أعظم الأنبياء وخاتمهم

قيم هذا المقال
(0 صوت)
أعظم الأنبياء وخاتمهم

الآيات القرآنية:     
1 ـ ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين﴾([1]).
تجلّت أكبر نعمة إلهية على المؤمنين: أن بعث الله فيهم رسولاً من جنسهم ونسبهم، يتلو عليهم آيات القرآن الكريم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الجهل والمعصية إلى العلم والحكمة والطاعة، ويطهرهم من الدنس والرذائل.

2 ـ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾([2]).
إنما النبي «صلى الله عليه وآله» رحمة مهداة للثقلين، المؤمنين وغير المؤمنين في الدنيا والآخرة.

3 ـ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾([3]).
بعثة رسول الله «صلى الله عليه وآله» لكل الناس من غير اختصاص بقوم دون قوم، وإلى يوم القيامة، بخلاف الأنبياء الذين بعثوا لقومهم وأهل زمانهم.

4 ـ ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾([4]).
نزل جبرئيل «عليه السلام» بالقرآن وحياً على قلب النبي «صلى الله عليه وآله»، لينذر الكافرين والمعاندين من عقاب الله وعذابه.

5 ـ ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([5]).
الخطاب للمشركين، والنفي لمطلق الضلال وهوى النفس عن النبي «صلى الله عليه وآله»، وإنّ كل ما ينطق به النبي «صلى الله عليه وآله» وحي ألقي في روعه، فما يقوله ويأمر به فهو من جانب الله تعالى.

6 ـ ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرً﴾([6]).
أرسل الله محمداً «صلى الله عليه وآله» بالإسلام، الدين الحق، مبشراً بالهداية والثواب، ومنذراً من العذاب والعقاب.

7 ـ ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾([7]).
محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله» آخر النبيين والمرسلين، فلا نبوة، ولا رسالة، ولا كتاب، ولا شريعة من بعده، فيه اختتمت النبوة واكتملت الرسالات.

الروايات المعتـبرة ســـنداً:      
1 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» عَنْ قَوْلِ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى: ﴿وكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِه﴾.
قَالَ: كَانَ قَوْمٌ فِيمَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وعِيسَى «صَلَّى الله عَلَيْهِمَا»، وكَانُوا يَتَوَعَّدُونَ أَهْلَ الأَصْنَامِ بِالنَّبِيِّ «صلى الله عليه وآله»، ويَقُولُونَ: لَيَخْرُجَنَّ نَبِيٌّ، فَلَيُكَسِّرَنَّ أَصْنَامَكُمْ، ولَيَفْعَلَنَّ بِكُمْ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» كَفَرُوا بِه([8]).

2 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْأَحْوَلِ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ «عليه السلام» عَنِ الرَّسُولِ والنَّبِيِّ والْمُحَدَّثِ.
قَالَ: ...وَكَانَ مُحَمَّدٌ «صلى الله عليه وآله» حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ، وجَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ ويُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلًا([9]).

3 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرْقِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» يَقُولُ: إِنَّ الله عَزَّ ذِكْرُه خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ النَّبِيِّينَ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَه أَبَداً، وخَتَمَ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ، فَلَا كِتَابَ بَعْدَه أَبَداً([10]).

4 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام»، وذَكَرَ رَسُولَ الله «صلى الله عليه وآله»، فَقَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ «عليه السلام»: مَا بَرَأَ الله نَسَمَةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ «صلى الله عليه وآله»([11]).

5 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَخِي حَمَّادٍ الْكَاتِبِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام»: كَانَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» سَيِّدَ وُلْدِ آدَمَ؟
فَقَالَ: كَانَ والله سَيِّدَ مَنْ خَلَقَ الله، ومَا بَرَأَ الله بَرِيَّةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ «صلى الله عليه وآله»([12]).

6 ـ روى الشيخ الكليني عن عدَّة مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ زُرَارَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وأَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» يَقُولَانِ: إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ فَوَّضَ إِلَى نَبِيِّه «صلى الله عليه وآله» أَمْرَ خَلْقِه، لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ، ثُمَّ تَلَا هَذِه الآيَةَ: ﴿ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه وما نَهاكُمْ عَنْه فَانْتَهُو﴾»([13]).

7 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ: إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ أَدَّبَ نَبِيَّه فَأَحْسَنَ أَدَبَه، فَلَمَّا أَكْمَلَ لَه الأَدَبَ قَالَ: ﴿إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْه أَمْرَ الدِّينِ والأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَه، فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه وما نَهاكُمْ عَنْه فَانْتَهُو﴾، وإِنَّ رَسُولَ الله «صلى الله عليه وآله» كَانَ مُسَدَّداً مُوَفَّقاً، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ، لَا يَزِلُّ، ولَا يُخْطِئُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِه الْخَلْقَ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ الله([14]).

8 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
قَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَمْ يُعْطِ الأَنْبِيَاءَ شَيْئاً إِلَّا وقَدْ أَعْطَاه مُحَمَّداً «صلى الله عليه وآله».
قَالَ: وقَدْ أَعْطَى مُحَمَّداً جَمِيعَ مَا أَعْطَى الأَنْبِيَاءَ([15]).

