emamian

emamian

كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية تشير إلى أنّ خيار الانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها هو السبيل الوحيد القادر على إفشال ورشة البحرين. والبيان الختامي الصادر عن منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار رفضاً لصفقة القرن وورشة البحرين يؤكد "اعتبار كل من يشارك في هذه خائناً لفلسطين".

 

الشيخ حسين الديهي: مؤتمر البحرين هو مؤتمر العار

انطلقت في بيروت أعمال منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار رفضاً لصفقة القرن وورشة البحرين، الذي تنظمه

جمعية الوفاق الوطني الإسلامية البحرينية بمشاركة أحزاب وقوى سياسية وفعاليات.

وجاء في البيان الختافي الصادر عن المنتدى "اعتبار كل من يشارك في ورشة البحرين خائناً لفلسطين".

وقال نائب الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية المعارضة الشيخ حسين الديهي للميادين إنّ "مؤتمر البحرين هو مؤتمر العار"، مضيفاً "الاستجابة لدعواتنا مقاطعه مؤتمر البحرين لن تحصل إلا من قبل الشرفاء في هذه الأمة".

كما أكد أنّ القضية المركزية هي فلسطين "وسنقاوم بكل الوسائل من أجل تحريرها" على حد تعبيره.

الديهي ذكر أنه لو سُمح لشعب البحرين بالخروج إلى الشوارع لخرج بعشرات الآلاف ليدوس العلم الإسرائيلي.

وتابع "بالرغم من القمع الأمني الذي يفوق قدرة شعب البحرين على المواجهة ستكون هناك فعاليات غداً".

وفي وقت سابق، قال إنّ شعب البحرين ملتزم بالقضية الفلسطينية، مشيراً الى أن طرح صفقة القرن أعاد تشكيل أولويات المنطقة.

 

انطلاق أعمال منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار رفضاً لصفقة القرن وورشة البحرين

من جهته، ذكر الشيخ حسن عز الدين، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، للميادين أن موقف لبنان الرسمي بعدم المشاركة في ورشة البحرين هو موقف طبيعي انطلاقاً من مساندة لبنان المطلقة للقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية.

وفي رام الله دعت حركة فتح والقوى الوطنية إلى تظاهرة مناهضة لصفقة القرن تنطلق من دوار المنارة في المدينة بمشاركة شعبية وتنظيمية لتأكيد  صمود الفلسطينيين في وجه التهديدات الإسرائيلية الأميركية.

وعشية انطلاق أعمال ورشة المنامة أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ثقته بأن الورشة لن يكتب لها النجاح لأنها بنيت على خطأ.

عباس أكّد إيقاف كلّ الاتصالات مع الادارة الاميركية مجدّداً موقفه الرافض لقيادة الولايات المتحدة لعملية التسوية.

وتوالت ردود الفعل العربية الرافضة لورشة المنامة الاقتصادية عشية انعقادها في البحرين. ونظمت قوى وأحزاب وطنية فعاليات منددة بالمؤتمر قبل أيام من انعقاده فيما خرجت تظاهرات حاشدة في مختلف المدن العربية استنكاراً للمؤتمر .

كتائب المقاومة: خيار الانتفاضة السبيل الوحيد لإفشال ورشة البحرين

ذكرت كتائب المقاومة الوطنية أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته موحدان في مواجهة ورشة البحرين وصفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأشارت في بيان إلى أنّ خيار الانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها السبيل الوحيد القادر على إفشال ورشة البحرين.

كما رأت أنه لا يحق لأحد التحدث باسم الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه الوطنية والرافض للمساومة عليها.

وفي سياق متصل، أعرب أعضاء مجلس الأمة الكويتي في بيان أنّ الكويت مناصرة على الدوام للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب في فلسطين المحتلة.

واعتبروا أنّ "ورشة المنامة المزمع عقدها بمشاركة صهيونية تهدف لتكريس الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه"، مؤكدين أنّ "الموقف الشعبي الكويتي يرفض رفضاً قاطعاً أي محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني".

كما دعوا الحكومة لإعلان موقف حازم وحاسم بمقاطعة أعمال ورشة المنامة ورفض نتائج هذه الورشة التي من شأنها تضييع الحقوق التاريخية لفلسطين.

وفي رد على بيان مجلس الأمة، قال نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي إنّ "الحكومة متمسكة بالثوابت السياسية تجاه القضية الفلسطيني".

الرئيس الأميركي يوقع قراراً تنفيذياً بفرق عقوبات جديدة على إيران، تستهدف مكتب المرشد الإيراني وقادة كبار في الحرس الثوري ووزير الخارجية الإيراني، ووزير الخزانة يؤكد أن العقوبات ستجمد أصولاً لإيران بمليارات الدولارات.

 

الرئيس الأميركي خلال التوقيع على الأمر بفرض عقوبات على طهران (أ ف ب)

وقّع الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب قراراً تنفيذياً بفرض ​عقوبات​ جديدة على ​إيران ​تستهدف مكتب المرشد السيد علي خامنئي، موضحاً أنّها تأتي رداً على إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة.

ترامب أكد أنّ العقوبات ستبقى لسنوات وذلك "إلى أنّ تتوقف إيران عن رعاية الإرهاب"، بحسب قوله، مشيراً إلى أنه يرغب في عقد اتفاق مع طهران، لكنه لن يسمح لها بامتلاك أسلحة نووية.

وقال ترامب "لن تنجو أصول آية الله خامنئي ومكتبه من العقوبات. تمثل هذه الإجراءات استجابة قوية ومتناسبة لإجراءات إيران الاستفزازية المتزايدة"، وأضافف "أتطلع إلى اليوم الذي يمكن فيه رفع العقوبات أخيرًا يمكن أن يكون غدًا أو بعد سنوات لذلك أتطلع إلى مناقشة ما يجب مناقشته مع أي شخص يريد التحدث".

وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أوضح أنّ الأمر التنفيذيّ الجديد الذي وقّعه ترامب سيجمّد أصولاً إيرانيةً بمليارات الدولارات، وأنّه سيطاول وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف فضلاً عن كبار قادة حرس الثورة في إيران.

وكان المبعوث الأميركي لإيران، براين هوك، أكد أنّ واشنطن مستعدة لرفع جميع العقوبات عن إيران لكن بعد التوصّل إلى اتفاق معها.

وقال هوك إنّ الرئيس ترامب يرغب بشدة في التحاور مع إيران وإنّ واشنطن لا تمارس أيّ ابتزاز ديبلوماسي ضدّها، وأضاف أنّ واشنطن محايدة إزاء أي جماعات إيرانية تريد الحلول محلّ النخبة الدينية في إيران.

وزير الخارجية الإيراني يحذر من أي خرق لسيادة إيران، وأنه سيواجه سريعاً بأقسى طريقة ممكنة، ووزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي أن الهجمات الإلكترونية الأميركية على أهداف إيرانية لم تكن ناجحة، والمبعوث الأميركي لإيران يؤكد أن بلاده مستعدة لرفع العقوبات عن إيران بعد التوصل إلى اتفاق معها.

 

وزير الخارجية الإيراني يحذر من ردّ قاس على أيّ خرق لسيادة بلاده

حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أنّ أي خرق لسيادة إيران سيواجه سريعاً وبأقسى طريقة ممكنة.

وخلال افتتاحه معرضاً فنيّاً، أكد ظريف أنه لا يمكن التفاوض على سيادة طهران، مشيراً إلى أنّ المنظومة الدفاعية التي أسقطت الطائرة الأميركية "صناعة إيرانية" بالكامل وأنّها من منجزات الصناعة الدفاعية الإيرانية.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قال إنّ "إنشاء واشنطن تحالفاً استراتيجياً ضدّ إيران ليس جديداً ولن ينجح". كما شدد على أنّ قدرات إيران الدفاعية عالية ولن تؤثّر فيها أيّ هجمات أميركية.

