emamian

emamian

على وقع مشهد ضبابي وبشكل مفاجئ اعلنت السلطات الاردنية تنفيذ عملية امنية واسعة شملت اعتقال عدد من كبار المسؤولين في البلاد وسط انباء عن اعتقال بعض من افراد الاسرة المالكة، وسط تسريبات من وسائل اعلام غربية عن وجود مؤامرة تضم زعماء قبائل ومسؤولين في اجهزة امنية. 

رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي اكد السلطات اعتقلت المبعوث السابق الخاص للملك الى السعودية حسن بن زيد، والرئيس السابق للديوان الملكي باسم ابراهيم عوض الله وآخرين وذلك في اطار التحقيقات الشاملة التي سيعلن عن نتائجها بكل شفافية ووضوح.

هيئة الاركان المشتركة قالت ايضا عبر بيان انه تم الطلب من الأخ غير الشقيق للملك الأردني الأمير حمزة بالتوقّف عن تحرّكات تُوظّف لاستهداف استقرار الأردن، نافية انباء سابقة عن وضعه تحت الاقامة الجبرية، الا ان الأمير حمزة بن الحسين ظهر عبر تسجيل مصور وقال إنه قيد الإقامة الجبرية وإن حراسه الشخصيين اعتقلوا، واضاف انه ليس سبب الخراب والدمار الذي مس مؤسسات الدولة وانه تلقى تعليمات بعدم التواصل مع الخارج، وشدد على انه ليس جزءا من اي مؤامرة اجنبية وأنه لم يكن ضمن أي مؤامرة، منددا في الوقت نفسه بنظام الحكم ووصفه بأنه فاسد.

وخارج الاردن توالت ردود الافعال المؤيدة للملك عبد الله الثاني وابرزها جاء من الولايات المتحدة الاميركية، حيث اعلنت وزارة الخارجية ان واشنطن تتابع عن كثب التقارير الواردة من الاردن، واكدت ان الملك عبدالله شريك رئيسي والولايات المتحدة تدعمه بشكل كامل.

عربيا اكدت السعودية والبحرين ومصر والعراق وقطر وغيرها عن وقوفهم التام الى جانب الاردن ومساندتهم الكاملة للملك عبدالله الثاني ولقراراته والاجراءات التي يتخذها لحفظ امن واستقرار المملكة.

المصدر:العالم

 

  • الكاتب: هيئة تحرير "وول ستريت جورنال"
  • المصدر: وول ستريت جورنال

 

إن الاتفاق الإيراني الصيني يساعد إيران على تفادي العقوبات الأميركية، وسيخفف ضخ السيولة الصينية من الضغط الاقتصادي على طهران.

  • ظريف ونظيره الصيني بعد التوقيع على الاتفاقية الثنائية في العاصمة طهران (أ ف ب).

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في افتتاحيتها إن أي شخص اعتقد أن العالم سيكون أكثر وداً وحماسة لمصالح الولايات المتحدة بمجرد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشهد قد تلقى تنبيهاً قاسياً في الشهرين الماضيين. وأوضحت أن أحدث دليل على ذلك هو الاتفاق بين الصين وإيران الذي وقع في نهاية الاسبوع والذي يشكل مثالاً على اتحاد خصوم الولايات المتحدة لتعزيز طموحاتهم الاستراتيجية.

وأضافت هيئة تحرير الصحيفة أن الجانبين الصيني والإيراني قد وقعا على ما وصفاه بـ"شراكة إستراتيجية" لمدة 25 عاماً والتي ترقى إلى تعميق العلاقات بشكل كبير.غفالصين ستستثمر مئات عدة من ملايين الدولارات في مجموعة متنوعة من المشاريع الإيرانية بما في ذلك الطاقة النووية والموانئ وتطوير النفط والغاز. في المقابل ستحصل الصين على إمدادات ثابتة من النفط الإيراني. وسيعمّق الطرفان تعاونهما الدفاعي حيث ستنقل الصين لطهران بعض التكنولوجيا العسكرية.

وانتقدت الصحيفة المدافعين في الإدارة الأميركية عن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذين يقولون إن الاتفاق الصيني الإيراني لا يغير في الوضع القائم، وبالتالي لا ينبغي أن يؤثر على تقرّب الولايات المتحدة من إيران. وقالت إنه يجب عدم تصديق هؤلاء، فهذه الصفقة الكبيرة تعزز المصالح الاستراتيجية لكلا الجانبين  على حساب الولايات المتحدة وعلى حساب الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأوضحت أن هذا الاتفاق يساعد إيران على تفادي العقوبات الأميركية، وسيخفف ضخ السيولة الصينية من الضغط الاقتصادي على حكام إيران. إذ سيكون لإيران مشترٍ لفترة طويلة لصادراتها النفطية التي خفضتها العقوبات الأميركية. إن دخل النقد الأجنبي، إذا كانت هذه هي الطريقة التي يتم بها سداد مدفوعات الصين عن الصادرات النفطية، فسوف يموّل الحرس الثوري الإسلامي والقوات الحليفة في اليمن وسوريا والعراق.

يوسّع نفوذ الصين في الشرق الأوسط الذي تريده للوصول إلى الطاقة والمواد الخام بالإضافة إلى زيادة نفوذها الاقتصادي. كما كانت الصين تغازل السعوديين ودول الخليج بإغراءات اقتصادية. ونظرًا لأن ثورة النفط الصخري جعلت الولايات المتحدة أقل اعتمادًا على نفط الشرق الأوسط فإن مصدري النفط هؤلاء يحتاجون للوصول إلى السوق الصينية. وإذا كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير موثوقة فيمكن لهذه الدول أن تضع رهاناتها مع الصين.

وأضافت "وول ستريت جورنال" أن البلدين سينشئان أيضاً بنكاً صينياً إيرانياً بهدف التهرب من هيمنة الدولار الأميركي في التجارة العالمية التي تمنح العقوبات الأميركية فعاليتها. إن كسر قبضة الدولار على التجارة والتمويل العالميين هو هدف رئيسي لروسيا والصين وإيران حيث تعتقد الصين أن الإسراف المالي للولايات المتحدة يعرّض دور الدولار كعملة احتياطية للعالم للخطر، ويريدون من اليوان الصيني أن يحل محله.

ورأت الصحيفة الأميركية المحافظة أن الاتفاق سيوسع نفوذ الصين في الشرق الأوسط الذي تريده بكين للوصول إلى الطاقة والمواد الخام بالإضافة إلى زيادة نفوذها الاقتصادي. كما كانت الصين تغازل السعوديين ودول الخليج بإغراءات اقتصادية. ونظراً لأن ثورة النفط الصخري جعلت الولايات المتحدة أقل اعتماداً على نفط الشرق الأوسط، فإن مصدري النفط هؤلاء يحتاجون للوصول إلى السوق الصينية. وإذا كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير موثوقة فيمكن لهذه الدول أن تضع رهاناتها مع الصين.

وأضافت: كما تعقد العلاقات بين الصين وإيران المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. يريد بايدن وأوروبا أن تعود إيران إلى الاتفاق النووي، لكن إيران المدعومة من الصين ستكون أقل عرضة للضغوط للقيام بذلك. والشيء نفسه ينطبق على مساعدة حلفائهم الحوثيين الذين يريدون السيطرة على اليمن. إذ يمكن للصين وروسيا منع أي محاولة لممارسة المزيد من الضغط العالمي على إيران من خلال الأمم المتحدة.

