
emamian
المقاومة ثقافة راسخة.. ومجتمعها “ما رأيت إلا جميلا”
ذوالفقار ضاهر
رفع العدو الاسرائيلي من منسوب العدوان على لبنان خلال الاسبوع الماضي مستهدفا بيئة المقاومة وشبابها، واحد ابرز قياداتها الشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج ابراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) مع ثلة من المجاهدين، وتخطى العدو بذلك كثيرا من قواعد الاشتباك والخطوط الحمر التي لا تهدف فقط الى استهداف الجسم العسكري انطلاقا من الحرب الدائرة مع غزة وجبهة الاسناد اللبنانية، بل اعتدى العدو على المدنيين وعرضهم بشكل واضح للخطر وقتلهم، ولم يفرق في ذلك بين الرجال والنساء والاطفال.
“محاولات للمس بالثقة بين المقاومة وبيئتها”، هذا ما قد جرى مؤخرا التداول به في وسائل الاعلام المختلفة لا سيما تلك التي تحاول ضخ الشائعات والاخبار التي تهدف للمس بالامن الاجتماعي لبيئة المقاومة في سياق الحرب النفسية والاعلامية التي تخاض من قبل العدو ضد لبنان وشعبه وبالتحديد ضد المقاومة وأهلها، في محاولة لإظهار ان السيطرة والتحكم قد فقدت وإثارة القلاقل لتخويف الناس ودفعهم للامتعاض مما يجري ورفع الصوت للتعبير عن مخاوف، وقد أشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الاخيرة الى ذلك حيث قال “العدو هدف كذلك من خلال مجزرتي الثلاثاء والاربعاء الى ضرب البنية وضرب نظام القيادة والسيطرة وتشيع حالة الوهن والارتباك في قيادة حزب الله وهذا لم يحصل لحظة واحدة على الاطلاق…”.
وبالحقيقة انه بهذا السياق كل الوقائع تكذب العدو وتظهر نفاقه ووسائل الاعلام المروجة لغايات ومخططات الصهاينة، فكل ما جرى ويجري منذ بدء جبهة الإسناد اللبنانية لعزة يظهر ان بيئة المقاومة (وكثير من شرائح الشعب اللبناني) كلها بدون استثناء تقف الى جانب قياداتها وشبابها، والأدلة على ذلك اكثر من ان تعد او تحصى، بدءا من معنويات اهالي القرى الجنوبية الذين نزوحوا من قراهم بسبب العدوان الصهيوني وصولا الى عوائل الشهداء والجرحى وليس اخرهم عوائل شهداء وجرحى “تفجيرات البايجر”، والجرحى أنفسهم بكل ما عبروا عنه من ثبات وعزيمة وقوة وصلابة منقطعة النظير، حيث أكدوا الوقوف رهن إشارة ما تقرره المقاومة وسيدها السيد حسن نصر الله.
هناك شواهد حية عن أمهات وزوجات الجرحى عندما سُئلوا كيف هي أحوالهن وجرهاحن في غرف العمليات فجاء الرد على نهج السيدة زينب بنت الامام علي(ع) في كربلاء من العام 61 للهجرة وما بعدها بأن “ما رأينا إلا جميلا…”، وبنفس الإطار جاءت ردود أمهات وزوجات وبنات الشهداء في هذه الحرب وعلى مدى كل السنوات الماضية.
وهنا المسألة ليست شعارات او كلمات تكتب لرفع المعنويات، بل إن هذه البيئة طالما أثبتت منذ ما قبل العام 1982 وصولا الى عامي 1993 و1996 ومن ثم ما تلا تحرير الجنوب والبقاع الغربي وصولا الى عدوان تموز 2006 وما بعده من حرب صهيونية اميركية بلبوس الجماعات التكفيرية الارهابية وما لحقها من حصار وحرب اقتصادية على لبنان، الى ما نشهده اليوم بمواجهة العدوان الصهيوني من ترجمة عملية لكل مبادئ الانتصار في مدرسة عاشوراء الامام الحسين(ع).
فهذه البيئة أثبت بالتجارب العملية وما تزال أنها بيئة مضحية صابرة صاحبة بصيرة محتسبة تمتلك كل معاني الفخر والعزة والقوة، تقف بثقة وثبات خلف قيادتها وتنتظر ما يطلبه سيد المقاومة منها، وكلنا يشهد كيف ان الناس طالما قدمت الغالي والنفيس وعند السؤال تقول “فدا المقاومة وفدا السيد”، باختصار هي بيئة ينطبق عليه قول: “يا جبل ما يهزك ريح”.
وهذا الشعب الذي طالما خاطبه السيد نصر الله في اكثر من مناسبة بأشرف الناس واكرم الناس.. وهي كلمات لم يستخدمها سيد المقاومة من فراغ بل جاءت نتيجة تجارب طويلة أظهرت المعدن الحقيقي المميز والشريف لهذه البيئة التي طالما سعت للتضحية في سبيل الله ونصرة الارض والوطن.
المصدر: موقع المنار
الإمام الخامنئي في لقاء مع جمع من العلماء السنّة من مختلف أنحاء البلاد واجبٌ حتميّ على كلّ مسلم اليوم نصرة مظلومي غزّة ومن يتخلّف فسوف يُسأل قطعًا أمام الله
بمناسبة بدء «أسبوع الوحدة»، التقى الإثنين 16/09/2024، جمعٌ من علماء وكبار شخصيات أهل السنّة في البلاد، قائد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي. وقال سماحته أن أعداء الإسلام سعوا إلى جعل المسلمين غير مكترثين للهوية الإسلامية الموحّدة التي تُسمّى «الأمّة الإسلاميّة» ويعملون على توظيف الأدوات الفكريّة والإعلاميّة والاقتصاديّة لبث الفرقة بين الشيعة والسنّة.
أكّد قائد الثورة الإسلاميّة، خلال لقائه عددًا من العلماء وأئمّة الجمعة، ومديري المدارس الدينيّة لأهل السنّة من مختلف أنحاء البلاد، على ضرورة الحفاظ على هويّة «الأمّة الإسلاميّة» القيّمة.
