emamian
المعالم العامة لخط الإمام الخميني (قدس سره)
يقول الإمام الخميني (قدس سره): "أقيموا العدالة، لا تطالبوا الآخرين فقط بإقامة العدالة، أقيموا العدالة على أنفسكم أيضاً"[1].
يحتل الحديث عن خط الإمام الخميني (قدس سره)[2] من الأهمية مكانةً كبيرة. لأن خط الإمام الخميني (قدس سره) يمثل التجربة الفريدة المعاصرة لثورة تميزت عن سائر الثورات، ثورة ما زالت تتناولها الأبحاث والتحليلات، لما فيها من مزايا وخصائص تختلف عن سائر الثورات التي شهدها العالم.
الارتباط بالخط الخميني
تنطلق الكثير من الحركات التحررية متأثرة بالخط الخميني كأفق أساسي للتحرك على ضوئه في العمل السياسي والاجتماعي، وهذا الإرتباط يمكن لنا أن نصوره من خلال نوعين من العلاقة بهذا الخط:
1- الارتباط العاطفي:
الارتباط العاطفي، هو انشداد المؤمن إلى الصراط المستقيم، من خلال الأجواء العاطفية التي تشده إلى خط الأنبياء، والأئمة عليهم السلام، وصراط الصالحين من عباد الله، والمجاهدين العاملين.
وهذه الأجواء لا شك أنها ذات آثار إيجابية، في بناء شخصية الإنسان المؤمن والتحاقه بالخط.
فالاحتفالات بمناسبات أهل البيت عليهم السلام والمناسبات الإسلامية التي تخص شخصيات إسلامية، من العوامل الإيجابية المفيدة، في انشداد الإنسان المؤمن إلى هذه القافلة المباركة، من العاملين في سبيل الله السائرين على صراط الله المستقيم.
وكذلك زيارات مراقد أهل البيت عليهم السلام والأنبياء، والأولياء، والعلماء، والمجاهدين تُعدّ من العوامل المهمة في الانشداد إلى هذا الخط، والصراط العميق في التاريخ، الذي ينتظم عليه كل خطى العاملين المخلصين، والأتقياء الأبرار.
فالارتباط العاطفي بهذه المظاهر الإسلامية والتظاهرات الدينية يولد حالة من الجذب القوي لهذا الخط الذي أرساه هذا الإمام المقدس، والذي أظهر للعلن كل هذه المظاهر الشرعية، كما أن للتطبيق العملي للشريعة الإسلامية حصة كبرى في جذب القلوب الوالهة لرؤية الإسلام بأحكامه مطبقاً في ميادين الحياة.
فهذا النوع من الارتباط العاطفي مطلوب لتأجيج الحماسة في النفوس لتطبيق الإسلام والسعي لرفع لوائه، إلا أنه من دون نوع آخر من الارتباط يظل ناقصاً وتنقصه الخلفية التي تجعله متماسكا أكثر.
2- الارتباط الواعي:
وإلى جانب الارتباط العاطفي بالخط، هناك نوع آخر من الارتباط، وهو الارتباط الواعي بالخط. ويتلخص في فهم الخط وإدراكه بصورة واعية وعقلانية.
وهذا اللون من الارتباط يحتاج إلى عمل فكري تثقيفي، وجهد علمي، من قبل المبلغين العاملين في سبيل الله، لتقديم خط الثورة الإسلامية بصورة علمية ومقبولة. إلى الجيل الجديد مقابل الخطوط والأفكار الأخرى المطروحة.
ويتكفل الإرتباط الواعي بفكر الإمام الخميني (قدس سره) بإيجاد الخلفية العقائدية والعلمية في النفوس مما يعزز الجهود الرامية للسير على نهج هذا الخط المبارك.
المعالم العامة
سنتحدث في هذه الفقرة عن خمسة أمور هامة يتميز بها الخط المبارك لإمامنا الخميني (قدس سره)، وهي في الحقيقة أعمدة راسخة ثابتة في وجدان أتباع هذا الخط المبارك:
1- الارتباط بالله تعالى:
من أركان هذا الخط وميزاته وخصائصه "الربانية" الارتباط بالله سبحانه وتعالى، ارتباطاً وثيقاً قائماً على أساس العبودية الحقيقية لله تعالى، والإخلاص له، والاتكال عليه تعالى، في كل الحالات، وهذا هو قوام الخط وأساسه الأول، ومن دونه لا يبقى لهذا الخط شكل ولا محتوى. والتركيز على هذا الجانب هو المهمة الأولى لكل الأنبياء والأئمة عليهم السلام، والدعاة إلى الله تعالى، فإن الدعوة إلى الله، وتوحيده بالعبودية هي الحجر الأساس في رسالة الأنبياء عليهم السلام يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾[3].
يقول الإمام الخميني (قدس سره):
"وإن الذي نهضتم من أجله أنتم أيها الشعب النبيل المجاهد، هو أعلى وأسمى وأثمن هدف ومقصد طرح ويطرح منذ بدء العالم في الأزل وحتى نهاية العالم إلى الأبد. إنه المدرسة الإلهية بمعناها الواسع، وعقيدة التوحيد بأبعادها السامية. إنه أساس الخلق وغايته في كل آفاق الوجود"[4].
2- الامتداد لنهج الأنبياء والأئمة عليهم السلام:
ومن خصائص هذا الخط، أن الجذور الأولى لهذا الخط تمتد إلى رسالة الأنبياء والأئمة عليهم السلام، فليس هذا الخط خطاً مبتوراً، اجتث من فوق الأرض، ما له من قرار، وإنما هو في أبعاده التاريخية خط الأنبياء والمجاهدين والدعاة إلى الله تعالى والأئمة عليهم السلام وهو بذلك خط عريق، أصيل، ذو أصول ثابتة، والإحساس بهذه الحقيقة، يعمّق صلة الناس العاطفية والعقلية بهذا الخط.
يقول الإمام الخميني (قدس سره):
"وهذا الهدف متجلّ في المدرسة المحمدية - على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام - بكل المعاني والدرجات والأبعاد. وإن كل مساعي الأنبياء العظام والأولياء الكرام عليهم السلام انصبت على تحقيق هذا الهدف، وبدونه لا يتيسر السبيل إلى الكمال المطلق ولا إلى الجلال والجمال اللامتناهيين.
إنه هو الذي يجعل "الأرضيين" أشرف من "الملكوتيين"، وما يناله الأرضيون من الاتجاه نحوه، لا تناله الموجودات الأخرى في كل أرجاء الخليقة ما خفي منها وما ظهر"[5].
