
emamian
حفيد رابين يحذر من انهيار إسرائيل ويدعو نتنياهو إلى الرحيل
خلال كلمة له ضمن إحياء الذكرى الـ24 لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين عام 1995
أسامة الغساني
حذر يوناتان بن آرتسي، حفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إسحاق رابين (1922: 1995)، من أن إسرائيل تنهار، ودعا رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، إلى الرحيل.
وبثت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة، الأحد، مراسم إحياء الذكرى الـ24 لاغتيال رابين، في 4 نوفمبر/ تشرين ثانٍ 1995، برصاص أيغال عامير، أثناء خروج رابين من مهرجان في تل أبيب لدعم عملية السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وملمحًا إلى نتنياهو، قال يوناتان، في كلمة له، إن جده استقال من رئاسة الوزراء، عام 1976، بعد أن كشفت الصحافة الإسرائيلية وجود حساب بنكي لزوجته في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما كان ممنوعًا وفقًا للقانون الإسرائيلي آنذاك.
وأضاف: "على قادة إسرائيل اليوم أن يتعلموا من رابين المسؤولية وتقديمه مصلحة إسرائيل على مصلحته الشخصية".
وتابع: "رابين كان رجل قرار في حياته العسكرية والسياسية، ولذلك أتوجه لرئيس الوزراء (نتنياهو) ولكافة قادة الأحزاب، بالقول إن إسرائيل تنهار، فلا توجد حكومة، ولا موازنة، ولا مفوض للشرطة، والإسرائيليون يعانون".
واستطرد: "حان الوقت كي تتحلوا بالمسؤولية الشخصية والذهاب في سبيلكم.. إن كانت سمعتكم قد تلطخت (يقصد نتنياهو)، فقد حلن الوقت لتتنحوا جانبًا، وإن تمكنتم من تطهير سمعتكم، فيمكنكم العودة".
ويواجه نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" (يمين)، احتمال محاكمته في 3 قضايا فساد، بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، ومن المتوقع أن توجه إليه لائحة اتهام رسمية في الأسابيع المقبلة.
لكن نتنياهو، وخلافًا لسابقيه من المسؤولين الإسرائيليين، يرفض التنحي، ويصر على تولي رئاسة الوزراء في أية حكومة مقبلة، ضمن كتلة اليمين، ما أدخل إسرائيل في أزمة سياسية، بسبب فشله مرتين العام الجاري في تشكيل حكومة، وإعاقته تشكيل حكومة وحدة مع حزب "أزرق-أبيض" (يسار).
ويعتقد إسرائيليون أن نتنياهو مسؤول جزئيًا عن التحريض الذي أدى إلى اغتيال رابين برصاص يميني متطرف.
ومدافعًا عن نفسه، قال نتنياهو، في كلمة له، إنه رفض كل الشعارات والصور التي كانت تصف رابين بالخائن والنازي، خلال حملة اليمين الشرسة ضد اتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين، عام 1993.
ورابين من أصول أوكرانية، وولد في القدس عام 1922، وانضم في شبابه إلى منظمة "البلماخ" اليهودية المسلحة المتطرفة، وقاد عملية تطهير عرقي في مدينة اللد الفلسطينية، إبّان "النكبة" عام 1948.
كما قاد رابين الجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة (النكسة) عام 1967، وتولى منصب وزير الدفاع إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987
المصدر.الاناظول
الأمم المتحدة تطرح خطة لتجاوز أزمة العراق وواشنطن تدعو لانتخابات مبكرة
أعلنت واشنطن تأييدها لخريطة الطريق الأممية لاحتواء الأزمة في العراق، ودعت بغداد لوقف العنف ضد المحتجين وإجراء انتخابات مبكرة.
وأعرب البيت الأبيض في بيان نشره مساء الأحد عن قلق الولايات المتحدة إزاء استمرار الهجمات ضد المتظاهرين ونشطاء المجتمع المدني والإعلام في العراق، وكذلك القيود المفروضة على الإنترنت.
الرئاسات الثلاث في العراق والقضاء: نرفض الحلول الأمنية للتظاهرات السلمية
وأشار البيان إلى أن "الولايات المتحدة تنضم إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق في دعوة الحكومة العراقية إلى وقف العنف ضد المتظاهرين والوفاء بوعد الرئيس (برهم) صالح لإصلاح النظام الانتخابي وإجراء انتخابات مبكرة".
خريطة الطريق الأممية للعراق
وفي وقت سابق من أمس الأحد، طرحت بعثة الأمم المتحدة في العراق خطة لاحتواء أزمة الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، تضمنت جملة من الإجراءات الفورية وقصيرة ومتوسطة الأمد.
وجاء في الخطة أن "الإجراءات الفورية (أقل من أسبوع) تشمل إطلاق سراح كافة المتظاهرين السلميين، وعدم ملاحقة المتظاهرين السلميين، البدء في التحقيق الكامل في حالات الاختطاف والكشف عن هوية من يقفون خلفها، الإسراع في تحديد هوية المسؤولين عن استهداف المتظاهرين للعدالة، محاكمة ومعاقبة المسؤولين عن الاستخدام المفرط للقوة أو المتسببين بأعمال العنف الأخرى، دعوة كافة الأطراف الإقليمية والدولية علنا لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق واحترام سيادته.
أما الإجراءات قصيرة الأمد (خلال أسبوع إلى أسبوعين) فتشمل الإصلاح الانتخابي، حيث سيتم الانتهاء من وضع إطار قانوني موحد له واستكمال الإجراءات البرلمانية في أقرب وقت ممكن، وإصلاح قطاع الأمن، حيث سيتم حظر أي أسلحة خارج سيطرة الدولة، وكذلك إجراءات لمحاربة الفساد من خلال كشف المصالح المالية للنخبة السياسية داخل البلاد وخارجها سواء أكانت بأسمائهم أو تحت أسماء أخرى.
ولفتت إلى أن "الإجراءات متوسطة الأمد (خلال شهر إلى ثلاثة أشهر) يجب أن تشمل مراجعة الدستور وقيام هيئة النزاهة بإحالة قضايا الفساد إلى مجلس القضاء الأعلى أو المحكمة المركزية لمكافحة الفساد، ومساءلة ومحاكمة كافة المسؤولين الذين يثبت فسادهم، سن عدد من أهم القوانين، منها قانون "من أين لك هذا؟، وقانون المحكمة الاتحادية، وقانون الضمان الاجتماعي، وقانون حل أزمة السكن، وقانون النفط والغاز، وتعديل قانون تشجيع الاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويشهد العراق للشهر الثاني على التوالي مظاهرات واسعة احتجاجا على الفساد والبطالة ونقص الخدمات الأساسية، ترافقها أعمال شغب واشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين، وتتخللها عمليات قنص تنفي الحكومة مسؤوليتها عنها.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات قد تجاوزت الـ300 قتيل.
المصدر: وكالات
ما هدف الديمقراطيين من الدخول إلى مقامرة استجواب ترامب الكبيرة؟
مع بدء خطة استجواب الرئيس الأمريكي من قبل مجلس النواب الأمريكي، في ملف طلب ترامب إلى رئيس أوكرانيا للتحقيق في فساد جو بايدن ونجله المالي، تستمر بشدة عملية جمع المعلومات والأدلة من قبل لجنة التحقيق التابعة لمجلس النواب، وإلى جانب استدعاء مختلف الأشخاص إلى الكونغرس، نشرت هنالك تقارير مختلفة خلال الفترة الأخيرة عن قبول موظفين من مختلف القطاعات الحكومية التعاون مع التحقيق، الأمر الذي جذب انتباه وسائل الإعلام والرأي العام الأمريكي.
في هذا الصدد، بالأمس أعاد "غوردون سوندلاند" سفير أمريكا لدى الاتحاد الأوروبي كتابة نص شهادته في الكونغرس، واعترف فيه بأن مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا للتحقيق في أنشطة نجل جو بايدن في هذا البلد ووقف المساعدات العسكرية لكييف، كان صفقةً واضحةً، وكان غوردون قد نفى في السابق علمه بهذا الموضوع.
وقد جاء هذا الاعتراف بعد أن كشفت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا "ماري يوفانوفيتش" بأن سوندلاند قد طلب منها دعم ترامب من أجل الحفاظ على وظيفتها.
کانت يوفانوفيتش قد قالت: "قال لي (سوندلاند) أنت تعلمين أنه عليك إما القيام بعمل كبير، أو (خلاف ذلك) العودة إلى المنزل (الطرد)، عليك أن تعلني عبر تغريدة أنك تدعمين الرئيس (ترامب"(.
ولكن على الرغم من تشديد ضغط الكونغرس على الرئيس، فلا يوجد حتى الآن إجماع بين الخبراء والسياسيين الأمريكيين حول نتيجة الاستجواب.
فرصة ضئيلة للنجاح.. مقامرة الديمقراطيين الكبيرة
يتطلب النجاح في عزل ترامب أغلبية ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ، وبالنظر إلى أن أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ يشغلها الجمهوريون، فيبدو من المستبعد جداً أن يحصل هذا الإجماع بين أعضاء مجلس الشيوخ، بالنظر إلى أن عزل ترامب سيقلل من فرص الجمهوريين في الفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 إلى حد كبير.
من ناحية أخرى، ثمة حقيقة تتراءى أمام الديمقراطيين باستمرار، وهي أن جزءاً كبيراً من التوجه السياسي للناخبين الأمريكيين من الطبقات الوسطى والرمادية، يركز على الظروف الاقتصادية الحالية.
لقد شهد الاقتصاد الأمريكي نمواً مقبولاً في السنوات الأخيرة، وأخيراً اقترب معدل التضخم مما يتطلع إليه الاحتياطي الفيدرالي، وانخفض معدل البطالة الكلي، وبلغ معدل البطالة بين السود ومن هم من أصول إسبانية أدنى مستوى له في القرن الماضي.
وقد أدّى هذا الوضع الجيد إلى زيادة طفيفة في الأجور الحقيقية للعمال، ونسيان الكثير منهم الأيام الصعبة التي تلت الأزمة المالية في عام 2008. لذلك، يمكن القول إن الديمقراطيين سيبذلون قصارى جهدهم لعدم وصول ترامب إلى انتخابات عام 2020.