وزير الاتصالات الإيراني: الهجمات الإلكترونية الأميركية على أهداف إيرانية لم تكن ناجحة

 

وزير الاتصالات الإيراني: الهجمات الإلكترونية الأميركية على أهداف إيرانية لم تكن ناجحة

من جهته، أكّد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الايراني محمد جواد آذري جهرمي أن الهجمات الإلكترونية الأميركية على أهداف إيرانية لم تكنْ ناجحة.
تصريحات الوزير الايراني جاءتْ بعد أيام على تقارير عن هجوم إلكتروني اتهم فيه البنتاغون لتعطيل أنظمة إطلاق الصواريخ في البلاد.
ووفق جهرمي فإن الأميركيين يحاولون بقوة لكنهم لم ينفذوا أي هجوم ناجح كاشفاً أنه تم في العام الماضي تحييد ثلاثة وثلاثين مليون هجوم الكتروني.

رسانه‌ها از صحت حمله سایبری ادعایی به ایران پرسیدند. باید بگویم که مدتهاست ما با تروریسم سایبری -مثل استاکس‌نت- و یکجانبه‌گرایی-مثل تحریمها- مواجهیم. نه یک حمله، بلکه در سال گذشته ۳۳میلیون حمله را با سپر دژفا خنثی کردیم. حمله موفقی از آنها صورت نگرفته، هرچند تلاشهای زیادی می‌کنند

بالتوازي أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي قدرات البلاد الدفاعية السايبيرية العالية وأن الهجمات الأميركية لن يكون لها أثر.

وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي شدد موسوي على أن ما يطلبه الأوروبيون من إيران من عدم الخروج من الاتفاق النووي أو عدم تقليص التزاماتها غير مقبول ولا سيما أن الأوروبيين لم يقدموا على خطوات عملية وملموسة.

وفي سياق متصل، قال حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إنّ ما يزعمه الأميركيون من تفاوض من دون شروط أو قيود أمر مرفوض في ظل التهديد والعقوبات.
وفي تغريدة على موقع تويتر كتب آشنا "إن كانوا يريدون شيئاً أبعد من الاتفاق النووي فعليهم تقديم شيء أبعد منه بضمانات دوليّة". وذكر أنّ الحرب والعقوبات وجهان لعملة واحدة، مؤكّداً أنّ الايرانيين ليسوا دعاة حرب ولا يستحقّون العقوبات.

هوك: واشنطن مستعدة لرفع العقوبات بعد التوصل لاتفاق مع طهران

أكد المبعوث الأميركيّ لإيران، براين هوك، أن واشنطن مستعدة لرفع جميع العقوبات عن إيران لكن بعد التوصّل إلى اتفاق معها.

وقال هوك إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرغب بشدة في الحوار مع إيران، نافياً وجود قناة دبلوماسية خلفية معها.

وأضاف أنّ واشنطن محايدة إزاء أي جماعات إيرانية تريد الحلول محلّ النخبة الدينية في إيران.

الخميس, 27 حزيران/يونيو 2019 06:00

ورشة البحرين .. بوابة الانحلال العربي

التسريبات الأميركية التي أكَّدت أن إسرائيل لن تُشارك في هذه الورشة بُغية منع إحراج الحُكّام العرب المشاركين فيها، لكن إسرائيل وعبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أكّد أن دولته ستشارك وبوفدٍ كبيرٍ ورفيع المستوى، وهذا الأمر أضاف ارتباكاً جديداً سيزيد من عزلة الحكّام العرب، ويضعهم من جديدٍ أمام خيارات شعوبهم الرافِضة أصلاً للتطبيع مع إسرائيل، أو لتصفية القضية الفلسطينية.

 

ورشة البحرين .. بوابة الانحلال العربي

الواضح أن حال الارتباك السياسي التي باتت معالمها واضحة على واشنطن وحلفائها، بسبب قُرب انعقاد ورشة البحرين، تؤسّس لتجاذباتٍ سياسيةٍ ستكون لها نتائج خطيرة قد تنعكس على الصعيدين السياسي والعسكري للدول المشاركة في هذه الورشة، وبالتالي فإن فُرَص نجاح مؤتمر البحرين باتت محدودة على الرغم من التسريبات المُتعلّقة بجدول أعمال هذه الورشة، والتي تمحورت حول الدعم الاقتصادي للفلسطينيين، وذلك بحسب جاريد كوشنر، كبير مُستشاري البيت الأبيض، الذي قال:" إن أول مرحلة من خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، تقترح استثمارات مقدارها 50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان"، وأضاف "إن الخطة ستوفّر مليون فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزّة، كما ستُقلّل معدّل البطالة الذي يبلغ نحو 30 % إلى أرقام أحادية، كما ستُقلّل معدّل الفقر لديهم بمقدار النصف، إذا تمّ تنفيذها بشكلٍ صحيحٍ وتضاعف الناتِج المحلي الإجمالي"، وبالتالي فإن كل هذه التطمينات والإغراءات لم تكن مَدعاة لزوال حال الارتباك على المشاركين العرب في هذه الورشة، خاصة أن حال الارتباك يمكن أن نُعيدها إلى مؤشّراتٍ عدّة:
أولاً: الدول العربية المشاركة في هذه الورشة وجدت نفسها في مواجهةٍ مباشرةٍ مع استحقاق يضع القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي موضع الامتحان الصعب، حيث أن هذه الورشة ستؤسّس لنهجٍ عربي جديدٍ قد لا تكون القضية الفلسطينية أهم أركانه، إضافة إلى أن مُعادلة الصراع العربي الإسرائيلي ستكون عُقب هذه القمّة قد تغيّرت جُملة وتفصيلاً.
ثانياً: التسريبات الأميركية التي أكَّدت أن إسرائيل لن تُشارك في هذه الورشة بُغية منع إحراج الحُكّام العرب المشاركين فيها، لكن إسرائيل وعبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أكّد أن دولته ستشارك وبوفدٍ كبيرٍ ورفيع المستوى، وهذا الأمر أضاف ارتباكاً جديداً سيزيد من عزلة الحكّام العرب، ويضعهم من جديدٍ أمام خيارات شعوبهم الرافِضة أصلاً للتطبيع مع إسرائيل، أو لتصفية القضية الفلسطينية.
ثالثاً: ما دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية لتفعيل مسيرات شعبية غاضِبة رفضاً للمشاريع الأميركية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وما يُحاك من قِبًل واشنطن وأدواتها للقضاء على حق العودة، كما دعت الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد المقاومة الشعبية لإسقاط المؤامرة، ومن الممكن أن تتحوَّل هذه المسيرات إلى مواجهاتٍ مع قوات الأمن الإسرائيلية، ليمتد تأثيرها إلى العواصم العربية المشاركة في هذه الورشة، الأمر الذي سيضع الحُكّام العرب في موقفٍ غايةٍ في الإحراج، فمن جهة هم شركاء في تصفية القضية الفلسطينية، ومن جهةٍ أخرى قد يؤدّي انعكاس التظاهرات الفلسطينية حالة من الغليان الشعبي، ويُمكن أن يجري ترجمتها إلى تحرّكات تُزعزع الأمن والاستقرار الدّاخلي فيها.
رابعاً: غياب روسيا والصين ومعظم الدول الأوروبية عن حضور هذه القمّة زاد في ارتباك الحُكّام العرب المشاركين، حيث أن التعويل العربي على حضور هذه الدول قد يُغطّي على مشاركتهم، وعليه فإن غياب هذه الدول سيكشف حقيقة هذه الورشة، وأهدافها وأبعادها الأميركية والإسرائيلية.
الواضح أن ورشة البحرين ورغم الصَخَب المُرافق لها لجهة جَمْعِ المليارات، يبدو أنها ستواجه فشلاً ذريعاً، حيث أن جَمْعَ هذه المِليارات سيكون كثمن بيع فِلسطين، وهذا ما لا ترضاه الشعوب العربية، لأن حال الانسلاخ من كل الالتزامات السياسية والثقافية والتاريخية والدينية المرتبطة بالبُعد الإنساني للقضية الفلسطينية، لا يمكن التغاضي عنها، واحتضان البحرين لهذه الورشة، وحضور وفد إسرائيلي رفيع المستوى، أماط اللثام عن حقيقة هذه الدول السائِرة في الرّكب الأميركي الإسرائيلي، لكن الحقيقة المُطلقة تقول بأن القدس باقية، وما هذه المؤتمرات إلا ضرب من خيال ساهمت إسرائيل في إنشائه، لكنه سيسقط، وسيكون لسقوطه أثراً سلبياً بالمقاييس كافة، ولعلّ بوادر هذا السقوط تجسَّدت في الدعوات الفلسطينية للتظاهر والمقاومة، الأمر الذي سيكون له ارتدادات تطال عرش الحُكَّام المُشاركين في تصفية القضية الفلسطينية.

