفيذ هذه المناصب على أساس المعايير الإسلامية، بل تقلدوها بأساليب غير إسلامية، فلا يمكن اعتبار مثل هذا النظام إسلامياً.
فنحن إذاً لا يمكننا أن نعتبر حكومتنا إسلامية حقاً إلا إذا طابقت القوانين التي تسودها القانون الإسلامي وكان القضاة ومنفذو القوانين تقلدوا تلك المناصب على أساس الأساليب التي يرتضيها الله تعالى، فلو أصيب أحد هذين الأمرين بآفة بمعنى أن جهاز التشريع انحرف عن مسار الإسلام أو أن الذين تقلّدوا مناصب القضاء والتنفيذ قد تقلدوها بأساليب غير إسلامية، لم تبق حينئذ ضمانة لاستمرار النظام الإسلامي، بل ستنحرف الأفكار والاتجاهات عن المسار الصحيح شيئاً فشيئاً، وقد يحصل هذا الانحراف بمنتهى الهدوء والبطء فلا يلقى ردود فعل لدى الشعب المسلم لا سيما الجماهير التي تتمتع بقدر قليل من المعلومات، لكنه سينتهي في كل الأحوال إلى الانحراف عن المسار الصحيح. ولكي نحول دون الإصابة بهذه الآفة التي برزت دائماً في المجتمعات السابقة وظهرت في العالم الإسلامي بشكل قبيح جداً ونمنع تكرار مثل هذه الحوادث المريرة، ينبغي زيادة يقظة جماهير الشعب وحرصها على حفظ المبادئ والمعتقدات والقيم الإسلامية بما يجعلهم يفهمون العقائد الإسلامية ويؤمنون بها أفضل من ذي قبل ويتمسكون بقوة بالقيم التي تقوم على أساس تلك العقائد.
في الخلاصة: إن السمة الرئيسة لهذا النظام هي كونه إسلامياً ولا تتحقق هذه السمة إلا حين يقوم التشريع والتنفيذ وكذلك القضاء على أساس المبادئ والقيم الإسلامية.
ومن أجل استمرار هذه "الإسلامية" ينبغي أن يحرص أبناء الشعب على المبادئ والقيم الإسلامية لكي يمنعوا حدوث أي انحراف، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت معرفة الشعب بالإسلام معرفة صحيحة وعميقة وبعيدة عن الانحراف، لكي لا تهزهم الشبهات بل وليردّوا عليها أيضاً.
لهذا فمن الضروري طرح قضية "الحكم الإسلامي" لتظهر لدى الناس نظرة واضحة عنه.
ولن تكون هناك ضمانة للحفاظ على "إسلامية النظام" واستمرارها دون الارتقاء بمستوى الثقافة الإسلامية لدى أبناء الشعب وتعزيز تمسكهم بمبادئ الإسلام.
الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه، آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (قدس سره) - بتصرّف
رسالة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) إلى شعب فلسطين إثر انتصاره على الكيان الصهيونيّ
رسالة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) إلى شعب فلسطين إثر انتصاره على الكيان الصهيونيّ في حرب الاثني عشر يوماً 2021/05/21م
بسم الله الرحمن الرحيم
انتصار الهبّة الفلسطينيّة الموحّدة
السلام على فلسطین القويّة والمظلومة، السلام على شباب فلسطين الشجعان الغیارى، السلام على غزّة البطولة والمقاومة، السلام على حماس والجهاد وكلّ الفصائل الجهاديّة والسیاسيّة في فلسطین.
أحمد الله العزیز القدیر على نصرته والعزّة التي منّ بها على المجاهدين الفلسطینيّين، وأسأله -جلّ وعلا- أن يُنزِل السکینة والطمأنینة على قلوب ذوي الشهداء المفجوعين، وأن يمنّ على الشهداء بالرحمة والبشارة، وعلى الجرحى بالشفاء الكامل، وأبارك الانتصار على الكيان الصهيونيّ المجرم.
