الجزائر بلد المليون شهيد.. تطرد "إسرائيل" من الإتحاد الإفريقي

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الجزائر بلد المليون شهيد.. تطرد "إسرائيل" من الإتحاد الإفريقي

في الوقت الذي تتسابق بعض الانظمة العربية للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وعقد اتفاقيات وصفقات عسكرية وامنية وسياسية معه، بقيت الجزائر لا ترفض التطبيع مع الكيان الغاصب للقدس فحسب، بل تطارده وتحول دون  تسلله الى القارة الافريقية، حيث قادت حملة لمنعه من الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الافريقي، وهي حملة تكللت بالنجاح بعد ان ألغت قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت يوم امس الاحد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قرارا لمفوض الاتحاد، بمنح صفة مراقب لهذا الكيان في الاتحاد الافريقي.

منذ اليوم الاول الذي قرر فيه مفوض الاتحاد موسى فقي، منح الكيان الاسرائيلي صفة مراقب داخل الاتحاد الافريقي، رفضت الجزائر الى جانب جنوب افريقيا ودول اخرى، هذا القرار الذي اعتبرته مخالفا للنظام الداخلي للاتحاد، وتم اتخاذه دون التشاور مع اعضاء الاتحاد وعلى راسهم الجزائر.

ترى الجزائر ان منح الكيان الاسرائيلي صفقة مراقب في الاتحاد الافريقي يتناقض كليا مع النظام الداخلي للاتحاد، ومع المبادىء التي قام عليها، ومع تاريخ الشعوب الافريقية، فالاتحاد قام على مباديء في مقدمتها رفض الاستعمار والاحتلال والعنصرية، وكلها صفات تنطبق بالكامل على الكيان الاسرائيلي، فهذا الكيان يحتل الاراضي الفلسطينية منذ عام 1948، ويحتل ايضا اراض لبنانية وسورية، كما يمارس عنصرية فاضحة ضد الشعب الفلسطيني، بشهادة منظمة العفو الدولية والتي وصفت فيه ممارسات الإحتلال الاسرائيلي بالعنصرية.

الرفض الافريقي لوجود الكيان الاسرائيلي المحتل والعنصري داخل الاتحاد الافريقي، جاء متسقا مع تاريخ القارة السمراء، فشعوب هذه القارة عانت الامرين من عنصرية المستعمر الاوروبي والظلم الذي مارسه ضد هذه الشعوب، التي تعامل معها كعبيد، لذلك من الصعب جدا ان يجد هذا الكيان المحتل والعنصري مكانا في الاتحاد الافريقي، بينما زعماء هذا الكيان يتبجحون بإحتلالهم لارض فلسطين، ويتفاخرون بكيانهم اليهودي.

يرى اغلب المراقبين ان الجزائر التي قادت حملة طرد الكيان الاسرائيلي من الاتحاد الافريقي ، حققت انتصارين دبلوماسيين، الاول الغاء قرار منح صفة مراقب للكيان الاسرائيلي في الاتحاد الافريقي، والثاني تشكيلها هيئة مؤلفة من سبع دول، بينها الجزائر و نيجيريا وجنوب افريقيا والكونغو و..، تتولى مسؤولية قبول و رفض الانضمام الى الاتحاد الافريقي، وبذلك سيواجه الكيان الاسرائيلي صعوبة كبرى في التسلل الى الاتحاد مرة اخرى.

ما فعلته الجزائر خلال الفترة الماضية لمنع الكيان الاسرائيلي من التسلل الى الاتحاد الافريقي، كان امرا متوقعا من بلد المليون شهيد، فهذا البلد المعروف بمواقفه الانسانية والاسلامية والوطنية ازاء القضايا الاقليمية والدولية وعلى راسها القضية الفلسطينية، لم يكن ليتخذ غير هذا القرار، وهو الذي قدم اكثر من مليون شهيد من خيرة أبنائه، من اجل التحرر من الاستعمار والعنصرية، اللذان يتجسدان اليوم بالكيان الاسرائيلي، لتبقى الجزائر رافعة لواء العزة والكرامة والممانعة، في زمن الخنوع والتبعية والتطبيع.

 

قراءة 524 مرة