تقرير أممي صادر عن اللجنة الأممية المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية يتحدث عن الانتهاكات الخطيرة لسلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ومنها الحصار وقتل الناشطين والأطفال، وزيادة حجم الاستيطان...

 

في الشهرين الأخيرين أقرت إسرائيل 6000 وحدة سكنية في الضفة الغربية

بالتزامن مع التحضيرات لعقد مؤتمر المنامة الذي سيبحث الخطة الأميركية المسماة "صفقة القرن"، أصدرت اللجنة الأممية الخاصة المعنية بالتحقيق بالممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الشعب الفسطيني والشعوب العربية الأخرى تحت الاحتلال تقريراً حول مهمتها في العام 2018 ضمنته تفاصيل عن تدهور حالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، نتيجة للسياسات والممارسات الإسرائيلية، وأعربت عن قلق بالغ من تصاعد التوسع الاستيطاني وعنف المستوطنين بما في ذلك استهداف الأطفال والمدارس.

وجاء في التقرير الذي نشرته اللجنة، اليوم الإثنين، في نهاية مهمة لتقصي الحقائق من دون السماح لها بزيارة الأراضي المحتلة، أنها تلقت معلومات عن قتل وإصابة الفلسطينيين، نتيجة استخدام الذخيرة الحية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، فيما يبدو أنه استخدام مفرط وغير متناسب للقوة ضد أشخاص لا يشكلون أي تهديد مباشر للحياة.

وقال التقرير: منذ بداية "مسيرة العودة الكبرى" في آذار/ مارس 2018، ذُكر أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 270 فلسطينياً وجرحت حوالي 30000 على طول السياج في غزة، وأكثر من 40 من القتلى كانوا من الأطفال.

في الضفة الغربية، سمعت اللجنة عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين أصيبوا أو قُتلوا في مدن الخليل وقلقيلية ورام الله ونابلس وفي المستوطنات الإسرائيلية وحولها.

تلاحظ اللجنة بقلق شديد تأثير السياسات والممارسات الإسرائيلية على الأطفال، وأبلغت عدة منظمات اللجنة عن ممارسة الغارات الليلية للقبض على الأطفال في الضفة الغربية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على رفاه الأطفال والتمتع بحقوقهم.

في أعقاب هذه الغارات، يُنقل الأطفال غالبًا إلى أماكن مجهولة، ويُحتجزون في مركبات عسكرية، ويتعرضون للتهديد والإساءة اللفظية أثناء الاستجواب وفي بعض الحالات يواجه الأطفال ضغوطاً للتوقيع على اعتراف باللغة العبرية وهي لغة لا يفهمونها في أغلب الأحيان ومن دون وجود محام.

وكشف التقرير الأممي أنه وفقًا للشهادات التي تم تلقيها، يتم احتجاز أكثر من 300 طفل بشكل دائم في النظام العسكري الإسرائيلي، وغالبية المحتجزين في جرائم بسيطة كرمي الحجارة والكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الممارسات تنتهك المادة 37 من اتفاقية حقوق الطفل، التي تلزم الدول باستخدام احتجاز الأطفال كتدبير أخير.

في غزة، يظهر الأطفال معدلات مرتفعة بشكل غير عادي من الضيق النفسي، تغذيها تدهور الظروف المعيشية وارتفاع معدل انتشار العنف، من بين عوامل أخرى، وقد كشفت دراسة استقصائية حديثة أن 49 في المائة من الأطفال شعروا بعدم وجود أمل، كما تم الإبلاغ عن زيادة حالات تعاطي المخدرات وعمالة الأطفال والزواج المبكر.

وتعرب اللجنة عن قلقها إزاء تدهور حالة حقوق الإنسان في منطقة "H2" في الخليل، التي تقع تحت السيطرة المباشرة لإسرائيل، وذلك بسبب الزيادة الحادة في عنف المستوطنين وانتشار الحواجز المادية، فإن حرية التنقل مقيدة بشدة ويواجه الفلسطينيون عقبات خطيرة أثناء القيام بأنشطتهم اليومية، بما في ذلك حضور التجمعات المدرسية والاجتماعية أو الذهاب إلى العمل وفتح المحلات التجارية والشركات.

ومما زاد من حدة هذا التصاعد في العنف وجو الإفلات من العقاب قرار "إسرائيل" في كانون الثاني/يناير 2019 بعدم تجديد ولاية الوجود الدولي الوقائي المؤقت في الخليل، وهي بعثة مراقبة مدنية كانت قائمة منذ عام 1994.

كما استمعت اللجنة إلى أن السلطات الإسرائيلية تتحدث علناً بشكل متزايد عن ضم الأراضي في الضفة الغربية، ويساهم هذا التوسع الهائل في المستوطنات الإسرائيلية - حيث يمثل عام  2018 أعلى معدل للموافقة على الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة منذ عام 2002 - بشكل أكبر في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان القائمة، بما في ذلك الافتقار إلى حرية التنقل، والاستيلاء على الأراضي والمياه والموارد الطبيعية الرئيسية الأخرى وكذلك التلوث وإلقاء النفايات.

في الشهرين الماضيين وحدهما، تقدمت السلطات الإسرائيلية أو أقرت أو طرحت ما يقرب من 6000 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تشكل أكبر تقدم استيطاني خلال عامين.

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط التوسع الاستيطاني والتطورات القانونية الأخيرة ارتباطًا وثيقًا بتسريع عمليات هدم المنازل الفلسطينية، وخاصة في القدس الشرقية. ولاحظت اللجنة الدولية بقلق بالغ استمرار تهديد الطائفة البدوية في خان الأحمر أبو الحلو في المنطقة "ج"، ما يرقى إلى درجة النقل القسري بموجب القانون الإنساني الدولي.

تعرب اللجنة عن قلقها الشديد إزاء الحالة الإنسانية وحالة حقوق الإنسان المزرية في قطاع غزة، مع دخول الحصار الإسرائيلي عامه الثالث عشر، فالقطاع يمر بحالة ركود عميقة حيث بلغ معدل البطالة أكثر من 50 في المائة، ويشار إلى القيود الشديدة والتعسفية والعقابية المفروضة على منطقة الصيد ونقص المياه الصالحة للشرب هي عقبات خطيرة أمام مستوى معيشة لائق في غزة.

ويعاني النظام الصحي في غزة من ضغوط شديدة ونقص الموارد، وقدرة الناس على تلقي الرعاية الصحية الكافية معرضة للخطر بشكل خطير، وتمثل معالجة الأمراض الخطيرة والعمليات الجراحية المعقدة تحديًا كبيرًا بسبب نقص المعدات الأساسية والخبرة والأدوية.

استمعت اللجنة إلى القيود المفروضة على الفلسطينيين الذين أشاروا إلى العلاج الطبي خارج غزة، وخاصة على المصابين نتيجة المظاهرات التي وقعت في السياج، وأفادت التقارير أن 17 بالمائة فقط من المصابين في سياق المظاهرات يتلقون التصريح اللازم للسفر خارج غزة للحصول على الرعاية الطبية مقابل 60 بالمائة من الأشخاص الآخرين الذين يعيشون في غزة والذين يحتاجون إلى رعاية صحية ويتقدمون بطلب للحصول على تصريح.