وتابعت الافتتاحية: كل هذا يظهر حماقة الاعتقاد بأن السماح للخصوم بالسيطرة على مناطقهم سيكون له عواقب حميدة يمكن للولايات المتحدة تجاهلها. فالانعزاليون الأميركيون من اليمين واليسار يريدون منح روسيا والصين وإيران "مناطق نفوذ" في مقابل تراجع الولايات المتحدة. لكن كلما ازدادت قوتة هؤلاء الخصوم في مناطقهم، كلما زاد احتمال تعاونهم على نطاق عالمي لتقويض المصالح الاقتصادية والأمنية الأميركية. فكروا في تعاون إيران وروسيا في سوريا أو تهرب الصين وروسيا من عقوبات الأمم المتحدة لمساعدة كوريا الشمالية، أو عمل الصين وروسيا من خلال كوبا لدعم نظام فنزويلا.

يقول الرئيس الاميركي جو بايدن وفريقه من "الليبراليين الدوليين" إنهم يريدون إحياء النظام الدولي "القائم على القواعد" الذي يعتقدون أن ترامب قد فككه. إنه خيال ممتع. كان هذا النظام يتآكل مع صعود هؤلاء الخصوم الإقليميين، الذين بسطوا نفوذهم في ظل تراجع التحدي في عهد الرئيس باراك أوباما. إن المفهوم القائل بأن الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى متعددة الجنسيات التي تضم هؤلاء الخصوم ستفرض قواعد عالمية ضد حلفائهم المارقين تتناقض مع التجربة. فهم سوف يقوّضون تلك القواعد عندما يخدم ذلك مصالحهم.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن العالم قد أصبح أكثر خطورة بغض النظر عن آمال السيد بايدن. فكوريا الشمالية تطلق الصواريخ مجدداً والصين تهدد تايوان بشكل أكثر عدوانية، وإيران تزيد انتهاكاتها النووية، وروسيا تواصل تقويض أهداف الولايات المتحدة أينما استطاعت. وبينما ينشغل فيه بايدن بـ"تحويل" الاقتصاد الأميركي، فإن العالم يتغير كذلك، وليس بطريقة جيدة. وإذا أراد بايدن استعادة النظام العالمي القائم على القواعد، فسيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها القيام بذلك. ويمكنهم البدء بالتخلي عن الأوهام ازاء مخططات خصومهم.

نقله إلى العربية: الميادين نت

 

 

يعد البصل مكونا أساسيا في المئات من وصفات الطبخ، فماذا يحدث عندما يدخل إلى جهازنا الهضمي؟

وتقول صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية إن الأغلبية تقريبًا يتفقون على أن السلَطات لا يمكن أن تكون كاملة من دون البصل، وينطبق الأمر نفسه على طبخة العدس والفاصولياء والصلصة.

اقرأ أيضا

القرفة والبابريكا والكركم والكمون والزنجبيل.. توابل صحية تفيد جسمكتناول الثوم والبصل يوميا يحمي النساء من سرطان الثديعصير البصل الطارد للبلغم لعلاج السعال.. ولكن احذر الآثار الجانبيةلماذا تسيل دموعنا عند تقطيع البصل؟

ورغم كره البعض للبصل ورفضهم تناوله بشكل مطلق، فإنه يبقى واحدا من المكونات الموجودة في قلب وروح فن الطبخ، والناس يأكلونه كل يوم دون أن يشعروا بذلك، بما أنه يدخل ضمن عدد كبير من الوصفات الشهية التي قد تكون صحية أو غير صحية حسب بقية مكونات الطبق وطريقة التحضير.

وتساءلت الصحيفة عن مختلف تأثيرات البصل على الجسم، خاصة أنه يجعل الجسم يفرز الدموع بشكل لا إرادي عند تقطيعه بالسكين ورميه في قدر الطبخ. وهو ما يثير فضول الكثيرين لفهم العلاقة بين البصل وجسم الإنسان.

فماذا يحدث للجسم عند تناول البصل؟

1- تتحسن صحة الأمعاء

للبصل تأثيرات إيجابية على البكتيريا الموجودة في هذا الجزء من أجسامنا. إن البصل غني بالبروبيوتيك prebiotics، وهي ألياف غذائية تغذي البكتيريا المفيدة الموجودة في جهازنا الهضمي وتجعله في حالة أفضل. وتوجد هذه المادة عادة في الخضر والغلال والحبوب الكاملة التي يصعب على الجسم هضمها، لذلك تمر عبر مختلف مراحل الجهاز الهضمي وتتغذى منها البكتيريا المعوية.

2- تتحسن المناعة

أظهرت دراسة علمية أن البروبيوتيك تحسن أيضا وظائف الجهاز المناعي، وهذا يعني أن تناول البصل سوف يكون مفيدا في حماية الجسم من العدوى والالتهابات التي يخشاها الجميع الوقت الحالي.

3- يستفيد القلب

البصل غني بمضادات الأكسدة، وبشكل خاص يتميز البصل الأحمر باحتوائه على مادة الأنثوسيانين anthocyanins التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل. وقد أظهرت دراسة نشرت عام 2013 أن النساء اللواتي كن يستهلكن كمية أكبر من الطعام الغني بالأنثوسيانين كانت لديهن احتمالات المعاناة من النوبات القلبية أقل بنسبة 32% من اللواتي نادرًا ما يستهلكن هذا النوع من الطعام.

4- قد يسبب حرقة المعدة

تنبه الصحيفة إلى أن من يعانون من حرقة المعدة أو الارتجاع المريئي قد لا يكون تناول البصل هو أفضل الخيارات الغذائية بالنسبة لهم. فالبصل يزيد من احتمالات المعاناة من حرقة المعدة، لذلك يجب تناوله بكميات قليلة.

5- يزداد الشعور بالانتفاخ

هضم البصل ينتج غازات تجعل الإنسان يشعر بالانتفاخ والحاجة للتخلص من الغازات عبر التجشؤ وإطلاق الريح. وعند تناول البصل قبل النوم، يمكن أن يعاني الإنسان من الإزعاج خلال الليل ويضطر للاستيقاظ عدة مرات.

المصدر : الكونفدنسيال الإسبانية

 

طهران وقّعت عملياً على خاتمة العقوبات الأميركية والغربية، حين بدأ الحديث عن استثمارات تزيد على 400 مليار دولار في المشروعات الإيرانية.

  • تشمل الاتفاقيَّة توظيف الشركات الصينية في تطوير قطاع النقل بمختلف مساراته.

إنَّ اتفاقيّة التعاون الشامل بين إيران والصين تتخطّى فكرة أنَّ دولة مثل إيران تتعرَّض لحصار جائر، وتستعين بدولة كبرى لمساعدتها في كسره، كما أنَّ الاتفاقية أكبر بكثير من كونها شهادة حسن سلوك وتتويجاً لنصف قرن من العلاقات الدبلوماسية بين بكين وطهران. 

ترقى الاتفاقية في بعض جوانبها إلى مستوى المعاهدة في أبعادها السياسية، لجهة تأمين المصالح الصينيّة وجلب التّنين الصيني إلى سواحل الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي لمواجهة الحمار والفيل الأميركيين. 

تشمل الاتفاقيَّة توظيف الشركات الصينية في تطوير قطاع النقل بمختلف مساراته. يبدأ المشروع الاستراتيجي بتطوير ميناء تشابهار في أقصى الجنوب الشرقي من إيران، وتحويله إلى ميناء عالمي يضاهي موانئ دبي ونيويورك وسان فرانسيسكو. وفي خطوة لاحقة، ستعمل الصين على تطوير ميناء بندر عباس في جنوب إيران، وربط الميناءين بشبكة من الطرق السريعة وسكك الحديد مع أقصى شمال البلاد، بطول يزيد على 1800 كم. 