مع ذلك، رغم أنه يبدو أنه إذا نجح ترامب في الخروج من تحدي الاستجواب سليماً، فإنه لن يجد عقبةً أمامه للفوز في انتخابات 2020، ولكن هذا ليس كل شيء.
الحرب الدعائية.. هجوم الديمقراطيين المضاد على "أمريكا أولاً"
دائماً ما أثار المراقبون والمحللون الأمريكيون حقيقة أن الانتخابات في أمريكا ترتبط ارتباطاً مباشراً بمسألة مدى الاستفادة من المال والدعاية، وبعبارة أخرى، إن الحملة الانتخابية الأكثر تكلفةً ستزيد من فرص النجاح.
في هذه الأثناء، فإن الديمقراطيين وعن طريق البدء في إجراءات عزل ترامب، حتى لو لم يحصلوا على ما يريدون، فبالنظر إلى أهمية الموضوع والاهتمام الذي لا مفر منه لجميع وسائل الإعلام لتغطية الحادث، يمكنهم الحصول على حملات دعائية مبكرة ومجانية، والهجوم على سياسات ترامب.
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون عزل ترامب أداةً جيدةً لتحدي شعار حملته الانتخابية الأكثر أهميةً، أي استراتيجية "أمريكا أولاً".
لقد اتهم المنتقدون ترامب مراراً وتكراراً بأنه يستفيد من الموارد الحكومية لتعزيز مصالحه المالية والسياسية، وقد تجلّى ذلك بوضوح في قضية استضافة اجتماع مجموعة السبع، حيث سعى ترامب إلى جعل ملعبه الشخصي للجولف في ميامي مكاناً للقاء قادة مجموعة السبع.
الآن أيضاً وفيما يتعلق بقضية "أوكرانيا غيتس"، يقال إن ترامب قد ربط تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وقدرها 250 مليون دولار، بالتحقيق في الفساد المزعوم لبايدن وابنه، ما يعني استخدام وزارة الخارجية للفوز في انتخابات العام المقبل، وقد يوفّر ذلك ذريعةً جيدةً للديمقراطيين لتحدي شعار ترامب، أي "أمريكا أولاً".
كذلك، فإن محاولة ترامب لفتح الباب أمام الحكومات الأجنبية للتدخل في الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى أنها تعيد إثارة موضوع اتهام روسيا بالتدخل في انتخابات عام 2016، ستعزز موقف القوميين الديمقراطيين في المضي قدماً بخطة الاستجواب، كما أعلنت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس "نانسي بيلوسي" في يوم الإطلاق الرسمي للتحقيقات، أنه لا يوجد أحد فوق القانون.
من ناحية أخرى، لم تغلق كل نوافذ الأمل أمام الديمقراطيين، كما تمكّنوا من الفوز بالأغلبية في انتخابات الكونغرس العام الماضي، على الرغم من تحسُّن الوضع الاقتصادي الأمريكي في عهد الجمهوريين
عراقجي: سنعيد النظر في استراتيجتنا النووية اذا عادت القرارات ضدنا
أكد مساعد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، يوم السبت، أن ايران ستعيد النظر في استراتيجيتها وعقيدتها النووية اذا عادت القرارات الدولية ضدها.
ولدى مشاركته في طاولة مستديرة في مؤتمر حظر الانتشار النووي في موسكو، تطرق عباس عراقجي الى التطورات الاخيرة بالمنطقة بما فيها التوتر الحاصل في الخليج الفارسي وكذلك إطلاق صاروخين على ناقلة ايرانية، وقال: ان التحقيات بشأن هذا الحادث لمعرفة الضالعين بهذا الهجوم الصاروخي مستمرة، مشددا على اننا سنرد عليها في الزمان والمكان المناسبين.
جذور التوتر الراهن
وبشأن الاوضاع في المنطقة، قال عراقجي: تصوروا الوضع قبل ثلاث سنوات، اي في كانون الثاني/يناير 2017 كل شيء كان جيدا. وكل شيء كان في موضعه الصحيح، وكانت ايران تنفذ الاتفاق النووي بشكل تام، والوكالة الدولية كانت تؤيد ذلك في تقاريرها المتتالية. وكان الامن مستتبا في تلك الفترة في الخليج الفارسي والملاحة البحرية ونقل الطاقة يجري جيدا، وقد كان الجميع مرتاحون لتلك الظروف، وقد قام العالم بتسوية الملف النووي الايراني عبر التعامل والدبلوماسية، وكان يصفه كإنجاز للدبلوماسية.
وتساءل عراقجي: لكن ماذا حصل ليتغير كل شيء؟ السبب الوحيد هو رئيس واحد لم يكن يحب تراث الرؤساء الذين سبقوه. ولهذا السبب البسيط تغير كل شيء، والآن نواجه سياسة ممارسة الضغط الاقصى وسياسة تصفير صادرات النفط، في حين اننا بريئون تماما في هذه اللعبة.
وبيّن أن ايران دخلت المفاوضات بحسن نية، وتوصلت الى اتفاق ونفذت هذا الاتفاق، ورغم ذلك فإن الحظر تم احياؤه وفرضت حالات جديدة من الحظر ضد ايران. وقد كان بإمكان ايران الخروج من الاتفاق النووي لمجرد خروج اميركا منه، ورغم ذلك، فإن طهران أبدت حسن نية ولبّت دعوات الاطراف المتبقية في الاتفاق وواصلت التزامها به.
ولفت الى ان اوروبا وبعد خروج اميركا من الاتفاق النووي، قدمت 11 وعدا لإيران للتعويض عن الآثار السلبية للحظر الاميركي، مضيفا: من الواضح انه اذا لم ينطوِ اتفاق ما على مصلحة لكم، فلا مبرر لتلتزموا بتعهداتكم. وقد اربك توازن الاتفاق كليا، والجميع يعلم ذلك.
وتابع: ان ايران صبرت سنة كاملة لتحقيق الوعود الاوروبية، وقد منحت الفرصة للدبلوماسية، واخيرا وفي الثامن من ايار/مايو 2019، قلنا يكفي. فلا يمكننا ان نبقى في اتفاق لا يضمن اي نفع لنا. ولكننا قررنا كذلك ان نقوم بذلك على خطوات وبالتدريج.
الاتفاق النووي على عتبة النهاية
وأوضح عراقجي ان ايران حددت مهلة بين كل خطوة واخرى شهرين، لتمنح الفرصة للدبلوماسية، ولكن بما انه لم يتم ايجاد حل لهذه القضية، وتم تشديد الحظر الاميركي، لذلك من الواضح اننا نواصل هذه الوتيرة، ونخفض التزاماتنا، ومن الطبيعي ان نصل قريبا الى نهاية هذه الوتيرة، لأنه لن يبقى التزام لإيقافه، مؤكدا ان خفض التزامات ايران جاء ردا على فرض الحظر وكذلك تنفيذا للفقرة 36 من الاتفاق النووي المرتبطة بآلية حل الخلاف، والتي نصت اننا يمكننا ان نوقف كل التزاماتنا او جزءا منها.
وفي الختام أكد عراقجي على ان ايران مستعدة للعودة الى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي شريطة ان يتم ضمان مصالحنا في اطار الاتفاق.
خط ايران الاحمر
وردا على سؤال: اذا تحركت الدول الاوروبية نحو احياء قرارات مجلس الامن الدولي، فماذا سيكون رد ايران؟ قال عراقجي: بشأن آلية الكماشة، اعتقد اننا اوضحنا لجميع المشاركين في الاتفاق النووي، بأن آلية الكماشة وعودة قرارات مجلس الامن السابقة، هو خط احمر لإيران. فإذا كان جزاء ايران بعد كل هذا التعامل والتفاوض والتعاون مع الوكالة هو إخضاعها مرة اخرى للفصل السابع (لميثاق الامم المتحدة)، فهذا بمعنى ان "عقيدتنا النووية" كانت خاطئة، وأن علينا ان نعيد النظر في سياستنا وعقيدتنا النووية.
خطط الاستيطان الجديدة.. كشف النقاب عن صفقة القرن التي يُخطط لها في الخفاء
كشفت العديد من المصادر الإخبارية خلال الأيام القليلة الماضية، عن جولة جديدة لبناء مستوطنات صهيونية في الأراضي المحتلة.
في الواقع، أعلنت منظمة "السلام الآن" الصهيونية أن الكيان الصهيوني قد أصدر تصريحاً لبناء 2342 وحدة سكنية جديدة في منطقة الضفة الغربية وتبعاً لذلك التصريح، فلقد تقرّر بناء 182 من تلك الوحدات السكنية في مستوطنة صهيونية تقع بالقرب من مدينة "أريحا".
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال الجديدة التي تنوي "تل أبيب" القيام بها، جاءت في وقت لم يتمكن فيه القادة الإسرائيليون من تشكيل حكومة تدير البلاد التي باتت تعيش فراغاً سياسياً، وفي وقت زادت فيه احتجاجات الفلسطينيين وحتى بعض الدول الأوروبية على بناء المزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة.
إدانات أوروبية لبناء مستوطنات صهيونية جديدة في الأراضي المحتلة
كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الاتحاد الأوروبي أدان بشدة يوم الاثنين الماضي، موافقة السلطات الإسرائيلية في شهر أكتوبر الماضي على بناء المئات من الوحدات السكنية في مستوطنات غير قانونية بالضفة الغربية.
وقال الاتحاد، في بيان صادر عن المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية نشر عبر موقعها الإلكتروني: "في شهر أكتوبر الماضي، وافقت السلطات الإسرائيلية على بناء أكثر من 2000 وحدة سكنية في مستوطنات غير قانونية في الضفة".
وبيّن الاتحاد ثبات موقفه من سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وقال "يظلّ موقفنا ثابتاً لا يتغير.. كل الأنشطة الاستيطانية من قبل تل أبيب نعتبرها غير قانونية، وذلك بموجب القانون الدولي، هذه النشاطات تقوّض قابلية حل الدولتين واحتمالات السلام الدائم في المنطقة، كما أكدت الأمم المتحدة من جديد قرار مجلس الأمن 2334، كما دعا الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية إلى إيقاف جميع النشاطات الاستيطانية، بما فيها إنشاء نفق لربط المستوطنات ببعضها، محذراً من عواقب هذه الخطوة.

ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن الحكومة البريطانية بدورها أدانت يوم الثلاثاء الماضي، مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "تدين بريطانيا قرار السلطات الإسرائيلية الأخير بشأن تطوير أكثر من 2300 وحدة سكنية في جميع أنحاء الضفة الغربية"، وأكدت أن بناء المستوطنات أمر غير شرعي بموجب القانون الدولي ومن شأنه تقويض فرص حل الدولتين، داعية "إسرائيل" إلى وقف مثل هذا العمل المضاد، ومن جهتها أدانت فرنسا القرارات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بالموافقة على بناء 2342 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية وأعمال البنية التحتية، بالقرب من بيت لحم.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها: "إن هذه القرارات هي جزء من سياق مثير للقلق يتمثّل في تسارع الاستعمار في الضفة الغربية والقدس، وتقويض الظروف لسلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين"، داعية السلطات الإسرائيلية إلى التخلي عن هذه المشاريع.
بناء المستوطنات: رمز للاحتلال وانتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن والقوانين الدولية
يمكن اعتبار جولة بناء المستوطنات الجديدة التي ينوي الكيان الصهيوني القيام بها في الأراضي المحتلة رمزاً مهماً لانتهاك القانون الدولي.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد مساء الجمعة 23 كانون الأول 2016 القرار رقم 2334 الذي كرر مطالبة "إسرائيل" بأن توقف فوراً وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وهو القرار الذي رحّبت به السلطة الفلسطينية ودول عدة، في وقت أثار سخط "إسرائيل" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ويؤكد القرار عدم شرعية إنشاء "إسرائيل" للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ويعدّ إنشاء المستوطنات انتهاكاً صارخاً بموجب القانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل، كما طالب القرار بوقف فوري لكل الأنشطة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأوضح أن أي تغييرات على حدود عام 1967 لن يعترف بها إلا بتوافق الطرفين. وأكد القرار على التمييز في المعاملات بين "إسرائيل" والأراضي المحتلة عام 1967.
الكيان الصهيوني يقوم بتنفيذ صفقة القرن بهدوء
يمكن اعتبار الجولة الجديدة من بناء المستوطنات الصهيونية علامة ملموسة على تنفيذ صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قبل عدة أشهر، بشكل هادئ وفي الخفاء وهذا الشيء تؤكده تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني السابق "بنيامين نتنياهو"، الذي قال بأنه سيكشف النقاب عن صفقة القرن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد.
في الواقع، تم لقد تم تأجيل عملية الكشف عن هذه الصفقة بعد فشل الخطة الأمريكية في استقطاب الإرادة الإقليمية والدولية لدعم هذه الصفقة المشؤومة في العاصمة البحرينية "المنامة" في أواخر يونيو 2019، وفي وقتنا الحالي، وعلى الرغم من أن عملية تشكيل الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تواجه العديد من العقبات الكبيرة، وعلى الرغم من أن الفراغ السياسي سوف يستمر لفترة طويلة في الساحة السياسية لهذا البلد، إلا أنه وفقاً للاتفاقيات السابقة، بدأت خلال الفترة الماضية عملية تنفيذ "صفقة القرن" في السر.

سياسة السقف الأوروبي المزدوج
ليس هناك شك في أن الجولة الجديدة من بناء مستوطنات صهيونية في الأراضي المحتلة جاءت بإذن مباشر وإضاءة خضراء من قبل أمريكا، ولكن الموضوع الأكثر أهمية هنا، هو سياسة النفاق التي اتبعها الاتحاد الأوروبي على مدار الأعوام القليلة الماضية، حيث كانت الدول الأوروبية دائماً تعارض بناء المزيد من المستوطنات الصهيونية، لكن يجب ألّا ينسى المرء أن هذا النهج كان مجرد كلام ولم يكن له أي تأثير لمنع الكيان الصهيوني من التوقف عن قمع أبناء الشعب الفلسطيني.
وهنا تجدر الإشارة أنه إذا فرضت الدول الأوروبية عقوبات أو قامت بممارسة مستوى من الضغط الحقيقي على الكيان الصهيوني، فإنه يمكن اعتبار تصريحاتهم تلك بأنها حقيقية وأنهم يريدون فعلاً مساعدة الشعب الفلسطيني، وإلا فإن سياسية المعارضة في الكلام والتأييد في العمل سوف تؤكد بأن سياسة السقف الأوروبي المزدوج تثبت تواطؤ هذه الدول في الأعمال الوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال الصهيونية وحكومة "تل أبيب" ضد الفلسطينيين.
المصدر.الوقت
تغيير النظام السياسي العراقي من الفكرة إلى الواقع.. هل من الممكن تغييره إلى نظام رئاسي؟
أدّت الجولة الثانية من الاحتجاجات التي خرجت في معظم المدن والمحافظات العراقية في 25 أكتوبر 2019 إلى دخول عملية الاحتجاجات والمظاهرات مرحلة جديدة وفي هذه الجولة الجديدة من الاحتجاجات، أصبحت مسألة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية على الهامش، وتم رفع مستوى المطالب والمطالبة بتغييرات دستورية، وفي غضون ذلك، كان تغيير النظام السياسي إلى رئاسي من أكثر القضايا إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، ولهذا فإننا في مقالنا هذا سوف نسلط الضوء أكثر على هذه القضية الرئيسة التي تدور حول مدى إمكانية تغيير النظام السياسي في العراق وما هي العقبات التي قد تواجه هذا الأمر؟
النظام السياسي العراقي.. هل هو نظام برلماني أم إنه نظام مختلط
ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأنه خلال الفترة الماضية صدرت دعوات من جهات سياسية وشعبية لتغيير النظام السياسي في العراق من برلماني إلى رئاسي، والسبب في ذلك هو المشكلات التي يعاني منها البلد، طبعاً هناك نقاش قديم حول أفضلية الأنظمة السياسية، ولكلٍ منها مؤيد ومعارض، وبشكلٍ عام لا يوجد اتفاق على أفضلية نظام على آخر، فلكل منها محاسن ومساوئ وكل دولة اختارت ما يناسبها من الأنظمة نتيجة ظروف تاريخية مرّت بها، وبعضهم يقول إن النظام الرئاسي يخفف من الصراعات السياسية ويفصل بين السلطات ويحقق استقرار البلدان، لكن هناك تخوف من تحول رأس النظام إلى دكتاتور مثلما حصل في دول الحزب الواحد والدكتاتوريات في أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وهناك من يقول إن النظام البرلماني يمنع تحوّل الحاكم إلى دكتاتور ويحدّ من التعارض بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لكونهما من اتجاه سياسي واحد.

وحول هذا السياق، أكد أحد المسؤولين العراقيين بأن النظام السياسي في العراق هو نظام برلماني، اتحادي وفدرالي بدلالة المادة الأولى من الدستور العراقي ودلالة مواد أخرى واردة في الدستور العراقي، والتي أعطت صلاحيات واسعة للبرلمان، كما أكد هذا المسؤول على أن تعديل الدستور يستوجب تشكيل لجنة برلمانية وأن يكون هناك مقترح من رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، ثم يوافق ثلثي أعضاء مجلس النواب، ليعرض الموضوع على الاستفتاء الشعبي.
وفي السياق ذاته، لفت هذا المسؤول إلى أنه بالنسبة للحالة العراقية ولتلافي أخطاء الدول الأخرى فمن الأفضل أن يكون التغيير بشكل مدروس وغير متسرّع كما كُتب الدستور، ومن خلال حوار سياسي ومجتمعي موسع تشارك فيه القوى السياسية والشعب، وبالتالي سيختار المواطن عن قناعة راسخة النظام السياسي المناسب، مثلما فعل الشعب الإيراني عندما وافق على تحويل النظام إلى رئاسي عام 1989 بينما لم يوافق الشعب البرازيلي على تحويل النظام إلى برلماني عام 1993.
متطلبات تغيير النظام البرلماني إلى رئاسي
لا يمكن تغيير النظام السياسي في العراق من البرلماني إلى الرئاسي، إلا من خلال إجراء استفتاء وتأييد للإصلاحات من خلال تصويت الشعب العراقي المباشر في جميع المحافظات الـ 18، وفي هذه المرحلة، إذا صوت ثلثا سكان ثلاث محافظات عراقية على عدم إجراء تعديل دستوري، فإن مسألة تغيير النظام سوف تنتهي في هذا اللحظة.
مقومات تغيير النظام السياسي في العراق
بالنظر إلى شبكة التحولات المعقدة في الساحة السياسية العراقية بين الحكومة والشعب في هذه المرحلة الزمنية، يمكن قراءة عدد من المقومات التي ستساعد على تغيير النظام البرلماني إلى رئاسي.
1- تنفيذ مطالب المحتجين وتهدئتهم: مما لا شك فيه أن الحكومة العراقية في وقتنا الحالي لا يمكنها تلبية جميع مطالب المحتجين وذلك لأن مطالبهم تشمل قدراً هائلاً من التغييرات بعيدة المنال لأي حكومة حالية.
يذكر أن التغييرات في الهيكل الاقتصادي والاجتماعي هي عملية طويلة الأجل لا يمكن تنفيذها بسرعة وخلال فترة زمنية صغيرة، لذلك فإن التغييرات السريعة والملموسة هي فقط التي يمكن أن تهدئ المحتجين الآن.
2. دعم التيارات السياسية الشيعية: إن تغيير النظام البرلماني إلى نظام رئاسي سوف يصبّ في مصلحة أبناء الطائفة الشيعية، وذلك لأن الشيعة يشكلون الاغلبية بين أبناء الشعب العراقي بنسبة تتراوح بين 60 و 65 في المئة، وبهذا الأمر يمكن القول بأن الشيعة سيتفوقون بسهولة على الأقليات العراقية الأخرى في أي عملية ديمقراطية.