ورأى التقرير أن التأخير في تلقي التصاريح ورفض بعض الأحيان للسماح للوالدين وأفراد الأسرة المباشرين بمرافقة الأطفال يشكلان تحديات إضافية للمرضى الفلسطينيين في غزة الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة خارج القطاع.

وختمت اللجنة الأممية تقريرها بالتعبير عن قلقها العميق إزاء الوضع المالي غير المستقر للأونروا، "الذي يلعب دوراً حاسماً وفريداً في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية والبلدان المجاورة".

قائد القوة الجو فضائية للحرس الثوري الايراني يقول إنه تم توجيه تحذير إلى طائرة التجسس الأميركية المسيرة "غلوبال هوك" قبل إسقاطها في الأجواء الإيرانية، ويكشف عن امتناع القوات الإيرانية عن إسقاط طائرة تجسس أميركية تحمل 35 شخصاُ كانت ترافق الطائرة المسيرة المذكورة.

كشف قائد القوة الجو-فضائية بحرس الثورة العميد أمير علي حاجي زادة عن امتناع القوات الإيرانية عن إسقاط طائرة تجسس أميركية تحمل 35 شخصاُ كانت ترافق الطائرة المسيرة التي تمّ اسقاطها فوق محافظة هرمزكان جنوب إيران. "عندما رصدنا طائرة التجسس كانت هناك طائرة تجسس أميركية أخرى تحت اسم p-8 تحمل 35 شخصاً برفقتها". وذكّر أنه في الاسبوع الماضي "أطلقنا قذيفة تحذيرية باتجاه طائرة أميركية لكنهم لم يأخذوها على محمل الجد".

زادة أوضح أن القوات الإيرانية وجهت تحذيراً إلى طائرة "غلوبل هوك" قبل إسقاطها في الأجواء الإيرانية، على عكس الرواية الأميركية التي تقول إن الطائرة كانت في الأجواء الدولية عند إسقاطها. "حذرنا الطائرة مرات عدة على مرحلتين، إذ إن هذه الطائرة لديها أنظمة، عندما يتم الاتصال بها، تنقل هذه المعلومات إلى محطاتها المركزية، لكن للأسف لم يتم الرد من قبلهم... آخر مرة، وجّه الجيش الإيرانية (مقر الدفاع الجوي) تحذيراً إلى الطائرة عند الساعة 03:55 فجراً ، وعندما لم تكترث ولم تبتعد عن المياه الإقليمية، أجبرنا على اسقاطها عند الساعة 04:05 فجراً". 

قائد القوة الجو-فضائية أشار إلى أن الزوارق الإيرانية تمكنت من انتشال اجزاء من الطائرة المسيّرة. وفي حديثه لوسائل إعلام إيرانية قال: "تلاحظون اليوم عن قرب أجزاء مختلفة من هذه الطائرة التجسسية التي انتهكت أجواء البلاد، وحالياً فإن بقايا هذه الطائرة بحوزتنا... القوات المسلحة وتجربة الشعب الإيراني، أثبتتا أن أمننا القومي هو خط أحمر بالنسبة لنا، ولا نسمح أن تكون أراضينا حلبة للدول الأجنبية والأعداء". 

 

كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المسؤولين عن إقامة مؤتمر تكريم ذكرى 5400 شهيد قدمتهم محافظة كردستان (1)_17/06/2019 م

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

سررت كثيراً حين علمت أنّه من المقرّر القيام بحراك ثقافي وإعلامي لتكريم ذكرى عدة آلاف من الشهداء في كردستان، فهذا نشاط ضروري ومفيد جداً يلقي بالمسؤولية على عاتق كل الناشطين والمسؤولين وأبناء الشعب الواعين أينما كانوا في البلاد، وخصوصاً في بعض مناطق البلاد التي لها خصوصيّة معيّنة مثل كردستان.

.. قاوموا وثبتوا رغم بيئتهم المتآمِرة
لقضيّة شهداء كردستان الأبرار أهميّتها من عدّة جهات، وهي مختلفة عن سائر مناطق البلاد، أي عن أغلب مناطق البلاد الأخرى. هناك نقطة على جانب كبير من الأهميّة هي أنّ ساحة عمل المجاهدين الكرد ـ سواء منهم الذين نشطوا في ساحات الدفاع المقدس والحرب والأعمال العسكريّة مثل البيشمرگة الكرد وقادتهم وأمثالهم، أو الذين عملوا ونشطوا في المجال الثقافي مثل الشهيد شيخ الإسلام (2) ـ لم تكن ساحة سهلة ومريحة وهادئة مثل سائر المدن والمناطق، فقد كان أعداء الثورة موجودين في مدنهم ومراكز مدنهم ومناطقهم. خذوا على سبيل المثال المرحوم شيخ الإسلام ولا أنسى خطبته القوية العميقة المليئة بالمضامين والأفكار تلك التي ألقاها في المسجد الجامع بسنندج عندما ذهبنا إلى هناك (3) أمام بضعة آلاف من الحاضرين (4). في ذلك الوقت نفسه الذي كان يلقي فيه هذه الكلمة كان يعلم بالتأكيد أن هناك أشخاصاً في سنندج نفسها، وخارج سنندج، أو في ذلك التجمّع نفسه، يعارضون تلك الآراء وذلك الكلام، ومع ذلك فقد أظهر تلك الشجاعة وتلك القوة الروحية وألقى تلك الكلمة القوية هناك. أو الشباب الكرد من البيشمرگة الذين التقيتهم عن قرب عدة مرات في كردستان في سنتي 58 و 59 [1979 ـ 1980 م]، هؤلاء لم يكونوا يواجهون عناصر من خارج الحدود بل عناصر داخل بيوتهم وداخل مدينتهم. لنفترض مثلاً في بيئة مثل مدينة مشهد كان هناك بالتالي الكثير من المجاهدين والمناضلين الذين كانوا يتوجّهون إلى جبهات القتال، وكان الكثير منهم يستشهدون أو يعودون جرحى ومصابين، أمّا هؤلاء فلم يكونوا على هذا النحو، فقد كان هناك في نطاق حياتهم ومعيشتهم أفراد يعارضونهم وينشطون ويتآمرون ضدّهم، ومع ذلك نجدهم قاوموا وثبتوا وحاربوهم. هذه في رأيي نقطة على جانب كبير من الأهمية.

كردستان أحبطت مؤامرة الأعداء
نقطة أخرى هي أنّ خطة أعداء الثورة الإسلامية وأعداء الجمهورية الإسلامية كانت أن يستغلوا الاختلافات المذهبية على حدة، والاختلافات القومية على حدة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، فبلادنا من البلدان النادرة من حيث التنوّع القومي. وتعيش قوميات متعددة جنباً إلى جنب في هذا البلد تحت ظلّ اسم إيران الكبير وباسم الشعب الإيراني الكبير. قلّما يوجد مثل هذا في مكان ما، وفي الأماكن التي يوجد فيها مثل هذا التنوّع تجد هناك الكثير من التعارض والمماحكات. ولكم أن تلاحظوا كم هي الخلافات جسيمة في بعض البلدان المجاورة لنا بين شعوبها والقوميات الأخرى هناك ـ ولا أريد هنا الإتيان على ذكر أسماء تلك البلدان ـ كان الأعداء يأملون بأن يستطيعوا استغلال الاختلافات القومية والاختلافات المذهبية ـ الاختلافات بين الشيعة والسنة ـ في البيئة الاجتماعية الإيرانية. وأنا أضرب هنا مثال كردستان، وهناك مناطق أخرى شبيهة بكردستان، لكن كردستان كانت مثالاً واضحاً. ما حدث في كردستان هو أن العناصر المؤمنة المحبة الواعية فيها أحبطت مؤامرة الأعداء هذه، بمعنى أنّها لم تسمح بإحياء معارك الكرد والفرس أو الكرد والترك هناك. كانت هناك أقلية تطلق بعض الشعارات والأقوال وتحت تأثير أعداء الخارج. وقد ذهبت إلى مهاباد، وكانت كل محالّ المدينة مقفلة، وجاء الناس لاستماع الخطاب؛ أذكر أنّه في الشارع الذي مررنا به كانت كل تلك الدكاكين مغلقة، وكل سكان المدينة جاؤوا إلى مكان إلقاء كلمتنا وتجمّعوا هناك ليستمعوا إلى خطابنا، وكانوا يرفعون الشعارات ويعبّرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم. وقد خاطبت في كلمتي هناك أعداء الثورة وقلت لهم: ليأتِ الذين يتكلمون باسم الكرد إلى هنا وينظروا، هؤلاء هم الكرد، لا ذلك المأجور الذي ذهب إلى خارج البلاد، أو القابع في مكان ما ويتحدث باسم قوميّة ما، الكرد هم هؤلاء المجتمعون هنا. وهكذا كان الوضع في سنندج أيضاً وفي أماكن أخرى.

