الحجاب في الأديان السماوية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الحجاب في الأديان السماوية

السوال:هل الامر بارتداء النساء اللبس المحتشم السلتر وتغطية الجسم والشعر ماعدا الوجه والكفين ورد في الاديان السماوية التي سبقت الاسلام؟ وهل يوجد ادلة نقلية وعقلية تثبت او تنفي ذلك؟

الجواب:

لصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) - السيد جعفر مرتضى العاملي - ج 14 - ص 151 - 157

 

الحجاب في الكتب القديمة:

إن المراجع للكتابين اللذين يقال لهما: العهد القديم، والعهد الجديد، أي ما يسمى ب‍ « التوراة » و « الإنجيل »، يجد فيهما نصوصاً تؤكد على الحجاب، فلاحظ ما يلي:

أولاً: العهد القديم « التوراة »: فمن النصوص الواردة فيما يسمى بالتوراة، أو العهد القديم، ما يلي:

ألف: « قالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي؟! فقال العبد: هو سيدي. فأخذت البرقع وتغطت ».

ب: « وقيل لها: هو ذا حموك صاعد إلى تمنة ليجزَّ غنمه. فخلعت عنها ثياب ترمُّلها، وتغطت ببرقع، وتلفَّفت وجلست في مدخل عينايم، التي على طريق تمنة، لأنها رأت أن شيلة قد كبر الخ.. ».

ج: إن تامار « قامت ومضت، وخلعت عنها برقعها، ولبست ثياب ترمُّلها ».

د: تقول المرأة: « أخبرني يا من تحبه نفسي، أين ترعى عند الظهيرة؟ أين تربض؟ لماذا أنا أكون مقنعة عند قطعان أصحابك »؟.

ه‍: وفيه أيضاً: أن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن، والمباهاة برنين خلاخيلهن، بأن « ينزع السيد في اليوم عنهن زينة الخلاخيل والضفائر، والأهلة، والحلق، والأساور، والبراقع، والعصائب ».

و: ويقول ويل ديورانت: لو أن امرأة نقضت القانون في المجتمع اليهودي بأن خرجت إلى الرجال دون أن تغطي رأسها، أو أنها اشتكت إلى رجل، ورفعت صوتها من دارها حتى سمعوا جيرانها، كان لزوجها الحق في أن يطلقها دون أن يدفع مهرها.

ز: وفي مقام تهديد المرأة إذا عصت، قال في العهد القديم: « اكشفي نقابك، شمري الذيل، اكشفي الساق، اعبري الأنهار، تنكشف عورتك، وترى معاريك ».

 

ثانياً: العهد الجديد: « الإنجيل »: ومما ورد في العهد الجديد قول بولس: إن النقاب شرف للمرأة، « فإن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها، لأن الشعر بديل من البرقع ». ولعله يقصد: التستر بالشعر، إذا لم تجد سواه. قالوا: « وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلقى الغرباء، وتخلعه حين تنزوي في الدار بلباس الحداد ».

 

الحجاب في الجاهلية:

من الألبسة المشهورة في الجاهلية: الخمار، القناع، البرقع، اللثام. وكانت المرأة في الجاهلية تغطي رأسها بخمار وتقاتل.

ونحن نكتفي هنا بإيراد نماذج من الشعر العربي الذي يحمل معه دلالات على موضع الحجاب في الجاهلية، وهي التالية:

1- قال النابغة الذبياني، وكان قد دخل على النعمان بن المنذر، وكانت معه زوجته، فسقط نصيفها، فسترت وجهها بيديها:

 

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ***** فتناولته واتقتنا باليد

بمخضب رخص كأن بنانه ***** عنم يكاد من اللطافة يعقد

 

2- وقال عنترة بن شداد:

 

وكشفت برقعها فأشرق وجهها ***** حتى كان الليل صبحاً مسفرا

 

3- وقال عنترة أيضاً:

 

وحولك نسوة يدنين حزناً ***** ويهتكن البراقع واللفاعا

 

4- وقال أيضاً:

 

جفون العذارى من خلال البراقع ***** أحدُّ من البيض الرقاق القواطع

 

5- وقال أيضاً:

 

إن تغدفي دوني القناع فإنني ***** طب بأخذ الفارس المستلئم

 

6- وقال الفند الزماني المتوفى سنة 95 قبل الهجرة:

 