معوقات تغيير النظام السياسي
1. انهيار نظام الحكومة الائتلافية في العراق: في معظم الدول ذات التعددية العرقية، يتم استخدام نظام الائتلاف الحكومي لإدارة النظام السياسي في البلاد ويمكن رؤية هذا النظام بشكل واضح في نظام الحكم اللبناني، وفي العراق، بعد سقوط النظام البعثي، تم وضع نفس هذا النموذج الحكومي الائتلافي وتم تشكيل حكومة ائتلاف وطنية لإدارة العراق وتم تقسيم المناصب العليا في هذا النظام السياسي أيضاً على أساس أن الشيعة يتولون منصب رئاسة الوزراء، والأكراد يتولون منصب رئاسة الجمهورية والعرب السنة يتولون منصب رئاسة البرلمان.
2- إمكانية رفض تغيير النظام السياسي من قبل الأكراد: مما لا شك فيه أن أهم عقبة أمام تغيير النظام السياسي إلى نظام رئاسي تتمثل في معارضة الأكراد، ووفقاً للدستور العراقي، قبل القيام بأي تعديلات دستورية يجب عرضها أولاً للاستفتاء الشعبي، والنقطة المهمة هنا هي أنه لن تتم الموافقة على أي تعديل دستوري إذا اعترض عليه ثلثا سكان المحافظات العراقية الثلاث.
3- صعوبة إقناع العرب السنة بإجراء تغييرات في هيكل السلطة: بالإضافة إلى الأكراد، قد يصبح العرب السنة في نهاية المطاف معارضين للنظام السياسي، في الواقع، يمكن إعطاء الأكراد بعض المناصب العليا في الدولة مثل منصب رئاسة البرلمان وذلك لإقناعهم بإجراء تعديلات دستورية وتغيير النظام الحاكم في البلاد إلى نظام رئاسي ولكن العرب السنة سوف يشعرون بالقلق من وقوعهم ضحية لمثل هذه التسوية، لذلك قد يعارضون في النهاية تغيير النظام السياسي، أو على الأقل سيطالبون ببعض الضمانات الأساسية لحقوقهم.
المصدر.الوقت
تعقيدات النظام الأمني للخليج الفارسي ومبادرات الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية
الوقت - خلق ظهور المحافظين الجدد في أمريكا وهجمات الحادي عشر من سبتمبر، فصلاً جديداً من انعدام الأمن والحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي،ومع ذلك، فقد أدى الاكتفاء الذاتي لأمريكا في إنتاج النفط وسياسات ترامب في تخفيف عبء الإنفاق والالتزامات الأمنية الأمريكية في المنطقة والعالم، إلى دفع الجهات الفاعلة الرئيسة ذات المصلحة في تطورات الخليج الفارسي لملء الفراغ الناشئ، نحو إنشاء آليات أمنية جديدة ومبادرات جديدة لإدارة النظام الأمني والاقتصادي في منطقة الخليج الفارسي، ورغم أنه يقال إنهم يتشاركون هدفاً مشتركاً هو الأمن الإقليمي، ولكن لكل منهم مقاربة ونتائج مختلفة، سنستعرض فيما يلي أهم الخطط المعلنة لحماية أمن الخليج الفارسي.
التحالف البحري الأمريكي
الخلفية: بعد أن رفضت أمريكا تمديد إعفاءات إيران النفطية في مايو، نشرت في الوقت نفسه تقارير مزيفة عن جهود إيران لإثارة التوترات في المنطقة، ومن خلال خلق هذه الأرضية، وانفجارات ميناء الفجيرة والهجوم على السفينة اليابانية في الخليج الفارسي، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية في حينه الجنرال "جوزيف دانفورد" عن تحالف بحري في الخليج الفارسي لحماية الأمن الإقليمي وحرية الملاحة، ثم طلبت أمريكا من 60 دولة الانضمام إلى هذا التحالف، ومنذ البداية أعلنت ألمانيا وإسبانيا أنهما لن تنضما إلى التحالف، وبدأ التحالف العمل رسمياً في 7 سبتمبر.
الأهداف: 1- خلق الإجماع العالمي ضد إيران 2- تغيير سلوك إيران تحت غطاء عمليات الحراسة ومرافقة السفن 3- طمأنة حلفاء أمريكا بشأن حمايتهم والدفاع عنهم 4- إنشاء الأمن البحري والجوي على أساس مصالح حلفاء أمريكا.
النتائج:
1- من بين 60 دولة، هناك سبع دول فقط انضمت إلى هذا التحالف، هي السعودية والإمارات والبحرين والكيان الإسرائيلي وبريطانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية، وجود الدول الأربع الأولى الموجودة في غرب آسيا والمنطقة لا يضيف أي جديد بالنسبة للتحالف، لأن الدول الأربع حليفة لأمريكا ولعبت دوراً مباشراً في توترات الخليج الفارسي، ولذلك واجه هذا التحالف الفشل عملياً. وبحسب ما قاله وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر"، فإن دول حلف شمال الأطلسي لم تدعم التحالف أيضاً.
2- في نتيجة عكسية، لم يساعد هذا التحالف في توفير الأمن فحسب، بل شجَّع السعودية على السعي إلى الانتصار في الحرب اليمنية بجرأة أكبر، ما أدى بدوره إلى تكثيف ردود أفعال أنصار الله، مثل الهجوم على منشآت نجران النفطية وأرامكو.
التقييم:1- السبب الأكثر أهميةً لفشل التحالف البحري الأمريكي، هو أنه قام على أهداف سياسية، وليس على أهداف أمنية حقيقية.2- كانت الدول الرئيسة المشاركة في التحالف هي السبب الرئيس للتوتر في المنطقة.3- الفرق في تعريف الأمن والاستقرار في الخليج الفارسي من وجهة نظر أوروبا وأمريكا، هو أحد تحديات هذا التحالف.
تسعى أمريكا إلى الضغط غير المعقول على إيران، وهي محمية من التوترات الجيوسياسية والهجرة في المنطقة، لكن أوروبا عرضة للأزمات، كذلك لا تحتاج أمريكا إلى واردات الطاقة من الشرق الأوسط إذ تنتج أكثر من 12 مليون برميل من النفط، وهي تسعى إلى بيع أمن مزيف إلى حلفائها في المنطقة من خلال إيران فوبيا، في حين أن أوروبا تحتاج إلى مصادر الطاقة المختلفة.4- لا يقدّم هذا التحالف أي طريقة عملية ومتخصصة لبناء السلام والأمن في الخليج الفارسي، ومن الناحية العسكرية، فإنه غطاء لضعف أمريكا في عمليات إزالة الألغام في الحروب المحتملة.
الكيان الإسرائيلي وخطة معاهدة عدم الاعتداء
الخلفية: بعد أسبوعين من تقديم مبادرة هرمز للسلام من قبل إيران، اقترح الكيان الإسرائيلي معاهدة عدم اعتداء مع الدول الخليجية، ووصف وزير خارجية الكيان "يسرائيل كاتس" الخطة بأنها مبادرة وخطوة تاريخية نحو "إنهاء النزاعات".
الأهداف: نظِّمت هذه الخطة في أربعة بنود، يؤكد البند الأول على تطوير الصداقة والتعاون بين "إسرائيل" والدول الخليجية على أساس القانون الدولي، يقترح البند الثاني اتخاذ "تدابير فعالة ومؤثرة" لضمان تجنّب أعمال مثل الحرب والعداء والتخريب والتحريض ضد بعضهم البعض، بموجب البند الثالث من هذه الخطة، لن ينضم أي من الطرفين (الكيان الإسرائيلي والدول الخليجية) إلى أي ائتلاف أو منظمة أو تحالف مع دولة ثالثة ذات طبيعة عسكرية أو أمنية، ولن يتعاون أي منهما مع هذه التحالفات والمنظمات ولن يقدّم الدعاية لها، ويقترح البند الرابع حلّ جميع النزاعات بين الطرفين من خلال التشاور.
التقييم:
1- الغرض الرئيس من هذا الاقتراح هو إحباط مبادرة هرمز للسلام وتحسين العلاقات بين إيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون، وليس لتوفير أمن الطرفين، لذلك ليست لديه مزايا أمنية للدول العربية.
2- يسعى الكيان الإسرائيلي إلى ذرائع لتطبيع العلاقات مع الدول العربية، ويبحث عن تحقيق تطلعات لا يمكن تحقيقها، لذلك في شرح الاقتراح، أعرب "كاتس" عن أمله في أن تعزز الاتفاقية التعاون المدني مع الدول العربية، وتؤدي في النهاية إلى السلام مع الفلسطينيين، إن اقتراح السلام هذا، مع وجود أغلبية الجماعات اليمينية المتطرفة في الكيان الإسرائيلي والنظام البرلماني للكيان، والذي كان المتطرفون الدينيون يحتلون دائماً أكبر عدد من المقاعد فيه، غير عملي من حيث موارد السياسة الخارجية وصنع القرار.
3- إن أربعة عقود من العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية، تشير إلى كون الكيان الإسرائيلي غير موثوق به، والأدلة على ذلك، الحروب العربية الإسرائيلية، احتلال مرتفعات الجولان ومحاولة إضفاء الطابع الرسمي عليها، حلم "من النيل إلى الفرات" في أيديولوجية وتاريخ تشكيل هذا الكيان، الذي كان في الأساس السبب الرئيس للتوتر في المنطقة.
إن تحريض أمريكا وإعطاء معلومات خاطئة لغزو العراق في عام 2003، والغارات الجوية المتكررة على أجزاء من سوريا كدولة عربية، والهجوم الأخير على قاعدة الحشد الشعبي في العراق، يدل على أن مثل هذه المعاهدة الأمنية مع الكيان الإسرائيلي مستحيلةً عملياً، وفي هذا الصدد، ذكرت قناة "روسيا اليوم" في تقرير، أنه وفقاً لاستطلاعات الرأي، يعتقد 65٪ من المشاركين أن هذه الخطة قد فشلت.