3- خط الجهاد العملي:
إن هذا الخط ليس خطاً سياسياً، وجهادياً نظرياً، تبلور من خلال تنظيرات علمية ودراسات سياسية أكاديمية فقط، وإنما تبلورت أبعاد هذا الخط السياسية والجهادية من خلال ركام من جهاد وجهود العاملين وأتباعهم، وتحركهم، وسهرهم، ودمائهم ودموعهم، ومتاعبهم خلال طريق ذات الشوكة ومن خلال عذابهم، وسجونهم، وهجرتهم، وفرارهم، وقرارهم، خلال هذه الفترة المباركة من عمر المسلمين.
وهذه الجهود والمجاهدات هي غطاء لخط الإمام، وليس مجرد مجموعة نظريات ودراسات أكاديمية، وهو غطاء مبارك يبعث على الاطمئنان والأمن.
فإن الإنسان العامل، عندما يضع خطاه على هذا الخط المبارك يعلم أنه يضع خطاه على طريق شقّته أمة كبيرة من المجاهدين والعاملين في سبيل الله من خلال تجاربهم وآلامهم وعذابهم، وعملهم، وتحركهم، وجهادهم، وما رزقهم الله من نور وبصيرة خلال هذه الحركة المباركة.
4- خط ولاية الفقيه:
ومن ميزات وخصائص هذا الخط "ولاية الفقيه"، والتأكيد على ارتباط الحاكمية بالفقيه، في عصر غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وبذلك تتكامل حلقات سلسلة الحاكمية والولاية في حياة الإنسان، فإن الله تعالى هو مصدر الحاكمية والولاية وقد أولى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحق في حياة الناس: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾[6]. ويتسلسل الحكم والولاية من أئمة المسلمين عليهم السلام، وفي عصر الغيبة تستقر هذه الولاية بصورة شرعية في الفقيه الجامع للشرائط، الذي يلي أمور المسلمين ويتصدى لشؤونهم.
5- الثبات على المبادئ السياسية:
من المعالم المتميزة في خط الإمام الثبات السياسي، الصامد على مواقفه المبدئية، تجاه كل القضايا السياسية، فلم يحدث مثلاً تغيير في موقف الثورة بعد الحكم تجاه القضية الفلسطينية، أو تجاه رفض الانتماء إلى الشرق أو الغرب.
وهذه من خصائص خط الإمام البارزة، وإذا وضعنا هذه الخصيصة السياسية، بإزاء المواقف الانتهازية لكثير من الأحزاب والفئات والدول، نعرف عمق مبدئية خط الإمام، والسائرين على هديه.
خط الإمام الخميني ((قدس سره))، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الكلمات القصار للإمام الخميني قدس سره - الفصل الرابع - العدالة الاجتماعية، ص295.
[2] ظهر مصطلح "خط الإمام" لأول مرة عند احتلال السفارة الأمريكية، من قبل الطلبة المسلمين، الذين سموا أنفسهم بـ "الطلبة السائرين على خط الإمام" ومنذ هذا التاريخ دخل هذا المصطلح في قاموس الثورة، إلاّ أن مضمون خط الإمام، والمحتوى السياسي والفكري لهذا المصطلح كان موجوداً في عمق الثورة، قبل ذلك بزمان بعيد. (خط الإمام - الشيخ الآصفي - المقدم).
[3] سورة فصلت، الآية 33.
[4] الجهاد الأكبر، الإمام الخميني قدس سره، المقدّمة.
[5] الجهاد الأكبر، الإمام الخميني، المقدمة.
[6] سورة الأحزاب، الآية 6.
المصدر:شبکه المعارف
احذروا فاكهة الخرمة!
بالرغم من فوائد الخرمة، إلا أن تناولها بكميات كبيرة يسبب اضطرابات، وخصوصاً أنها ممنوعة على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
حذرت آنا إيفاشكيفيتش اختصاصية التغذية وعضو اتحاد الرابطة الوطنية للتغذية السريرية من مخاطر فاكهة الخرمة على الأمعاء.
ووفقاً للخبيرة، فالخرمة ممنوعة على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، وتناول كميات كبيرة منها يمكن أن يسبب اضطرابات حتى للأشخاص الأصحاء.
وقالت خبيرة التغذية في تعليق صحفي: "الحقيقة هي أن هذه الفاكهة تحتوي على كمية كبيرة من حمض "التانين"، وهذا الحمض يتكون بشكل خاص في الفواكه غير الناضجة، وبكمية كبيرة من الألياف النباتية".
وأضافت إيفاشكيفيتش، هذا النوع من الأحماض له "تأثير سلبي على المعدة والأمعاء"، موضحة أن "أحماض "التانين" تقلل من إفراز الأمعاء الدقيقة.
ونصحت المختصة "بعدم تناول أكثر من ثلاث قطع من هذه الفاكهة في اليوم".
قائد الثورة الاسلامية آية الله خامنئي : ذكرى الشهداء خالدة في أذهاننا ولن يمحوها الزمن مهما طال
اکد سماحة قائد الثورة الاسلامیة ایة الله العظمی السيد "علی الخامنئی" ان تضحیات الشهداء انحفرت فی اذهان الشعب الایرانی ولن يطويها ويمحوها مرور الزمن. سماحة قائد الثورة الاسلامية وجه رسالة بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس ويوم إحياء ذكرى الشهداء والمضحين قال فيها : ان مرور الزمن لم ولن يمحو ابدا الذكري الكريمة للشهداء الاعزاء من ذاكرة الشعب الايراني لانها لوحة مشرقة ومزينة بعنوان الشهادة وذكرى الشهداء.
واضاف ان ذكري الشهداء وتضحياتهم تمثل كنزا تاريخيا يبعث علي الامل والطمانينة و الشجاعة عند اجيالنا لاتخاذ خطوات ثابتة نحو تحقيق اهداف سامية ولا يخيفهم الشياطين الذين ينصبون العداء لنا.
واختتم قائلا: ان جبهة العدل والحق ستحقق بعون الله وبفضل القدرات التي تتمتع بها الانتصارات الكبرى ان شاء الله.
ترامب يشعل فتيل التطبيع باتجاه لبنان.. هل تنجح مساعيه لمفاوضات "لبنانية - إسرائيلية"؟
مُستغلاً حالة انفراط العقد العربي وسقوط عدد من الأنظمة العربيّة كأحجار الدومينو في فخ التطبيع كدولة الإمارات ومملكة البحرين وبشكلٍ رسمي؛ بالإضافة للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي باتت على الأبواب؛ يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعزيز موقفه وصورته أمام الجمهور والكونغرس الأمريكي لكي يستحق دورة رئاسية جديدة وأنه وفا بوعوده الانتخابية السابقة فيما يخصُّ تطبيع الدول العربية مع الكيان الإسرائيلي.