يوم لا تستر أنثى وجهها ***** ونفوس القوم تنزو في الحلوق

 

7- وقال الشنفرى، المتوفى سنة 510 م، يصف زوجته أميمة:

 

لقد أعجبتني لا سَقوطاً قناعُها ***** إذا ما شَأَت أو لا بذات تلفت

 

8- وقال الحارث اليشكري، المتوفى سنة 50 قبل الهجرة:

 

فضعي قناعك إن ريب ***** الدهر قد أفنى معدا

 

9- ومن الأمثال المعروفة قولهم: « ذكرني فُوكِ حماريْ أهلي ». وهو أن رجلاً خرج يطلب حمارين ضلا له، فرأى امرأة متنقبة، فأعجبته حتى نسي الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سفرت له، فإذا هي فوهاء ( أي واسعة الفم، أو أن أسنانها الطويلة تخرج من بين شفتيها ). فحين رأى أسنانها ذكر حماريه، فقال: ذكرني فوك حماريْ أهلي.. وأنشأ يقول:

 

ليت النقاب على النساء محرم ***** كي لا تغر قبيحة إنسانا

 

ولنا أن نحتمل: أن يكون العرب قد أخذوا هذا الحجاب من دين الحنيفية، ورأوا أن ذلك ثابت في الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية، ووافق ذلك هوى نفوسهم، وما لديهم من شعور بالغيرة على النساء، فالتزموا به.

 

المجتمع الإيراني القديم:

وفي المجتمع الإيراني القديم، كان يحرم على المرأة ذات البعل النظر إلى أبيها وإخوتها، وكذلك يحرم عليهم النظر إليها. وكان نساء الطبقات العليا لا يخرجن من بيوتهن إلا في هوادج مسجفة. وقالوا أيضاً: « إن نساء الفرس كن يتحجبن قبل ظهور الإسلام ».

 

المجتمع الهندي:

وفي المجتمع الهندي كان الحجاب وحدوده عسيراً بالنسبة إلى المرأة، وإن كان التاريخ لم يبين لنا بداية نشوء الحجاب في ذلك المجتمع، هل هو قبل الإسلام أم بعده. والمرأة المحترمة لا تستطيع أن تبدي نفسها لغير زوجها وأبنائها، ولا يمكنها الانتقال خارج دارها إلا مستورة بقناع سميك.

 

المملكة الرومانية:

وفي دائرة المعارف الكبرى: أن النساء في المملكة الرومانية « كن يغالين في الحجاب لدرجة أن الداية - القابلة - لا تخرج من دارها إلا مخمورة، ووجهها ملثم باعتناء زائد، وعليها رداء طويل يلامس الكعبين، وفوق ذلك كله عباءة لا تسمح برؤية شكل قوامها ».

 

قدماء اليونان:

قال الدكتور محمود سلام زناتي عن المرأة في التقاليد اليونانية القديمة: « إذا خرجت تُلزمها التقاليد بوضع حجاب ثقيل، يخفي معالم وجهها، وأن يرافقها أحد أقاربها الذكور، أو أحد الأرقاء ». وقالوا عنها: « إنها كانت تحبس في البيت ». وقالوا أيضاً: « ولقد كان في وسعها إذا تحجبت الحجاب اللائق بها، وصحبها من يوثق به أن تزور أقاربها وأخصائها، وأن تشترك في الاحتفالات الدينية، ومنها مشاهدة التمثيل. أما فيما عدا هذا فقد كان ينتظر منها أن تقبع في منزلها، وأن لا تسمح لأحد أن يراها من النافذة. وكانت تقضي معظم وقتها في جناح النساء، القائم في مؤخرة الدار. ولم يكن يسمح لزائر من الرجال أن يدخل فيه، كما لم يكن يسمح لها بالظهور إذا كان مع زوجها زائر ». وقالت فتوى صادرة عن مشيخة الأزهر: « إن حجاب النساء كان معروفاً ومعمولاً به قبل مجيء الإسلام بقرون كثيرة في جميع الأمم المعروفة بالمدنية. وقد أخذه عنهم اليونانيون والرومانيون على أقصى ما يعرف عنه من التشديد قبل الإسلام بأكثر من ألف سنة. وكان الإسرائيليون جارين عليه أيضاً على عادة معاصريهم الخ.. »

ودمتم في رعاية الله

قراءة 1061 مرة