إنّ الشعب الفلسطینيّ خرج مرفوع الرأس قويًّا من ابتلاء الأيّام الأخيرة. فالعدوّ الوحشيّ المفترس أدرك حقيقة ضعفه في مواجهة المقاومة الفلسطینيّة الشاملة، وتجربة التعاون بين الفلسطينيّين في القدس والضفّة الغربيّة وغزّة وأراضي الـ48 والمخيّمات رسمت آفاق المستقبل للفلسطینیّين. وارتكب العدوّ الظالم خلال هذه الأيّام الاثني عشر جرائم كبرى، كان أغلبها في غزّة، وأثبت عمليًّا أنّه بسبب ضعفه في إخماد الثورة الفلسطينيّة الموحَّدة يرتكب أعمالًا مخزية وجنونيّة تثير الرأي العام العالميّ ضدّه أكثر من ذي قبل، ما يزيد الكره له وللدول الغربيّة الداعمة له، ولا سيما أميركا المجرمة. فكان استمرار الإجرام أو اقتراح وقف إطلاق النار كلاهما يعبّران عن فشله، واضطر في النهاية أن يقبل الهزيمة.
وسيزداد هذا الكيان الخبيث ضعفًا. فجهوزيّة الشبّان الفلسطينيّين، والقوّة التي أظهرتها الفصائل الجهاديّة البارزة، وإعداد القوّة بشكل مستمرّ، كلّ ذلك سيجعل فلسطین أقوى والعدوّ الغاصب أضعف وأكثر جبنًا يومًا بعد يوم.
إنّ توقيت بدء المعارك وإيقافها هو ما يحدّده القادة الجهاديّون والسياسيّون الفلسطينيّون، لكنّ الإعداد والجهوزيّة والحضور من موقع القوّة في الساحة أمور لا يمكن أن تتوقّف. وتجربة حيّ الشيخ جرّاح في الوقوف بوجه مظالم الكيان والمستوطنين العملاء ستبقى وصفة يعمل على أساسها الشعب الفلسطينيّ الغيور. وأحيّي بدوري شباب الشيخ جرّاح وأبارك لهم فتوّتهم.
العالم الإسلاميّ مسؤول دائماً تجاه قضيّة فلسطين، وعليه تكليف دينيّ. العقل السياسيّ وتجارب الحكم أيضاً تؤيّد هذا الحكم الشرعيّ وتؤكّده. فعلى الدول الإسلاميّة أن تنزل إلى الميدان بكلّ صدق وإخلاص دعمًا للشعب الفلسطينيّ، إن كان ذلك في تعزيز قوّته العسكريّة أو الدعم الماليّ الذي هو بحاجة إليه اليوم أكثر من ذي قبل أو لإعادة بناء البنى التحتيّة والدمار الحاصل في غزّة.
ومطالبة الشعوب باستمرار وثباتٍ من شأنه أن يدعم هذا الهدف الدينيّ والسياسيّ، فعلى الشعوب المسلمة أن تطالب حكوماتها بأداء هذا الواجب، وأن تنهض هي بدورها وفي حدود إمكاناتها بتقديم الدعم المادّيّ والسياسيّ.
والواجب الآخر هو متابعة مقاضاة الكيان الصهيونيّ الإرهابيّ السفّاح وإنزال العقوبة به. فكلّ الضمائر الحيّة تعترف بأنّ الجريمة الشاملة في قتل الأطفال والنساء الفلسطينيّين خلال الأيّام الاثني عشر لا ينبغي أن تبقى بلا عقوبة. وكلّ العناصر المتورّطة في الكيان والمجرم نتنياهو شخصيًّا يجب أن يُلاحَقوا من قبل المحاكم الدوليّة المستقلّة ويتحمّلوا عقوبتهم، وهذا ما سيتحقّق بحول وقوّة من الله العليّ القدير. والله غالب على أمره.
الجمعة 9 شوّال 1442ه.ق
31/02/1400ه.ش
السيّد عليّ الخامنئيّ
تطبيع العلاقات القطرية المصرية.. خطوات متتالية (تحليل)
رغبة واضحة في تطبيع العلاقات وطي صفحة الخلافات، تلك التي عكستها الزيارة الأخيرة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى القاهرة
الدوحة/أحمد يوسف
رغبة قوية في تطبيع العلاقات وطي صفحة الخلافات، تلك التي عكستها الزيارة الأخيرة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى القاهرة وما تضمنتها من تفاصيل أهمها تسليم دعوة رسمية من أمير بلاده الشيخ تميم بن حمد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة قطر.