ولفت سماحته إلى أهمّيّة «الوحدة الإسلاميّة»، محذّرًا من المحاولات المستمرّة التي يقوم بها الأعداء لتشويهها، وأضاف: «الأمّة الإسلاميّة» قضيّة أساسيّة ينبغي ألّا تُنسى أبدًا.
وفي هذا اللقاء، الذي جرى بمناسبة بدء «أسبوع الوحدة الإسلاميّة»، وأيّام ذكرى مولد النبيّ الأكرم (ص)، قال الإمام الخامنئيّ: «قضيّة هويّة الأمّة الإسلاميّة هي قضيّة جوهريّة تتجاوز الحدود القوميّة، ولا يمكن للحدود الجغرافيّة أن تغيّر من حقيقة وهويّة الأمّة الإسلاميّة».
وأضاف سماحته، مشيرًا إلى المحاولات العدائيّة لجعل المسلمين غير مبالين بهويّتهم الإسلاميّة: «هذا مخالف لتعاليم الإسلام أن يكون المسلم غير واعٍ بمعاناة المسلمين الآخرين، سواء في غزّة أو في أيّ مكان آخر في العالم».
ودعا الإمام الخامنئيّ علماء أهل السنّة إلى التمسّك بالهويّة الإسلاميّة والأمّة الإسلاميّة، لافتًا إلى المؤامرات والمحاولات المستمرّة من الأعداء لتأجيج الخلافات المذهبيّة في العالم الإسلاميّ، ولا سيّما في إيران، وأوضح: «يعمل الأعداء على زرع بذور الفرقة والعداوة بين الشيعة والسنّة في بلادنا وفي العالم الإسلاميّ، مستخدمين في ذلك الأدوات الفكريّة والدعائيّة والاقتصاديّة».
وشدّد قائد الثورة الإسلاميّة على أنّ الوحدة هي العلاج في مواجهة هذه المؤامرات، قائلًا: «الوحدة ليست تكتيكًا، بل هي مبدأ قرآنيّ».
وأعرب الإمام الخامنئيّ عن أسفه لبعض التصرّفات، سواء بقصد أو دون قصد، التي تسعى لتشويه الوحدة بين الشيعة والسنّة، وقال: «بالرغم من العديد من المؤامرات، فإنّ مجتمع أهل السنّة لدينا واجه هذه المحاولات العدائيّة بحزم، والدليل على ذلك هو استشهاد 15 ألفًا من أهل السنّة خلال «الدفاع المقدّس» وفي مراحل أخرى، إضافة إلى استشهاد عدد كبير من علماء أهل السنّة في سبيل الحقّ والثورة».
وأكّد قائد الثورة الإسلاميّة أنّ تحقيق العزّة للأمّة الإسلاميّة لا يمكن أن يتمّ إلّا من خلال الوحدة، قائلاً: «إنّ أحد الواجبات الحتميّة اليوم هو مساندة المظلومين في غزّة وفلسطين، ومن يتخلّف عن هذا الواجب، فسيُسأل قطعًا أمام الله».
وفي هذا اللقاء، أشاد كلّ من المولوي عبد الرحمن تشابهاري، وهو من علماء أهل السنّة في محافظة سيستان وبلوشستان وإمام جمعة تشاربهار، والمولوي عبد الرحيم خطيبي، من علماء أهل السنّة في محافظة هرمزكان وإمام جمعة قشم، و الماموستا عبد السلام إمامي، من علماء أهل السنّة في محافظة أذربيجان الغربيّة وإمام جمعة مهاباد، بجهود الجمهوريّة الإسلاميّة، وقائد الثورة الإسلاميّة، والدعم الذي يقدّمه سماحته لمجتمع أهل السنّة، وأكّدوا على تعزيز المجالات التي تعزّز الوحدة والاستفادة من القدرات المحلّيّة، وبخاصّة في المناطق التي يقطنها أهل السنّة، من أجل تقدّم البلاد، كما شدّدوا على ضرورة مواجهة التيّارات التكفيريّة والمتطرّفة.
من الذي جعل الهجرة مبدأً للتاريخ؟
على العكس مما هو مشهور بين المؤرخين من أن الخليفة الثاني جعل هجرة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله مبدأً للتاريخ باقتراح وتأييد من الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام وامر بأن تؤرخ الدواوين، والرسائل والعهود وما شابه ذلك بذلك التاريخ، فان الامعان في مراسلات النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ومكاتباته التي هي مدرجة في الأغلب في كتب التاريخ والسيرة والحديث والسنة، وكذا غير ذلك من الادلة التي سوف نذكرها في هذه الصفحات يثبت أن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله هو نفسه أول من اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، وكان يؤرّخ رسائله، وكتبه إِلى امراء العرب، وزعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات البارزة بذلك التاريخ (أي التاريخ الهجري).
وها نحن ندرج هنا نماذج من تلك الرسائل النبوية المؤرخة بهذا التاريخ، ثم نعمد بعد ذلك الى استعراض الدلائل الاُخرى على هذا الأمر، ونحن نحتمل ان تكون هناك أدلة اُخرى غير ما سنذكره هنا- أيضاً- لم نقف عليها.
