فاطمة عليها السلام مجد الرسالة الإلهية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
فاطمة عليها السلام مجد الرسالة الإلهية

إن فاطمة عليها السلام هي مجد الرسالة الإلهية ، وتجسيد لكل ما في القرآن الكريم من لطائف العبر ، ودقائق الفكر ، وعظمة الحق . . فلابد لكل رسالة من ان تقدم نموذجا ، ورسالة الإسلام هي أعظم رسالة ، فلابد أن يكون الأنموذج الذي تقدمه هذه الرسالة هو الأنموذج الأعظم ، فكانت فاطمة الزهراء عليها السلام التي هي قدوة لكل إنسان؛ ذكرا كان أم أنثى .

وهكذا تسامت هذه المرأة العظيمة نحو معالي القيم والأخلاق ، وذابت في الرسالة ، وتحولت من مجرد شخص إلى نموذج رسالي .

ان رسول الله صلى الله عليه وآله الذي جاء سراجاً منيراً ، وبشيراً هادياً ، ورحمة للعالمين . . كان يركز كل تعاليمه ، وبرامجه التربوية في ابنته فاطمة عليها السلام ، وعلي بن أبي طالب الذي ربّاه على يديه الكريمتين ، وإلا فكيف يمكن ان لا ينجح صلى الله عليه وآله في تربية فاطمة عليها السلام وهو الذي أثر في التاريخ ، وصنع أجيالا من المؤمنين الرساليين يعجز اللسان عن وصف سموّهم وطهارتهم ونقائهم . ولذلك فقد كانت الزهراء عليها السلام مقياسا وميزانا للعفاف ، ومثالا لتجلي الأخلاق الحسنة ، لأنها خلاصة التربية القرآنية ، وعصارة شخصية تمثل القرآن الكريم .

والقرآن الكريم ينقل لنا جانباً من حياة فاطمة وسلوكياتها في سورة كاملة ، هي سورة ” الانسان ” ، حيث تثني على فاطمة الزهراء لأنها ـ وهي ربّة العائلة وسيّدة البيت ـ هي التي حملت رغيفها في البدء ، ثم جمعت أرغفة أطفالها الصغار وهم صائمون لتعطيها خلال ثلاثة أيام متتالية الى المسكين واليتيم والأسير ، متجاوزة بذلك ـ في سبيل العقيدة ـ عواطفها وطبيعتها كأمّ تفضّل أطفالها على غيرهم ، وضاربة بذلك أروع الأمثلة في الذوبان في الرسالة الإلهية ، والاندماج فيها ، وتفضيلها على كل العلائق الدنيوية ، ولكي تقول للمرأة المسلمة ، ان المرأة بإمكانها اذا ما تربّت في أحضان الرسالة ، وعاشت في أجواء القرآن والوحي أن تتحول الى أنموذج في التسامي والتكامل وتحدي غرائز وعوامل الضعف في النفس البشرية .

بمثل هذه المواقف الرائعة جسدت فاطمة الزهراء قيم الرسالة ومبادئ الدين ، وبذلك أصبحت حجة بالغة على البشرية جمعاء …

 

قراءة 389 مرة