بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية؛ العبور من حدود "النضج"

قيم هذا المقال
(0 صوت)
بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية؛ العبور من حدود "النضج"

إن للعدد الأربعين أهمية بالغة عند الشعب الإيراني الذي يهتم كثيراً بالدين والثقافة ولهذا فإن قدوم الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، يعدّ فرصة مناسبة لتقييم هذه الثورة الإسلامية.

وهذا المقال يسلط الضوء بشكل أساسي على واحدة من المفاهيم الرئيسية المرتبطة بعدد الأربعين وهي "النضج".

 "النضج" يعني التطور والتكامل الناتج عن عملية طويلة وخاصة، وإذا ما تم تقسيم مجمل الثورة الإسلامية، فإنه من الممكن تقسيمها إلى قسمين: أحدهما مادي والآخر روحي. ففي البعد المادي، تظهر إحصاءات المراكز الداخلية والخارجية وكذلك ملاحظات الناس وتیرة المنتهية الي هذا "النضج"، و"النضج" في هذا القسم لا يعني الوصول إلى نقطة النهاية والتوقف، بل يعني أن "النضج" يتحقق في فهم الأشياء المادية التي يحتاجها المجتمع للحياة، وهذا "النضج" يمنع عملية التوقف في الوضع القائم واستعادة ما تم تحقيقه.

و"النضج" في هذا القسم يعدّ أيضاً العمود الفقري القوي للتقدم في الشؤون المادية، على الرغم من ظهور بعض العقبات الظاهرة والمخفية.

وحالة "النضج" في البعد الروحي مختلفة عمّا هي عليه في البعد المادي، فالفكر الحديث في العلاقات الحكومية الداخلية والخارجية مع الاخذ بعين الاعتبار "الله والإنسان"، يعدّ الساحة والمنصة لـ"النضج" في هذا القسم، وجميع المواد والمحتويات لهذا النوع من التفكير تعدّ في جوهرها ناضجة وكاملة، ولكن لتعزيز وإرساء تلك المحتويات لتصبح "ناضجة" بشكل تجريبي، فإنها يجب أن تتدفق في حياة الناس، ومع قيام الثورة الإسلامية التي تعدّ من أهم الأحداث التاريخية، قام الشعب الإيراني بدعم هذه الثورة للتخلص من النظام الدكتاتوري للشاه والتحول إلى النظام الإسلامي، وقد انتهت جميع العقبات التي كانت تقف أمام الثورة الإسلامية وفي كل فترة أصبحت مفاهيم الثورة واضحة أكثر لدى الشعب الإيراني.

الاستقلال، الحرية، العدالة، القيم المدرسية، المسؤولية العامة، مبادئ الحكم، مساعدة المظلومين، مقارعة الظلم، بث الأمل والعبور من الحواجز، كلها تعتبر من أبرز مفاهيم الثورة الإسلامية الإيرانية، التي أصبحت بعد مرور أربعين عاماً أكثر نضجاً، واليوم، وفي الذكرى الأربعين نرى بأن الثورة الإسلامية اجتازت حدود النضج والبلوغ.

إن العبور من حدود النضج يعني بأن الثورة الإسلامية وقيمها أصحبت ثابتة وراسخة وأن جميع الناس الذين لديهم دراية كاملة بهذه الثورة في هذا العالم، يعلمون جيداً بأن لهذا العالم موازين خاصة ويجب على جميع الناس قبولها أو رفضها ويجب عليهم أيضاً نقل هذا القبول أو هذا الرفض إلى الآخرين، وذلك من أجل إصلاح تلك الاشياء التي لا يقبلونها.

إن هذا "النضج" المبارك يعدّ أحد أهم الإنجازات العظيمة التي تظهر في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، والتي تظهر آثارها في جميع أنحاء العالم ولقد سعت دول الاستکبار العالمي خلال العقود الماضية إلى وضع الكثير من الخطط الشريرة للحؤول دون هذا "النضج" التي وصلت إليه الثورة الإسلامية المجيدة، لكنهم فشلوا في تحقيق تلك الأهداف، وبالتأكيد سيستمر الصراع بين الثورة الناضجة والغطرسة الامريكية إلى أن يزول الاستكبار العالمي.

قراءة 1040 مرة