يقع بندر عباس وتشابهار على مسار الحزام الجنوبي الممتد من شنغهاي إلى جنوب أفريقيا، والفكرة الصينيّة – الإيرانية تقوم على أساس ربط هذا الحزام الناقل في الجنوب بأقصى الشمال، واندماجه بطريق الحرير الممتد من شمال غرب الصين، مرورواً بباكستان وجندب القوقاز، على أن يؤدي إلى شرق أوروبا عبر تركيا. 

في قطاع الصناعات البتروليَّة، ستكون الصين بمأمن من أية عواصف اقتصادية وعقوبات بعد أن ضمنت استمرار تدفق الصادرات النفطية الإيرانية إليها لربع قرن. في المقابل، ستباشر الصين بتطوير الصناعة البترولية في إيران المنهكة بسبب العقوبات المستمرة منذ عشرات السنين. 

 والأهم في الجانب الاقتصادي من الاتفاقية، هو ما ورد في البند الأخير من إشارة إلى أن إيران ستنضم إلى النظام المالي الدولي الذي تعمل الصين على إنشائه، بعيداً من المنظومة المالية الغربية التي تمثل العصا الضاربة لكلّ من ينتهك العقوبات المفروضة على الدول المناهضة للسياسات الأميركية. 

 وإضافة إلى النقلة الكبيرة التي ستحدثها التكنولوجيا الصينية في قطاع المعلومات والتقنيات السايبيرية في إيران بإدخال تكنولوجيا الجيل الخامس، تضمّنت الاتفاقية إعلان كلا البلدين عزمهما على التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية على المستويين الإقليمي والدولي، ولا سيما ما يتعلّق بمحاربة الإرهاب. 

إيران وعقدة الربط الآسيوية الأوروبية

نصَّت الاتفاقية على أنَّ إيران ستشارك في توسيع إطار "الحزام والطريق" على المستوى الإقليمي، أي أنها لن تكون مجرد دولة من بين عشرات الدول التي تقع على مسار "الحزام والطريق"، فهي ستكون محطة أساسية في هذا النهج الاقتصادي العالمي، وستكون من المساهمين في إعادة بناء الاقتصاد الدولي الذي أنهكته جائحة كورونا، وذلك عبر تقليص المسافة من منشأ الصادرات الصينية إلى المقصد في أوروبا وعبر البحر المتوسط. 

بمعنى آخر، إنّ موقع إيران الجغرافي يمثل العصب الرئيسي في مسار "الحزام والطريق"، فهي ستكون حلقة الوصل مع مشروعين تطمح إليهما الصين التي تجري مباحثات معمقة مع كل من العراق والكويت لإنشاء القناة الجافة التي ستصل رأس الخليج، بدءاً من ميناءي الفاو ومبارك، بسواحل بانياس السورية وطرابلس اللبنانية.

الموقف الأميركي من الاتفاقية الصينيّة - الإيرانيّة

إنّ الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون واتفاقهما على مواجهة المشروع الصيني، إنما ينطوي على إدراك المنظومة الغربية بأن الصين اتخذت "خطوة عدائية"، وأن بكين صارت تستهدف العقيدة الاقتصادية الغربية ومسرح المصالح الغربية في منطقة غرب آسيا. 

في ما يبدو أن الديمقراطيين يسعون إلى تبريد الجبهات التي ورثوها من سلفهم ترامب، لا يبدو أنهم في موقع الرد على إيران التي "انتهكت" حزمة كبيرة من الخطوط الحمراء من وجهة النظر الأميركية. 

في الواقع، إن إيران التي وقّعت الاتفاقية مع الصين إنما وقّعت عملياً على خاتمة العقوبات الأميركية والغربية، حين بدأ الحديث عن استثمارات تزيد على 400 مليار دولار في المشروعات الإيرانية، فالجمهورية التي أُريد لها أن تُحشر في زاوية حلبة الملاكمة بعد توقيع الاتفاق النووي، وأن تُوجَّه الضربات إليها كلَّما حاولت الخروج منها، تمكّنت الآن بالفعل من الإفلات، وعادت إلى الميدان، وهي تستعدّ لجولة جديدة من الصراع. 

 اقتصاد الدولة يتحدّى الاقتصاد الليبرالي الإمبريالي

إن نجاح التحالف الصيني الإيراني، وفي الخلفية روسيا، سيسفر عنه إنتاج نظرية مختلفة في إدارة الاقتصاد العالمي، لأن نجاح جمهورية الصين الشعبية في مشروع "الحزام والطريق"، يعني نجاح اقتصاد الدولة وهزيمة الاقتصاد الليبرالي، وهو ما حذّر منه المنظّر الأميركي هنري كيسنجر مؤخراً. 

لذلك، إن نجاح اقتصاد الدولة وتفوّقه في قيادة مجموعة اقتصادية تضم عشرات الدول هو في الحقيقة نسف لعقيدة قامت عليها المؤسسة الإمبريالية الغربية التي شنّت حربين عالمتين إلى جانب 50 حرباً وعدواناً خلال الأعوام المئة الماضية، وذلك دفاعاً عن فكرتها التي وضعت رؤيتها السياسية والثقافية لقيادة العالم بموجبها.  

وفقاً لهذا المتغيّر القيمي والفكريّ، ستكون الولايات المتحدة قريباً في مواجهة حقيقة قاسية وحالات تمرّد من دول مثل العراق والكويت وتركيا، متحالفة سياسياً مع المعسكر الأميركي، حين تجد أنَّ ازدهارها يقوم على أساس التكامل مع مسار "الحزام والطريق". 

تبعاً لذلك، أعتقد أن الكثير من مفاهيم الأمن الاستراتيجي للغرب سيتغير بالكامل، من قبيل أمن الخليج وأمن المضائق وتأمين مصادر الطّاقة، بعد أن وصل التنين الصيني إلى سواحل الخليج، لتحلّ محله رؤى العمل الجماعيّ، وسيصبح التوجّه شرقاً حاجة مادية وروحية، بعد أن امتلك الشرق التكنولوجيا إلى جانب القيم المعنوية والحضارية. 

المصدر:المیادین

اشار قائد الثورة الاسلامية آية السيد علي الخامنئي الى خطة العدو المستمرة لزرع اليأس لدى الشباب وحرفهم عن نهج الثورة، مؤكدا بانه لا ينبغي السماح لوساوس العدو بان تؤثر في الشباب ويستغلهم لخدمة مصالحه.

وقال سماحته في تصريحاته التي نشرت اليوم الثلاثاء خلال افتتاح مؤتمر احياء ذكرى شهداء محافظة يزد، والذي كان قد ادلى بها خلال استقباله المعنيين بتنظيم المؤتمر قبل اسبوعين: ان الشهداء في عالم البرزخ لهم حياة خاصة وان رسالتهم المهمة للذين يواصلون دربهم هي التبشير بان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

واضاف: ان حوافز الشهداء للحضور في ساحة الجهاد مثلما ورد في وصاياهم هي دعم الثورة والامام والتزام النسوة بالحجاب ودفع شر العدو وتمهيد الطريق للوصول الى الاهداف المتوخاة حيث ينبغي الحذر كي لا يتم رفض هذه الاهداف والمساس بها من قبل بعض الافراد.  

واشار الى خطة العدو المستمرة لتيئيس الشباب او حرفهم عن نهج الثورة واضاف: لا ينبغي السماح بان تؤثر وساوس العدو على الشباب واستغلالهم لخدمة مصالحه.

