هل نحن أمام قواعد اشتباك جديدة في المشرق العربي؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
هل نحن أمام قواعد اشتباك جديدة في المشرق العربي؟

شرق أوسط جديد في إطار التشكل، قلناها من قبل ونعيدها ليسمع من له قلب وألقى السمع وهو شهيد. شرق أوسط ليس كما أراده شمعون بيريز أو كونداليزا رايس، أي شرق أوسط بدويلات عربية مفككة يقودها أمراء طوائف جدد، فاسدون مستبدون لا هم لهم سوى شهوة البطن والفرج. أمراء بالرغم من تجبرهم وطغيانهم على أحرار شعوبهم يخضعون بشكل مذل للقوة المركزية الوحيدة في المنطقة: إسرائيل!.

بانهيار داعش ومشتقاتها انهار جزء من الحلم الصهيوني أميركي والرجعي العربي في ذلك الشرق الأوسط الذي خاضوا من أجله حرباً عالمية (جلب المقاتلين من أزيد من أربعين دولة وتسليحهم وتدريبهم ...) وصرفت من أجله أموالاً كانت كافية لتمويل نهضة حقيقية في الإقليم وأزهقت للوصول إليه آلاف الأرواح ودمرت في سبيل تحقيقه الكثير من الدول.

كما أشر استرجاع حكومة العراق لمدينة كركوك وانتصار الجيش السوري وحلفائه في مدينة البوكامال، لسقوط مدوي لمشروع تقسيم سوريا والعراق عبر خلق كيانات كردية في هذه الدول. وقد لا أغامر إذا قلت بأن الحلف الصهيوني (الصهيونية الأنجليكانية والصهيونية اليهودية والصهيونية العربية) يعيش حالة من التخبط والتراجع أمام تجمع- حتى لا نقول تحالف - في صدد التشكل: روسي إيراني تركي بدأ في فرض قواعد لعبة جديدة في هذه المنطقة من غرب الأوراسيا.

نعم هناك مؤشرات دالة على أن قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط برمته بصدد التغير. بدلالة دخول دولة وازنة في الحلف الأطلسي (تركيا) في مواجهة مفتوحة مع حلفاء أميركا، أكراد سوريا، المدعومين ليس فقط بالسلاح والأموال الأمريكية بل بالوجود الفعلي للقوات الأمريكية في هذا الإقليم السوري ذي الأغلبية الكردية. وبدلالات الرد اللبناني على هنجعية الكيان الصهيوني حيث أجمع كل اللبنانيون - إلا اللمم - على استعدادهم للدفاع عن حقوقهم في الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة وفي الدفاع عن الحقل الغازي رقم 9 الموجود في المياه الإقليمية اللبنانية. لبنان بمقاوته في الجنوب أوجد معادلة رعب جديدة ترغم الكيان الصهيوني ومن يقف معه من صهاينة أميركان وعرب على تخفيض من مستوى تصعيدهم وعجرفتهم . وبدلالة إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة F16 إسرائيلة وهي رسالة واضحة على أن التفوق الجوي الإسرائيلي قد يصبح في خبر كان و رسالة روسية أن المضادات الجوية لن تسقط فقط الطائرات الروسية. ومتى فقد الكيان الصهيوني تفوقه الجوي فمعنى ذلك أنه سيكون عاجز مستقبلا عن شن أي حرب شاملة خاطفة حيث سيحدد مصير أي حرب قادمة الجيوش البرية وفي هذا تهديد حقيقي للكيان الصهيوني الذي أظهر في حرب لبنان 2006 وفي حروب غزة عن ضعف كبير إزاء مقاتلين مصممين على الموت في سبيل الله وقضيتهم قدر حرص الصهاينة على الحياة.

المصطفى المعتصم، أمين عام حزب البديل الحضاري المغربي

قراءة 1270 مرة