نماذج من رسائل النبيّ المؤرخة:
1- طلب سلمان من النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ان يكتب له ولأخيه (ماه بنداذ) ولأهله وصية مفيدة ينتفع بها، فاستدعى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً وأملى عليه اُموراً، وكتبها علي عليه السلام ثم جاء في آخر تلك الوصية: "وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في رجب سنة تسع من الهجرة".1
2- أدرج المؤرخُ الشهير "البلاذري" في كتابه "فتوح البلدان" نصَّ معاهدة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مع يهود "المقن" وذكر أن مصرياً رأى نص هذه المعاهدة في جلدٍ أحمر اللون عتيقٍ وكان قد استنسخها، فقرأها لي. ثم نقل البلاذري نص تلك المعاهدة وقد جاء في نهايتها: "وليس عليكم امير الا من انفسكم أو من اهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكتب علي بن أبو طالب في سنة تسع"2 ومع أن "أبا طالب" يجب أن يكتب حسب القواعد الادبية في المقام "أبي طالب" لكونه مضافاً اليه فقد كتب: "علي بن أبو طالب" ولكن مع ذلك ذكر المحققون ان قبيلة قريش كانت تتلفظ لفظة أب في جميع الموارد (أي في حالة النصب والرفع والجرّ) ب: "أبو" وتكتبها كذلك أيضاً، وقد صرح الاصمعيّ بهذا من بين الادباء. ويقول البروفيسور "محمّد حميد اللّه" مؤلف كتاب "الوثائق السياسية": اني لما كنت في المدينة المنورة في شهر محرم سنة 1358 وجدت في الكتابة القديمة التي في جنوبي جبل سلع في المدينة المنورة "أنا علي بن أبو طالب".3
3- جاء في معاهدة الصلح التي نظمها "خالد بن الوليد" لاهل دمشق، ونص فيها على احترام دمائهم، واموالهم وكنائسهم: "وكتب سنة ثلاث عشرة".4 وكلنا نعلم أن دمشق فتحت في أواخر حياة الخليفة الأوّل. فما يدعيه البعض من ان التاريخ الهجري قد اتخذ في عهد الخليفة الثاني بارشاد وتأييد من الامام علي عليه السلام غير صحيح فان تاريخ ذلك يرتبط بالسنة السادسة عشرة او السابعة عشرة من الهجرة، والحال ان هذه المعاهدة قد نظّمت ودُوّنت واُرخت بالتاريخ الهجري قبل ذلك بأربع سنوات.
4- ان كتاب الصلح الذي كتبه الامام علي عليه السلام بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لنصارى نجران مؤرَّخٌ بالسنة الهجرية الخامسة. فقد جاء في هذه الرسالة: "وأمر علياً ان يكتب فيه انه كتب لخمس منالهجرة".5 ان هذه الجملة تفيد بوضوح ان النبيّ الاكرم صلّى اللّه عليه وآله هو واضع التاريخ الهجري ومؤسسه الاوّل وهو الذي أمر علياً عليه السلام بان يؤرخ ذلك الكتاب بالتاريخ الهجري في ذيلهوهناك نماذج أخرى كثيرة دالة على ما أثبتناه.6
1- اخبار اصفهان تأليف ابي نعيم: ج 1 ص 52 و53.
2- فتوح البلدان: ص 72.
3- مكاتيب الرسول: ص 289 نقلاً عن شرح ملا علي القاري لشفاء القاضي عياض، وكذا الوثائق السياسية.
4- الاموال: طبعة مصر ص 297.
5- التراتيب الادارية: ج 1 ص 181 نقلاً عن السيوطي.
6- سيد المرسلين / المحقق السبحاني ج2_ مبدأ التأريخ.
10 صفات خاصة بصاحب الزمان (عليه السلام) تعرف عليها
١ - غلبة نور ظلِّه في عالم الملكوت على نور سائر الأئمَّة (عليهم السلام)؛ كما ورد في جملة من الأخبار المعراجيَّة بأنَّ نوره (عليه السلام) يزهر ويسطع من بين أنوار سائر الأئمَّة، كما تزهر النجمة الوضّاءة من بين سائر النجوم: «يتلألأ وجهه من بينهم نوراً كأنَّه كوكبٌ دُرّي...»(1).
٢ - شرافة النسب؛ فإنَّه (عليه السلام) قد حاز شرافة نسب جميع آبائه الطاهرين (عليهم السلام)، فإنَّ نسبهم أشرف الأنساب، وينتهي نسبه (عليه السلام) من قِبَل أُمِّه إلى قياصرة الروم، المنتهي نسبهم إلى شمعون الصفا وصيِّ عيسى (عليهما السلام)(2)، المنتهي نسبه إلى كثير من الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).
٣ - عروجه (عليه السلام) إلى ملكوت السماوات يوم ولادته بواسطة مَلَكين، وخطاب الله تعالى له: «مرحباً بك عبدي لنصرة ديني، وإظهار أمري، ومهديّ عبادي، آليت أنّي بك آخذ، وبك أُعطي، وبك أغفر، وبك أُعذِّب...»(3).
٤ - بيت الحمد؛ وقد روي «أنَّ لصاحب الأمر (عليه السلام) بيتاً يقال له: بيت الحمد، فيه سراج يزهر منذ يوم وُلِدَ إلى يوم يقوم بالسيف، لا يطفأ»(4).
٥ - الجمع بين كنية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واسمه المبارك(5)؛ وروي في (المناقب): «سمُّوا باسمي ولا تكنُّوا بكنيتي»(6).
٦ - حرمة ذكر اسمه المبارك، كما مرَّ ذكره(7).
٧ - أنَّه خاتم الأوصياء والحُجَج في الأرض(8).
٨ - غيبته منذ ولادته واستيداعه عند روح القُدُس، ونموُّه وتربيته في عالم النور وفضاء القُدْس، بحيث لم يتلوَّث أيُّ جزء من أجزائه بقذارات ومعاصي العباد والشياطين، بل كان (عليه السلام) يجالس الملأ الأعلى والأرواح القدسيَّة.
٩ - عدم معاشرته ومجالسته الكُفّار والمنافقين والفُسّاق، وذلك للتقيَّة؛ فقد غاب (عليه السلام) منذ ولادته، ولم تصل إليه يد ظالم ولا كافر ولا منافق، ولم يصاحب أحداً منهم.
١٠ - لم يكن في عنقه بيعة لأحد من الجبّارين؛ وقد روي في (إعلام الورى) عن الإمام الحسن العسكري أنَّه قال: «... ما منّا أحد إلَّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلَّا القائم الذي يُصلّي روح الله عيسى ابن مريم خلفه...»(9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إرشاد القلوب (ج ٢/ ص ٤١٦).
(2) لا ينتهي نسب القياصرة إلى شمعون، بل أُمِّ نرجس (عليها السلام) من ولد الحواريِّين تُنسَب إلى وصيِّ المسيح شمعون، كما ورد في كمال الدِّين (ص ٤٢٠/ باب ٤١/ ح ١).
(3) بحار الأنوار (ج ٥١/ ص ٢٧/ ح ٣٧).
(4) بحار الأنوار (ج ٥٢/ص ١٥٨/ح ٢١)، عن الغيبة للنعماني (ص ٢٤٥/باب ١٣/ح ٣١).