.. حيث كانت الشهادة مترافقة بتضحياتٍ أكبر
إذاً، فالإنجاز الذي تحقّق في كردستان وفي آذربيجان الغربية أيضاً على يد الأهالي الكرد كان إنجازاً وعملاً عظيماً جداً. لقد استطاعوا حقّاً تقديم خدمة للثورة وفرض اليأس على العدوّ، وهذا أمر بالغ الأهميّة. وقد قدّموا شهداء في هذا السبيل، فقدموا الشهداء في الحرب المفروضة وكذلك في الكفاح ضدّ أعداء الثورة، كما قدموا شهداء في الدفاع عن الجمهورية الإسلامية، من أمثال الشهيد شيخ الإسلام الذي أشرت إليه [قبل قليل]، أو الشهيد عالي (5) الذي كان من علماء الدين هناك، والشهيد ذبيحي (6) وهؤلاء من الماموستا [معلّم باللغة الكرديّة] والعلماء المعروفين في منطقة كردستان. لقد كان استشهاد هؤلاء بسبب دفاعهم عن الجمهورية الإسلامية، فقد ألقوا الخطابات وبادروا وعملوا ونشطوا وتعاونوا مع الجمهورية الإسلامية واستشهدوا. في قرى كردستان وآذربيجان الغربية نشط كثيرون في التعاون مع عناصر [رجال الشرطة والأمن] الجمهورية الإسلامية وانتقم منهم أعداء الثورة فاستشهدوا، بمعنى أن الشهادة في تلك المنطقة كانت شهادة مترافقة بتضحيات أكبر، وجهد وجهاد صادق واضح. أعلى الله من درجات هؤلاء الشهداء إن شاء الله.

على شباب اليوم أن يعلم أيّ أعمال أُنجزت!
هذا التقرير الذي قدّمه القائد المحترم في الحرس الثوري تقرير جيّد، لكن هذه أرقام وأعداد، وما أوصي به وما أشدّد عليه هو نتائج الأعمال التي تقومون بها. ينبغي أن يتّضح كم استطاعت هذه الأرقام والأعداد التي ذكرت لتأسيس المجامع، أو نشر بعض الآثار، أو أعمال من هذا القبيل، التأثير في الأجواء الفكرية للناس وخاصّة لدى الشباب فيما يتعلّق بتكريم منزلة الشهداء، هذا هو المهمّ. ما نحتاجه اليوم هو أن يعرف شعبنا قدر شهدائنا، وأن يعلم أيّ خدمة قدّمها هذا الشاب الذي ذهب ونال الشهادة، وهذا العالِم الذي ارتقى شهيداً، وهذا العامل الكادح أو هذا الفلاح الكادح الذي استشهد، للبلاد وللإسلام ولنظام الجمهورية الإسلامية.

كانت لدينا عائلة في كردستان قدّمت ستة شهداء، هذه من الحالات النادرة، أي إنّنا قلّما نشاهد مثل هذا في البلاد، أن تقدّم عائلة واحدة ستة من أبنائها في سبيل الله، فيستشهد بعضهم في المظاهرات التي شاركوا فيها، وبعضهم في الكفاح ضدّ أعداء الثورة أو في الحرب المفروضة. توجد نماذج من هذا القبيل، وهذا ما ينبغي أن يعلمه الجيل الصاعد. على شباب اليوم أن يعلموا أيّ جهود بذلت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، حيث نمت شجرة الثورة الطيبة بحمد الله وأثمرت وتم إنجاز الكثير من الأمور والأعمال. وأهم تلك الجهود هي جهود شهدائنا، هذا ما ينبغي أن يعلمه جيلنا الشاب. إذن ينبغي لهذه الأعمال التي تُنجز أن تُنجز بحيث يكون لها ثمار ونتائج جيدة، بمعنى التأثير في أفكار الشباب وتصوّراتهم وفهمهم لقضايا البلاد الراهنة ولقضايا ماضيهم. لقد مضت أربعون سنة على الثورة، ويجب أن نعلم أيّ جهود بذلت لتأسيس هذه الثورة وتشكيلها وتثبيت دعائمها. على شباب اليوم أن يعلموا هذا الشيء، والذي شاهد هذه الأمور عن كثب يعلمها، مع أن بعض هؤلاء أيضاً يصابون بالنسيان وينحرفون عن مسارهم ويغيرون طريقهم، بيد أن نظري الأساسي معلّق على الشباب. ينبغي لشباب اليوم أن يعلموا أيّ أعمال أُنجزت حتى ترسخت واستحكمت هذه الدعائم بهذا النحو، بحيث صار بوسعهم أن يشعروا بالفخر والاعتزاز والشموخ بنظام الجمهورية الإسلامية. هذه نقطة.

النقطة الثانية تتعلق بالأعمال العمرانية وما شاكل؛
نعم، أنجزت أعمال عمرانية كثيرة، لكن ثمة حالات تأخر في المناطق الكردية. لقد كانت هذه سياسة خاطئة معيبة في نظام الطاغوت حيث كانوا يتصورون أنّ عليهم العمل بهذه الطريقة. وحتماً، كان هناك عدم اكتراث للمصالح الوطنية في ذلك النظام. لذا، يوجد تأخر، وأنتم من عليه تلافي حالات التأخّر هذه. أن يقال إنّنا نوصي بكذا وكذا، فلا بأس، ابعثوا رسائلكم واكتبوا فيها ما يخطر في بالكم، ونحن نحيلها إلى المسؤولين، ونوصي بها ونؤكد على متابعتها، لكنّ منفّذي الأعمال هم أنتم المسؤولون، أنتم منفّذو الأعمال، فجهاز القيادة ليس هو المنفّذ، هو ليس جهازاً تنفيذياً، أنتم المنفّذون. يجب أن تتابعوا. قد نوجّه أمراً إلى وزارة ما أو إلى المسؤولين الرفيعي المستوى في البلاد ونؤكّد عليهم، لكن من ينبغي أن يتابع العمل هو أنتم، فاذهبوا وتحرّكوا وأصرّوا وأكّدوا ليتحقّق إن شاء الله ما تريدون ويصبّ في مصلحة الناس.

واجبنا هو تكريم الشهداء، وهذا ما لا ينبغي أن ننساه!
وواجبنا تكريم عوائل الشهداء، وعوائل الشهداء يقعون في المقدّمة من حيث أهمية صبرهم وعملهم. ينبغي تكريمهم واحترامهم. وهذا التكريم ليس مجرّد تكريم باللسان، مع أن التكريم باللسان أيضاً مهمّ. ولا يقولنّ البعض إنّ المجاملات اللسانية ليست جيدة، فمن المهمّ أن نكرم الشهداء ومكانة الشهداء باللسان وفي تصريحاتنا. البعض لا يطيقون حتى هذا، وعلينا نحن السير في هذا الاتجاه، لكن إلى جانب هذا هناك خطوات عملية وتسهيلات ومساعدات متنوعة ينبغي تقديمها لعوائل الشهداء وعوائل الجرحى وعوائل المضحّين إن شاء الله.