من جديد؛ تطفو اليوم لبنان على السطح لتكون الهدف المُقبل لحملة ترامب التطبيعية، بعد أنّ فشلت محاولات جمع لبنان والكيان الإسرائيلي على طاولة واحدة العام الماضي تحت ذريعة تقسيم المياه الإقليمية بين لبنان والكيان، وكانت تلك الفكرة قد فشلت فشلاً ذريعاً بعد رفض الكيان وجود الأمم المُتحدة كمُراقب لتلك المحادثات، وهو الأمر الذي أصرّت عليه بيروت، لتنتهي فكرة إجراء تلك المحادثات عند هذا الحد.
هل تسقط لبنان في فخ التطبيع؟
بعد سقوط الأقنعة العربية، ووعود ترامب وصهره كوشنر بوجود دول عدّة ستركب قطار التطبيع قريباً، أعيد إشعال الخلاف بين الكيان الإسرائيلي ولبنان بشأن حقول الغاز في البحر المتوسط هذا الأسبوع حيث جددت إدارة ترامب مساعيها لإجراء محادثات لإنهاء هذا الخلاف.
الخلاف المذكور يأتي بعد أكثر من تسع سنوات من الخلاف على الحدود البحريّة بين الكيان الإسرائيلي ولبنان، ومحاولة الكيان السيطرة على ما مساحته 860 كيلومترا مربعا في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتضم هذه المساحة عدّة كتل غنية بالغاز الطبيعي قبالة السواحل اللبنانيّة.
مُخطئ يعتقد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ومن خلفه الداعم الأمريكي أنّ انفجار بيروت والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان، والانتقادات والمظاهرات المحلية والمستمرة ضد الحكومة اللبنانيّة من شأنّها جرُّ لبنان إلى طاولة التطبيع والمُسمّاة زوراً وبُهتاناً "محادثات"، وعلى أساس اعتقاد ترامب السّابق؛ طار مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى الكيان الإسرائيلي وناقش القضية مع وزير الطاقة في الكيان يوفال شتاينتس ومع وزير الخارجية غابي أشكنازي.
زيارة شينكر السابقة تُشكّل جزءا من الدبلوماسية المكوكية الأمريكية بين لبنان والكيان في محاولة لاستغلال الحالة الصّعبة التي يعيشها لبنان، حيث وصل شينكر إلى الكيان قبل عدة أسابيع، ثم سافر إلى بيروت للقاء مسؤولين حكوميين وعاد إلى الكيان هذا الأسبوع لتنسيق المواقف بين واشنطن والكيان، خصوصاً أنّ الأخبار التي رشحت من تلك المُشاورات تؤكد أنّ شينكر قدم لساسة الكيان هذا الأسبوع مسودة اتفاق محدثة لبدء المفاوضات، بعد أن تمّ تعديلها لتُناسب حالة لبنان الصّعبة.
لبنان في عاصفة الانتخابات الأمريكيّة
جددت إدارة ترامب دفعها لفتح محادثات مباشرة بين الكيان الإسرائيلي ولبنان حول ترسيم حدودهما البحرية من أجل إيجاد حل للخلاف بين البلدين حول استكشافات منابع الغاز الطبيعي شرقي البحر الأبيض المتوسط، ووفق ما رشح من أخبار فإنّ إدارة ترامب تهدف إلى تسوية ترسيم الحدود البحرية الآن وقبل الانتخابات المُقبلة، وهو الأمر الذي سيؤدي وفق مُراقبين إلى تطبيع العلاقات بشكل كامل، حيث يأمل ترامب في البدء بالمحادثات قبل الانتخابات العامة المقبلة في نوفمبر.
أكثر من ذلك؛ إدارة ترامب تأمل في بدء محادثات دبلوماسية بين الكيان الإسرائيلي ولبنان قبل انتخابات نوفمبر المقبلة، وهي مفاوضات لم تحدث بين الكيان ولبنان منذ قرابة 30 عاماً، واستئناف هذه المفاوضات الآن سيكون إنجازا كبيرا للبيت الأبيض، وورقة انتخابيّة قويّة بالنسبة لحملة ترامب الرئاسية.
وبالإضافة لقدرة ترامب الناعمة التي سيكتسبها جرّاء إجراء تلك المحادثات، هناك فائدة أخرى رُبّما لا يُدركها سوى ترامب ذاته، فمن خلال تحالفه من شركات الطّاقة الكبرى سيضمن دعمها له خلال تلك الانتخابات فيما إذا تمكّن من حل الخلاف الحدودي في وهو الأمر الذي سيعود بعائدات يمكن أن تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، خصوصاً بعد أن توقف التنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة وهو الأمر الذي يهم شركات الطاقة الأمريكية.
وفي النهاية؛ لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ مُقترح إجراء محادثات بين لبنان والكيان الإسرائيلي والذي راج خلال العام الفائت بعد ترويج الوسيط الأمريكي "ديفيد ساترفيلد" ويهدف إلى بدء مفاوضات مباشرة بوساطة أمريكية وتحت رعاية "الأمم المتحدة" في قاعدة للأمم المتحدة على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، غير أن الكيان هو من كان قد رفض وجود الأمم المُتحدة، مُطالباً بوجود الوسيط "غير النزيه" الأمريكي، وهو ما رفضته بيروت مُصّرة على حضور الأمم المتحدة.
المصدر:الوقت
الحرس الثوري الإيراني يهدد بضرب واحتلال قواعد أميركية
هدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي بأن أي عدوان أميركي سيواجَه بضرب القواعد الأميركية في المنطقة.
وقال إن لدى إيران خططا لاحتلال بعض القواعد الأميركية في المنطقة، وستَفعل ذلك في أي حرب قد تُفرض عليها.
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن التحرك الأميركي لإعادة العقوبات الدولية على إيران مجرد دعاية لا تأثير حقيقيا لها.
وأشار ظريف إلى أن واشنطن فشلت في إعادة فرض العقوبات الأممية، وطالب دولَ العالم بمواجهة التنمر الأميركي، حسب تعبيره.
وأضاف أنه من المستبعد أن تؤثر العقوبات الأميركية على شراء أسلحة من الصين وروسيا.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستواجه تحركات واشنطن غير القانونية، وأن أميركا تتحمل تداعيات إيقاف السفن الإيرانية.
وكانت طهران قد أعلنت أنها نفذت مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضح رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الوكالة أبلغت بلاده أنها لن تطالب بتفتيش مواقع جديدة بعد تفتيش الموقعين اللذين كانت الوكالة تطالب بتفتيشهما.
المصدر : الجزيرة + وكالات
لماذا تخلى ترامب عن اغتيال الأسد؟
تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه ريزتشيكوف وأرتور بريماك، في "فزغلياد"، حول الأسباب التي جعلت ترامب يتراجع عن فكرة قتل الرئيس السوري بشار الأسد، ودور روسيا في ذلك.
