الفوبيا التي ترعبهم ويحاولون اخفاءها

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الفوبيا التي ترعبهم ويحاولون اخفاءها

 علم النفس يؤكد أن كثرة التوعد والهستيريا والهياط والتخبط والتصرفات العشوائية كل هذا يدل على أن صاحب هذه الصفات يعاني من عقدة نفسية وفوبيا من أمر معين ويخاف من أن يكتشفها الآخرون فيحاول المغالطة بافتعال ردود فعل عكسية ظنا منه أنه بهذا سيشغل المتلقي عن معرفة الحقيقة التي يعرفها ويؤمن بها ولكنه لا يستطيع مواجهة المجتمع بها فيضطر للحديث عن أمور كثيرة ويرتكب التصرفات الغبية الحمقاء التي ما كان بحاجة لأن يفعلها ولكنه بتلك التصرفات يلفت الأنظار أكثر ويجعل من حوله يشّكون في حقيقة ما يخفيه هذا الشخص المريض.

العالم - مقالات وتحليلات

وهذه حقيقة مسلمة لا خلاف حولها وقد جرّبها علماء النفس في اختبارات كانوا يجرونها على بعض اللصوص عندما يلاحظون تصرفاتهم الغريبة والمبالغ فيها محاولين نفي التهمة عنهم , فيجعلون من أنفسهم عرضة للشك دون أن يشعروا بعد أن كانوا بعيدين كل البعد عن التهمة.

لعلّي استطعت إيصال الفكرة لأقول لكم هل تلاحظون ردة الفعل المبالغ فيها من كل دول محور الشر في العالم وهي تعلن ما بين الوقت والآخر دعمها للكيان الصهيوني بكل ما تستطيع , وكأنها تواسيه وتطبطب عليه بأن لا تخاف نحن معك ؟ لا يخاف من ماذا ؟ ما الذي يجعله يتصرف بهذا الخوف والجنون ويسفك دماء المدنيين بهذه الصورة الوحشية المقيتة والتي رغم أنه يحاول اظهار قوته ويستعرض عضلاته ولكن الامر في الحقيقة هو استخدام قوة مفرطة تجاه مدنيين عزّل ما يدل على الخوف والضعف.. وأيضا الجُين !

وكلما زادت جرائم هذا الكيان الوحشية ونشرت على مستوى العالم وتعاطف الجميع مع غزة وخرجوا معبرين عن سخطهم تجاه تلك الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال , كلما زادت الطبطبة على هذا الكيان الدموي اللقيط من نفس الدول التي تمثل محور الشر في العالم وجرائمها معروفة ويرفعون أصواتهم بالتحالف لدعم هذا الكيان الاجرامي ! فكيف يكون هو القوي ومن يقتل مئات المدنيين في اليوم ومن يبيد الحجر والشجر ومن لا يردعه رادع ولا خلق ولا إنسانية وهو يستعرض عضلاته المفتوبة على الأبرياء ويعتقدون في نفس الوقت أنهم يحتاجون لرعاية ودعم نفسي ؟؟ فالقوي والشجاع المنتصر لا يحتاج لإعلانات ما بين الفينة والأخرى لدعمه معنويا ونفسيا إذ يفترض أنه يكون في نشوة النصر التي يعيشها بعد ارتكابه كل تلك المذابح وجرائم الإبادة الوحشية بحق أبناء فلسطين المظلومين !

مالذي يحصل ؟

ما هي العقدة التي يخفونها ويفعلون جهدهم أن لا يكتشفها أحد ؟ ما هذه التحالفات والاعلانات والتصريحات والقلق وتأكيدهم كل يوم أن من حق هذا الكيان الدفاع عن نفسه ؟؟؟

تصريحاتهم مؤشر أيضا على أن هذا الكيان رغم كل جرائمه لكنه لا يزال عاجزا عن الدفاع عن نفسه ! وهذا يؤكد المؤكد ويؤكد الفوبيا والعقدة التي يحاولون اخفاءها رغم أنهم مؤمنون بها , فجميع دول الشر أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا كل هؤلاء يصنعهم ويحركهم اللوبي الصهيوني ويتحكمون في مراكز صنع القرار عندهم , وطبعا الصهاينة أهل عقيدة وكتاب والجميع يعرفون باقتراب موعد حتمية الزوال لكيانهم المغتصب , وهنا مربط الفرس زوال هذا الكيان من الشرق الأوسط يعني زوال الغدة السرطانية التي تدمر بلاد العرب والمسلمين وتقف عائقا دون التنمية ودون النهضة ودون العزة ودون التطور ودون العودة لكتاب الله ولعترة رسول الله ,