واكد سماحته ضرورة تسجيل ذكريات آباء وامهات وزوجات الشهداء وقال: انه يجب تسجيل خصائص واجواء الاسر التي تربي ابناءها بهذا الحافز والايمان الرفيع.

واعرب عن اسفه ازاء بعض الافراد الذين يعيشون بامن وحرية في ظل الجمهورية الاسلامية لكنهم يعملون خلافا لدماء الشهداء الطاهرة وقال: انه ازاء هذه الممارسات يتوجب مضاعفة الجهود في طريق الحق والشهداء.

 

تحيي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ45 ليوم الأرض، وذلك من خلال سلسلة فعاليات يتخللها وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض، في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة.

وتتضمن الفعاليات التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية اللجان الشعبية وبلدات مثلث يوم الأرض، مسيرات في دير حنا وسخنين وعرابة عند الساعة الثانية والنصف، تتوج في مسيرة قطرية تستضيفها عرابة التي ستختتم في الساعة الرابعة والنصف بمهرجان مركزي في سوق المدينة.

وأهابت لجنة المتابعة بجماهير المجتمع العربي "بالمشاركة الواسعة، والالتزام بقرارات المتابعة بمنع كل المظاهر الحزبية، ورفع العلم الفلسطيني وحده، والشعارات التي تحددها لجنة المتابعة، لتكون ذكرى يوم الأرض لتعزيز بناء الوحدة الوطنية، ورصها وترسيخها".

وحيت المتابعة والفعاليات والقوى الوطنية والشعبية شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس- طولكرم الذي استُشهد على أرض الطيبة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين.

وأعلنت بلدية سخنين واللجنة الشعبية فيها، عن أن مسيرة سخنين ستنطلق من شارع الشهداء الساعة الثانية والنصف عصرا، إلى الناحية الشمالية الغربية للمدينة، وتعود إلى النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض لقراءة الفاتحة، وتكمل إلى عرابة للالتحام بالمسيرة هناك.

فيما أعلن مجلس دير حنا المحلي واللجنة الشعبية في القرية، "أنه في الساعة الواحدة سيزور وفد من القرية مدينة سخنين لوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، ثم وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء مدينة عرابة".

وتنطلق مسيرة دير حنا عند الساعة الثالثة والنصف عصرا، نحو مدينة عرابة، لتلتحم مع المسيرة المركزية.

وستجوب المسيرة المركزية الشارع الرئيسي في عرابة، نحو السوق، لتختتم عند الساعة الرابعة والنصف عصرا، بمهرجان وطني سياسي.

كما دعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، للمشاركة في برنامج الزيارات للقرى مسلوبة الاعتراف، صباح اليوم الثلاثاء، إذ يشهد برنامج فعاليات يوم الأرض، عددا من الزيارات الميدانية لقرى مهددة بالاقتلاع بالإضافة لمحاضرات وندوات ستنظم خلال الأسبوع.

ودعت اللجنة كذلك "الأحزاب والحركات السياسية والسلطات المحلية إلى إحياء هذه الذكرى ببرامج محاضرات توعوية وتثقيفيه"، مؤكدة أنها تدعو أهالي النقب "للمشاركة في برنامج يوم الأرض الذي أقرته لجنة المتابعة العليا في مدينة عرابه".

دعا التجمع الوطني الديمقراطي، امس الإثنين، إلى أوسع مشاركة شعبية في فعاليات الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الخالد، التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.

كما دعا التجمع إلى المشاركة وحضور برنامج "يوم الأرض الخالد" في مقر التجمع في مدينة حيفا الذي ينظمه التجمع الطلابي في جامعة حيفا ومعهد "التخنيون"، يوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء.

وحيت المتابعة والفعاليات الوطنية والشعبية شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس- طولكرم الذي استُشهد على أرض الطيبة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين.

 

أعلنت البحرين اليوم الثلاثاء، تعين خالد يوسف الجلاهمة، رئيسا للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى إسرائيل.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي لنظيره البحريني أن "قرار الحكومة البحرينية تعيين سفير لدى إسرائيل خطوة مهمة أخرى في تنفيذ اتفاق السلام وتعزيز العلاقات بين البلدين".

وتحدث أشكنازي مع وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني قبيل افتتاح سفارة البحرين في إسرائيل وتعيين أول سفير للمملكة لدى إسرائيل.

وأطلع وزير الخارجية البحريني الوزير أشكنازي على قرار الحكومة البحرينية فتح سفارة في إسرائيل وطلب موافقة أشكنازي على تعيين خالد يوسف الجلاهمة في منصب سفير البحرين لدى إسرائيل.

ورحب وزير الخارجية أشكنازي بقرار حكومة البحرين وشكر نظيره على صداقته الشجاعة وكذلك على شجاعة ملك البحرين وقيادته.

وأرسلت وزارة الخارجية البحرينية رسالة رسمية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بطلب الموافقة على السفير المعين، علما أن السفير المعين هو مدير إدارة العمليات في وزارة الخارجية البحرينية منذ عام 2017 وشغل منصب نائب سفير مملكة البحرين في الولايات المتحدة (2009-2013).

وأقر وزير الخارجية أشكنازي تعيين السفير الجلاهمة.

في الأسابيع المقبلة، سيصل فريق من البحرين إلى إسرائيل لإنشاء السفارة.

المصدر: RT

 

اعلن مساعد وزير الصحة الايراني للشؤون العلاجية قاسم جان بابائي، ان الانتاج الوفير للقاح كورونا سيبدأ في غضون الشهرين المقبلين ، لافتا الى تدشين 4 خطوط انتاجية في هذا الصدد.

واشار بابائي في تصريح اليوم الثلاثاء الى انتشار السلالة البريطانية لفيروس كورونا في انحاد البلاد، وقال: بحلول نهاية شهر رمضان، سيتم تطعيم عدد كبير من الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية ضد فيروس كورونا، وبعد شهرين مع الإنتاج الوفير للقاحات والتطعيم العام، يمكننا دعوة الناس بحرية أكبر لإعادة إقامة المراسم الوطنية والدينية.
واضاف مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية: تم إطلاق 4 خطوط إنتاج لقاح كورونا الإيراني وستتوفر منتجاتها للمواطنين قريبا.
واشار بابائي الى انه من السمات المهمة لفيروس كورونا هي المباغتة، اذ ان جميع دول العالم تعاني من التوتر والقلق  بسبب انتشار هذا الوباء.

 

عارف عبد البصير

 

 

 

 

"على مَن يريد أن يركب بحر النيل أن تكون لديه أشرعة منسوجة من الصبر"، هكذا كتب الروائي البريطاني الشهير الحائز على جائزة نوبل، وليام غولدنغ، قبل أكثر من ثمانية عقود، ويبدو أن مقولته تلك لا تزال صائبة إلى اليوم، وهي تنطبق بشكل خاص على طموحات إثيوبيا طويلة الأمد للسيطرة على النيل، بواسطة سد ضخم يُبنى فوق موقع مختار بعناية على النيل الأزرق، أهم روافد النهر الكبير.

 

في ضوء ذلك، لا يبدو مفاجئا أن نُشير إلى أن البدايات الأولى لمشروع سد الألفية، أو سد النهضة الإثيوبي الكبير كما يُعرف الآن، تعود إلى عقود طويلة سالفة، وتحديدا إلى منتصف القرن الماضي بين عامَيْ 1956-1964 حين قام مكتب الولايات المتحدة لاستصلاح الأراضي بإجراء مسح شامل للنيل الأزرق لتحديد أنسب الأماكن لإقامة سد ضخم على النيل الأزرق، وذلك في زمان رئيس الوزراء الإثيوبي أكليلو هابتي ولد، وتحت حكم الإمبراطور هيلا سيلاسي آخر الأباطرة الإثيوبيين، وكان من المخطط آنذاك أن يُمَوَّل السد الكبير بواسطة الولايات المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية، ولكن هذه الخطط تعطّلت فجأة إثر انهيار الملكية الإثيوبية بواسطة الانقلاب الذي قاده ضبط الدرج عام 1974، لتسقط إثيوبيا بعد ذلك في حقبة طويلة من الحكم العسكري المدعوم من السوفييت.