وشهدت العلاقات المصرية القطرية خطوات إيجابية في طريق عودتها، وذلك بعد التوقيع على "بيان العلا" في يناير/كانون ثان الماضي بالسعودية، وأسدل الستار على أزمة بين قطر من ناحية ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية آخري.
ومطلع العام الجاري، جرى الإعلان اتفاق للمصالحة بين أطراف الأزمة الخليجية، التي انطلقت بمقاطعة كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر لقطر في يونيو/ حزيران 2017.
** عودة العلاقات قضايا المنطقة
طي صفحة الخلافات بين القاهرة والدوحة، عكسها بقوة الإعلام القطري عقب زيارة الوزير محمد بن عبد الرحمن للقاهرة، الإثنين الماضي.
ففي عددها الصادر يوم 26 مايو/أيار الحالي، قالت صحيفة "الشرق" في صفحة الرأي إن "الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين قطر ومصر، سيكون لها أثر كبير في تفعيل آليات العمل العربي المشترك فيما يتعلق بمعالجة قضايا المنطقة."
ورأت أن "الرسالة الخطية التي بعث بها أمير البلاد، إلى الرئيس السيسي، تعكس حرص الأمير على تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين قطر ومصر، في ظل التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين البلدين بعد التوقيع على "بيان العلا".
يشُير أيضاً رأي الشرق إلى أن "هذا التقدم الذي تشهده العلاقات الثنائية، كانت له انعكاسات إيجابية على التنسيق بين البلدين، وعلى دفع جهود العمل العربي المشترك، خصوصا في ظل رئاسة قطر لمجلس جامعة الدول العربية، وهو ما أسهم في نجاح الجهود العربية التي بذلت في سبيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة (في 21 من الشهر الجاري)"
** الاستفادة من الفرص الاستثمارية
فيما قالت صحفية "الوطن" القطرية في صفحة الرأي عقب زيارة وزير الخارجية للقاهرة إنه "من المؤمل أن تفتح هذه الزيارة مرحلة جديدة ليس فقط في العلاقات القطرية - المصرية أو العلاقات المصرية الخليجية، ولكن أيضا في العلاقات العربية ككل".
وأضافت: "فهي تأتي في إطار تعزيز التعاون العربي، وتزيد من فاعلية التحرك العربي على المسرح الدولي من ناحية، وعلى قدرة الدول العربية على التعامل مع الأزمات والمشاكل والصراعات المشتعلة في المنطقة على امتداد العقدين الماضيين من ناحية أخرى."
ورأت أيضاً أن "تعزيز الأجواء الإيجابية بين بلدينا يشكل فرصة مواتية للاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة المتاحة بالبلدين الشقيقين بما يحقق مصالحهما."
فيما أكد وزير الخارجية القطري في تصريحات متلفزة عقب الزيارة أن "علاقتنا مع مصر مرت بتوترات كثيرة لكن كان هناك حفاظ على حد أدنى من العلاقة حتى في الأزمة من ناحية الاستثمارات والطلاب القطريين وعندما طويت صفحة الخلاف تطلعت إلى ذلك بإيجابية وهناك تقدم إيجابي في اللجان الثنائية وترحيب من الطرفين بهذا التقدم".
** دعم الأمن القومي والعربي
بدوره، قال الكاتب القطري صالح غريب العبيدلي: "لو نظرنا للعلاقات القطرية المصرية منذ القدم ظلت علاقه مبنية على أسس وقواعد راسخه في دعم الأمن القومي العربي، ومن هذا المنطلق الثابت والراسخ بين الدولتين فإنه مهما حدث من خلافات في وجهات النظر تبقى العلاقة قوية".
وأضاف لوكالة الأناضول: "لاشك أن العلاقات بين البلدين حدث ضمور فيها بين فترات متفاوتة .. ومع ذلك ظلت قائمه وإن كانت عبر وسيط يسير العلاقات بين الدولتين والشعبين".