هذه الغدة السرطانية أفسدت الأمة الإسلامية بالحروب الطائفية والمذهبية ونشر العنصرية والحروب والفتن في كل الدول العربية والإسلامية، فهم من دمروا العراق وسوريا واشعلوا الحروب والفتن في اليمن وهم من تسببوا بحرب بين العراق وايران في مطلع الثمانيات استمرت 8 سنوات خوفا من نهوض الدولة الإسلامية في ايران بعد ثورة الامام الخميني (رضوان الله عليه).

فزوال هذه الغدة السرطانية من جسد الأمة العربية والإسلامية يعني تعافي تام لكل الأنظمة فالعضو عندما يصاب بمرض خطير سيؤثر على كل الجسد وعند استئصاله سيتعافى كل الجسد , وعند تعافي الجسد كاملا وانهاء الغدة السرطانية هذا يعني انهيار كل الدول التي تتدخل في الشرق الأوسط وانهاء مصالحها للأبد بإذن الله وهذا هو سر هياطها ونواحها ودعمها لكيان الاحتلال الصهيوني .

طوفان الأقصى مستمر في الردود وتأديب العدو رغم كل ما يرتكبه العدو من اجرام وأصبحت بشائر الطوفان ترصد وتنشر بشكل يومي بنفس رصد جرائم الاحتلال الوحشية بحق الأبرياء العزّل , التعاون والتنسيق بين محور الجهاد والمقاومة في لبنان واليمن والعراق وايران في استمرار , ولا يستطيع أحد تجاهله.

على مدى أكثر من سبعين عاما ظل الفلسطينيون يتعرضون للقتل والتهجير والمجازر والاقتحامات وحملات الدهم والاعتقالات وكان العالم يتابع ذلك بصمت وبصورة كأنها روتينية طبيعية مسلّم بها وكادت قضية فلسطين أن تموت في نفوس الشعوب إلا القليل منها وأصبحت الحقوق شبه ميتة.

واليوم وبعد طوفان الأقصى عادت قضية فلسطين لتحيا من جديد وعاد الجميع بمن فيهم غير المسلمين يخرجون في وسائل الاعلام ليتكلموا عن حقوق الشعب الفلسطيني وخرجت الشعوب لتهتف غاضبة من جرائم هذا الكيان المؤقت وتؤكد بأن الأرض هي لأصحاب الأرض وذلك بعد سنوات طويلة من الصمت حتى كاد كيان الاحتلال يصدق أنه فعلا دولة ولها حدود وله حق في البقاء في ارض ليست له.

شاهد العالم أجمع غضب واستنكار لجرائم الاحتلال حتى من بعض اليهود انفسهم وشاهدوا تضامنات مع فلسطين في دول ما كانت حتى تسمع بفلسطين واليوم يتحدثون عن أحقية الفلسطينيين في تحرير أراضيهم المحتلة , وكل هذا يزيد في رعب هذا الكيان ويزيد في تخبطه لأنه لم يكن يسمع أبدا بهذا الحديث من أحد سوى من حزب الله وانصار الله وايران واليوم أجمع كل العالم بتلك الحقيقة المّرة والقاسية على كيان العدو والتي لا بد منها، وأصبحت المسألة اليوم فقط مسألة وقت, ويكفينا من طوفان الأقصى هو توحد كل المسلمين الأحرار من كل المذاهب ونبذ الخلافات والفرقة واجماعهم على معاداة اليهود الصهاينة وعلى نصرة الفلسطينيين وهذه النتيجة هي من ثمار دماء الشهداء الأبرياء من النساء والأطفال والتي والله لن تذهب هدرا بل ستزيد وقودا للطوفان ليتحرك بشكل أسرع وأسرع حتى يتحقق الوعد الإلهي..

والحمدلله رب العالمين والعاقبة دائما هي للمتقين..

بقلم الباحثة والكاتبة اليمنية أمة الملك الخاشب (حفظها الله)

 )

قراءة 333 مرة