(5) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي...» (كمال الدِّين: ص ٢٨٦/ باب ٢٥/ ح ١).
(6) مناقب آل أبي طالب (ج ١/ ص ٢٠٠).
(7) مرَّ في (ص ٢٥)، فراجع.
(8) روى علّان، قال: حدَّثني ظريف أبو نصر الخادم، قال: دخلت عليه - يعني صاحب الزمان (عليه السلام) -، فقال لي: «عليَّ بالصندل الأحمر»، فقال: فأتيته به، فقال (عليه السلام): «أتعرفني؟»، قلت: نعم، قال: «من أنا؟»، فقلت: أنت سيِّدي وابن سيِّدي، فقال: «ليس عن هذا سألتك»، قال ظريف: فقلت: جعلني الله فداك فسِّر لي، فقال: «أنا خاتم الأوصياء، وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي» (الغيبة للطوسي: ص ٢٤٦/ ح ٢١٥).
(9) إعلام الورى (ج ٢/ ص ٢٢٩ و٢٣٠)، عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
المصدر : تاريخ الإمام الثاني عشر (عجَّل الله فرجه) من كتاب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل (عليهم السلام).
تأليف: الشيخ عباس القمي (قدّس سرّه)
ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية يجددون العهد مع اهداف الإمام الخميني (رض)
جدد ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ38، العهد والميثاق مع مبادئ الامام الخميني الراحل (رض).
وانعقد المؤتمر الدولي الثامن والثلاثون للوحدة الإسلامية صباح الخميس بحضور الرئيس مسعود بزشكيان في قاعة القمة بطهران.
وفي كلمته في حفل تجديد ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية الثامنة والثلاثين العهد والميثاق مع اهداف الإمام الخميني (رض)، اكد حجة الاسلام السيد حسن خميني ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية جوهرية للعالم الاسلامي والحاجة للتحرك في هذا المجال وقال: هل هنالك وحدة أعظم من أن يُقتل اليوم في جنوب لبنان الشيعة من اجل السنة؟
واكد ضرورة بذل الاهتمام اللازم من قبل الامة الاسلامية بنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض اليوم لابشع جرائم الابادة على يد الكيان الصهيوني الخبيث.
تفجير "البيجر": ماذا يقول القانون الدولي؟
كشفت مصادر أمنية لبنانية، أنّ أجهزة "البيجر" التي انفجرت في أنحاء لبنان وفي سوريا والتي تسبّبت بمقتل مدنيين بينهم أطفال وجرح الآلاف من اللبنانيين، كانت مفخّخة من المصدر عبر قطعة "آي سي" في جهاز "البيجر"، التي احتوت المواد المتفجّرة، وأنّ هذه المواد المفخّخة والمتفجّرة "لا تُكشف عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها"، بحيث "لم يكن في الإمكان لأجهزة الكشف المتوفّرة وحتى لدول ومطارات عالمية كشف المادة المفخّخة المزروعة وبتقنيات مركّبة لخوارزميات خاصة بهذه العملية".
وأكّدت المصادر أنّ جهازَي "الموساد" و"أمان" الإسرائيليين هما وراء هذه الضربة العدوانية، إذ استخدمت "إسرائيل" شركة عالمية، وجهازاً مدنياً مع تحكّم بالعالم السيبراني، واتخذت قراراً بالقتل الجماعي المتعمّد.
لا شكّ أنّ هذا العدوان الإسرائيلي الذي اشتمل على تفخيخ وتفجير أجهزة "البيجر" في لبنان يثير انتهاكات كبيرة للقانون الدولي، حيث يعدّ هذا الهجوم عدواناً على الدولة اللبنانية وخرقاً لسيادتها، والذي يحقّ للدولة اللبنانية بموجبه التقدّم بشكوى ضدّ "إسرائيل" أو القيام بما تراه مناسباً للدفاع عن النفس والذي يمكن أن يتضمّن الردّ بالمثل أو بوسائل عسكرية أخرى.
كذلك، تخطّت "إسرائيل" في هذا العدوان كلّ القواعد المحرّمة في الحروب الأمنية، ارتكبت انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب، ونذكر منها ما يلي:
1- انتهاك مبدأ حماية المدنيين
يفرض القانون الإنساني الدولي حماية المدنيين أثناء النزاعات. ويُحظر استهداف المدنيين أو التسبّب في ضرر غير متناسب.
إن قتل المدنيين العشوائي الذي قامت به "إسرائيل" عبر استخدام أجهزة "البيجر" أو أيّ وسيلة أخرى يعدّ جريمة بموجب اتفاقيات جنيف الأربع الصادرة عام 1948 والتي تشكّل أساس القانون الدولي الإنساني. وعلى وجه التحديد، تحظر المادة المشتركة الثالثة من اتفاقيات جنيف "الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله" للمدنيين والأشخاص الذين لا يشاركون بنشاط في الأعمال العدائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن القتل العمد للأشخاص المحميين مدرج باعتباره انتهاكاً خطيراً في جميع اتفاقيات جنيف الأربع.
2- مبدأ "عدم المشاركة المباشرة في الأعمال العدائية"
من المهم الإشارة إلى أنّ الحرب بين حزب الله و"إسرائيل" والتي لا تندرج مباشرة تحت إطار الحروب بين الدول، مشمولة بقواعد القانون الإنساني الدولي الخاصة بالنزاعات المسلحة غير الدولية. بموجب هذا التوصيف للنزاع، يكون القانون التعاهدي النافذ هو "المادة الـ3 المشتركة في اتفاقيات جنيف" التي تحمي المقاتلين الأسرى والمدنيين من القتل والمعاملة القاسية واللاإنسانية. كذلك تنطبق على المنتسبين إلى حزب الله من غير المدنيين والذين تمّ تفجيرهم بواسطة أجهزة "البيجر" ما ينطبق على المقاتلين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية وبالتالي هم محميون بموجب القانون الدولي.
