أداء أوباما علي مدي 4 سنوات

قيم هذا المقال
(0 صوت)

سلّم لاعادة الانتخاب أم حبل مهترئ للسقوط؟

رغم ان بعض استطلاعات الرای تشیر الي تفوق باراك اوباما مقارنة مع منافسه الجمهوری میت رومنی فی الانتخابات الرئاسیة الا ان نهجه واداءه علي مدي السنوات الاربع الماضیة تجعل الناخبین الامیركیین مترددین بانتخابه للرئاسة مرة اخري.

وبعد اشهر قلیلة حیث تجری انتخابات الرئاسة الامیركیة فی شهر تشرین الثانی /نوفمبر 2012 ، سیخوض اوباما الذی جاء بشعار التغییر والذی اختاره الكثیر من الناخبین بناء علي هذا الشعار، منافسة حادة مع منافسه الجمهوری میت رومنی والفوز علیه لتولی ولایة رئاسیة ثانیة.

قلما حدث فی العقود الاخیرة ان لا یتولي الرئیس الامیركی ولایة رئاسیة ثانیة الا ان الانتقادات الكثیرة الموجهة الي اوباما نتیجة لسیاساته الداخلیة والخارجیة جعلت المحللین یطرحون احتمال ان لا ینتخب اوباما مرة اخري ولا یبقي فی البیت الابیض 4 سنوات اخري، لیسجل فی التاریخ من ضمن اؤلئك القلة من الرؤساء الامیركیین الذی یفشلون فی الفوز بولایة رئاسیة ثانیة.

سیاسات خاطئة لاوباما تشعر لجنته الانتخابیة بالحرج من طرحها

مجلة 'اكسماینر' استعرضت التحدیات المهمة امام باراك اوباما للانتخابات القادمة واعتبرت سیاساته فی الشؤون الداخلیة الامیركیة بانها عامل للمزید من تدهور الاوضاع فی امیركا خلال السنوات الاربع من رئاسته للجمهوریة.

وجاء فی المقال: هنالك الكثیر من النقاط التی لا یرغب باراك اوباما وفریقه من ذكرها فی المنافسة الانتخابیة.

واعتبرت المجلة هذه النقاط من سیاسات اوباما بانها جعلت الاوضاع فی امیركا علي الصعیدین الداخلی والخارجی أسوأ بكثیر مما كانت علیه فی عهد جورج بوش.

إتساع نطاق الفقر فی امیركا

فی العام 2012 وبعد مضی نحو 4 أعوام علي رئاسة اوباما اتسع نطاق الفقر فی صفوف الشعب الامیركی ومن ضمنه ازداد الفقر بنسبة اكبر بین الاطفال. فلقد سجلت نسبة الفقر بین الاطفال نحو 22 بالمائة وهی النسبة الاعلي المسجلة فی تاریخ امیركا.

واعلن وب سایت المركز الوطنی للعدالة الاقتصادیة والقانونیة فی امیركا فی احصائیته حول نسبة الفقر فی امیركا: انه من بین كل 7 امیركیین یعیش واحد منهم فی الفقر وفی العام 2012 بلغ عدد الفقراء 46 ملیونا و 200 الف شخص ای ما نسبته 15.1 بالمائة من اجمالی الشعب الامیركی، فی حین كان الرقم 39 ملیونا و 800 الف فی العام 2009 ، ومع هذه الارقام تجرب امیركا اعلي نسبة من الفقر منذ العام 1993.

من جانب آخر وفی مثل هذه الظروف یعیش واحد من بین 16 امیركیا فی فقر مدقع، ای ان اكثر من 20 ملیون امیركی بحاجة ماسة الي معونات لسد رمق العیش.

وفی العامین 2009 و 2010 ارتفعت نسبة الفقر للافراد تحت 18 عاما من 20.7 بالمائة الي 22 بالمائة، وللافراد ما بین 18 و 64 عاما ارتفعت نسبة الفقر من 12.9 بالمائة الي 13.7 بالمائة.

الشعب الامیركی یزداد فقرا فی كل لحظة

الدیون الوطنیة الامیركیة تعد من اهم المواضیع المطروحة، وهی عبارة عن مبالغ تقترضها الحكومة من بنوك البلاد لصرفها علي النفقات الجاریة او الانفاق العسكری، ای انه علي الحكومة الامیركیة دفع ارباح للمؤسسات المانحة للدیون.