9 ـ روى الشيخ الكليني عن عِدَّة مِنْ الأَصْحَاب، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ «عليه السلام» يَذْكُرُ أَنَّه أَتَى رَسُولَ الله «صلى الله عليه وآله» مَلَكٌ، فَقَالَ: إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يُخَيِّرُكَ أَنْ تَكُونَ عَبْداً رَسُولاً مُتَوَاضِعاً، أَوْ مَلِكاً رَسُولاً.
قَالَ «عليه السلام»: فَنَظَرَ إِلَى جَبْرَئِيلَ وأَوْمَأَ بِيَدِه، أَنْ تَوَاضَعْ.
فَقَالَ (رسول الله): عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولاً.
فَقَالَ الرَّسُولُ (يعني الملك): مَعَ أَنَّه لَا يَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ شَيْئاً([16]).

10 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
كَانَ رَسُولُ الله يَأْكُلُ أَكْلَ الْعَبْدِ، ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، ويَعْلَمُ أَنَّه عَبْدٌ([17]).

11 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» فِي خُطْبَةٍ لَه خَاصَّةً يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ النَّبِيِّ والأَئِمَّةِ «عليهم السلام» وصِفَاتِهِمْ:
فَلَمْ يَمْنَعْ رَبَّنَا لِحِلْمِه وأَنَاتِه وعَطْفِه، مَا كَانَ مِنْ عَظِيمِ جُرْمِهِمْ، وقَبِيحِ أَفْعَالِهِمْ، أَنِ انْتَجَبَ لَهُمْ أَحَبَّ أَنْبِيَائِه إِلَيْه، وأَكْرَمَهُمْ عَلَيْه: مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله «عليه السلام»، فِي حَوْمَةِ الْعِزِّ مَوْلِدُه، وفِي دَوْمَةِ الْكَرَمِ مَحْتِدُه، غَيْرَ مَشُوبٍ حَسَبُه، ولَا مَمْزُوجٍ نَسَبُه، ولَا مَجْهُولٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ صِفَتُه.

بَشَّرَتْ بِه الأَنْبِيَاءُ فِي كُتُبِهَا، ونَطَقَتْ بِه الْعُلَمَاءُ بِنَعْتِهَا، وتَأَمَّلَتْه الْحُكَمَاءُ بِوَصْفِهَا.

مُهَذَّبٌ لَا يُدَانَى، هَاشِمِيٌّ لَا يُوَازَى، أَبْطَحِيٌّ لَا يُسَامَى، شِيمَتُه الْحَيَاءُ، وطَبِيعَتُه السَّخَاءُ، مَجْبُولٌ عَلَى أَوْقَارِ النُّبُوَّةِ وأَخْلَاقِهَا، مَطْبُوعٌ عَلَى أَوْصَافِ الرِّسَالَةِ وأَحْلَامِهَا، إِلَى أَنِ انْتَهَتْ بِه أَسْبَابُ مَقَادِيرِ الله إِلَى أَوْقَاتِهَا، وجَرَى بِأَمْرِ الله الْقَضَاءُ فِيه إِلَى نِهَايَاتِهَا، أَدَّاه مَحْتُومُ قَضَاءِ الله إِلَى غَايَاتِهَا، تُبَشِّرُ بِه كُلُّ أُمَّةٍ مَنْ بَعْدَهَا، ويَدْفَعُه كُلُّ أَبٍ إِلَى أَبٍ، مِنْ ظَهْرٍ إِلَى ظَهْرٍ، لَمْ يَخْلِطْه فِي عُنْصُرِه سِفَاحٌ، ولَمْ يُنَجِّسْه فِي وِلَادَتِه نِكَاحٌ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَبِيه عَبْدِ الله، فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وأَكْرَمِ سِبْطٍ، وأَمْنَعِ رَهْطٍ، وأَكْلأِ حَمْلٍ، وأَوْدَعِ حَجْرٍ.
اصْطَفَاه الله وارْتَضَاه، واجْتَبَاه، وآتَاه مِنَ الْعِلْمِ مَفَاتِيحَه، ومِنَ الْحُكَمِ يَنَابِيعَه.