وتشمل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخاصة تلك الموضّحة في اتفاقيات جنيف حول "مبدأ عدم المشاركة المباشرة في الأعمال العدائية"، ما يلي:
أ- التمييز
يتطلّب القانون الإنساني الدولي من أطراف النزاع التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين (المدنيين). أما المقاتلون الذين لا يشاركون بنشاط في الأعمال العدائية، فهم محميون بموجب اتفاقيات جنيف وبالتالي يتمّ اعتبارهم مدنيين لغاية مشاركتهم المباشرة في القتال أو في النشاط الحربي والعسكري، فتسقط عنهم هذه الصفة.
ب- التناسب
يرتكز القانون الدولي بشكل أساسي على مبدأ التناسب، والذي يحظر أي هجوم يؤدي إلى التسبّب في ضرر مفرط للمدنيين والأهداف المدنية فيما يتعلق بالميزة العسكرية المتوقّعة. إن استهداف المقاتلين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية ينتهك هذا المبدأ.
ج-مبدأ الضرورة العسكرية
ينصّ القانون الدولي على عدم جواز استهداف المدنيّين إلا لمبدأ الضرورة العسكرية، وبالتالي يجب على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنّب أو تقليل الضرر العرضي للمدنيين والأهداف المدنية، وهم ما لم تحترمه "إسرائيل" بل تعمّدت قتل المدنيين بشكل عشوائي.
3- التداعيات القانونية على العدوان الإسرائيلي
لقد أتى مبدأ "حظر قتل المدنيين" واضحاً في القانون الدولي، الذي يعتبر أنّ أيّ هجوم متعمّد على المدنيين، بما في ذلك استخدام أساليب غير تقليدية مثل انفجارات أجهزة "البيجر" محظور ويُعدّ جريمة حرب. ويمكن تصنيف الاستهداف المتعمّد للمقاتلين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية على أنه جريمة حرب أيضاً.
أما إذا كان قتل المدنيين والتسبّب بأضرار لهم وعدم التمييز بينهم وبين المقاتلين، قد حصل على نطاق منهجي واسع، فيمكن أن يرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية.
وبما أنّ القانون الدولي ينصّ على تحميل الدول المسؤولية عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكبها قواتها المسلحة أو غيرها من الوكلاء، ويؤكد أن المسؤولية الجنائية فردية، فإن المسؤولين الإسرائيليين الذين اتخذوا القرار ونفّذوا هذا العدوان يُعدّون مسؤولين جنائياً عن هذا الفعل.
وعليه، يمكن محاكمة المسؤولين الإسرائيليين بموجب القانون الدولي، بما في ذلك من قبل المحكمة الجنائية الدولية في حال قرّر لبنان أن يعطي المحكمة هذه الصلاحية، ويشتكي ضدّ المسؤولين الإسرائيليين بقتل الصحافيين اللبنانيين عمداً في وقت سابق، وفي الاعتداء الذي قامت به عبر تفجير أجهزة "البيجر" والتسبّب بقتل وأذى للمدنيين اللبنانيين مؤخراً.
السيد نصر الله للصهاينة: الرد هو ما سترون وليس ما تسمعون
أكد الأمين العام لحزب الله لبنان السيدحسن نصرالله أن العدو الإسرائيلي تجاوز في تفجير اجهزة البيجر كافة الضوابط والاخلاق والخطوط الحمراء، وقال إن هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا، مشددا على أن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة.
وفي كلمة مباشرة أكد الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله أن: ما دعاني للحديث اليوم الأحداث التي حصلت في اليومين الماضيين وهو يستدعي كلاماً وتقييماً وموقفا.
وقال: الشكر للحكومة اللبنانية ووزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني الذين أبلوا بلاء حسنا.
ولفت إلى أن: حجم الإصابات بالعيون كثير وهناك ضغط على المستشفيات وهي تبذل جهدا كبيرا.
وقال السيدنصرالله: أتوجه إلى عوائل الشهداء في الداخل وجبهة الجنوب بأعلى التبريكات بالحصول على وسام الشهادة وللجرحى بالشفاء العاجل.
وأضاف: أتوجه بالشكر للحكومة وللقسم الطبي في لبنان وللتعاطي الجدي ولكل من تبرع بالدم في مختلف المناطق اللبنانية
كما تقدم بالشكر: لكل من بادر للمساعدة ولكل من تضامن بمعزل عن أي اعتبارات طائفية أو سياسية.
ونوه أمين عام حزب الله: شهدنا في لبنان مجددا ملحمة إنسانية وأخلاقية كبرى على المستوى الوطني والإنساني.
وقال نشكر الدول التي سارعت بتقديم الدعم والمساعدات الطبية وعلى رأسها إيران والعراق.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف آلاف أجهزة البيجر وتجاوز كل القوانين والضوابط والخطوط الحمراء.
