العام الايراني المنصرم .. تتويج الفشل الاميركي في الضغوط والحظر

قيم هذا المقال
(0 صوت)
العام الايراني المنصرم .. تتويج الفشل الاميركي في الضغوط والحظر

رغم مواجهتها للمشاكل استطاعت طهران في العام الايراني المنصرم ان تضع نفسها في مسار تحسين اوضاعها الاقتصادية ونمو الانتاج وازدياد صادرات النفط مع وجود الضغوط الاميركية وذلك باعتراف المنظمات والمؤسسات الدولية وقد اعترفت اميركا بفشلها الذريع في سياسة الضغوط القصوى ضد ايران.

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الصين

 في مستهل العام الايراني المنصرم (الذي انتهى قبل اسبوع) وقعت كل من ايران والصين على وثيقة التعاون الاستراتيجي لـ 25 عاما المقبلة، وللوقوف على اهمية هذه الاتفاقية تكفي الاشارة بأن الرئيس الاميركي قال تعليقا عليها " كنت قلقا بشأنها منذ عام".

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية ان التوقيع على هذه الاتفاقية أحبط المحاولات الاميركية لفرض العزلة على ايران والصين، مضيفة ان هناك مؤشرات واضحة على انهيار الحظر وان الصين تتلاعب بالحظر الاميركي وايران تستهزئ بمطالب بايدن لعودتها اولا الى الاتفاق النووي.

كما قالت صحيفة " تايمز اوف اسرائيل" الصهيونية ان هذا الاتفاق ورغم كونه اقتصاديا لكنه سيضعف أدوات الضغط الاميركية قبل المفاوضات مع ايران ويحد من النفوذ الاميركي في غربي آسيا.

حادثة أخرى وقعت في مستهل العام الايراني الماضي كشفت عن الاهمية الجغرافية الاستراتيجية لايران بين قارتي آسيا واوروبا وهي حادثة انسداد قناة السويس اثر جنوح سفينة يابانية عملاقة لمدة 6 ايام علما بأن كل ساعة من ذلك الانسداد كلفت التجارة العالمية 400 مليون دولار كخسائر، ما دفع دول العالم نحو التفكير بايجاد طريق بديل وهو الاراضي الايرانية وموانئها وخطوط اتصالها الحديدية والبرية التي تربط بين آسيا واوروبا.

وفي نهاية ربيع العام الايراني الماضي اوردت وكالة رويترز ان ايران لديها 200 مليون برميل من النفط كمخزون عائم في البحار وكذلك في مخازنها على الساحل بالاضافة الى محطات لتخزين النفط الايراني في الدول الاخرى مثل الصين،ما يمكنها من تصدير النفط .

ارتفاع حجم صادرات النفط الايراني

ادعت وكالة رويترز للأنباء في احد تقاريرها ان سبب ارتفاع حجم صادرات النفط الايراني هو ازدياد التصدير الى الصين، وعلى الأثر قالت احدى الشركات التي ترصد الشحنات النفطية في العالم ان حجم صادرات النفط الايراني الى الصين بلغ مليون برميل في اليوم في ديسمبر 2019 ومليون و650 الف برميل في اليوم في مارس 2021.

ومع اقتراب نهاية العام الايراني المنصرم اقرت مؤسسة بريطانية ان انتاج النفط الايراني وصل الى مليونين و 540 الف برميل في اليوم، وقد اوردت منظمة اوبك ايضا هذه الارقام في تقرير لها.

اعتراف صندوق النقد الدولي بتحسن النمو الاقتصادي في ايران خلال عام 2021

توقع صندوق النقد الدولي ان تحقق ايران نموا اقتصاديا بنسبة 2/5 بالمئة في عام 2021 وفي نهاية العام اعلن الصندوق ان توقعاته قد تحققت.

اما مؤسسة IMF الدولية فقد قالت بدورها ان الحظر على ايران يفقد تأثيره وحجم صادرات النفط الايراني يرتفع وان نسبة النمو الاقتصادي الايراني في قطاع النفط بلغت 4/1 بالمئة.