نسأل الله تعالى أن يوفّقكم للعمل والخدمة، خدمة هذه المسيرة العظيمة، وأن ترضوا أرواح الشهداء الطيّبة عنكم إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 ـ في بداية هذا اللقاء ـ الذي أقيم في إطار اللقاءات الجماعيةـ تحدث ممثّل الوليّ الفقيه في محافظة كردستان حجة الإسلام والمسلمين السيّد محمد حسيني شاهرودي، ومحافظ كردستان بهمن رادنيا، وقائد الحرس الثوري في كردستان اللواء ثاني محمد حسين رجبي. يقام هذا المؤتمر بتاريخ 20/06/2019 م في سنندج مركز محافظة كردستان (شمال غرب إيران).
2 ـ ماموستا محمد شيخ الإسلام (ممثل أهالي كردستان في مجلس خبراء القيادة).
3 ـ زيارة الإمام الخامنئي التفقديّة لمحافظة كردستان لمدة ثمانية أيام من 12 إلى 18 أيار 2009 م .
4 ـ في لقائه بحشد من علماء ورجال الدين الشيعة والسنة بمحافظة كردستان بتاريخ 13/05/2009 م .
5 ـ الملّا برهان عالي.
6 ـ الملّا محمّد ذبيحي.

كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المسؤولين عن إقامة مؤتمر تكريم ذكرى 5400 شهيد قدمتهم محافظة كردستان (1)_17/06/2019 م

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

سررت كثيراً حين علمت أنّه من المقرّر القيام بحراك ثقافي وإعلامي لتكريم ذكرى عدة آلاف من الشهداء في كردستان، فهذا نشاط ضروري ومفيد جداً يلقي بالمسؤولية على عاتق كل الناشطين والمسؤولين وأبناء الشعب الواعين أينما كانوا في البلاد، وخصوصاً في بعض مناطق البلاد التي لها خصوصيّة معيّنة مثل كردستان.

.. قاوموا وثبتوا رغم بيئتهم المتآمِرة
لقضيّة شهداء كردستان الأبرار أهميّتها من عدّة جهات، وهي مختلفة عن سائر مناطق البلاد، أي عن أغلب مناطق البلاد الأخرى. هناك نقطة على جانب كبير من الأهميّة هي أنّ ساحة عمل المجاهدين الكرد ـ سواء منهم الذين نشطوا في ساحات الدفاع المقدس والحرب والأعمال العسكريّة مثل البيشمرگة الكرد وقادتهم وأمثالهم، أو الذين عملوا ونشطوا في المجال الثقافي مثل الشهيد شيخ الإسلام (2) ـ لم تكن ساحة سهلة ومريحة وهادئة مثل سائر المدن والمناطق، فقد كان أعداء الثورة موجودين في مدنهم ومراكز مدنهم ومناطقهم. خذوا على سبيل المثال المرحوم شيخ الإسلام ولا أنسى خطبته القوية العميقة المليئة بالمضامين والأفكار تلك التي ألقاها في المسجد الجامع بسنندج عندما ذهبنا إلى هناك (3) أمام بضعة آلاف من الحاضرين (4). في ذلك الوقت نفسه الذي كان يلقي فيه هذه الكلمة كان يعلم بالتأكيد أن هناك أشخاصاً في سنندج نفسها، وخارج سنندج، أو في ذلك التجمّع نفسه، يعارضون تلك الآراء وذلك الكلام، ومع ذلك فقد أظهر تلك الشجاعة وتلك القوة الروحية وألقى تلك الكلمة القوية هناك. أو الشباب الكرد من البيشمرگة الذين التقيتهم عن قرب عدة مرات في كردستان في سنتي 58 و 59 [1979 ـ 1980 م]، هؤلاء لم يكونوا يواجهون عناصر من خارج الحدود بل عناصر داخل بيوتهم وداخل مدينتهم. لنفترض مثلاً في بيئة مثل مدينة مشهد كان هناك بالتالي الكثير من المجاهدين والمناضلين الذين كانوا يتوجّهون إلى جبهات القتال، وكان الكثير منهم يستشهدون أو يعودون جرحى ومصابين، أمّا هؤلاء فلم يكونوا على هذا النحو، فقد كان هناك في نطاق حياتهم ومعيشتهم أفراد يعارضونهم وينشطون ويتآمرون ضدّهم، ومع ذلك نجدهم قاوموا وثبتوا وحاربوهم. هذه في رأيي نقطة على جانب كبير من الأهمية.

كردستان أحبطت مؤامرة الأعداء
نقطة أخرى هي أنّ خطة أعداء الثورة الإسلامية وأعداء الجمهورية الإسلامية كانت أن يستغلوا الاختلافات المذهبية على حدة، والاختلافات القومية على حدة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، فبلادنا من البلدان النادرة من حيث التنوّع القومي. وتعيش قوميات متعددة جنباً إلى جنب في هذا البلد تحت ظلّ اسم إيران الكبير وباسم الشعب الإيراني الكبير. قلّما يوجد مثل هذا في مكان ما، وفي الأماكن التي يوجد فيها مثل هذا التنوّع تجد هناك الكثير من التعارض والمماحكات. ولكم أن تلاحظوا كم هي الخلافات جسيمة في بعض البلدان المجاورة لنا بين شعوبها والقوميات الأخرى هناك ـ ولا أريد هنا الإتيان على ذكر أسماء تلك البلدان ـ كان الأعداء يأملون بأن يستطيعوا استغلال الاختلافات القومية والاختلافات المذهبية ـ الاختلافات بين الشيعة والسنة ـ في البيئة الاجتماعية الإيرانية. وأنا أضرب هنا مثال كردستان، وهناك مناطق أخرى شبيهة بكردستان، لكن كردستان كانت مثالاً واضحاً. ما حدث في كردستان هو أن العناصر المؤمنة المحبة الواعية فيها أحبطت مؤامرة الأعداء هذه، بمعنى أنّها لم تسمح بإحياء معارك الكرد والفرس أو الكرد والترك هناك. كانت هناك أقلية تطلق بعض الشعارات والأقوال وتحت تأثير أعداء الخارج. وقد ذهبت إلى مهاباد، وكانت كل محالّ المدينة مقفلة، وجاء الناس لاستماع الخطاب؛ أذكر أنّه في الشارع الذي مررنا به كانت كل تلك الدكاكين مغلقة، وكل سكان المدينة جاؤوا إلى مكان إلقاء كلمتنا وتجمّعوا هناك ليستمعوا إلى خطابنا، وكانوا يرفعون الشعارات ويعبّرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم. وقد خاطبت في كلمتي هناك أعداء الثورة وقلت لهم: ليأتِ الذين يتكلمون باسم الكرد إلى هنا وينظروا، هؤلاء هم الكرد، لا ذلك المأجور الذي ذهب إلى خارج البلاد، أو القابع في مكان ما ويتحدث باسم قوميّة ما، الكرد هم هؤلاء المجتمعون هنا. وهكذا كان الوضع في سنندج أيضاً وفي أماكن أخرى.

