شُبهات و تساؤلات حول المرأة(29)

قيم هذا المقال
(0 صوت)
شُبهات و تساؤلات حول المرأة(29)

المرأة والمرجعية الدينية العامة...؟!

هل أجاز الإسلام للمرأة التصدي لمنصب المرجعية الدينية، وتقليدها والعمل بفتاواها، كما أجاز ذلك للرجل؟

* * * * *

مرجعية المرأة من  زاوية الفقه والعقل

أولاً: أن كل شيء في الكون يتحرك وفق وظائف له مرسومة، فالشمس تسير في دائرة وظيفتها، وكذا القمر والنجوم، وهكذا النبات والحيوان والإنسان، حتى الذرة، فكل ذلك يدور في إطار وظيفته وشأنه، ولا يتعدى على وظيفة غيره، وعلى ضوء ذلك؛ عدم صلاحيّة القمر للقيام بوظيفة الشمس لا يعد نقصاً فيه؟! كما أن عدم صلاحيّة الشمس للقيام بوظيفة النجوم لا يعتبر نقصاً فيها، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، فإن عدم صلاحيّتها للقيام بوظائف المرجعية لا يُعد نقصاً فيها ما دامت تتحرك في موقع وظيفتها، وهذا ليس مختصاً بالمرجعية، بل يشمل جميع الأدوار والوظائف التي تثبت للرجل ولم تثبت للمرأة كالقضاء مثلاً.

ثانياً: قد ناقش الفقهاء مسألة أهلية المرأة للتصدي للمرجعية والتقليد، بحيث يعتمد الآخرون على فتاواها، وآرائها الفقهية، وتصبح مرجعاً دينياً تؤخذ منها الأحكام الشرعية.

والمشهور لدى الفقهاء، هو عدم جواز تقليد المرأة، وإن اجتمعت فيها كل الشروط والمواصفات، على أساس أن الذكورة شرط في المرجعية، ولكن هذا الرأي السائد وهو اختصاص الإفتاء والمرجعية بالرجال لم يكن من مسلمات فقه الشيعة فقط بل المذاهب الأخرى يعتقدون بذلك وهل يمكن النقاش فيه بالأخص فيما يتعلق بمرجعية المرأة للنساء في الأحكام المختصة بهن؟.

الجواب: أن الإسلام قد جوّز للمرأة أن تتفقه وتجتهد، وتعمل بفتاوى نفسها، فإنه بهذا المقدار لا إشكال فيه، بل هذا يعني أن فتواها تتصف بالحجية، وإلا لما جاز لها أيضاً العمل بها، ولكن هناك موانع من تعميم حجيتها على الآخرين. ومنصب المرجعية من المناصب المختصة بالرجل ولا يمنع اختصاص المرجعية بالرجال من أن تكون المرأة فقيهاً جامعاً، لأن الفقاهة كمال والمرجعية وظيفة.

ثالثاً: أن الله تعالى قد وضع عن المرأة تحمل مثل هذه المسؤولية والأعباء، وهذا تخفيف منه تعالى لها رحمة بها، وليس سلبَ حقٍّ من حقوقها؛ ذلك أن مقام الإفتاء والمرجعية يقتضي الاختلاط بين النساء والرجال ويقتضي الخروج من المنزل، وقد رفع الإسلام هذا الحرج عن المرأة في المجتمع من وظيفة الإفتاء والمرجعية الذي يقتضي العمل التنفيذي والذي يستلزم النقيصة بحق الزوج في المطاوعة وفي عدم الخروج من البيت إلا بإذنه وغيره من الحقوق.

والخلاصة: أن التفقه كمال، والمرأة تستطيع أن تفهم النصوص وتتفقه وتجتهد وتصل إلى ما وصل إليه سائر الفقهاء والمجتهدين؛ لأن التفقه والاجتهاد غير مشروطين بالرجولية، ولكن المرجعية مشروطة بالرجولية، لأنها عمل تنفيذي صعب وأمانة بيد المرجع، وحيث إن المرأة يصعب عليها القيام بهذه المسؤولية فليس بمصلحتها ومصلحة الأمة أن تتصدى للمرجعية، هذا ويحق لها أن تؤم النساء في صلاة الجماعة (على خلاف) وأن تربي الفقهاء والمراجع، هذا بالنسبة إلى مرجعية المرأة على الإطلاق، وأما مرجعية المرأة للنساء فهذه مسألة قابلة للبحث والنقد خصوصاً في الأمور التي تختص بالنساء.

قراءة 1192 مرة