كيف تكاملت قوة الردع الايرانية مع الكشف عن صاروخ "ابومهدي"؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
كيف تكاملت قوة الردع الايرانية مع الكشف عن صاروخ "ابومهدي"؟

في اطار تنمية قدراتها العسكرية في مواجهة التهديدات على حدودها، كشفت ايران النقاب عن صاروخ ابومهدي البحري بعيد المدى. ويعد صاروخ ابومهدي الاول من نوعه الذي تصنعه ايران وتدخله في الخدمة على المستوى البحري.

 

ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي د. هشام جابر، الصاروخ الايراني "ابومهدي" بحر- بحر وارض-بحر، بانه مهم للغاية ويتصدى للاهداف البحرية المعادية بدقة عالية. وقال: ان هذا الصاروخ بامكانه ان ينطلق من الارض اي من الشاطيء او من منصة قطعة بحرية، ويبلغ مداه الف كيلومتر، ويحلق على ارتفاع منخفض على البحر، ما يعتبر ميزة نوعية له.

واكد ان هذا الصاروخ مبرمج عبر الذكاء الاصطناعي لكي يتجنب الرادات والقطع البحرية الغير محددة له كأهداف، بمعنى انه يمر بصورة مفاجئة من قطعة بحرية معادية لاصابة هدفه.

واوضح، ان هذا الصاروخ يكون مبرمجا وموجها من مركز الانطلاق وبعد ذلك يقود بنفسه اتوماتيكياً ويتجنب الرادارات والاهداف غير المحددة له، ويتجنب العوائق الطبيعية، ودقيق في اصابة اهدافه، وشدد على ان خطورته تكمن في ذلك.

ووصف الصاروخ بالخطير وهو سلاح متطور جداً، يكمّل قوة الردع لدى البحرية الايرانية، معتبراً ان ايران اصبحت دولة بحرية باعتبار انه لديها سواحل 3 آلاف و210 كيلومتراً، وبالتالي فمن المؤكد ان الخطورة والتحدي يأتيها من البحر كما هو الحال من الجو.

وتابع يقول: "نلاحظ التطور الهائل والمهم للصناعة البحرية الايرانية التي تركز تطورها على البحر، وميزة صاروخ ابومهدي تكمن انه يعتبر اطول صاروخ في العالم في مدى بحر- بحر او ارض- بحر".

من جانبه، اكد الخبير الاستراتيجي الايراني هادي محمدي، ان ميزة صاروخ ابومهدي هي مداه البعيد لتوسيع شعاع العمل الاستراتيجي البحري الايراني. وقال ان قوة الصاروخ هذا تعطيه فرص تكتيكية وعملياتية للدفاع عن مصالح ايران بشكل اوسع واقوى، معتبراً ان الاستراتيجية البحرية الايرانية تكاملت مع اطلاق مثل هذا النوع من الصاروخ.

بدوره، اكد الاعلامي والباحث السياسي يحيى حرب، ان الاعلان عن صاروخ الشهيد "ابومهدي" الاستراتيجي الايراني واظهاره للعالم، يحمل رسائل مهمة واساسية.

وقال حرب: ان ابرز هذه الرسائل التي يوجهها هذا الصاروخ للمجتمع الدولي ولاعداء ايران خصوصاً بانها تتقدم باستمرار رغم كل الحظر والحصار والعدوان على مصالحها، وبات كل هذا الحظر والحصار لا تجدي نفعاً ولا يؤثر على حركة التطور امام الارادة والعزيمة للشعب الايراني وقواته المسلحة.

واوضح، ان الاصرار الايراني على احراز هذا التقدم والتصنيع المتطور هو احدى الرسائل الاساسية من هذا الاعلان، هذا اولاً، وثانياً ان هذا السلاح بكل مكوناته هو صناعة ايرانية محلية محضة، وهذا له دلالات على مستوى العالم، لان الدول التي يمكنها ان تصنع سلاحها بنفسها كاملة قليلة في العالم، خاصة وان الاكثرية الساحقة من دول العالم الثالث تعتمد في دفاعها وبناء قدراتها العسكرية على الدعم الخارجي واستيراد التكنولوجيا والاسلحة، بينما ايران تعتبر من الدول القليلة في العالم التي يمكنها ان تصنّع سلاحها من الالف الى الياء بيدها تقنياً وبجهود عقول علمائها، معتبراً ان هذه ميزة اساسية وتأكيد على المكانة التي احرزتها ايران رغم الحصار والعدوان والتضييق عليها.

واضاف، ان الرسالة الثالثة والاساسية التي وجهها صاروخ ابومهدي، ان ايران هذه لن تكف للدفاع عن برنامجها الصاروخي وانه خارج نطاق التفاوض النووي، ومن حقها ان تطور اي سلاح وتنمية قدراتها الدفاعية لكي تدافع عن نفسها، رغم المطالبات الدولية والمحاولات الاسرائيلية ادخال القوة الدفاعية الايرانية ضمن معادلات الحوار حول البرنامج النووي الايراني.

قراءة 279 مرة