وإليكم أبرز ما تطرق إليه السيدحسن نصرالله في كلمته:
- الشكر للأطباء الذين فتحوا عياداتهم للجرحى بالمجان ولكل شعبنا اللبناني العزيز الذي تضامن وعبّر عن مشاعر صادقة ولكل القيادات المتضامنة من رؤساء وأحزاب والنخب
- نشكر الدول التي سارعت الى تقديم الدعم منها الحكومة العراقية والجمهورية الاسلامية في ايران وللحكومة السورية وللدول التي اتصلت بالحكومة اللبنانية وعرضت تقديم الدعم
-عبر تفجيرات البيجر الثلاثاء كان العدو الإسرائيلي يريد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة ومن في محيطهم
- الأربعاء سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى
- العدو يعلم أن عدد أجهزة البيجر هو 4 آلاف وأنها موزعة على عناصر حزب الله ما يعني تعمده قتل 4 آلاف بدقيقة واحدة
- نتيجة العدوان ارتقى عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء وأصيب الآلاف على أن تظهر الأرقام الحقيقية مع الوقت
- على مدى يومين كان العدو الإسرائيلي يريد أن يقتل نحو 5000 إنسان في دقيقتين دون أي اعتبار
- ما جرى عملية إرهابية كبرى وسنتبنى تعريف ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء كمجزرتين
- يمكن أن نطلق على ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء أنه إعلان حرب
- كثير من الإصابات كانت طفيفة وعدد من البيجرات كان خارج الخدمة أو بعيدة أو غير موزعة من الأساس
- الجهود البشرية واللهفة التي تم رصدها من قبل الناس أسهمت في التقليل من الإصابات الخطرة
- هذه اللهفة والجهود البشرية والهمة العالية ضيّعت جزءاً كبيراً من هدف العدو عبر قتل 5 آلاف إنسان
- شكلنا لجان تحقيق داخلية متعددة وندرس كل السيناريوهات والفرضيات والاحتمالات ووصلنا إلى نتيجة شبه قطعية ولكن ننتظر التأكد منها
- سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيبنى على الشيء مقتضاه
- لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان وربما في تاريخ الصراع مع العدو
- هذا النوع من القتل والاستهداف والجريمة لتفجيرها بمعزل عن المحيط الذي هم فيه غير مسبوق عالميا
- نعرف أن للعدو تفوقا على المستوى التكنولوجي لأنه يحظى بدعم أمريكي ودعم النيتو
- طبيعة الحرب أنها سجال ويوما الثلاثاء والأربعاء كانا بالنسبة لنا يومين ثقيلين
- هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا
- سنصبح أشد صلابة وعزماً وعوداً وقدرة على تجاوز كل المخاطر
- جبهتنا كانت فاعلة وضاغطة جداً على العدو والدليل هو ما يفعله ويقوله العدو بعيداً عما يقال هنا وهناك
- نائب رئيس أركان سابق إسرائيلي وصف ما يجري في الشمال بأنه هزيمة تاريخية لإسرائيل
- عندما يقول العدو أن ما يجري في الشمال هو أول هزيمة تاريخية لـ"إسرائيل" دليل آخر على فعالية جبهتنا
- كل القوات التي دفع بها العدو إلى الشمال تؤكد مواجهته تهديداً حقيقياً على هذه الجبهة
- العدو اعترف بخسارة الشمال ما اضطر نتنياهو وغالانت إلى إيجاد حل لهذه الجبهة التي تعتبر إحدى أهم جبهات الاستنزاف
- جبهتنا هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة
- أحد أهم عناصر الضغط على كيان العدو وإحدى أهم جبهات الاستنزاف هي الجبهة اللبنانية
- الجبهة اللبنانية هي إحدى أهم أدوات التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة
- مورست الكثير من الضغوط والتهديدات والاعتداءات من أجل وقف جبهة الجنوب وفي هذا السياق جاءت الضربة الأخيرة
- العدو كان يعمل على الضغط على الحكومة اللبنانية والمقاومة بالقتل والتدمير لوقف هذه الجبهة
- المقاومة تمسكت بموقفها وهدفها وهذا ما يفسر لجوء العدو إلى أعلى مستوى إجرامي يمكن أن يذهب إليه
- وصلتنا يوم الثلاثاء رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية هو وقف دعم غزة وإطلاق النار من الجنوب
- التبني الإسرائيلي للضربة والعمل على وقف عمل المقاومة واضح في ما وصل من رسائل للجهات الرسمية
- نقول لحكومة العدو وجيش العدو إن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف الحرب على غزة وهذا قلناه سابقا
- رغم التضحيات والشهداء ورغم كل العواقب فلن تتوقف المقاومة عن مساعدة أهل غزة والضفة
- تمسك المقاومة بكل مواقفها يعني أن العدو الإسرائيلي لم يحقق أهدافه
- العدو عمل على ضرب بيئة المقاومة وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة
- العدو عمل على ضرب بيئة المقاومة وإنهاكها وإضعافها عبر التفجيرات الواسعة كي تضغط على قيادة المقاومة
- نرى صبرا عظيما ومعنويات عالية لكل المصابين في المستشفيات وجرحى المقاومة مصرون على مهمتهم
- نحن نخجل من عوائل الشهداء والجرحى ومن عزمهم وصبرهم واحتسابهم وهذا هو رد بيئتنا وبلدنا ككل من خلال التضامن
- ما شهده تشييع الشهداء تضمن رسالة مهمة بالوحدة والتماسك والتضامن
- العدو هدف كذلك إلى تدمير بنية المقاومة وضرب نظم القيادة والسيطرة وضرب أكبر عدد من القادة وإحداث الفوضى والضعف في بنيتنا وهو لم يحصل أبداً
- لم يحصل أي ضعف في بنية المقاومة ولو للحظة واحدة وكنا جاهزين على الجبهة لأي سيناريو وهي لم تتزلزل ولم تهتز
- التفجيرات الواسعة لم تؤثر على بنية المقاومة وكانت جهوزيتها عالية على الأرض توقيا لأي عمل عسكري
- بنية المقاومة كبيرة ومتماسكة وعلى العدو أن يعرف أن ما حدث لم يمس لا نظام القيادة ولا الحضور بالجبهات
- العدو يعتقد أنه متفوق بالذكاء التكنولوجي لكن ما فعله عبر التفجيرات كشف أنه على درجة عالية من الغباء
- على العدو أن يدرك أنه لا يمكن المس ببنيتا وعزيمتنا وإرادتنا وهو أحمق وغبي ولا يفهم العمق المعنوي لبيئتنا
- إسرائيليا هناك حديث عن تصعيد في الشمال وهناك من يتحدث عن حرب شاملة
-حديث العدو عن نقل الثقل إلى الشمال متفاوت بعد توسيع أهداف الحرب بإعادة مستوطنيه إلى شمال فلسطين المحتلة
- أقول لنتنياهو ولغالانت لن تستطيعوا إعادة السكان إلى الشمال وهذا هو التحدي بيننا
- السبيل الوحيد لإعادة السكان إلى مناطقهم هو وقف العدوان على غزة وعلى الضفة الغربية
- ما ستقدمون عليه من تصعيد سيبعد فرصة عودة أولئك السكان إلى الشمال بل العكس ما سيحدث
- هم يتحدثون عن إقامة حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية ونحن نتمنى أن يحاولوا ذلك
- أي دخول للأراضي اللبنانية نعتبره فرصة تاريخية ستكون لها تأثيرات كبرى على المعركة
- يعتقدون أنهم سيتمكنون من إعادة المستوطنين والسكان بإقامة حزام أمني في أراضينا
- "عم نفتش على دباباتهم بالسراج والفتيلة" وحين يأتون إلينا فأهلاً وسهلاً وسنعتبر هذا التهديد فرصة تاريخية نتمناها
- المقاومة عام 78 وبعدها المقاومة بكل فصائلها عام 82 كان تركيزها على تحرير "الشريط الحدودي"
- محاولة إقامة حزام أمني داخل أراضينا لن يشغل المقاومة هناك بل سيتحول هذا الحزام إلى فخ وجهنم لجيشهم
- ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء سيواجه بقصاص عادل وحساب عسير ولن أتحدث عن وقت ولا مكان
- الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون لأننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقا في المواجهة
37 شهيدا حصيلة يومين من تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان
أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، حول الإستجابة للأوضاع الأمنية، عن 37 سقوط شهيدا وإصابة 2931 بتفجيرات أجهزة الاتصال يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأشار الأبيض، إلى أنّ جميع من في القطاع الصحي شارك في اليومين الماضيين في تقديم المساعدة جرّاء إنفجار أجهزة الإتصالات إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان يومي 17 و18 أيلول.