4- يسعى الكيان الإسرائيلي إلى الاستفادة القصوى من رئاسة ترامب لإضفاء الطابع الرسمي على ما احتله في فلسطين، في هيئة صفقة القرن، ولذلك، يحاول من خلال هذه الاتفاقية والحضور في المؤتمرات الأمنية للدول العربية، منع أي مصالحة بين دول المنطقة وإيران حتى يتم تنفيذ صفقة القرن، لأنه بعد إزالة التوتر بين الدول العربية وإيران، سيتضاءل توجُّه هذه الدول إلى الكيان الإسرائيلي ودعمها لصفقة القرن.
خطة مبادرة هرمز للسلام
الخلفية:
مع تكثيف الوجود الأمريكي في الخليج الفارسي، ازدادت التوترات في المنطقة، مع توجيه أصابع الاتهام إلى إيران في كل مرة. فاقترح وزير الخارجية الإيراني معاهدة عدم اعتداء مع الدول العربية في يونيو، على هذه الخلفية، قدّم الرئيس الإيراني "حسن روحاني" مبادرة هرمز للسلام، التي تضم المزيد من الدول والمنظمات، في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
يدور المشروع، الذي يطلق عليه أيضاً "تحالف هرمز للأمل والسلام"، حول شراكة جماعية طويلة الأجل في منطقة الخليج الفارسي، مع المحتوى الأمني والاقتصادي والقانوني الثلاثي.
تدعو الفقرة 8 من القرار الأممي 598، الأمين العام للأمم المتحدة إلى النظر في سبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، من خلال التشاور مع إيران والعراق ودول إقليمية أخرى.
لذلك، فإن الخطة، التي تتضمن وجود الأمم المتحدة والمزيد من البلدان، تستند إلى الفقرة المذكورة أعلاه من القرار، وقد دعت جميع بلدان منطقة الخليج الفارسي وكذلك الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وأمريكا إلى تشكيل تحالف واحد من أجل السلام، وفي هذا الصدد، أعلن روحاني في حديث مع المراسلين قبل الذهاب إلى نيويورك، أن "مبادرة هرمز للسلام" رغم أنها خطة أمنية في المقام الأول، ولكن ستكون لها أبعاد اقتصادية وسياسية أيضاً.
مزايا وعقبات خطة هرمز للسلام:
1- الحل الرئيس لأمن الخليج الفارسي هو داخلي، ويجب توفيره من قبل دول المنطقة التي ترتبط مصالحها الجيوسياسية والجيو اقتصادية بالأمن الإقليمي. "
باري بوزان" أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن ومنظر المجمعات الأمنية الإقليمية، يعتبر أن الحملات الأمنية الإقليمية التي تدعو فيها عدة دول إلى وجود قوة أجنبية عبر إقليمية لتوفير الأمن ضد دول أخرى في المنطقة، هو السبب الرئيس لتعريض الأمن للخطر في نظام أمني فرعي، بناءً على ذلك، تسعى إيران إلى ترتيبات أمنية مع جميع دول المنطقة وجميع أعضاء مجلس الأمن، وتتضمن مبادرة هرمز للسلام، بالإضافة إلى توطين الأمن، آليةً للحدّ من التسلح لمنع التنافس على الأسلحة بين الدول، ما يسمح للحكومات الإقليمية بمزيد من الإنفاق على التنمية الاقتصادية وتحسين رفاهية مواطنيها.
2- يقترح المنظر المعروف "ديفيد ميتراني" إقامة علاقات اقتصادية بين الدول لخلق سلام دائم، بناءً على هذه الحاجة، تعتمد مبادرة هرمز للسلام على العلاقات الاقتصادية للبلدان واحتياجاتها المتبادلة، وبالتالي يمكن أن تكون خطة سلام طويلة الأجل، وتبرر وتسهّل انضمام الاقتصادات الناشئة والكبيرة مثل الصين والهند واليابان.
3- يتم تشكيل مبادرة هرمز للسلام على أساس الحوار، ويتناول أيضاً الأسباب الجذرية والنفسية لعدم الاستقرار في المنطقة، وفي هذا الصدد، قال "محمد جواد الظريف" في مقال نُشر في جريدة الرأي الكويتية: "تعاني منطقتنا من فقر الخطاب الإقليمي الشامل في مختلف المجالات، والذي يمكن أن يقضي بشكل دائم على جذور السلام والازدهار، إن منطقتنا بحاجة إلى خطاب بين دول الإقليم أكثر من الاتهامات والخطابات القاسية والتنافس التسليحي".
4- يظهر دعم مختلف القوى الكبرى، مثل ألمانيا وروسيا والصين، لمبادرة هرمز للسلام، أن مبادرة هرمز للسلام، على عكس الخطط الأمريكية، قد أخذت بعين الاعتبار تعاريف الدول المختلفة واهتماماتها الأمنية.
كتب مركز الفكر الأطلسي عن خطة هرمز للسلام: "يمكن أن تكون هذه الخطة بدايةً لمناقشة واسعة النطاق لقضايا الأمن والتعاون في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك أمن الطاقة، الحد من التسلح، تدابير بناء الثقة، العقود العسكرية، إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ومعاهدة عدم الاعتداء في مضيق هرمز، بالإضافة إلى ذلك، تسعى مبادرة الأمل إلى تشكيل مجموعة عمل مشتركة معنية بقضايا مختلفة توفر تدابير عملية لتوسيع التعاون تدريجياً في مجالات الإنذار المبكر والوقاية وحل النزاعات، مكافحة الاتجار بالمخدرات والبشر، الاستثمارات المشتركة في الطاقة، العبور والنقل وكذلك التعاون في مجال الأمن السيبراني.
5- تماشي مبادرة هرمز للسلام مع خطة موسكو، بعد الإعلان عن مبادرة هرمز للسلام، قال نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف" بهذا الصدد: "نحن نؤيد أفكار شريكتنا إيران، هذه الخطة تتماشى مع اقتراح روسيا الذي هو "الخطة الأمنية الجماعية" في المنطقة".
التحديات والعقبات
تتمثل تحديات هذه الخطة في الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية المثيرة للتوتر في المنطقة. ترامب، وعلى الرغم من ضغوط الكونغرس، يرفض وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، وتنافس البلدان في مناطق مثل اليمن يخيِّم على نجاح خطط السلام في الخليج الفارسي.
رغم إدراك الكيان الإسرائيلي لتأثير الحرب اليمنية على خطط السلام في الخليج الفارسي والجهود الأخيرة التي بذلتها إيران وبعض الدول لنزع فتيل التوتر في اليمن، يسعى الكيان إلى تكثيف الصراع في اليمن. في 6 نوفمبر، أعلن نتنياهو أن إيران تسعى إلى نشر الصواريخ في اليمن لاستهداف "إسرائيل".
بعد تقديم مبادرة هرمز للسلام، اقترح ال;يان الإسرائيلي على عجل معاهدة عدم اعتداء على الدول العربية، وهذا يدل على أن ال;يان يشعر بقلق عميق بشأن علاقات إيران المواتية مع الدول الخليجية، ويسعى إلى سوق بلدان المنطقة نحو اتفاقيات وهمية أو خلق التردد في الانضمام إلى مبادرة هرمز للسلام. هذا في حين أن الكيان الإسرائيلي لا يمكنه وحده الإخلال بالمنطقة وتعطيل مسار خطط السلام، دون دعم أمريكا.
خطة السلام العراقية
الخلفية: لقد أثر تصاعد التوترات في الخليج الفارسي على العراق. على سبيل المثال، عندما أرسلت أمريكا حاملة طائرات "أبراهام لينكولن" وأربعة قاذفات بي 52 إلى الخليج الفارسي في مايو، نقل إلى دبي موظفي شركة "إكسون موبيل" واحدة من أكبر شركاتها النفطية أيضاً، هذه الخطوة غير المتوقعة ألقت بظلالها على صناعة النفط العراقية وأثارت بعض المخاوف، من مايو إلى أكتوبر، أي خلال خمسة أشهر، شهدت المنطقة الخضراء الدبلوماسية الحساسة في بغداد ثلاث هجمات صاروخية من مصادر غير معروفة. بالإضافة إلى ذلك، نظراً لحاجة العراق إلى الغاز والكهرباء الإيرانيين، مع تزايد التوترات، سعت أمريكا دائماً إلى الضغط على العراق لخفض واردات الغاز والكهرباء من إيران، وكان آخرها في سبتمبر عندما قال وزير الكهرباء العراقي "لؤي الخطيب" إن العراق بحاجة إلى الغاز الإيراني لمدة أربع سنوات أخرى على الأقل، بالنظر إلى علاقات العراق المتوازنة مع إيران والسعودية و أمريكا، وتضرره من المنافسة والتوتر في المنطقة، اقترح الرئيس العراقي "برهم صالح" في 27 سبتمبر أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في اجتماعاته الهامشية مع مسؤولي مختلف البلدان العربية والأوروبية وكذلك أمريكا، اقترح عقد مؤتمر في بغداد للحدّ من التوترات بين طهران وواشنطن.
أهداف الخطة: في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال برهم صالح إن بغداد بحاجة إلى تعزيز العلاقات مع طهران، وإذ شدد على قلق بغداد إزاء التوترات المتزايدة، أعلن أن الهدف من وراء مقترح مؤتمر بغداد هو تشكيل هيكل سياسي وأمني واقتصادي جديد، مع عضوية دول المنطقة لحل المشكلات الحالية وتمهيد الطريق للتقدم السياسي والاقتصادي، وفي وقت سابق، سافر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى السعودية وزعيم تيار "الحكمة" الوطني السيد عمار حكيم إلى الإمارات، للمضي قدماً بالمحادثات حول مؤتمر بغداد وتخفيف حدة التوتر.
فوائد خطة العراق:
1- يذكِّر مقترح برهم صالح بمؤتمر بغداد الأمني في مارس 2006 برئاسة نوري المالكي. حضر هذا المؤتمر ممثلون عن إيران والولايات المتحدة والجامعة العربية والسعودية وسوريا.
كان هذا الاجتماع أحد أكثر الاجتماعات الأمنية نجاحاً، حيث توصلت الجهات الفاعلة ذات الأهداف والمقاربات المختلفة والمتضاربة إلى نتائج قريبة بشأن تحقيق الاستقرار في العراق ومكافحة الإرهاب، والآن الوضع هو نفسه بالنسبة لأمريكا، إذ يعتزم ترامب، مثل بوش في ذلك الوقت، مغادرة العراق وأفغانستان. وبالنظر إلى القواسم الجيوسياسية المشتركة بين إيران والعراق، فمن المستحيل تحقيق الاستقرار في العراق دون مساعدة إيران.