.. حيث كانت الشهادة مترافقة بتضحياتٍ أكبر
إذاً، فالإنجاز الذي تحقّق في كردستان وفي آذربيجان الغربية أيضاً على يد الأهالي الكرد كان إنجازاً وعملاً عظيماً جداً. لقد استطاعوا حقّاً تقديم خدمة للثورة وفرض اليأس على العدوّ، وهذا أمر بالغ الأهميّة. وقد قدّموا شهداء في هذا السبيل، فقدموا الشهداء في الحرب المفروضة وكذلك في الكفاح ضدّ أعداء الثورة، كما قدموا شهداء في الدفاع عن الجمهورية الإسلامية، من أمثال الشهيد شيخ الإسلام الذي أشرت إليه [قبل قليل]، أو الشهيد عالي (5) الذي كان من علماء الدين هناك، والشهيد ذبيحي (6) وهؤلاء من الماموستا [معلّم باللغة الكرديّة] والعلماء المعروفين في منطقة كردستان. لقد كان استشهاد هؤلاء بسبب دفاعهم عن الجمهورية الإسلامية، فقد ألقوا الخطابات وبادروا وعملوا ونشطوا وتعاونوا مع الجمهورية الإسلامية واستشهدوا. في قرى كردستان وآذربيجان الغربية نشط كثيرون في التعاون مع عناصر [رجال الشرطة والأمن] الجمهورية الإسلامية وانتقم منهم أعداء الثورة فاستشهدوا، بمعنى أن الشهادة في تلك المنطقة كانت شهادة مترافقة بتضحيات أكبر، وجهد وجهاد صادق واضح. أعلى الله من درجات هؤلاء الشهداء إن شاء الله.

على شباب اليوم أن يعلم أيّ أعمال أُنجزت!
هذا التقرير الذي قدّمه القائد المحترم في الحرس الثوري تقرير جيّد، لكن هذه أرقام وأعداد، وما أوصي به وما أشدّد عليه هو نتائج الأعمال التي تقومون بها. ينبغي أن يتّضح كم استطاعت هذه الأرقام والأعداد التي ذكرت لتأسيس المجامع، أو نشر بعض الآثار، أو أعمال من هذا القبيل، التأثير في الأجواء الفكرية للناس وخاصّة لدى الشباب فيما يتعلّق بتكريم منزلة الشهداء، هذا هو المهمّ. ما نحتاجه اليوم هو أن يعرف شعبنا قدر شهدائنا، وأن يعلم أيّ خدمة قدّمها هذا الشاب الذي ذهب ونال الشهادة، وهذا العالِم الذي ارتقى شهيداً، وهذا العامل الكادح أو هذا الفلاح الكادح الذي استشهد، للبلاد وللإسلام ولنظام الجمهورية الإسلامية.

كانت لدينا عائلة في كردستان قدّمت ستة شهداء، هذه من الحالات النادرة، أي إنّنا قلّما نشاهد مثل هذا في البلاد، أن تقدّم عائلة واحدة ستة من أبنائها في سبيل الله، فيستشهد بعضهم في المظاهرات التي شاركوا فيها، وبعضهم في الكفاح ضدّ أعداء الثورة أو في الحرب المفروضة. توجد نماذج من هذا القبيل، وهذا ما ينبغي أن يعلمه الجيل الصاعد. على شباب اليوم أن يعلموا أيّ جهود بذلت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، حيث نمت شجرة الثورة الطيبة بحمد الله وأثمرت وتم إنجاز الكثير من الأمور والأعمال. وأهم تلك الجهود هي جهود شهدائنا، هذا ما ينبغي أن يعلمه جيلنا الشاب. إذن ينبغي لهذه الأعمال التي تُنجز أن تُنجز بحيث يكون لها ثمار ونتائج جيدة، بمعنى التأثير في أفكار الشباب وتصوّراتهم وفهمهم لقضايا البلاد الراهنة ولقضايا ماضيهم. لقد مضت أربعون سنة على الثورة، ويجب أن نعلم أيّ جهود بذلت لتأسيس هذه الثورة وتشكيلها وتثبيت دعائمها. على شباب اليوم أن يعلموا هذا الشيء، والذي شاهد هذه الأمور عن كثب يعلمها، مع أن بعض هؤلاء أيضاً يصابون بالنسيان وينحرفون عن مسارهم ويغيرون طريقهم، بيد أن نظري الأساسي معلّق على الشباب. ينبغي لشباب اليوم أن يعلموا أيّ أعمال أُنجزت حتى ترسخت واستحكمت هذه الدعائم بهذا النحو، بحيث صار بوسعهم أن يشعروا بالفخر والاعتزاز والشموخ بنظام الجمهورية الإسلامية. هذه نقطة.

النقطة الثانية تتعلق بالأعمال العمرانية وما شاكل؛
نعم، أنجزت أعمال عمرانية كثيرة، لكن ثمة حالات تأخر في المناطق الكردية. لقد كانت هذه سياسة خاطئة معيبة في نظام الطاغوت حيث كانوا يتصورون أنّ عليهم العمل بهذه الطريقة. وحتماً، كان هناك عدم اكتراث للمصالح الوطنية في ذلك النظام. لذا، يوجد تأخر، وأنتم من عليه تلافي حالات التأخّر هذه. أن يقال إنّنا نوصي بكذا وكذا، فلا بأس، ابعثوا رسائلكم واكتبوا فيها ما يخطر في بالكم، ونحن نحيلها إلى المسؤولين، ونوصي بها ونؤكد على متابعتها، لكنّ منفّذي الأعمال هم أنتم المسؤولون، أنتم منفّذو الأعمال، فجهاز القيادة ليس هو المنفّذ، هو ليس جهازاً تنفيذياً، أنتم المنفّذون. يجب أن تتابعوا. قد نوجّه أمراً إلى وزارة ما أو إلى المسؤولين الرفيعي المستوى في البلاد ونؤكّد عليهم، لكن من ينبغي أن يتابع العمل هو أنتم، فاذهبوا وتحرّكوا وأصرّوا وأكّدوا ليتحقّق إن شاء الله ما تريدون ويصبّ في مصلحة الناس.

واجبنا هو تكريم الشهداء، وهذا ما لا ينبغي أن ننساه!
وواجبنا تكريم عوائل الشهداء، وعوائل الشهداء يقعون في المقدّمة من حيث أهمية صبرهم وعملهم. ينبغي تكريمهم واحترامهم. وهذا التكريم ليس مجرّد تكريم باللسان، مع أن التكريم باللسان أيضاً مهمّ. ولا يقولنّ البعض إنّ المجاملات اللسانية ليست جيدة، فمن المهمّ أن نكرم الشهداء ومكانة الشهداء باللسان وفي تصريحاتنا. البعض لا يطيقون حتى هذا، وعلينا نحن السير في هذا الاتجاه، لكن إلى جانب هذا هناك خطوات عملية وتسهيلات ومساعدات متنوعة ينبغي تقديمها لعوائل الشهداء وعوائل الجرحى وعوائل المضحّين إن شاء الله.

نسأل الله تعالى أن يوفّقكم للعمل والخدمة، خدمة هذه المسيرة العظيمة، وأن ترضوا أرواح الشهداء الطيّبة عنكم إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 ـ في بداية هذا اللقاء ـ الذي أقيم في إطار اللقاءات الجماعيةـ تحدث ممثّل الوليّ الفقيه في محافظة كردستان حجة الإسلام والمسلمين السيّد محمد حسيني شاهرودي، ومحافظ كردستان بهمن رادنيا، وقائد الحرس الثوري في كردستان اللواء ثاني محمد حسين رجبي. يقام هذا المؤتمر بتاريخ 20/06/2019 م في سنندج مركز محافظة كردستان (شمال غرب إيران).
2 ـ ماموستا محمد شيخ الإسلام (ممثل أهالي كردستان في مجلس خبراء القيادة).
3 ـ زيارة الإمام الخامنئي التفقديّة لمحافظة كردستان لمدة ثمانية أيام من 12 إلى 18 أيار 2009 م .
4 ـ في لقائه بحشد من علماء ورجال الدين الشيعة والسنة بمحافظة كردستان بتاريخ 13/05/2009 م .
5 ـ الملّا برهان عالي.
6 ـ الملّا محمّد ذبيحي.

قال عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى "النهضة" التونسية، الجمعة، إنّ رئيس الحركة راشد الغنوشي، مرشحها الحالي للانتخابات الرئاسيّة، بمقتضى النظام الداخلي للحركة.