وأكد وزير الصحة اللبناني أن “حجم الأجهزة اللاسلكية الذي إنفجر أمس كان أكبر وبلغ عدد الشهداء 25 شهيدا أما عدد الجرحى 608”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن عدد الجرحى الذين وصلوا المستشفيات في هجمات 17 سبتمبر هو 2323، من بين الجرحى 1343 حالتهم متوسطة أو حرجة.
وكشف الأبيض عن حجز 226 جريحا أصيبوا في 17 سبتمبر في العناية المركزة، ومبينا سقوط 25 شخصا شهيدا في الهجمات التي وقعت أمس فقط.
وأشار الوزير إلى أن عشرات الأطباء أمضوا الليلة الماضية في غرف العمليات، كما شارك مئات الممرضين والمسعفين في تقديم العلاج السريع للمصابين في التفجيرات.
ولفت إلى أن التفجيرات أظهرت أمرا إيجابيا وحيدا، وهو تلاحم الشعب اللبناني في مختلف المناطق في مواجهة الحدث.
وتطرق الوزير إلى وجود مبادرات تقودها دول عربية (لم يسمها) لتقديم خدمات طبية إلى بلاده، وأعرب عن تقديره لذلك.
وكان حزب الله أعلن في وقت سابق اليوم استشهاد 20 من مجاهديه جراء موجة الانفجارات التي ضربت الأربعاء أجهزة لاسلكية من نوع آيكوم في عدة مناطق بلبنان.
وجاءت التفجيرات بعد يوم من تفجيرات مماثلة ضربت أجهزة الاتصال بيجر الثلاثاء، وأدت إلى مقتل 12 شخصا بينهم مدنيون، وإصابة نحو 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة.
العقاب آت
وبالتزامن مع ذلك، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، نواجه مرحلة جديدة من العدوان والعقاب آت.
وأكد أن شعب المقاومة لم ولن يضعف على الإطلاق، وأن العدو ومن خلفَه ما زال عاجزا عن إدراك هذه الحقيقة.
وفي ردود الفعل، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء على وجوب ألا تتحول الأجهزة ذات الاستخدام المدني إلى أسلحة.
وقال غوتيريش للصحفيين إنه من الضروري أن تكون هناك مراقبة فاعلة للأجهزة ذات الاستخدام المدني، وألا يتم تحويلها إلى أسلحة. ينبغي أن يكون هذا الأمر قاعدة للجميع في العالم، وأن تكون الحكومات قادرة على تطبيقه.
مِن خُلُقِ الرسولِ الثناءُ على المعروفِ
عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَى أَخِيكَ، إِذَا أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفاً، أَنْ تَقُولَ لَهُ: جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْراً؛ وَإِذَا ذُكِرَ وَلَيْسَ هُوَ فِي اَلْمَجْلِسِ، أَنْ تَقُولَ: جَزَاهُ اَللَّهُ خَيْراً؛ فَإِذًا أَنْتَ كَافَيْتَهُ»[1].
لقدْ حثَّتِ التعاليمُ الدينيّةُ على فعلِ المعروفِ، وجعلَتْهُ في مصافِّ أفضلِ الأعمالِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهوَ خُلُقٌ مِنْ خُلُقِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، وفي الحديثِ عنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يَفْزَعُ اَلْعِبَادُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ اَلْآمِنُونَ، كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». فقلتُ لهُ: يابنَ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً؟ فقالَ: «وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً»[2].
ومنَ الأخلاقِ الّتي ترتبطُ بفعلِ المعروفِ، والّتي لا بدَّ منَ العملِ بها ورعايتِها، الشكرُ والثناءُ لفاعلِ المعروفِ، فعنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «فَمَنْ أُوتِيَ خَيْراً عَلَى يَدَيْ أَخِيهِ، أَوْ صَنَعَ إِلَيْهِ صَانِعٌ مَعْرُوفاً، فَلْيَذْكُرْهُ، فَإِذَا ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَإِذَا كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ»[3].
ولتأكيدِ الثناءِ على أهلِ المعروفِ، وردَ في الرواياتِ الآتي:
1. أنْ لا يحتجَّ بشكرِ الخالقِ عنْ تركِ شكرِ المخلوقِ صاحبِ المعروفِ؛ وذلكَ لأنَّ بعضَ الناسِ قدْ يعتقدُ أنَّ في شكرِ اللهِ ما يُغني عنْ شكرِ صاحبِ الإحسانِ، وهوَ خطأٌ حذّرَتْ منهُ الروايةُ عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «إِنَّهُ لَيُؤْتَى بِعَبْدٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: أُوتِيتَ ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ؟ فَيَقُولُ: بَلْ يَكُونُ، جَعَلْتُ شُكْرَ ذَلِكَ كُلِّهِ لِلَّهِ. فَيُقَالُ لَهُ: لَمْ تَشْكُرِ اَللَّهَ، إِذْ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَى اَللَّهُ ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ»[4].