الإمبراطور هيلا سيلاسي (مواقع التواصل)

على مدار العقود التالية، انزوى مشروع سد النهضة وخفت بريقه بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن أديس أبابا الفقيرة لم تكن تملك أي موارد تُمكِّنها من بناء المشروع الضخم بنفسها، وأن مصر -دولة المصب الرئيسية والقوة الأبرز في حوض النيل- وحلفاءها الغربيين لم يكونوا ليسمحوا بالسيطرة على حوض النيل بواسطة سد ضخم ممول من الاتحاد السوفيتي، ورغم ذلك فإن طموحات الإثيوبيين للسيطرة على النيل وإحساسهم التاريخي بالمظلومية والحرمان من استغلالهم مواردهم المائية لم يخفت أبدا، وأصبحت مسألة استغلال الموارد المائية وبناء السد الحلم إحدى القضايا القليلة الكفيلة بتوحيد الشعب الإثيوبي المُمزَّق بسبب النزاعات العِرقية والطائفية.

 

وفيما يبدو، كان "ملس زيناوي"، الذي وصل إلى السلطة في أديس أبابا بعد الإطاحة بالحكومة العسكرية مطلع التسعينيات، يدرك هذه الحقيقة جيدا، لذا فإن زيناوي، الذي يُعرف اليوم بأنه مهندس الصعود الاقتصادي لإثيوبيا، نسج جزءا كبيرا من رؤيته الاقتصادية والتنموية حول استغلال موارد البلاد المائية بهدف تحويلها إلى مركز إقليمي للطاقة، وذلك عبر إقامة عدد من السدود الضخمة على أحواض 12 نهرا تشق الأراضي الإثيوبية لتغذية دول الجوار بالمياه.

ملس زيناوي (رويترز)

كانت البداية في عام 2002 مع سد تكيزي، الذي شُيِّد على نهر عطبرة، أحد روافد نهر النيل، بتكلفة بلغت 224 مليون دولار، وانتُهي منه بالفعل في عام 2009، ولكنه لم يُثِر قدرا كبيرا من المشكلات بسبب انخفاض السعة الإجمالية للمياه التي يحتجزها السد (تبلغ سعته نحو 9 مليارات متر مكعب فقط)، رغم أنه احتجز ما لا يقل عن 30% من الطمي الذي كان النيل يحمله إلى الأراضي المصرية مُتسبِّبا في انخفاض خصوبتها، ولاحقا نجحت أديس أبابا في توقيع عقود مبدئية لبناء 5 سدود أخرى، على رأسها سد "جايب 3" على نهر أومو بتكلفة 1.6 مليار دولار، وهو السد الذي كاد يُثير أزمة سياسية كبيرة بين إثيوبيا وكينيا، بسبب تأثيره المحتمل على تدفق المياه من نهر أومو إلى بحيرة توركانا الكينية، تأثير تأكد بالفعل بعد رصد منظمات دولية مستقلة في عام 2017 انخفاض مستوى المياه في البحيرة الكينية بمعدل 1.5 متر مقارنة بمستوياتها السابقة قبل إقامة السد.

 

ومع ذلك، ظل سد النهضة، أو المشروع "إكس" كما كان يُلقَّب في الأروقة الرسمية، يُمثِّل تحديا من نوع خاص بالنسبة إلى أديس أبابا، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، في مقدمتها التكلفة الكبيرة للسد المُقدَّرة بشكل مبدئي بـ 5 مليارات دولار (نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي لإثيوبيا عام 2018)، وهو مبلغ يتعذّر جمعه بطرق التمويل التقليدية، خاصة في بلد صُنِّف كأحد أكبر المتلقّين للمساعدات الدولية في أفريقيا خلال العقد الأول من الألفية، ويُعتقد أنه خسر خلال الفترة نفسها ما يزيد على 11.7 مليار دولار بسبب التدفقات المالية غير المشروعة، أي حركة الأموال بشكل غير شرعي إلى خارج البلاد سواء بسبب أنشطة غسيل الأموال أو الملاذات الضريبية، ناهيك بكون احتياطاته من النقد الأجنبي كانت تكفي بالكاد لتغطية تكاليف شهرين فقط من الواردات، وفق بيانات عام 2012.

 

أضف إلى ذلك الأبعاد السياسية والأمنية الكبيرة المرتبطة ببناء السد، وتأثيره المؤكد على أمن مصر المائي، ومركزية منطقة حوض النيل بالنسبة للكثير من القوى الغربية، هو ما يعني أن القاهرة ستحشد كل نفوذها السياسي والاقتصادي، بما في ذلك علاقاتها المميزة مع الغرب، لمنع السد من أن يصبح حقيقة واقعة عبر إعاقة تمويله في المقام الأول، وكان ذلك يعني أن على إثيوبيا أن تبحث عن طرق غير تقليدية لتمويل مشروعها الحُلم، وللمفارقة، فإن التكتيكات التي استخدمتها أديس أبابا للتغلب على هذه العقبات، السياسية منها والاقتصادية، تمت محاكاتها من كتاب اللعب المصري، حيث يتشابه النهج الذي اتبعته إثيوبيا لتمويل سد النهضة بشكل ملحوظ مع الطريقة التي استخدمتها مصر لتمويل مشروع السد العالي في أسوان جنوبي البلاد قبل بضعة عقود.

 

على مدار عقود، كان تمويل المشروعات الكبرى في أفريقيا من خلال صندوق وطني يُمثِّل تحديا كبيرا، سواء بسبب النقص الطبيعي في الموارد المالية للبلدان الأفريقية، أو بسبب سياسات إهدار الأموال التي تبنّتها الديكتاتوريات الفاسدة في القارة، ونتيجة لذلك كانت آلية التمويل المعتمّدة للمشروعات الضخمة هي المساعدات الخارجية والقروض التي تُقدِّمها المؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها البنك الدولي، ولكن هذه الأموال الدولية غالبا ما كانت تأتي مع شروط وإملاءات سياسية، وهو ما أدركته مصر في وقت مبكر من مساعيها للحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي، المشروع الأكثر أهمية على أجندة الحكومة الناصرية.

 

كان تمويل السد العالي لحظة محورية في العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة، بعدما تحوَّل مشروع السد المصري في وقت مبكر إلى إحدى المنازلات الكلاسيكية للحرب الباردة، ففي حين أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا مصممتين على منع مصر من السقوط تحت النفوذ السوفياتي، فإنهما عرضتا على القاهرة أن يقوم البنك الدولي بدعم بناء السد، كقربان لتدفئة العلاقات مع النظام الناصري، لكن الخلافات بين القاهرة وبريطانيا -التي كانت تمارس السيادة على الخرطوم في ذلك التوقيت- حول مسألة تقرير مصير السودان، وتوزيع حصص المياه بين القاهرة والخرطوم تسبّب في نشوب خلافات كبيرة بين البلدين، حيث كانت مصر تخشى من أن يصبح أمنها المائي رهينة للقرار البريطاني.