2- أحد أعذار ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، كان نفوذ إيران في المنطقة وخاصةً العراق، لكن النظرة الواقعية تظهر أن قطع الحضور الإيراني في بغداد سيخلق حالة من انعدام الأمن لا يمكن السيطرة عليها. لذلك، سيساعد مثل هذا المؤتمر في بغداد في تقريب وجهات نظر الجهات الفاعلة المتخاصمة في الوصول إلى تعريفات منسجمة للأمن في العراق والمنطقة، والتي يمكن أن تساعد أيضاً في تأمين الخليج الفارسي.
3- يتمتع العراق بعلاقات دبلوماسية وشراكات سياسية واقتصادية مع أربع جهات فاعلة هي الإيرانية والأمريكية والإماراتية والسعودية، ويمكنه المساعدة في تحقيق هذا التقارب، بينما يحتاج العراق إلى صادرات النفط مثل الدول الثلاث الأخرى في المنطقة.
التحديات: 1- إن الهشاشة الاقتصادية والأمنية المفرطة للعراق تضعف موقفه لتقديم مثل هذه الخطة، لأن الاحتياجات الأمنية للعراق غير متماثلة بالمقارنة مع الدول الأخرى.2- من ناحية أخرى، لم تظهر بغداد أي جهود متواصلة أخرى سوى زيارة عمار حكيم وعبد المهدي إلى الإمارات والسعودية.3- لا تزال السعودية والإمارات تأملان الانتصار في حرب اليمن، لتدخلا في المحادثات الأمنية مع مزيد من الأوراق الرابحة.
خطة الأمن الجماعي الروسية
الخلفية: قدمت وزارة الخارجية الروسية في الأول من أغسطس وثيقة "مفهوم الأمن الجماعي في الخليج الفارسي" للدبلوماسيين الأجانب، تعود المخاوف الأمنية الروسية في الخليج الفارسي إلى التسعينيات، وإلى الأحداث التي أعقبت الغزو الأمريكي لأفغانستان، في ذلك الوقت، كانت روسيا تركز فقط على العمل العسكري الأمريكي، ولم تقدم خطةً متعددة الأبعاد وقابلةً للتنفيذ؛ ومن ناحية أخرى، قامت أمريكا خلال عهد بوش بتقييم الدول التي لم تكن متحالفةً مع الإجراءات الأمريكية الأحادية الجانب كأعداء لأمريكا، طرحت موسكو الإطار التوافقي للوثيقة الجديدة كما يلي: "في الوقت الحاضر، هناك حاجة إلى عمل فعّال وحيوي على المستويين الإقليمي والدولي، لزيادة تحسين واستقرار الأوضاع في الخليج الفارسي، والتغلب على الظروف المتأزمة الطويلة الأمد في المنطقة".
وبالتالي، فإن الوثيقة الجديدة تراعي مصالح مختلف الجهات الفاعلة، وتؤكد: "يمكن تحقيق إجراءات عملية لإنشاء نظام أمني في الخليج الفارسي، من خلال المشاورات الثنائية والمتعددة الأطراف بين المجموعات ذات الصلة، والتي تشمل دولاً داخل أو خارج المنطقة، أو منظمات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي".
أهداف الخطة
1- الهدف طويل الأجل لهذه الوثيقة هو إنشاء منظومة الخليج الفارسي الأمنية، مع اتباع نهج تدريجي ومتعدد الأطراف، والمراعاة الصارمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.2- منع الصراع المسلح.3- خلق شرق أوسط ناجح وديمقراطي من خلال دعم السلام والتعايش بين الأديان.4- محاربة التهديدات الإرهابية من خلال تعبئة الرأي العام للمسلمين والبلدان الأخرى.5- تقليل الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة.6- تعزيز نظام عدم الانتشار النووي في غرب آسيا على أساس معاهدة حظر الانتشار النووي، لتحقيق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
تمهيدات للإجماع
بالنظر إلى أن الخليج الفارسي هو نقطة النهاية ونتيجة للتوترات، وليس نقطة البداية، لذلك تقترح روسيا حل القضايا التي تؤدي إلى نقل الخلافات إلى الخليج الفارسي كمقدمة وخطوات أولى، وهي تشمل:1- حل الأزمات في المناطق القريبة من الخليج الفارسي، بما في ذلك العراق واليمن وسوريا.2- التزام جميع الأطراف بالاتفاقيات المتعلقة بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة"(الاتفاق النووي).3- حل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية كعامل رئيس في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.4- تنفيذ خطة طويلة الأجل لتطبيع الوضع، تعزيز الاستقرار والأمن، حل النزاعات، تحديد المقترحات الرئيسة وطرق تنفيذ المهام ذات الصلة.
أحكام الخطة
ما تتابعه روسيا في الخطوات التالية، هو التصديق على اتفاقات بين الأعضاء لتشكيل آلية أمنية في الخليج الفارسي، وهذه الأحكام تشمل:
1- احترام سيادة وسلامة أراضي دول المنطقة.
2- عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة لحل النزاعات.
3- قبول الالتزامات المتبادلة والشفافية في المجال العسكري.
4- إنشاء الخطوط الخاصة، تبادل الإعلانات المبكرة عن التدريبات العسكرية والرحلات الجوية، تبادل المراقبين، تبادل المعلومات حول مشتريات الأسلحة والقوات المسلحة.
5- الالتزام بحل النزاعات الإقليمية والحدودية من خلال الحوار فقط، أو غيره من الوسائل السلمية القائمة على الالتزامات الدولية.
6- توقيع اتفاقيات بشأن مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة والجريمة المنظمة.
7- اتخاذ تدابير مشتركة لبناء الثقة مع البلدان الإقليمية والبلدان الأخرى.
8- التزام جميع الدول بالقوانين الدولية، وخاصةً ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
مزايا وعيوب الخطة الروسية:
من بين فوائد هذه الخطة هي أخذها بعين الاعتبار المصالح الأمنية لجميع الدول المعنية في الخليج الفارسي، وتوافقها مع الميثاق والقانون الدوليين، كذلك، روسيا كعضو في مجلس الأمن، يمكنها متابعة تنفيذ الخطة من خلال مجلس الأمن، وبعد 8 أيام من نشر الخطة الروسية، قدمت موسكو هذه الخطة عبر رسالة إلى مجلس الأمن لمزيد من التدقيق والموافقة من قبل الأعضاء الآخرين.
من ناحية أخرى، يعد الموقع الإيجابي لروسيا بين الدول والمنظمات التي ستنضم إلى الخطة، أحد العوامل التي تساهم في نجاحها. كما سافر بوتين مؤخراً إلى الإمارات والسعودية ووقع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية معهما، والتي من شأنها تعزيز علاقات روسيا مع الأمن المتعدد الأطراف في الخليج الفارسي.
الفائدة الأخرى للخطة هي الاهتمام بدور الصين، الصين هي واحدة من اللاعبين الرئيسيين في الخليج الفارسي، والسعودية كانت دائماً واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط للصين، وتحاول أمريكا غزو أسواق النفط في الصين منذ العام الماضي في تنافس خفي، لذا فإن استعداد الصين لدعم خطط السلام في الخليج الفارسي، سيكون أحد عوامل النجاح لهذه الخطط.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "جانج شوانغ" عن الخطة الروسية: "الصين ترحب بهذه الخطة. يجب أن أنظر في هذه المعلومات ولكن يمكنني تقديم إجابة صحيحة، الوضع في الخليج الفارسي معقد والصين تتابع ذلك عن كثب وبدقة. في الواقع، إن السلام والاستقرار في المنطقة يعودان بالنفع على الجميع".
لإيران موقف جيو استراتيجي حساس، وتقع في منطقة الريملاند، من ناحية أخرى، فهي تقع أيضاً في المنطقة الجيو-إقتصادية للنفط والغاز، حيث لديها احتياطيات الطاقة في كل من شمال وجنوب البلاد. كما أنها أقوى دولة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، ولديها حدود ساحلية مساحتها 2237 كم في محافظة "هرمزجان" فحسب، لذلك، فإن إيران هي محور نجاح مبادرات السلام في الخليج الفارسي، وفي هذا الصدد، فإن الخطة الروسية أكثر نجاعةً بسبب اهتمامها بدور إيران المركزي.
أحد التحديات المهمة لهذه الخطة هو تجاهل الآليات الاقتصادية، لأن الاحتياجات الاقتصادية والأمنية للبلدان الإقليمية وعبر الإقليمية قد صاغت نسيج النظام الفرعي للخليج الفارسي، والاهتمام بالاعتماد المتبادل للجهات الفاعلة سيخلق التقارب والإجماع على قبول خطة السلام، لكن الخطة الروسية تفتقر حتى الآن إلى مثل هذه الآلية الدقيقة.
من ناحية أخرى، لن تتسامح أمريكا مع النفوذ الروسي في الخليج الفارسي، الأمر الذي يعدّ عقبةً رئيسةً أمام الدول الخليجية لتلعب دورها في ترتيبات موسكو الأمنية في الخليج الفارسي.
من بين جميع خطط السلام والأمن المقدمة، فإن خطتي السلام الإيرانية والروسية لديهما القدرة والقابلية للتنفيذ، وهذان المشروعان متكاملان ومنسجمان، ويلبيان مصالح أقطاب القوة المهمة مثل الصين والاتحاد الأوروبي، الذين هم في أمس الحاجة إلى الأمن في الخليج الفارسي، كما دعمت دول المنطقة مثل العراق والكويت وسوريا وعمان خطة إيران حتى الآن، وفي آخر الأخبار، تحدثت وسائل الإعلام عن رسالة إيجابية من السعودية والبحرين رداً على رسالة الرئيس الإيراني حسن روحاني للمضي قدماً بخطة هرمز للسلام
المصدر.الوقت
"اللقاء الوطني"...أول عقبة في طريق الانتخابات الفلسطينية (تحليل)
لا يبدو طريق الانتخابات الفلسطينية، مُعبّدا، حيث سرعان ما اعترضتها عقبة "اللقاء الوطني"، إثر نشوء خلاف حول توقيت عقده، قبل أو بعد، إصدار المرسوم الخاص بإجرائها.