وجاء في المقال: قال دونالد ترامب إنه كانت لديه "فرصة" لقتل بشار الأسد، لكنه لم يستخدمها بسبب مقاومة وزير الدفاع، آنذاك، جيمس ماتيس.
لكن اعتراف ترامب هذا يتناقض مع تصريحاته في 2018، عندما قال إن خطط الإطاحة بالأسد لم تتم مناقشتها.
ووفقا لرئيس معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي، فإن قرار ترامب بالتراجع عن اغتيال الأسد لم يتأثر برأي ماتيس، إنما بدور روسيا في سوريا.
وقال ساتانوفسكي: "مسألة ما إذا كان الأمريكيون سوف يسقطون الأسد ليست مسألة يقررها ترامب. لماذا؟ لأنه في اللحظة التي اتخذ فيها بوتين قرار إرسال قوات روسية إلى سوريا، وجد الأسد نفسه في أمان مطلق، بصرف النظر عن أفكار الرئيس الأمريكي".
بدوره، أشار الباحث في الشؤون الأمريكية، دميتري دروبنيتسكي، إلى أن الولايات المتحدة لم تستغل فرصا عديدة للقضاء على الزعيم السوري.
وهو يتفق مع ساتانوفسكي على أن الوجود العسكري الروسي المتزايد في سوريا منذ العام 2015 كان عاملاً مهما في ضمان أمن الأسد. ويرى أيضا أن القضاء المحتمل على الأسد لن يغير الوضع في البلاد، فـ "زعيم أكثر صرامة موال لإيران سيحل محله".
و"أنا لست متأكدا من أن القضاء على الأسد سيؤدي إلى زيادة نفوذ تركيا في سوريا. فالأسد، مفيد للأتراك، لأن أنقرة ودمشق لديهما مصلحة مشتركة - العامل الكردي. قبل الربيع العربي، كانت تركيا وسوريا وإيران حلفاء مقربين في حل القضية الكردية، وبعد 2010-2011، نمت المشكلة الكردية أكثر".
وبحسب توقعات دروبنيتسكي، فإن الوجود الأمريكي في سوريا سيبدأ بالتراجع تدريجياً. فـ "سوريا، كان يمكن أن تسير في طريق ليبيا لو كانت هيلاري كيلنتون في منصب وزير الخارجية وليس مايك بومبيو. ربما ألقى ترامب بخطة اغتيال الأسد في سلة المهملات، لأنها كانت مشروع أعداءه السياسيين – الديموقراطيين".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر:روسیاالیوم
حكومة أديب تصل إلى طريق مسدود.. متى سيخرج لبنان من هذا المأزق السياسي
انتهت مهلة الـ 15 يومًا التي حددها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل الحكومة اللبنانية اليوم دون أي نتائج ، أي إن المبادرة الفرنسية فشلت وتحطمت هيبتها ، لذلك ، في هذه المرحلة ، يجب أن يستسلم أحد طرفي لبنان للطرف الآخر.
إذا كانت مسودة هيكلية الحكومة اللبنانية الجديدة جاهزة بالفعل ، بغض النظر عما إذا كانت قد سلمت إلى الرئيس ميشيل عون أم لا ، فهذا يعني أن مشاورات الأمس واليوم كانت عديمة الجدوى تمامًا وبنية الحكومة كانت معدة مسبقًا في وثيقة.
المؤكد هو أن الرئيس لن يكون له دور فعلي في تشكيل الحكومة حتى يتسلم مسودة هيكلية الحكومة ، ووفق القانون ، يتلقى رئيس الجمهورية أو يوقع مسودة وثيقة تشكيل الحكومة ، أو إذا كانت هناك حاجة للإصلاح فيقوم بها أو يرفضها جملة وتفصيلاً ، وفي هذه الحالة ، يقرر المكلف بتشكيل الحكومة أيضًا مواصلة مهمته أو الاستقالة.
لكن ما حدث في هذه المرحلة من تشكيل الحكومة اللبنانية لا علاقة له بأي مما سبق ، فلم يعترف مصطفى أديب ، المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ، بفشله ولا بعدم قدرته على صياغة وثيقة هيكلية حكومية ، واكتفى بالقول إن الهيكل الذي أراده في تشكيل حكومة جديدة في لبنان كان عبارة عن حكومة صغيرة مؤلفة من 14 وزيراً ، فضلاً عن دمج الوزارات ، وهو ما لا يتوافق مع الهيكلية السياسية في لبنان.
وبالإضافة إلى ذلك ، كانت مشاورات أديب مع الأحزاب السياسية من النوع الذي جعل الفصائل البرلمانية مستبعدة عن هذه المشاورات ، وقد صرح أديب مؤخرًا أنه يريد أن تكون العملية سرية ، لذلك ، كان من حق الرئيس أن يشعر أن دوره في عملية تشكيل الحكومة وهيكليتها قد تقلص بشكل كبير ، ثم دعا عون إلى التشاور مع أديب في قصر الرئاسة.
وقد جرت حتى الآن عملية المشاورات لتشكيل حكومة لبنانية جديدة بحيث لم يتمكن الرئيس ، على عكس الفترات السابقة ، من الحديث عن حصة جماعته في الحكومة أو التعليق على المناصب الحاكمة ، كما أنها المرة الأولى في لبنان التي يتنحى فيها الرئيس عن دوره الأساسي في تشكيل الحكومة.
الواقع أن ما حدث لمصطفى أديب أثناء تشكيل الحكومة اللبنانية كان رغبة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري منذ بداية دخوله قصر رئيس الوزراء.
انقضت مهلة الخمسة عشر يومًا ولم يكن هيكل الحكومة واضحًا ولا المناصب الوزارية ولا الخيارات التي يجب توليها.
وفي غضون ذلك ، فضل حزب الله في البداية التزام الصمت ، وسلم محادثات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ، الذي ركز على أن وزارة المالية يجب ان تكون في يد المجموعة الشيعية ، مستشهدا باتفاق الطائف.
لكن بعد أن اتضح ليل الأحد أنه تم تجاهل موقف الجماعات الشيعية ومشاركتها في الحكومة في عملية تشكيل الحكومة ، وأيضًا بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي ، شدد بري على أنه إذا لم تتحقق شروط الجماعات الشيعية في الحكومة الجديدة فلن يشاركوا ، كما كسر حزب الله صمته ووقف مع بري ، وتشير المعلومات إلى أن موقف الجماعات الشيعية اللبنانية من تشكيل الحكومة ومشاركتها فيها هو نفس موقف رئيس مجلس النواب ، حتى لو كان هو المفاوض وحده.