السد العالي في أسوان (وكالة الأنباء الأوروبية)

ونتيجة لذلك، اتخذت القاهرة قرارا جريئا بالتخلّي عن المفاوضات مع البنك الدولي، والسعي لتمويل السد من مواردها المحلية دون الاستعانة بمؤسسات التمويل الغربية، وعلى إثر ذلك فإنها قامت بتأميم شركة قناة السويس للملاحة، بهدف استخدام عائدات القناة لتمويل السد، وهو ما تسبّب في نشوب أزمة السويس الشهيرة، حيث قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بشن حملة عسكرية ضد مصر، غير أن العدوان الثلاثي فشل في تحقيق أيٍّ من أهدافها الإستراتيجية، وبدلا من أن يتسبّب في ردع النظام الناصري أو إسقاطه كما كانت تأمل الدول المعتدية، فإنه انتهى إلى قطيعة تامة بين مصر والغرب، ودفع القاهرة للتحالف مع السوفييت الذين قدّموا ثلث التمويل اللازم لبناء السد العالي، جنبا إلى جنب مع جميع الخبرات الفنية اللازمة لإتمام عملية البناء.

 

ولكن مع انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، زادت سطوة المؤسسات المالية الغربية على التمويل الدولي، وأصبح إنشاء أي مشروعات تنموية ضخمة في الدول النامية بدون الاستعانة بهذه المؤسسات أمرا متعذِّرا، ومع تحوُّل مصر بشكل تدريجي نحو المعسكر الغربي منذ منتصف السبعينيات، باتت القاهرة قادرة على الاستفادة من هذه الحقيقة عبر توظيف نفوذها السياسي، واستغلال موقفها القانوني المُهيمن بحكم معاهدتَيْ عام 1929 و1959 المنظمتين لاستخدام مياه النيل، لمنع تمويل السدود في منطقة حوض النيل، وممارسة حق النقض على أي مشروع يمكن أن يُهدِّد حقوقها التاريخية من المياه.

 

ونتيجة لذلك، فإن جهود إثيوبيا التي تسعى لجلب التمويل لمشروعاتها على النيل الأزرق غالبا ما كانت تبوء بالفشل، وكانت أديس أبابا تعزو هذا الإخفاق غالبا إلى الهيمنة الافتراضية لمصر، وممارسة القاهرة لضغوط على الدائنين والمستثمرين الدوليين لمنع تمويل السد بدعوى عدم استدامته من الناحيتين السياسية والقانونية، ولكن إثيوبيا وجدت الفرصة سانحة أمامها للمُضي قُدما في خطتها لانتزاع الهيمنة على النيل منذ عام 2011، حين استغلت أديس أبابا انشغال القاهرة بعملية الانتقال السياسي في أعقاب الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وتفرُّغ الجيش لحماية هيمنته على السلطة على حساب قضايا الأمن القومي وعلى رأسها الأمن المائي، وقامت بوضع حجر الأساس للسد الأضخم في أفريقيا على النيل الأزرق.

سد النهضة (وكالة الأنباء الأوروبية)

ورغم ذلك، فإن مشكلة التمويل كانت لا تزال قائمة، وهو ما دفع أديس أبابا إلى محاولة محاكاة تجربة السد العالي، ساعية إلى تمويل سد النهضة من خلال الموارد المحلية، ولمّا كانت أديس أبابا تفتقر إلى أي موارد وطنية ضخمة لتأميمها كما فعلت مصر، فإنها سعت لضخ التمويل الوطني من خلال وسائل أكثر تقليدية، معتمدة في البداية على المصارف المحلية التي تعرّضت لضغوط من قِبل الحكومة لمنحها قروضا بفوائد مخفّضة، حيث فرضت السلطات على البنوك تخصيص نسبة 27% من قوة الإقراض الخاصة بها لصالح الدولة، رغم تحذيرات المؤسسات الدولية من أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى سحب السيولة من البنوك وتباطؤ النمو الاقتصادي.

 

في وقت لاحق، فرضت الحكومة على موظفي الخدمة المدنية التبرع بجزء من رواتبهم للمساهمة في إنشاء السد، في إجراء حكومي مثير للجدل زعمت المعارضة أنه فُرِضَ بالإكراه، وأن الكثير من الموظفين قد هُدِّدوا بفصلهم من أعمالهم في حال رفضوا المشاركة، وكانت هذه الإجراءات الحكومية جزءا من حملة تمويل ضخمة شاركت فيها العديد من المؤسسات المحلية، وشملت جمع التبرعات عبر رسائل الهاتف المحمول، ومسابقات اليانصيب، وحتى الفعاليات الرياضية التي أُقيمت في جميع أنحاء البلاد بهدف جمع الأموال لتمويل السد.

 

بالتزامن مع هذا كله، لجأت الحكومة إلى حيلة قديمة غالبا ما تستخدمها الحكومات الفقيرة للاستفادة من مواطنيها المهاجرين في الدول الغنية، وهي إصدار سندات تمويل موجَّهة بشكل خاص لمجتمعات المهاجرين، وغالبا ما يُوفِّر هذا النوع من التمويل للحكومات الكثير من المزايا التي لا تتوفر غالبا للدائنين الأجانب، أولها توافر الحس الوطني، حيث يحب المهاجرون غالبا فكرة أن أموالهم تُستَثمر في مشروعات تدر النفع على أهاليهم في الداخل وخاصة إذا كانت تدر عليهم الأرباح في الوقت نفسه، وثانيها أن هؤلاء المهاجرين غالبا ما يكونون صبورين للغاية ويقبلون بشراء سندات ذات آجال طويلة نظرا للعلاقات طويلة الأمد التي تربطهم مع المصدر (حكومات بلادهم في هذه الحالة)، وأخيرا فإن هؤلاء المهاجرين يبقون أقل تأثُّرا بمخاطر العملة، لأنه حتى مع افتراض انخفاض قيم استثماراتهم حال انهيار العملة، فسوف يكون بمقدورهم الاستفادة من العملة المخفضة لشراء العديد من الأصول الرخيصة.

سد النهضة (وكالة الأنباء الأوروبية)

وبالفعل، قام بنك التنمية الإثيوبي بإصدار دفعتين من السندات المخصصة لتمويل سد النهضة تم توجيههما لأكثر من ثلاثة ملايين إثيوبي مقيم في الخارج، ولكن في حين أن الإصدار الأول من السندات لم يُحقِّق الإقبال المنتظر بسبب المخاطر السياسية المرتبطة بالمشروع والمخاوف من قدرة الحكومة على الدفع، فإن الدفعة الثانية من السندات حقّقت نجاحا ملحوظا بعدما قامت الحكومة بتقليص الحد الأدني للاستثمار في السندات من 500 دولار إلى 50 دولارا فقط، وسمحت بنقل ملكية السند بين الأفراد، وقامت بزيادة العائد على السندات ليتراوح بين 5-6%، كما تعهّدت بتحمُّل جميع رسوم التحويلات المرتبطة بشراء السندات.

 

وعلى غير المتوقَّع، آتت خطة التمويل الحكومي أُكلها على ما يبدو، حيث نجحت أديس أبابا في جمع أكثر من 450 مليون دولار من مصادر التمويل المحلي بحلول عام 2014، ويُعتقد أن حصيلتها وصلت إلى مليار دولار على الأقل منذ ذلك التوقيت، ورغم ذلك، ظلّت هذه الأموال بعيدة عن مبلغ الخمسة مليارات دولار المطلوبة بشكل مبدئي لتمويل السد، وسرعان ما استُنفِدت في أعمال الإنشاءات الأولية، لذا، فبحلول عام 2015، كانت أعمال البناء في السد قد توقّفت بشكل كلي، وبدا أن أحلام أديس أبابا الطموحة في طريقها للانهيار.

