الحج.. تقليد عرفه الإنسان قبل نزول الأديان

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الحج.. تقليد عرفه الإنسان قبل نزول الأديان

◄الحج في اللغة هو قصد الشيء وإتيانه.. والحج في الشريعة الإسلامية هو قصد البيت الحرام والمشاعر العظام وإتيانها في وقت مخصوص وعلى وجه مخصوص.

والحج هو الصفة المعلومة في الشرع من الإحرام والتلبية والوقوف بعرفة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات.

والحج في الإسلام من أركانه الخمسة وفرض على المسلمين بقول الله في القرآن: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا) (آل عمران/ 97).

وتركت لنا العصور القديمة العديد من الآثار والشواهد الدالة على ممارسة الإنسان للحج منذ القدم قبل ظهور الأديان السماوية.

يروي علماء المصريات أنّ معابد الاقصر والكرنك أبيدوس كانت تشهد تجمعات ضخمة من المصريين القدماء تستمر عدة أسابيع وتتوقف فيه أنشطة البلاد. وكانت المعابد يتدفق عليها العرّافون والحجاج فيما تشهد البلاد رواجاً في حركة النقل بالسفن وفي التجارة.

ويقول الباحث المصري أنور أبو المجد إنّ عيد "بو با سطة" الذي كان يقام تكريماً للإله "باستت" في شرق دلتا نهر النيل يجتذب 700 ألف حاج من الرجال والنساء.

وكان اليونانيون والرومان، لكن بنسبة أقل، يحجون لأغراض دينية ورياضية وأحياناً سياسية بهدف تجميع الجمهوريات الصغيرة المنافسة تحت لواء عقيدة واحدة.

ولأنّ أشهى رغبة لكلّ حاج مخلص هي الموت بمجرد وصوله لمقصده الذي قاده إليه إيمانه فإنّ نهر الجانج الذي يحج إليه ملايين الهندوس للتطهر من ذنوبهم عند مدينة الله أباد الهندية يغرق في مياهه الكثيرون سواء بإرادتهم أو قضاءً وقدراً.

أما بوذا فقد جعل الحج فريضة إلزامية تختلف تفسيراتها باختلاف البلاد التي تعتنق مذهبه. كما أحبّ اليابانيون رحلات الحج وعندما أصبحت الشنتو الديانة الرسمية للبلاد عام 1868م كان الإمبراطور ينتقل لتمجيد الإلهة في المعابد الكبرى.

ويتوجه ملايين الكاثوليك إلى مدينة لورد الفرنسية يبتهلون طلباً للشفاء وأملاً في رؤية المعجزات. وفي عام 1958م استقبلت المدينة أربعة ملايين و800 ألف حاج.

وإذا كان كثير من أماكن الحج لدى الكاثوليك قد بطل استخدامها فهناك أماكن أخرى حلت محلها مثل مدينة سان جاك دي كومبوستيل الأسبانية التي أطلق عليها قديماً اسم مكة الغرب لم تعد اليوم تلقى اهتماماً كبيراً.

وفي شهري تشرين الأوّل/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر من كلّ عام يتوجه آلاف الحجاج إلى ولاية راجستان بشمال الهند وإلى بحيرة بوشكار المقدسة قرب معبد براهما حيث يتقدم الرجال والنساء للتطهر وسط أدخنة القرابين وأصوات الدعاء المتصاعدة إلى عنان السماء. وقد بدأت مزاولة طقوس هذا الحج في القرن الرابع الميلادي.

أما الشبان فقد أوجدوا لأنفسهم طرقاً أخرى للحج فمن كاتمندو في نيبال إلى سان فرانسيسكو ومن وودستوك إلى جزيرة وايت يتدفقون كلّ عام بالآلاف بحثاً عن روح جماعية تتولد من حبّ صاخب تارة ومن النسك تارة أخرى.►

مقالات ذات صلة

قراءة 907 مرة