وينعكس ذلك في سياسة "العصا والجزرة" التي تنتهجها باريس وواشنطن في لبنان ، وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن مطلع أيلول (سبتمبر) الحالي أنه يتحدث مع شركات أمريكية وأوروبية عن عقوباتها على لبنان ، لكن بعد أسبوع من تصريحات ماكرون حظرت واشنطن اثنين من الوزراء المتحالفين مع حزب الله.
وفي ظل هذه الظروف ، لا يبدو أن الأطراف اللبنانية يمكن أن تتوصل إلى اتفاق مشترك بشأن هيكل الحكومة ، ولا يعتزم مصطفى أديب ولا الجماعات الشيعية الآن الانسحاب من موقعها.
وفي ظل هذه الظروف فان الوزارة اللبنانية الوحيدة التي يوليها الأميركيون اهتماما خاصا هي وزارة المالية الكائنة بيد الجماعات الشيعية ، في الواقع ، تنوي الولايات المتحدة الامريكية ترشيح اختيارها لمنصب وزير المالية اللبناني من أجل طرد الجماعات الشيعية من الحكومة ، وتتماشى العقوبات الأمريكية المتتالية ضد شخصيات محسوبة على حزب الله مع هذا الهدف.
بينما تشير جميع الأدلة إلى أنه بعد انتخاب مصطفى أديب ، سيخرج لبنان من هذا المأزق السياسي ، الا اننا نرى أن أديب والحزبين الشيعيين (حزب الله وحركة أمل) يواجهون بعضهم البعض ، ويصر أديب على أن وزير المالية لا يجب اختياره من بين الشيعة ، وإذا استمر الوضع على هذا النحو ، فإن عملية تشكيل الحكومة تبدو وكأنها وصلت إلى طريق مسدود كما في الفترة السابقة ، وميشيل عون المدعوم من حزب الله لن يوافق على تشكيل حكومة بهذه الشروط.
المصدر:الوقت
المطبعون يشعلون شرارة الانتفاضة الثالثة.. القادة غائبون والمقاومة تحوّل أعراسهم لمآتم!
لم تكن القضيّة الفلسطينيّة يوماً قضية تطبيع، بل كانت على الدّوام قضيّة شعب انتزعت أرضه منه عنّوة، وتحت حدّ السّيف، وعلى هذا الأساس فإنّ اتفاقيات التطبيع المُذلّة التي يقوم سفهاء أبو ظبي والمنامة بتوقيعها لن تحمل في طيّاتها أيّ حلٍ للقضيّة الفلسطينيّة، كون جوهر هذا الصراع وكما قلنا لم يكن التطبيع، وبالتالي لا يمكن أن يكون التطبيع حلاً، بل على العكس كشف تلك الاتفاقيات التي لم يستطع مُوقِّعوها كتمان سرِّها، مدى التآمر على القضيّة الفلسطينيّة في الوقت الذي كانوا فيه يُنادون بحل عادل، وكشف أيضاً أنّ أيّ قراراتٍ للجامعة العربيّة كالمبادرة العربية، لم تكن سوى حبرٍ على ورق.
لماذا غاب قادة المُطبعين؟
يُخبرنا التاريخ أن كل اتفاقيات التطبيع السابقة شهدت وجود قادة الدول التي طبّعت ليُقرّوا تلك الاتفاقيات، حيث حضر الرئيس المصري السابق أنور السادات، مع ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي مناحم بيغن، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر في واشنطن عام 1979، للتوقيع على اتفاق كامب ديفيد، وفي اتفاق أوسلو حضر رئيس وزراء الكيان السابق إسحاق رابين، ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، بالإضافة للرئيس الأمريكي حينها بيل كيلنتون عام 1993، وفي اتفاق وادي عربة مع الأردن عام 1994 حضور الملك الأردني حينها الحسين بن طلال، بالإضافة إلى إسحاق رابين وبيل كلينتون.
أما اليوم؛ وفي أكثر اتفاق تطبيع إثارة للجدل؛ غاب عنه قادة الكيانات العربيّة المُطبعة "الإمارات والبحرين، ويكتفون بوزراء خارجيتهم للتوقيع على تلك الاتفاقيات، وذلك بهدف التخفيف من موجة الاستنكار الشعبي التي سببها إعلان التطبيع الكامل بين الكيان الإسرائيلي والمشايخ الخليجيّة، بالإضافة لامتصاص أي ضجة إعلامية قد تحدث لاحقاً في حال قرر ولي عهد أبو ظبي أو ملك البحرين زيارة عاصمة الكيان، وهي زيارة محتملة قد تحدث قريباً كما قال مُراقبون للوضع في الشرق الأوسط.
أكثر من ذلك؛ فإنّه وفي خِضمِّ الرفض الشعبي الواسع لاتفاقيات التطبيع، قرر قادة تلك الدول البقاء بعيداً عن الأضواء حتى لا يتحملوا وزر التوقيع على تلك الاتفاقيات، خصوصاً مع الرفض الشعبي الواسع لتلك الاتفاقيات في دولهم، على الرّغم من التسويق الإعلامي الكبير والدعاية السياسيّة الفجّة التي روّجت لتلك الاتفاقيات.
تطبيع فارغ
الاتفاق الذي لم يُعلن عن تفاصيله حتى هذه اللحظة من غير الواضح ما إذا كان سيشمل بنود ملزمة أو تتطلب المزيد من الإجراءات من حكومات تلك المشايخ أو الكيان، وبما أنّ لا حدود مُشتركة بين الكيان المُطبّعة، فإنّ أيّ اتفاقٍ للتطبيع لن يُشكل أيّ اخترقٍ في القضيّة الفلسطينيّة.
اتفاقيات التطبيع المُسمات "اتفاقيات إبراهيم" رمزيّةٌ في مسارها التاريخي أكثر مما هي موضوعيّة، ولا يمُكن بحالٍ من الأحوال مُقارنة اتفاقيات التطبيع بين دول الطوق (مصر والأردن والسلطة الفلسطينية) وبين اتفاقيات مع دول أو كيانات بعيدة نسبياً عن مسار الصراع مع الكيان الإسرائيلي، وإذا لا يُمكن تبرير اتفاقيات التطبيع تحت أيٍّ ظرفٍ كان، غير أنّ مصر والأردن والسلطة الفلسطينيّة خاضت حروباً مع الكيان الإسرائيلي وأتت تلك الاتفاقيات في إطار إيقاف الحروب بينها، أما مشيخات الخليج فكانت آخر حروبهم هي التي خاضوها ضد المُسلمين في حروب الرّدة.