وأشار إلى أنه "رغم ما حدث من فرض حصار من تلك الدول (رباعي المقاطعة) على الشعب القطري فإن العلاقة ظلت قائمه ولم يتأثر الاستثمار القطري في مصر".
وقال غريب إن "دعوة أمير البلاد للرئيس المصري لزيارة قطر أعطى منحنى آخر في تلك العلاقة والشعب القطري والمصري يترقب هذه الزيارة ليتم فتح صفحة جديدة".
وأضاف: "صفحة الخلاف للعام 2017 قد انطوت وأصبحت من الماضي وهذا لاشك سيكون أمرا جيدا بين الشعبين القطري والمصري".
**محطات على طريق العودة
في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، صدر بيان "العلا" عن القمة الخليجية بالسعودية، معلنا نهاية أزمة حادة اندلعت منتصف 2017، وقطعت خلالها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر.
وسريعا بعد هذا البيان، عملت القاهرة والدوحة بشكل مكثف على طي صفحة الخلافات بينهما.
فمن مقاطعة حكومية وهجوم إعلامي إلى لقاءات واتصالات رسمية وهدوء وتوازن بالخطاب، ما يعكس رغبة مشتركة بتسريع استئناف العلاقات وتصفير مشاكل سابقة.
وبالفعل، في 23 فبراير/ شباط الماضي، عقد وفدان رسميان من قطر ومصر مباحثات في الكويت حول آليات تنفيذ بيان المصالحة.
وفي 3 مارس/ آذار الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري، أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة.
وأكد "آل ثاني"، عقب لقائه شكري، أن الدوحة والقاهرة تسعيان إلى "عودة الدفء إلى العلاقات" بينهما.
وبعدها بـ 5 أيام، زار وفد قطري القاهرة، للمرة الأولى منذ المصالحة، لـ"تسريع استئناف العلاقات".
وفي 14 مارس/ آذار، أكد شكري، أمام لجنة برلمانية مصرية، أن "هناك رسالة إيجابية من الأشقاء في قطر على استعادة زخم العلاقة".
وعلى مستوى القمة، تلقي الرئيس المصري، في 12 أبريل/ نيسان، اتصالا هاتفيا من أمير قطر، للتهنئة بحلول شهر رمضان، وهو أول اتصال بينهما منذ المصالحة.
وفي ظل عدوان إسرائيلي على غزة، تلقى شكري، في 16 مايو/ أيار، اتصالا هاتفا من نظيره القطري، اتفقا فيه على أهمية العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستمرار التنسيق في الإطار الثنائي والإقليمي.
والإثنين الماضي، وصل وزير الخارجية القطري إلى القاهرة، في ثان زيارة لمصر منذ المصالحة.
والتقى "آل ثاني" مع شكري، وقدم الشكر لمصر على دورها في وقف إطلاق النار بغزة، وسط حديث مصري على أن العلاقات "شهدت تطورا إيجابيا".
وسلم "آل ثاني"، الثلاثاء، السيسي، رسالة خطية، من أمير قطر، تتضمن دعوته لزيارة الدوحة، في أكبر تطور على مستوى العلاقات بين البلدين منذ المصالحة.
المصدر:الاناظول
الصحة الايرانية ستتسلم 48 مليون جرعة من لقاح كورونا المحلي لغاية سبتمبر
اعلن رئيس لجنة تنفيذ أمر الامام الخميني (رض) انه سيتم تسليم 48 مليون جرعة من لقاح"إيران بركت" المضاد لكورونا إلى وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الايرانية لغاية شهر سبتمبر/ايلول المقبل.
في تصريح صحفي على هامش مراسم تدشين شبكة ايصال مياه الشرب الى 500 قرية في البلاد اليوم الثلاثاء قال محمد مخبر: كما وعدنا، سننتج ثلاثة ملايين جرعة من لقاح "إيران بركت" في شهر يونيو/حزيران، وقد تم حتى الآن تحضير أكثر من مليون جرعة من اللقاح، وبحلول نهاية شهر يونيو/حزيران ، سيصل هذا الإنتاج إلى ثلاثة ملايين جرعة.
