الأساليب اللغوية في القرآن الكريم ودلالاتها وطرق استعمالاتها

قيم هذا المقال
(4 صوت)
الأساليب اللغوية في القرآن الكريم ودلالاتها وطرق استعمالاتها

أسلوبا (المدح والذم) وما يُحْمَلُ عليهما:
تحظى لغتنا العربية الجميلة بجملة من الأساليب النحوية، وأنماط من أنماط التعبير لا تمتلكها أي لغة أخرى، والأسلوب في أيسر تعريفاته هو الطريقة أو الصورة أو النمط أو القالب الذي تستعمله اللغة ليلبيَ معنى معيَّنا لدى المتكلم، ويعبِّرَ عما في ذاته تعبيرا دقيقا، سواء أكان مدحا أم ذما أم إغراء أم تحذيرا أم استفهاما أم نداء أم اختصاصا أم تفضيلا أم تعجبا أم نداء أم نداء تعجبيا أم شرطا أم نفيا أم قسما أم كان غير ذلك من تلك الأنماط والتراكيب الأسلوبية الرائعة.
وتمتلك هذه اللغة إمكانات تعبيرية لا حدود لها ؛ وذلك لارتباطها بلغة الكتاب العزيز، ولكون هذا الشهر هو شهر القرآن الكريم ، وشهر التوقف عند آياته، وتأمُّلها، والالتحام بها، والوقوف على أسرارها، وسبر أغوارها .. فسوف نتتبع هاتيك الأساليب، ودلالاتها، ومواضع استعمالاتها، وأحكامها النحوية والدلالية لنقترب شيئا ما من فهم لغة القرآن الكريم، والوقوف على ظلالها، ودقة معانيها، وتمام طرقها في نقل المشاعر والأحاسيس الداخلية، فربما كانت إشارة منها أبلغ من عبارة، وربما كان مسكوتاً عنه محذوفاً أبلغ من مسموع مذكور، وقد يكون السكت قليلا أعظم من الكلام كثيراً، فكما قيل:(رب صمت خير من الكلام)، و(رب مسكوت عنه أولى من منطوق به)، وفي هذه اللقاءات نقف بكم عند محطاتها الأسلوبية، متخذين من لغة القرآن الكريم أساسا نبني عليه، وقاعدة ننطلق بها لنحلق في سماء لغتنا الجميلة، وهذه اللغة فيها ما يربو على الثلاثين أسلوباً، نبدؤها بأسلوب المدح والذم.
وعناصر أسلوب المدح والذم ثلاثة:فعل المدح أو الذم، وفاعل المدح والذم، والمخصوص بالمدح أو الذم، ونبين الأنماط التي يَرِدُ عليها في التراكيب.
فيتكون أسلوب المدح، وأسلوب الذم من فعل المدح، مثل نعم وحسن وحبذا، ومن فعل الذم بئس وساء ولا حبذا، ثم يليهما فاعل المدح أو الذم، ثم يأتي في آخر الجملة المخصوص بالمدح أو المخصوص بالذم، وهذا المخصوص بالمدح أو الذم يمكن أن يتقدم أو يتأخر، إلا أنه إذا تقدم فله إعراب وتوجيه نحوي واحد، وإذا تأخر المخصوص فله أربعة أعاريب، أو توجيهات نحوية.
ويستخدم هذا الأسلوب في مقام الثناء والمدح، أو مقام الذمِّ والقدح، فإذا قلنا مثلا: نعم الرجل محمدٌ ، أو: بئس الرجل المنافقُ.
كان معنى الجملة الأولى مدح محمد بسبب بلوغه درجةً عاليةً في صفة الرجولة، وأنه صار منها بحيث يراها الناس عليه فيمدحونه لأجلها ، وكان معنى الجملة الثانية ذم المنافق بسبب بلوغه دركةً سفلى في بعض الصفات كالنفاق، فقد صار مشهورا بها حتى إنه ليذم من أجلها.
ويتركب هذا الأسلوب من ثلاثة أركان ـ كما سبق ـ الركن الأول هو: الفعل “نعم” أو (بئس)، وهو فعل ماضٍ جامدٌ ، يفيد إنشاء المدح أو يفيد إنشاء الذم، مبني كل منهما على الفتح ، ولا محل لهما من الإعراب، والركن الثاني: فاعل نعم أو بئس، وهو خمسة أنواع: أن يكون معرفا بـأل ـ أن يكون مضافا لما فيه أل ـ أن يكون مضافا لمضاف لما فيه أل ـ أن يكون ضميرًا مستترًا مفسَّرا بنكرة بعده تعرب تمييزًا له ـ أن يكون كلمة (ما) أو (من) الموصولتيْن، والركن الثالث: المخصوص بالمدح أو الذم، وهو الاسم الذي يأتي بعد فعل المدح أو فعل الذم وفاعله، وقد يتقدم عليهما، مثل محمد نعم الرجال، ونعم الرجال محمد، وبئس الرجال الكذاب، والكذاب بئس الرجال.
كيفية التناول النحوي لأسلوب المدح والذم،(ومعرفة أنواع فاعل نعم وبئس، وهي ست صور)، الصورة الأولى: فاعل نعْم المعرف بـ (أل)، نحو قول الله عز وجل:(إنا وجدناه صابراً نعم العبدُ إنه أواب)، ونحو:(نعم الثوابُ وحسنت مرتفقا)، ونحو (بئس الشرابُ وساءت مرتفقا).