2. الدعاءُ لصاحبِ المعروفِ نوعٌ منَ الشكرِ لهُ على ما فعلَ، ففي الروايةِ عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ آتَاكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافُوهُ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادْعُوا اَللَّهَ لَهُ، حَتَّى تَظُنُّوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَيْتُمُوهُ»[5].
3. الزيادةُ على المعروفِ حتّى يكونَ منَ السابقين، فعنْ عليِّ بنِ سالمٍ، قالَ: سَمِعْتُ أبا عبدِ اللهِ [الإمامِ الصادقِ] (عليه السلام) يَقُولُ: «آيَةٌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ مُسَجَّلَةٌ»، قلتُ: ما هيَ؟ قالَ: «قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: ﴿هَلْ جَزٰاءُ اَلْإِحْسٰانِ إِلاَّ اَلْإِحْسٰانُ﴾[6]، جَرَتْ فِي اَلْكَافِرِ وَاَلْمُؤْمِنِ واَلْبَرِّ وَاَلْفَاجِرِ. وَمَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَافِئَ بِهِ، وَلَيْسَ اَلْمُكَافَاةَ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صُنِعَ حَتَّى تُرْبِيَ، فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صُنِعَ كَانَ لَهُ اَلْفَضْلُ بِالاِبْتِدَاءِ»[7].
4. ولتأكيدِ ضرورةِ الثناءِ على أهلِ المعروفِ، وبيانِ ضررِ تركِ ذلكَ، منْ بابِ أنَّهُ يمنعُ المزيدَ منَ الإحسانِ، فقدْ وردَ في الروايةِ بيانُ أنَّ تاركَ ذلكَ بعيدٌ عنْ رحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «لَعَنَ اَللَّهُ قَاطِعِي سَبِيلِ اَلْمَعْرُوفِ، وَهُوَ اَلرَّجُلُ يُصْنَعُ إِلَيْهِ اَلْمَعْرُوفُ فَيَكْفُرُهُ، فَيَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ»[8].
ختاماً، نباركُ لصاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه) ولوليِّ أمرِ المسلمينَ وللمجاهدينَ جميعاً، ذكرى ولادةِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، ونسألُ اللهَ أنْ يمنَّ علينا بما لهُ عندَهُ بالنصرِ على أعدائِنا.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] الكوفيّ الأهوازيّ، الزهد، ص33.
[2] الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، ص373.
[3] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج12، ص358.
[4] المصدر نفسه.
[5] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص43.
[6] سورة الرحمن، الآية 60.
[7] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص43.
[8] الشيخ المفيد، الاختصاص، ص241.
أهمية التآخي في بناء المنظومة الاجتماعية
من أكبر النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده نعمة الأخوة في الله، التي سببها الإيمان، فهي قائمة على أوثق عرى الإيمان كما في الحديث عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإيمان أَنْ تُحِبَّ فِي الله وتُبْغِضَ فِي الله وتُعْطِيَ فِي الله وتَمْنَعَ فِي الله"[1]. العروة الكوز ونحوه والمراد بها هنا الأحكام والأخلاق والآداب اللازمة للإيمان على سبيل المكنية والتخييلية أي كل عروة يتمسّك بها متمسّك رجاء نجاة من مهلكة أو ظفر بغنيمة ونعمة ومنزلة، فأوثقها الحبّ في الله والبغض في الله والإعطاء في الله والمنع في الله، لأنّ من تمسّك بها تكامل إيمانه واستقام لسانه واستقرّ جنانه، وبه يتحقّق التودّد والتآلف بين المؤمنين، ويتمّ ويكمل نظام الدنيا والدين، فهذه العلاقة هي أسمى علاقة وأقوى رابطة يمكن أن تكون في مجموعة من البشر، لأنّ لها سببًا سماويًّا رفيعًا، وما دونها من علاقات النسب والمصاهرة قد لا تبلغ معشار ما فيها من خير، فهي علاقات جبرية تنقصها أحيانًا الرابطة الإيمانية التي تهزّ القلب وتغيّر توجهاته.
إنّ للأخوّة الدينيّة دورًا رائدًا في بناء الشخصيّة المؤمنة، حيث تساعدها على الاتّصاف بمجموعة من الفضائل وتشعرها بمسؤوليّة ولو على نطاق خاصّ، انطلاقًا من معرفة ما لها من مدلول وعمق في الإسلام، فيعرف الإنسان قدره من خلال معرفة قدر أخيه وما له من حقّ عليه.
ويكون الالتزام بآداب العلاقة بالآخرين باعثًا على إنتاج صورة متكاملة ومسلك مستقيم، أوّل المستفيدين منه صاحب هذا الدور مع ما يتركه من ذكر حسن وسمعة طيّبة، إن هو بقي على ما بدأ به في بداية الطريق. لذلك من وُصِفَ بأنّه أخٌ حقًّا وصِدقًا، بحيث إنّه أقام حدود الأخوّة وراعى حقوقها والتزم آدابها، فهو على الصعيد الفرديّ في سعادة وتقدّم دائمين، كما أنّ النجاح في هذه المدرسة الأخويّة سيفتح له نجاحًا في مدارس ومجالات أخرى، ربما اتّسعت ميادينها إلى ساحة حياته جمعاء، وأمّا إذا لم يوفّق لاكتساب الإخوان وفشل في هذه المهمّة الّتي تعتبر مفصلًا في دورة حياته، فإنّ ذلك سيترك عوامل سلبيّة ونتائج غير مرضية سرعان ما تظهر في كثير من قضاياه وربما حوّلتها إلى مشاكل مستعصية، لا سيّما وأنّ هذا العجز ليس بالشيء الّذي يُمكن التغاضي عنه، وقد اعتبره أمير المؤمنين عليه السلام خطيرًا ووصف صاحبه بأعجز الناس، يقول عليه السلام: "أعجزُ الناسِ من عجزَ عن اكتسابِ الإخوانِ، وأعجزُ منهُ من ضيّعَ من ظفرَ بهِ منهُم"[2].
[1] الكافي، الكليني، ج2، باب الحب في الله والبغض في الله، ح2، ص 125.
[2] نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام (تحقيق صالح)، حكم أمير المؤمنين عليه السلام، رقم 12، ص 470.