واضاف رئيس لجنة تنفيذ أمر الامام الخميني (رض) : في شهر يوليو/تموز المقبل سنجهز نحو ثمانية ملايين جرعة من لقاح كورونا ونسلمها لوزارة الصحة، وفي أغسطس/آب ستصل هذه الكمية إلى 12 مليون جرعة، وفي سبتمبر/ايلول القادم من المرجح أن يصل إنتاج لقاح "كوف إيران بركت: إلى مابين 20 إلى 25 مليون جرعة.
واكد مخبر على ضرورة البدء بحملة التطعيم العام في أسرع وقت ممكن، وقال: إن حياة البشر مهمة للغاية وليس من المنطقي إطلاقا إبقائها معلقة، في كل لحظة يمكن فيها تحضير لقاح ، يجب أن يتم إعداده وإتاحته للمواطنين.
وأوضح أنه إذا استطاع المسؤولون تلبية احتياجات البلاد عن طريق الاستيراد، فسنقوم أيضًا بتصدير هذا اللقاح.
المصدر:فارس
الدعاء والكسل
لا يتصوّر أحد بأنّ الدعاء والتوسّل ليس له دور في حياة شعب يمرّ بمرحلة إعمار بلاده، بل أقول إنّه لابدّ لشعب أمامه طريق شاق وطويل ويهدف إلى إنجاز عمل عظيم أن يفتح لنفسه باباً واسعاً للدعاء والتضرّع وطلب العون من الله إلى جانب العمل الجاد والسعي الحثيث.
ولهذا نرى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) كانوا يمدّون يد التوسّل والدعاء ويلتجئون إلى الله سبحانه وتعالى في الحروب وفي ساحات الخطر، وعند القيام بالأعمال الكبيرة واتخاذ المواقف المهمة، فهل بإمكان أحد أن يقول بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمين في الصدر الأول لم يبذلوا الجهود المضنية من أجل أداء مسؤولياتهم؟
وهل توجد مساعي وجهود أكبر من المساعي والجهود التي بذلها اُولئك المؤمنون؟ فالعشر سنوات التي تولّى فيها النبي (صلى الله عليه وآله) زمام الأُمور في المجتمع الإسلامي كانت مليئة بالجهود الجادّة والمساعي الحثيثة.
وإلى جانب تلك الجهود والمساعي التي كان يبذلها النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمون، كان للدعاء والتوسّل والاستغفار والإنابة مكانة خاصّة في حياتهم.
إذن، فالسبيل الوحيد الذي تستطيع الاُمة من خلاله تحقيق النجاح في حياتها هو تعزيز وتوطيد العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
فإذا أرادت الاُمّة إنجاز الأعمال الكبيرة لا بدّ لها من طلب العون والمدد من الله، وإذا ما أرادت إزالة الخوف مـن الأعـداء فيجب عليها أن لا تخشى أحداً إلاّ الله؛ لأن مصائب الشعوب ناشئة ــ كما تعرفون ــ من خشيتها وخوفها من القوى الإستكبارية والأشقياء وقطّاع الطرق الدوليين، والاُمّة تبدأ بالسقوط في منـزلق الذلّة والهوان عندما يتسرّب الخوف إلى قلبها من أصحاب القوة والأشقياء في العالم.
وهذا الأمر لا يقتصر على أبناء الاُمّة فحسب، بل إذا تسرّب الخوف من القوى الكبرى إلى قلوب مسؤوليها وأولياء الاُمور فيها، فسوف تكبّل أيديهم وأرجلهم ولا يستطيعون القيام بأيّ تحرّك من أجل خدمة شعوبهم، والسبيل الوحيد لتقدّم أيّ شعب وتمكينه من الاستغلال الصحيح لقابلياته وطاقاته الذاتية ينحصر في عدم خوفه وخشيته من القوى الطاغوتية وقطاع الطرق الدوليين.
ولكي لا يخشى الإنسان من القوى الكبرى يجب عليه تركيز الخوف من الله تبارك وتعالى في نفسه، فالقلب المليء بالخوف من الله والعامر بحبّ الله عزّ وجلّ لا يتسرّب إليه الخوف والرعب من أيّة قوّة في العالم مهما تعاظمت، وهذه هي الفائدة الحقيقية المترتّبة على الدعاء والتوسّل إلى الله.
