القرآن كتاب هداية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
القرآن كتاب هداية

إنه كتاب هداية لجميع المسلمين، وجوهر الهداية هو الفلاح والخلود.

في الآيات الأولى من سورة البقرة، كقوله تعالى" ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ"[2] ورد ذكر التوجيه والإرشاد كأهداف رئيسية للنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، بهما يصل الانسان في النهاية إلى الكمال من خلال الوصول إلى الحقيقة واكتشاف جوهر الوجود.

إنه يستكشف من آيات القرآن الكريم ثلاثة مجالات: الإنسان والطبيعة والتاريخ. ومن هذه الزاوية يمكن القول إن "التاريخ والإنسان والطبيعة، تذكر روايتها في القرآن في ضمن آيات.

إن توجه القرآن للتاريخ ليس لمجرد نقل ما حدث؛ بل يبين لنا القرآن نوعاً من الحكمة وراء كواليس الأحداث التاريخية وروايتها. وعليه يمكن القول إن جزءًا كبيرًا من القرآن مكرس للتاريخ، والتاريخ هو أحد مصادر المعرفة.

ولو قمنا بمقارنة نصوص القرآن بالكتب السماوية الأخرى، اتضح الفرق جليّاً، فعلى سبيل المثال، في جميع روايات التوراة، يتم التعبير عن تفاصيل الأحداث على مستويات مختلفة، الجزئية والعامة ؛ لكن القرآن الكريم يحاول أن يكشف عن الأمر العام من خلال المادة الجزئية.

فمثلا، عند ذكر قصة أصحاب الكهف، نجد القرآن لا يتوقف عند عدد أصحاب الكهف، على رغم من أن بعض الناس كان يظن أن عددهم خمسة ويظن بعضهم أن عددهم سبعة ، إلا أن القرآن قد ترك هذا الجزء من القصة غامضًا.[3]

وذلك لأن غرض القرآن ليس مقتصرا على نقل حدث، بل يسعى من خلال رواية الحدث إلى اكتشاف نوع من الحكمة والإرشاد و الهداية.

لقد أرسل الله الأنبياء باعتبارهم أعظم بناة البشر، لإرشاد الناس إلى السعادة ؛ ومع ذلك ، في نهاية المطاف ، فإن الاختيار يعود للإنسان، أن يسلك طريق السعادة أو يسير في طريق البؤس والضلال.

المصادر

[1] . قرآن فرهنگ و تمدن (بالفارسية) ص 38.

[2] . سورة البقرة، الآية 2.

[3] . سورة الكهف، الآية 9الى 26.

قراءة 164 مرة