إعراب الصورة الأولى: (إنّا): إن: حرف توكيد ونصب ناسخ، و(نا) اسم إن في محل نصب، وجدناه صابراً: جملة من فعل وفاعل ومفعول أول وثانٍ، خبر إن في محل رفع.
نعْم العبد إنه أواب: (نعْم): فعل ماض يفيد إنشاء المدح مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، العبد: فاعل نعم مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و(نعم العبد) جملة فعلية في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر محذوف لدلالة السياق عليه، والتقدير:(نعم العبد أيوب)، و(أيوب) هو المخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر، لكنه محذوف لتقدم ذكره، إنه أواب: إن واسمها وخبرها.
والصورة الثانية: فاعل نعْم المضاف إلى ما فيه (أل): نحو قوله سبحانه:(ولنعم دار المتقين)، ونحو:(وبئس مثوى الظالمين).
إعراب الصورة الثانية: دار: فاعل نعم وهو مضاف، المتقين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، (ونعم دار المتقين) جملة في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر محذوف، تقديره: نعم دار المتقين الجنة.
(بئس الشراب)، بئس: فعل ماض مبني على الفتح يفيد إنشاء الذم لا محـل له من الإعراب، الشراب: فاعل بئس، و(بئس الشراب) جملة في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر محذوف، تقديره: بئس الشراب الحميمُ والغسَّاقُ.
(فلبئس مثوى المتكبرين) مثوى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر لأنه اسم مقصور، المتكبرين: مضاف إليه، و(بئس مثوى المتكبرين) جملة فعلية خبر مقدم لمبتدأ محذوف، تقديره: بئس المثوى مثوى النار.
والصورة الثالثة: فاعل نعم المضاف إلى مضاف لما فيه (أل)، كقول الشاعر:
فَنِعْمَ ابنُ أختِ القومِ غيرَ مكُذَّبٍ
زُهَيْرٌ حُسَامٌ مُفْرَدٌ من خَمَائِلِ
إعراب الصورة الثالثة: فنعْم: فعل ماضٍ جامد، يفيد إنشاء المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ابن: فاعل وهو مضاف، أخت: مضاف إليه وهو مضاف .القوم: مضاف إليه، ونعم ابن أخت القوم: جملة في محل رفع خبر مقدم، غيرَ: حال وهو مضاف، مكذبٍ: مضاف إليه، زهير: مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح . حسام مفرد من الخمائل : خبران لمبتدأ واحد محذوف تقديره: هو.
والصورة الرابعة: مجيء فاعل نعم (ما) اسماً موصولاً لغير العاقل، نحو: نعم ما تتحلى به الإخلاص، وبئس ما تتصف به النفاق.
إعراب الصورة الرابعة: ما: اسم موصول في محل رفع فاعل. تتصف به: جملة من فعل وفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، و(ما تتصف به) خبر مقدم ،في محل رفع، الإخلاص: مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح.
والصورة الخامسة والأخيرة: مجيء فاعل نعم (من) اسماً موصولاً للعاقل، نحو: نعم مَنْ تصاحب المؤمن، وبئس مَنْ تصادق الكذوب.
إعراب الصورة الخامسة: من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. تصاحب: جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. و(نعم من تصاحب) جملة في محل رفع خبر مقدم، المؤمن: مبتدأ مؤخر، وهو المخصوص بالمدح.
والصورة السادسة: أن يكون فاعل نعم أو بئس ضميراً مستتراً مفسراً بنكرة منصوبة على التمييز: نعم عملاً الصلاة لوقتها.
إعراب الصورة السادسة: نعم: فعل وفاعله ضمير مستتر تقديره هي، وعملاً: تمييز منصوب، و(نعم عملاً) جملة في محل رفع خبر مقدم.
الصلاة: مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح، بئس صنيعًا الكذب، بئس: فعل وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، صنيعًا: تمييز منصوب، و(بئس صنيعًا) جملة في محل رفع خبر مقدم، الكذب: مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالذم.
.. البقية في الاسبوع القادم.

