ماذا وراء زيادة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ماذا وراء زيادة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني؟

في الوقت الذي تركزت فيه أنظار العالم على اشتعال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أعلنت إدارة "بايدن" بهدوء زيادة بقيمة 15 مليون دولار في حزمة المساعدات السنوية للجيش اللبناني، وقد تساعد هذه الخطوة على الحفاظ على حد أدنى من الأمن في لبنان مع منع المزيد من التورط الأمريكي في الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي زيادة المساعدات للجيش اللبناني إلى الحفاظ على مستوى من النفوذ الأمريكي في لبنان في الوقت الذي تحاول دول متنافسة تكثيف دورها فيه.
ومع ذلك، فإن التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأمريكيون ضد "حزب الله" اللبناني تطرح سؤالًا حول ما إذا كانت هذه المساعدات المتزايدة تأتي في إطار أجندة معادية لمحور المقاومة الذي هزم "إسرائيل" مؤخرا في عملية سيف القدس.

من المثير للاهتمام أن الإعلان عن زيادة المساعدات للجيش اللبناني تزامن مع خطاب من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس "جريجوري ميكس" وبعض المشرعين الديمقراطيين إلى وزير الخارجية "أنتوني بلينكين" للتأكيد على أن دعم لبنان أصبح ضرورة أمنية الآن.

وحذر الخطاب من أن المزيد من التدهور في البلاد يمكن أن يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، كما حذر من تدهور الجيش اللبناني نتيجة للأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، وشدد على ضرورة زيادة المساعدة للجيش.

وجادل المشرعون الديمقراطيون بأن هذه الخطوة ضرورية لمنع "حزب الله" من الاستفادة من الوضع على حد تعبيرهم.

وبعد تعرض لبنان لأزمة اقتصادية غير مسبوقة شهدت تدهور العملة المحلية لمستويات قياسية وغياب شبه كامل للحكومة منذ ما يقرب من 10 أشهر، ناهيك عن آثار جائحة "كورونا" وانفجار مرفأ بيروت، أصبحت البلاد أرضًا مثالية لتكاثر "الميليشيات الأخرى"، مثل "تنظيم داعش الوهابي" و"القاعدة" التي تزدهر في مثل هذه الظروف.

وبالرغم أن لبنان لم يكن ضحية هجمات هذه التنظيمات الارهابية بنفس المستوى الذي شوهد في بلدان مثل سوريا والعراق، لكنه لم يسلم منها تمامًا. وخاض الجيش اللبناني نفسه معركة طويلة في عام 2007 امتدت لأشهر ضد تنظيم ما يسمى بـ"فتح الإسلام" الذي يستلهم أفكاره من "القاعدة"، وتكبد الجيش خسائر كبيرة قبل هزيمة التنظيم الارهابي.

كما أنشأ تنظيم "القاعدة" فرعا لنفسه في لبنان تحت اسم "كتائب عبد الله عزام" في عام 2009، وأعلنت هذه المجموعة مسؤوليتها عن تفجير انتحاري مزدوج استهدف السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وعن هجوم على المركز الثقافي الإيراني في بيروت في فبراير/شباط 2014.

وفي الوقت نفسه، انضم ما يقدر بنحو 900 مقاتل لبناني إلى صفوف تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات االارهابية في سوريا.

وجاء اعتقال 18 من أعضاء "داعش" في بلدة حدودية لبنانية مع سوريا من قبل الجيش اللبناني في فبراير/شباط الماضي كدلالة على أن هؤلاء الارهابيون ما زالوا يشكلون تهديدا للبلاد وقد يسعون إلى الاستفادة من وضعها المتدهور.

ومع ذلك، فإن السؤال الكبير هو ما إذا كانت واشنطن تزيد من مساعداتها لمنع مثل هذا السيناريو أم إذا كان لديها هدف آخر يتمثل في استهداف "حزب الله أو مآرب أخرى، قد تكشف عنها الأيام والشهور وربما السنين المقبلة.

المصدر:العالم

قراءة 637 مرة