 

في ذلك التوقيت، كانت ديناميات القوى في منطقة حوض النيل قد بدأت تشهد تغيُّرا ملحوظا مع تعزيز الصين لحضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية، خاصة في أفريقيا، ومساعي بكين لإعادة إنتاج الدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في القارة خلال حقبة الحرب الباردة من خلال توفير مصادر التمويل البديلة والخبرات الفنية اللازمة لمشروعات التنمية الطموحة في أفريقيا، وعلى عكس قروض مؤسسات التمويل الغربية التي غالبا ما تأتي مُحمَّلة باشتراطات سياسية حول تحرير الاقتصاد وتحسين كفاءة الحكومة والإدارة ومراقبة سجلات الأنظمة في مجال حقوق الإنسان، فإن الأموال الصينية جاءت معفاة من هذه الاشتراطات، لذا فإنها وجدت الكثير من الراغبين في الدول المُهمَّشة في القارة السمراء.

أقامت الصين بشكل خفي نفوذها بين القوى الناشئة في أفريقيا، ووضعت أنظارها على أكثر الموارد المتنازع عليها في القارة وخاصة الموارد المائية والأنهار، حيث تُشير البيانات إلى أن الصين استثمرت في تمويل وبناء السدود في 22 دولة أفريقية خلال العقد الأخير، ولم تكن منطقة حوض النيل استثناء من ذلك، فوسط التراجع الملحوظ للقاهرة، والصعود الواضح لإثيوبيا، تمكّنت بكين من توظيف الصراع طويل الأمد بين القوتين لمصلحتها، وبخلاف ذلك، فإن بكين وجدت في أديس أبابا، المعروفة تاريخيا بمقاومتها للاستعمار والنفوذ الغربي، موطئ قدم مناسب لتأمين دورها المستقبلي في أفريقيا بشكل عام، وفي منطقة حوض النيل على وجه التحديد.

 

بدأت بكين رحلتها في إثيوبيا مبكرا، وتحديدا في عام 2002 حين قامت بتمويل سد تكيزي بقيمة 224 مليون دولار عبر "كونسورتيوم" من الشركات الصينية، ولكن الإعلان الأكثر صخبا للوجود الصيني في منطقة حوض النيل حدث في عام 2012 حين قرّرت بكين استثمار 500 مليون دولار أميركي في سد "جايب 3" المثير للجدل على نهر أومو، ما تسبّب في غضب كبير امتد من كينيا المجاورة، المتضرر الرئيسي من السد، وصولا إلى القاهرة، لكن ذلك كله لم يردع أديس أبابا وبكين عن مواصلة تعاونهما الكهرومائي، على الرغم من أن الصين قد تجنّبت تقديم قروض مباشرة لتغطية تكاليف إنشاء سد النهضة، خوفا من إثارة غضب مصر التي تمتلك فيها بكين أيضا مصالح متنامية.

وبدلا من ذلك، تعهّدت الصين في عام 2013 بتقديم قرض بقيمة 1.2 مليار دولار لتمويل خطوط الكهرباء والبنية التحتية المقرر أن تنقل الكهرباء المولدة من السد إلى البلدات والمدن الرئيسية، وعلاوة على ذلك، أعلنت بكين في إبريل/نيسان 2019 عن منح قرض بقيمة 1.8 مليار دولار لحكومة رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد خلال الزيارة التي قام بها الأخير إلى الصين بهدف توسيع شبكة الكهرباء في إثيوبيا، وهو قرض يُعتقد أن جزءا كبيرا منه قد وُجِّه لاستكمال أعمال الإنشاءات وشراء التوربينات اللازمة لتشغيل السد، وفي المقابل قامت الحكومة الإثيوبية بمنح الكثير من عقود السد المربحة للشركات الصينية، فخلال النصف الأول من العام الماضي وحده، تعاقدت شركة الكهرباء المملوكة للدولة الإثيوبية مع مجموعة جيزوبا الصينية، وهي شركة هندسية مملوكة للدولة، للمشاركة في أعمال الإنشاءات الخاصة بالسد مقابل 40.1 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، تعاقدت الحكومة الإثيوبية مع الفرع الصيني لشركة "فويث هيدرو الألمانية" للطاقة الكهرومائية المحدودة لتوريد التوربينات الثلاثة الأخيرة للسد مقابل 112 مليون دولار (ورّدت الشركة بالفعل 13 توربينا لأعمال السد خلال العامين الماضيين).

لم تكن الشركات الصينية وحدها هي مَن نالت نصيبها من العقود المربحة في سد النهضة، حيث سعت أديس أبابا لاستجلاب الدعم الدولي لمشروعها الضخم من خلال منح العقود للكثير من الشركات الغربية المرموقة، على سبيل المثال، فإن عملاق الإنشاءات الإيطالي "وي بيلد"، ساليني إمبريجيلو سابقا، هو مَن يتولّى تنفيذ أعمال الإنشاءات الرئيسية لسد النهضة، وكانت الشركة نفسها هي مَن تولّت أعمال الإنشاءات في سد "جايب 3″، وهي ترتبط أيضا بعقد مع الحكومة الإثيوبية منذ عام 2016 لبناء سد "كيوشا" على نهر أومو، فيما تعمل شركة "فويث هيدرو" الألمانية الشهيرة، المتخصصة في مجال التوربينات والمحركات الهيدروليكية، على توريد التوربينات اللازمة للسد بالشراكة مع شركة ألستوم الفرنسية، التي تعمل هي الأخرى في مشروعات السد بموجب عقد مشترك مع شركة جنرال إلكتريك الأميركية العملاقة.

 

لا تقف الأمور عند هذا الحد، حيث يُعتقد أن هناك عشرات الشركات الغربية التي ترتبط بعقود عمل متفاوتة في سد النهضة الإثيوبي، وفي الواقع، تُشير مصادر إلى أن جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وغيرها من الدول النافذة إقليميا ودوليا، لديها شركات تعمل في سد النهضة، بما يعني أن هذه الدول سوف تكون -في أفضل الأحوال- مترددة في اتخاذ أي مواقف منحازة ضد مصالح إثيوبيا بشأن قضية سد النهضة، حال أُثيرت القضية في أيٍّ من المنتديات والمحافل العالمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

 

في الواقع، هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلى تجنُّب الانحياز ضد إثيوبيا والوقوف إلى جانب مصر في قضية سد النهضة، رغم امتلاك القاهرة للمسوغات القانونية والتاريخية، لعل أقلها هي مصالح الشركات الغربية العاملة في أديس أبابا، حيث يبدو أن عوامل مثل موقع إثيوبيا المميز في حوض النيل وثقلها التاريخي الذي لا يمكن إنكاره، والاستقرار النسبي الذي تتمتع به بالمقارنة مع جوارها المضطرب، والفرص الاقتصادية الواعدة التي تُقدِّمها، ومكانتها كقاعدة محتملة للنفوذ الصيني في شرق أفريقيا، قد وضعت أديس أبابا في موقع مماثل لموقف القاهرة إبان حقبة الحرب الباردة، حيث تتبارى القوى المتنافسة لكسب صداقتها.

 

ظهر ذلك بشكل واضح في مارس/آذار الماضي، حين أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة لاستثمار 5 مليارات دولار في إثيوبيا من خلال مؤسسة تنموية جديدة أُنشئت أواخر العام الماضي تحت اسم مؤسسة تمويل التنمية الدولية (DFC) تتمتع بقدرة إقراض ضخمة تُقدَّر بـ 60 مليار دولار، وقد أُنشِئت المؤسسة الجديدة بالأساس لتحل محل المؤسسة الأميركية للتمويل الخاص الخارجي (OPIC)، على أن تكون أنشطتها التمويلية موجَّهة لخدمة المصالح السياسية للولايات المتحدة، وعلى رأسها مواجهة النفوذ الصيني الكبير في الدول النامية، وبشكل خاص في أفريقيا.