واللافت انه لو ارادت الحكومة الفدرالیة الامیركیة ان تسدد دولارا واحدا فی كل ثانیة بدل الدیون المترتبة علیها، فان الامر یستغرق 440 الف عام لتسویة كل دیونها.

وب سایت usdebtclock.org خمن فی احصائیة له حجم الدیون الوطنیة الامیركیة المتزایدة باكثر من 15 الف ملیار دولار، وبناء علیه فانه لو تم توزیع الدیون علي افراد الشعب الامیركی فان كلا منهم سیكون مدینا بمقدار 50 الف دولار.

ورغم ان الحكومة الامیركیة سددت فی العام 2011 مقدار 454 ملیار دولار كارباح ازاء الدیون المترتبة علیها، لكن اللافت ان اوباما اضاف الي دیون الحكومة الامیركیة بمقدار الدیون التی خلفها الرؤساء الـ 42 الذین سبقوه.

ومنذ العام 2007 تزداد الدیون الوطنیة الامیركیة یومیا بمقدار 3.92 ملیار دولار ای ان هذه الدیون تزداد ملیونی دولار فی الدقیقة الواحدة.

البطالة المتزایدة فی امیركا

فی العام 2010 فقط اغلقت فی امیركا 23 شركة انتاجیة ابوابها یومیا كمعدل بصورة دائمة واصبح عمالها فی عداد العاطلین عن العمل.

وكتب موقع useconomy بان معدل البطالة فی امیركا فی العام 2009 بلغ الذروة وهو 10.2 بالمائة مرتفعا من 4.4 بالمائة الذی كان فی العام 2007 .

وحسب هذا الموقع فان حجم البطالة فی امیركا هو الاعلي منذ ركود العام 1981 الي الان. وحتي انه بعد ركود العام 2001 وصلت اعلي نسبة من البطالة الي 6.3 بالمائة فی العام 2003.

'فدرال ریزرف' توقعت ان تصل نسبة البطالة فی العام الحالی 2012 الي اكثر من 8 بالمائة وتوقعت ایضا ان تكون النسبة اكثر من 7 بالمائة فی العام القادم.

لم یسبق فی تاریخ امیركا ان بلغ عدد العاطلین عن العمل هذا العدد وان وان یبحث كل هذا العدد عن فرص العمل.

ویري اكثر من 63 بالمائة من الشعب الامیركی بان انموذج الاقتصاد الامیركی قد لقی الفشل، لان نسبة البطالة فی امیركا كانت اكثر من 8 بالمائة لمدة اكثر من 40 شهرا متواصلا.

وبناء علي احصائیات ومعلومات مؤسسة السیاسة الاقتصادیة فان امیركا تفقد سنویا اكثر من نصف ملیون فرصة عمل اكثر من الصین.

ومن اللافت ان نحو 72 بالمائة من جمیع مالكی المراكز الاقتصادیة والمصانع الصغیرة لا یثقون بحكومة اوباما ویرون بان اقتصاد الولایات المتحدة مازال یعیش حالة الركود.

إهدار اموال الاقتراض

ومثلما تمت الاشارة فیما سبق بان الحكومة الامیركیة هی الاكثر مدیونیة بین دول العالم وتزداد الدیون الوطنیة الامیركیة لحظة بعد اخري، فان اسلوب انفاق الاموال المستحصلة من الاقتراض برأی الكثیر من الخبراء یجری بصورة غیر منضبطة وحتي غیر منطقیة فی بعض الاحیان.

وتعد علاقة باراك اوباما ونانسی بلوسی رئیسة مجلس النواب الامیركی بالفضیحة المالیة لشركة 'سولیندرا' من القضایا الاخري التی تشكل وصمة سوداء فی عهد رئاسة اوباما.

ففی العام 2009 قدمت حكومة اوباما مساعدة باكثر من 500 ملیون دولار (وقال البعض ایضا بان هذه المساعدة المالیة بلغت نحو 750 ملیون دولار) لانقاذ الشركة المذكورة العاملة فی مجال انتاج الواح الطاقة الشمسیة. ولكن بعد فترة قصیرة اعلن مدراء الشركة افلاسها ای ان المساعدة الحكومیة ذهبت هباء فی الحقیقة.

واثر ذلك اقتحمت الـ 'اف بی آی' مكتب الشركة وبادرت الي التحقیق فی وثائقها. واللافت ان حكومة اوباما وحتي حكومة بوش اعلنتا الدعم والتشجیع لهذه الشركة لمنتوجاتها فی مجال الحفاظ علي البیئة وتوفیر فرص العمل الخضراء.

