القرآن الكريم عطاء إلهي

قيم هذا المقال
(0 صوت)
القرآن الكريم عطاء إلهي

إن القرآن الكريم ملك وسند عظيم للمؤمن ، ولا تستطيع أي قوة في عالم الوجود أن تصرعه وتطيح به مهما بلغ البالغون في إهانته وتدنيس ساحته. إنه ذلك السند الذي كله نور وبركة وهداية وتسديد. وبدونه حياة الإنسان في ظلام وضلال ، وما ضلت الأمم وانحرفت عن صراط الله تعالى إلا بالبعد عن القرآن الكريم ومفاهيمه ودروسه وعبره . أما لو عرف قدره وارتبط به لحلقت روحه في عالم القرب الإلهي ؛ فيعيش حالة التعظيم والتسليم والمناجاة والدعاء الذي لاينقطع.

القرآن الكريم عطاء إلهي

يخبر الله تعالى في آيات كثيرة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبعنوان تنبيه لجميع مسلمي العالم ، أن هذا القرآن الكريم فيه من العطاء ما لا يعد ، وليكن رأسمالكم الذي تتعاملون فيه في حياتكم، ولو عملتم به لجعلتم دنياكم كلها سعادة ورفاه وأمن وصلاح. وهذه حقيقة يعترف بها حتى غير المسلمين ، فهم يعتقدون بأن المسلمين إذا أخذوا القرآن وجعلوه أساس حياتهم ، وعملوا بأحكامه وهديه ، فسيكونون من القوة والتقدم بحيث لا يسبقهم في ذلك أحد. وللأسف الشديد فقد وقع هذا العطاء الإلهي بأيدي أناس لم يعرفوا جلالة قدره ، بل إن جهلهم وخبث سريرتهم دعاهم إلى أن يتركوا تلك الآيات الربانية المنجية من التيه والضلال والجهل، وركضوا لاهثين وراء السبل الشيطانية التي تدعو إلى الخراب والدمار والدنس.[1]

 

القرآن الكريم لاعوجاج فيه

افتتح الله سبحانه وتعالى سورة الكهف بحمد الله نفسه بيانا لعظمة القرآن الذي أنزله الله تعالى على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله ، فقال تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا }.[2]

فالثناء على نفسه جل وعلا نابع من عظمة ما أنزل على عبده، فقد أنزل عليه قرآنا لا اعوجاج ولا انحراف فيه عن الحق بوجه، وهو قيم على مصالح عباده في حياتهم الدنيا والآخرة فله كل الحمد فيما يترتب على نزوله من الخيرات والبركات من يوم نزل إلى يوم القيامة فلا ينبغي أن يرتاب الباحث الناقد أن ما في المجتمع البشري من الصلاح والسداد من بركات ما بثه الأنبياء الكرام من الدعوة إلى القول الحق والخلق الحسن والعمل الصالح وأن ما يمتاز به عصر القرآن في قرونه الأربعة عشر عما تقدمه من الاعصار من رقي المجتمع البشري وتقدمه في علم نافع أو عمل صالح للقرآن فيه أثره الخاص...".[3]

هذه بعض الكنوز والحقائق الإلهية للقرآن الكريم التي تستوجب التدبر فيه أكثر . 

___________

المصادر:

[1] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج٨، ص١١١ وما بعدها، بتصرف.

[2] سورة الكهف، الآية1.

[3] تفسير الميزان، ج13، ص٢٣٧. بتصرف.

قراءة 185 مرة