قبل ذلك بشهر واحد، أطلّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على وسائل الإعلام من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مؤكدا أن الولايات المتحدة جاءت اليوم لتُقدِّم "فرصا استثمارية حقيقية وجذابة"، على النقيض من الدول الاستبدادية التي جاءت "بوعود فارغة وشجّعت الفساد والتبعية" في إشارة واضحة إلى الصين، وفي تلك اللحظة، كانت واشنطن قد برهنت بالفعل لأديس أبابا أنها على استعدادها للوفاء بوعودها، بعد أن منحت الضوء الأخضر لصندوق النقد الدولي نهاية العام الماضي (2019) لتقديم قرض بقيمة 2.9 مليار دولار إلى إثيوبيا، بهدف إعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات في البلاد وتمويل أجندة التحرير الاقتصادي.

 

كانت هذه المساعدات والاستثمارات الأميركية والدولية أكثر بكثير مما تحتاج إليه أديس أبابا في الوقت الراهن، ورغم أن أيًّا منها لم يكن مُوجَّها لتمويل سد النهضة بشكل مباشر، فإن هذه الأموال منحت قُبلة الحياة الأبدية للحلم الإثيوبي، وفي الوقت نفسه قدَّمت إشارات واضحة إلى أن الدعم الذي تحظى به أديس أبابا في الأوساط الغربية اليوم بات قادرا على معادلة النفوذ التاريخي لمصر، وكان هذا على الأرجح هو السبب الرئيسي في أن إثيوبيا تبنّت خطابا عدوانيا وهجوميا ضد مصر خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدة أنها ستمضي قُدما في خططها لملء وتشغيل السد سواء توصّلت إلى اتفاق مع القاهرة أم لا.

 

من جانبها، يبدو أن مصر باتت تُدرك بوضوح هذا التحوُّل في ميزان القوى في منطقة حوض النيل وشرق أفريقيا، ففي حين أن واشنطن بدت منحازة ظاهريا إلى مواقف مصر، خاصة منذ أن رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق برعاية أميركية نهاية فبراير/شباط الماضي، وتركت مصر تُوقِّع عليه منفردة بالأحرف الأولى، تُشير المصادر الصحفية إلى أن مصر تشعر أن واشنطن قد خذلتها وأنها لم تفعل ما يكفي لإجبار أديس أبابا على تقديم تنازلات بشأن قضية السد، ناهيك بكون واشنطن قد رفضت استخدام ثقلها الاقتصادي للضغط على أديس أبابا لاستكمال المفاوضات.

لم تكن واشنطن وحدها هي مَن خذلت مصر على ما يبدو، حيث رفضت الصين -أحد أصدقاء السيسي المقربين- طلبا مماثلا من القاهرة ولم تُمارس أي ضغوط على إثيوبيا في قضية السد، والأكثر من ذلك أن السعودية والإمارات، أبرز حلفاء النظام المصري، تجاهلا المناشدات المستمرة للقاهرة لتعليق استثمارتهما في إثيوبيا (نحو 7 مليارات دولار) من أجل تحسين موقف مصر التفاوضي في القضية، وعلى العكس من ذلك استثمرت كلٌّ من الرياض وأبو ظبي في تعزيز علاقاتهما مع أديس أبابا، حيث رعت العاصمتان اتفاق مصالحة تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا كان هو السبب الرئيسي في حصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، في الوقت الذي قدّمت فيه الإمارات مبلغ 3 مليارات دولار في صورة ودائع واستثمارات في إثيوبيا، وقدّمت السعودية 140 مليون دولار كقروض لإقامة مشروعات للطاقة الشمسية.

 

وبالنظر إلى مواقف الرياض على وجه الخصوص، يظهر أن العاصمة الخليجية حظيت بعلاقة مريبة ومثيرة للجدل مع المشروع الإثيوبي، فرغم أن السعودية اضطرت إلى إنكار وجود أي استثمارات لها في سد النهضة، في أعقاب زيارة مثيرة للجدل قام بها وفد سعودي رفيع المستوى لموقع بناء السد في ديسمبر/كانون الأول عام 2016 وأثارت استياء كبيرا لدى القاهرة، فإن المملكة لم تُنكر ما تداولته تقارير صحفية حول رغبتها في إقامة مشروع ربط كهربائي بين دول الخليج وإثيوبيا من خلال نظام كابلات يتم تمريره عبر اليمن، كجزء من الجهود الخليجية للحد من الاعتماد على النفط والغاز في توليد الطاقة محليا، بما يساعد على توفيرهما لأغراض التصدير. 

كذلك، ربما لن تستطيع القاهرة تجاهل حقيقة أن الملياردير السعودي صاحب الأصول الإثيوبية، محمد حسين العمودي هو أحد أبرز المستثمرين في سد النهضة، وأن العمودي قدّم تبرعا بقيمة 88 مليون دولار لبدء أعمال الإنشاءات الأولى للسد في عام 2011، ويُعتقد أنه كان أحد أكبر ممولي المشروع قبل احتجازه في فندق "ريتز كارلتون" الشهير عام 2017، ناهيك بكونه مهندس الربط الزراعي بين الرياض وأديس أبابا منذ نجح في إقناع السلطات السعودية باستثمار مليارات الدولارات لاستصلاح نصف مليون هكتار (نحو 1.25 مليون فدان) في مقاطعة غامبيلا بإثيوبيا.

الملياردير السعودي محمد حسين العمودي

تتغيّر الأرض إذن، بوتيرة غير مسبوقة، تحت أقدام القاهرة وأديس أبابا كلتيهما، وفي حين أن إثيوبيا كانت تشتكي قبل عقد من الزمان فقط من سطوة النفوذ السياسي والاقتصادي ومنظومة العلاقات الدولية والإقليمية التي مكّنت مصر من الحفاظ على اليد العليا في منطقة حوض النيل وإعاقة تنفيذ أي مشروعات يمكن أن تُهدِّد حصة مصر من المياه، بما في ذلك سد النهضة الذي عانى كثيرا للحصول على التمويل، يبدو الوضع معكوسا بشكل ملحوظ اليوم حيث تتوافد رؤوس الأموال الدولية وعروض مؤسسات التمويل التي طالما أعطت ظهرها لأرض الأحباش لفترة طويلة، بينما لا يبدو أن هناك أي دولة أو جهة راغبة في ممارسة ضغوط حقيقية على أديس أبابا لتقديم تنازلات حقيقية لتقريب وجهات النظر مع مصر التي تُظهِر اليوم -مرغمة على ما يبدو- مرونة غير مسبوقة في التنازل عن حقوقها المائية بشكل لم يكن بالإمكان تصوُّره قبل عقد واحد من الزمان.

المصدر : الجزيرة

عقدت في طهران اليوم السبت الجولة الاولى من المحادثات بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وعضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين "وانغ يي".

ومن المقرر ان يوقع وزيرا الخارجية الايراني والصين اليوم الوثيقة الشاملة للتعاون بين البلدين للاعوام الـ 25 القادمة.

وكان وزير خارجية الصين قد وصل الى طهران مساء الجمعة والتقى اليوم السبت مستشار قائد الثورة الاسلامية الرئيس السابق لمجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني.

وسيلتقي وزير خارجية الصين اليوم ايضا رئيس الجمهورية حسن روحاني.