بالإضافة لما سبق؛ فإنّ أيّ تطبيعٍ تغيب عنه فلسطين؛ لن يُغيّر من المسار الطبيعي للقضيّة الفلسطينيّة؛ خصوصاً وأنّ الفلسطينيين بمجملهم يرفضون اليوم هذه الاتفاقيات، وكان أوّل ما نتج عنها هو وحدة الصف الفلسطيني بمواجهة الدول المُطبّعة من جهة وبوجه الكيان الإسرائيلي من جهةٍ أخرى، والذي بدأت آثاره تظهر مع مراسم التوقيع على تلك الاتفاقيات.
احتفالات التطبيع على الطريقة الفلسطينية
في الوقت الذي كان يحتفل به المُطبعون ويوقعون على تلك الاتفاقيات في البيت الأبيض؛ كان للفلسطينيين رأيٌ آخر، وطريقة أخرى للاحتفال "باتفاقيات إبراهيم"، حيث انهالت صواريخ المُقاومة على المُستوطنات الإسرائيلية في ذات الوقت الذي كان يحتفل به قادة الكيان بتلك الاتفاقيات.
تلك الصواريخ وعلى الرّغم من أنّها لم تقتل أحداً من اليهود؛ إلّا أنّها كانت رسالة واضحة جداً للكيان الإسرائيلي ومن خلفه الدّول التي طبّعت معه؛ حيث تقول المقاومة الفلسطينيّة إنّ هذا الاتفاق لن يجلب معه أيّ أمنٍ للكيان الإسرائيلي، بل على العكس فتحت هذه الاتفاقيات باب جهنم على الكيان، وأشعلت شرارة انتفاضة ثالثة لم يكن يحسب لها الكيان أيّ حسابٍ قبل تلك الاتفاقيات.
المصدر:الوقت
استراتيجية "إسرائيل" الإقليمية في البحر الأحمر
استراتيجية "إسرائيل" الإقليمية من خلال نشاطها في البحر الأحمر وتحالفاتها مع الأنظمة المحيطة به يكمّل استراتيجيتها البحرية شرقي المتوسط، ويتلاقى نشاطها هذا مع الاستراتيجية الأميركية الدولية ضد الصين والهند وإيران.
مع ظهور أيّ بوادر لنظام دولي أو إقليمي جديدين، تتحفَّز الدول الفاعلة للعمل والاستيلاء على مواقع القوة ومصادرها، سواء كانت إقليمية أو دولية.
بدا منذ عقد على الأقل، أننا فعلاً على أبواب نظام دولي جديد يستبدل نظام القطب الواحد، وأمام متغيّرات إقليمية ما تزال متفاعلة في الشرق الأوسط وقد تؤدي إلى اصطفافات وتحالفات جديدة، خلقتها أو عزَّزتها مجمل أحداث "الحريق العربي" من حروب أو انقلابات داخلية أو عدوان خارجي، على سوريا أو اليمن أو ليبيا، فاهتزَّت أركان النظام العربي الذي كان سائداً حتى السنوات الأخيرة، كما اهتزت أركان كل نظام في المنطقة، وبات كل حاكم يبحث عن مكان له في حال الانقلاب عليه، أو حليف له يحميه من الحدث القادم.
في هذه الظروف الجديدة، برزت إلى السطح أهمية البحر الأحمر الاستراتيجية الإقليمية والدولية، بصفته أحد أهم الممرات المائية في العالم، إن لم يكن أهمها، فهو يربط بين المحيطين الهندي والأطلسي عبر البحر المتوسط، كما يربط بين 3 قارات، آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتقع في محيطه مصادر الطاقة الأساسية في العالم، والتي لا تتحرك عجلة الاقتصاد من دونها، وتمر فيه أكثر من 21 ألف سفينة تجارية سنوياً، وأكثر من 2 مليار برميل من النفط سنوياً.
وعليه، يتّفق الاستراتيجيون شرقاً وغرباً على أنَّ من يسيطر على هذا البحر يسيطر على أحد أسس الاقتصاد العالمي، ومن يصعب عليه السيطرة على البحر الأحمر، عليه أن يخلق طرقاً تجارية عالمية وإقليمية جديدة، أو يتشارك مع دول أخرى للوصول إلى الهدف ذاته.
على الصعيد الدولي
لاحظت الولايات المتحدة بعد أزمتها الاقتصادية في العام 2008 القوة الاقتصادية الصاعدة للصين والهند، كما لاحظت الحضور والنفوذ الصيني المتصاعد في أفريقيا، ففي حين بلغت التجارة الأميركية مع أفريقيا في العام 2000 ما مقداره 38 مليار دولار، بلغت قيمة التجارة الصينية مع أفريقيا 10 مليارات دولار، ولكن هذا الميزان تغيَّر خلال عقد من الزمن، ليبلغ حجم التجارة الأميركية مع أفريقيا 113 مليار دولار في العام 2008، مقارنة بـ114 مليار دولار مع الصين.
وفي العام 2011، بلغت التجارة الأفريقية مع أميركا 126 مليار دولار، ولكن الصين تخطتها إلى 166 مليار دولار، فكان رد أميركا باتخاذ قرار استراتيجي لتعزيز قواتها في حوض البحر الأحمر، الممر الأساس اَّلذي يربط هاتين القوتين مع أوروبا وأفريقيا، والمضي بحملة دبلوماسية هجومية في أفريقيا ضد الوجود الصيني المتعاظم، في حين امتلكت إيطاليا واليابان قواعد عسكرية على شاطئ جيبوتي. في المقابل، أعلنت الصين مع بداية العام 2016 عن اتفاق مع جيبوتي لاستضافة أول قاعدة عسكرية صينية خارج بحر الصين.
على الصعيد الإقليمي
كانت سوريا أول الدول التي طرحت رؤية إقليمية في العام 2004، من خلال "مشروع التشبيك بين البحار الخمسة"، المتوسط والأسود وقزوين والخليج والبحر الأحمر، بحيث تكون في مركز هذه المنطقة، وتصل بين آسيا وأوروبا، وتربط بين دول ذات ثقافات قديمة ومتجددة على أساس المصالح المشتركة وتكاملها.
أزعج هذا المشروع أميركا والعديد من الدول الإقليمية على حد سواء، وازداد انزعاجهم حين قام الرئيس بشار الأسد بعدة زيارات إلى الدول المعنية في العام 2009 لتحقيق هذا المشروع، ومنها أذربيجان وأرمينيا والنمسا وسلوفاكيا. وفي مقابلة مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية في أيار/مايو 2009، قال الأسد عن هذا المشروع: "إن منطقتنا تشهد ولادة تحالف تفرضه المصالح المشتركة، وتتوافق ضمنه السياسات والمبادئ"، ولكن العدوان الدولي على سوريا في بداية العام 2011 لم يسمح لسوريا بتطبيق هذا المشروع.