والسرّ الكبير في نجاح إمامنا الراحل رضوان الله عليه الذي وقف كالجبل الشامخ بوجه القوى الكبرى ـ كما كنتم ترون ـ يتمثّل في علاقته الوطيدة مع الله سبحانه وتعالى([1]).
الدعاء والكسل
إذن ينبغي أن لا يكون الدعاء ذريعة ومدعاة للكسل، أو أن يهمل الإنسان العلم والأسباب المادّية وقانون العلّية، فالدعاء ليس في عرض هذه الاُمور وإنّما هو في طولها.
وغالباً ما تكون مهمة الدعاء هي توفير كلّ هذه الاُمور.
وأمّا بالنسبة للمعجزة والّتي قد تحدث في بعض المرّات، فلها موضوعها المستقل، وهو من موارد الاستثناء، وفي غير موارد الاستثناء فإن مهمة الدعاء كما أشرنا هي تهيئة وإعداد الأسباب والمستلزمات الّتي لابدّ من وجودها في الحالات الاعتيادية، فعندما يطلب أحدكم من الله أن يتمّ العمل الفلاني مثلاً، والّذي أنتم بحاجة إليه، فلابدّ وأن تكونوا قد استنفذتم قواكم لتحقيقه إلى جانب الدعاء، وإذا أحسستم بالكسل فعليكم أن تدعو الله تعالى أن يطرد عنكم هذا الكسل، ولكي يطرد عنكم الكسل لابدّ لكم من إرادة وعزم وإصرار على تركه.
إذاً هنا يوجد سبب طبيعي وآخر مادّي وهو العزم والإرادة، ولا يتصوّر أحدكم أنّ الله تبارك وتعالى سوف يقضي حاجاتنا بمجرّد أن نجلس في بيوتنا وندعوه تعالى من دون أن نحرّك ساكناً أو نقوم بشيء أو نصمّم على القيام بشيء، فهذا لا يمكن أن يكون أبداً، إذاً الدعاء يجب أن يكون إلى جانب العمل ومع العمل.
ومن هنا نجد أنّ كثيراً من الأعمال لا تكلّل بالنجاح، من دون الدعاء، فإذا ما دعا الإنسان تكلّلت جهوده بالنجاح ووفّق لما كان يطمح إليه([2]).
الدعاء من كلمات الإمام الخامنئي (دام حفظه)
([1]) المناسبة: لقاؤه بجمع من عوائل الشهداء والأهالي - الزمان والمكان: 7 ذو الحجة 1414 ﻫـ ق ـ طهران - الحضور: مجموعة من عوائل الشهداء والأهالي من مختلف مدن إيران.
([2]) المناسبة: خطبتي صلاة الجمعة - الزمان والمكان: 17/رمضان/ 1415ﻫ ـ ق ـ طهران - الحضور: جمع من المصلين.
الثبات على الصبر
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلی ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّی أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ولَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾([1]).
إشارات:
- "كلمات"، هي السنن الإلهية: «ولَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ»([2]).
- يشکّل التاريخ مصدراً لمعرفة الحوادث، ولا بدّ من أخذ العبر والدروس من تلک الحوادث من قبيل صبر وجَلَد الأنبياء الماضين وهلاک الأقوام المختلفة التي کذّبت رُسُلها مثل هود وصالح ولوط. إنّ لله سبحانه وتعالی سنناً في الأرض تتمثّل في إرسال الرسل والأنبياء إلی مختلف الأمم والأقوام ليختاروا بملء إرادتهم طريق الهداية أو الضلال، فيعذّب الکافرين بکفرهم ويمدّ الأنبياء والمرسلين بمددٍ من عنده.
- لقد أوجب الله تعالی علی نفسه في آيات متعدّدة دعم ونصرة القادة المؤمنين وأتباعهم الصابرين، من هذه الآيات نذکر:
* «كَتَبَ اللهُ لَاغْلِبَنَّ أَنَا ورُسُلِي»([3]).
* «وكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»([4]).