غزة/ نور أبو عيشة -
- الفصائل الفلسطينية وحركة حماس، تسلمت الثلاثاء رد الرئيس الفلسطيني حول الانتخابات
- ينص على الرد إصدار المرسوم الرئاسي أولا، ومن ثم عقد اللقاء الوطني، بخلاف ما كانت تدعو إليه الفصائل بضرورة عقد اللقاء أولا لبحث آلية إجراء الانتخابات ومآلاتها.
- في 28 أكتوبر، أعلنت "حماس"، موافقتها على المشاركة في الانتخابات
- اتفقت الفصائل الفلسطينية مع اللجنة، في 27 أكتوبر، على إجراء الانتخابات التشريعية أولا
لا يبدو طريق الانتخابات الفلسطينية، مُعبّدا، حيث سرعان ما اعترضتها عقبة "اللقاء الوطني"، إثر نشوء خلاف حول توقيت عقده، قبل أو بعد، إصدار المرسوم الخاص بإجرائها.
حركة "حماس"، ومعها عدد من الفصائل مثل "الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية"، تطالب بعقد لقاء وطني، خاص ببحث آليات إجراء الانتخابات، قبل إصدار الرئيس الفلسطيني مرسومه الخاص، بعقدها.
لكن رسالة بعثها الرئيس عباس، لحركة حماس، عبر لجنة الانتخابات الرئاسية، نصت على أن اللقاء سيعقد عقب صدور المرسوم.
ولم تصدر حركة حماس، تعقيبا رسميا حول الأمر، لكن مصادر مقربة من الحركة، قالت للأناضول إن قيادة حماس غير راضية عن هذا الأمر، وتناقش سبل الرد.
على الجانب الآخر، رأت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس عباس، أن المصلحة الفلسطينية تقتضي عقب اللقاء بعد صدور المرسوم.
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة حسين الشيخ، الأربعاء في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر"، إن عقد الحوار قبل إصدار المرسوم الرئاسي، يعني "عودتنا إلى المربع الأول، في حوارات طرشان، لا تُفضي إلى أي نتيجة".
واعتبر محللون فلسطينيون، في أحاديث منفصلة لـ"الأناضول"، الخلاف على موعد عقد اللقاء الوطني، أول عقبة في طريق إجراء الانتخابات.
لكنهم قالوا إن بالإمكان تجاوز هذه العقبة إذا توفّرت "الإرادة الحقيقة لإنجاح الانتخابات".
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت "حماس"، في بيان لها، أنها أبلغت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية موافقتها على المشاركة في الانتخابات.
واتفقت الفصائل الفلسطينية مع اللجنة، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على إجراء الانتخابات التشريعية أولا على أن يتبعها الانتخابات الرئاسية، بفارق زمني لا يزيد عن ثلاثة أشهر، حسب بيان سابق صدر عن اللجنة.
وأجريت آخر انتخابات رئاسية في فلسطين العام 2005 وفاز فيها الرئيس الحالي محمود عباس، بينما أجريت آخر انتخابات تشريعية سنة 2006، وفازت فيها حركة "حماس".
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، يرى أن المؤشرات السلبية، تسود أجواء الانتخابات الفلسطينية العامة.
وتابع في حوار للأناضول:" قيادات فصائلية أيضا ذكرت أن لقاء (رئيس لجنة الانتخابات) حنّا ناصر، الثلاثاء، مع الفصائل سادت فيه الأجواء السلبية".
لكنّ إبراهيم يعتقد أن وجود "إرادة حقيقية لإجراء الانتخابات، أمر مهم للتغلب على تلك الأجواء السلبية".
ويعتقد أن تمسّك الفصائل بعقد الاجتماع الوطني قبل إصدار المرسوم الرئاسي، ينبع من خشيتهم من إفراغ اللقاء من مضمونه في حال عقد بعد المرسوم.
وقال في ذلك الصدد:" هناك تخوفات والخشية أن يعلن المرسوم، ويتم البدء بالانتخابات، وفي حال عُقد الاجتماع، سيكون دون جدوى، فلا يستطيع النقاش تذليل العقبات والعراقيل".
وتخشى الفصائل، إلى جانب ذلك، ألا يأخذ الرئيس الفلسطيني بعد إصدار المرسوم بـ"ملاحظاتها حول إجراء الانتخابات"، كما تتخوف من أن لا تكون "مخرجات اللقاء مُلزمة وضرورية".
واعتبر إبراهيم أن المرسوم الرئاسي واللقاء الوطني للتوافق حول آلية إجراء الانتخابات، أمران ضروريان.
وقال:" الاجتماع الوطني للاتفاق على التفاصيل الغامضة، كانتخابات المجلس الوطني (أعلى هيئة تشريعية فلسطينية)، والرقابة على الانتخابات، والأوضاع السياسية، وموضوع الحريات العامة، والمحاكم التي ستبت في الطعون، كل هذه الأمور لا بد أن يتم التوافق عليها".
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن قضية الانتخابات الفلسطينية، قضية إشكالية معروفة مسبقا، "بحيث أن كل طرف يريد أن يُلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر إزاء تعطيل الانتخابات".
وقال عوكل لوكالة الأناضول، إن حماس والفصائل أبدت استعدادها، في البداية، لإجراء انتخابات غير متزامنة، لكن أرفقت ذلك بمطلب يمكن اعتباره شرط وهو "عقد لقاء على مستوى قيادي يناقش الأبعاد السياسية للعملية الانتخابية وأسسها وآلياتها".
واستكمل قائلا:" الفصائل لديها حق في ذلك، من المشروع أن تعرف آلية إجراء تلك الانتخابات ومآلاتها".
لكن حركة "فتح"، ترفض مطلب الفصائل، وتصر على إصدار المرسوم الرئاسي أولا، في خطوة متوقعة، كما قال.
واعتبر عوكل هذا الخلاف الأولي فيما يتعلق بإجراء الانتخابات، جزءا من الخلاف حول المصالحة ومتعلق بالانقسام الفلسطيني الحالي.
وقال إن ذلك الخلاف قد يعتبر مؤشرا قويا على إمكانية "فشل إجراء الانتخابات".
ويعتقد عوكل أن الخروج من حالة الخلافات الداخلية يكمن في ضرورة التوجّه لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام أولا، من ثم إجراء الانتخابات.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، يعتبر أن موقف الرئيس الفلسطيني الأخير، مؤشرا سلبيا حول موقفه من إجراء الانتخابات العامة.
وقال الدجني، في ذلك الصدد، إن إصرار الرئيس عباس على عقد اللقاء الوطني بعد إصدار المرسوم الرئاسي، من شأنه أن يؤدي إلى فشل الانتخابات.
وأشار الدجني في موضوع آخر إلى أن رسالة عباس الأخيرة، تتحدث عن انتخابات المجلس التشريعي، والرئاسة وتغيّب إجراء "انتخابات المجلس الوطني"، الذي يمثل الفلسطينيين في الخارج.
وبيّن أن ذلك يخالف توافق الفصائل مع رئيس لجنة الانتخابات، واصفا ذلك بـ"المؤشر السلبي حول نوايا الرئيس بإجراء انتخابات عامة".
ويختلف الكاتب والمحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، مع الدجني، حيث يرى أن رغبة الرئيس بإصدار المرسوم الرئاسي للانتخابات، قبل عقد اللقاء الوطني، يأتي في إطار حرصه على إجراء الانتخابات وعدم إفشالها.
وتساءل، خلال حديثه:" ما هي الجدوى من عقد الاجتماع قبل المرسوم الرئاسي، في حال أن الفصائل لم تتفق على شيء معين، سيتم وضع الفيتو على الانتخابات وإفشالها".
وقال إن هدف الرئيس من ذلك "ليس تعطيل الانتخابات، إنما إبطال أي إمكانية لتعطيلها".
واستكمل قائلاً:" الرئيس عندما يصدر المرسوم، المقصود ليس فرض أي شيء مسبق إنما التأكيد على عقد الانتخابات في موعد محدد".
المصدر.الاناظول
أسباب إرسال جنود أمريكيين إلى السعودية في عيون المحللين الأجانب.. هل هو تغيير تكتيكي أم استراتيجي؟
- في عام 2003 تم نقل الكثير من المعدات العسكرية والمكاتب الخاصة بالجيش الأمريكي والتي كانت موجودة في قاعدة الأمير "سلطان بن عبدالعزيز" الجوية في السعودية إلى قاعدة "العديد" في قطر، ما جعلها أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الوقت، كان وجود القوات الأمريكية في السعودية مقصوراً على المناورات العسكرية، وكان جميع عناصر تلك القوات الأمريكية يقيمون في فيلات مجهّزة في منطقة "اسكان"، وخلال تلك السنوات كان يسافر العديد من المستشارين الأمريكيين إلى السعودية كجزء من برنامج إعادة تأهيل قوات الحرس الوطني السعودي بالإضافة إلى تقديم المساعدة العسكرية لوزارة الداخلية السعودية.

لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أعلن قبل عدة أسابيع عن إرساله قوات أمريكية جديدة إلى السعودية، وبالفعل تم إرسال الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى السعودية مع اثنين من أسراب مقاتلات من طراز "إف 15" وسلسلة من المعدات الدفاعية الجوية، وهنا يتبادر هذا السؤال إلى ذهن العديد من الناس، لماذا تضطر الرياض إلى تغيير سياسة التعاون العسكري مع أمريكا وإضافة التكلفة السياسية والاقتصادية للقوات الأمريكية إلى ميزانية إنفاقها على مشتريات الأسلحة الأمريكية؟ ولماذا فضّلت أمريكا ببساطة نشر قواتها في السعودية بدلاً من القيام برد عسكري؟
فورين بوليسي
كتبت صحيفة "فورين بوليسي" في تقرير لها أنه حتى الصين وروسيا، اللتان ناضلتا من أجل تقويض عملية توسّع النفوذ الأمريكي في منطقة غرب آسيا لسنوات طويلة، فوجئتا بفكرة "ترامب" بإلغاء مسؤولية واشنطن في تأمين تلك المنطقة وذلك لأنهما لا تزالان غير مستعدتين بما يكفي لتحلا محل أمريكا.