ابْتَعَثَه رَحْمَةً لِلْعِبَادِ، ورَبِيعاً لِلْبِلَادِ، وأَنْزَلَ اللهُ إِلَيْه الْكِتَابَ، فِيه الْبَيَانُ والتِّبْيَانُ، قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ، لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، قَدْ بَيَّنَه لِلنَّاسِ، ونَهَجَه بِعِلْمٍ قَدْ فَصَّلَه، ودِينٍ قَدْ أَوْضَحَه، وفَرَائِضَ قَدْ أَوْجَبَهَا، وحُدُودٍ حَدَّهَا لِلنَّاسِ وبَيَّنَهَا، وأُمُورٍ قَدْ كَشَفَهَا لِخَلْقِه وأَعْلَنَهَا، فِيهَا دَلَالَةٌ إِلَى النَّجَاةِ، ومَعَالِمُ تَدْعُو إِلَى هُدَاه، فَبَلَّغَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» مَا أُرْسِلَ بِه، وصَدَعَ بِمَا أُمِرَ، وأَدَّى مَا حُمِّلَ مِنْ أَثْقَالِ النُّبُوَّةِ، وصَبَرَ لِرَبِّه، وجَاهَدَ فِي سَبِيلِه، ونَصَحَ لأُمَّتِه، ودَعَاهُمْ إِلَى النَّجَاةِ، وحَثَّهُمْ عَلَى الذِّكْرِ، ودَلَّهُمْ عَلَى سَبِيلِ الْهُدَى بِمَنَاهِجَ ودَوَاعٍ أَسَّسَ لِلْعِبَادِ أَسَاسَهَا، ومَنَارٍ رَفَعَ لَهُمْ أَعْلَامَهَا، كَيْلَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِه، وكَانَ بِهِمْ رَؤُوفاً رَحِيماً([18]).
 
هذه عقيدتنا في النبوة الخاصّة:       
محمّد «صلّى الله عليه وآله» نبيُّ الله ورسوله ورحمته للعالمين، أفضل خلق الله وأعظمهم خُلقاً، وسيّدُ وُلدِ آدم «عليه السلام» وخاتم النبيين، وقائد المرسلين.

 بشّر به الرسل وذُكِرَ اسمه في الكتب السماوية ومنها التوراة والإنجيل.

خصّه الله بعظيم الفضل والكرامة، أن أخرجه من الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة، فلم تنجّسه الجاهلية بأنجاسها.

فجميعُ آباء النبي (صلى الله عليه وآله) مؤمنون موحّدون من خيرة نسب أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام).

بعثه الله بالهدى ودين الحق، ليخرج عباده من ظلمات الضلال وعبادة الأوثان، إلى نور الإيمان بالله وطاعته.

به تجلّى كمال اللطف، وفيض النّعم الإلهية، وتمت حجج الله على عباده كافة.

يجب الإقرار بما جاء به (صلى الله عليه وآله) من الكتاب والأئمة الأوصياء (عليه السلام) من بعده، والمعاد ، والأنبياء والرسل من قبله ... والإعتراف بما جاء به من فرائض وسنن، والعمل بما أمر به، وترك ما نهى عنه.

وهو صلّى الله عليه وآله يبلّغ ويؤدّي ما يُوحى إليه من الله تعالى.
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([19])
﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾([20])

له العصمة المطلقة، قبل البعثة وبعدها، في تبليغ الرسالة وغيرها، منزَّه عن السّهو والمعصية، كبيرها وصغيرها، والخطأ، وهوى النفس، وكل قبيح ومنكر في أقواله وأفعاله.

خصّه الله عزّ وجلّ بأعلى درجات الكمال، وهو الأسوة والقدوة الحسنة لأمته والرحمة المهداة إلى يوم الدين.

القرآن معجزته الخالدة، وأكمل وأتمّ وأبلغ المعجزات الإلهية.

رسالته أكمل وأتمّ الرسالات، للنّاس كافة، ولا رسالة بعدها.

حلالُه حلالٌ إلى يوم القيامة، وحرامُه حرامٌ إلى يوم القيامة، إذ لا نبيّ بعده، ولا كتاب، ولا شريعة.
 
سماحة الشيخ نبيل قاووق

([1]) الآية 164 من سورة آل عمران.
([2]) الآية 107 من سورة الأنبياء.
([3]) الآية 28 من سورة سبأ.
([4]) الآية 193 و 194 من سورة الشعراء.
([5]) الآيات 2 ـ 4 من سورة النجم.
([6]) الآية 119 من سورة البقرة.
([7]) الآية 40 من سورة الأحزاب.
([8]) الكافي، ج8 ص310، والبرهان في تفسير القرآن للبحراني، ج1 ص277.
([9]) الكافي، ج1 ص176، ومرآة العقول للمجلسي، ج2 ص289.
([10]) الكافي، ج1 ص269، ومرآة العقول للمجلسي، ج3 ص157.
([11]) الكافي، ج1 ص440، ومرآة العقول، ج5 ص186.
([12]) الكافي، ج1 ص440، وبحار الأنوار، ج16 ص368.
([13]) الكافي، ج1 ص266، ومرآة العقول للمجلسي، ج3 ص150، وبصائر الدرجات، ص398.
([14]) الكافي، ج1 ص267، ومرآة العقول للمجلسي، ج3 ص151، والبرهان في تفسير القرآن، ج5 ص336.
([15]) الكافي، ج1 ص225، ومرآة العقول للمجلسي، ج3 ص20
([16]) الكافي، ج2 ص122، ومرآة العقول للمجلسي، ج8 ص249.
([17]) الكافي، ج6 ص271، ومرآة العقول للمجلسي، ج22 ص74.
([18]) الكافي، ج1 ص444 و 445، ومرآة العقول للمجلسي، ج5 ص217 و 218.
([19]) سورة النجم الآية 3و4.
([20]) سورة الأحقاف الآية 9.

قراءة 1344 مرة