وفي سياق التنافس الاستراتيجي الإقليمي أيضاً، عملت "إسرائيل"، وخصوصاً في ظل حكومات نتنياهو، على استعادة نفوذها في أفريقيا عند شواطئ البحر الأحمر ووسط أفريقيا. وقد نضجت الظروف لذلك بعد غياب ليبيا (القذافي) ومصر (حسني مبارك)، ولم تعد مصر قادرة على التأثير في القرن الأفريقي كما عهدناها خلال عقود مضت، فـأنشأت "إسرائيل" لنفسها قواعد عسكرية في أريتريا وإثيوبيا وكينيا ودول أخرى في وسط أفريقيا، كما استأجرت جزر "حاليب" و"فاطمة" و"سنتيان" و"ديميرا"، وأقامت قواعد عسكرية لها، إلى جانب قاعدة أخرى في ميناء "مصوع" عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
ومؤخراً، وصلت "إسرائيل" بواسطة الإمارات إلى جزيرة "سقطرى" المحتلة من قبل الأخيرة، لإقامة قاعدة عسكرية فيها. كما أقامت السعودية في آذار/مارس 2016 قاعدة عسكرية في جيبوتي، مقابل الموانئ اليمنية التي سيطر عليها "أنصار الله". وفي نيسان/أبريل 2016، حصلت السعودية من مصر على جزيرتي تيران وصنافير، مع الإشارة إلى وجود مصلحة إسرائيلية في ذلك.
وكانت الإمارات قد سيطرت على موانئ يمنية ومواقع استراتيجية، من ضمنها جزيرة سقطرى والقاعدة العسكرية "ميون" الواقعة بين اليمن وجيبوتي، وحوَّلت ميناء "المخا" اليمني إلى قاعدة عسكرية أيضاً، إضافة إلى القاعدة العسكرية لأبو ظبي في "بربرة" عاصمة الصومال، وأخرى في أريتريا أُنشئت في العام 2015. وفي جيبوتي، استأجرت الإمارات منشأة "هاراموس" القريبة من قاعدة عسكرية أميركية.
مقابل كلّ هذه القوى الإقليمية، حصلت تركيا على اتفاق مع السودان، برئاسة عمر البشير آنذاك، في شهر كانون الأول/ديسمبر 2017، لإقامة قاعدة عسكرية على جزيرة "سواكن" في البحر الأحمر، حتى بلغت إيرادات جيبوتي، هذا البلد الصغير (830 ألف نسمة)، ما قيمته 160 مليون دولار سنوياً من هذه القواعد.
من الهامش إلى المركز
أما عن الرؤية الاستراتيجية الخاصة بـ"إسرائيل" في البحر الأحمر، فقد نشرت مجلة "معرخوت" العسكرية مقالاً مطولاً في عددها رقم 450، أي في آذار/مارس 2013، للباحثين الاستراتيجيين بروف أرنون سوفير المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، والدكتور أنطون بركوفسكي من جامعة حيفا، تحت عنوان "البحر الأحمر والخليج الفارسي من الهامش إلى المركز"، ادعيا فيه "أن حوض البحر الأحمر وحوض الخليج الفارسي اللذين كانا على هامش الاستراتيجية الإسرائيلية يقتربان ليكونا في مركز الاهتمام الاستراتيجي لإسرائيل، بسبب أهميتها الاقتصادية والجيوسياسية".
كُتب هذا المقال ونُشِر في ظروف اعتقد فيها الإسرائيليون وغيرهم بأنَّ سوريا ذاهبة إلى التقسيم إلى دويلات طائفية، تليها دول أخرى في المنطقة. أما حرية الملاحة البحرية والجوية لـ"إسرائيل" في حوض البحر الأحمر، فيتيح لها نفوذاً عسكرياً ومدنياً في أفريقيا وباقي دول الحوض، وما استيلاء "إسرائيل" على سفينة "كارين A" في العام 2002، وهي محملة بالأسلحة الإيرانية للمقاومة الفلسطينية، سوى تأكيد على أهمية ذلك.
وعلى الرغم من الأهميّة الدولية لحوض البحر الأحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإنَّها ترى نفسها مضطرة إلى تعزيز قوتها بالقرب من الهند والصين، وقد أمَّنت وجود حلفائها وأتباعها ونفوذهم في حوض البحر الأحمر، لكن ما ينقص ذلك هو ترتيب العلاقات بينهم، وخصوصاً بين "إسرائيل" ودول الخليج العربية التي تطبّع معها سراً، وتحتاج إلى التحول من السر إلى العلن، بل إلى العلاقات الرسمية، وذلك لكي تكون التحالفات ضد إيران رسمية وقانونية.
في ظلّ هذه التحالفات، وبرعاية أميركية، باتت الغواصات الإسرائيلية "دولفيناً" تسرح وتمرح في حوض البحر الأحمر، ومن هناك إلى بحر العرب، حتى تصل إلى شواطئ باكستان، وهي تحمل صواريخ متطورة، ومنها نووية، يبلغ مداها 1200-1500 كم، أي أنها تهدد الأمن الإيراني من البحر، كما تهدد أمن كل دولة عربية مناهضة للهيمنة الإسرائيلية والأميركية.
خلاصة:
أولاً: تقوم الاستراتيجية الإقليمية لـ"إسرائيل" في البحر الأحمر بالتنسيق مع الاستراتيجية الدولية للولايات المتحدة، باعتبارها حليفاً ورديفاً لها، وليست تابعاً، بالاختلاف عن الأنظمة العربية التي تعمل ضمن الاستراتيجية ذاتها، ولكن على أساس أنها تابع، وليست شريكاً أو حليفاً للولايات المتحدة.
وتتم الاستفادة من أموال العرب الزائدة في خزينتها لشراء الجزر والقواعد والموانئ، وإقامة القواعد العسكرية، ودفع تكاليف الحروب الأميركية، مقابل حمايتها من غضب الشعوب أو من الدول المناهضة للسياسة والهيمنة الأميركية والإسرائيلية.
ثانياً: تحقّق "إسرائيل" في استراتيجيتها هذه هدف الحركة الصهيونية الاستعماري في الهيمنة على خيرات الشرق الأوسط وضمان استمرارية الوجود الإسرائيلي، من خلال تفتيت العالم العربي والإسلامي، وديمومة الصراعات الداخلية فيه، وهي التي تنهك قواه، وتفقده مقدراته وخيرات شعوبه، وتبقيه متخلفاً وتابعاً وفاقداً لمقومات النهوض الحضاري من جديد.