ومع ذلك، لم يقم "ترامب" بعد بتنفيذ قراره باستثناء الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا، ووفقاً لأحد المحللين السياسيين العاملين في صحيفة "فورين بوليسي"، فإن السبب وراء قرار "ترامب" بإرسال قوات أمريكية جديدة إلى المنطقة، هو أن القوات السابقة لم تكن كافية.

مدنية "اسكان" المقر الوحيد للجنود والمستشارين الأمريكيين من سنة 2003 وحتى عام 2019.
وفي سياق متصل، ذكر "بلال صعب"، مدير البرنامج الأمني والدفاعي في معهد دراسات الشرق الأوسط بأن "ترامب" لم يرد على الهجمات التي نفّذتها الطائرات من دون طيار على مصافي أرامكو السعودية، لأنه لم يُقتل أي جنود أمريكيين ولم تتضرر أي منشآت أمريكية في تلك الهجمات.
الآن وبعد إضافة قوات أمريكية جديدة، ما الذي سيُحدث فرقاً إذا لم يتعرّض الجنود الأمريكيون للأذى مرة أخرى في الهجوم التالي؟ يجب أن تكون واشنطن، على الأقل بعد الأحداث الأخيرة المتوترة في الخليج الفارسي، قد أدركت أن حجم قواتها ليس رادعاً لمنع أي هجوم، ناهيك عن أنها تحتاج للكثير من قواتها في العديد من المناطق الأوروبية والأوقيانوسية، وليس في الخليج الفارسي.
واقترح "صعب" على أمريكا بأنها لو كانت حقاً تهتم بأمن واستقرار المنطقة فإنه ينبغي عليها بدلاً من إرسال المزيد من القوات إلى الخليج الفارسي، أن تغّير من تصريحات مسؤوليها الذي يرسلون إشارات لا تتطابق مع ما يقولونه، وعلى الرغم من أن المسؤولين السعوديين فسروا على ما يبدو إرسال المزيد من القوات الأمريكية بأنه إشارة من البيت الأبيض بأنها لم تتركهم مثل ما فعلت مع الأكراد في سوريا، إلا أنهم لم يعودوا يؤمنون بقدرة أمريكا على تأمينهم ضد موجات وهجمات الطائرات من دون طيار.
صحيفة نيويورك تايمز
أعرب أحد المحللين السياسيين في هذه الصحيفة الأمريكية الشهيرة أن إرسال قوات أمريكية إلى السعودية لا يتماشى مع السياسة التي أعلنت عنها واشنطن قبل خمسة أيام فقط من إعلان الرئيس "ترامب" انسحاب قوات بلاده من سوريا، واضعاً بذلك نهاية لجميع حروب أمريكا التي لا تنتهي في الشرق الأوسط.
كما أن هذا المحلل السياسي لفت إلى أن هذا التناقض، أجبر الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية "براين هوك" المختص بالشؤون الإيرانية، على القول إن نشر قوات جديدة أمر دفاعي، حيث قال: "إنهم موجودون هناك للدفاع عن مصالحنا ومساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها".
وفي سياق متصل، أشار الكاتبان "إريك شميدت" و"ديفيد سانجير" إلى أنه تم مؤخراً إرسال الكثير من القوات الأمريكية إلى السعودية تحت ذريعة الأمن السعودي في الوقت الذي لا يملك فيه المسؤولون الأمريكيون أي دليل على دور إيران في الهجمات الأخيرة على شركة ارامكو السعودية، ومن وجهة نظرهم، فإنه يبدو أن عملية إرسال قوات إضافية إلى السعودية ما هي إلا محاولة لإخفاء مدى ضعف المعدات العسكرية الأمريكية التي لم تستطع التصدي للصواريخ والطائرات من دون طيار.
معهد "كيتو" الإنجليزي
كتب "تيد جالين كاربنتر"، كبير المحللين المتخصص في الدراسات الدفاعية والسياسة الخارجية في معهد "كيتو" الانجليزي، ومؤلف العديد من الكتب في هذا المجال، تعليقاً على إرسال قوات أمريكية جديدة إلى السعودية، حيث قال: "إن الادارة الأمريكية تستمر في تقديم الدعم لحكومة منافقة تسمى السعودية التي ارتكبت الكثير من الجرائم الوحشية في اليمن، إن أمريكا تشارك عن طريق الخطأ في صراع إيراني سعودي متنامٍ، والآن تعمل القوات الأمريكية على نشوب الحرب في المنطقة، إن هذا الاجراء الذي قام به "ترامب" يتعارض مع سياسته في سحب القوات الأمريكية من النزاعات التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط، لقد صرّح أنه حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن ولكنه الآن يرسل قوات جديدة إلى السعودية.
ينظر العديد من المسلمين إلى شبه الجزيرة العربية كمكان تقع فيه مكة والمدينة، لذلك يشعرون بالسوء إزاء دخول الأحذية الأجنبية. لذا فإن تصرفات "ترامب" هذه قد قوّضت أمن أمريكا، إني قلق من دخول قوات أمريكية جديدة إلى السعودية، على الرغم من انسحابها من سوريا، وذلك لأن واشنطن قد تتورّط في حرب أكثر خطورة".
منزلة الصلاة في الإسلام
أساس الإسلام:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "الصلاة عمود دينكم".
عن الإمام الباقر (عليه السلام): "بني الإسلام على خمسة أشياء: الصلاة، والزكاة والحج والصيام والولاية".
رأس الإسلام:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ليكن أكثر همك الصلاة فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين"
وجه الإسلام:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لكل شيء وجه ووجه دينكم الصلاة فلا يشيننّ أحدكم وجه دينه".
أفضل الأعمال:
سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فقال (عليه السلام): "ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم قال وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً".
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة".
أحب الأعمال:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء".
ثواب المصلي
تُغفر ذنوبه:
عن سلمان (رض): "كنا مع رسول الله في ظل شجرة فأخذ غصناً منها فنفضه فتساقط ورقه فقال: ألا تسألوني عما صنعت؟ قلنا: أخبرنا يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله): "إن العبد إذا قام إلى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق هذه الشجرة".
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يا علي منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جارٍ على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي".
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا قام العبد إلى الصلاة فكان هواه وقلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته أمه".
عن الإمام علي (عليه السلام): "من أتى الصلاة عارفاً بحقها غفر له".
له ثلاث خصال:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "للمصلي ثلاث خصال:
1) إذا قام في صلاته يتناثر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه.
2) وتحف به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء.
3) وملك ينادي: أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت.
يغشاه جلال الله:
عن الإمام علي (عليه السلام): "لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله ما سره أن يرفع رأسه من السجود".
كل شيء حوله يسبح:
عن الإمام علي (عليه السلام): "أن الإنسان إذا كان في الصلاة فإن جسده وثيابه وكل شيء حوله يسبح".
يحسده ابليس:
عن الإمام علي (عليه السلام): "إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إليه إبليس ينظر إليه حسداً لما يرى من رحمة الله التي تغشاه".
عقاب تارك الصلاة
في الدنيا:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشر خصة ست منها في دار الدنيا:
- فالأولى يرفع الله البركة من عمره.
- ويرفع الله البركة من رزقه.
- ويمحو الله عز وجل سيماء الصالحين من وجهه.
- وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه.
- ولا يرفع دعاؤه إلى السماء.
- والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين".
عند موته
يموت غير المسلم:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من ترك صلاة لا يرجو ثوابها ولا يخاف عقابها فلا أبالي أيموت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً".
ابتُلي بثلاث خصال:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـ.... ثلاث عند موته:
- أولهن أنه يموت ذليلاً.
- والثانية يموت جائعاً.
- والثالثة يموت عطشاناً فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه".
في قبره
ابتُلي بثلاث خصال:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـ.... ثلاث في قبره
- أولهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره.
- والثانية يضيق عليه القبر.
- والثالثة تكون الظلمة في قبره".
في يوم القيامة
ابتُلي بثلاث خصال:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـ.... ثلاث يوم القيامة إذا خرج من قبره".
- أولهن: أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه.
- والثانية: يحاسب حساباً شديداً.
- والثالثة: لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم.
تُرد أعماله:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أول ما يحاسب به العبد الصلاة. فإن قُبلت قُبل سائر الأعمال وإن رُدت رُد سائر الأعمال".
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "حافظوا على الصلوات الخمس فإن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة يدعو بالعبد فأول شيء يسأل عنه الصلاة فإن جاء بها تاماً وإلا زخّ في النار".
لا ينال شفاعة أهل البيت (عليهم السلام):
عن الإمام الصادق (عليه السلام) حين حضرته الوفاة: "لا تنال شفاعتنا من استخف بالصلاة".
لا يرد الحوض:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ليس مني من استخف بصلاته ليس مني من شرب مسكراً لا يرد على الحوض لا والله".
في جهنم
1- منزلة سقر:
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "... يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين...".
2- يلقي غياً:
قال الله في القرآن الكريم: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً".
- ورد أن الغي اسم لوادٍ في جهنم عذابه أشد من عذاب باقي طبقات النار حتى يستغيث منه أهل جهنم.
صفات تارك الصلاة:
1- ملعون:
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "تارك الصلاة ملعون في التوراة ملعون في الإنجيل ملعون في الزبور ملعون في القرآن ملعون في لسان محمد".
2- هالك:
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أحرق سبعين مصحفاً أو زنا بسبعين بكراً أو قتل سبعين ملكاً أقرب إلى النجاة من تارك الصلاة".
3- كافر:
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".
* وقد سئل أبو عبد الله الصادق عليه السلام ما بال الزاني لا تسميه كافراً وتارك الصلاة تسميه كافراً وما الحجة في ذلك؟ فقال (عليه السلام): "لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة ولأنها تغلبه؛ وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافاً بها".
سماحة الشيخ د. أكرم بركات