واستدرك الهاروني، أن إمكانية اقتراح مرشح آخر من داخل الحركة أو خارجها "لا يزال واردا".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي على هامش انعقاد الدّورة الثامنة والعشرين لمجلس شورى "النهضة".

وأضاف الهاروني، أنّ "مؤسسات الحركة لم تأخذ بعد قرارها، ولم تحسم نهائيا بشأن مرشحها للرئاسة".

وينص النظام الداخلي لحركة النّهضة، على أن "يكون رئيس الحركة راشد الغنوشي مرشحها الطبيعي للمناصب العليا في الدولة".

وأوضح الهاروني، أن "اختيار مرشح الانتخابات الرئاسية خاضع لشروط أهمها أن يكون من بين الشخصيات التّي تؤمن بالديمقراطية، وأن يكون ضد الفساد، وقادرا على التجميع وليس التفريق، ومؤمنا بالدّولة، وأن يكون قادرا على تمثيل تونس أمام العالم أحسن تمثيل".

وشدّد على أنّ "الحركة، الحزب الأول في البِلاد (أكبر كتلة نيابية/ 68 من أصل 217)، ومن الطبيعي أن يكون لها مرشح في الانتخابات الرئاسية، ولكننا لا نريد أن نستعجل هذا الأمر، لأن موقف النهضة في الرئاسية مرتبط بتصورها للحكم بعد الانتخابات، بين الرئاسة والحكومة والبرلمان."

ولفت الهاروني، إلى أنّ "الدورة الحالية لمجلس الشورى، والتي ستتواصل إلى غاية الأحد القادم، ستبدأ الحوار والنقاش بشأن مرشح الرئاسة، وستعلن لاحقا عن اسمه."

ومن المقرر أن تجري تونس انتخاباتها التشريعية في 6 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تليها الرئاسيات في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني.

الأحد, 23 حزيران/يونيو 2019 11:31

كيف اخترق التكفيريون مصر ؟

مَن يراقب ما يجري في سيناء المصرية منذ العام 2012 وحتى اليوم 2019 وهذا الإرهاب المسلح ، يستغرب من إستمراره رغم سلسلة التضحيات والعمليات الناجحة للجيش المصري ،إلا أن المتأمّل بعمق سيجد أن ثمة بيئة حاضنة هي السبب الرئيس في قوّة تلك التنظيمات الإرهابية، وهي سر بقائها حيّة ومؤثّرة طيلة السنوات الماضية ، وتلك البيئة ليست فحسب بعض قبائل سيناء المؤيّدة لها كما ذهب البعض أو تلك الجغرافيا الصعبة التي لا يعلم مسالكها وأسرارها إلا هؤلاء البدو المقاتلين ،الأمر أبعد من ذلك في تقديرنا وهو الذي يجعلنا ننبّه وبقوّة إلى أن ثمة بيئة حاضنة أخرى لتلك التنظيمات الإرهابية، ولذلك الفكر الداعشي التكفيري ونقصد به بيئة الفكر السلفي التكفيري بمؤسّساته ومساجده ودُعاته وقنواته التلفزيونية والتي تلقى جميعاً _ وياللغرابة _دعماً وموافقة ورضاء من الحكومة المصرية، ربما جهلاً بالخطرأو استخفافاً به.

إن ما نودّ أن نلفت الأنظار إليه أن هذا الفكر الداعشي التكفيري له حوامل ومنصّات وبيئة حاضنة، إذا لم نقاومها هي ونتصدّى لها أولاً ؛فإن الإرهاب سيظل حاضراً ومنتشراً في سيناء وخارجها .وفي المواجهة الجادة لهؤلاء التكفيريين ، دائماً نبدأ بتجفيف المنابع وحصار الأبواب التي نفذوا منها، وفي هذا السياق نشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر أولاً:جاء هذا الفكر التكفيري بدعم من مؤسّسات وهّابية خليجية منذا السبعينات حيث تدفّقت الأموال لبناء آلاف المساجد من خلال تمويل أنصارها الذين جنّدتهم وربّتهم في كنف جامعاتها المعروفة وخاصة ما تسمّى بجماعة أنصار السنّة المُحمّدية والجمعية الشرعية والكثير من الإخوان والجماعة الإسلامية ، وغيرها من التنظيمات والأفراد، وصنعت بعض الرموز من المصريين ممَن يعتنقون الفكر السلفي وسلّمتهم مساجد بُنيت بأفخم وأحدث الإمكانات في كل المحافظات وخاصة الإسكندرية والقاهرة وزوّدت تلك المساجد بالمطابع وأجهزة الاستنساخ وصناعة المواد الإعلاميةالتكفيرية شديدة التأثير وزهيدة الثمن في نفس الوقت.

ثانياً: قامت المؤسّسات الخليجية الراعية لهذا الاختراق بإعادة المئات من أساتذة الجامعات والمدرسين والموظفين الذين سبق لهم العمل في السعودية ودول الخليج وهّابية الفكر إلى مصر خلال حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كي يقوموا بالدور المسنود إليهم وأغدقت الأموال على العديد من أئمة بعض المساجد ، وأدخلت الكثير من عناصرها إلى بعض المراكز الحساسة كالجامعات والأوقاف والأزهر ومجمع البحوث الإسلامية.
ثم قامت تلك المؤسّسات الخليجية الوهّابية بإنشاء المكتبات ودور النشر والتوزيع وشراء معظم الأكشاك التي تنتشر في مدن مصر وقراها وزوّدتها بالملايين من الكتب والنشرات وأشرطة الكاسيت ومواقع الأنترنت والتي تولّى التكفيريون نقلها إلى أرجاء مصر ومنها سيناء والحدود مع ليبيا. ثالثاً :أنشئت تلك الدول وموّلت قرابة الـ35 فضائية تبثّ الفكر التكفيري وتسهم بشكل فعّال في خلق ثقافة مُعادية لمفهوم الدولة الوطنية وداعمة للفكر الداعشي، وكان أكثر الناس تأثراً هم مَن في القرى والمناطق الفقيرة خاصة في سيناء، حين اجتمع الفقر مع ثقافة التكفير ورفض الآخر مع غياب الدولة والأزهر بإسلامه الوسطي المعتدل، فكانت النتيجة حضور داعش والقاعدة والإخوان ومعهم حضر الإرهاب المسلح الذي يقاتله الجيش منذ سبع سنوات
رابعاً:بالإضافة إلى إنشاء جمعيات السنّة المحمّدية بالمال الخليجي قامت بعض الدول الخليجية ذات الفكر الوهّابي التكفيري بالدخول إلى مصر عبر إنشاء معاهد لتخريج الدعاة في غفلة من الزمن، سرقت دور الأزهر القانوني لتخريج الدعاة وأنشئت ما يسمّى ب( معاهد إعداد الدعاة )التي تقوم بتدريس الفكر السلفي التكفيري الخالص ، كل ذلك للأسف تحت الإشراف الأسمي للأزهر والأوقاف، وبعد دراسة سنتين أو أربع يكون فيها الشاب قد تشرّب هذا الفكر يتم منحه ترخيصاً للخطابة على المنابر ويقوم بدوره لنشر تلك الثقافة والفكر التكفيري في مصر بترخيص من الأزهر والأوقاف(!!). هذه الوسائل وغيرها ساهمت ولاتزال في خلق بيئة تكفيرية حاضنة لاؤلئك الإرهابيين في سيناء وباقي أركان مصر، وهي بيئة نتصوّرها أخطر في فعلها من الرصاصة التي يطلقها الإرهابي، وإذا لم تتنبه الدولة في مصر وفي باقي بلادنا العربية التي ابتُليت بهكذا فكر ،لذلك الخطر الذي تحمله البيئة الحاضِنة للإرهابيين ؛ فإن كل المحاولات والبطولات التي تتم بها المقاومة له، ستفشل ،لأن الأصل في النبع لا في السقاة أو الشاربين، والنبع للأسف الشديد لايزال ينتج ماءه السام، فإنتبهوا يا أولي الألباب .