* «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا»([5]).
* «ولَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ»([6]).
التعاليم:
١- لم يکن طريق الحقّ يوماً سهلاً معبّداً، فأهداف الأنبياء لم تتحقّق إلّا من خلال تحمّل الصعاب والشدائد، «فَصَبَرُوا عَلَی مَا كُذِّبُوا».
٢- من أهمّ أساليب المقاومة إزاء الشدائد والمحن استعراض المدد الإلهي، «فَصَبَرُوا... حَتَّی أَتَاهُمْ نَصْرُنَا».
٣- لم يکن القادة ينتظرون الطاعة والقبول من الجميع، «كُذِّبُوا».
٤- النصر معقود بناصية الصبر، «فَصَبَرُوا... حَتَّی أَتَاهُمْ نَصْرُنَا»، يبشّر الله الصابرين بالنصر.
٥- لا يألو الأعداء جهداً لمحاربة الحقّ، سواء أکان ذلک بالتکذيب أو التعذيب، «كُذِّبُوا وأُوذُوا».
٦- الثبات علی الصبر عامل نزول النصر والرحمة الإلهية، «فَصَبَرُوا... حَتَّی أَتَاهُمْ نَصْرُنَا».
٧- النصر للحقّ، «أَتَاهُمْ نَصْرُنَا».
٨- السنن الإلهية ثابتة لا تتغيّر، والله لا يخلف وعده، «ولَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ».
٩- لکلّ منّا نماذج مشابهة له في التاريخ عليه أن يبحث عنها، يخاطب الله تعالی نبيه الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم بالقول: «ولَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ».
١٠- يجب أن نتذکّر جهود وآلام الماضين بالتقدير والاحترام، «ولَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ».
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي
([1]) سورة الأنعام: 34
([2]) سورة الصافات، الآيات ١٧١ - ١٧٣.
([3]) سورة المجادلة، الآية ٢١.
([4]) سورة الروم، الآية ٤٧.
([5]) سورة غافر، الآية ٥١.
([6]) سورة الحج، الآية ٤٠.
الأسرى الإسرائيليون لدى حركة حماس (إطار)
تحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، أما الآخران، فقد دخلا غزة في ظروف غير واضحة.
عاد الحديث عن الأسرى الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في قطاع غزة، إلى واجهة الأحداث، عقب ربط إسرائيل، السماح بإعادة إعمار قطاع غزة، بإطلاق سراحهم.
وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، أما الآخران، فقد دخلا غزة في ظروف غير واضحة.
ولا تفصح الحركة عن مصير المحتجزين الأربعة، أو وضعهم الصحي.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، خلال زيارته إلى القاهرة، الأحد "خلال المحادثات سأركز على التزام إسرائيل فوق كل الاعتبارات، على إعادة جنودنا ومواطنينا الموجودين في قبضة حماس".
وجاءت زيارة أشكنازي إلى القاهرة في إطار المساعي التي يجريها الجانب المصري لتثبيت وقف إطلاق النار غير المشروط بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، الذي بدأ سريانه في 21 مايو/أيار المنصرم أي بعد 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووفق قناة "كان" العبرية الرسمية، تشترط تل أبيب إعادة الإسرائيليين الأربعة، قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني وتحاصره إسرائيل منذ صيف 2006.
والأحد، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المطالبة الإسرائيلية باستعادة الجنود والمدنيين المحتجزين في قطاع غزة في أقرب وقت"، كما نشر عبر حسابه على تويتر.
أما حركة "حماس"، فترفض الربط بين عملية الإعمار وتبادل الأسرى، وتصر على إجراء صفقة وفق شروطها المتمثلة بتحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وفيما يبدو، كرد على تصريحات القادة الإسرائيليين، قال يحيى السنوار، زعيم الحركة في غزة، للصحفيين، الإثنين: "سجلوا على مقاومتكم (..) رقم 1111 ستذكرون هذا الرقم"، دون توضيحات إضافية، لكنه بدا وكأنه رقم الأسرى الفلسطينيين الذين تسعى الحركة لتحريرهم مقابل إطلاق سراح الإسرائيليين الأربعة.