***

 الأساليب اللغوية في القرآن الكريم ودلالاتها وطرق استعمالاتها

- صيغ إعراب أسلوب المدح والذم

إعراب أسلوب المدح والذم (نعم وبئس) إذا تأخر المخصوص بالمدح والذم أو تقدم:
إذا تأخر المخصوص بالمدح أو الذم فله أربعة أعاريب، وإذا تقدم فله إعراب واحد، ويتضح ذلك من خلال إعراب هذا المثال: (نِعْمَ الرجلُ محمدٌ).
1 ـ فعل ماض يفيد إنشاء المدح وفاعل (والجملة في محل رفع خبر مقدم) ومبتدأ مؤخر، وهو المخصوص بالمدح.
2 ـ فعل ماض يفيد إنشاء المدح وفاعل (جملة فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب) وخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو مبتدأ لخبر محذوف تقديره الممدوح (جملة اسمية لا محل لها من الإعراب).
3 ـ فعل ماض يفيد إنشاء المدح والفاعل (جملة فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب) وبدل من الفاعل.
أما إذا تقدم المخصوص بالمدح أو الذم فليس له إلا إعراب واحد، أن يعرب المتقدم مبتدأ، والجملة بعده من الفعل والفاعل في محل رفع خبر هذا المبتدأ.
وهنا نقطة مهمة وردت في القرآن الكريم، وهي قضية (مجيء (ما) بعد نعم وبئس)، وحو: (إن الله نعما يعظكم به)، (بئسما اشتروا به أنفسهم)، (إن تبدوا الصدقات فنعما هي).
وتتناول هكذا: إذا جاء بعد “نعمّا” جملة كاملة فَلِـ (ما) توجيهان:
1 ـ نعمّا (فعل وفاعل اسم موصول) وجملة: يعظكم به صلة الموصول.
2 ـ نعمّا: نكرة ناقصة فهي تمييز للفاعل الضمير المستتر وجوباً، وجملة بعده تعرب في محل نصب صفة له: يعظكم به
أما إذا جاء بعد نعمَّا مفرد فل (ما) توجيهان أيضاً، هما:
1 ـ معرفة تامة، فهي بمعنى الشيء، وتعرب فاعلاً، والمفرد بعدها هو المخصوص بالمدح ويعرب مبتدأً مؤخرًا.
2 ـ نكرة تامة بمعنى شيء، وتعرب تمييزاً للفاعل المستتر، والمفرد بعدها هو المخصوص بالمدح: أي تكون: نعمّا: فعل وفاعل ضمير مستتر وتمييز(والجملة خبر مقدم)، و(هي) المخصوص بالمدح (مبتدأ مؤخر).
ما يُحْمَلُ على أسلوب المدح والذم من صيغ المدح والذم: ما جاء على وزن فَعُلَ مفيدا المدح والذم:(مثل: حَسُنَ وحَمُد، وكذًبَ، وخبُث) بضم الحرف الثاني في كل فعل.
ويأتي ذلك من كل فعل ثلاثي صالح للتعجب منه، فيصاغ منه فعل على وزن (فعُل) إما بالأصالة مثل:(ظَرُفَ وشَرُفَ)، وإما بالتحويل مثل:(ضَرُبَ وفَهُمَ، وفقُه وعلُمَ)، فيجري مجرى (نعم وبئس) في إفادة المدح والذم، وكذلك في حكم الفاعل وفي حكم المخصوص.
(2) حبذا ولا حبذا:(الأولى للمدح، والثانية للذم، بزيادة لا النافية قبلها) .
نقول: حبذا الصدق، ولا حبذا الكذب .. حبذا الإيمان، ولا حبذا الكفر.
كيفية إعراب ما يحمل على أسلوب المدح والذم (فيه أربعة أعاريب).
إعراب تركيب: حبذا الصدق.
له أربعة أعاريب: (أ) حب: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر مقدم. الصدق: مبتدأ مؤخر مرفوع وهو المخصوص بالمدح، (ب) فعل وفاعل وبدل من اسم الإشارة الفاعل (حب الصدق)، (ج) (حبذا) كلها فعل والصدق: فاعل، (د) (حبذا) كله اسم مركب غُلِّبَتْ فيه الاسمية:(مبتدأ وخبر).
وقال الشاعر:
ألا حبَّذا عاذري في الهوى
ولا حبذا الجاهلُ العاذلُ
إعراب البيت: ألا: حرف استفتاح لا محل له من الإعراب.
حبذا: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر مقدم.
عاذري: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة للمناسَبة ،وياء المتكلم مضاف إليه ، وهو المخصوص بالمدح.
ومثل: نعم الثواب وحسنت مرتفقا، وبئس الشراب وساء ت مرتفقا.
ومن شواهد المدح والذم في القرآن الكريم التي يمكن أن نتوقف عندها تحليلا نحويا ودلاليا قوله تعالى:(أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) (الكهف ـ 31) ونحو: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) (النحل ـ 30)، ونحو:(أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران ـ 136)، مثل:(إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(البقرة ـ 271)، ونحو:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء ـ 58)، ونحو:(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأعراف ـ 150)، نحو:(بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) (البقرة ـ 90)، ونحو:(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة ـ 93)، ومثل:(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة ـ 102)، ومثل:(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (آل عمران ـ 162)، هذه بعض آيات المدح والذم في كتاب الله الكريم، ولو شئنا تتبُّعَها لخرجنا بعدد كبير من آيات هذا الأسلوب العربي القرآني الكريم، ونكتفي بهذا في أسلوب المدح والذم، وما يحمل عليه من لغة العرب، والله يتقبل منا ومنكم، ويرزقنا فهم أساليب كتابه، وتعابير قرآنه إنه ولي ذلك، والقادر عليه وكل عام وأنتم بخير، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

جمال عبد العزيز أحمد

 

 

قراءة 7676 مرة