وتتمثّل الاستراتيجية الإسرائيلية أيضاً في إقامة شبكات استراتيجية للبنية التحتية، من سكك حديدية وخطوط تجارة برية وأخرى بحرية، ومد أنابيب النفط والغاز من الشرق الأوسط، وبالتحديد من الخليج، على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر، إلى البحر المتوسط، فسكة الحديد وأوروبا، لتصبح الموانئ والشواطئ الإسرائيلية حلقة الوصل بين الشرق الأوسط وأوروبا، وتكون "إسرائيل" هي المستفيد مادياً والحامي لهذه الخطوط، فتصبح مصلحة الأنظمة المصدرة للغاز والنفط أو المستقبلة للبضاعة الأوروبية الاستهلاكية، وكذلك البضاعة الإسرائيلية، مرتبطة بالحفاظ على مصالح "إسرائيل" وقدرتها ووجودها الدائم، من دون أي حساب للحقوق الفلسطينية، حتى وصل الأمر ببنيامين نتنياهو إلى أن يصرح في 29 كانون الثاني/يناير 2012 "أن إقامة سكة الحديد بين إيلات وشاطئ البحر المتوسط تزيد من تعلق الصين والهند بنا"، ما يعني أن طموحه يصل إلى الدوائر الدولية، وليس الإقليمية فقط.
وهنا لا بدّ من التذكير بأنه مخطئ من يعتقد بأنَّ "كلّ ما تريده إسرائيل هو اعتراف العرب بوجودها أو شرعية وجودها". صحيح أنّ مخطّطاتها أكبر من حجمها كدولة، ولكن حقيقة المشروع الصهيوني كمشروع استعماري دولي، والقناعة الدينية العقائدية لدى اليهود بأن لـ"إسرائيل" دوراً إلهياً موعوداً مقابل الأغيار في كلّ العالم، هو الذي يجعل أحلام حكامها أكبر من حجم دولتهم.
ثالثاً: يعتقد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست بأن التحالفات الإسرائيلية مع دول الخليج العربية هي تحالفات في وجه النفوذ التركي، وليست ضد إيران، ولكن المراجعة الثاقبة لاستراتيجية "إسرائيل" وتركيا، برئاسة إردوغان، لا تشير إلى تناقضات عدائية بقدر كونها منافسات اقتصادية على سوق استهلاكي غني يتمنى كل طرف منتج أن يحظى به، ولكن مهما بلغت هذه المنافسة من حدة في التصريحات العلنية، فالحقائق تقول إن العلاقات التجارية بين "إسرائيل" وتركيا لم تتراجع في السنوات الأخيرة، رغم التوترات الظاهرة، بل حافظت على نموها.
أما حقيقة عضويّة تركيا في حلف شمال الأطلسي، فهي تؤكّد أنّها لا يمكن أن تكون في حالة حرب مع "إسرائيل". وتؤكد التجربة العملية أن تركيا، مهما أبدت من تعاطف مع حماس، لم تقدم لها، ولن يُسمح بأن تقدم لها طلقة واحدة تستخدم ضد "إسرائيل"، ويبقى التهديد الأساس للأخيرة هو حزب الله من الشمال، والمقاومة الفلسطينية من الجنوب، وهما مدعومتان من إيران.
رابعاً: من خلال تحالفات "إسرائيل" الاستراتيجية مع دول حوض البحر الأحمر، يمكنها أن تحقق ما ردده شمعون بيرس لعقود طويلة "باجتماع المال العربي مع العقل اليهودي"، ليحقّق أكبر أحلام الحركة الصهيونية، وهو التفوق اليهودي الصهيوني الدائم، بتمويل عربي مع ديمومة التخلف العربي، فـ"إسرائيل" اليوم، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تحتاج إلى استثمارات عربية خليجية في التكنولوجيا والطب وعلم الفضاء ومجالات إنتاجية عديدة تخشى أن تتفوّق فيها إيران، فتفقد "إسرائيل" عوامل الهيمنة والوجود، لأنّ مقومات وجودها واستمراريته مرتبطان إلى حد كبير بتفوقها الذي يسمح لها بالهيمنة التامة، إضافةً إلى الرعاية الغربية التي تحمي تفوّقها.
خامساً: تطمح "إسرائيل" من خلال نفوذها في أفريقيا، وعلاقاتها المعلنة أو الخفيّة، الرسمية وغير الرسمية، مع أنظمة الخليج ؛ إضافةً إلى البحث عن أسواق لبضاعتها أو إنتاجها التكنولوجيّ، إلى أن تغيّر مواقف هذه الدول أو هذه الكتل في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، لتقزيم الموقف الدولي المناهض للاحتلال الإسرائيليّ، والمؤيّد لحقّ الشعب الفلسطيني في وطنه وفي إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
المصدر:المیادین
وقفة احتجاجية تونسية: "يا حكام التطبيع.. فلسطين ليست للبيع"
شارك فيها عشرات التونسيين تنديدا بتوقيع الإمارات والبحرين في واشنطن اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل
تونس/ شيماء المناعي/
نظم عشرات التونسيين، مساء الثلاثاء، وقفة احتجاجية تنديدا بتوقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأفادت مراسلة الأناضول بأنه خلال الوقفة، التي دعت إليها "الشبكة التونسية لمناهضة التطبيع" (أهلية)، رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية، ولافتات مكتوب عليها: "الشعب يريد تجريم التطبيع"، و"كلاهما إلى الزوال.. التطبيع والاحتلال".
كما ردد المحتجون، في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، هتافات منها "التطبيع خيانة"، و"يا حكام التطبيع.. فلسطين ليست للبيع".
وندّد المحتجون بما قالوا إنه "تخاذل عربي"، وبيع من حكام عرب للقضية الفلسطينية مقابل الحفاظ على حكمهم.
وقال أحمد الكحلاوي، رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع بتونس (أهلية): "نندّد بما حصل اليوم في واشنطن (توقيع الاتفاقيتين)، ونعتبره وصمة عار في جبين العرب، تضاف إلى وصمات العار السابقة".
وأضاف: "نحن اليوم أمام كارثة جديدة بعد ذهاب (الرئيس المصري الراحل) أنور السادات إلى العدو (إسرائيل عام 1977) والاعتراف به.. الخليج (الفارسي) منذ البداية يطبع مع العدو ويبحث عن حمايته، فهم خانوا الأمة."
ويواجه تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل رفضا شعبيا عربيا واسعا، بينما تعتبره أبوظبي والمنامة "قرارا سياديا".
وانضمت الإمارات والبحرين إلى مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب.
وخلافا للحال بالنسبة للبلدين الخليجيين، ترتبط مصر والأردن بحدود مع إسرائيل، وسبق وأن احتلت الأخيرة أراضٍ من الدولتين.
ويطالب الفلسطينيون بالالتزام بمبادرة السلام العربية، وهي تقترح إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، في حال انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
ورفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هذه المبادرة، وهي مقترح سعودي تبنته القمة العربية ببيروت في 2002.




