زیادة نفقات الاسرة

كل اسرة امیركیة خصصت فی العام 2011 نحو 4.155 دولار لكل غالون بنزین. عندما جاء اوباما الي سدة الحكم فی العام 2008 كان المبلغ 1.85 دولار لكل غالون بنزین وهو الان 3.55 دولار حسب الاسعار العالمیة للنفط.

حجم الضرائب فی امیركا مرتفع الي الحد الذی یضطر معه المواطنون فی هذا البلد لدفع مدخولات 107 ایام من العام كضرائب للحكومة، وهنالك الیوم 14 ملیون شخص فی امیركا یستفیدون من المعونات الغذائیة كما انهم یمضون حیاتهم بالاعتماد علي المساعدات الحكومیة.

ویعیش 48 بالمائة من المواطنین الامیركیین بعائدات اقل من المتوسط وتحت خط الفقر، ومنذ ان تولي اوباما الحكم فی امیركا انخفض معدل عائدات الاسرة الامیركیة بمقدار 4300 دولار سنویا.

سیاسات اوباما الخاطئة الاخري

الخبراء ووسائل الاعلام فی امیركا یشیرون الي قضایا اخري كسیاسات خاطئة ارتكبها اوباما حیث تتم الاشارة الیها هنا بصورة عابرة.

فی العام 2011 كان هنالك نحو 53 بالمائة من خریجی الجامعات الامیركیة وهم تحت 25 عاما عاطلون عن العمل او ان لهم اعمالا غیر ذات صلة بدراستهم او فی مستوي اقل منها.

القوانین التی اقترحها اوباما فی مجال الصحة والعلاج اضافت 14 ملیون شخص الي نظام الخدمات العلاجیة وادت الي زیادة النفقات.

من جانب آخر فان ادارة الخدمات العلاجیة فی حكومة اوباما اصدرت تعلیمات الي المؤسسات الدینیة لیقوموا خلافا لمعتقداتهم بتوفیر تسهیلات مجانیة للسیطرة علي الانجاب وتوفیر ادویة الاجهاض.

اوباما وفی الیوم الاول من تولیه مهام الرئاسة وقع علي المرسوم التنفیذی والذی بناء علیه ابعد عن حكومته لوبیات البیت الابیض. ویلیام لین مساعد وزیر الدفاع كان لمدة 6 اعوام اللوبی لشركة 'ریتون' لصنع الاسلحة. كما كانت جاكلین فرای المدیرة الحالیة لمیشیل اوباما بدور اللوبی لاحدي الجهات من العام 2001 الي 2008 وسیسلیا مونوز كذلك لمصلحة المجلس القومی لازارا ومارك بترسون لمصلحة بنك غولدمن ساتشی الذی كانت له علاقة وثیقة مع اوباما، بالاضافة الي العشرات من اللوبیات الاخري.

مازالت المسالة قائمة: أوباما أم رومنی؟

وكالة الاسوشیتدبرس قالت بشان المنافسة الانتخابیة بین المرشحین الدیمقراطی والجمهوری: خمسة اشهر تفصلنا عن الانتخابات الرئاسیة فی امیركا وقد وصل الفارق بین المرشحین الرئیسیین فی الوقت الحاضر الي اقل من 4 بالمائة.

وبناء علي احدث استطلاعات الرای التی قامت بها مؤسسة 'بیو' فان باراك اوباما یحظي بتایید 50 بالمائة فیما یؤید 46 بالمائة من المستطلعین میت رومنی.

ونسبة التایید لاوباما بین النساء اكثر من رومنی اذ یحظي بتایید 55 بالمائة منهن فیما نسبة التایید هی 40 بالمائة لرومنی بینهن. الا ان الاخیر یتفوق بنسبة 5 بالمائة من الاصوات فی صفوف المستقلین.

وخلال الاشهر القلیلة الماضیة كانت المنافسة محتدمة بین اوباما ورومنی. ویري الخبراء والمحللون بان عدم رضي المواطنین الامیركیین فی مجال القضایا الداخلیة خاصة الاقتصادیة وعدم حل الازمة الاقتصادیة المستمرة منذ العام 2008 الي الان قد ادي الي عدم الرضي تجاه اوباما.

ورغم ذلك فان اوباما تمكن من كسب بعض الاصوات الاضافیة خلال الاسابیع الاخیرة حیث یرجع المحللون بعض اسباب تفوقه علي رومنی الي مواقفه الاخیرة فی مجال المهاجرین وزواج المثلیین.

قراءة 1717 مرة