من هم الأسرى الأربعة:
**شاؤول آرون:
بحسب مصادر إسرائيلية، ولد شاؤول آرون في 27 ديسمبر/كانون الأول 1993، وأقام في مستوطنة بوريا في منطقة الناصرة (شمال).
والتحق آرون بصفوف الجيش الإسرائيلي، وعمل في لواء النخبة على الحدود مع قطاع غزة.
وشارك في الحرب على غزة عام 2014.
وأسر مقاتلو كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، آرون في عملية ضد الجيش الإسرائيلي شرقي حي التفاح شرق غزة، وقعت بتاريخ 20 يوليو/تموز 2014، وأسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا.
ولم تعلن إسرائيل عن أسر الجندي، إلا عقب إعلان "كتائب القسام" عن ذلك، في شريط بثه الناطق باسمها "أبو عبيدة"، حيث نشر رقمه العسكري.
وتقول إسرائيل، إن أورون قُتل، لكن عائلته ترفض قبول هذه الرواية.
ومنذ أسره، وحتى الآن، لم تقدم حركة حماس أي معلومات خاصة به.
**الجندي هدار غولدن
ولد الجندي هدار غولدن، يوم 18 فبراير/شباط 1991.
ويحمل غولدن رتبة ملازم ثاني، بلواء جفعاتي في الجيش الإسرائيلي، وهو نجل ابن خال موشي يعلون، وزير الجيش الإسرائي السابق.
وأسرت حركة حماس غولدن، في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، في 1 أغسطس/آب 2014، أثناء الحرب.
وعلى النقيض من تعاملها مع أسر شاؤول أورون، لم تعلن حركة حماس اختطاف غولدين فورا؛ لكنها عادت واعترفت بمسؤوليتها عن ذلك عقب انتهاء الحرب.
وعلى غرار سابقه، لم تقدم "حماس" أي معلومة خاصة بالجندي غولدن حتى الآن.
وارتكبت إسرائيل مجزرة في رفح، ردا على عملية الاختطاف، حيث نفذت قصفا عشوائيا على منازل المواطنين، أسفر عن استشهاد أكثر من مائة فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
**أفيرا منغستو
ولد أفيرا منغستو في إثيوبيا بتاريخ 22 أغسطس/آب 1986.
وهاجرت عائلته إلى إسرائيل، وهو بعمر 5 سنوات وأقامت في مدينة عسقلان.
وبحسب منظمة "مسلك" الإسرائيلية، الخاصة بالدفاع عن حرية الحركة، فقد اجتاز منغستو السياج الفاصل بين إسرائيل وشمالي قطاع غزة، في 7 سبتمبر/أيلول 2014.
ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره.
وتقول عائلته إنه مضطرب نفسيا، حيث تم تسريحه في مارس/آذار 2013 من الخدمة العسكرية لهذا السبب.
واتهمت عائلته، الحكومة الإسرائيلية، مرات عديدة، بتعمد إهمال ابنها، وعدم المطالبة بإعادته، لأسباب عنصرية، كونه أسود البشرة، ومن أصول إثيوبية.
وقالت كتائب القسام، في تصريح صحفي، في يوليو/تموز 2019 إن إسرائيل لم تطالب بإعادة "منغستو"، من خلال الوسطاء الذين تحدثوا معها بشأن المحتجزين.
**هشام السيد
تذكر مصادر عربية، في الداخل الفلسطيني أن هشام السيد (فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية)، كان يقطن قرية الحورة بالنقب، وكان يبلغ من العمر، حين احتجازه 29 عاما.
وبحسب منظمة "مسلك" الإسرائيلية، فقد دخل السيد إلى قطاع غزة في 20 إبريل/نيسان 2015، عبر ثغرة في السياج الفاصل بين إسرائيل وشمالي القطاع، دون أن يعرف شيء عن مصيره منذ ذلك الحين.
وتذكر المصادر في الداخل الفلسطيني أن السيد أنهى دراسته الثانوية، وتطوع للخدمة بالجيش الإسرائيلي في أغسطس/آب 2008، ولكن تم تسريحه في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 لأنه "غير مناسب للخدمة".
المصدر:الاناظول