وفي العام الايراني المنصرم دشنت ايران انبوبا لنقل النفط بين منطقتي غورة وميناء جاسك وكان الهدف من مد هذا الانبوب الاستراتيجي في خضم الحظر الاميركي ايجاد طريق للالتفاف على مضيق هرمز وتقوية تصدير النفط وسد الطريق امام الاميركيين لايقاف حركة التصدير الايراني عبر تنويع طرق الشحن وأماكنه، وقد اصبحت ايران قادرة على تصدير نفطها عبر البحر حتى في حال قيامها باغلاق مضيق هرمز لتأديب اعدائها.

ازدياد صادرات البنزين الايراني بنسبة 6 اضعاف في عام 2020

في نهاية الصيف الماضي قال تقرير لرويترز ان حظر تصدير الخام الايراني ادى الى قيام ايران بزيادة تصدير مادة البنزين وقد أفشلت ايران المحاولات الاميركية لوقف ايراداتها النفطية عبر زيادة تصدير البتروكيميائيات والمشتقات النفطية. و رأى العالم كيف تحدت ايران أميركا والعالم الغربي حينما توجه اسطول من ناقلات النفط منها نحو فنزويلا وكانت تحمل البنزين ما أثار الغضب الاميركي.

وتبادلت فنزويلا مع ايران النفط الخام والمشتقات النفطية خلال العام الايراني الماضي رغم الحظر الاميركي واوردت وكالة انباء بريطانية في احدى المرات تفريغ 2/1 مليون برميل من المكثفات الغازية الايرانية في الموانئ الفنزويلية في شحنة واحدة.

وضاعف التعاون الفنزويلي الايراني قدرة كاراكاس على الالتفاف على الحظر الاميركي ومضاعفة صادراتها النفطية.

ارسال الوقود الى لبنان

ارسلت ايران 3 شحنات من الوقود خلال العام المنصرم الى لبنان الذي كان يعاني من نقص في الوقود ووقود محطات الطاقة بفعل المؤامرة العربية الغربية.

الاقتصاد الاميريكي هو المنتفع من رفع الحظر عن ايران

بعد كل هذه الاجراءات الايرانية والنجاحات التي حققتها طهران في مواجهة الحظر الاميركي يبدو ان اميركا تفكر الان برفع الحظر عن ايران، ويمكن القول ان الازمة الاوكرانية وارتفاع اسعار النفط واسعار المحروقات في أميركا وارتفاع معدلات التضخم ايضا ساهم في ذلك، ويقول موقع بلومبرغ الاميركي ان عودة ايران الى اسواق النفط العالمية ستنقذ سائقي السيارات الاميركيين.

البنك الدولي: الاقتصاد الايراني يتحسن

قال تقرير للبنك الدولي صدر في شهر فبراير الماضي ان الاقتصاد الايراني يشهد تحسنا بعد عقد من عدم النمو بسبب الحظر« وبعد مضي اسبوع من صدور هذا التقرير قال البنك الدولي مجددا ان نسبة نمو الاقتصاد الايراني بلغت 3/1 بالمئة.

ارتفاع اسعار النفط الايراني وعودة حجم الصادرات الى ما قبل الحظر

لقد ازدادت صادرات النفط الايراني في العام الماضی بمقدار 416 الف برميل عن العام الذي سبقه كما ارتفع سعر الخام الايراني ايضا بمقدار 29 دولارا عما كان عليه في العام ما قبل الماضي، وقد اعلنت وزارة النفط الايرانية ان قدرة ايران على انتاج النفط وصلت في نهاية العام الماضي الى ما كانت عليه قبل فرض الحظر الاميركي أي 3/8 ملايين برميل في اليوم .

واعترفت اميركا في نهاية ذلك العام ايضا بهزيمتها في ممارسة الضغوط القصوى على ايران، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ند برايس ان هذه السياسة التي اتبعتها ادارة ترامب فشلت فشلا ذريعا.

 

قراءة 467 مرة